ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 28/06/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ملف مركز الشرق العربي

خطابات ومقابلات بشار الاسد

27-6-2012

 

الرئيس الأسد للقناة الأولى في التلفزيون الروسي: أي تفكير بالعدوان على سورية سيكون ثمنه أكبر بكثير مما يستطيع العالم أن يتحمله.. نعول على الموقف الروسي وعلى استمرار دعم روسيا لسورية

31 تشرين الأول , 2011

دمشق-سانا

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية بلد له موقع خاص جدا من النواحي الجغرافية والجيوسياسية والتاريخية ومن النواحي الأخرى وهي موقع التقاء كل مكونات الشرق الأوسط وخط التقاء صفيحتي الزلزال وأي محاولة لهز صفائح الزلزال ستؤدي إلى زلزال كبير يضر كل المنطقة ولمسافات بعيدة وإذا اهتز الشرق الأوسط فكل العالم سيهتز وأي تفكير بهذا النوع من السيناريوهات سيكون ثمنه أكبر بكثير مما يستطيع العالم أن يتحمله.

وأضاف الرئيس الأسد في لقاء مع التلفزيون الروسي القناة الأولى إن هناك معرفة روسية بمخاطر محاولات التدخل الخارجي في سورية ولذلك قامت روسيا بلعب دور مهم على الساحة الدولية وكان آخر مافعلته الفيتو في مجلس الأمن لافتا إلى أن سورية تعول على الموقف الروسي وعلى استمرار دعم روسيا ليس دفاعا عن سورية فقط بل دفاعا عن الاستقرار في العالم.

وأكد الرئيس الأسد أن سورية تتعامل مع القوى المحلية الموجودة سابقا والتي وجدت خلال الأزمة انطلاقا من أن التواصل مع هذه القوى مهم جدا من دون أن نحدد من له قاعدة شعبية أو لا.

وقال الرئيس الأسد إن الشعب السوري يقف ضد التدخل الأجنبي وضد أي شيء من خارج حدود سورية لافتا إلى أن المبدأ الصحيح هو اعتماد الحوار لأنه يؤدي إلى الوصول للحلول التي تؤدي إلى الاستقرار في أي بلد.

 

واعتبر الرئيس الأسد أن العقوبات الغربية والحصار على سورية تضر بالشعب السوري ولكن لن تخنق سورية التي تعيش من إنتاجها وتصدر للخارج وهي قادرة على تجاوز هذا الحصار بنسب كبيرة والتأقلم مع هذه الحالة الجديدة.

 

وأوضح الرئيس الأسد أن سورية تكونت لديها معلومات من خلال التحقيقات مع الإرهابيين بحدوث عمليات تهريب للسلاح عبر الحدود السورية من دول الجوار ودفع أموال أيضا تأتي من قبل أشخاص خارج سورية مشيرا إلى أن هناك معلومات عن أشخاص يقودون هذه الأعمال خارج سورية وفي أكثر من دولة.

 

وأكد الرئيس الأسد أن هناك دولا تقف خلف التسليح في سورية والأسلحة تأتي من دول الجوار ومن الصعب ضبط الحدود مع الدول المحيطة.

 

وفيما يلي لقاء الرئيس الأسد مع التلفزيون الروسي..

 

فردا على سؤال حول احتمال قيام الغرب بشن عدوان على سورية وأن العمليات العسكرية الغربية ضد سورية مخطط لها مسبقا والمساعدة التي تعول عليها سورية من روسيا في هذه الحالة.. قال الرئيس الأسد هذه الادعاءات نسمعها من وقت لآخر وخاصة في الأزمات التي تحصل بين سورية وبين عدد من الدول الغربية خلال العقود الماضية والتي تهدف إلى الضغط على سورية لتغيير مواقفها السياسية.

 

عندما يكون الوطن مهددا بشكل عسكري أو أمني فلا يكون هناك قيمة لموازين القوى

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة لنا في سورية نضع دائما كل الاحتمالات بالحسبان حتى وإن لم يكن هذا الموضوع مطروحا في الإعلام من خلال التسريبات ولكن عندما يكون الوطن مهددا بشكل عسكري أو أمني فلا يكون هناك قيمة لموازين القوى ولا يهم من هو أقوى ومن هو أضعف وإذا كانت الدولة تمثل دولة صغيرة وضعيفة والعدو هو كبير وقوي فمن الطبيعي أن تدافع عن بلدك بغض النظر عن الموازين.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن الحسابات بالنسبة للآخرين تجاه هذا السيناريو هي ليست حسابات سهلة فسورية بلد له موقع خاص جدا من الناحية الجغرافية ومن الناحية الجيوسياسية ومن الناحية التاريخية ومن النواحي الأخرى المختلفة وسورية هي موقع الالتقاء لكل مكونات أو معظم مكونات الشرق الأوسط الثقافية والدينية والطائفية والعرقية وغيرها وهي كخط التقاء صفيحتي الزلزال وأي محاولة لهز استقرار صفائح الزلزال ستؤدي إلى زلزال كبير يضر كل المنطقة ولمسافات بعيدة تصيب دولا بعيدة وإذا اهتز الشرق الأوسط فكل العالم سيهتز وأي تفكير من هذا النوع من السيناريوهات سيكون ثمنه أكبر بكثير مما يستطيع العالم أن يتحمله لهذا السبب حتى الآن تبدو الأمور تذهب باتجاه محاولات ضغط إعلام سياسي اقتصادي.

 

وقال الرئيس الأسد: لاشك أننا نعول على روسيا أولا للعلاقة التاريخية الموجودة بين بلدنا وروسيا وبنفس الوقت لأن روسيا هي قوة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وبكل الأحوال هي لعبت هذا الدور منذ الأيام الأولى للأزمة وكان هناك تواصل مباشر بيننا وبين الحكومة الروسية وكنا نشرح لهم بالتفاصيل هذا الوضع انطلاقا من أهمية سورية وتأثيرها على الوضع في الشرق الأوسط وفي هذه المنطقة تحديدا.

 

نعول على الموقف الروسي وعلى استمرار دعم روسيا ليس دفاعا عن سورية فقط وإنما دفاعا عن الاستقرار في العالم

 

وأضاف الرئيس الأسد.. كان هناك معرفة روسية لمخاطر محاولات التدخل في سورية سواء سياسيا أو امنيا أو عسكريا أو بأي طريقة أخرى لذلك قامت روسيا بلعب دور مهم على الساحة الدولية وكان آخر مافعلته هو الفيتو في مجلس الأمن فنحن نعول على الموقف الروسي وعلى استمرار دعم روسيا ليس دفاعا عن سورية فقط وإنما دفاعا عن الاستقرار في العالم.

 

وردا على سؤال حول قيام أحد المعارضين الشيوعيين في سورية بشكر روسيا على استخدامها الفيتو وقيام آخرين بحرق الأعلام الروسية في بعض شوارع المدن السورية ومن هي المعارضة التي يمكن الجلوس معها على طاولة الحوار قال الرئيس الأسد: أعتقد لو التقيت بأي مواطن سوري ستسمع نفس الموقف فكل شخص لديه الحد الأدنى من الشعور الوطني سيكون ممتنا لروسيا لموقفها الأخير في مجلس الأمن وأن نكون معارضة أو موالاة في سورية أو في الوسط لا يعني أن نختلف على الأمور الأساسية فنحن لا نختلف مع المعارضة حول سيادة سورية ورفض التدخل الخارجي و الوقوف ضد العمليات الإرهابية التي تحصل في سورية خلال الأشهر الأخيرة نحن نختلف حول القضايا الداخلية وفي القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها وأعتقد ان هذا الموقف هو موقف عام في سورية.

 

 

 

وتابع الرئيس الأسد.. أما بالنسبة لحرق العلم فلا أعتقد بأننا نستطيع أن نضعه في إطار عمل سياسي فهو لا يمثل معارضة أو غيرها وغالبا يمثل حالات فردية وقد تكون هذه الحالات مدفوعة من الخارج لكي يكتمل المشهد الإعلامي حول الكذبة الكبيرة التي تروج ضد سورية في الإعلام الخارجي ولكي تظهر روسيا وكأنها تقف مع دولة ضد الشعب هذه هي اللعبة الإعلامية المفترضة من هذا العمل.

 

وأضاف الرئيس الأسد حول من تمثل المعارضة.. أعتقد أن القرار يكون أكثر دقة عندما يكون هناك انتخابات ووجود أحزاب جديدة وانتخابات إدارة محلية وانتخابات مجلس الشعب بعدها بفترة قليلة هو الذي سيحدد من الذي يمثل الشعب من هذه المعارضة وبالنسبة لنا نحن نتعامل مع الجميع.. مع كل القوى الموجودة على الساحة.. كل القوى الموجودة سابقا والتي وجدت خلال الأزمة لأننا نعتقد أن التواصل مع هذه القوى الآن مهم جدا من دون أن نحدد من له قاعدة شعبية أو لا لذلك فإن الجواب الأكثر دقة سيكون بعد الانتخابات التي نعتقد بأنها ستكون في شهر شباط القادم.

 

الشعب السوري ضد التدخل الأجنبي وضد أي شيء يأتي من خارج حدود سورية

 

وجوابا على سؤال حول بداية الحوار الوطني الشامل وتنظيم عملية الانتخابات وقيام جزء من المعارضة في اسطنبول بتشكيل مجلس وإبداء عدم استعدادهم لإجراء مفاوضات مع السلطات وفيما إذا كان بالإمكان الاتفاق معهم بطرق سلمية قال الرئيس الأسد: أولا إن الحوار هو دائما بحاجة لطرفين فلا يمكن أن تحاور من طرف واحد وإذا أردت أن تحاور أي طرف فلابد أن يكون قابلا للحوار هذه النقطة الأولى أما النقطة الثانية فلكي نحاور أي جهة بشكل سياسي وبشكل رسمي فلا بد أن نحدد أسسا معينة لكي ننطلق من خلالها.. وتساءل الرئيس الأسد هل هذه القوى التي علينا أن نحاورها مقبولة من قبل الشعب السوري و هل هي قوى صنعت في الخارج من قبل دول أجنبية وهل تدعو أو تقبل بتدخل أجنبي وهل تدعم الإرهاب.. عندما نحدد كل هذه الأسس نستطيع أن نحدد إذا كنا سنحاور أم لا.. فالشعب السوري ضد التدخل الاجنبي وضد أي شيء يأتي من خارج حدود سورية سواء بشكل سياسي أو موقف سياسي.

 

أما عن المجلس الذي أنشئ في اسطنبول فلا أعرف عنه الكثير ولكن أستطيع أن اقول أن السؤال أو الجواب الدقيق يأتي على هذا المجلس من قبل الشعب السوري عندما يقبل الشعب السوري بمجلس أو ببنية سياسية معينة فلا بد لنا كدولة أن نتحاور معها أما بالنسبة أن نقبل أو نرفض الحوار كمبدأ أو نذهب باتجاه العنف أو القوة فأعتقد بأن المبدأ الصحيح هو اعتماد الحوار لأنه هو الذي يؤدي إلى الوصول إلى الحلول التي تؤدي للاستقرار في أي بلد لذلك نحن لا نعلق كثيرا على هذا المجلس طالما أن الشعب السوري لم يهتم فنحن لن نهتم فعندما يكون هناك اهتمام من الشعب السوري سيكون هناك اهتمام من الحكومة السورية بهذا المجلس أو بغيره.

 

وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول إمكانية صمود سورية طويلا في وجه العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الغرب والولايات المتحدة الامريكية ومساعدة روسيا في هذا الشأن: إن هذا الحصار قديم على سورية وتحديدا الحصار الاقتصادي أو التقني أو التكنولوجي منذ عقود .. وأنا لا اذكر أننا مررنا في مرحلة ولم يكن هناك نوع من الحصار من قبل الغرب على سورية ولكن هذا الحصار يشتد في الأزمات لذلك قررنا منذ نحو ست سنوات وتحديدا في عام 2005 أن نتوجه باتجاه الشرق.

 

الحصار يضر بالشعب السوري وليس بالدولة بالدرجة الأولى ولكنه لن يخنق سورية فهي بلد تعيش من إنتاجها وتصدر للخارج

 

وأوضح الرئيس الأسد أن الحصار يضر بالشعب السوري وليس بالدولة بالدرجة الأولى ولكنه لن يخنق سورية فهي بلد تعيش من إنتاجها وتصدر للخارج ونحن لدينا إنتاج غذائي وصناعي وفي كل المجالات أما بالنسبة للمواد الأخرى التي لا تنتج في سورية فلدينا دول جوار ونحن قادرون على تجاوز هذا الحصار بنسب كبيرة فإذاً علينا أن نتأقلم مع هذه الحالة الجديدة ونحن بالأساس تأقلمنا مع حالات سابقة لكي نتجاوز حالة الحصار.

 

وتابع الرئيس الأسد.. أما بشأن التوجه نحو الشرق فنحن دائما كانت لنا علاقات مع الغرب خلال العقود الماضية وربما منذ الاستقلال بالرغم من أن هذا الغرب كان يحتل هذه المنطقة وتحديدا فرنسا وبريطانيا ولكن نحن في الواقع جزء من الشرق ونحن شرق وأنتم شرق والهند في الشرق والصين في الشرق وهناك عدد كبير من دول العالم ترتبط بعلاقات جيدة مع سورية سواء تحدثنا عن الشرق أو عن دول امريكا الجنوبية وفي آسيا هناك قوى صاعدة الهند والصين.. و روسيا الآن تلعب دورا هاما على مستوى العالم سياسيا وأيضا اقتصاديا وبالمجالات التقنية هي دولة متقدمة فإذاً لم تغلق أمامنا الأبواب.. فالغرب ليس هو الخيار الوحيد أمامنا وهو يحاصرنا ولكن لدينا علاقات مع معظم دول العالم ولابد من استغلالها بهذا المجال فالعلاقات بين سورية وروسيا تطورت بشكل متسارع بعد العام 2005 عندما قررنا أن نتحرك باتجاه الشرق ولكن أعتقد أن هذه الأزمة ستعزز بشكل أكبر هذه العلاقات وتحديدا في المجال الاقتصادي لذلك فإننا نعول على العلاقة مع روسيا والمساعدة الروسية في المجالات السياسية وكذلك نعول على التعاون الاقتصادي بين سورية وروسيا.

 

 

 

وردا على سؤال حول محاولة أعداء سورية تكرار السيناريو الليبي والخطة السورية لمنع حدوث شيء كهذا قال الرئيس الأسد: إن سورية هي ليست ليبيا ولا أي دولة أخرى لا من الناحية الجغرافية ولا السكانية ولا السياسية ولا من الناحية التاريخية فأي سيناريو من هذا النوع سيكون مكلفا كثيرا للدول الاخرى كما قلت ولا يمكن تطبيقه عمليا في سورية أما من الناحية الإعلامية والتي استخدمت في البداية لتشكيل حالة خارجية لكي تستخدم ضد سورية وخاصة في مجلس الأمن في البداية كان اهتمامنا منصبا على الوضع الداخلي ولم يكن من السهل إظهار أن هناك مؤامرة خارجية على سورية حتى بالنسبة لعدد من السوريين لم يكن من السهل إظهار أن هناك أعمالا مسلحة ضد الدولة واليوم لدينا المئات من الشهداء في الجيش والشرطة والأمن متسائلا كيف قتلوا.. هل قتلوا من خلال المظاهرات السلمية أم قتلوا من خلال الصراخ في المظاهرات أم قتلوا بسلاح فإذاً نتعامل مع مسلحين فالآن ومع تطور الأحداث أصبحت الأمور ظاهرة بشكل واضح وتكون وعي لدى الشعب السوري حول حقيقة ما يحصل في سورية في الأشهر الأخيرة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. في الشهرين الأخيرين بدأنا نركز على الإعلام الخارجي وبدأنا نقوم بدعوة عدد كبير من وسائل الإعلام لكي تأتي وترى الأمور على حقيقتها والإعلام في الغرب بشكل عام منحاز دائما ليس في الأزمات وحتى في الأوقات العادية هو إعلام منحاز لديه تصور مسبق خاطئ عن الأمور أحيانا لا يدخل بالعمق وأحيانا يعبر عن أجندات سياسية تجاه المنطقة مع بعض الاستثناءات.

 

وتابع الرئيس الأسد.. نحن نحاول الآن بالنسبة للإعلام الغربي أن نأتي بهذه الوسائل الاعلامية لكي ترى الحقيقة ولكن نركز بشكل أكبر على الدول الصديقة لكي تأتي وتشرح لشعبها وبنفس الوقت تساعد حكومتها في مواقفها الداعمة لسورية خارجيا فأعتقد الآن التوجه الاساسي هو التوجه الإعلامي وعلينا فضح المخطط الخارجي ضد سورية وبنفس الوقت علينا أن نساعد هذه الدول في أخذ موقف بمساعدة الإعلام المحلي.

 

هناك دول تقف خلف التسليح في سورية .. والأسلحة تأتي من دول الجوار ومن الصعب ضبط الحدود مع الدول المحيطة

 

وردا على سؤال حول وجود من يساعد أعداء سورية والحجم الكبير من الأسلحة الموجود لدى هؤلاء الأعداء ومصدرها قال الرئيس الأسد: في الأشهر الأولى وتحديدا في الشهر الأول لم يكن من السهل معرفة حقيقة ما يجري ومن أين تأتي الأموال أو الأسلحة أو هل كان هناك فعلا أموال وأسلحة كان هذا سؤالا في البداية واليوم وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على بدء الأزمة في سورية تكونت لدينا معلومات واضحة ليست مكتملة ولكن من خلال التحقيقات مع الإرهابيين والتي تمت مؤخرا اصبح واضحا بشكل لا يقبل الشك تهريب السلاح عبر الحدود السورية من دول الجوار ودفع أموال أيضا تأتي من قبل أشخاص في الخارج والآن لدينا معلومات عن أشخاص يقودون هذه الأعمال خارج سورية في أكثر من دولة واحدة ولا توجد لدينا معلومات دقيقة حول علاقة هؤلاء الأشخاص بدول ولكن واضح تماما من نوعية الأسلحة ومن حجمها ومن كمية الأموال أن هذا التمويل هو ليس تمويل أشخاص وإنما هناك دول تقف خلف هذا التمويل لكي نقول من هذه الدول لابد أن يكون لدينا معطيات أكثر وضوحا حول هذا الموضوع وعندها لن نتردد في كشف الحقائق.

 

وجوابا على سؤال حول مصدر الأسلحة والذخائر وخاصة القنابل الإسرائيلية وفيما إذا كان هناك بلدان تقوم بتوريد هذه الأسلحة قال الرئيس الأسد: نعم لدينا أسلحة من دول مختلفة بما فيها بعض الأسلحة صناعة إسرائيلية ولكن لا نستطيع أن نحدد مصدر هذا السلاح هل هو من إسرائيل تحديدا أم من دولة أخرى تمتلك هذا السلاح هناك قنابل وألغام توضع في أماكن فيها مدنيون وقد تستهدف مدنيين في بعض الأحيان وقد تستهدف قوات الأمن أو الشرطة أو الجيش وهناك أيضا أسلحة مضادة للدبابات في بعض الحالات وهذا شيء جديد وخطير لذلك الامور تدل أن هناك دولا تقف خلف هذا التسليح وليس أشخاصا قد يكونون هم الواجهة لهذه الدول.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. من أين تأتي الأسلحة.. من دول الجوار وبالرغم من أن هذه الأسلحة تأتي من هذه الدول فلا نستطيع أن نتهمها بأنها متورطة في التهريب فمن الصعب ضبط الحدود مع الدول المحيطة كما هو الحال في معظم دول العالم.

 

وشكر الرئيس الأسد القناة الروسية وقال أعتقد بأنكم ستلعبون من خلال هذا البرنامج دورا كبيرا في نقل الصورة الحقيقية للمشاهد الروسي عما يحصل في مناطق مختلفة من العالم ومنها الآن منطقة هامة هي منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في سورية.

=================

 الرئيس الأسد: وعي الشعب السوري حمى الوطن وأفشل مخطط إسقاط سورية.. الحل في سورية سياسي.. سنتابع القوانين وستكون هناك انتخابات ومراجعة للدستور..بدأنا بتحقيق إنجازات أمنية

23 آب , 2011

دمشق-سانا

 

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن ما يطمئن اليوم هو وعي الشعب السوري الذي حمى الوطن وأفشل مخطط إسقاط سورية موضحا أن الوضع من الناحية الأمنية أفضل وانه تم تحقيق انجازات أمنية مؤخرا لن يعلن عنها الآن لضرورة نجاحها.

 

وأضاف الرئيس الأسد في حوار مع التلفزيون العربي السوري بث مساء أمس الأول لا شيء اسمه الحل الأمني في سورية والحل سياسي فقط وعندما يكون هناك حالات أمنية لابد من مواجهتها بالمؤسسات المعنية للحفاظ على الأمن وقال لو لم نكن اخترنا الحل السياسي منذ الأيام الأولى للأحداث لما ذهبنا باتجاه الإصلاح وأعلنا بعد اقل من أسبوع حزمة الإصلاحات.

 

وأوضح الرئيس الأسد أن حزمة القوانين صدر جزء منها والباقي سيصدر قريبا ضمن الجدول الزمني المحدد مشيرا إلى أن سورية في مرحلة انتقالية وستكون هناك انتخابات ومراجعة للدستور مؤكدا أن الحوار ضروري في هذه المرحلة الانتقالية وهناك تحضيرات ليكون الحوار على مستوى المحافظات.

 

وأشار الرئيس الأسد إلى أنه من البديهي أن يكون هناك مراجعة لكل الدستور سواء كان الهدف المادة الثامنة أو بقية البنود السياسية مشيرا إلى انه خلال الأيام القليلة القادمة ستصدر القرارات المعنية بلجنة الأحزاب ولاحقا بعد صدور قانون الإدارة المحلية وتعليماته التنفيذية سيتم تحديد موعد للانتخابات.

 

وقال الرئيس الأسد إن الشعب السوري عريق وحضاري وسورية من دون أي مكون من مكوناتها لا يمكن أن تكون سورية التي نعرفها.

 

وأكد الرئيس الأسد أن كل من تورط بجرم ضد مواطن سوري سيحاسب عندما يثبت ذلك بالدليل القاطع ولن تتم تبرئة مخطئ أو محاسبة بريء.

 

وحول تجاوب الغرب السلبي مع الإصلاحات أوضح الرئيس الأسد أن الإصلاح بالنسبة لكل الدول الاستعمارية من الدول الغربية هو ان تقدم لهم كل ما يريدون وان تتنازل عن كل الحقوق وهذا شيء لن يحلموا به في هذه الظروف ولا في ظروف أخرى.

 

وحول دعوة الرئيس أوباما قال الرئيس الأسد اخترنا الامتناع عن الرد لنقول لهم كلامكم ليس له قيمة موضحا أن علاقة سورية مع الغرب علاقة نزاع على السيادة وان هدف الغرب أن ينزعوا السيادة عن الدول بما فيها سورية ونحن نتمسك بسيادتنا دون تردد.

 

وبشأن احتمال ضربة عسكرية قال الرئيس الأسد سورية رفضت كل الضغوط والتهديدات بعد احتلال العراق وأي عمل عسكري ضدها في هذه المرحلة ستكون تداعياته اكبر بكثير مما يمكن أن يحتملوه.

 

وحول نظرته إلى موقف تركيا والعلاقة بين البلدين قال الرئيس الأسد نحن لا نسمح لأي دولة في العالم بأن تتدخل في القرار السوري ونحن ننظر لهذا الموقف من عدة زوايا نضعها في عدة احتمالات.. فربما يكون هذا الموقف نوعا من الحرص وإذا كان كذلك فنحن نقدره وربما يكون قلقا من أي خلل يحصل في سورية يؤثر على تركيا وهذا قلق طبيعي والاحتمال الثالث هو أن يكون محاولة أخذ دور المرشد أو المعلم أو لاعب الدور على حساب القضية السورية وهذا مرفوض بتاتا من أي مسؤول في أي مكان بالعالم بما فيها تركيا.

 

وأضاف الرئيس الأسد إنني مطمئن لأن الشعب السوري دائما يخرج أقوى.. وبشكل طبيعي هذه الأزمة سوف تعطيه مزيدا من القوة لذلك لا اشعر بالقلق ولا أدعو أحدا للقلق واطمئن القلقين.

 

وقال الرئيس الأسد رداً على سؤال حول الدخول في مرحلة الاطمئنان الأمني: لا نستطيع أن نأخذ الجانب الأمني بمعزل عن كل الجوانب الأخرى والمهم هو الجانب السياسي والجانب الاقتصادي والجانب الاجتماعي مهم .. لكن نسمي كل هذه الجوانب بالجانب السياسي.. المهم أن نعرف أين نحن أن نعرف ما الأسباب السابقة للأحداث الحالية وأن نعرف لاحقا كيف نتعامل معها.

 

وأضاف الرئيس الأسد: إن ما يطمئن اليوم ليس الوضع الأمني الذي يبدو بأنه أفضل ولكن ما يطمئن أن المخطط كان مختلفا تماما.. كان المطلوب إسقاط سورية خلال أسابيع قليلة.. ومن حمى الوطن هو وعي الشعب السوري وهذا ما نطمئن إليه.. فإذا.. تفاقم الأحداث لا يشكل مشكلة الآن.. بالنسبة للوضع الأمني حاليا تحول باتجاه العمل المسلح أكثر وخاصة خلال الأسابيع الأخيرة وتحديدا في الجمعة الماضية من خلال الهجوم على نقاط الجيش والشرطة والأمن وغيرها وإلقاء القنابل وعمليات الاغتيال ونصب الكمائن لحافلات النقل المدنية أو العسكرية.. قد يبدو هذا خطيراً بالنسبة للسؤال هل الوضع أفضل من الناحية الأمنية لكن في الواقع نحن قادرون على التعامل معه.. وبدأنا بتحقيق إنجازات أمنية مؤخراً لن نعلن عنها الآن لضرورة نجاح هذه الإجراءات.. ولكن أنا لست قلقا من هذه الأحداث حاليا.. نعم أستطيع أن أقول إن الوضع من الناحية الأمنية أفضل.

 

الحل في سورية سياسي ولو لم نكن اخترنا الحل السياسي منذ الأيام الأولى للأحداث لما ذهبنا باتجاه الإصلاح

 

وجوابا على سؤال يتعلق بالتعامل الأمني للقيادة السورية مع الأحداث والقول إن التعامل السوري اختار الخيار الأمني بعيدا عن كل الخيارات والحلول الأخرى ومنها السياسي قال الرئيس الأسد: طرح هذا الموضوع عدة مرات وكان جوابي إنه لا شيء اسمه الحل الأمني ولا الخيار الأمني.. يوجد فقط حل سياسي حتى الدول التي تذهب لتشن حروبا بجيوشها تذهب من أجل هدف سياسي وليس من أجل هدف عسكري.. لا خيار أمنيا وإنما يوجد حفاظ على الأمن لكي نكون دقيقين.

 

وأضاف الرئيس الأسد: الحل في سورية هو حل سياسي ولكن عندما تكون هناك حالات أمنية لابد من مواجهتها بالمؤسسات المعنية بالحفاظ على الأمن مثل الشرطة والأمن ومكافحة الشغب ومكافحة الإرهاب إضافة إلى الأجهزة الأمنية المعنية.. فإذا لكي نكون واضحين في سورية الحل هو حل سياسي ولو لم نكن قد اخترنا الحل السياسي منذ الأيام الأولى للأحداث لما ذهبنا باتجاه الإصلاح وبعد أقل من أسبوع أعلنا حزمة الإصلاحات فإذا الاختيار أو الخيار السوري بالنسبة للدولة السورية هو خيار الحل السياسي.. ولكن الحل السياسي لا يمكن أن ينجح من دون الحفاظ على الأمن وهذا واجب من واجبات الدولة.

 

 

 

وحول الجديد الذي حمله اجتماع أعضاء اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي والكوادر الحزبية وممثلي النقابات والمنظمات المهنية الذي عقد قبل أيام وأهم القضايا التي تمت مناقشتها قال الرئيس الأسد.. البعض يتوقع أحيانا من هذا النوع من الاجتماعات اتخاذ قرارات.. هو ليس مؤتمرا وإنما هو اجتماع لكوادر عليا ومتوسطة بالنسبة لحزب البعث العربي الاشتراكي ومن الطبيعي أن تتم هذه اللقاءات من وقت لآخر بشكل دوري وطبعا هذا اللقاء لم يكن لقاء دوريا وإنما كان مرتبطا بالأحداث التي تمر بها سورية.. عقدنا اجتماعات على مستوى القيادة ولكن لم نعقد مثل هذا الاجتماع منذ بداية الأحداث.. طرحنا فيه وجهات النظر واستمعنا لوجهات النظر.. شرحنا للكوادر ما الذي يحصل.. كيف بدأت الأحداث.. كيف تطورت.. أين نحن الآن هذا من جانب.. ومن جانب آخر تناقشنا في موضوع الحزمة الإصلاحية التي طرحت وخاصة بعد قرب انتهاء القوانين التي تحدثت عنها في خطابي على مدرج جامعة دمشق.. ولاحقا في الفترة المقبلة سيكون الانتقال لمناقشة موضوع الدستور وهو شيء جوهري فكان لابد من الاستماع لوجهات النظر الموجودة لدى الكوادر والتي يفترض أنها تعبر عن وجهات نظر القواعد البعثية هذا من جانب.. من جانب آخر حزب البعث هو الحزب الذي صاغ ماضي سورية وحاضرها خلال العقود الخمسة ولقد دار نقاش حول ما هي الآليات التي يمكن أن نطور من خلالها العمل الحزبي لكي يبقى في موقعه خلال العقود القادمة.

 

وردا على سؤال حول الحوار الوطني وإلى أين وصل اليوم قال الرئيس الأسد: لاحظت خلال الفترة الماضية أن هناك أحيانا سوء فهم لما هو محتوى أو ما مهام هذا الحوار الوطني... في البداية أنا فكرت من خلال لقاءاتي مع المواطنين السوريين أن نبدأ بحوار على مستوى المحافظات لكن تسارع الأحداث والتشكيك بمصداقية عملية الإصلاح دفعنا لكي نبدأ بحوار مركزي قبل أن نبدأ بحوار على مستوى المحافظات.. استغللنا هذا الحوار قبل إصدار حزمة الإصلاحات أو حزمة القوانين التي تسبق الدستور من أجل جس نبض الشارع بشكل عام.. طبعا يقال إنهم لا يمثلون الشارع وطبعا لا أحد يمثل إلا إذا كان منتخبا وهذا شيء بديهي ولكن هم نماذج من مختلف الشرائح في المجتمع السوري أردنا أن نستمع لما هو النبض.. لدينا معرفة بهذا النبض ولكن كنا بحاجة للتدقيق أكثر لكي نصل إلى حزمة القوانين ونحن مطمئنون والآن صدر جزء من هذه القوانين والباقي على الطريق ضمن الجدول الزمني المحدد.. نحن في مرحلة انتقالية وسنتابع القوانين وستكون هناك انتخابات وستكون هناك مراجعة للدستور.. هي مرحلة انتقالية وحتى بعد صدور كل هذه الحزمة سنبقى في مرحلة انتقالية.. والمرحلة الانتقالية هي مرحلة حرجة وحساسة وأهم شيء في هذه المرحلة أن نستمر في الحوار.. فالآن قررنا بعد أن صدرت هذه الحزمة أن نبدأ بالعمل من أجل حوار في المحافظات يتطرق لكل شيء.. للقضايا السياسية وللقضايا الاجتماعية والخدمية.. طبعا هذا من مهام الأحزاب.. ولكن الأحزاب بحاجة لوقت لكي تؤسس وتصبح موجودة في الشارع ولكي تنضج بحاجة لفترة من الزمن.. هذا الحوار خلال هذه المرحلة الانتقالية ضروري جدا فإذا نحن نحضر لكي يكون هناك حوار على مستوى المحافظات.

 

من البديهي أن تكون هناك مراجعة لكل الدستور سواء كان الهدف المادة الثامنة أم بقية البنود السياسية

 

وبشأن الدستور وما إذا كنا أمام دستور جديد للبلاد والخطوات الإجرائية لذلك... قال الرئيس الأسد: هذه أحد أهم النقاط التي نوقشت خلال اجتماع اللجنة المركزية والفروع في المحافظات.. وهناك من طرح تعديل المادة الثامنة.. وهذه المادة هي جوهر النظام السياسي الموجود في الدستور.. وهناك عدة مواد متعلقة بهذه المادة.. فتبديل المادة الثامنة فقط هو كلام غير منطقي وتبديل المواد الأخرى من دون المادة الثامنة أيضا كلام غير منطقي.. وهذه المواد التي أتحدث عنها والمرتبطة بالمادة الثامنة بمجملها تجسد جوهر النظام السياسي في سورية.. وبالتالي التعامل مع أي بند يتطلب التعامل مع كل البنود الأخرى.. فمن البديهي أن تكون هناك مراجعة لكل الدستور سواء كان الهدف المادة الثامنة أو بقية البنود السياسية.. لابد من مراجعة الدستور.. على الأقل هذه الحزمة من البنود المرتبطة ببعضها.

 

وجوابا على سؤال حول الاجراءات التطبيقية والجدول الزمني والتقريبي لتنفيذ قانوني الانتخابات والأحزاب على الأرض بشكل نهائي قال الرئيس الأسد.. ليس تقريبيا بدقة.. في هذا الأسبوع يعني خلال الأيام القليلة القادمة حتى يوم الخميس يجب أن نصدر بالنسبة لقانون الأحزاب.. اللجنة المعنية بقبول الطلبات أي لجنة الأحزاب المؤلفة من وزير الداخلية وقاض وثلاث شخصيات مستقلة.. ونحن تقريبا أنهينا البحث عن الأسماء وسيصدر القرار خلال الأيام القليلة القادمة.. وبالنسبة لقانون الانتخابات أيضا سيكون جاهزا لكن قانون الانتخابات كان مرتبطا من جانب بقانون الأحزاب ومرتبطا من جانب آخر بقانون الإدارة المحلية الذي سيكون أيضا جاهزا خلال الأيام القليلة القادمة لكي يصدر مع تعليماته التنفيذية.. ولاحقا يمكن أن نحدد موعد الانتخابات.

 

وحول ما تحمله القوانين من جديد للمواطن وللشارع السوري بشكل عام قال الرئيس الأسد: من الناحية التقنية هناك الأشياء الجديدة الموجودة في القانون والتي تزيد من مصداقية وشفافية الانتخابات وهذا معروف من صلب القانون.. ولكن تطبيق القانون يعتمد على الناخب.. من تنتخب وهل سنبقى في الطريق السابقة وهل نتحدث عن أحزاب ونظام سياسي جديد وأشياء كثيرة جديدة وطموحات كبيرة بالآليات السابقة... عندها لن يكون هناك شيء جديد وأنا بالنسبة لي وباعتقادي أن أهم شيء هو كيف ندفع شريحة الشباب في مؤسساتنا سواء المؤسسات في الدولة أو خارجها.. الشباب حسبما لاحظت في لقاءاتي المختلفة وأنا حاورت كثيرا من الشباب خلال الأشهر الماضية هناك شعور كبير لدى الشباب تحديدا بالتهميش وهذا شيء خطر ويخلق إحباطا.. إذا كان الشاب محبطا فأين طاقة الدولة... الشاب هو الطاقة وعندما يحبط الشاب فهذا يعني أن الطاقة في البلد وفي الوطن تخمد وهذا شيء خطر.. فأعتقد أنه لابد من أن نفكر بطريقة مختلفة كمجتمع ككل بأن هذا الشاب له دور.. هو لن يحل محل بقية الأعمار والمجتمع يتكون من كل الشرائح ومن كل الفئات ومن كل الأعمار ولكن ألا يكون له دور أو أن ينظراليه بأنه هامشي وأنه قليل الخبرة أو قليل المعرفة فهذا الشيء خطر جدا وأعتقد أن هذه أهم نقطة نستطيع أن نطور من خلالها المستقبل في سورية بشكل عام.

 

 

 

وحول الاسراع بتطبيق قانون الإعلام وبحدوث حراك سياسي وإصلاح حقيقي وآلية تنفيذ المراسيم والقوانين والجدول الزمني واجراء انتخابات مجلس الشعب وتعديل الدستور قال الرئيس الأسد: صدر حتى الآن ثلاثة قوانين.. إلغاء حالة الطوارىء وقانون الأحزاب وقانون الانتخابات.. وكما قلت خلال الأيام المقبلة سيصدر قرار يسمي لجنة قانون الأحزاب وبعدها مباشرة كل من يرد أن يؤسس حزباً يستطع أن يتقدم لهذه اللجنة ويصبح المرسوم نافذا.. أي بدءاً من الأسبوع المقبل من المفترض أن نكون جاهزين عمليا لإعلان أحزاب جديدة ولقبول طلبات من الأحزاب ضمن جدول زمني يحدده القانون فنعتبر هذا الموضوع منتهياً.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن قانون الإدارة المحلية انتهى منذ أيام قليلة في الحكومة وسوف يصدر خلال الأيام القليلة القادمة.. وربط قانون الإدارة المحلية مع قانون الانتخابات هو ربط طبيعي.. قانون الإدارة المحلية يعطي حداً أدنى مدة 45 يوماً كمهلة لإعلان الانتخابات.. عندما يصدر مرسوم بتحديد موعد الانتخابات فسيكون أمامنا 45 يوما أي شهر ونصف الشهر.. وبما أن هذا القانون أتى بتعديلات على البنية الإدارية للإدارة المحلية فإن وزارة الإدارة المحلية طلبت أن يكون هناك أيضا زمن مماثل كمهلة لكي يتسنى لها الوقت لإعداد هذه البنية الجديدة.. فإذا نستطيع أن نقول ان انتخابات الإدارة المحلية يمكن أن تكون بعد ثلاثة أشهر من صدور هذا القانون.. أي عمليا في شهر كانون الأول.

 

الزمن المتوقع لانتخابات مجلس الشعب هو في شهر شباط المقبل

 

وقال الرئيس الأسد: ما تبقى هو قانون الإعلام المفترض أن يصدر قبل نهاية رمضان وتصدر تعليماته التنفيذية ونبدأ مباشرة بتطبيقه.. وبعد حزمة القوانين أي بعد شهر رمضان لابد من الانتقال إلى تشكيل لجنة من أجل البدء بدراسة ومراجعة الدستور.. هذه اللجنة تحتاج كحد أدنى إلى ثلاثة أشهر ولا أعتقد أنها تحتاج إلى أكثر من ستة أشهر.. طبعا هذا الموعد الدقيق أو الجدول الزمني الدقيق يجب أن يوضع بالتنسيق مع اللجنة التي ستقوم بالدراسة والتي ستقول إننا بحاجة لأربعة أو خمسة أو ستة أشهر ويبقى هناك انتخابات مجلس الشعب.. كانت هناك عدة آراء تتراوح بين أربعة أشهر إلى ثمانية أشهر بعد صدور التعليمات التنفيذية لقانون الانتخابات والهدف هو أن تتاح الفرصة للأحزاب لكي تتشكل وتكون قادرة على دخول المنافسة.. ونعتقد أن الزمن المنطقي ستة أشهر كحل وسط فإذا نستطيع أن نقول إن الزمن المتوقع لانتخابات مجلس الشعب هو في شهر شباط المقبل.. وبهذه الحزمة من القوانين والإجراءات نكون قد أنهينا مرحلة الإصلاح من الناحية التشريعية والانتخابية وننتقل بعدها للتطبيق وعندها يكون هناك كلام آخر.

 

وردا على سؤال حول ما إذا كان مرسوم تجنيس الأخوة الأكراد جاء نتيجة القلق من احتمال تحريك هذا العامل في الأزمة قال الرئيس الأسد.. الحقيقة أن أول مرة طرح هذا الموضوع كان في شهر آب عام 2002 عندما قمت بزيارة الحسكة والتقيت بالفعاليات في المحافظة ومنها الأخوة الأكراد وتحدثوا في هذا الموضوع وكان جوابي في تلك الزيارة أن هذا الموضوع حق وحالة إنسانية يجب أن نتعامل معها وسنبدأ بحل الموضوع.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بدأنا مباشرة باتخاذ الإجراءات ودراسة الاحتمالات وكانت هناك عدة سيناريوهات أي ما الشكل القانوني والدستوري لإصدار مثل هذا القرار... وسرنا في ذلك وطبعا لم تكن الحركة سريعة ولكن كدنا ننتهي في بداية عام 2004 إلى أن بدأت الأحداث في الحسكة والقامشلي تحديدا في شهر آذار عام 2004 حيث حاولت بعض القوى أو الشخصيات أو الجهات أن تستغل موضوع منح الجنسية لمكاسب سياسية ستؤدي بالنتيجة لتنافر بين الأكراد والعرب.. وعندها توقفنا وأجلنا الموضوع وبدأنا عملية حوار مع القوى المختلفة ولاحظنا بأن هناك محاولة مستمرة لاستغلال هذا الموضوع.

 

سورية من دون أي مكون من مكوناتها لا يمكن أن تكون سورية التي نعرفها ولا يمكن أن تكون مستقرة

 

وأضاف الرئيس الأسد: الحقيقة أنه عندما قررنا إصدار هذا المرسوم في بداية الأحداث كان جاهزا لذلك صدر بسرعة أي أن الدراسات كانت منتهية والقرارات جاهزة على الورق ولم يكن باقيا سوى توقيع المرسوم ونحن كمبدأ لا يمكن أن نفكر بهذه الطريقة لأن هذا فيه أولا اتهام للأكراد بأنهم غير وطنيين وإذا كنا نفكر بهذه الطريقة فهذا يعني أن التعامل بين الدولة والشعب هو بطريقة الرشوة وهذا خطر.. لا يوجد دولة تحترم شعبها وتحوله إلى مرتزقة.. وهذا الكلام مرفوض والشعب السوري هو شعب عريق وحضاري والإخوة الأكراد هم جزء أساسي من النسيج العربي السوري.. كما قلت منذ سنوات سورية من دون أي مكون من مكوناتها لا يمكن أن تكون سورية التي نعرفها ولا يمكن أن تكون مستقرة إن لم يشعر كل مواطن بأنه أساس وليس ضيفا وليس طائرا مهاجرا لا يمكن أن يكون وطنيا وهذا شيء محسوم لنا في سورية.. والقضية كانت تقنية والبعض حاول تحويلها إلى قضية سياسية .. ولو عدنا إلى تاريخنا فكما كافحنا الفرنسي وغيره من المستعمرين كان للأكراد ايضا عدد من القيادات التي واجهت الفرنسي أي من قيادات الثورة وليس مجرد ثوار عدا التاريخ السابق والتاريخ اللاحق واليوم.. وبالتالي هذا التشكيك نعتبره مرفوضا ونعتبر الحالة الوطنية العامة بالنسبة للأكراد والعرب وغيرهم هي بديهية.

وجوابا على سؤال حول ما يقوله البعض إن القوانين والمراسيم التي صدرت في الآونة الأخيرة ليست إلا حبرا على ورق.. قال الرئيس الأسد: الحقيقة لا نستطيع أن نعمم أن نفترض أن كل المراسيم كانت إنجازا أو أن كل المراسيم كانت حبرا على ورق.. هناك كل الحالات ولكن إذا أردنا أن نأخذ الجانب الذي يسمى حبرا على ورق.. بغض النظر عن الكلام المغرض.. أنا أتحدث الآن عن القوانين التي فعلا لم تحقق نتائج على الأرض فعلينا أن نحلل الأسباب أولا.. القانون يرتبط بالصياغة.. بجوهر القانون.. بالصياغة اللغوية.. فأحيانا تضع كلمة مكان كلمة أخرى فيصبح القانون أضعف من خلال هذا البند.. ربما تصدر تعليمات تنفيذية لقانون جيد ولا تحقق النتائج المطلوبة.. فيتحول القانون إلى قانون ضعيف أو ربما غير مؤثر على الإطلاق.. هناك نقطة مهمة لا ينتبه إليها الناس وهي ضرورة الترابط بين القوانين.. نحن نريد أن نصل إلى نتيجة معينة.. هذه النتيجة تحتاج إلى سلسلة من القوانين وليس قانونا واحدا.. مع كل أسف نعتقد أن هذا القانون سيحقق هذه النتيجة فلا نصل إلى هذه النتيجة.. لأن هناك تتمة من القوانين التي يجب أن تساعد هذا القانون.. وأحيانا نرى هذه الحزمة ولكن نبدأ بشكل مقلوب فنبدأ بالأولوية الخامسة قبل الأولوية الأولى.. طبعا نحن نجرب ونتعثر فنحن نجرب بأنفسنا فلا يوجد لدينا خبراء.. نحاول أن نتعلم.. أعتقد أن الحل الأساسي هو في توسيع دائرة الحوار مع الشرائح المستفيدة.

 

وأضاف الرئيس الأسد: المسؤول الذي يصدر أو يقترح القانون أو المرسوم يجب أن يناقشه مع المستويات الأدنى في المؤسسة التي ستقوم بتطبيق القانون.. وهذا لم يكن يحصل سابقا والآن بدأنا بتطبيقه.. والدائرة الثانية هي محاورة الجهات المستفيدة أو المتضررة من هذا القانون.. فلا يمكن أن تصدر قانونا من دون أن تناقش كل الشرائح حول نتائج أو تداعيات هذا القانون.. أيضا بدأنا به.. وكلما وسعنا دائرة الحوار بالنسبة لإصدار القوانين خففنا من الأخطاء.. ولكن سنستمر بإصدار القوانين ولدينا مرونة لكي نبدل بالقانون والتعليمات التنفيذية.. فهي ليست كتبا منزلة.. والقوانين تبدل ربما في نفس اليوم ولا عيب في ذلك.

 

كل من تورط بجرم ضد مواطن سوري سواء كان مدنيا أم عسكريا سوف يحاسب عندما يثبت عليه ذلك بالدليل القاطع

 

وردا على سؤال حول محاسبة من أخطأ في المرحلة السابقة أيا كان.. قال الرئيس الأسد.. كمبدأ نعم والحقيقة إنه ربما يفهم أحيانا من سؤال أو ما يدور بين الناس بأنه لم تتم المحاسبة بل تمت محاسبة عدد من الأشخاص.. عدد محدود.. هذا العدد المحدود ارتبط بإمكانية إيجاد أدلة دامغة على تورط هؤلاء.. فبالمبدأ كل من تورط بجرم ضد مواطن سوري سواء كان عسكريا أو مدنيا فسوف يحاسب.. هذا الكلام حاسم.. كل من يثبت عليه بالدليل القاطع بأنه متورط فسوف يحاسب لن نبرئ مخطئا ولن نحاسب بريئا.. هناك لجنة قضائية مستقلة لديها كل الصلاحيات وأنا اتصلت بهذه اللجنة عدة مرات من خلال الأقنية الرسمية لكي نسأل أين وصلت التحقيقات... ربما لكي نوضح التفاصيل أكثر أن يكون هناك ظهور إعلامي للجنة تشرح المعوقات.. هل هناك بطء أو إهمال أو ضغوطات... لا يوجد لكن الأفضل أن تتحدث اللجنة بشفافية مع المواطنين لكي يعرفوا أين وصلت الأمور.. لكن أنا أستطيع أن أتحدث عن المبادئ فأنا لست من يقوم بالتحقيق بالمبادئ.. لديهم غطاء كامل.. وهناك شفافية كاملة.. وهناك مبدأ محاسبة سيطبق على الجميع ولا يموت بالتقادم.. لأن حق الدم ليس فقط حقا للعائلة وإنما هو حق للدولة.. وحتى لو تنازلت العائلة عن الدم فسيبقى الحق العام فهذا حقنا لأنه حق الانضباط العام.. فمن دون المحاسبة لا يمكن أن يكون هناك انضباط في المؤسسات.

 

وحول التجاوب السلبي للغرب مع موضوع الاصلاحات قال الرئيس الأسد: لو عدنا لمراحل سابقة مع الحكومات الغربية أي شيء تفعله ماذا هو الرد عادة... الرد التقليدي لا يكفي.. أيام جورج بوش وكوندوليزا رايس.. طبعاً هم يغيرون اللغة.. فبشكل بديهي يقولون لك لا يكفي لأنه بالأساس الإصلاح ليس هدفا بالنسبة لهؤلاء.. الحقيقة هم لا يريدون إصلاحا.. والبعض منهم ينزعج.. هو يريدك ألا تصلح لكي تتخلف بلدك وتبقى في مكانك لا تتطور.

 

الإصلاح بالنسبة لكل الدول الاستعمارية هو أن تقدم لهم كل ما يريدون وأن تتنازل لهم عن كل الحقوق وهذا شيء لن يحلموا به

 

وأضاف الرئيس الأسد.. الإصلاح بالنسبة لكل هذه الدول الغربية الاستعمارية ولا أقول كل الغرب.. كل الدول الاستعمارية من الدول الغربية.. هو فقط أن تقدم لهم كل ما يريدون وأن تقول لهم أنا متنازل عن كل الحقوق.. هذا هو الإصلاح بالنسبة لهم.. تنازل عن المقاومة.. تنازل عن حقوقك.. دافع عن أعدائك.. كل الأشياء البديهية التي نعرفها عن الدول الاستعمارية في الغرب.. وهذا شيء أقول بكل بساطة لن يحلموا به في هذه الظروف.. ولا في ظروف أخرى.

 

وحول رده على دعوة أوباما على لسان وزيرة خارجيته وبريطانيا وفرنسا وألمانيا للتنحي قال الرئيس الأسد: في عدة لقاءات مع مواطنين سوريين في الأيام القليلة الماضية سئلت السؤال بطريقة أخرى.. كانوا يسألونني لماذا لم تردوا ولم يسألوني ما الرد... عادة أحياناً تردون وأحياناً لا تردون.. فقلت نحن نرد.. نتعامل مع كل حالة بطريقتها.. وأحيانا إن كانت دول شقيقة أو صديقة نرد لكي نوضح الموقف.. وخاصة إذا علمنا بأن هذه الدول ربما أخذت موقفا لا يتناسب مع قناعاتها لأسباب دولية معينة.. أما مع الدول غير الصديقة فأحياناً نرد لكي نقول لهم بأنكم إذا كنتم ستذهبون بعيدا في سياساتكم فنحن جاهزون للذهاب أبعد.. وفي حالات أخرى نريد أن نقول لهم بأن كلامكم ليس له أي قيمة من خلال الامتناع عن الرد.. في هذه الحالة اخترنا هذه الطريقة لكي نقول لهم كلامكم ليس له قيمة.. ولكن بما أننا نتحدث الآن مع التلفزيون السوري وهو مؤسسة غالية على كل مواطن سوري وانطلاقاً من الشفافية نستطيع أن نقول لو أردنا أن نناقش هذا الكلام نقول بكل بساطة هذا الكلام لا يقال لرئيس لا يعنيه المنصب.. لا يقال لرئيس لم تأت به الولايات المتحدة ولم يأت به الغرب.. أتى به الشعب السوري.. لا يقال لشعب يرفض المندوب السامي أن يكون موجوداً أيا كان هذا المندوب السامي.. لا يقال لشعب يقف مع المقاومة كمبدأ من مبادئه وليس كمبدأ من مبادئ دولته وهذا الفرق.. الشعب هو يقف مع المقاومة يقف مع هذه المبادئ لا يتنازل عن الحقوق.. يقال لرئيس صنع في أمريكا ويقال لشعب خانع وذليل ويقبل بتلقي الأوامر من الخارج.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أما عن موضوع المصداقية فيما يقال وربما لهذا السبب لم نهتم ولم نرد فنقول.. ما المبدأ الذي اتكلوا عليه في كلامهم.. حقوق الإنسان يعني لو أردنا أن نناقش فقط هذا المبدأ المزيف الذي يستند إليه الغرب كلما أراد أن يصل لهدف في منطقتنا.. فأقول هذه الدول التي تحدثت في هذا الموضوع لو عدنا إلى تاريخها الراهن وليس الماضي لم نتحدث عن الاحتلالات والاستعمار في السابق.. اليوم من أفغانستان إلى العراق مروراً بليبيا اليوم من المسؤول عن المجازر التي تحصل.. الملايين من الشهداء والضحايا.. ملايين أخرى وربما أكثر من الملايين ربما عشرات الملايين من المعوقين والجرحى والأرامل ومن اليتامى.. فإذا أخذنا فقط هذا الجانب ونسينا وقوفهم إلى جانب إسرائيل في كل جرائمها تجاه الفلسطينيين والعرب فمن يجب أن يتنحى.. الجواب واضح.

 

وعن وصفه علاقة سورية مع الغرب وتحديداً الدول الكبرى قال الرئيس الأسد: نستطيع أن نصفها بأنها علاقة نزاع على السيادة هدفهم المستمر أن ينزعوا السيادة عن الدول بما فيها سورية.. المشكلة ليست فقط مع سورية.. ونحن نتمسك بسيادتنا من دون تردد وهذه العلاقة ليست الآن.. ليست خلال الأزمة.. حتى في الأوقات التي كان يعتقد الكثيرون بأنها أوقات شهر عسل كما يطلق عليها بيننا وبين الغرب لم تكن كذلك في كل مرحلة في كل مناسبة كانوا يحاولون التدخل في الشأن الداخلي بطرق لطيفة.. طرق تدريجية لكي نعتاد.. ونحن كنا بالمقابل نجعلهم يعتادون على أن سورية بلد لا تمس سيادته ولا يمس قراره المستقل فأنا فقط أردت أن أوضح أن هذه العلاقة مستمرة ليس فيها شيء جديد خلال الأزمة سوى المظهر.. يضعون لك الأفخاخ بلغة التهديد أو يضعونها بلغة جميلة.. هذا هو الفرق.

 

أي عمل ضد سورية ستكون تداعياته أكبر بكثير مما يمكن أن يحتملوه

 

وحول موضوع الضغوط الغربية على سورية والتدخل بشؤونها الداخلية مع الحديث عن استصدار قرار إدانة من مجلس الأمن واحتمال ضرب سورية عسكرياً من حلف الناتو.. قال الرئيس الأسد: بالنسبة للموضوع العسكري أولا أذكر في عام 2003 بعد سقوط بغداد بأسابيع قليلة ولم يكن هناك مقاومة ولا ورطة أمريكية ولم يكن الفشل في أفغانستان قد ظهر.. كان هناك خضوع دولي مخيف للولايات المتحدة وأتى أحد المسؤولين الأمريكيين والتقيت به وتحدث بنفس المنطق العسكري بشكل مباشر أكثر لأن الخطة كانت بعد العراق أن يأتوا إلى سورية ويقولون المطلوب منكم واحد اثنان ثلاثة أربعة.. فكان الجواب هو رفض كل هذه البنود.. بعدها بدأت تأتينا التهديدات بشكل مستمر لدرجة أن هناك خرائط عسكرية أرسلت لنا تحدد الأهداف التي ستقصف في سورية.. هذا الشيء يتكرر من وقت لآخر.. طبعا هذه المعلومات أتحدث بها للمرة الأولى.. ونفس الشيء بالنسبة للتهديد بالعمل العسكري وللتهديد بمجلس الأمن.. أي عمل ضد سورية ستكون تداعياته أكبر بكثير مما يمكن أن يحتملوه لعدة أسباب.. السبب الأول هو الموقع الجغرافي السياسي لسورية.. والسبب الثاني هو الإمكانيات السورية التي يعرفون جزءا منها ولا يعرفون الأجزاء الأخرى التي لن يكون بمقدورهم تحمل نتائجها.. ولذلك نحن علينا أن نفرق بين التهويل والحقائق أي بين الحرب النفسية والحقائق دون أن نهمل هذا التهويل بمعنى لا نلغي أي احتمال ولكن لا يدفعنا للخوف أو القلق.. فإذا تعاملنا بهذه الطريقة مع التهديد العسكري.. مجلس الأمن نتعامل معه بطريقة أسهل.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. في عام 2005 عندما حاولوا القيام بنفس الشيء بعد اغتيال الحريري وجعلوا مجلس الأمن الأداة التي ستسحب السيادة من سورية تحت عنوان التحقيقات كنا واضحين وقلت في خطابي في الجامعة إن السيادة الوطنية أو القرار الوطني أهم بكثير من أي قرار دولي هذا موضوع مبدئي.. الموضوع منته.. بمجلس الأمن أو بغير مجلس أمن لا يعنينا الموضوع.. لكن بالنسبة لكلمة ..أن نخشى .. هذا الموضوع يتكرر الآن ايضا بين الناس أقول يجب أن يكون الموضوع مبدئيا.. إذا كنا نخاف من مجلس الأمن ومن حرب ومن غيرها فعلينا ألا نواجه بالأساس وألا نتمسك بالحقوق ولكن إذا قررنا أن نتمسك بالحقوق والثوابت فعلينا أن نضع الخوف جانبا.. إذا قررنا أن نخاف فليؤخذ قرار وطني من قبل الشعب ولا اعتقد بأن الشعب سيذهب بهذا الاتجاه وهو لم يفعلها سابقا في ظروف صعبة أخرى فموضوع الحقوق والمبادئ سيبقى ثابتا وبالتالي علينا أن نضع الخوف جانبا ونستمر بالتحرك إلى الأمام ولا ننسى أن هذه الدول التي تهدد هي نفسها في ورطات.. ورطات عسكرية واقتصادية وسياسية وحتى اجتماعية أي ان وضعها ضعيف وهي أضعف بكثير منذ ست سنوات فإن لم نكن قد خضعنا لها قبل ست سنوات عندما كانت في ذروة القوة ..نخضع اليوم .. لن نخضع .

 

وحول وضع سورية الاقتصادي الآن وفي المستقبل القريب في ظل الضغوط الاقتصادية التي تمارسها الدول الغريبة على سورية والخوف من تاثيرها على لقمة عيش المواطن السوري قال الرئيس الأسد: لا شك أن الأزمة أثرت اقتصاديا ولكنها أثرت لأسباب معنوية ..الوضع الاقتصادي بدأ خلال الشهرين الأخيرين يستعيد عافيته من خلال تحرك دورة الاقتصاد داخليا وهذا شيء إيجابي.. بما فيه السياحة طبعا والتي لها تأثير مهم على الاقتصاد في سورية ولكن عندما نتحدث عن حصارات.. أولا الحصار موجود لم يتغير ومازالوا ينتقلون من خطوة إلى أخرى في ظروف مختلفة حتى في ظروف العلاقة الجيدة ظاهريا بيننا وبينهم ..لكن بكل الأحوال بالرغم من العلاقات القوية اقتصاديا واعتمادنا بشكل كبير على العلاقة مع أوروبا تحديدا وليس مع الولايات المتحدة.. لكن في العالم الذي نعيش فيه اليوم البدائل موجودة ونحن في العام 2005 عندما بدؤوا بعملية الحصار أخذنا قرارا في مؤتمر حزب البعث بالتوجه شرقا وبدأنا بخطوات عملية في هذا الاتجاه.. كان يمكن أن تكون خطواتنا أسرع ولكننا الآن مستمرون بالتوجه شرقا.. فإذا كانت الساحة الدولية هي السؤال فالساحة الدولية لم تعد مغلقة.. ومعظم البدائل موجودة من أعلى التقنيات إلى أبسط المواد التي نحتاجها هذا من جانب.

 

سورية لا يمكن أن تجوع و ذلك مستحيل فلديها اكتفاء ذاتي وموقعها الجغرافي أساسي لاقتصاد المنطقة

 

وأضاف الرئيس الأسد: من جانب آخر إن سورية لا يمكن أن تجوع فنحن لدينا اكتفاء ذاتي فأن تجوع سورية هذا كلام مستحيل.. النقطة الثالثة الموقع الجغرافي لسورية أساسي في اقتصاد المنطقة فأي حصار على سورية سيضر عددا كبيرا من الدول وسينعكس على دول أخرى لذلك علينا ألا نخشى من هذا الموضوع والمهم أن تكون معنوياتنا عالية في الموضوع الاقتصادي وألا تهزنا الأزمة وأن نحاول قدر المستطاع أن نعيش الحياة الطبيعية من بيع وشراء وتبادل تجاري في الداخل ومع دول الجوار ومع الدول الصديقة.

 

 

وحول العلاقة السورية التركية والموقف التركي المتذبذب كثيرا وإن كان يميل إلى اللهجة التصعيدية فيما يتعلق بعلاقتها مع سورية والذي دفع البعض للقول إن تركيا أصبحت أداة أو لعبة بيد واشنطن تحركها كيف تشاء في الشرق الأوسط وفي أي ساعة تشاء قال الرئيس الأسد: لو بدأنا بالإطار العام فنحن دائما نلتقي مع مسؤولين من دول مختلفة ولا نشعر بالحرج من أن نتحدث معهم في الشؤون الداخلية.. نأخذ نصائح وأحيانا نتقبل بعض الدروس.. يعني نجامل.. ولكن إذا كانت هناك خبرة نحاورهم في خبراتهم وخاصة الدول التي تشبهنا من حيث المجتمع وبشكل أخص الدول الأقرب.. هذا شيء طبيعي ولكن عندما يصل الموضوع إلى القرار فنحن لا نسمح لأي دولة في العالم لا قريبة ولا بعيدة بأن تتدخل في القرار السوري هذا بشكل عام.. بالنسبة لتركيا يجب أن ننظر من عدة زوايا.. ما فعلناه مع تركيا ثنائي الجانب خلال العقد الماضي.. هو أننا أردنا أن نلغي من ذاكرة الشعبين الجوانب السلبية التي سادت لقرن من الزمن في القرن العشرين بشكل أساسي ونجحنا في هذا الشيء ولا بد من فصل هذه العلاقة عن علاقة الدولة.

 

وتابع الرئيس الأسد.. بالنسبة لتصريحات المسؤولين.. بما أننا لا نعلم النوايا الحقيقية لأن الله أعلم بنوايا الإنسان نستطيع أن نضع هذه التصريحات في عدة احتمالات.. ربما تكون نوعا من الحرص كما نسمع من وقت لآخر وإذا كانت نوعا من الحرص فنحن نقدر ونشكر حرص الآخرين على سورية.. وربما تكون قلقا من أي خلل يحصل في سورية يؤثر على تركيا وهذا قلق طبيعي.. والاحتمال الثالث هو أن يكون محاولة أخذ دور المرشد أو المعلم أو لاعب الدور على حساب القضية السورية وهذا الموضوع مرفوض رفضا باتا من أي مسؤول في أي مكان في العالم بما فيها تركيا.. لكن بما أننا لا نعرف ما هي النوايا لا نستطيع أن نحدد ما هي خلفية هذه اللهجة.. ولكن بما أننا قسمناها فهم يعرفون بأن في كل نية من النوايا لدينا أسلوب تعامل معين.

 

 

 

وبالنسبة للإعلام الوطني خاصة بعد قانون الإعلام الجديد وعن رفع السقف فيما يتعلق بطرح القضايا الشائكة وممارسته دور الرقيب قال الرئيس الأسد .. أنا لا أعتقد بأنه يجب ان نضع سقفا فالسقف هو القانون الذي يحكم أي مؤسسة .. السقف هو أن يكون الإعلام موضوعيا .. وألا تكون لدينا صحافة صفراء تعتمد على الفضائح والابتزاز هذا هو السقف وإن لم نكن نريد للإعلام أن يساهم بشكل جدي في المرحلة المقبلة فلا داعي لإصدار قانون جديد فإذاً الإعلام يجب أن يكون له دور أساسي ومحوري في العملية المقبلة.. نحن نتحدث عن وجود أقنية مابين الدولة والمواطنين ولابد من توسيع هذه الأقنية لكن من الناحية العملية لا يمكن أن تكون هناك أقنية مفتوحة بين الدولة وكل المواطنين.. عشرات الملايين من المواطنين وهنا يأتي دور الإعلام.

 

 

وأضاف الرئيس الأسد في موضوع مكافحة الفساد هناك عدة جوانب.. هناك دور المؤسسة ووعي المواطن ومشاركته ولكن هناك دور الإعلام وهناك أحزاب وهناك دولة وحراك خارجي.. وبالنسبة للموقف السياسي هناك إعلام يكون الرأي العام فنلاحظ بأن الإعلام هو العقدة الموجودة بين مختلف مكونات المجتمع فوجود هذه العقدة السليمة والصحية يساهم بشكل كبير خاصة في المرحلة الانتقالية.. المرحلة الانتقالية.. سيكون فيها الكثير من العثرات والاستغلال فهنا يكون دور الإعلام مهما جداً ولكن بعد تجاوز هذه المرحلة أعتقد بأن الإعلام سيكون قناة لأي مواطن وسيكون قناة لأي مسؤول لكي يتحاور بشفافية مع المواطن وهذا يعني أن الاعلام في كل مكان في المجتمع.

 

وجوابا على سؤال حول نظرته إلى الإعلام في المرحلة الحالية وفيما اذا واكب الاعلام الفكر الإصلاحي قال الرئيس الأسد.. لكي نكون موضوعيين وأنتم تسمعون كما أسمع أنا من انتقادات للإعلام الرسمي فعلينا أن نقول.. هل أعطينا المعلومات للإعلام الرسمي لكي ينطلق هذا أولا.. وهل أعطيناه الهامش أيضا لكي ينطلق... فعندما نعطي الإعلام الرسمي الهامش والمعلومات يحق لنا أن نقيمه سلباً أو إيجاباً عدا ذلك فمؤسسات الدولة الأخرى تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في نقاط الضعف الموجودة في الإعلام ومع ذلك أستطيع أن أقول والكثيرون حتى من ينتقد الإعلام الرسمي يقول إن الإعلام في الشهرين الأخيرين قد حقق نقلة مهمة للأمام مع التوضيح بنفس الوقت بأن الإعلام الرسمي لا يمكن أن يكون إعلاماً خاصاً في كل العالم ولا يجوز أن نبالغ في توقعاتنا من الإعلام الرسمي لأن الإعلام الرسمي إعلام رصين وله أهداف واضحة.. هو اعلام موجه ولا يتحدث عن أي شيء فقط من أجل أن يحقق أكبر عدد من المشاهدين فعندما نفهم كل هذه الأمور يصبح التقييم موضوعيا وأعتقد بأن ما قمتم به في الأشهر الأخيرة بهذه الظروف الصعبة شيء مهم جداً.. والمهم مع الانفتاح الذي نقوم به وإعطاء المعلومات والمزيد من الشفافية وقانون الإعلام الجديد هو أن يكون لديكم المزيد من التسارع في عملية التطوير في الإعلام السوري.

 

إنني مطمئن لأن الشعب السوري كان دائما يخرج أقوى.. و بشكل طبيعي هذه الأزمة كأي أزمة سوف تعطيه المزيد من القوة

 

ورداً على سؤال حول ماذا تقولون للشعب السوري وخاصة أن سورية مرت قبلاً بأكثر من أزمة وخرجت منها أقوى قال الرئيس الأسد: عندما نقول سورية خرجت من الأزمة اقوى فمن خرج هو الشعب السوري نفسه .. فلست بصدد أن أقول للشعب السوري عليك أن تطمئن وعليك ألا تخاف لأنك أقوى ولأنك ستخرج أقوى.. فهو يعرف ذلك.. نحن نتحدث عن حضارة عمرها خمسة آلاف عام على الأقل ربما منذ كتب التاريخ وقبل ذلك.. لا نعرف.. ولكن بكل تأكيد كنا موجودين قبل ذلك بكثير فهذا الشعب موجود وفي كل مرحلة من المراحل كان يصبح أقوى ومن هنا أتت الحضارة السورية بشكلها الراهن ولا يمكن أن نسقط إلا إذا أتت أزمة وأنهت سورية بشكل كامل.. ولا أعتقد أننا في مواجهة أزمة ستنهي سورية.. فالخيار الطبيعي الذي استطيع أن أتحدث عنه لنفسي أن أقول بأنني مطمئن لأن الشعب السوري كان دائما يخرج أقوى وبشكل طبيعي هذه كأي أزمة سوف تعطيه المزيد من القوة.. ولذلك أنا لا أشعر بالقلق ولا أدعو أحداً للقلق وأطمئن القلقين.

=================

 الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: سورية تتعرض لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة وقريبة ولها بعض الخيوط بالداخل..الحالة الوطنية الحامي الأساسي لسورية..البوصلة في كل شيء نقوم به هي المواطن

01 نيسان , 2011

دمشق-سانا

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد أمس الأول كلمة أمام مجلس الشعب تحدث فيها عن القضايا الداخلية والظروف التي تمر بها المنطقة وسورية.

وقال الرئيس الأسد في مستهل كلمته.. يسعدني أن التقي بكم مرة أخرى تحت قبة مجلسكم وأن أتحدث إليكم اليوم وأن أخاطب عبركم أبناء سورية الأعزاء.. سورية التي تنبض في قلب كل واحد فينا حبا وكرامة.. سورية القلعة الحصينة بتلاحمها.. العظيمة بأمجادها.. الشامخة بشعبها في كل محافظة ومدينة وبلدة وقرية.

 

نحن في لحظة استثنائية تبدو الأحداث والتطورات فيها كامتحان لوحدتنا وهو امتحان تشاء الظروف أن يتكرر كل حين

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أتحدث إليكم في لحظة استثنائية تبدو الأحداث والتطورات فيها كامتحان لوحدتنا ولغيريتنا.. وهو امتحان تشاء الظروف أن يتكرر كل حين بفعل المؤامرات المتصلة على هذا الوطن.. وتشاء إرادتنا وتكاتفنا وإرادة الله أن ننجح في مواجهته في كل مرة نجاحا باهرا يزيدنا قوة ومنعة.

 

وقال الرئيس الأسد.. من ينتمي للشعب السوري دائما رأسه مرفوع إن شاء الله.. أتحدث إليكم بحديث من القلب تختلط فيه مشاعر الفخر بالانتماء إلى هذا الشعب.. بمشاعر العرفان والتقدير لما أحاطني به من حب وتكريم وبمشاعر الحزن والأسف على الأحداث التي مرت وضحاياها من اخوتنا وأبنائنا.. وتبقى مسؤوليتي عن السهر على أمن هذا الوطن وضمان استقراره الشعور الملح الحاضر في نفسي في هذه اللحظة.

 

نقول للأعداء لا يوجد خيار أمامكم إلا أن تستمروا في التعلم من فشلكم.. أما الشعب السوري فلا خيار أمامه إلا أن يستمر بالتعلم من نجاحاته

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أنا أعرف أن هذه الكلمة ينتظرها الشعب السوري منذ الأسبوع الماضي.. وأنا تأخرت بإلقائها بشكل مقصود ريثما تكتمل الصورة في ذهني أو على الأقل بعض العناوين الأساسية والرئيسية من هذه الصورة ولكي يكون هذا الحديث اليوم بعيدا عن الإنشاء العاطفي الذي يريح الناس ولكنه لا يبدل ولا يؤثر في الوقت الذي يعمل فيه أعداؤنا كل يوم بشكل منظم وعلمي من أجل ضرب استقرار سورية.

 

 

 

وتابع الرئيس الأسد.. نحن نقر لهم بذكائهم في اختيار الأساليب المتطورة جدا فيما فعلوه ولكننا نقر لهم بغبائهم في الاختيار الخاطئ للوطن والشعب حيث لا ينجح هذا النوع من المؤامرات ونقول لهم لا يوجد خيار أمامكم إلا أن تستمروا في التعلم من فشلكم أما الشعب السوري فلا خيار أمامه إلا أن يستمر بالتعلم من نجاحاته.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. لا يخفى عليكم أيها الأخوة التحولات الكبرى التي تحصل في منطقتنا منذ أشهر وهي تحولات كبرى وهامة وستترك تداعياتها على كل المنطقة من دون استثناء ربما الدول العربية وربما أبعد من ذلك وهذا الشيء يعني سورية من ضمن هذه الدول.

 

وقال الرئيس الأسد.. إذا أردنا أن ننظر إلى ما يعنينا نحن كسورية في ما حصل حتى الآن في هذه الساحة العربية الكبيرة نقول.. إن ما حصل يعزز وجهة النظر السورية من زاوية هامة جدا ويعبر عن إجماع شعبي وعندما يكون هناك إجماع شعبي يجب أن نكون مرتاحين سواء كنا نوافق أو لا نوافق على كثير من النقاط ويعني هذا الكلام أن الحالة الشعبية العربية التي كانت مهمشة لعقود على الأقل ثلاثة أو أربعة وربما أكثر بقليل عادت الآن إلى قلب الأحداث في منطقتنا وهذه الحالة العربية لم تتبدل حاولوا تدجينها ولكنها لم تدجن وسيكون لهذا الموضوع عدة تأثيرات.

 

نتمنى أن تؤدي التحولات العربية إلى تغيير مسار القضية الفلسطينية من مسار التنازلات إلى مسار التمسك بالحقوق

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أولا بالنسبة لنا تذكرون في كثير من خطاباتي وكلماتي السابقة كنت دائما أتحدث عن الشارع العربي وعن بوصلة الشارع وعن رأي المواطن وكان الكثيرون في الصحافة أحيانا يسخرون.. السياسيون الأجانب يرفضون.. يبتسمون وخاصة في اللقاءات.. وعندما اشتدت الضغوط على سورية وكانوا يطرحون علينا طروحات معاكسة ومناقضة لمصالحنا وفيها تآمر على المقاومة وعلى غيرنا من العرب وعندما كان يشتد الضغط كنت أقول لهم.. حتى ولو قبلت بهذا الطرح فالشعب لن يقبل به وإذا لم يقبل به الشعب فسوف ينبذني وإذا نبذني فهذا يعني انتحارا سياسيا.. فكانوا يبتسمون ابتسامات وكلام غير مصدق.. واليوم وبعد هذه التحركات حصلت عدة لقاءات وكررت نفس الكلام فكانوا يوافقونني على ذلك.

 

وتابع الرئيس الأسد.. هذا جانب مهم جدا حتى الآن والجانب الآخر.. بما أن الشعوب العربية لم تدجن ولم تتبدل في مضمونها فالأعمال لرأب الصدع العربي تصبح أكبر بالنسبة لنا في التحولات الجديدة إن استمرت هذه التحولات بالخط الذي رسم على المستوى الشعبي كي تحقق أهدافا معينة فيه.

 

وقال الرئيس الأسد.. الجانب الآخر هو توجهات الشعوب العربية أيضا تجاه القضايا المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. ونعتقد ونتمنى أن يكون اعتقادنا صحيحا بأن هذه التحولات ستؤدي إلى تغيير مسار القضية الفلسطينية الذي سارت عليه خلال أكثر من ثلاثة عقود تقريبا من مسار التنازلات إلى مسار التمسك بالحقوق وبكل الاتجاهات نعتقد أن ما يحصل إيجابي في مقدماته.

 

في الوضع الداخلي بنيت سياستنا على التطوير والانفتاح وعلى التواصل المباشر مع المواطنين

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن سورية ليست بلدا منعزلا عما يحصل في العالم العربي ونحن بلد جزء من هذه المنطقة نتفاعل نؤثر ونتأثر ولكن بنفس الوقت نحن لسنا نسخة عن الدول الأخرى ولا توجد دولة تشبه الأخرى لكن نحن في سورية لدينا خصائص ربما تكون مختلفة أكثر في الوضع الداخلي وفي الوضع الخارجي.

 

وقال الرئيس الأسد.. في الوضع الداخلي بنيت سياستنا على التطوير وعلى الانفتاح.. وعلى التواصل المباشر بيني وبين الشعب والمواطنين وبغض النظر عما إذا كان هناك من سلبيات وإيجابيات أنا أتحدث عن المبادئ العامة.. وبغض النظر عما تم إنجازه وعما لم ينجز لكن كمبادئ عامة هذه مبادئ السياسة الداخلية.

 

السياسة الخارجية بنيت على أساس التمسك بالحقوق الوطنية والتمسك بالحقوق القومية الاستقلالية ودعم المقاومات العربية

 

 

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن السياسة الخارجية بنيت على أساس التمسك بالحقوق الوطنية والتمسك بالحقوق القومية الاستقلالية ودعم المقاومات العربية عندما يكون هناك احتلال.. والرابط بين السياستين الداخلية والخارجية كان دائما نفس الكلمة التي بدأت بها بأن البوصلة بالنسبة لنا في أي شيء نقوم به هو المواطن وبالتالي عندما نبتعد عن البوصلة فهذا هو انحراف بشكل طبيعي وهذا هو دور المؤسسات أن تعدل هذا الانحراف.

 

وتابع الرئيس الأسد.. هاتان السياستان أو محصلتهما كونت حالة من الوحدة الوطنية في سورية غير مسبوقة وهذه الحالة الوطنية التي تكونت كانت السبب أو الطاقة أو الحامي الحقيقي لسورية في المراحل الماضية وخاصة في السنوات القليلة الماضية عندما بدأت الضغوط على سورية وتمكنا من خلالها من القيام بتفكيك ألغام كبيرة جدا كانت موضوعة في وجه السياسة السورية وأن نحافظ على موقع سورية المحوري.. وهذا لم يدفع الأعداء للاطمئنان.

 

وقال الرئيس الأسد.. أبدأ الآن بالمؤامرة وعندها ننتقل إلى وضعنا الداخلي لكي لا يقولوا في الفضائيات إن الرئيس السوري اعتبر كل ما يحصل هو مؤامرة من الخارج لكن نحن علينا أن نبدأ بالمحاور واحدا بعد الآخر ثم نقوم بعملية ربط.

 

سورية تتعرض لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط داخل الوطن

 

وأضاف الرئيس الأسد.. تزايد هذا الدور أو الحفاظ على هذا الدور بمبادئه المرفوضة للآخرين سيدفع الأعداء للتحضير من أجل إضعافه بطريقة أخرى.. وكنت دائما أحذر من النجاحات لأن النجاحات تدفع للاطمئنان والشعور بالأمان.. وفي المعركة تعرف عدوك تعرف الخطة لكن بعد المعركة لا تعرف ماذا يحضر لك.. فإذا دائما بعد كل نجاح علينا أن نعمل أكثر لكي نحافظ على النجاح ونحمي أنفسنا من أي مؤامرة قد تأتي من الخارج ولا يخفى أن سورية اليوم تتعرض لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط داخل الوطن وتعتمد هذه المؤامرة في توقيتها لا في شكلها على ما يحصل في الدول العربية.

 

المؤامرة اعتمدت الخلط بين الفتنة والاصلاح والحاجات اليومية

 

وقال الرئيس الأسد.. اليوم هناك صرعة جديدة هي ثورات بالنسبة لهم ونحن لا نسميها كذلك فهي ليست كذلك هي حالة شعبية بمعظمها.. ولكن بالنسبة لهم إذا كان هناك شيء يحصل فيكون الغطاء موجودا.. في سورية.. ثورة هناك وثورة هنا.. إصلاح هناك وإصلاح هنا.. الحرية.. الشعارات.. الوسائل كلها نفسها وبالتالي إذا كان هناك فعلا دعاة للإصلاح وكلنا أعتقد دعاة للإصلاح فسنسير معهم من دون أن نعرف ما الذي يجري حقيقة لذلك قاموا بالخلط بشكل ذكي جدا بين ثلاثة عناصر.. وأنا أعرف أن معظم الشعب الذي يسمعنا بشكل مباشر الآن وأنتم تمثلونه يعرف كثيرا من هذه التفاصيل.. ولكن أريد أن أدخل بها مرة أخرى لكي نوحد المفاهيم بالمعلومات الموجودة حتى الآن.. ربما هناك أشياء قد تظهر لاحقا.. فقاموا بالخلط بين ثلاثة عناصر.. الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية.. هناك معظم الشعب السوري يدعو إلى الإصلاح وكلكم إصلاحيون.. معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلب وكنا نختلف ونتناقش وننتقد لأننا لم نلب حاجات الكثير من المواطنين ولكن الفتنة دخلت على الموضوع وبدأت تقود العاملين الآخرين وتتغطى بهما ولذلك كان من السهل التغرير بالكثير من الأشخاص الذين خرجوا في البداية عن حسن نية.. لا نستطيع أن نقول.. كل من خرج متآمر.. هذا الكلام غير صحيح.. نريد أن نكون واقعيين وواضحين.

 

وقال الرئيس الأسد.. دائما المتآمرون هم قلة.. وهذا شيء بديهي وحتى نحن في الدولة لم نكن نعرف الحقيقة مثل كل الناس.. لم نفهم ما الذي حصل.. حتى بدأت عمليات التخريب بالمنشآت ظهرت الأمور.. ما العلاقة بين الإصلاح والتخريب.. ما العلاقة بين الإصلاح والقتل حتى لدرجة أن بعض الفضائيات يقولون دائما يفكرون بالمؤامرة.. لا يوجد نظرية مؤامرة.. يوجد مؤامرة في العالم.. والمؤامرة جزء من الطبيعة الإنسانية.. في بعض الفضائيات أعلنوا عن تخريب أماكن محددة عامة قبل تخريبها بساعة كاملة.. كيف عرفوا.. هل هي قراءة للمستقبل وحصلت أكثر من مرة.. فعندها بدأت الأمور تظهر.. كان من الصعب علينا في البداية مكافحة هذا الموضوع لأن الناس ستخلط بين مكافحتنا للفتنة ومكافحتنا للإصلاح نحن مع الإصلاح ونحن مع الحاجات هذا واجب الدولة ولكن نحن لا يمكن أن نكون مع الفتنة وعندما كشف الشعب السوري بوعيه الشعبي ووعيه الوطني ما الذي يحصل أصبحت الأمور سهلة وكان الرد لاحقا.. أتى من قبل المواطنين أكثر منه ما أتى من قبل الدولة وكما لاحظتم الدولة انكفأت وتركت الجواب للمواطنين وهذا ما حقق المعالجة السليمة والسالمة والأمينة والوطنية وأعاد الوحدة الوطنية بشكل سريع إلى سورية.

 

 

 

وقال الرئيس الأسد.. إن ما نراه الآن هو مرحلة من مراحل لا نعرفها هل هي مرحلة أولى.. هل هي مراحل متقدمة.. ولكن نحن يهمنا شيء وحيد المرحلة الأخيرة هي أن تضعف سورية وتتفتت.. هي أن تسقط وتزال آخر عقبة من وجه المخطط الإسرائيلي.. هذا ما يهمنا كيف تسير المخططات لا يهمنا ونحن نتحدث بهذه التفاصيل لأنهم سيتابعون وسيعيدون الكرة بشكل آخر وكل تجربة تبنى على ما سبقها.. وإذا فشلوا فسوف يطورون من هذه التجربة وإذا نجحنا فعلينا أن ننطلق من هذه التجربة.. فإذا الحديث بالتفاصيل بالرغم من أنني نصحت من أكثر من شخص ألا أتحدث بالتفاصيل وأن يكون كلاما عاما بل يجب أن أدخل بالتفاصيل كما هي العادة لنكون نتحدث بشفافية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بدؤوا أولا بالتحريض .. بدأ التحريض قبل أسابيع طويلة من الاضطرابات في سورية.. بدؤوا التحريض بالفضائيات وبالانترنت ولم يحققوا شيئا وانتقلوا بعدها خلال الفتنة إلى موضوع التزوير.. زوروا المعلومات زوروا الصوت و الصورة زوروا كل شيء.. أخذوا المحور الآخر وهو المحور الطائفي.. اعتمد على التحريض وعلى رسائل ترسل بالهواتف المحمولة رسائل قصيرة تقول لطائفة انتبهوا الطائفة الأخرى ستهجم ويقولون للطائفة الثانية إن الطائفة الأولى ستهجم ولكي يعززوا مصداقية هذا الشيء أرسلوا أشخاصا ملثمين يدقون الأبواب على حارتين متجاورتين من طائفتين لا أقول مختلفتين بل شقيقتين ليقولوا للأولى الطائفة الثانية أصبحت بالشارع انتبهوا انزلوا إلى الشارع.. وتمكنوا من إنزال الناس إلى الشارع وقاموا بهذا العمل ولكن تمكنا من خلال لقاء الفعاليات من درء الفتنة.. فتدخلوا بالسلاح وبدؤوا بقتل الأشخاص عشوائيا لكي يكون هناك دم وتصعب المعادلة هذه الوسائل.

 

وقال الرئيس الأسد.. البنية لم نكتشفها كلها.. ظهر جزء من البنية ولكنها بنية منظمة.. هناك مجموعات دعم لها أشخاص في أكثر من محافظة وفي الخارج.. وهناك مجموعات إعلام.. ومجموعات تزوير.. و مجموعات شهود العيان.. وهي مجموعات منظمة مسبقا وأنا أعطي العناوين فقط وما يهمنا هو إذا امتلكوا هيكلية.

 

أهل درعا لا يحملون أي مسؤولية فيما حصل ولكنهم يحملون معنا المسؤولية في وأد الفتنة

 

وتابع الرئيس الأسد.. ابتدؤوا بمحافظة درعا00 البعض يقول إن درعا هي محافظة حدودية وأنا أقول لهم إذا كانت درعا هي محافظة حدودية فهي في قلب كل سوري أما إذا لم تكن محافظة درعا في وسط سورية فهي في قلب الوفاء لسورية ولكل السوريين وهذا هو تعريفها وهذا هو حاضرها.. فدرعا محافظة نسق أول مع العدو الإسرائيلي..والنسق الأول يدافع عن الأنساق الخلفية.. النسق الأول مع محافظة القنيطرة وجزء من ريف دمشق هم يدافعون عن الأنساق الأخرى في الخلف.. ولا يمكن لشخص أن يكون من موقعه يدافع عن الوطن وبنفس الوقت يتآمر على الوطن أو يضر به فهذا الكلام مستحيل وغير مقبول وبالتالي أهل درعا لا يحملون أي مسؤولية فيما حصل.. ولكنهم يحملون معنا المسؤولية في وأد الفتنة.. ونحن مع درعا وكل المواطنين السوريين معها.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن أهل درعا هم أهل الوطنية الصادقة والعروبة الأصيلة.. وهم أهل النخوة والشهامة والكرامة وهم من سيقومون بتطويق القلة القليلة التي أرادت إثارة الفوضى وتخريب اللحمة الوطنية.

 

وقال الرئيس الأسد.. قاموا بنقل المخطط إلى مدن أخرى وكما تعرفون انتقلوا إلى مدينة اللاذقية ومدن أخرى وبنفس الآليات.. قتل وتخويف وتحريض إلى آخره.. وكانت هناك تعليمات واضحة لمنع جرح أي مواطن سوري.. مع كل أسف عندما تنزل الأمور إلى الشارع ويصبح الحوار في الشارع خارج المؤسسات تصبح الأمور بشكل طبيعي فوضى ويصبح رد الفعل هو السائد وما نسميها أخطاء اللحظة تصبح هي السائدة وتسيل الدماء وهذا ما حصل وكلكم تعرفون هذا الشيء.. سقطت ضحايا.

 

الدماء التي نزفت هي دماء سورية وكلنا معنيون بها لأنها دماؤنا.. فالضحايا هم إخوتنا وأهلهم هم أهلنا

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الدماء التي نزفت هي دماء سورية وكلنا معنيون بها لأنها دماؤنا.. فالضحايا هم أخوتنا وأهلهم هم أهلنا.. ومن الضروري أن نبحث عن الأسباب والمسببين ونحقق ونحاسب وإذا كان الجرح قد نزف فليكن ذلك من أجل وحدة أبناء الوطن وليس من أجل تفريقهم.. ومن أجل قوة الوطن وليس من أجل ضعفه.. ومن أجل ضرب الفتنة وليس من أجل تأجيجها.. ولنعمل بأقصى سرعة على رأب الجرح لنعيد الوئام لعائلتنا الكبيرة ولنبقي المحبة رابطا قويا يجمع بين أبنائها.

 

الوعي الشعبي الوطني هو الرصيد الذي يحمي سورية في كل مفاصلها

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن جانبا مما يحصل اليوم متشابه مع ما حصل في 2005.. هي الحرب الافتراضية وأنا قلت في ذلك الوقت بأنهم يريدون منا أن نقدم صك الاستسلام مجانا عبر حرب افتراضية بالإعلام والانترنت.. ولو أن انتشار الانترنت كان أقل في ذلك الوقت.. ونشعر بأن الأمور انتهت ولا مجال أمامنا سوى الاستسلام وبالتالي نقدم لهم صك الاستسلام مجانا من دون معركة.. واليوم نفس المبدأ هي هزيمة افتراضية مخططة لسورية ولكن بشيء مختلف.. هناك فوضى في البلد لأسباب مختلفة بشكل أساسي تحت عنوان الإصلاح.. هذه الفوضى وعناوين الإصلاح ستؤدي إلى طوائف.. طوائف قلقة.. طوائف تختلف مع بعضها تتصادم وتتحقق الهزيمة الافتراضية لسورية بشكل آخر.. نحن أفشلنا هذه الهزيمة الافتراضية المخططة في عام 2005 بالوعي الشعبي.. واليوم طبعا الوضع أصعب لأن انتشار الانترنت أكثر ولأن وسائلهم أحدث ولكن بنفس الوقت الوعي الشعبي الذي رأيناه في هذه المرحلة كان كافيا للرد السريع وأنا مع ذلك أقول دائما لن نطمئن لما لدينا.. علينا أن نعزز أكثر هذا الوعي الشعبي الوطني لأنه هو الرصيد الذي يحمي سورية في كل مفاصلها.

 

 

 

وأضاف الرئيس الأسد.. يبقى هناك سؤال أساسي.. نحن نتحدث عن التحولات التي حصلت في المنطقة على أساس أنها موجة.. كلما سألنا شخصا يقول هناك موجة يجب أن تنحني.. و بغض النظر عما حللناه بأن هذه الموجة فيها أشياء إيجابية هل تقودنا الموجة أم نقودها .. عندما تدخل هذه الموجة إلى سورية أصبح الموضوع يعني السوريين وعلينا نحن أن نحدد هذه الموجة.. إذا أتت فهي طاقة لكن هذه الطاقة يجب أن توجه بحسب مصالحنا.. ونحن فاعلون ولسنا منفعلين.. من هذا السؤال أنا أنتقل لما أعلناه يوم الخميس بعد اجتماع القيادة القطرية عندما أعلنا زيادة رواتب والحديث عن موضوع الأحزاب والطوارئ وهذه النقاط أيضا أحاول أن أفسر كيف نفكر.. أنا لا اضيف أشياء جديدة ولكن عندما تفهمون كيف نفكر يكون هناك تناغم بيننا.. عندما يحصل أي شيء.. نصدر أي قرار تفهمون كيف تفكر الدولة وينقصنا دائما التواصل.. لدينا دائما مشكلة في التواصل كثير من الأشياء لا نعرف تسويقها ونرى بأنها أشياء أحيانا جيدة تفهم بشكل خاطئ أو تفهم بشكل صحيح لكن في مكان آخر.. فهل قمنا بهذه الإصلاحات لأن هناك مشكلة أو فتنة أم لا ولو لم يكن هناك فتنة لما كنا قمنا بهذه الإصلاحات إذا كان الجواب نعم فهذا يعني أن هذه الدولة هي دولة انتهازية تنتهز الفرص وهذا شيء سيىء.

 

العلاقة بين الدولة والشعب ليست علاقة ضغوط بل تبنى على حاجات المجتمع التي هي حق له.. ومن واجب الدولة أن تستمع لهذه الحاجات وتعمل على تلبيتها

 

وتابع الرئيس الأسد.. أما اذا قلنا إنها حصلت تحت ضغوط حالة معينة أو ضغوط شعبية فهذا ضعف وأنا أعتقد أن الناس الذين يعودون دولتهم على أن تكون خاضعة للضغوط في الداخل فيعني أنها ستخضع للضغوط في الخارج.. فالمبدأ خطأ..لأن العلاقة بين الدولة والشعب ليست علاقة ضغوط.. ولا تبنى على الضغوط.. بل تبنى على حاجات المجتمع التي هي حق للمجتمع.. ومن واجب الدولة أن تستمع لهذه الحاجات وتعمل على تلبيتها.. وهذه الحاجات لا تسمى ضغوطا فهي حقوق للمواطنين.. وعندما يطالب المواطن بحقوق فمن الطبيعي ومن البديهي أن تستجيب الدولة لهذه الحقوق وهي سعيدة.. وحتى لو لم تتمكن يجب أن تقول ذلك و هذا يعتمد على نوع الحوار.. فأنا أردت أن أصحح المبادئ أما الضغط الوحيد الذي يمكن أن يتعرض له المسؤول وهذا يجب أن يشعر به من تلقاء ذاته فهو ضغط الثقة التي وضعها الناس فيه وضغط المسؤولية التي يحملها والضغط الأكبر الآن هو ضغط الوعي الوطني الشعبي الذي رأيناه.. وهو وعي غير مسبوق أذهلنا كما أذهلنا سابقا في كل مرة.. هذه كلها ضغوط تجعلنا نفكر فعلا كيف نرد الجميل لهذا الشعب.. بوضع أفضل وبتطوير و ازدهار و إصلاح بكل هذه الأمور.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. ما طرح يوم الخميس هو ليس قرارات.. فالقرار لا يصدر مرتين.. القرار يصدر مرة واحدة وهذه هي قرارات المؤتمر القطري في عام 2005 لماذا أعدنا طرحها يوم الخميس.. لسببين.. الأول له علاقة بالأزمة.. والثاني ليس له علاقة بالأزمة.. السبب الأول هو المضمون ليس له علاقة بالأزمة بل لحاجتنا للإصلاح.. عندما طرحنا هذه النقاط نفسها في عام 2005 لم يكن هناك ضغوط على سورية.. قبلها في عام 2004 وفي قمة تونس وكانت أول قمة عربية بعد غزو العراق وكانت هناك حالة انهيار وخضوع للأمريكي وكان الأمريكي يريد أن يفرض علينا في القمة مشروع إصلاح وديمقراطية.. على الدول العربية وقاتلنا بشدة ضد هذا المشروع في القمة العربية في تونس وأفشلناه ورفضناه.

 

وتابع الرئيس الأسد.. نحن طرحنا في عام 2005 نفس المواضيع ولكن لبلدنا ومن منطلقات ذاتية ولم تكن الضغوط على سورية مرتبطة بذلك الموضوع.. كانت ضغوطا لها علاقة بالمقاومة وبالعراق وقضايا خارجية.. وكانت سببا في تأخرنا.. الجانب الآخر عندما تحدثت عن العناصر الفتنة والإصلاح والحاجات أردنا من طرحها في ذلك التوقيت أن نقوم بعملية فرز.. أنتم تريدون إصلاحا نحن فعلا تأخرنا هذا هو الإصلاح أو هذه بدايات إصلاح أو هذا مؤشر بأننا فعلا نريد الإصلاح الآن نريد أن نقوم بعملية فرز من يريد إصلاحا.. ها قد سرنا أما الآخرون فأنتم ستصبحون معذورين يعني كان عاملا مساعدا حتى لو لم نقم به وأنا أؤكد أن الوعي الشعبي كان كافيا.. ولكن لماذا قمنا به كدولة.. لكي نساعد في عملية الفرز.. أعود وأقول إن هذه الإصلاحات لا تؤثر بالفتنة بشكل مباشر.. لأن الفتنة بحاجة فقط للوعي الشعبي وإذا كان هناك إصلاح فالإصلاحات تأتي تأثيراتها لاحقا وقد يكون فيها جوانب تعزز الوعي الشعبي ولكن أيضا هو عملية تراكمية لا تظهر مباشرة ولكن النقطة الأساسية التي تطرح دائما بأن الدولة طرحت وعودا بالإصلاح ولم تنفذها ولكي نفهم هذه النقطة اعرض بشكل سريع مسار عملية الإصلاح منذ العام 2000.

 

 

 

وقال الرئيس الأسد.. أتيت إلى هذا المجلس في عام 2000 في خطاب القسم وتحدثت عن إصلاح.. لم يكن هذا الطرح موجودا.. وعندما طرحته كنت أعتبر أني أعبر عن صدى لما يجول في عقل السوريين وهذا صحيح.. طرحنا الموضوع في ذلك الوقت لكنه كان بالعناوين لم يكن هناك صورة واضحة لما هو شكل الإصلاح ظهر في عام 2005.. بدأت الانتفاضة بعد شهرين من ذلك الخطاب بدأ التآمر على المقاومة بدأت الضغوطات.. أتت حادثة 11 أيلول حادثة في نيويورك واتهام المسلمين والإسلام والعرب معهم طبعا.. احتلال أفغانستان والعراق.. التآمر على سورية.. أصبح المطلوب من سورية أن تدفع ثمن موقفها ضد الغزو.. تعرفون ما حصل في لبنان عام 2005 ولاحقا حرب عام 2006 وتداعياتها.. حرب غزة في آخر 2008.. يعني كانت مرحلة من الضغوط أضيف إليها أربع سنوات من الجفاف أضرت كثيرا بالبرنامج الاقتصادي.. الذي حصل فعليا في تلك المرحلة هو تغير الأولويات وهذه نقطة مهمة يجب أن نعرفها.. تحدثت بها في أكثر من مقابلة صحفية لكن أعتقد كانت مع صحف أجنبية كنت أقول إن الأحداث التي مررنا بها خلال عملية الإصلاح دفعتنا إلى تغيير الأولويات وهذا ليس مبررا.. أنا لا أبرر لكن عندما أشرح هذه الأمور هي وقائع نقوم من خلالها بالفرز بين ما هو موضوعي وما هو غير موضوعي.. عندما أقول هناك جفاف فهذا خارج عن إرادتي ولكن لا يعني بأنه لا يوجد إجراءات أخرى نستطيع أن نقوم بها لكي أحسن اقتصادي لكي نعرف ونتذكر مع بعض.. من كان عمره عشر سنوات عام 2000 اليوم عمره عشرون عاما.. هناك أجيال يجب أن تعرف هذا الوضع.. فتغيرت الأولويات أصبحت الأولوية الأهم هي استقرار سورية ونحن الآن نعيش في حالة تؤكد هذا الشيء.. الوضع والأولوية التي توازيها بالأهمية هي الحالة المعيشية.. ألتقي أناسا كثيرين أكثر من 99 بالمئة من الحديث هو حول الموضوع المعيشي.. هناك مظالم أخرى وأشياء أخرى وظيفة وإلى آخره.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بما أنه لا يبرر التأخير في المحاور الأخرى لكن لم يكن هناك تركيز على الجانب السياسي كقانون الطوارئ والأحزاب وغيرها من القوانين السبب ربما يكون أحيانا إنسانيا.. نستطيع أن نؤجل بيانا يصدره حزب.. نؤجله أشهرا أو سنوات ولكن لا نستطيع أن نؤجل طعاما يريد أن يأكله طفل في الصباح.. نستطيع أن نؤجل أحيانا معاناة معينة قد يسببها قانون الطوارئ أو غيرها من القوانين أو الإجراءات الإدارية التي يعاني منها المواطن ولكن لا نستطيع أن نؤجل معاناة طفل لا يستطيع والده أن يعالجه لأنه لا يمتلك الأموال والدولة لا يوجد لديها هذا الدواء أو هذا العلاج.. وهذا شيء نتعرض له بشكل مستمر.. فكانت القضية قضية أولويات ولكن هذا لا يمنع أننا على الأقل في عام 2009 و2010 كانت الأمور أفضل فكان يمكن أن نقوم بهذا الإصلاح.. أيضا القيادة القطرية قامت بهذا الشيء.. قانون الأحزاب موجود لديهم كمسودة وقانون الطوارئ موجود لديهم كمسودة.. ولكننا لم نناقشه.. فلا نستطيع أن نقول إنهم لم يقوموا.. قاموا بالعمل.. الأمور لدينا تسير ببطء.. تأخرنا أم لم نتأخر هذا الشيء نتركه لتقييم المواطنين ولكن بالمبادئ العامة لو لم نكن نريد هذه الإصلاحات بالأساس لما قمنا بها عام 2005 بل لقمنا بها اليوم تحت هذه الضغوط إذا هي معلنة.. القضية قضية روتين وإهمال وقضية تأخر وبطء.. هناك عوامل مختلفة نحن بشر كلنا أبناء البلد ونعرف طباعنا بشكل أساسي لكن أشرح هذا الوضع كي نفهم تماما أين نحن.. إذا هذا الإصلاح لا شك إيجابي لكن المهم أن نعرف ما هو مضمون هذا الإصلاح ماذا كنا نخطط بدقة والآن هناك مجلس شعب جديد قريبا بعد الانتخابات وإدارة محلية جديدة.

 

وقال الرئيس الأسد.. هناك حكومة كان مخططا أن تستقيل في هذه المرحلة وهناك مؤتمر قطري فكنا نفكر أنه في العام 2011 كل شيء هو سيكون عبارة عن دماء جديدة وعلى هذه الدماء الجديدة نحن ننتقل إلى مرحلة أخرى.. وأجلنا المؤتمر القطري لأننا كنا سنحاسب أيضا أمام المؤتمر القطري كيف أخذت القرارات في مؤتمر عاشر وأتيتم إلى المؤتمر الذي يليه ولم تقوموا بهذه الأشياء.. قلنا لننجز هذه الأشياء ونقدمها للمؤتمر فكنا نفكر بدم جديد في كل المجالات.

 

وتابع الرئيس الأسد.. ما أريد الوصول إليه من كل هذا الكلام شيء وحيد كيف نتعامل مع الموضوع ما أريد أن أقوله.. إن الإصلاح هو ليس صرعة موسم فعندما يكون مجرد انعكاس لموجة تعيشها المنطقة فهو مدمر بغض النظر عن مضمونه وهذا ما قلته في حديثي مع جريدة وول ستريت جورنال منذ شهرين عندما بدأت الأمور في مصر تتدهور وسألوني عن الإصلاح وماذا عن سورية.. وسألني هل تريدون أن تقوموا بالإصلاح.. قلت له.. إن لم تكن قد بدأت بالأساس ولم يكن لديك النية والخطة فالآن تأخرت وإذا لم يكن لدينا هذه النية والرؤية انتهى الموضوع ولا داعي لأن نضيع وقتنا.

 

علينا أن نتجنب إخضاع عملية الإصلاح للظروف الآنية التي قد تكون عابرة لكي لا نحصد النتائج العكسية

 

وتابع الرئيس الأسد.. لا.. لدينا وكل الشعب لديه والدولة وأؤكد نقطة أيضا كما هي عادتي صريح معكم كان يسألني هذا السؤال أكثر من مسؤول مروا بسورية مؤخرا من الأجانب.. يريد أن يطمئن بأن الرئيس إصلاحي ولكن من حوله يمنعونه وقلت له بالعكس هم يدفعونني بشكل كبير.. النقطة التي أريد أن أصل إليها لا يوجد عقبات يوجد تأخير ولا يوجد احد يعارض ومن يعارض فهم أصحاب المصالح والفساد وأنتم تعرفونهم.. قلة كانت موجودة ولم تعد موجودة الآن.. قلة محدودة جدا تعرفونها بالاسم ولكن الآن لا يوجد عقبات حقيقية وأعتقد أن التحدي الآن ما هو نوع الإصلاح الذي نريد أن نصل إليه وبالتالي علينا أن نتجنب إخضاع عملية الإصلاح للظروف الآنية التي قد تكون عابرة لكي لا نحصد النتائج العكسية.

 

 

 

وقال الرئيس الأسد.. خلال عشر سنوات تحدثنا في الإصلاح وإصلاحنا اليوم يجب أن يعكس عشر سنوات للخلف وعشر سنوات للأمام.. لن يعكس هذه المرحلة ولا الموجة في الخارج ولا الموجة في الداخل هذه هي طريقة التفكير التي نفكر بها والحالة الآنية التي تأتي يمكن أن تؤخر الموضوع ويمكن أن تسرع الموضوع يمكن أن تعدل الاتجاه نستفيد من التجارب.. تجربة تونس كانت مفيدة لنا كثيرا أكثر من تجربة مصر لأنه كان لدينا رؤية نموذجية للتطوير في تونس وكنا نحاول أن نرسل خبراء كي نستفيد من التجربة وعندما اندلعت الثورة رأينا بأن الأسباب هي أسباب لها علاقة بتوزيع الثروة والتوزيع ليس توزيع الثروة بمعنى الفساد فقط وإنما التوزيع بين الداخل والوسط وهذه النقطة نحن في سورية تلافيناها والآن نؤكد عليها أكثر بالقول هو التوزيع العادل للتنمية في سورية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. في المبدأ لو أردنا أن نقول إننا لا نريد الإصلاح نقول بكل بساطة لا نستطيع أن نبقى دون إصلاح.. بشكل طبيعي البقاء دون إصلاح هو مدمر للبلد والتحدي الأساسي هو أي إصلاح نريد.. هنا البراعة التي سنثبتها كسوريين عندما نبدأ النقاش في القوانين المطروحة قريبا.. وفي هذا الإطار فإن حزمة الإجراءات التي أعلن عنها يوم الخميس لم تبدأ من الصفر لأنني كما قلت القيادة القطرية كانت قد أعدت مسودات قوانين سواء فيما يتعلق بقانوني الأحزاب أو الطوارئ منذ أكثر من عام بالإضافة إلى قوانين أخرى غيرها سيتم عرضها على النقاش العام ومن ثم على المؤسسات المعنية ريثما تصدر.

 

وتابع الرئيس الأسد هناك إجراءات أخرى لم تعلن يوم الخميس البعض منها متعلق بتعزيز الوحدة الوطنية والبعض الآخر متعلق بمكافحة الفساد وبالإعلام وزيادة فرص العمل يتم العمل عليها وستعلن عند انتهاء دراستها وبدأت بها الحكومة السابقة وستكون من أولويات الحكومة الجديدة.. على سبيل المثال ما وضعناه في الحزمة من موضوع الرواتب زيادة الرواتب الأخيرة كنا نناقشه في اجتماع مع الفريق الاقتصادي.. أنا ترأست ذلك الاجتماع.. ناقشنا حزمة قرارات اقتصادية صدر منها فقط موضوع الرواتب وهناك تتمة.

 

وقال الرئيس الأسد.. بهذه المناسبة وخارج موضوع الحديث كله والخطاب بالنسبة لما حصل في موضوع زيادة الرواتب والـ1500 ليرة التي دمجت قامت الحكومة في اجتماعها الأخير أمس بتلافي هذه الملاحظة بمبادرة منها.. وصلتها الشكاوى وأرسل لي منذ ساعة تقريبا التعديل لكي تحل هذه المشكلة.. الحقيقة هم من قاموا بهذا العمل بمبادرة وليس بتوجيه فأردت أن أعلن هذا الشيء للمواطنين.

 

من واجبنا أن نقدم للشعب السوري الأفضل وليس الأسرع.. نحن نريد أن نسرع لا أن نتسرع

 

وتابع الرئيس الأسد.. أردت أن أعلن هذا الشيء للمواطنين.. وسأطلب من الجهات المعنية حول هذه النقاط عندما نعلن ما هي الإجراءات التي لم تعلن ونتمنى خلال شهر أن نحدد ما هي هذه الإجراءات ولكن أنا أفضل أن نعلن الاسم بالتفصيل بعد أن ننهيه.. لكي لا يبقى فقط في إطار العنوان سنطلب إطارا زمنيا لكل واحد منها.. وطبعا أنتم كمجلس شعب والمجلس القادم سيحدد وهذه نقطة هامة أن يكون هناك دائما جداول زمنية لأي موضوع لأنها هي تنظم العمل.. البعض طلب مني أن أعلن الآن جدولا زمنيا في مجلس الشعب لكن إعلان جدول زمني لأي موضوع هو موضوع تقني.. ربما أعلن جدولا زمنيا يكون أقل بكثير مما هو ضروري لهذه الحالة فيكون الضغط على حساب النوعية.. وأعتقد أنه من واجبنا أن نقدم للشعب السوري الأفضل وليس الأسرع.. نحن نريد أن نسرع لا أن نتسرع.

 

 

 

وقال الرئيس الأسد.. هناك من سيقول بالفضائيات اليوم لا يكفي.. نقول لهم لا يكفي لا يوجد لدينا ما يكفي لكي ندمر وطننا.. وبهذه المناسبة لا تغضبوا مما قامت به بعض الفضائيات لأنهم يقعون دائما بنفس الفخ هم يحاولون التشويش علينا وعلى الشعب السوري.. فالحقيقة أنهم يعتمدون مبدأ اكذب اكذب حتى تصدق فيصدقون الكذبة ويقعون في الفخ.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أيها الأخوة والأخوات وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم صدق الله العظيم.. ولكن نحن بشر ولا يمكن أن نحب ما حصل أو نحب الفتنة أو أن نحب الدماء.. ولا يمكن أن نحب التوتر.. ولكن الأزمات هي حالة إيجابية إن استطعنا أن نسيطر عليها وأن نخرج منها رابحين.. وسر قوة سورية هو الأزمات الكثيرة التي واجهتها عبر تاريخها وخاصة بعد الاستقلال ما أعطاها المزيد من المناعة والقوة.. فإذا علينا مواجهة الأزمات بثقة كبيرة وبتصميم على الانتصار أما القلق فيجب أن يكون حالة إيجابية لا سلبية تدفعنا للسير إلى الأمام وليس للهروب إلى الأمام.. عندما نسير إلى الأمام نسير بثقة وتوازن.. وعندما نهرب للأمام فنحن نسير بتخبط والنهاية تكون السقوط والكثير من الناس في الأزمات يبحثون عن أي حل بأي طريقة..والأفضل أن تبقى من دون حلول إن لم تكن تعرف تماما أنك ستجد حلا للمشكلة وهذا أيضا من الدروس التي نتعلمها في مثل هذه الأزمات.

 

وأد الفتنة واجب وطني وأخلاقي وشرعي

 

وأضاف الرئيس الأسد.. وأد الفتنة واجب وطني وأخلاقي وشرعي وكل من يستطيع أن يسهم في وأدها ولا يفعل فهو جزء منها.. والفتنة أشد من القتل كما جاء في القرآن الكريم فكل من يتورط فيها عن قصد أو من غير قصد فهو يعمل على قتل وطنه وبالتالي لا مكان لمن يقف في الوسط.. فالقضية ليست الدولة بل الوطن.. المؤامرة كبيرة ونحن لا نسعى لمعارك.. والشعب السوري شعب مسالم وودود ولكننا لم نتردد يوما في الدفاع عن قضايانا ومصالحنا ومبادئنا.. وإذا فرضت علينا المعركة اليوم فأهلا وسهلا بها.

 

الرئيس بشار هو الذي يفتدي وطنه وشعبه

 

وقال الرئيس الأسد.. سأذكركم بمصطلح الدومينو الذي وجد بعد غزو العراق عندما افترضت الولايات المتحدة في ذلك الوقت.. الإدارة السابقة.. بأن الدول العربية هي أحجار دومينو وستأتي المشاريع لتضرب الأحجار أو تضرب حجرا ويسقط الباقي.. ما حصل هو العكس تحولت المشاريع إلى أحجار دومينو وضربناها وسقطت واحدا تلو الآخر وهذا المشروع سوف يسقط.

 

 

 

وأضاف الرئيس الأسد.. وبما أن البعض ذاكرته قصيرة على الفضائيات فأنا أعود وأذكر أنه ليس كل ما يحصل هو مؤامرة لكي يتذكروا.

 

وختم الرئيس الأسد كلمته بالقول.. أما أنتم يا بنات وأبناء هذا الشعب العظيم فإن غيرتكم على وطنكم التي تعبرون عنها كل يوم وبشكل أكثر وضوحا في أوقات الشدة وعبرتم عنها بالأمس من خلال التظاهرات الحاشدة غير المسبوقة في أنحاء القطر تشعرني بمزيد من الثقة وتمدني بالعزيمة.. وإن تلاحمكم في مواجهة الفتنة يشعرني بمزيد من الإيمان بالمستقبل.. وإن كنتم قد هتفتم بالروح بالدم نفديك يا بشار فالسليم هو أن الرئيس بشار هو الذي يفتدي وطنه وشعبه.

 

وأنا أرد عليكم بأن أقول الله سورية شعبي وبس وهو الذي أي أنا سيبقى الابن البار بشعبه والأخ والرفيق الوفي لأبنائه يسير معهم وفي مقدمتهم لبناء سورية التي نحبها ونفخر بها.. سورية العصية على أعدائها.. المقاومة والمقاومة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

=================

الرئيس الأسد للحكومة الجديدة: الشفافية الكاملة مع المواطن.. إنجاز القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارىء الأسبوع المقبل..قانون جديد للإدارة المحلية وآخر عصري للإعلام في مراحلهما الأخيرة

18 نيسان , 2011

دمشق-سانا

 

ترأس السيد الرئيس بشار الأسد ظهر أمس الأول الاجتماع الأول للحكومة الجديدة برئاسة الدكتور عادل سفر.

 

وألقى الرئيس الأسد كلمة جاء فيها..أود في البداية أن أرحب بكم في موقع هام من مواقع المسؤولية الوطنية وأرحب بشكل خاص بالوزراء الجدد الذين انضموا إلى هذه الحكومة.. وأردت أن نبدأ بأقصى سرعة بعد تشكيل الحكومة فكل يوم يمر هو يوم نستطيع أن نحقق فيه إنجازات كثيرة.

 

وأضاف الرئيس الأسد: أمضيت أسبوعاً حافلاً بلقاءات مع الفعاليات الشعبية من مختلف المحافظات السورية خلال الأسبوع الماضي وهناك وفود أخرى ستأتي لاحقاً من محافظات أخرى لأنني أردت أن أستمع من هذه الوفود لرأيها في المرحلة التي تمر بها سورية اليوم ورأيهم بالنقاط التي يعتقدون أنها يجب أن تكون أولويات بالنسبة لنا في الحكومة وفي الدولة بشكل عام.

 

العالم يتغير بسرعة وعلينا أن نسير بالسرعة نفسها لكي نتطور.. لا تستطيع أي حكومة أن تحقق أي إنجاز في أي ظرف إلا إذا كان هناك دعم شعبي

 

وقال الرئيس الأسد: بالنسبة للمواطنين فإن الحكومة الجديدة تعني دماء جديدة والدماء الجديدة تعني آمالاً جديدة وكبيرة ولكن هذه الدماء لكي لا تصبح قديمة بفترة قصيرة لابد من العمل على تجديدها بشكل مستمر وهذا التجديد يكون من خلال تجديد الأفكار.. ليس بالضرورة أن تكون الدماء هي الأشخاص الذين ينضمون إلى الحكومة أو إلى الدولة وإنما الأفكار الجديدة التي ننتجها كل يوم لأن العالم يتغير بسرعة من حولنا وعلينا أن نسير بنفس السرعة لكي نستطيع أن نقول إننا نتطور.. عدا عن ذلك فنحن نعود للخلف فالعالم يتطور كل شهر وكل أسبوع وأحياناً في كل يوم.

 

وتابع الرئيس الأسد.. التحديات المطروحة أمامنا وأمام الحكومة هي كبيرة جداً بكبر الآمال المعلقة من قبل المواطنين على هذه الحكومة وهي كبيرة بكبر حجم التحديات الموجودة أمامنا سابقاً وحاضراً ولا تستطيع أي حكومة أن تحقق أي إنجاز في أي ظرف إلا إذا كان هناك دعم شعبي.

 

إيجاد أقنية بين مؤسسات الدولة والمواطن وملء الفجوة بالثقة..عندما نكون شفافين فبكل تأكيد المواطن السوري واع وسيكون متفهما

 

وقال الرئيس الأسد: إنه ومن خلال اللقاءات الشعبية التي قمت بها الأسبوع الماضي لاحظت أن هناك فجوة بدأت تظهر بين مؤسسات الدولة وبين المواطنين ولابد من إغلاق هذه الفجوة ومن إيجاد أقنية بيننا وبين المواطنين تعمل باتجاهين.. نوسع هذه الأقنية ونكثفها.. نستطيع أن نملأ هذه الفجوة ولكن نملؤها بشيء وحيد هو الثقة.. ثقة المواطن بمؤسسات الدولة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. هذه الثقة لا يمكن أن تأتي إلا من خلال الشفافية الكاملة مع المواطن.. حتى هذه الشفافية وهذه الثقة قادرة على إعطاء الدعم الشعبي الكافي لحكومتكم لإنجاز مهامها حتى ولو لم ننجز عدداً من الأمور.. عندما نكون شفافين مع المواطن ونقول له هذه هي الإمكانيات وهذه هي الحاجات أو التحديات عندها بكل تأكيد المواطن السوري واع وسيكون متفهماً أما عندما لا نشرح للمواطن ما الذي يحصل وما هي الأوضاع بتفاصيلها فكيف نطلب منه أن يتفهم الظروف إن لم يكن هو يعلم بها.

 

عدم التواصل مع المواطن يجعل الإنجاز أقل ويخلق شعورا بالإحباط

 

وقال الرئيس الأسد: المهم من هذه التوجهات أن نصل إلى حالة من الوحدة.. وحدة التوجه بين الحكومة ومؤسسات الدولة والشعب.. فالمفترض أننا نسير باتجاه متواز.. عندما نسير بنفس الاتجاه فستكون محصلة القوى هي في حدها الأقصى.. وسيكون الإنجاز كبيراً وكلما تباعدنا عن المواطن قلت القوى وكانت الإنجازات أقل.. أخطر شيء هو أن يكون هناك تناقض في التوجهات بيننا وبينه.. ستكون محصلة القوى صفراً وسيكون الإنجاز هو العودة إلى الخلف.. المهم كما قلت.. أنا أركز على هذه الأقنية لأن عدم وجود تواصل مع المواطن يخلق شعوراً بالإحباط ويخلق شعوراً بالغضب وخاصة عندما يكون هناك حاجات ضرورية وضمن إمكانيات الدولة ولا نقدمها له فعندها لن تكون النتائج جيدة.

 

وتابع الرئيس الأسد: نحن نريد أن نفتح حواراً موسعاً مع الجميع يعني أي شخص نلتقي به لابد أن لديه فكرة معينة أو شكوى معينة.. لابد أن نركز في حواراتنا الموسعة والمستمرة مع النقابات والمنظمات التي تمثل معظم أصحاب المهن والمصالح على ساحة الوطن.. أن نتشاور معها أن نتحاور معها وأن تكون جزءاً من القرار الذي نتخذه والذي يمس مصالح الشرائح المنتمية إلى هذه النقابات أو المنظمات.

 

مناعة سورية الداخلية مرتبطة بالإصلاحات التي سنقوم بها وبحاجات المواطنين

 

وأضاف الرئيس الأسد.. كما تعلمون الآن سورية تمر بمرحلة دقيقة جداً وكما قلت في خطابي أمام مجلس الشعب هناك مكونات لهذه المرحلة.. هناك المؤامرة.. هناك الإصلاحات وهناك الحاجات.. المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سورية تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية لا تعجب الكثيرين وطالما أن هناك خصوماً أو أعداء فلابد أن تكون المؤامرة من الأشياء الطبيعية المحيطة بنا لذلك لا نركز كثيراً على هذا المكون.. المهم المناعة الداخلية الموجودة داخل سورية وهذه المناعة ترتبط بالإصلاحات التي سنقوم بها وترتبط بالحاجات.. حاجات المواطنين.

 

وقال الرئيس الأسد: الإصلاحات طبعاً مهمة جداً والكثير من الإصلاحات لا تظهر نتائجها إلا متأخرة.. ونحن لا نستطيع أن نقول إننا ننتظر نتائج الإصلاحات ولابد من القيام بالتوازي بالتعامل مع حاجات المواطنين ضمن الإمكانيات المتوفرة لكي نلبيها.. وعندما نقول حاجة ليس فقط الاقتصاد.. فالاقتصاد هو المشكلة الأكبر والحاجات اليومية المعاشية هي المشكلة الأكبر لكن المواطن بحاجة إلى خدمات.. بحاجة إلى أمن.. وبحاجة إلى كرامة وكل هذه العناصر مرتبطة ببعضها.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. الكرامة لا تعني بالضرورة أن يهان الشخص بشكل مباشر من قبل شخص آخر في الدولة أو خارج الدولة وإنما قد تعني إهمال المواطن.. قد تعني تأخير معاملة له في دائرة.. قد تعني طلب الرشوة منه.. كل هذه إهانات للمواطن السوري علينا أن نتخلص منها بشكل نهائي هذه العناصر مرتبطة ببعضها.. الاقتصاد مرتبط بالخدمات.. الخدمات مرتبطة بالكرامة.. الاقتصاد بالكرامة.. والأمن بكل هؤلاء.. يعني كل هذه العناصر متداخلة يجب أن نحققها بشكل متواز بنفس الوقت.

 

الدماء التي هدرت آلمتنا جميعا وكل شخص فقدناه نعتبره شهيدا

 

وقال الرئيس الأسد: بهذه المناسبة طالما أننا نتحدث عن المرحلة التي نمر بها الآن فأنا أقول إن الدماء التي هدرت في سورية آلمتنا جميعاً.. آلمت قلب كل سوري.. حزناً على كل شخص فقدناه وعلى كل جريح نزف دماً وندعو الله أن يلهم أهلهم الصبر والسلوان ونعتبرهم شهداء جميعا سواء كانوا مدنيين أم شرطة أم من القوات المسلحة.. وعلى كل الأحوال لجنة التحقيق تستمر في عملها لمعرفة أسباب ما حصل وتحديد المسؤولين ولاحقاً تحاسبهم.

 

وتابع الرئيس الأسد.. لدينا الكثير من المحاور الأساسية المطلوبة.. وهذه النقاط التي سجلتها أمامي استقيتها من لقاءاتي مع المواطنين خلال الأسبوع الماضي ولكن لم أضع كل النقاط.. وضعت النقاط التي يعتبرها المواطن أولوية.. ففي الجانب السياسي هناك أشياء تم إنجازها وهناك أشياء لم تنجز بعد.. قانون منح الجنسية للأخوة الأكراد تم إصداره منذ حوالي الأسبوعين.. وهذا القانون من شأنه أن يعزز الوحدة الوطنية في سورية ولا يبقى على الحكومة الجديدة سوى أن تقوم بمتابعة الإجراءات من أجل إنجاز مضمون هذا القانون.

 

الحد الأقصى لإنجاز القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارئ الأسبوع المقبل

 

وأضاف الرئيس الأسد: النقطة الثانية هي رفع حالة الطوارئ.. تحدثت في خطابي أمام مجلس الشعب عن رفع حالة الطوارئ وتم بعدها مباشرة تشكيل لجنة قانونية قامت برفع مقترح لحزمة متكاملة من القوانين التي تغطي رفع حالة الطوارئ.. طبعاً ضمن المعايير الدولية المتبعة في كل دول العالم.. واعتقد أنه تم الانتهاء من دراستها منذ أيام قليلة.. وسيتم رفع هذه المقترحات للحكومة من أجل تحويلها إلى تشريعات كي تصدر فوراًً.

 

وقال الرئيس الأسد.. لا أعرف كم يوماً تستغرقون كي تتعرفوا إلى وزاراتكم ولكن لنقل أن الحد الأقصى لإنجاز هذه القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارئ الأسبوع المقبل.. وإذا تمكنا من إنجازها هذا الأسبوع سيكون أمراً جيداً.. عدا عن ذلك يجب أن تنجز في الأسبوع المقبل كحد أقصى وأنا أعتقد أن رفع حالة الطوارئ بعكس وجهة نظر البعض الذي يعتقد بأنه سيؤدي إلى خلل في الأمن.. أنا أعتقد بالعكس تماماً أن رفع حالة الطوارئ سيؤدي إلى تعزيز الأمن في سورية.. الأمن مع الحفاظ على كرامة المواطن.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أن القانون الأخير الذي اقترح ضمن حزمة القوانين التي اقترحتها اللجنة هو قانون السماح بالتظاهر لأن الدستور السوري يسمح بالتظاهر ولكن لا يوجد لدينا قانون لكي ينظم عملية التظاهر.. وهذا الإجراء عملياً.. هو تحد لأن الشرطة لم تهيأ في سورية لمثل هذه المواضيع فلابد من تهيئة جهاز الشرطة بشكل أساسي ودعمه بالعناصر والمعدات وربما بالهيكلية.. إعادة النظر بالهيكلية لكي تتماشى مع الإصلاحات الجديدة فمن مهام الشرطة أن تقوم بحماية المتظاهرين وبنفس الوقت حماية الأشخاص الآخرين والاملاك الخاصة والعامة من أي محاولة للتخريب أو للعبث بأمن المواطنين.

 

وقال الرئيس الأسد: طبعاً عندما تصدر هذه الحزمة لا يعود هناك حجة لتنظيم التظاهرات في سورية والمطلوب مباشرة من قبل الأجهزة المعنية وخاصة وزارة الداخلية أن تطبق القوانين بحزم كامل ولا يوجد أي تساهل مع أي عملية تخريب.

 

وتابع الرئيس الأسد.. نحن بهذا القانون نكون قد فرزنا بين الإصلاح والتخريب وهناك فرق بين مطالب الإصلاح ونيات التخريب وعلينا أن نطبق مباشرة القانون ولا نريد أي تخريب وعبث بأمن المواطنين.. الشعب السوري شعب حضاري.. شعب ملتزم يحب النظام ولا يقبل الفوضى ولا يقبل الغوغائية.

 

وأضاف الرئيس الأسد: الموضوع الآخر هو قانون الأحزاب.. تم طرح عدة مسودات سابقاً وأفكار مختلفة ولكنها لم تكن ضمن الإطار الحكومي في أي حكومة سابقة.. المطلوب من هذه الحكومة أن تبدأ بدراسة هذا الموضوع ضمن جدول زمني معين وتقدم مقترحات.. طبعاً هذا الموضوع هام جداً وله حساسية خاصة لأنه سيؤثر في مستقبل سورية بشكل جذري.. اما أن يؤدي إلى المزيد من الوحدة الوطنية وإما أن يؤدي إلى تفكك المجتمع لذلك يجب ان تكون الدراسة وافية وناضجة ويفضل أن يكون هناك حوار وطني بما أن هذا الموضوع يمس مستقبل سورية لا يبقى على مستوى الحكومة ولا المنظمات ولا الأحزاب يطرح للحوار الوطني في سورية لنرى ما هو النموذج الأفضل الذي يناسب المجتمع السوري.

 

قانون الإدارة المحلية من أهم القوانين التي من الممكن أن تؤدي أيضاً إلى تغيرات جذرية في سورية

 

وتابع الرئيس الأسد.. الموضوع الآخر هو قانون الإدارة المحلية.. باعتقادي أن هذا القانون هو من أهم القوانين التي من الممكن أن تؤدي أيضاً إلى تغيرات جذرية في سورية.. تم البدء بدراسة هذا القانون منذ أقل من عام تقريبا وكان هناك حوارات بين وزارة الإدارة المحلية وبين المحافظين.. طبعاً هو مكون من جانبين.. جانب له علاقة بالهيكلية والصلاحيات وجانب له علاقة بالانتخابات.. فأي تعديل في قانون الانتخابات بالنسبة للإدارة المحلية من دون تعديل الهيكلية ليس له أي قيمة.. فبدأنا بدراسة الهيكلية والصلاحيات وطبعا سيكون هناك دراسة للمكون الثاني.. هذا أيضاً من المهام الأساسية المطروحة أمام الحكومة.

 

وقال الرئيس الأسد: يضاف إلى ذلك قانون جديد وعصري للإعلام..أيضاً هذا القانون تمت دراسته واعتقد انه كان في المراحل الأخيرة قبل الإصدار ولكن كان هناك بعض الملاحظات والتحفظات عليه أو الأفكار التي يمكن أن تضاف إليه فيمكن لهذه الحكومة أن تكمل هذا القانون وأيضاً ضمن جدول زمني تضعه وتعلنه.

 

عملية الإصلاح لا تنجح فقط من خلال التشريعات وإنما تنجح من خلال المؤسسات لأن النجاح يكون من خلال التطبيق والتنفيذ

 

وأضاف الرئيس الأسد.. هذه الحزمة باعتقادي تؤدي إلى توسيع المشاركة مع زيادة الحريات في سورية.. ولكن هناك شروط لنجاح عملية الإصلاح.. عملية الإصلاح لا تنجح فقط من خلال التشريعات وانما تنجح من خلال المؤسسات لأن النجاح لا يكون من خلال الإصدار وانما من خلال التطبيق والتنفيذ.. المؤسسات في سورية بحاجة للكثير من التطوير.. نجاح هذه الحزمة من الإصلاحات مرتبط بنجاح المؤسسات التي ستدير هذه الإصلاحات.. عندما نبدأ بالتطبيق لذلك أنا أقول دائماً نسرع ولا نتسرع.. الزمن ضروري.. يجب أن نستعجل ولكن نريد نتائج تخدم البلد لا نريد أن نتسرع ونأتي بنتائج معاكسة في أي موضوع.. يجب أن يكون أي إصلاح مبنياً على الاستقرار الداخلي وعلى الأمن.

 

وقال الرئيس الأسد: المهم في هذه المحاور بالنسبة للحكومة أن تحدد لكل محور جدولاً زمنياً ويكون هذا الجدول الزمني معلناً.. عندما يكون الجدول الزمني معلنا يكون هناك إمكانية لتحميل مسؤولية التقصير لأي مسؤول معني في موضوع ما.. فإذا.. هذا الإصلاح إن نجحنا به نحصن الوطن ويجعلنا قادرين على مواجهة الرياح العاتية التي تأتي دولياً أو إقليمياً وأنا امتلك ثقة كبيرة بالشعب السوري في هذا الإطار لأنه شعب يمتلك إرادة.. يمتلك تاريخاً.. يمتلك ديناميكية عالية والأسابيع الثلاثة أو الأربعة الأخيرة التي مرت بها سورية "وكان الرهان الخارجي فيها على الشعب" جعلهم يفشلون.. بالمقابل السياسة السورية التي راهنت على الشعب أثبتت صحة الرهان لذلك أنا أستطيع أن أقول إن هذه الإصلاحات من الناحية الشعبية تطمئن.. لدينا شعب ناضج وواع وقادر على أن يتماشى مع هذه الإصلاحات من دون سلبيات تذكر.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. يبقى تطوير المؤسسات لكي يكون هناك قانون ومؤسسة وشعب بنفس المستوى لكي تنطلق سورية إلى الأمام.. واذا نجحنا سيكون في هذا رد تاريخي حتى على المستشرقين الذين كتبوا في الماضي كثيراً عن المجتمع العربي وقالوا إن هذه المنطقة نتيجة تركيبتها الاجتماعية غير قادرة على أن تذهب بالمسار الديمقراطي على الإطلاق.. سيكون هذا الرد رداً سورياً ونستطيع أن نقدم نموذجاً في منطقتنا العربية أو الشرق أوسطية في ديمقراطية حضارية تؤدي إلى خدمة كل المواطنين.

 

البطالة هي المشكلة الأكبر التي تواجهنا ولا بد من مشاريع سريعة لمعالجتها

 

وأضاف الرئيس الأسد.. في القضايا التي تهم المواطنين وهي كثيرة ولا مجال لحصرها وتعدادها.. المواطن يريد عدالة.. يريد طرقاً.. يريد مياهاً.. يريد تنمية.. يريد صحة.. يريد تعليماً.. وغيرها من القضايا.. قررت أن أختار بعض النقاط كي اتحدث عنها.. لا شك أن البطالة هي المشكلة الأكبر التي تواجهنا في سورية.. لدينا الكثير من الشباب العاطل عن العمل ولدينا نسبة تزايد سكاني عالية جداً نسبة حتى للدول العربية الأقل تقدماً من سورية.. عندما يشعر هذا الشباب بأن الأفق مسدود أمامه فربما يحبط ويصل إلى اليأس وربما يدفعه هذا اليأس للانقلاب على كل مفاهيمه العائلية أو حتى الاجتماعية والوطنية فلذلك هذا تحد ليس فقط اقتصادياً وانما هو تحد وطني مرتبط باستقرار سورية.

 

 

 

وأوضح الرئيس الأسد: في هذا الإطار دائماً نقول الوضع الاقتصادي يخلق فرص عمل.. صحيح ولكن أيضاً الوضع الاقتصادي ربما بحاجة بالمعنى العام لفترة طويلة لكي يتطور.. لابد من مشاريع سريعة تعالج حالة البطالة وتتعامل معها بشكل مباشر مع هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل.. كان هناك دراسة في الحكومة السابقة لهيئة مشاريع صغيرة متوسطة..أيضاً على هذه الحكومة أن تتابع إنجاز هذا القانون كي نساعد هؤلاء الشباب.

 

وقال الرئيس الأسد.. أيضاً في إطار البطالة لا ننسى الزراعة.. فالزراعة هي المكون الطبيعي الموجود في منطقتنا.. أكثر من 60 بالمئة من مجتمعنا هو مجتمع يعتمد على الزراعة أو يعيش في مناطق ريفية ولا شك أن الزراعة هي أساس الاقتصاد السوري واهتمت الدولة بشكل كبير بهذا القطاع خلال العقود الماضية ولكن أيضاً خلال الأعوام القليلة الماضية لم يكن الاهتمام بالمستوى المطلوب وخاصة مع مرور 4 سنوات من الجفاف.. حتى هذا العام لدينا بعض المناطق فيها أمطار جيدة وبعض المناطق جافة فهذه السنوات الأربع أثرت بشكل مباشر على الفلاح وأدت إلى تراجع المردود من المحاصيل الزراعية وأدت إلى هجرة الكثير من الناس وترك مجال الزراعة والهجرة إما إلى مهن أخرى أو مناطق أخرى.. فإذا الزراعة تمتص أيادي عاملة كثيرة.. الاهتمام بالزراعة مجال مباشر للتعامل مع قضية البطالة في سورية ولكن لا نستطيع ان نتحدث عن الزراعة فقط أرض ومطر وخدمات زراعية.. لا يمكن للمزارع أن يعيش في هذه الأرض ولا توجد خدمات أخرى محيطة بها متعلقة بحياته اليومية من التعليم إلى الطرق إلى الخدمات الأخرى المطلوبة.

 

وتابع الرئيس الأسد.. بالمحصلة هذا يعني الاهتمام بكل المناطق الريفية بشكل عام.. الشيء الجيد في سورية مقارنة مع الكثير من الدول الأكثر تطوراً في منطقة الشرق الأوسط والتي اطلعت على تجاربها هو توزيع الخدمات خلال العقود الخمسة الماضية بين المدن الكبرى وبين الريف فهو توزيع عادل نسبياً ولكن يجب أن يكون أكثر عدالة.. في هذا الإطار مشروع المنطقة الشرقية مشروع هام جداً بدأنا به منذ عدة سنوات.. الفكرة مهمة ولكن لا أعتقد أن التطبيق حقق النتائج المرجوة ولا بد من إعادة دراسة مضمون هذا المشروع وآلياته من أجل تحقيق أفضل النتائج.

 

وقال الرئيس الأسد: أيضاً في مجال البطالة.. الصناعة تضررت لأسباب مختلفة لها علاقة بالأزمة المالية.. لها علاقة بالوضع داخل سورية.. بخفض القدرة الشرائية.. بالمنافسة التي أتت من الخارج.. طبعاً لا نعني بهذا الكلام أن نتراجع عن الانفتاح ولكن أن يكون الانفتاح مضبوطاً وإيجابياً وأن يحقق مصلحة الاقتصاد في سورية ولا يكون ضد مصلحة الاقتصاد أو ضد مصلحة المواطنين.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. في مجال جذب الاستثمارات نتحدث دائماً عن الإعفاءات.. الإعفاءات لا تكفي.. المستثمر لا يبحث عن الإعفاءات فقط.. هو يبحث عن آليات صحيحة للاستثمار تمنع الفساد وتؤمن له عمالة مؤهلة.. فالتأهيل مهم بمقدار مكافحة الفساد وبمقدار تطوير العدل أو الجهاز القضائي الذي يؤدي إلى جذب المستثمرين.

 

تطوير القطاع العام بكل مجالاته لأنه ضامن للاستقرار ورافد للخزينة

 

وقال الرئيس الأسد: علينا أن نركز على تطوير القطاع العام بكل مجالاته.. القطاع العام ليس فقط معامل بل هو أيضاً خدمات للمواطنين.. القطاع العام أثبت بأنه ضامن للاستقرار في سورية.. هو رافد للخزينة وبنفس الوقت هو ضامن للاستقرار.. ودور الدولة في الاقتصاد الآن أصبح أكثر أهمية.. وخاصة مع الظروف العالمية وغلاء أسعار المواد في الخارج ومع ظهور حالات من الاحتكار التي تؤدي إلى رفع الأسعار.. فتقديم الدولة لمواد استهلاكية بأسعار معقولة يؤدي لحماية المواطن ويؤدي أيضاً بنفس الوقت لتخفيض الأسعار من قبل كل من يفكر بالاحتكار أو استغلال المواطن.

 

وتابع الرئيس الأسد.. عندما نقول إننا نهتم بالقطاع العام أيضاً لا يعني أننا لا نهتم بالقطاع الخاص.. والاهتمام بالقطاع الخاص لا يعني الاهتمام بكبار المستثمرين أو كبار رجال الأعمال فقط..بل أيضاً بالمهن الصغيرة التي تفتح في كل مكان.. في السابق كنا نعطي إعفاءات للمشاريع التي يبلغ رأسمالها عشرات الملايين.. الحقيقة أن الاقتصاد السوري يبنى على المشاريع الصغيرة والمتوسطة.. لا يبنى بالدرجة الأولى على المشاريع الكبيرة.. لذلك ربما الفكرة الصحيحة هي السير بالتوازي مع ميزات للمشاريع الكبيرة وميزات أخرى للمشاريع الصغيرة.

 

وأشار الرئيس الأسد إلى أن المواطنين يتحدثون عن العدل والعدالة.. هم يريدون العدالة في توزيع الدخل والثروة وبنفس الوقت بين المناطق وليس فقط بين الأشخاص.. بين المناطق كما قلت بين الريف والمدينة وبين المدن الكبرى والمدن الصغرى.. ويريدون قضاء متطوراً .. علينا أن نسير بأتمتة القضاء وهناك حاجة كبيرة للمزيد من القضاة ليتمكنوا من تسيير المعاملات أو القضايا الموجودة أمامهم وهي كثيرة جداً وبنفس الوقت هم بحاجة لدور قضاء في المناطق المختلفة من سورية لكي تستوعب العدد الجديد من القضاة والقضاء العادل هو أساس في الاستثمار.. أساس في الاستقرار.. أساس في الاقتصاد.. وأساس في العدل بين المواطنين بشكل عام.

 

البحث عن خطوات عملية لمكافحة الفساد

 

وأضاف الرئيس الأسد.. النقطة الأهم التي نسمعها يومياً هي الفساد.. الذي هو آفة الآفات ومصيبة المصائب في أي مجتمع عندما ينتشر الفساد فيه هدر للمال وهدر للأخلاق ولكل إمكانيات البلد وهو عكس التطوير تماماً.. تم طرح الكثير من الأفكار في السابق ولكنها كانت أفكاراً عامة.. لابد من البحث عن خطوات عملية لمكافحة الفساد.. أعتقد بأن أسوأ شيء هو أن يتهم مسؤول بالفساد.. ولذلك أرى أن يقوم المسؤولون في سورية.. ونبدأ من الحكومة بتقديم براءة ذمة "بيان" وأن يقوم وزراء الحكومة بتقديم بيان بالأملاك الخاصة وعندما يتهم مسؤول بالفساد نستطيع أن نعود لهذه الاستمارة أو لهذا البيان ونستطيع أن نقارن وضع هذا الشخص قبل وبعد الاتهام.. في بعض الدول يقال إن هذا البيان يقدم سنوياً وفي بعضها يقدم مرة واحدة.. المهم أن يكون لدينا مرجعية.. نحن بدأنا بتطبيق هذا الموضوع منذ حوالي ثلاث سنوات تقريباً ولكن لم يكن على مستوى وزراء ولم يكن شاملاً.. كان في البداية تجريبياً ولم نستخدم هذه البيانات.

 

وقال الرئيس الأسد: النقطة الثانية والتي طرحت كثيراً هي حول وجود هيئة لمكافحة الفساد.. هيئة فيها أشخاص موثوقون ويقومون بمهمتين.. التحقيق في الاتهامات بالفساد من جانب والتدقيق أحياناً في بعض القضايا التي ربما يكون هناك شك في نزاهة إجراءاتها لكي يطمئنوا إلى أن الإجراءات تسير بشكل صحيح.. على سبيل المثال مناقصة هامة فيها أرقام كبيرة من الممكن لهذه الهيئة الاطلاع عليها ومراقبتها.

 

معالجة الرشوة من خلال الإصلاح الإداري وتخفيف الاجراءات غير الضرورية وأتمتة العمل الإداري

 

وتابع الرئيس الأسد.. النقطة الثالثة هي الرشوة التي تدفع بشكل يومي بأرقام صغيرة.. ولكنها تنهك المواطن وتسبب الكثير من الغضب.. وطبعاً هذا شيء بديهي.. هذه الرشوة لا يمكن أن تعالج إلا من خلال الإصلاح الإداري الذي يتضمن .. أولاً تخفيف الإجراءات غير الضرورية بالنسبة للمعاملات.. ثانياً أتمتة العمل الإداري الذي هو بحاجة لإعادة هندسة كاملة للإجراءات وبنفس الوقت مراقبة الموظف ولكن إن لم نقم بعملية الأتمتة وتنظيم الإجراءات فسيكون من الصعب علينا أن نتمكن من السيطرة على هذا الموضوع.

 

وقال الرئيس الأسد: هناك جانب تم طرحه من أكثر من مسؤول في دول مختلفة حول المناقصات الكبرى التي تحصل والتي يمكن أن يكون هناك الكثير من الكلام حولها في المجتمع.. لا مانع من أن نكون شفافين مع الناس وأن تكون هذه المناقصات معلنة.. البعض منهم يعلنها حتى على التلفزيون بنقل مباشر.. أقصد عملية فض العروض أو ما شابه في بعض الحالات.. فكلما كنا شفافين كلما حمينا أنفسنا من أي تهم غير حقيقية.. طبعاً في نفس الإطار لابد من الإصلاح الضريبي لأنه منفذ كبير من منافذ الفساد في سورية.. صحيح أن الواردات الضريبية تحسنت خلال السنوات الماضية لكن ما زال الهدر في هذا الجانب كبيرا.. فالإصلاح الضريبي هو محور هام من أجل الوصول لمكافحة الفساد... أيضاً ضبط الإنفاق الحكومي ولو أنه لا يرتبط مباشرة بالفساد.. لكن قد يكون فيه جانب من الفساد وجانب من الإهمال أحياناً ولكن الإنفاق الحكومي غير المبرر علينا أن نتخلص منه سواء ما يتعلق بالسيارات أو بالوقود أو بالأبنية أو بالسفر غير الضروري وخاصة في هذه الظروف.. لا أعتقد أننا بحاجة لحضور مؤتمرات في أي مكان يجب على الوزراء أن يبقوا في هذه المرحلة في سورية.. الأولوية للوضع داخل البلد ويجب أن يكون القطاع العام شفافاً في نفقاته أمام الناس يطرح كل شيء ليكون المواطن مطلعاً على النفقات.. كيف تصرف ولماذا تصرف.. يعني الشفافية هي الأساس في كل هذه المحاور.

 

تطوير آلية العمل الحكومية وزيادة فعاليته ورفع كفاءة القرار المتخذ

 

وأضاف الرئيس الأسد.. هذه بعض النقاط التي ركز عليها المواطنون خلال لقاءاتي معهم ولكن حتى لو كان لدينا النية الجيدة لإنجاز أو لتحقيق هذه النقاط فلا يمكن فعلياً أن نحققها إلا من خلال تطوير آلية العمل الحكومية وزيادة فعالية العمل الحكومي ورفع كفاءة القرار المتخذ على مستوى الحكومة.

 

وأوضح الرئيس الأسد: هناك عدة مبادئ لابد أن تكون هي الأساس في العمل الحكومي.. أولا توسيع المشاركة عند اتخاذ القرار.. يعني المشاركة تشمل الكل من دون استثناء.. عندما نصدر مرسوماً.. من يطبق المرسوم.. لا يطبقه الوزير بل يطبقه الموظفون في مستويات أخرى.. هذا الموظف مطلع على إمكانية تطبيق هذا المرسوم من خلال خبرته.. فالأفضل أن يشارك برأيه فقد يكون هناك نقاط أحياناً غير واقعية لا تتماشى مع الواقع في القانون وربما يدلنا عليها.. فأولاً المشاركة داخل المؤسسة والمشاركة الثانية هي كما قلت في البداية مع المنظمات والنقابات التي يعنيها هذا القرار.. فهناك أصحاب مصالح ولديهم وجهات نظر.. عندما نوسع القرار نتأكد بأن هذا القرار الذي أصدرناه لكي يحقق مصالح تلك الفئة لن يتناقض مع مصالحها بجوانب أخرى وكلما وسعنا المشاركة كلما قلت نسبة الخطأ.. وكلما كان هناك من يدافع عن هذا القرار الحكومي والحكومة بحاجة إلى من يدافع عن قراراتها.

 

وأضاف الرئيس الأسد..أن هناك هيكليات صيغت في أزمنة مختلفة وربما كانت هذه الهيكليات ضرورية في مراحل معينة ولكنها لم تعد ضرورية اليوم.. إذا علينا أن نلغي هذه الهيكليات غير الضرورية.. وفي المقابل لابد من إحداث هيكليات نحن بحاجة إليها الآن.. على سبيل المثال نتحدث عن الرجل المناسب في المكان المناسب وتحدثنا كثيراً وكان هناك تجارب كثيرة ولكن كلها جزئية لم تحقق سوى الجزء اليسير مما نريد.. نحن بحاجة لبنية مركزية.. هناك دراسة الآن لموضوع هيئة.. هيئة إدارة عامة أو هيئة خدمة عامة.. المهم أنها بنية موجودة في رئاسة الوزراء معنية بالوظيفة العامة تقوم بتقييم وبوضع معايير وخطط للتدريب ومسار وظيفي لهذا الموظف.. على أي أساس يترفع.. على أي أساس يتم تقييمه.. كل هذه المعايير تكون مركزية وتطبق في الوزارات.. هذه واحدة من الهيكليات الجديدة الضرورية جداً للوصول إلى النوعية الأفضل في القطاع العام أو في الدولة.

 

أتمتة العمل الحكومي ووضع إطار زمني لأي مشروع أو لأي قانون

 

وقال الرئيس الأسد: أيضاً أتمتة العمل الحكومي بهدف الوصول إلى الحكومة الإلكترونية واعتقد بأننا في هذا المجال تأخرنا كثيراً عن كثير من الدول العربية أو غير العربية في منطقتنا.. عندما نؤتمت كما قلت نخفف الفساد ونختصر الوقت في الإنجاز ونخفف المعاناة عن المواطن أو المستثمر أو أي شخص له علاقة بمؤسسات الدولة.

 

وتابع الرئيس الأسد.. أيضاً لابد من وضع إطار زمني لأي مشروع أو لأي قانون.. عندما تعلن الحكومة أنها تدرس قانوناً فيجب أن تقول سننجز هذا القانون خلال زمن كذا.. سنقوم بمشروع ننجزه خلال زمن كذا.. لابد من وضع مشاريع وربطها بإطار زمني.. وهناك الآن مكتب متابعات في مجلس الوزراء يمكن لهذا المكتب أن يقوم بالمتابعة على الأقل من ناحية الإنجاز الزمني لكي يساعد رئيس الوزراء على تلافي التقصير من قبل أي مسؤول في الدولة.

 

وتطرق الرئيس الأسد إلى موضوع تخفيف المركزية وقال ..إن كثيراً من المسؤولين يميلون لسحب كل الصلاحيات من الموظفين ووضعها في أيديهم وهذا يؤثر سلباً على فاعلية العمل الحكومي.. أنا أطلب من كل وزير أن يعطي الصلاحيات كاملة لموظفيه ليكون لديه الوقت لكي يفكر بالاستراتيجية ولكي يراقب ويحاسب الموظفين عندما يقصرون أو يخطئون.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. في إطار مشابه.. هناك موضوع اللجان.. يطرح موضوع على مجلس الوزراء فنقوم أو يقوم مجلس الوزراء بتشكيل لجنة.. في كثير من الأحيان هذه اللجان تشكل في مواضيع بالأساس هي من صلاحيات وزير.. وهذا خطأ.. الوزير هو المعني بدراسة هذا الموضوع وهو المسؤول وهو الذي يقترح.. إذا أراد الوزير أن يستعين بلجنة لا مانع.. هو يستطيع أن يستعين باللجنة.. ولكن أمام مجلس الوزراء المسؤول هو الوزير.. يمكن أن نشكل لجنة عندما يطرح موضوع جديد لا يرتبط بوزارة معينة.. موضوع عام يرتبط ربما بوزارات كثيرة.. يمكن في تلك الحالة أن نشكل لجنة لدراسة هذا الموضوع.. عدا عن ذلك لا يجوز أن نعفي الوزير من مسؤوليته وننقلها للجنة.. كيف نحاسب.. هل نحاسب اللجنة.. الوزير هو المعني بكل الأحوال.

 

وقال الرئيس الأسد: المذكرات المتداولة بين الوزراء ومستويات مختلفة.. كثير من المسؤولين في المستوى الأدنى يرفعون للمستوى الأعلى مذكرة عن المشكلة ولكن ليس فيها مقترح.. وتعود المذكرة مع كلمة "لتطبيق الأنظمة والقوانين".. والشيء البديهي أن أي مسؤول يطبق الأنظمة والقوانين ولا يجوز أن يكون هناك شيء خارج الأنظمة والقوانين.. لكن المسؤول يرفع مذكرة عليها شيئان إما قرار أو مقترح.. من دون قرار أو مقترح يتحمل المسؤولية ويصبح مسؤولاً مقصراً ويلقي المسؤولية على المستوى الأعلى.. وإذا كان هذا المسؤول يعتقد أن هناك مقترحاً ليس من صلاحياته أو بحاجة إلى مخالفة الأنظمة والقوانين لمصلحة هامة فإنه يستطيع أن يقترح هذا الكلام على مجلس الوزراء.. ومجلس الوزراء يتخذ القرار ويبرره له.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. معظم القضايا والمشاريع التي تطرح مرتبطة بأكثر من وزارة واحدة.. ولدينا مشكلة كبيرة في التعاون بين الوزراء.. الحل هو دائماً أن يكون في أي موضوع هناك جهة واحدة معنية حتى ولو تعددت الجهات المعنية بهذا الموضوع ولكن يجب أن يكون هناك وزارة هي تقود العمل وباقي الوزارات يكون عملها مساعداً أو مكملاً وبالتالي نتعامل مع هذا الوزير ولا نتعامل مع مجموعة وزراء في موضوع واحد.

 

وقال الرئيس الأسد: في كثير من الأحيان نطرح عدداً كبيراً من المشاريع وتستمر هذه المشاريع سنوات وربما عشرات السنوات في بعض الأحيان ولا تنجز.. الأفضل في مثل هذه الحالة.. طبعاً عندما ندفع أموالاً على مشروع ولا نستثمره فهذا هدر وإضاعة لهذه الأموال.. فعمليا نحن نضيع هذه الأموال لسنوات طويلة.. الأفضل في مثل هذه الحالة ان نختصر هذه المشاريع ويكون زمن الإنجاز قصيراً لكي تدخل مباشرة في الاستثمار وبعد دخولها في الاستثمار يمكن أن ننتقل لمجموعة مشاريع جديدة.. فإذا علينا ألا نشتت الجهود.. وكما قلت عندما نتحدث للمواطنين ونشرح لهم هذا الموضوع يقدرون معنا الأولويات الزمنية للمشاريع المطروحة.

 

وأوضح الرئيس الأسد أن الاعتماد على التشريعات طبعاً شيء مهم ولكن يجب أن نعرف أن التشريعات ليست أكثر من قاعدة للتطوير.. أما التطوير الحقيقي فهو يكون من خلال المشاريع المرتبطة بهذه القوانين.. فإذا علينا أن نفكر بشكل موسع بمشاريع تستهدف كما قلنا البطالة.. نستهدف البطالة.. نستهدف الزراعة.. نستهدف المنطقة الشرقية.. مشاريع يكون لها إدارة وتستند إلى القوانين التطويرية.. وهذه المشاريع تجعل المواطن يحس فعلاً بنتائج ملموسة.. أما أن نقول إننا أصدرنا قانوناً فلا يعني الكثير في معظم الحالات.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما نعلن الأرقام يجب أن تكون هذه الأرقام مرتبطة بواقع المواطن.. عندما نعلن أرقاماً مثلاً نسبة نمو اقتصادي ما نسبة النمو السكاني.. ما التضخم.. ما البطالة.. وما الأرقام الأخرى المرتبطة بها.. وما الوضع المعيشي.. دخل المواطن.. بالنسبة لهذه الأرقام.. الأرقام مهمة ولكن الأرقام تعطينا مؤشراً بالدرجة الأولى إلى أننا نستطيع أن نحقق الأفضل إذا كان الرقم إيجابياً ولكن ليس بالضرورة أن يعني هذا الرقم أن وضع المواطن أصبح أفضل.. فعلينا ألا نتحدث عن الأرقام بشكل مجرد.

 

وقال الرئيس الأسد: التشاركية كما قلت في البداية هي توسيع القرار.. ولكن هنا التشاركية لها معنى مختلف قليلاً لأن المهام كما قلت كبيرة جداً.. ولا تستطيع أي دولة أن تحقق كل المتطلبات.. إمكانياتنا معروفة لا نستطيع.. لكن هناك مجتمعا أهلياً نشيطاً في سورية وهو يتوسع بشكل سريع.. فلماذا لا نتشارك مع هذا المجتمع الأهلي في القطاعات المختلفة ونتوزع المهام ونتبادلها بدلاً من أن يكون هناك ازدواجية في المهام سواء مع منظمات المجتمع الأهلي أو مع المنظمات والنقابات التي يقوم البعض منها بمشاريع ونكتشف بعد فترة أن الدولة تقوم بنفس المشروع وتصرف المزيد من الأموال وهذا يعني هدراً.. فإذا يجب أن يكون هناك حوار معهم وتوزيع للمهام وبنفس الوقت المجتمع الأهلي هو مشاركة من المواطن وهو آلية وهو قناة من الأقنية التي تحدثنا عنها في البداية والتي تسمح للمواطن أن يشعر بأنه مسؤول مع الدولة ومشارك في بناء وطنه.

 

وتابع الرئيس الأسد.. عودة لموضوع التواصل.. هناك الحوار.. ولكن هناك التواصل الإعلامي لا تستطيعون بمجموعكم أن تتحاوروا مع كل الناس دفعة واحدة ولكن تستطيعون أن تقوموا بهذا العمل من خلال الإعلام.. على كل مسؤول.. على كل وزير أن يتحدث من وقت لآخر مع الإعلام.. يشرح ماذا فعل.. وماذا يفعل وكيف يفكر.. أحياناً بشكل معلن وأحياناً بشكل غير معلن.. وأن يدعو الصحفيين ويشرح لهم خارج إطار الإعلام لكي يكون لديهم الخلفية المعرفية بالقضايا التي تتم وبالتالي يكون الإعلام قادراً على نقل الصورة الحقيقية للمواطنين.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بالوقت نفسه هناك إمكانية لوجود الناطق باسم الحكومة ليس بالضرورة أن يكون ناطقاً رسمياً بالطريقة التقليدية بمعنى أن يكون شخصاً مهمته فقط ناطق رسمي.. بعض الحكومات أو بعض الدول تتبع هذا النموذج والبعض الآخر يضع وزيراً هو ناطق رسمي.. وفي بعض الحالات يكون المطلوب من وزير معين ليس بالضرورة الوزير المحدد كناطق رسمي أن يتحدث عن موضوع تقني لا يمكن للوزير الذي يأخذ دور الناطق أن يعبر عنه قد يكون موضوعاً تقنياً بحاجة للوزير نفسه.. ولكن عندما يكون هناك قرارات مهمة في اجتماعات مجلس الوزراء لابد من الحديث عنها وشرحها مباشرة بعد الاجتماع ويكون هناك سؤال وجواب وأيضاً هذه طريقة مهمة لفتح الأقنية بيننا وبين المواطن.

 

المواطن هو البوصلة ونحن نقوم بالسير معه في الاتجاه الذي يحدده

 

وأوضح الرئيس الأسد.. أن هناك حالة عامة وهي أن الاعتراف بالتقصير دائماً صعب ولكن علينا ألا نرى صعوبة إذا كان هناك تقصير أو فشل وقد يكون فشلاً مبرراً أو غير مبرر.. المهم أن نكون شفافين.. نقول هناك تقصير ونعدد الأسباب أيضاً.. الناس تتفهمنا عندما نكون واضحين في هذا الموضوع أما إنكار التقصير أو إنكار الفشل فهو الفشل بحد ذاته.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أنا دوري سيكون بالنسبة لكم هو مراقبة ومحاسبة ودعم.. أو دعم ومراقبة ومحاسبة.. نعطي الدعم الأولوية.. المهم أن نكون نحن والمواطنون طرفاً واحداً لا أن نكون طرفين.. المواطن هو البوصلة ونحن نقوم بالسير معه في الاتجاه الذي يحدده.. المهم أن نكون هنا فقط لخدمة هذا المواطن ومن دون هذه الخدمة لا مبرر لوجود أي واحد فينا.. المهم أن يشعر هذا المواطن بمواطنيته بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

 

تواضعوا مع الناس لا مبرر للغرور لأنه بداية الانحدار وبداية الفشل وبداية السقوط

 

وقال الرئيس الأسد: النصيحة الأخيرة التي أنصحها لكل مسؤول ألتقي به وكل حكومة هي التواضع.. تواضعوا مع الناس لا مبرر للغرور فالغرور هو بداية الانحدار وبداية الفشل وبداية السقوط لأي إنسان ولأي دولة ولأي شعب عندما يصاب بالغرور.. عندما يصبح الإنسان مسؤولاً يجب أن يفقد شعوره بنفسه وبقيمته الذاتية ويشعر أن أي مواطن هو أعلى منه قيمة ولكنه يسترد هذه القيمة فقط من خلال رضا المواطن.. عندما يرضى المواطن فعليك أن تشعر كمسؤول بقيمتك كإنسان تستحق الاحترام ولكن أيضاً من دون غرور.

 

وختم الرئيس الأسد.. أتمنى لكم كل التوفيق في مهامكم وأتمنى أن نتمكن جميعاً أنا وأنتم وكل مسؤول في هذه الدولة من التعبير عن سورية.. سورية الشامخة التي تتموضع في قلب أمتها العربية وفي جوهر حياتها ونعبر فعلاً عما توصف به بلدنا.. قلب العروبة النابض.. مرة أخرى أتمنى لكم التوفيق وشكراً لكم...

 

من جانبه رئيس الحكومة الدكتور عادل سفر قال: سيدي الرئيس أتقدم باسمي وباسم زملائي الوزراء بشكري لثقتكم الغالية التي منحتمونا إياها وهي تلقي علينا مزيداً من المسؤولية للعمل على خدمة المواطن والوطن.. إننا ونحن نحمل هذه الأمانة نقدر حجم المسؤولية الوطنية الكبرى الملقاة على عاتقنا في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا الحبيب.

 

وأضاف سفر.. نعاهد سيادتكم على العمل الجاد على تنفيذ ما أعلنتم عنه من إصلاحات تخدم قضايا الوطن وتعالج هموم المواطنين وأن نعمل على التواصل مع المواطنين وكسب ثقتهم مع التركيز على أن يكون البرنامج الحكومي للمرحلة القادمة مبنياً على الموضوعية والشفافية والمحاسبة والبرامج الملموسة والزمنية لتطبيق الإصلاحات التي وجهتم بها.

 

وكانت الحكومة الجديدة أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس الأسد صباح أمس الأول.

=================

 الرئيس الأسد: سورية بخير وخيارنا الوحيد هو التطلع للمستقبل وصنعه بدلاً من أن تصنعه الأحداث.. المطالب الملحة للشعب بوشر بتنفيذها قبل بدء الحوار..الحوار الوطني بات عنوان المرحلة الحالية

 

           

22 حزيران , 2011

 

 

دمشق-سانا

 

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد ظهر أمس الأول كلمة على مدرج جامعة دمشق تناول فيها الأوضاع الراهنة قال فيها..

 

السلام عليكم وعلى سورية وعلى كل من يحمي هذا الوطن الغالي.. السلام على الشعب والجيش وقوى الأمن وكل من سهر ويسهر على منع الفتنة ووأدها في جحورها الكريهة.. السلام على كل أم فقدت عزيزاً وكل طفل فقد والداً وكل عائلة فقدت فلذة.. السلام على أرواح شهدائنا الذين أنبتت دماؤهم أقحواناً في الربيع والصيف عندما استبدلت فصول الإزهار والإثمار بفصول المؤامرة والقتل.. لكن حتى فصول المؤامرة تزهر في سورية.. إنها تزهر عزة ومناعة.

 

 

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أخاطب اليوم عبركم كل مواطن سوري على امتداد الوطن.. وأردت أن يكون لقائي معكم مباشراً ترسيخاً للتفاعل والعفوية اللذين ميزا العلاقة بيننا وكنت أتمنى أن التقي كل مواطن سوري ولكن يقيني بأن اللقاء مع البعض منكم في أي مناسبة يجعلني أشعر بأني أتواصل معكم جميعاً. وأرسل عبركم التحية إلى كل مواطن ومواطنة.. إلى كل أخ وأخت.. إلى كل شاب وشابة.. إلى كل أب وأم وهم يعبرون عن تعلقهم بوحدة وطنهم ويعملون من أجل سلامته ويقدمون الغالي والرخيص كي يبقى قوياً.

 

وإن تأخرت عليكم بالكلام رغم الحاح البعض علي ممن التقيت بهم للحديث الى المواطنين فذلك لأني لا أريد منبراً دعائياً فلم أشأ الحديث عما سننجزه وإنما عما تم إنجازه أو في طريقه إلى الإنجاز وليكون جوهر ومضمون حديثي مبنياً على ما سمعته ولمسته من المواطنين خلال الأسابيع الماضية.. فالمصداقية التي شكلت أساس العلاقة بيني وبين الشعب والتي بنيت على الفعل لا القول.. على المضمون لا الشكل هي التي بنت الثقة التي شعرت بكبرها وأهميتها خلال اللقاءات الشعبية التي عقدتها مؤخراً والتي وإن كانت مع مجموعات قليلة العدد قياساً إلى مجمل الشعب السوري الكبير إلا أنها جسدت بشكل واضح عظمة هذا الشعب الذي ينضح وعياً وطنياً وطيبة وذكاء وإباء.

 

وقال الرئيس الأسد: تأخري في الحديث حتى اليوم فسح المجال للكثير من الشائعات في البلد.. أنا سمعتها وأنتم سمعتموها.. الشائعات ليست مهمة الأهم بالنسبة لي الزمن الذي كان ضرورياً.. فكل يوم كانت الأحداث تأتي بمعلومات جديدة وكل لقاء بيني وبين المواطنين مع الوفود الشعبية الكثيرة والعديدة التي التقيت بها كان يأتي بمزيد من المعلومات.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة للإشاعات كان الكثير من الوفود عندما يدخل كي يطمئن على عدم صحة الإشاعة أو ليطمئن عني أنا شخصياً أريد أن أقول إن كل ماسمعتموه عن إشاعات متعلقة بالرئيس وعائلته وعمله ليس لها أساس وكلها خاطئة وغير صحيحة سواء كانت مغرضة أم بريئة.

 

الشهداء الذين سقطوا خسارة كبيرة لأهلهم وذويهم وللوطن وخسارة ثقيلة لي شخصيا

 

وقال الرئيس الأسد: نلتقي اليوم في لحظة فاصلة في تاريخ بلدنا.. لحظة نريدها بإرادتنا وتصميمنا أن تكون فاصلة بين أمس مثقل بالإضطراب والألم سالت فيه دماء بريئة أدمت قلب كل سوري وغد مفعم بالأمل في أن تعود لوطننا أجمل صور الألفة والسكينة التي طالما نعم بها على أرضية مكينة من الحرية والتكافل والمشاركة.. أيام صعبة مرت علينا دفعنا فيها ثمناً كبيراً من أمننا واستقرارنا من خلال محنة غير مألوفة خيمت على بلدنا أدت إلى حالات من الاضطراب والخيبة بفعل حوادث شغب وأعمال قتل وترويع للمواطنين وتخريب للممتلكات العامة والخاصة تخللت الاحتجاجات الشعبية سقط خلالها أعداد من الشهداء سواء من المواطنين أم من رجال الأمن والشرطة والقوات المسلحة وجرحت أعداد كبيرة أخرى وكانت خسارة كبيرة لأهلهم وذويهم وخسارة كبرى للوطن.. ولي شخصياً كانت خسارة ثقيلة واني اذ أرجو من الله سبحانه وتعالى الرحمة والمغفرة لجميع الشهداء فإني أتقدم بالتعزية القلبية لأسرهم وذويهم.

 

وتابع الرئيس الأسد.. بالقدر الذي تعز علينا خسارتهم وما تحمله من ألم وحسرة بالقدر الذي تدفعنا لتأمل هذه التجربة العميقة والمهمة بجانبها السلبي وما تحمله من خسائر بالأرواح والممتلكات والأرزاق في المستوى المادي والمعنوي وبجانبها الإيجابي وما يحمله من اختبارات مهمة لنا جميعاً اكتشفنا من خلالها معدننا الوطني الحقيقي بقوته ومتانته وبنقاط ضعفه.

 

 

 

وبما أن الزمن لا يعود للوراء فخيارنا الوحيد هو التطلع إلى المستقبل وهذا الخيار نمتلكه عندما نقرر أن نصنع المستقبل بدلاً من أن تصنعه الأحداث.. عندما نسيطر عليها بدلاً من أن تسيطر علينا.. نقودها بدلاً من أن تقودنا.. وهذا يعني أن نقوم بالبناء على تجربة غنية أشارت إلى نقاط الخلل وعلى تحليل عميق استخلص العبر بحيث نحول الخسائر إلى أرباح فترتاح أرواح شهدائنا التي لن تكون حينئذ مجرد دماء مهدورة بل دماء ضحى بها أصحابها من أجل أن تزداد قوة ومناعة وطنهم.

 

وقال الرئيس الأسد: في كل ذلك نحن ننظر للأمام.. ورؤية المستقبل تتطلب حتماً قراءة عميقة للماضي وفهماً دقيقاً للحاضر.. ومن البديهي أن يكون السؤال السائد اليوم ما الذي يحصل.. ولماذا.. وهل هي مؤامرة ومن يقف خلفها.. أم هي خلل فينا فما هو هذا الخلل... وغيرها من التساؤلات الكثيرة والطبيعية في مثل هذه الظروف.

 

الحل هو في معالجة مشاكلنا بأيدينا وتلافي التراكمات التي تضعف مناعتنا الوطنية

 

وأضاف الرئيس الأسد.. لا أعتقد أن سورية مرت بمرحلة لم تكن فيها هدفاً لمؤامرات مختلفة قبل أو بعد الإستقلال لأسباب عديدة بعضها مرتبط بالجغرافيا السياسية المهمة لسورية والبعض الآخر مرتبط بمواقفها السياسية المتمسكة بمبادئها ومصالحها.. فالمؤامرات كالجراثيم تتكاثر في كل لحظة وكل مكان ..لا يمكن إبادتها وإنما يمكن العمل على تقوية المناعة في أجسادنا لصدها.. فما رأيناه من مواقف سياسية وإعلامية ليس بحاجة للكثير من التحليل ليؤكد وجودها.. ومواجهتها لا تكون بإضاعة الوقت بالحديث عنها أو بالخوف منها بل تكون بالبحث عن نقاط الضعف الداخلية التي يمكن أن تنفذ منها وترميمها.. وعندها لا يكون من الأهمية بمكان الحديث عن مخطط رسم في الخارج ونفذ لاحقاً في الداخل.. أم ان ظهور الخلل هو الذي شجع الآخرين على محاولات التدخل لأن الحل هو في معالجة مشاكلنا بأيدينا وتلافي التراكمات التي تضعف مناعتنا الوطنية.

 

وقال الرئيس الأسد: الجراثيم تتواجد في كل مكان على الجلد وداخل الأحشاء ولم يفكر العلماء عبر تاريخ التطور العلمي بأن يقوموا بإبادة الجراثيم وإنما فكروا دائماً كيف نقوي مناعة أجسادنا وهذا ما علينا أن نفكر به أهم من التحليل بالنسبة للمؤامرة لأنه لا أعتقد أن المعطيات ستظهر قريباً كل التفاصيل وربما لن تظهر خلال سنوات ولكن البعض يقول إنه لا توجد مؤامرة وهذا الكلام غير موضوعي ليس بالنسبة للأزمة وإنما بالنسبة للظروف والتاريخ أو السياق التاريخي لسورية.. فماذا نقول عن المواقف السياسية الخارجية الفاقعة بضغطها على سورية وبمحاولات التدخل في الشأن الداخلي ليس حرصاً على المواطن السوري وإنما من أجل الوصول إلى ثمن معروف مسبقا.. تنازلوا عن كل ما تتمسكون به من مبادئ وحقوق ومصالح وسياسات وغيرها.. وماذا نقول عن هذه المواقف السياسية وماذا نقول عن الضغط الإعلامي وماذا نقول عن الهواتف المتطورة التي بدأنا نجدها في سورية تنتشر بين أيدي المخربين وماذا نقول عن التزوير الذي شاهدناه جميعا لا يمكن أن نقول عنه عملاً خيرياً وهو بكل تأكيد مؤامرة ولكن لن نضيع وقتنا وقلت هذا الكلام أمام مجلس الوزراء وقلته في خطاب مجلس الشعب وأؤكد عليه دائماً وعلينا أن نركز على الوضع الداخلي وفي هذا الخطاب لن أتحدث سوى في الوضع الداخلي ولن أعير الاهتمام لأي شيء خارجي لا سلباً ولا إيجاباً.

 

الحاجات الملحة للبعض لاتبرر مطلقاً السعي لنشر الفوضى أو خرق القانون أو إلحاق الضرر بالمصالح العامة

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أن ما يحصل في الشارع السوري الآن له ثلاثة مكونات الأول هو صاحب حاجة أو مطلب يريد من الدولة تلبيتها له ولقد تحدثت سابقاً عن المطالب المحقة فهذا واجب من واجبات الدولة تجاه مواطنيها عليها العمل من دون كلل لتحقيقها ضمن إمكانياتها وعلينا جميعاً في مواقع المسؤولية أن نستمع إليهم ونحاورهم ونساعدهم تحت سقف النظام العام.. فلا سعي الدولة لتطبيق القانون وفرض النظام يبرر اهمال مطالب الناس ..ولا الحاجات الملحة للبعض تبرر مطلقاً السعي لنشر الفوضى أو خرق القانون أو إلحاق الضرر بالمصالح العامة.

 

 

 

وقال الرئيس الأسد: بالنسبة لهذا المكون التقيت بالعديد منهم وعندما أقول هذا المكون أصحاب الحاجات فلا يعني المتظاهرين تحديداً وإنما يعني كل من هو صاحب حاجة البعض منهم خرج للتظاهر والقسم الأكبر لم يخرج للتظاهر لكن هو صاحب حاجة فعلينا أن نتعامل معه.. أنا التقيت بوفود عديدة البعض منها من المتظاهرين والبعض منها من غيرهم من كل المناطق والأطياف وأستطيع أن أقول أول شيء علينا أن نميز بين هؤلاء وبين المخربين.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. المخربون هم مجموعة قليلة فئة صغيرة مؤثرة حاولت استغلال الآخرين وحاولت استغلال الأكثرية الطيبة من الشعب السوري من أجل تنفيذ مآرب عديدة.. فالتمييز بين الفئة الأولى والثانية هام جداً.. هذا المكون مكون وطني كل المطالب التي سمعتها او التي طرحت طرحت تحت سقف الوطن لا يوجد أجندات خارجية ولا ارتباطات خارجية وهم ضد أي تدخل خارجي تحت أي عنوان.. هم يريدون المشاركة وعدم التهميش والعدالة.. هناك نقاط كثيرة طرحت.. على سبيل المثال هناك أشياء متراكمة منذ 3 عقود منذ مرحلة الصدام مع الإخوان المسلمين تلك المرحلة السوداء في الثمانينيات ما زال البعض أجيال جديدة تدفع ثمن تلك المرحلة.. عدم توظيف وعدم إعطاء موافقات أمنية لقضايا مختلفة يعني عملياً حملنا نفساً وزر أخرى وهذا الشيء غير صحيح وبدأنا بحل هذا النوع من المشاكل وسمعت هذه النقاط تحديداً من أكثر من وفدين وأذكر منهم إدلب وحماة على وجه التحديد وبدأنا بحل هذه المشكلة وسنقوم بحلها نهائياً لا يجوز أن نبقى نعيش بعد 3 عقود في مرحلة سوداء.. هذه القضايا تتعلق بالعدالة والظلم ويشعر بها كل مواطن.

 

وقال الرئيس الأسد.. هناك قضايا أخرى لها علاقة بموضوع مثلاً جوازات السفر بالرغم من أننا منذ نحو سنتين أعطينا توجيهات لكل السفراء بالخارج أن يبدؤوا بإعطاء جوازات السفر حتى للمطلوبين سواء كانوا فارين أو غير فارين لكن يعتقدون أنهم مطلوبون في سورية.. عدد كبير من هؤلاء كان يشعر بالخوف ولم يذهب للسفارات لاستلام جواز السفر.. حتى بعد العفو الأخير لم يقوموا باستلام جوازاتهم مازال هناك نوع من الخوف يمنع الناس من المبادرة تجاه مؤسسات الدولة وهذا الخوف يشعرهم بوجود الظلم أحياناً.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بما أننا مررنا على موضوع العفو ففي لقاءاتي الأخيرة شعرت أن هذا العفو لم يكن مرضياً للكثيرين والحقيقة أن هذا العفو هو أشمل عفو صدر منذ نحو 23 عاماً وأعتقد أن العفو المماثل كان في عام 1988 ومع ذلك هناك رغبة بأن يكون هذا العفو أشمل وعادة نحن لا ندخل بالأسماء بل بالمعايير ونقول نعفو عن الجميع ما عدا مثلاً المخدرات والإرهاب والتمرد المسلح والقضايا الأخلاقية وما شابه ومع ذلك في هذه الظروف واعتماداً على ما سمعته من عدد من الأشخاص ووردني من أشخاص آخرين لم ألتق بهم فسأطلب من وزارة العدل أن تقوم بدراسة ما هو الهامش الذي يمكن أن نتوسع به في العفو ولو بمرسوم آخر بشكل يشمل آخرين دون أن يضر مصلحة وأمن الدولة من جانب وبنفس الوقت مصالح المواطنين المعنية بالحقوق الخاصة للمواطنين أصحاب الدم على سبيل المثال.

 

وقال الرئيس الأسد: اما المكون الثاني فيمثله عدد من الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة بقضايا جنائية مختلفة وجدوا في مؤسسات الدولة خصماً وهدفاً لأنها عقبة في وجه مصالحهم غير المشروعة ولأنهم مطاردون من قبل أجهزتها.. فالفوضى بالنسبة لهؤلاء فرصة ذهبية لا بد من اقتناصها من أجل بقائهم طلقاء وتعزيز أعمالهم غير القانونية.. وإذا كان من البديهي أن نسعى لتطبيق القانون على الجميع فهذا لا يعفينا من البحث عن حلول ذات أبعاد اجتماعية من شأنها أن تبعد هؤلاء عن سلوك الطريق الخاطئ وتدفعهم ليكونوا مواطنين صالحين مندمجين بمجتمعهم.

 

وتابع الرئيس الأسد.. قد يكون السؤال ما هو عدد هؤلاء... أنا شخصياً فوجئت بهذا العدد كنت أعتقد أنه بضعة آلاف في السابق, العدد في بداية الأزمة 64 ألفاً وأربعمئة وكسور تخيلوا هذا الرقم من المطلوبين لقضايا مختلفة تصل أحكامهم من بضعة أشهر حتى الإعدام وهم فارون من وجه العدالة.. 24 ألفاً من هؤلاء حكمه من ثلاث سنوات فما فوق وطبعاً منذ أيام تراجع هذا العدد قليلاً أقل من 63 ألفا لأن البعض منهم سلم نفسه للسلطات المختصة والعدد 64 ألفاً أكثر أو أقل يعادل بالمعنى العسكري تقريباً خمس فرق عسكرية.. أي تقريباً جيش كامل.. لو أراد بضعة آلاف من هؤلاء أن يقوموا بحمل السلاح والقيام بأعمال تخريب تستطيعون أن تتخيلوا مدى الضرر الذي من الممكن أن يلحق بالدولة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أما المكون الثالث فهو الأكثر خطورة بالرغم من صغر حجمه وهو يمثل أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري.. هذا الفكر الذي اختبرناه وعرفناه منذ عقود عندما حاول التسلل إلى سورية واستطاعت أن تتخلص منه بوعي شعبها وحكمته.

 

واليوم لا نرى هذا الفكر مختلفاً عما رأينا منذ عقود فهو نفسه وما تغير هو الأدوات والأساليب والوجوه.. فهو يقبع في الزوايا المعتمة ولا يلبث أن يظهر كلما سنحت له الفرصة وكلما وجد قناعاً يلبسه فهو يقتل باسم الدين ويخرب تحت عنوان الإصلاح وينشر الفوضى باسم الحرية.

 

المسلحون استخدموا المسيرات السلمية كغطاء واعتدوا على المدنيين والشرطة والعسكريين

 

وقال الرئيس الأسد: من المحزن أن يكون في أي مجتمع في العالم مجموعات تنتمي لعصور أخرى عصور غابرة.. تنتمي إلى فترة لا نعيشها ولا ننتمي إليها وهي في الحقيقة العقبة الأكبر في عملية الإصلاح لأن التطوير يبدأ بالإنسان لا يبدأ بالكمبيوتر ولا يبدأ بالآلة ولا يبدأ بالتشريعات ولا يبدأ بشيء بل يبدأ بالإنسان.. فإذا علينا تطويق هذا الفكر إذا أردنا فعلا أن نتطور.. وهناك مكونات أخرى وأنا لم أتحدث عن المكون الخارجي ودوره في الأزمة ولم أتحدث عن المكونات التي نعرفها جميعاً فهناك أشخاص تدفع لهم أموال ليقوموا بعمليات التصوير والتعامل مع الإعلام والبعض تدفع له أموال ليشارك في مظاهرات لمدة دقائق ويتم تصويرها وهي مكونات لا تهمنا كثيرا لذلك وبمراقبة المسار والأحداث كان التصعيد والفوضى هما المرادف لكل خطوة إصلاحية أعلن عنها أو تم إنجازها وعندما فقدت المبررات كلياً كان استخدام السلاح هو الخيار الوحيد أمامهم لتنفيذ المخطط.. ففي بعض الأحيان استخدمت المسيرات السلمية كغطاء يختبئ تحته المسلحون.. وفي أحيان أخرى كانوا يقومون بالإعتداء على المدنيين والشرطة والعسكريين عبر الهجوم على المواقع والنقاط العسكرية أو عبر عمليات الإغتيال.. أغلقت المدارس والمحلات في الأسواق والطرق العامة بقوة السلاح.. تعرضت الممتلكات العامة للتخريب والنهب والحرق المقصود.. فصلت المدن عن بعضها من خلال قطع الطرق الرئيسية التي تصل بينها.. وما يعنيه ذلك من تهديد مباشر لنسف الحياة اليومية للمواطنين لأمنهم وتعليمهم واقتصادهم وللتواصل مع عائلاتهم.

 

 

 

وأضاف الرئيس الأسد.. شوهوا صورة الوطن خارجياً وفتحوا الأبواب بل دعوا إلى التدخل الخارجي.. وحاولوا بذلك إضعاف الموقف السياسي الوطني المتمسك بعودة الحقوق الوطنية كاملة.

 

عملوا على استحضار خطاب مذهبي مقيت لا ينتمي إلينا ولا ننتمي إليه ولا نرى فيه سوى التعبير عن فكر قبيح.. حاشى ديننا وتاريخنا وتقاليدنا أن تربط به أو تقربه.. وحاشى انتماؤنا الوطني والقومي والأخلاقي أن يدنس به.

 

وقال الرئيس الأسد: طبعاً في كل هذه الأمور ما عدا المكون الأول أنا أتحدث عن قلة قليلة لا تمثل سوى جزء بسيط جداً من الشعب السوري لذا الموضوع ليس مقلقاً لكن أقول مرة أخرى لا بد من معالجته.. فعندما فشلوا في المرحلة الأولى عندما حاولوا استغلال المكون الأول وهو أصحاب المطالب انتقلوا للصدام المسلح والأعمال المسلحة وعندما فشلوا في هذه المرحلة انتقلوا إلى نوع جديد من العمل بدؤوا به في جسر الشغور عندما ارتكبوا المجازر الشنيعة التي رأينا صورها في الإعلام.. قتلوا رجال الأمن ودمروا مراكز البريد التي هي ملك الشعب والمدينة التي يعيشون فيها هي التي تستخدمها.. هناك حقد كبير.. المهم أنهم كانوا يمتلكون أسلحة متطورة لم تكن موجودة في السابق وأجهزة اتصالات متطورة وانتقلوا لعمل آخر حاولوا بالقرب من معرة النعمان أن يستولوا على مخازن استراتيجية للوقود وتمكنوا من احتلالها واضطرت القوات المسلحة للتدخل من أجل استعادتها وفوجئنا بأنهم يملكون سيارات رباعية حديثة ركبت عليها أسلحة متطورة للتعامل حتى مع الحوامات وأيضاً أجهزة اتصال.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. وحاولوا أن يرتكبوا مجزرة أخرى في معرة النعمان أيضاً بحق مفرزة أمنية وكادوا ينجحون لولا تدخل أهل المدينة الذين حموا المفرزة في بيوتهم والبعض دفع الثمن عندما عذب وضرب وكسرت عظامه وغيرها.. وأنا أوجه التحية لهؤلاء الذين وقفوا هذا الموقف الوطني وأتمنى أن ألتقي بهم قريباً.

 

الرد على المؤامرة أتى من قبل الشعب الذي هب بمجمله ليثبت مرة أخرى وعيه الوطني الذي فاق التوقعات

 

وقال الرئيس الأسد: هناك أشخاص كثر حاولوا أن يقوموا بأعمال مشابهة.. منع الفتنة في أماكن مختلفة من سورية والكثير منهم نجح والبعض حتى الآن لم ينجح ولو لم يكن هناك هذا الشعور الوطني لدى الكثيرين لكان الوضع في سورية أسوأ بكثير من الآن.. لكن الرد أتى من قبل الشعب السوري الذي هب بمجمله ليثبت مرة أخرى وعيه الوطني الذي فاق التوقعات في ظل هجمة افتراضية غير مسبوقة لم يكن من السهل خلالها التمييز بين الحقيقي منها والوهمي وبين الأصلي والمزور.. لكن الحس الوطني والحدس التاريخي اللذين يمتلكهما شعبنا والمبنيين على تراكمات من الخبرة عبر الأجيال كانا أقوى بما لا يقاس.. وأهمية هذه التجربة إذا أنها أظهرت مدى الوعي الوطني الذي يشكل الضمانة الأهم لنجاح عملية التطوير التي نقوم بها والتي ترتكز على ثلاثة أسس هي الوعي والأخلاق والمؤسسات.. وغياب أي منها سيؤدي حتماً لانحراف العملية عن أهدافها وسيؤدي إلى فشلها وما يعنيه ذلك من آثار خطيرة على مجتمعنا وعلى مستقبلنا.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. ما يحصل اليوم من قبل البعض ليس له علاقة بالتطوير أو بالإصلاح.. ما يحصل هو عبارة عن تخريب وكلما حصل المزيد من التخريب كلما ابتعدنا عن أهدافنا التطويرية وعن طموحاتنا.. وأنا هنا لا أقصد التخريب المادي فقط فهذا إصلاحه قد يكون أكثر سهولة.. لكنني أقصد بالدرجة الأولى التخريب النفسي والأخلاقي والسلوكي الذي يصعب إصلاحه مع الوقت والذي نرى البعض يعمل على تكريسه.. ويكرس معه تدريجياً عدم احترام المؤسسات وما ترمز إليه وطنيا وبالتالي تراجع الحالة الوطنية التي تشكل وتؤسس وتحمي الوطن وهذا بالضبط ما يريد أعداؤنا أن نقوم به وأن نصل إليه.

 

وقال الرئيس الأسد: اليوم لدينا جيل من الأطفال تربى بهذه الأحداث أو تعلم الفوضى عدم احترام المؤسسات.. عدم احترام القانون.. كره الدولة.. هذا الشيء لا نشعر بنتائجه اليوم سنشعر بنتائجه لاحقاً وسيكون الثمن غالياً.. وأريد أن أسأل هنا هل أوجدت الفوضى مزيداً من فرص العمل للباحثين عنها.. هل حسنت الأوضاع العامة.. هل حسنت الأمن الذي كنا ننعم بوجوده ونفاخر به.. فلا تطوير دون استقرار.. ولا إصلاح عبر التخريب ولا عبر الفوضى.. والقوانين والقرارات وحدها لن تكون كافية لتحقيق أي تقدم بمعزل عن البيئة السليمة التي يجب أن تحيط بها.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إذاً علينا أن نصلح ما تخرب ونصلح المخربين أو نعزلهم وعندها نستطيع الاستمرار بالتطوير.. كل ما سبق يتصل بالمبادىء والتشخيص أما في الممارسة فنبدأ من الواقع والواقع يبدأ من الناس.. لذلك بدأت بسلسلة طويلة من اللقاءات التي شملت مختلف الشرائح والفئات من مختلف المناطق والمحافظات في سورية بهدف فهم ورؤية هذا الواقع كما هو أو بأقرب ما يمكن إلى حقيقته من الزوايا المختلفة التي ينظر منها المواطنون السوريون.. بالشكل الذي يساعدنا على ترتيب أولويات مؤسسات الدولة بما يتوافق مع أولويات المواطنين.

 

وقال الرئيس الأسد: أردت أن أفهم التفاصيل المباشرة من المواطنين بعيداً عن أي أقنية قد تقوم بعملية تصفية أو فلترة للمعلومات..ربما تنقل المعلومة كاملة ولكن لا تنقل المشاعر والعلاقة بين الناس هي ليست فقط علاقة معلومات وحقائق وإنما أيضاً مشاعر.

 

 

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أردت أن أبني كل ما سأقوله في المستقبل على هذه اللقاءات.. عملياً جوهر هذا الكلام وهذا الخطاب وهذا الحديث مبني على تلك الحوارات التي تمت بيني وبينهم أردت أن أكون على الأرض وكما قلت التقيت بكل أنواع الناس وبكل الأطياف متظاهرين وغير متظاهرين والحقيقة أنا اعتبر أن أهم عمل قمت به خلال وجودي في موقع المسؤولية هو هذه اللقاءات بالرغم من صعوبة الظروف وبالرغم من الآلام والإحباطات الموجودة في الأجواء العامة المحيطة بها إلا أنني استطيع أن أقول إن الفائدة منها كانت مذهلة والمحبة والحب الذي لمسته من أولئك الأشخاص الذين يعبرون عن معظم الشعب السوري محبة لم أشعر بها في أي مرحلة من مراحل حياتي وأتمنى بكل تأكيد أن أبادل هذه المحبة أولئك الأشخاص وأبادل هذه المحبة لكل مواطن سوري لاأعرفه ولكن أتمنى أن التقي به في لقاءات مشابهة ولكن أتمنى أكثر أن أتمكن من تحويل هذه المحبة إلى عمل.. وهذا الشيء يمكن أن يتم بمساعدتكم.

 

وقال الرئيس الأسد: كانت لقاءاتي مفيدة وصريحة وعميقة وشاملة تطرقت لكل المواضيع المطروحة من دون استثناء بعضها محلي على مستوى المدينة والمحافظة وبعضها شامل للقطر وكانت الأولويات بالنسبة لي هي المواضيع التي تمس الشرائح الأوسع من الشعب قبل القضايا المحلية على أهميتها.

 

عبر المواطنون في تلك اللقاءات عن غضبهم الممزوج بالمحبة وعن عتبهم المصقول بالوفاء لشعورهم بأن دولتهم ابتعدت عنهم سواء ببعض السياسات أم ببعض الممارسات.. ولمست معاناة مرتبطة بجوانب عدة.. بعضها مرتبط بالجانب المعيشي والخدمي وبعضها متعلق بالمساس بكرامة المواطن أو بتجاهل آرائه أو إقصائه عن المشاركة في مسيرة البناء التي يعتبر هو غايتها وجوهرها.. لكني لمست أيضاً حب هذا الشعب الذي طالما مدني بصدقه ووقفاته الأبية.. بالقوة والاستمرار في خطنا السياسي ونهجنا المقاوم.. أما الفساد فلمست الرغبة العارمة باجتثاثه كسبب رئيسي من أسباب عدم تكافؤ الفرص وافتقاد العدالة.. وما يولده من شعور بالغبن والظلم والقهر.. عدا عن تداعياته الأخلاقية الخطيرة على المجتمع.

 

الفساد هو النتيجة لانحدار الأخلاق وتفشي المحسوبيات وغياب المؤسسات.. لابد من العمل فوراً لتعزيز المؤسسات بالتشريعات المتطورة وبالمسؤولين الذين يحملون المسؤولية

 

وقال الرئيس الأسد: والأخطر من كل ذلك هو ما أوجده الفساد في بعض الحالات من تفرقة وتمييز غير عادل بين بعض المواطنين على أسس ضيقة بغيضة.. وهذا بحد ذاته كاف لتقويض أشد الأوطان مناعة.

 

فالفساد هو النتيجة لانحدار الأخلاق وتفشي المحسوبيات وغياب المؤسسات والتي بغيابها يغيب الضامن والحامي للحالة الوطنية لتحل محلها الإنتماءات الضيقة.. لا بد إذاً من العمل فوراً لتعزيز المؤسسات بالتشريعات المتطورة وبالمسؤولين الذين يحملون المسؤولية بدلاً من أن يحملهم المنصب أو الكرسي.. ولن يكون هناك أي تساهل بشأن من هو غير قادر على حملها.. لكن النجاح في ذلك لن يتم إلا من خلال إيجاد الأقنية التي يمكن للمواطن من خلالها المشاركة والمراقبة والإشارة إلى الخطأ.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أنا قلت لكثير من الوفود تستطيع الدولة أن تتعامل أو أن تكافح أو أن تقلل من الفساد في المستويات العليا أما في المستويات الأدنى فلا بد من إيجاد أقنية وهذا من مهام هيئة مكافحة الفساد التي انتهت اللجنة من دراسة آلياتها مؤخراً.

 

أنا لا أقصد الفساد عندما نتحدث.. يعني كيف سنقوم بالعمل.. يقال كلام جميل كيف سنطبقه وليس مديحاً.. هذا كلام جميل لكن كيف السبيل إليه... فمن السهل أن نقول يجب علينا ولكن التنفيذ يبقى هو الفيصل.. كما قلت منذ قليل فإن هدفي من اللقاءات كان معرفة الواقع بصورة أعمق.. لكنني وجدت نفسي في قلب حوار وطني حقيقي.. والحوار الوطني لا يعني نخباً محددة.. ولا حوار المعارضة مع الموالاة أو السلطة.. وليس محصوراً بالسياسة فقط.. بل هو حوار كل أطياف الشعب حول كل شؤون الوطن.

 

وقال الرئيس الأسد: فإذا افترضنا أن حجم السلطة بمقياس معين وحجم المعارضة بمقياس معين ففي كل الدول وفي كل المجتمعات القسم الأكبر من الشعب هو الذي لا ينتمي لا للطرف الأول ولا للطرف الثاني فلا يمكن أن نتحدث عن حوار وطني وتخطيط لمستقبل أو رسم مستقبل سورية لأجيال وعقود بإهمال القسم الأكبر من الشعب وهنا برزت فكرة الحوار الوطني بالشكل الذي بدأنا به مؤخراً.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. وإذا كنت بلا شك جزءاً من حوار وطني فلا أستطيع الإدعاء بأني أنجزته.. فأنا بنهاية الأمر فرد ومن التقيت بهم هم مئات أو آلاف بينما الوطن يضم عشرات الملايين.

 

من هنا انطلقت الفكرة الأساسية حول إطلاق حوار وطني تشارك فيه أوسع الشرائح الإجتماعية والفكرية والسياسية في القطر بشكل مؤسسي وتم لهذه الغاية تشكيل هيئة حوار وطني تكون مهمتها وضع الأسس والآليات الكفيلة بقيام حوار شامل لمختلف القضايا التي تهم جميع أبناء الوطن.. يسمح من جانب بمناقشة مسودات القوانين المطروحة في هذه المرحلة.. ويفسح المجال من جانب آخر للمساهمة في صياغة مستقبل سورية بمعناه الشامل للعقود والأجيال المقبلة ويساعدنا جميعاً على إنضاج رؤية واضحة لهذا المستقبل.. ويدفع الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي في وطننا ريثما تأخذ الأحزاب دوراً أوسع في الحياة العامة بعد إقرار قانون جديد للأحزاب.. وقد برز الكثير من الآراء حول الصيغ الممكنة للحوار وسيكون من أولى مهام هيئة الحوار الوطني التشاور مع مختلف الفعاليات من أجل الوصول للصيغة الأفضل التي تمكننا من تحقيق مشروعنا الإصلاحي ضمن برامج محددة.. وآجال محدودة.

 

الحوار الوطني بات عنوان المرحلة الحالية

 

وقال الرئيس الأسد: وكما قلت أنا أمام مجلس الوزراء كل شيء يجب أن يكون مرتبطاً بزمن واعتقد أن مطلبكم جميعا هو كل شيء نتحدث عنه.. ما هو جدول الزمن... ونستطيع القول إذا إن الحوار الوطني بات عنوان المرحلة الحالية وعندما بدأنا بهذه الفكرة فكرنا بأن يكون هناك حوار على مستوى المحافظات.. فما لاحظته أنا من خلال لقاءاتي مع المواطنين من مختلف المحافظات بأن القضايا نفسها لا ترى بنفس الزاوية والسبب هو التنوع الاجتماعي الكبير الموجود في سورية ولو كان هناك تقاطعات كبيرة ولكن هناك اختلاف إلى حد ما.. ففكرنا في البداية أن نقوم بحوار على مستوى المحافظات كمرحلة أولى لينتقل لاحقاً إلى حوار مركزي ليبنى هذا الحوار المركزي بمواضيعه على ما تم الاتفاق عليه أو على القضايا التي نرى حولها إجماعاً في حوار المحافظات ولاحقاً بعد تشكيل هيئة الحوار.. ونتيجة الرغبة باختصار الزمن والظروف الحالية التي تمر بها سورية رأوا أن يبدؤوا مباشرة بعملية الحوار المركزي.

 

وتابع الرئيس الأسد.. كان هناك تساؤلات الآن أصبحت من مهام الهيئة.. إذا أردنا أن نبدأ الحوار من يشارك بالحوار... وما هي المعايير... كيف نضع المحاور... ومن يشارك في كل محور من المحاور... وغيرها من التفاصيل التقنية وهناك خلط حتى هذه اللحظة مع أن هذا الموضوع تم شرحه في التلفزيون حول دور الهيئة فالهيئة لا تحاور وهي تشرف على الحوار.. فقط تضع الآليات والجدول الزمني وبعد أن ينتهي الحوار.. ما يتم الاتفاق عليه يرفع إلى الهيئة فإذا كانت قوانين تصدر من الرئيس وإذا كان هناك مواضيع أخرى بحاجة إلى إجراءات معينة تقوم الدولة بمتابعتها.. وعلى كل الأحوال فان الهيئة لم تشأ أن تحتكر لنفسها موضوع المعايير فقررت أن تقوم باجتماع تشاوري اعتقد خلال الأيام المقبلة تدعو فيه أكثر من مئة شخصية من مختلف الأطياف وتتشاور معهم حول المعايير والآليات وبعدها يبدأ الحوار مباشرة وتحدد جدولاً زمنياً تقول إن مدة الحوار شهر أو شهران حسب ما يرى المشاركون في الجلسة التشاورية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هذا الحوار عملية مهمة جداً ويجب أن نعطيه فرصة لأن كل مستقبل سورية إذا أردناه أن ينجح فيجب أن يبنى على هذا الحوار الذي يشارك فيه مختلف الأطياف الموجودة على الساحة السورية ولا نستطيع أن نتوقع دائماً رؤية تظهر من الدولة والحكومة.. فبضع عشرات من الأشخاص لا يمكن أن يخططوا لعشرات الملايين من الأشخاص وهنا تكمن أهمية هذا الحوار.

 

وتابع الرئيس الأسد.. أما المطالب الملحة للشعب فقد بوشر بتنفيذها قبل بدء الحوار فقمنا برفع حالة الطوارىء وإلغاء محكمة أمن الدولة والذي من شأنه أن ينظم عمل الأجهزة المختصة بالشكل الذي يعزز كرامة المواطن من دون المساس بأمن الوطن.. وأصدرنا قانون تنظيم حق التظاهر السلمي الذي يعزز إمكانية التعبير عن الآراء والمواقف بشكل حر وسلمي ومنظم.. كحالة صحية تساعد الدولة على تصحيح الخلل وعلى تصويب الاتجاه.

 

وقال الرئيس الأسد: كان لدى البعض تساؤلات حول موضوع التوقيف الذي استمر بعد رفع حالة الطوارئ وأعتقد أن معظم الناس سواء في الدولة في الأجهزة المختصة أو خارجها لم يفهموا معنى حالة الطوارئ وماذا يعني رفعها ولكن أكدنا على مضمونها.. المضمون هو أن أي عملية اعتقال تتم من خلال إذن من النائب العام هناك مدة محددة للتحقيق.. إذا أرادوا أن يمددوا هذه المدة فيكون بإذن من النائب العام أو من القضاء ولكن هناك سقف محدد أما بالجرم المشهود فلا يكون هناك إذن ويلقى القبض على الشخص وتتابع الإجراءات نفسها بإذن من النائب العام.. ولكن رفع حالة الطوارئ لا يعني خرق القانون وهذه النقطة التي يجب أن نعرفها.. رفع حالة الطوارئ لا يتعلق بالعقوبات ومضمون العقوبات.

 

المساواة والعدالة والشفافية والنزاهة هي عناوين المستقبل الذي ننشده لبلادنا

 

وأضاف الرئيس الأسد.. ويقيناً منا بضرورة الوصول إلى تمثيل أفضل للمواطنين في المؤسسات المنتخبة وفي مقدمها مجلس الشعب ومجالس الإدارة المحلية تم تشكيل لجنة لاعداد مسودة لقانون جديد للانتخابات.. وهذا يعزز دور تلك المؤسسات لأجل المصالح العامة وتكون أكثر فعالية وأوسع مشاركة.. الأمر الذي يرسخ مفاهيم العدالة والمساواة والنزاهة والشفافية.. إن المساواة والعدالة والشفافية والنزاهة هي عناوين المستقبل الذي ننشده لبلادنا.

 

وقال الرئيس الأسد: النزاهة هي عناوين المستقبل الذي ننشده لبلادنا.. هذا الموضوع الآن هو قيد النقاش العام.. انتهت اللجنة من إعداد المشروع واعتقد أنه سيكون قانوناً هاماً لأن أغلب الانتقادات التي سمعتها من المواطنين هي حول ممثليهم في المجالس المختلفة.. هذا القانون سيعطي فرصة للمواطنين لانتخاب الممثلين الذي يمثلونهم ويمثلون مصالحهم.

 

وتابع الرئيس الأسد.. كما شكلت لجنة أخرى لإعداد التشريعات والآليات الضرورية من أجل مكافحة الفساد بهدف الحد منه وتطويقه.. وتحويله إلى حالة شاذة بدلاً من أن يكرس كظاهرة عامة أو كأمر واقع لا مفر منه.. حيث سيكون للمواطن دور واسع في المراقبة والمشاركة في هذه العملية.. ولا يمكن النجاح كلياً في استئصال هذه الآفة دون المساهمة الفعلية لكل المواطنين.. والإعلام هنا يلعب دوراً مركزياً.. سيكون عين وصوت المواطن.. وقال الرئيس الأسد: لقد بدأنا ورشة كبيرة لتحديث وعصرنة الإعلام وتوسيع نطاق حريته وتعزيز مسؤوليته بحيث يصبح قناة تواصل شفافة بين الدولة والمواطن.. وسيطرح القانون على النقاش العام للأخذ بالملاحظات قبل إصداره.. وأعطيت اللجنة مهلة حتى 24 تموز.

 

وقال الرئيس الأسد: أما قانون الإدارة المحلية فلقد تم إعداده كمشروع وهو قيد النقاش.. وباعتقادي فإنه من أهم الخطوات التي سيتم اتخاذها سواء من حيث منعكساته التنموية أو من ناحية التشاركية في إدارة الشؤون المحلية.. وسيسهم في معالجة العديد من الإشكالات التي لا يمكن حلها بالمركزية الإدارية الحالية.. ومن شأنه أن ينظم الصلاحيات والعلاقات بين مستويات الإدارة المحلية المتعددة وينعكس إيجاباً على الأداء العام لها وبالتالي على المواطن.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. وكذلك تم إعطاء الجنسية السورية للمواطنين الأكراد المسجلين في سجلات الأجانب والذي من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية وخلق المزيد من الاستقرار على المدى البعيد.. وعدد الطلبات المقدمة حتى اليوم 36 ألف طلب وكسور.. وعدد الهويات التي أعطيت حتى الآن 6700 هوية أيضاً وكسور.

 

قانون جديد للأحزاب يغني التعددية الحزبية ويفسح المجال أمام مشاركة أوسع للتيارات المختلفة في الحياة السياسية

 

وكان تشكيل لجنة لدراسة قانون جديد للأحزاب خطوة أساسية في مجال التطوير السياسي وتوسيع الحياة الديمقراطية.. وإن قانوناً جديداً للأحزاب يغني التعددية الحزبية ويفسح المجال أمام مشاركة أوسع للتيارات المختلفة في الحياة السياسية.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن من شأن هذه القوانين هذه الحزمة السياسية التي ذكرتها أن تخلق واقعاً سياسياً جديداً في سورية من خلال توسيع المشاركة الشعبية في إدارة الدولة.. وجعل المواطن مسؤولاً يساهم في اتخاذ القرار والمراقبة والمحاسبة.. كما ستقود إلى تحولات عميقة على مستوى الحراك السياسي والنشاط الجماهيري.. الأمر الذي سيؤدي إلى إعادة النظر بالكثير من قواعد العمل السياسي في البلاد ويستدعي بالتالي إجراء مراجعة للدستور سواء لتعديل بعض مواده.. أو لإقرار دستور جديد يواكب المتغيرات التي شهدتها البنية الإقتصادية والسياسية والاجتماعية في سورية والتي حصلت خلال العقود الأربعة الماضية التي تلت إقراره.

 

 

 

وقال الرئيس الأسد: كل هذه الحزمة سوف تعرض على الحوار الوطني وطبعاً هناك عدد من النقاط المفيد ذكرها بشأن هذه الحزمة.. البعض يعتقد أن هناك مماطلة من قبل الدولة في موضوع الإصلاح السياسي بمعنى لا يوجد جدية من قبل الدولة للقيام بهذا الإصلاح وأنا أريد أن أؤكد أن عملية الإصلاح بالنسبة لنا هي قناعة كاملة ومطلقة لأنها تمثل مصلحة الوطن ولأنها تعبر عن رغبة الشعب ولا يمكن لإنسان عاقل أن يقف ضد مصلحة الوطن أو ضد الشعب.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. الأهم من ذلك لا يوجد من يعارض الإصلاح.. وهذا السؤال سئلته.. أنا شخصياً لم ألتق بشخص في الدولة يعارض الإصلاح والكل متحمس للإصلاح.. المشكلة هي أي إصلاح نريد... ما هي التفاصيل... حزمة القوانين أو مجموعة القوانين التي ذكرتها هي قوانين بالمعنى العام لكن ما هي التفصيلات التي نريدها ونعتقد أنها مفيدة... البعض يريد أو يتوقع بأن القانون يصدر والرئيس يوقع هذا القانون القضية سهلة... هل ممكن أن يحصل هذا الشيء طبعاً... هل يؤدي هذا الشيء لنتائج إيجابية ويحقق المصلحة العامة ربما.. وعندما أقول ربما يعني الاحتمالات واردة.. لا نستطيع أن نقوم بعمل مفصلي وبعملية إصلاح كاملة بعد خمسين عاماً من شكل سياسي معين أن ننتقل من خلال قفزة في المجهول.. لا بد من أن نعرف إلى أين نسير وأن نتوقع للأمام.. ما نقوم به الآن هو صناعة المستقبل وصناعة المستقبل ستكون في المستقبل عبارة عن تاريخ.. هذا التاريخ أو المستقبل الذي نصنعه الآن سيؤثر على العقود أو الأجيال المقبلة لعقود قادمة.. حتى لو قاموا بتعديلات تتناسب مع ظروفهم في المستقبل فما نقوم به الآن هو أهم مفصل سيؤثر على سورية في المستقبل.. فلذلك لابد من أوسع مشاركات وهنا تكمن أهمية الحوار الوطني.. أوسع مشاركة لكي نرى بزاوية أوسع وأكبر وبشكل أبعد باتجاه المستقبل فأن يقول البعض بأنه على الرئيس أن يقود عملية الإصلاح فلا يعني أن يقوم الرئيس باستبدال الشعب ويقوم وحده بعملية الإصلاح.. والقيادة لا تعني أن يقف الإنسان لوحده وإنما أن يكون في المقدمة فإذا هو يسير في الأمام والناس تسير معه وهذه القيادة عملية تشاور وتفاعل.. هنا أعود وأؤكد على أهمية الحوار الوطني.

 

وقال الرئيس الأسد: ما هي الأشياء التي نتحاور حولها.. نتحدث عن قانون انتخابات... ما هو قانون الانتخابات الذي يحقق المصلحة العامة في سورية هل نريد مثلاً دائرة صغرى... هل نريد دائرة متوسطة... هل نريد دائرة كبرى... كل واحدة من هذه الدوائر فيها إيجابيات وفيها سلبيات... إيجابيات كبيرة وسلبيات كبيرة ما هو قانون الانتخابات الذي يحقق اندماج المجتمع السوري ولا يحقق تفكك المجتمع السوري ما هو قانون الانتخابات الذي يتماشى مع قانون الأحزاب الجديد الذي نريده وما هو قانون الأحزاب الذي أيضاً يؤدي إلى اندماج سورية من جانب المجتمع... يحافظ على وحدة سورية وبنفس الوقت يمنع أن تتحول سورية إلى كرة ويلعب بها كما كان الوضع منذ عقود خلت عندما كانت سورية كرة لم تكن لاعباً.. هناك الكثير من الأسئلة التي يجب أن نسألها.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. قانون الانتخابات هل نريد أن ننتخب شخصاً أم برنامجاً... هناك أسئلة لا يوجد لدينا جواب لها حتى لو كان لدينا جواب لا يجوز أن نقول هذا هو الجواب الصحيح ونسير للأمام ونحمل كل السلبيات للأجيال المقبلة لا بد من أن نتحمل المسؤولية سوية ولدينا شعب واع والقضية قضية نقاش.. فإذا لا بد من الإجابة عن هذه الأسئلة التي هي نماذج من أسئلة كثيرة.. هناك أسئلة أخرى هل نصدر قوانين الأحزاب والانتخابات قبل انتخابات مجلس الشعب المقبل.. الغالبية تقول نعم.. البعض يريد أن يفصل قانون الانتخابات عن قانون الأحزاب ويريد للمجلس الجديد أن يصدر قانون الأحزاب.. هل نريد أن نؤجل مجلس الشعب 3 أشهر كما يطرح البعض أم لا نؤجله.. بالنسبة لنا معظم هذه الأسئلة لا نريد أن نتبنى جواباً لها وقد نكون حياديين كدولة والمهم هو الإجماع الشعبي فإن لم يكن هناك إجماع حول هذه النقاط وغيرها فسيكون لدينا مشكلة كبيرة في سورية.

 

وقال الرئيس الأسد: الدستور.. طبعاً الدستور وضعه منفصل قليلاً.. هل نبدل بضع مواد من الدستور بما فيها المادة الثامنة أم نبدل كل الدستور على اعتبار أنه مضى على عمر هذا الدستور حوالي الأربعين عاماً وربما يكون الأفضل تبديله كاملاً لكن البعض يطرح أن نقوم بخطوات معينة الآن وتعديل بعض المواد.. ولاحقاً ننتقل لمراجعة شاملة للدستور.. وإذا كان هناك تعديل بعض المواد فلا بد من مجلس شعب.. وإذا كان المطلوب تغيير الدستور كاملاً فهو بحاجة لاستفتاء شعبي.. هناك أسئلة كثيرة ولكن يبقى السؤال في إطار هذه الأسئلة.. وأنا أستطيع أن أطرحها ولا أعطي جدولاً زمنياً لكن الأفضل أن أعطي جدولاً زمنياً حتى في ظل وجود هذه الأسئلة.

 

 

 

وأضاف الرئيس الأسد.. الآن معظم اللجان انتهت من أعمالها ما عدا لجنة الإعلام حتى شهر تموز.. ولكن لجنة قانون الأحزاب تنتهي خلال الأيام المقبلة وإذا انهينا قانون الأحزاب والانتخابات أهم قانونين في الإصلاح السياسي نستطيع أن نبدأ مباشرة الحوار الوطني وتناقش كل هذه القوانين والتي تصدر لاحقاً.

 

وقال الرئيس الأسد: الحوار الوطني.. أنا لا أريد أن أحدد نيابة عنهم زمناً لهذا الحوار لكن البعض منهم يطرح شهراً والبعض يطرح شهرين.. على كل الأحوال انتخابات مجلس الشعب إن لم تؤجل فستكون في شهر آب وسيكون لدينا مجلس شعب جديد في شهر آب بشكل عام.. ونستطيع أن نقول إننا قادرون على إنجاز هذه الحزمة حتى نهاية شهر آب لنقل أول أيلول تكون هذه الحزمة منتهية.. أما الدستور فالموضوع مختلف لأنه بحاجة لمجلس شعب فإذا انتخب مجلس الشعب الجديد في شهر آب فيستطيع أن يبدأ مباشرة بدراسة التعديلات بالنسبة للدستور وإذا تم تأجيله بحسب قرار الحوار الوطني لأشهر.. 3 أشهر.. كل هذه الحزمة تنتهي قبل نهاية العام أي خلال 5 أشهر.. أما إذا كنا نريد مراجعة كل الدستور ووضع دستور جديد فالعملية مختلفة تماما عندها يكون هناك هيئة تأسيسية وتقوم بطرح الدستور على الاستفتاء الشعبي لكن ما سنقوم به الآن مباشرة هو تشكيل لجنة لإعداد دراسة بكل الأحوال لموضوع الدستور يعني أن نختصر الزمن وتبدأ اللجنة خلال الأيام المقبلة بالدراسة نعطيها مهلة شهر وأعتقد أنه يكفي وتطرح الدراسة على الحوار الوطني وعندها يكون الجدول الزمني واضحاً بشكل دقيق 3 أشهر إذا افترضنا لأول أيلول أو 5 أشهر إذا افترضنا حتى نهاية العام يعني هذا هو الهامش ولكن نحن مستمرون بكل القوانين وبدراسة الدستور التي ستكون المرحلة الأخيرة.

 

وقال الرئيس الأسد: طبعاً قيل الكثير عن موضوع تأخر الإصلاح الشيء الذي تحدثت به أمام مجلس الشعب عندما قلت تأخرنا البعض بدأ يتساءل لماذا تأخروا.. لم يكن هناك مبرر أنا قلت تأخرنا ولم أقل توقفنا بمعنى أن قانون رفع حالة الطوارئ كان جاهزاً منذ نحو عام ونصف تقريباً ومسودة قانون الأحزاب موجودة أيضاً منذ عام تقريباً والإدارة المحلية بدأنا بها منذ حوالي أقل من عام والسبب لماذا أجلنا ولم نصدر الأول والثاني... لأننا اعتقدنا أن قانون الإدارة المحلية وهو الأهم في عملية الإصلاح فيه جانبان جانب الانتخابات وجانب المشاركة.. والدخول في موضوع قانون الإدارة المحلية كان يتطلب بكل الأحوال تعديل قانون الانتخابات فنحن دخلنا في موضوع الأولويات حقيقة ولكن لم نكن مهملين لباقي القوانين وإنما كنا ننظر لأولوية مختلفة عن التي ننظر إليها الآن.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. لم ننس في خضم هذه الورشة الكبيرة من الإصلاحات والقوانين والحوار أن الهموم المعيشية الآنية للمواطن السوري تبقى الأكثر إلحاحاً.. فقد أصدرت الحكومة قرارات عدة تصب في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.. وكان في مقدمتها قرارها بتخفيض أسعار المازوت والذي كان الطلب الأكثر وروداً لدى كل الوفود التي التقيتها دون استثناء.. ونأمل أن تظهر منعكساته المعيشية في المدى القريب وخاصة بالنسبة للشرائح الشعبية في سورية.

 

وتابع الرئيس الأسد.. تم العمل على تخفيض تكاليف البناء من خلال إعادة دراسة الرسوم المتعلقة بذلك بالتعاون مع نقابة المهندسين بغية تخفيف الأعباء المالية عن المواطنين بالمقدار الذي تسمح به الإمكانيات المتوفرة.. عسى أن يساعد تخفيض التكاليف بشكل عام على دفع الإقتصاد إلى الأمام وزيادة فرص العمل وتجاوز الخسائر الكبيرة التي مني بها الاقتصاد السوري خلال الأحداث الراهنة والتي سيكون من شأنها زيادة معاناة المواطنين إن لم نواجهها بإجراءات سريعة تخفف من وطأتها حاضراً وتعكس اتجاهها لاحقاً.

 

وقال الرئيس الأسد: هذه مجموعة من الإجراءات لكي نخفف من الأزمة ومن الأعباء على المواطنين وهناك إجراءات أخرى تقوم بها الحكومة ولكن من المهم الآن أن نعمل جميعاً على استعادة الثقة بالاقتصاد السوري.. أخطر شيء نواجهه في المرحلة المقبلة هو ضعف أو انهيار الاقتصاد السوري وجزء كبير من المشكلة هو جزء نفسي.. لا يجوز أن نسمح للإحباط والخوف أن يهزمنا لا بد من أن نقوم بهزيمة المشكلة بالعودة للحياة الطبيعية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. الحياة الطبيعية هي التي تؤثر معنوياً والاقتصاد يتأثر بالحالة النفسية.. طبعاً نعود للحياة الطبيعية قدر الإمكان.. الأزمة تدمينا نعم.. تؤلمنا نعم.. تهزنا نعم.. تسقطنا على الأرض نعم.. ولكن بشرط أن ننهض مرة أخرى بشكل قوي وبعناد من أجل متابعة حياتنا بشكل طبيعي.

 

التطوير الإداري يبقى التحدي الأكبر في عمل مؤسساتنا وسننطلق في خططنا من تنظيم الصلاحيات وضبط الممارسات وبالتالي منع التداخل في عمل المؤسسات

 

وقال الرئيس الأسد: وأنا هنا أريد أن أوجه الشكر والتقدير لكل مواطن ساهم في حملة دعم الليرة السورية.. يعني هناك أشخاص يمتلكون أقل من ألف ليرة ساهموا فيها.. البعض أيضاً يمتلك بضعة آلاف قام بهذا الشيء.. يجب أن نسأل في يوم من الأيام عندما نتجاوز هذه الأزمة بإذن الله أن نسأل كل مقتدر ما هو دورك... كيف ساهمت في هذه الحملة... هذا واجب وطني.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. ويبقى التطوير الإداري التحدي الأكبر في عمل مؤسساتنا.. وسننطلق في خططنا من تنظيم الصلاحيات وضبط الممارسات وبالتالي منع التداخل في عمل المؤسسات من قبل مؤسسات أخرى أو من قبل أشخاص من داخل الدولة أو خارجها.. بالإضافة لاعتماد المعايير السليمة لاختيار الكوادر وتقييم الأداء..أي أن نمنع الوساطات.. هناك إجراءات تمت.. الآن ألغيت حوالي 120 موافقة أمنية كانت تعتبر جزءا من الروتين بالنسبة للروتين أو الإجراءات الموجودة داخل الدولة وبنفس الوقت فصلت العلاقة بشكل كامل مؤخراً بين الأجهزة الأمنية وبين المؤسسات المدنية.. علينا أن نعتمد أكثر على التفتيش وعلى القضاء وعلى الرقابة المالية وعلى هيئة مكافحة الفساد بصيغتها الجديدة.. وسيساهم الإعلام في مراقبة ذلك وإضفاء طابع الشفافية على العمل الحكومي.. وسيشكل قناة للتواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين تضاف للأقنية الأخرى بين المسؤول والمواطنين المباشرة منها أو غير المباشرة عبر المنظمات والنقابات التي تمثل مصالحهم.

 

المرحلة المقبلة هي مرحلة تحويل سورية إلى ورشة بناء لتعويض الزمن والأضرار ولرأب الصدع وبلسمة الجراح

 

وقال الرئيس الأسد: علينا أن نبحث في الموضوع الاقتصادي أيضاً عن نموذج اقتصادي جديد.. في السابق كان هناك نموذجان اشتراكي ورأسمالي.. الكثيرون يعتبرون أو يعتقدون أن هذه النماذج نماذج سقطت.. اليوم لا يوجد أمامنا تجارب نأخذها كما هي ونطبقها.. لابد من البحث عن نموذج يناسب سورية.. هذه الإجراءات التي نقوم بها الآن هي تعامل مع الآلام وتعامل مع المعاناة.. تعامل مع مشاكل آنية ولكن لا تحل مشكلة على المدى البعيد.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن لم نعرف ما هو النموذج الذي يناسب سورية الذي يحقق العدالة الاجتماعية بين الفقير والغني بين الريف والمدينة.. هناك مشكلة كبيرة في الفرق بين الريف والمدينة بالرغم من سياسة التنمية المتوازنة التي اتبعتها سورية من تكافؤ الفرص واستقلالية الاقتصاد والاعتماد على الموارد المحلية.. اعتقد أن هذا الموضوع بحاجة لحوار وطني في المجال الاقتصادي نقوم به لاحقاً لكي نعرف أين نذهب في هذا المجال.

 

وقال الرئيس الأسد: هذه بعض العناوين الأساسية للمرحلة المقبلة والتي تشكل المحاور التي يدور حولها أي عنوان آخر.. ولا شك أن خطاباً واحداً لا يمكنه التطرق إلى كل المواضيع المطروحة ولذلك سيكون الحوار الوطني هو المكان الذي سيطرح فيه أي موضوع يغني ما تحدثت عنه في خطابي أو يزيد.. والمرحلة المقبلة هي مرحلة تحويل سورية إلى ورشة بناء لتعويض الزمن والأضرار ولرأب الصدع وبلسمة الجراح.. فأن يسيل دم مواطن سوري كائناً من كان وفي أي ظرف من الظروف يعني أن الوطن برمته ينزف.. ووقف النزيف مسؤولية وطنية يشارك فيها كل مواطن.. أما الوقوف على الحياد فهو تعميق للجرح.. فكلنا مسؤولون عن حماية أمن واستقرار الوطن بغض النظر عن مواقعنا أو آرائنا.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. سنعمل على ملاحقة ومحاسبة كل من أراق الدماء أو سعى إلى إراقتها.. أما تأخر الإجراءات القانونية لأسباب بيروقراطية فلا يعني التسويف ولا يعني التساهل.. فالضرر الحاصل أصاب الجميع والمحاسبة على ذلك هو حق للدولة بمقدار ما هو حق للأفراد.

 

تطبيق القانون لا يعني الانتقام بأي شكل من الأشكال من أشخاص خرقوا القانون دونما قتل أو تخريب

 

وقال الرئيس الأسد: إن لجنة التحقيق القضائية الخاصة تقوم بعملها من دون أي تدخل ولديها حصانة كاملة.. وتعمل باستقلالية وأنا أتابع معها من وقت لآخر لكنها لا تعمل بحسب المعايير السياسية.. هي تعمل بحسب المعايير القضائية والمعايير القضائية تعمل دائماً على البحث عن الأدلة من أجل إدانة الأشخاص.. البعض يعتقد أنها لم تقم بأي شيء حتى الآن.. هذا الكلام غير صحيح.. قامت بتوقيف عدد من الأشخاص المتورطين وهي تعمل على استكمال التحقيق من أجل المحاسبة وسوف تستمر بهذا الاتجاه.. وعندما نعمل على تطبيق القانون فلا يعني الإنتقام بأي شكل من الأشكال من أشخاص خرقوا القانون دونما قتل أو تخريب.. فالدولة هي كالأم أو الأب تحتضن الجميع ويتسع صدرها لكل أبنائها وتستند في علاقتها معهم على التسامح والمحبة لا على الحقد والانتقام.. وعندما تعفو الدولة عن المخطئين فبهدف تكريس هذه العلاقة السليمة بينها وبين أبنائها دون أن يعني ذلك التخلي عن الحزم عندما تصل الأمور إلى حد إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

 

وقال الرئيس الأسد: هناك من يقول بأن بعض المتظاهرين يستمر بالتظاهر لأنه تظاهر مرة ويعتقد بأنه ملاحق من قبل الدولة.. نحن أعلنا عن عفو عن كل من يسلم نفسه خلال شهري نيسان وأيار وهناك من سلم نفسه مع السلاح وتم العفو عنه مباشرة.. وأنا أقول لكل هؤلاء جربوا أن تتواصلوا مع الدولة وسوف تجدون كل الاستجابة والتسامح من قبل مؤسسات الدولة حتى للذي حمل السلاح ولكن لم يستخدمه ضد أي جهة.. أما الترويع.. ترويع المواطنين والإرهاب والقتل فهذا موضوع آخر لا يمكن للدولة إلا أن تطبق القانون على هؤلاء بحزم كبير.

 

أدعو كل شخص أو كل عائلة هاجرت من مدينتها أو قريتها أن تعود بأسرع وقت ممكن

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بنفس الوقت أنا أدعو كل شخص هجر مدينته أو قريته أن يعود.. عودة المهجرين موضوع أساسي وهام جداً لأن المدينة تموت من دون أبنائها وبالحديث عن الحياة الطبيعية والحياة الاقتصادية لا يمكن أن تتم وهناك أشخاص هاجروا من مناطق إلى مناطق أخرى.. فأنا أدعو كل شخص أو كل عائلة هاجرت من مدينتها أو قريتها أن تعود بأسرع وقت ممكن وأؤكد على دعوة الحكومة السورية للذين هاجروا من أهالي جسر الشغور والقرى المحيطة بها إلى تركيا لكي يعودوا إلى جسر الشغور وقراهم مباشرة.. هناك من يقول لهم أو يوحي لهم بأن الدولة ستنتقم.. أنا أؤكد لهم أن هذا الشيء غير صحيح.. الجيش موجود من أجل أمنهم ومن أجل أمن أبنائهم فنتمنى أن نراهم قريباً في جسر الشغور.

 

وقال الرئيس الأسد: يسأل كل شخص كيف أساهم.. أنا أريد أن أقوم بعمل ما كيف نساهم في حل المشكلة.. طبعاً لا يوجد لدينا حلول كاملة ولكن نستطيع أن نساهم الآن.. أنا أقول هناك دور للشعب وهناك دور للدولة.. الدولة تقوم بدورها من خلال الإصلاحات التي تحدثت عنها.. الإصلاح السياسي والإصلاح في المجال الاقتصادي والمجالات الأخرى هناك دور للدولة في موضوع الخدمات.. الدولة عليها أن تقدم الخدمات هناك تقصير هناك مظالم هناك إجراءات أضرت بالمواطنين لا بد من أن تقوم الدولة بإصلاح هذا الخلل.. هناك محاسبة أو ملاحقة المخربين الذين يقومون بعمليات الترويع والقتل والتخريب.. من واجب الدولة أن تطارد هؤلاء.. في هذا المجال يطرح سؤال أو تعليق أو رأي.. هل الحل سياسي أم أمني... أو يطرح بأن الحل الأمني فشل فإذا على الدولة أن تسير باتجاه الحل السياسي.. الحقيقة وجهة نظرنا بالدولة أن الحل سياسي.. المشكلة بشكل أساسي هي مطالب سياسية ومطالب اقتصادية ومطالب اجتماعية ولكن ما يحدد طريقة الحل ليس فقط وجهة نظر الدولة إنما طبيعة المشكلة.. يعني نحن لم نحدد أن يكون هناك.. لم نرغب أو لم نفرض.. وجود مخربين.. المخربون نتعامل معهم سياسياً.. هذا الكلام غير موضوعي.. لا يوجد حل سياسي مع من يحمل السلاح ويقتل.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. نحن نرغب بالحل السياسي ونتمنى أن يعود الجيش إلى ثكناته بأقصى سرعة.. نتمنى أن يعود عناصر الأمن إلى مكاتبهم وأبنيتهم ومواقعهم أيضاً بأقصى سرعة.. والشيء الطبيعي أن يتعامل مع المواطن جهاز الشرطة والقضاء.. علاقة المواطن ليست مع الجيش ولا مع الأمن بل مع الشرطة ومع القضاء.. المشكلة أن جهاز الشرطة جهاز صغير في سورية ولم يهيأ أو يؤهل لمثل هذه الحالات.. بدأنا مباشرة بعمليات تطويع ولكن نسبة الاستيعاب قليلة وبنفس الوقت عملية التأهيل هي عملية طويلة فنحن بكل الأحوال بغض النظر عن الأزمة إذا أردنا أن ننظم العلاقة بين المواطن والدولة بهذا الاتجاه فهي بحاجة لبعض الوقت.

 

الأحزاب عندما تأخذ دوراً في المستقبل ستصبح القناة الطبيعية لتحويل الطاقات الشعبية إلى عمل وممارسة على الأرض

 

وقال الرئيس الأسد.. أما بالنسبة للمواطنين.. للشعب فأول شيء أقول.. نحن نريد منهم دعم الإصلاح وهذا بديهي لأن الشعب هو يطالب بالإصلاح فمن الطبيعي أن يدعم الإصلاح ولكن دعم الإصلاح يكون بالعزل ما بين الإصلاحيين الحقيقيين وما بين المخربين وما بين من يريد أن يركب موجة الإصلاح لكي تتحول هذه الموجة لمكاسب شخصية.. نريد منهم العمل على منع الفوضى.. هناك أشخاص ساهموا كما قلت بالعمل من أجل منع الفوضى الأهل مع الأبناء الأخ مع الأخوة الصديق مع أصدقائه.. هي عملية توعية.. نريد أن نحول المظاهرات إلى قلم.. إلى رأي يكتب.. إلى فكرة.. إلى حوار.. إلى عمل ينجز.. وأنا الآن لا أتحدث عن شيء نظري أنا أتحدث عن شيء عملي.. في عدد من المناطق خرج الأمن وقام أهالي المنطقة ببدء العمل مع الدولة من اجل عملية التنمية.. من أجل مكافحة الفساد.. من أجل حفظ أمن القرى والمدن التي يعيشون فيها.. هذا يتطلب أن توجد أقنية بين هؤلاء وبين الدولة.. عندما عملنا على إيجاد هذه الأقنية تحولوا من متظاهرين إلى أشخاص يريدون أن يبنوا البلد.. المظاهرة هي للتعبير عن ألم.. عن معاناة لا تستجيب لها الدولة.. عندما استجابت لها الدولة كان الوضع مختلفاً تماماً.. فنستطيع أن نزيد من هذه الأقنية لكي نحول كل مواطن إلى منتج.. طبعاً هذه مرحلة مؤقتة ريثما تأخذ الأحزاب دوراً في المستقبل فتصبح الأحزاب هي القناة الطبيعية من أجل تحويل هذه الطاقات إلى عمل وممارسة على الأرض.. والمساهمة في عودة الحياة إلى طبيعتها.. فهذه أهم نقطة.. حتى لو استمرت هذه الأزمة أو غيرها لأشهر أو لسنوات علينا أن نتأقلم معها وعلينا أن نطوقها لكي تبقى أزمة محصورة بأصحاب الأزمة فقط.

 

وقال الرئيس الأسد: أما الآن فلدينا جيش موجود.. ريثما يعود هذا الجيش إلى ثكناته فعلينا أن نساند هذا الجيش ونطلب منه المساعدة في كل مكان فأبناء هذا الجيش هم أخوة لكل مواطن سوري والجيش دائماً هو الشرف وهو الكرامة.

 

 

 

وأضاف الرئيس الأسد.. الشباب لهم دور كبير في هذه المرحلة لأنهم أثبتوا أنفسهم خلالها.. بدءاً من الجيش الإلكتروني الذي كون جيشاً حقيقياً في واقع افتراضي إلى حملة تبرع الدم إلى غيرها من المبادرات الكثيرة أعتقد أن الشباب السوري.. وأنا التقيت بوفود شبابية عديدة من مختلف الشرائح.. شباب واع ويتمتع بالحس الوطني وهو من هذا الوطن وهذا الموضوع من البديهيات.. وعلى هذا الجيل أن يحضر نفسه للمرحلة السياسية القادمة لكي نكون نحن النموذج لكل المنطقة.. بدلاً من أن نأخذ دروساً سوف نعطيهم دروساً.. أنا تطرقت لبعض النقاط المهمة في هذا الخطاب والتقيت بعدد كبير من الوفود.. لدي الآن مواضيع بلغ عددها بعد تصنيفها أكثر من ألف ومئة موضوع صغير أو كبير ويتمنى كل شخص من هؤلاء الأشخاص أو من غيرهم لو أن الرئيس ذكر هذا الموضوع.. فبالنسبة له الموضوع الذي يتعلق به هو موضوع مهم.. أنا ذكرت هذه القضايا ليست لأنها كل ما نعاني منه ولكنها الأهم والأشمل.. لكن كل القضايا الأخرى نحن كدولة مستمرون بمعالجتها.

 

وقال الرئيس الأسد: لقد سمحت لي لقاءاتي المكثفة مع الوفود الشعبية بتوسيع أقنية التواصل المباشرة الموجودة أساساً بيني وبين المواطنين وشكلت مصدراً غنياً للمعلومات عن الواقع بكل حقائقه.. وهذا ما يحتاجه كل مسؤول.. وسأسعى في المرحلة المقبلة للاستمرار بتلك اللقاءات التي بالإضافة لكونها تمدني بالثقة فهي بمثابة البوصلة التي ستبنى عليها سياساتنا الداخلية كما هو الحال بالنسبة للسياسات الخارجية التي حرصت على أن تكون منبثقة من نبض الشارع ومعبرة عنه في كل موقف واجهناه.. هذا النبض الشعبي الذي لا يرضى سوى بسورية المستقلة بأرضها وبقرارها.. هذا النبض الذي يأبى أن يكون وطنه كرة بدل أن يكون لاعباً على أرضه وفي ساحته.. أو أن يقاس دوره بالحجم الجغرافي لا بالحجم التاريخي.. فتحاصر سورية داخل حدودها بدلاً من أن تخرج إلى بعدها الإقليمي والحيوي والطبيعي لتتحول إلى دولة القبائل المتناحرة على فتات يلقى لأبنائها من خارج الحدود.

 

طالما أنتم بمثل هذه الروح العظيمة وبمثل هذا الانتماء العميق فسورية بخير

 

وأضاف الرئيس الأسد.. من خلال كل ذلك علينا أن ندرك أن إنجاز الإصلاح والتطوير لا يمثل حاجة داخلية فقط بل هو ضروري وحيوي من أجل مواجهة تلك المخططات.. وبالتالي لا خيار لنا سوى النجاح في المشروع الداخلي لكي ننجح في مشروعنا الخارجي فالضغوطات تستهدف دور سورية المقاوم لمخططات التقسيم الطائفي في المنطقة.. حيث لا مقاومة ولا حقوق بل انهيار واستسلام.. وتحقيق الأمن هو المنطلق للإنجاز.. والشعب هو الأقدر على الحفاظ على الأمن وعلى الوطن.. وأقول ذلك انطلاقاً من التجربة ومن الواقع لا من قبيل المجاملة.. فمن حمى البلد خلال السنوات الصعبة ومن يحميها اليوم عملياً هو الشعب.. هم هؤلاء الشباب الذين تصدوا.. وبادروا.. ونفذوا.. مشكلين لجاناً شعبية ومجموعات شبابية.. بمبادرات شخصية.. أعلت اسم الوطن وعكست روحه ونبض شبابه وشعبه.. فقوة الدولة من قوة الشعب.. وقوته من كرامته.. وكرامته من حريته.. وحريته من قوة دولته.. فليتعانق الشعب والدولة ولتتشابك أيادي الجيش والأمن والشرطة مع أيادي المواطنين لمنع الفتنة.. لحماية الوطن.. لرفعته.

 

وختم الرئيس الأسد بالقول: إن قدر سورية أن تصيبها الملمات.. ولكن قدرها أيضاً أن تكون عزيزة قوية مقاومة ومنتصرة.. وأن تخرج من المحن أقوى بتماسك مجتمعها.. برسوخ قيمها.. بتصميم شعبها الذي منحه الله الوعي والحضارة والانفتاح.. فأنتم من منع الخلط بين أطماع الدول الكبرى ورغبات الشعوب في الإصلاح والتغيير فحميتم الشعلة الشبابية من القتل على مذبح الجشع الدولي.. وأنتم من أوقف كل محاولات الفتنة المذهبية المحتشدة على أبواب الوطن وقطع رأس الأفعى قبل أن تلدغ الجسد السوري وتقتله.. أقول لكم طالما أنتم بمثل هذه الروح العظيمة وبمثل هذا الانتماء العميق فسورية بخير.

=================

 الرئيس الأسد في كلمة وجهها للقوات المسلحة بذكرى تأسيس الجيش: جيشنا الوطني يجسد مواقف الشمم والكبرياء.. سنبقى أحراراً في قرارنا الوطني وأسياداً في علاقاتنا الدولية ونهجنا المقاوم

01 آب , 2011

دمشق-سانا

 

وجه السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة كلمة عبر مجلة جيش الشعب إلى أبناء قواتنا المسلحة بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس الجيش العربي السوري جاء فيها:

 

إخواني رجال قواتنا المسلحة الباسلة ضباطا وصف ضباط وأفرادا وعاملين مدنيين..

 

أحييكم جميعا تحية المحبة والتقدير وأنتم تجسدون مواقف الشمم والكبرياء والانتماء الخالص لبلدنا المفدى سورية العربية.. أم الأبجدية الأولى ومهد الحضارة الإنسانية.. ويسرني أن أشد على أياديكم فردا فردا.. وأقدم لكم أطيب الأمنيات وأحر التهاني بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس جيشنا العربي السوري الذي كان منذ اللحظات الأولى لولادته رمز الجيش الوطني الملتزم بقضايا الأمة.. والمدافع عن حقوقها في مواجهة المخططات العدوانية التي تستهدف الحاضر والمستقبل.. وقد أثبت جيشنا العقائدي البطل عبر مراحل تاريخه النضالي أنه الحصن المنيع.. والعرين الذي تتحطم على أقدام جنوده الميامين أحلام المعتدين ومشروعاتهم المشبوهة.. لتبقى سورية بشعبها وجيشها انموذجا يحتذى في الوحدة الوطنية والمحبة والتآخي والعيش المشترك الذي نعتز به ونفتخر.. ونكمل الدرب معا نحو المستقبل المنشود.

 

إذا كان قدر سورية أن تكون في موقع القلب لهذه المنطقة الجيوستراتيجية من العالم فإن إرادة أبنائها تأبى إلا أن تكون قلب الأمة النابض

 

وقال الرئيس الأسد.. إذا كان قدر سورية أن تكون في موقع القلب لهذه المنطقة الجيوستراتيجية من العالم فإن إرادة أبنائها تأبى إلا أن تكون قلب الأمة النابض بكل مقومات العزة والسيادة والكرامة والإباء.. وإننا على يقين تام بأن تمسكنا بثوابتنا الوطنية والقومية يزيد حقد الأعداء علينا.. لكننا في الوقت ذاته على ثقة مطلقة بأننا قادرون بوعي شعبنا وبوحدتنا الوطنية أن نسقط هذا الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف تفتيت سورية تمهيدا لتفتيت المنطقة برمتها إلى دويلات متناحرة تتسابق لكسب رضا من عملوا على تفتيتها.. وقد فات أولئك أن لسورية خصوصيتها الذاتية العصية على كل المؤامرات والمتآمرين.

 

جميع أبناء سورية الشرفاء على يقين بأننا سنخرج من الأزمة أشد قوة

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن سورية العربية شعبا وجيشا وقيادة اعتادت أن تشيد الانتصارات.. وتلحق الهزائم بأعداء الوطن والأمة.. ونحن اليوم أكثر تصميما على متابعة نهج الكرامة بخطا واثقة تستند إلى القدرات الذاتية.. وتعرف كيف تفعلها لإضافة انتصار جديد.. وترك صناع الحروب وتجار الدم يجترون مرارة الهزيمة والخيبة والخذلان.

 

وتابع الرئيس الأسد.. لقد أرادوها فتنة لا تبقي ولا تذر.. لكن الشعب العربي السوري كان أكبر من كل ما تم رسمه والتخطيط له.. واستطعنا معا أن نئد الفتنة.. وأن نقف مع الذات وقفة جادة ومسؤولة تستكشف مواطن الخلل والوهن وتعمل على معالجتها.. وتفتح الآفاق الرحبة أمام الإصلاح الشامل الذي انطلقت عربته ولن تتوقف رغم كل ما سخر ويسخر من طاقات مادية وتقنية ودبلوماسية وإعلامية وعسكرية بهدف تمزيقنا والقضاء على المقاومة نهجا وثقافة وسلوكا.. ولن يكون مصير هذه الهجمة الشرسة أفضل من مصير سابقاتها.. وجميع أبناء سورية الشرفاء على يقين بأننا سنخرج من الأزمة أشد قوة وأكثر حضورا وفاعلية إقليميا ودوليا.

 

وخاطب الرئيس الأسد القوات المسلحة بالقول.. لقد أثبتم للعالم أجمع بأنكم الأوفياء لشعبكم ووطنكم وعقيدتكم العسكرية.. وما قدمتموه من جهد وتضحيات سيبقى موضع التقدير العالي والإعجاب الشديد بتماسككم وانضباطكم وحرصكم على تمثل القيم النبيلة للمؤسسة العسكرية التي لم تبخل يوما في تقديم الغالي والنفيس للحفاظ على أمن الوطن والمواطن.. ويكفيكم فخرا أن دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد أزهر وأثمر.. وقطع الطريق على أعداء الوطن.. وأسقط الفتنة.. وحافظ على سورية وطنا أبيا عزيزا يحتضن جميع أبنائه.. وقد عقدوا العزم على إكمال الدرب يدا بيد وكتفا إلى كتف في سبيل الحفاظ على الوطن وسيادية قراره الوطني الكفيل بتصدير نموذج سوري للحرية والديمقراطية والتعددية السياسية الكفيلة بإطلاق القدرات وتوفير الأجواء الملائمة لانطلاقة واثقة نحو مستقبل نصنعه بأيدينا.. ووفق قناعاتنا ومصالحنا.. لا وفق ما يريده أعداء الأمة.

 

الجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا.. وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سورية

 

وأضاف الرئيس الأسد.. يخطئ من يظن أن الضغوط وإن اشتدت.. والمؤامرات وإن تنوعت قادرة على أن تدفعنا للتنازل عن بعض حقوقنا ومبادئنا.. فإيماننا بالسلام العادل والشامل.. وحرصنا على بلوغه وتحقيقه لا يعني قط التخلي عن ذرة تراب أو قطرة ماء.. والجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا.. وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سورية.. وسنبقى أحرارا في قرارنا الوطني.. وأسيادا في علاقاتنا الدولية ونهجنا المقاوم لإحلال السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967.. ومن يراهن على غير ذلك يكن واهما.. فالشدائد تزيدنا صلابة.. والمؤامرات تزيدنا قوة.. والضغوط تدفعنا للتمسك أكثر بثوابتنا وحقوقنا العصية على التذويب أو التهميش.. وأبناء الرجال الذين صنعوا تشرين التحرير يعرفون كيف يشقون الطريق إلى تشرين جديد.. وستبقى سورية رغم أنوف أعدائها رمزا للمحبة والسلام والأمن والأمان والاستقرار الذي يحافظ على هيبة الدولة وكرامة المواطن.

 

إننا لعلى موعد مع نصر جديد.. ورسم معالم مستقبل باهر يتناسب مع طموحات شعبنا العربي السوري

 

وقال الرئيس الأسد.. أهنئكم ثانية بعيد جيشنا الباسل.. وأقدر عاليا جهودكم وتضحياتكم وانضباطكم وحرصكم على تمثل الأخلاق النبيلة والمعاني السامية التي تجسدها المؤسسة العسكرية.. وهي تعيد البسمة للوطن والأمل لأبنائه.. وتتابع درب التضحية والفداء بهمة عالية وثقة مطلقة بالقدرة على إعادة الأمن والطمأنينة إلى ربوع وطننا الحبيب.

 

وختم الرئيس الأسد كلمته للقوات المسلحة بالقول.. تحية الإكبار والإجلال لأرواح شهدائنا الأبرار الذين افتدوا سورية بدمائهم الطاهرة.

 

.. تحية لكل أم شهيد ولكل أسرة شهيد.

 

.. تحية لكم ولأسركم الكريمة التي اعتادت أن تتحمل كل الأعباء التي تفرزها طبيعة عملكم ومهامكم المقدسة.

 

.. تحية لشعبنا الأبي على امتداد ساحة الوطن الذي أثبت بوعيه الوطني أنه الأقدر على الحفاظ على وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك.. وإننا لعلى موعد مع نصر جديد.. ورسم معالم مستقبل باهر يتناسب مع طموحات شعبنا العربي السوري.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الفريق بشار الأسد رئيس الجمهورية/ القائد العام للجيش والقوات المسلحة.

=================

الرئيس الأسد: لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية.. نسعى إلى حكومة موسعة من السياسيين والتقنيين تمثل أطياف المجتمع كله

 

           

11 كانون الثاني , 2012

 

 

دمشق-سانا

 

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد خطاباً قبل ظهر أمس حول القضايا الداخلية والأوضاع محلياً وإقليمياً في مدرج جامعة دمشق وفيما يلي نصه الكامل..

 

أعلم أنني غبت فترة طويلة عن الإعلام لكنني اشتقت لمثل هذه اللقاءات للتواصل المباشر مع المواطنين لكني كنت دائماً أقوم بمتابعة الأمور اليومية وتجميع المعطيات كي يكون كلامي مبنياً على ما يقوله الشارع.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أحييكم تحية العروبة التي ستبقى عنواناً لانتمائنا وملاذاً لنا في الملمات كما سنبقى قلبها النابض بالمحبة والعنفوان.. وأحييكم تحية الوطن الذي سيبقى مصدر فخرنا واعتزازنا كما سنبقى أوفياء لقيمه الأصيلة التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد كي يبقى شامخا مستقلا وأحيي صمودكم لتبقى سورية قلعة حصينة في مواجهة جميع أشكال الاختراق.. حرة ضد الارتهان للأجنبي.

 

وقال الرئيس الأسد.. أتحدث إليكم اليوم بعد مضي عشرة أشهر على اندلاع الأحداث المؤسفة التي أصابت الوطن وفرضت ظروفاً مستجدة على الساحة السورية.. هذه الظروف التي تمثل لنا جميعا امتحاناً جدياً في الوطنية لا يمكن النجاح فيه إلا بالعمل الدؤوب وبالنوايا الصادقة المبنية على الإيمان بالله وبأصالة شعبنا وبمعدنه النقي والذي صقلته العصور فجعلته أشد متانة وأكثر إشراقاً.

 

 

 

وأضاف الرئيس الأسد.. وإن كانت هذه الأحداث كلفتنا حتى اليوم أثماناً ثقيلة أدمت قلبي كما أدمت قلب كل سوري فإنها تفرض على أبناء سورية مهما كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم أن يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد وأن يستنيروا بإحساسهم الوطني العميق كي ينتصر الوطن بكليته بتوحدنا وبتآخينا وبسمونا عن الآفاق الضيقة والمصالح الآنية.. بارتقائنا إلى حيث هي قضايانا الوطنية النبيلة.. فهذا هو قدرنا وهنا تكمن قوة وطننا وعظمة تاريخنا.

 

التآمر الخارجي لم يعد خافياً على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً

 

وقال الرئيس الأسد.. إن التآمر الخارجي لم يعد خافيا على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً ولم يعد الخداع ينطلي على أحد إلا على من لا يريد أن يرى ويسمع.. فالدموع التي ذرفها على ضحايانا تجار الحرية والديمقراطية لم تعد قادرة على إخفاء الدور الذي لعبوه في سفك دمائها للمتاجرة بها.. ولم يكن من السهل في بداية الأزمة شرح ما حصل فقد كانت الانفعالات وغياب العقلانية عن الحوار بين الأفراد هي الطاغية على الحقائق أما الآن فقد انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية.

 

وتابع الرئيس الاسد.. إن الأقنعة سقطت الآن عن وجوه هذه الأطراف وبتنا أكثر قدرة على تفكيك البيئة الافتراضية التي أوجدوها لدفع السوريين نحو الوهم ومن ثم السقوط.. كان يراد لهذه البيئة الافتراضية أن تؤدي إلى هزيمة نفسية ومعنوية تؤدي لاحقاً إلى الهزيمة الحقيقية.. كان المطلوب أن نصل من هذه الهجمة الإعلامية غير المسبوقة إلى حالة من الخوف وهذا الخوف الذي يؤدي إلى شلل الإرادة وشلل الإرادة يؤدي إلى الهزيمة.

 

هناك أكثر من ستين محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سورية

 

وقال الرئيس الأسد.. الآن هناك أكثر من ستين محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سورية البعض منها يعمل ضد الداخل السوري والبعض منها يعمل لتشويه صورة سورية في الخارج.. وهناك العشرات من مواقع الانترنت والعشرات من الصحف والوسائل الإعلامية المختلفة.. يعني نحن نتحدث عن المئات من وسائل الإعلام.. كان الهدف أن يدفعونا باتجاه حالة من الانهيار الذاتي كي يوفروا على أنفسهم الكثير من المعارك وفشلوا في هذا الموضوع ولكنهم لم ييئسوا.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن إحدى المحاولات التي تعرفونها هي ما قاموا به معي شخصياً بمقابلتي مع القناة الأميركية وأنا لا أشاهد نفسي على التلفاز نهائيا منذ أن أصبحت رئيساً.. لم أرَ نفسي لا في مقابلة ولا في خطاب.. لا أشاهد نفسي على التلفزيون.. وفي هذه المرة شاهدت نفسي وعندما شاهدت نفسي كدت أصدق ما أقوله.. أنا قلت الكلام فإذا كانوا قادرين على إقناعي بالكذبة ما هو الوضع بالنسبة للآخرين.. لحسن الحظ كان لدينا نسخة أصلية.. هم تجرؤوا وفعلوا هذا الشيء لأنهم يعتقدون أنه لا توجد نسخة أصلية ولو لم يكن لدينا نسخة أصلية نعرضها على المواطنين ونقوم بعملية مقارنة ولو تحدثت في هذا المكان لساعات وأنا أقول لكم أنا لم أقل هذا الكلام لكان من الصعب لأي شخص أن يصدق عملية الفبركة المتقنة التي قاموا بها.

 

وقال الرئيس الأسد.. طبعاً هم يهدفون إلى شيء وحيد.. عندما فشلوا في خلق حالة انهيار على مستوى سورية.. على المستوى الشعبي أو المؤسساتي.. أرادوا أن يصلوا إلى رأس الهرم في الدولة لكي يقولوا للمواطنين وطبعاً ليقولوا للغرب.. إن هذا الشخص يعيش في قوقعة لا يعرف ما الذي يحصل وليقولوا للمواطنين وخاصة الموجودين في الدولة.. إذا كان رأس الهرم يتهرب من المسؤولية ويشعر بالانهيار فمن الطبيعي أن يفرط العقد.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن المحاولات مستمرة لا تنتهي.. مرة الرئيس سافر ومرة هاجر وهذا الكلام الذي تعرفونه يعني بما معناه الرئيس يتخلى عن المسؤولية وهذا ما يحاولون تسويقه.. نقول لهم خسئتم لست أنا من يتخلى عن مسؤولياته.

 

وتابع الرئيس الأسد.. عندما كنت أشرب الماء في الخطاب الماضي كانوا يقولون الرئيس متوتر.. لا في الأزمات ولا في الأحوال العادية.. نحن دائماً نستبق الاصطياد في الماء العكر.. سيستخدمون هذه الكلمة ليقولوا الرئيس السوري يعلن بأنه لن يتنازل عن المنصب وهم يخلطون بين المنصب والمسؤولية وأنا قلت في عام 2000 أنا لا أسعى إلى منصب ولا أهرب من مسؤولية.. المنصب ليس له قيمة هو مجرد أداة ومن يسع الى منصب لا يحترم.

 

وقال الرئيس الأسد.. نحن نتحدث الآن عن المسؤولية وهذه المسؤولية أهميتها بالدعم الشعبي فأنا أكون في هذا الموقع بدعم من الشعب وعندما أترك هذا الموقع يكون أيضاً برغبة من هذا الشعب وهذا الموضوع محسوم.. ومهما سمعتم كلاما فأنا في سياساتي الخارجية وفي كل المواقف استندت إلى الدعم الشعبي وإلى البوصلة الشعبية.. ولكن ماذا نستفيد من موضوع المقابلة مع المحطة الأميركية في الإطار الإعلامي.. وكان هناك سؤال متكرر عن حسن نية لدى الكثيرين من داخل سورية ومن خارجها.. لماذا لم نكن نسمح للإعلام أن يدخل إلى سورية.. الحقيقة خلال الشهر أو الشهر ونصف الشهر من بداية الأزمة كان الإعلام الأجنبي والعربي حراً تماماً في التحرك داخل سورية ولكن كل الفبركات الإعلامية والحالة السياسية والإعلامية التي بنيت ضد سورية بنيت على تلك المرحلة وعلى ذلك التزوير ولكن هناك فرق بين أن تزور الحقيقة من داخل سورية وتأخذ مصداقية وبين أن تزور من خارج سورية وتكون المصداقية أقل لذلك أخذنا قراراً بألا نغلق الباب ولكن أن تكون هناك انتقائية في دخول الإعلام على الأقل لنضبط نوعية المعلومات أو نوعية التزوير الذي يخرج خارج الحدود.

 

الانتصار قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر

 

وتابع الرئيس الأسد.. صبرنا وصابرنا في معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث فما ازددنا إلا صلابة وإن كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية فإن الانتصار فيها قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن وعيكم الشعبي المبني على الحقائق لا على التهويل ولا التهوين ولا على المبالغات ولا التبسيط كان له الدور الأهم في كشف المخطط والتضييق عليه تمهيدا لإفشاله تماماً وفي سعينا لتفكيك تلك البيئة الافتراضية بادرنا بالحديث بشفافية عن تقصير هنا وخلل أو تأخير هناك وفي بعض المجالات حرصاً منا على أهمية الوضع الداخلي في التصدي لأي تدخلات خارجية.. وأنا أقصد في الخطابات السابقة عندما كنت أتحدث عن أخطاء.. لكننا لم نقصد مطلقا التقليل من أهمية تلك المخططات الخارجية ولا أعتقد أن عاقلاً يستطيع اليوم إنكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والإرهاب إلى مستوى آخر من الإجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات وإيصالكم إلى حالة اليأس الذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام ما خطط له خارجياً ليصبح واقعاً لكن هذه المرة بأياد محلية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. لقد بحثوا في البداية عن الثورة المنشودة فكانت ثورتكم ضدهم وضد مخربيهم وأدواتهم وهب الشعب منذ الأيام الأولى قاطعاً الطريق عليهم وعلى أزلامهم وعندما صعقتهم وحدتكم حاولوا تفكيكها وتفتيتها باستخدام سلاح الطائفية المقيت بعد أن غطوه برداء الدين الحنيف.. وعندما فقدوا الأمل بتحقيق أهدافهم انتقلوا إلى أعمال التخريب والقتل تحت عناوين وأغطية مختلفة كاستغلال بعض المظاهرات السلمية واستغلال ممارسات خاطئة حصلت من قبل أشخاص في الدولة فشرعوا بعمليات الاغتيال وحاولوا عزل المدن وتقطيع أوصال الوطن وسرقوا ونهبوا ودمروا المنشآت العامة والخاصة وبعد تجريب كل الطرق والوسائل الممكنة في عالم اليوم.. مع كل الدعم الإعلامي والسياسي الإقليمي والدولي.. لم يجدوا موطئ قدم لثورتهم المأمولة.

 

الدول العربية ليست واحدة في سياساتها تجاه سورية

 

وتابع الرئيس الأسد.. هنا أتى دور الخارج بعد أن فشلوا في كل محاولاتهم.. لم يكن هناك خيار سوى التدخل الخارجي.. وعندما نقول الخارج عادة يخطر ببالنا الخارج الأجنبي.. مع كل أسف أصبح هذا الخارج مزيجا من الأجنبي والعربي وأحيانا وفي كثير من الحالات يكون هذا الجزء العربي أكثر عداءً وسوءاً من الجزء الأجنبي وأنا لا أريد التعميم.. الصورة ليست بهذه السوداوية.. الدول العربية ليست واحدة في سياساتها.. هناك دول حاولت خلال هذه المرحلة أن تلعب دوراً أخلاقياً موضوعياً تجاه ما يحصل في سورية.. وهناك دول بالأساس لا تهتم كثيراً بما يحصل بشكل عام يعني تقف على الحياد في معظم القضايا.. وهناك دول تنفذ ما يطلب منها.. الغريب أن بعض المسؤولين العرب معنا في القلب وضدنا في السياسة.. وعندما نسأل لماذا.. يقول أنا معكم ولكن هناك ضغوطا خارجية.. يعني هو إعلان شبه رسمي بفقدان السيادة.. ولا نستغرب أن يأتي يوم تربط الدول سياساتها بسياسات دول خارجية على طريقة ربط العملة بسلات عملات خارجية وعندها يصبح الإستغناء عن السيادة هو أمر سيادي.

 

وقال الرئيس الأسد.. الحقيقة هي ذروة الانحطاط بالنسبة للوضع العربي ولكن دائماً أي انحطاط هو الذي يسبق النهوض.. عندما ننتقل من الاستقلال الأول وهو التحرير الأول الذي حصل عندما جلا المستعمر عن أراضيها.. ننتقل الى الاستقلال الثاني وهو استقلال الإرادة وهذا الاستقلال سنصل إليه عندما تأخذ الشعوب العربية زمام المبادرة في الأوطان العربية بشكل عام.. لأن ما نراه من سياسات رسمية لا يعكس نهائيا ما نراه على الساحات الشعبية في العالم العربي.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هذا الدور العربي الذي رأيناه الآن بشكل مفاجئ لا نراه عندما تكون هناك أزمة أو ورطة بدولة عربية ما ولكن نراه بأفضل حالاته عندما تكون هناك ورطة لدولة أجنبية.. لدولة كبرى.. وغالبا ما يكون إنقاذ تلك الدولة من ورطتها على حساب دولة أو دول عربية وغالباً ما يكون من خلال تدمير دولة عربية.. وهذا ما حصل في العراق وليبيا.. وهذا ما نراه الآن في الدور العربي تجاه سورية.. فبعد أن فشلوا في مجلس الأمن لعدم إمكانية إقناع العالم بأكاذيبهم كان لا بد من غطاء عربي.. وكان لا بد من منصة عربية ينطلقون منها.. فهنا أتت هذه المبادرة.

 

وقال الرئيس الأسد.. الحقيقة أنا من طرح المبادرة وموضوع المراقبين في لقائي مع وفد الجامعة العربية منذ عدة أشهر وقلنا طالما أن المنظمات الدولية أتت إلى سورية واطلعت على الحقائق وكان هناك رد فعل إيجابي.. على الأقل يطلع على الأمور.. ونحن لا نقول الأمور كلها إيجابية.. يرون الإيجابي ويرون السلبي ونحن لا نريد أكثر من معرفة الحقيقة كما هي فالأحرى بالعرب أن يرسلوا وفدا لكي يطلع على ما يحصل في سورية.. وطبعا لم يكن هناك أي اهتمام بهذا الطرح الذي طرحته سورية وفجأة بعد عدة أشهر نرى أن هذا الموضوع أصبح هو محل اهتمام عالمي.. ليس اهتماماً مفاجئاً بما طرحناه على الإطلاق وإنما لأن المخطط بدأ من الخارج تحت هذا العنوان.

 

وتابع الرئيس الأسد.. بكل الأحوال استمرينا بالحوارات مع الجهات المختلفة وتحدث وزير الخارجية بمؤتمراته الصحفية حول تفاصيل لن أكررها.. وكنا نركز على شيء وحيد هو سيادة سورية.. وكنا ننظر على اعتبار أن المواطن العربي والمسؤول العربي والمراقب العربي مهما يكن.. على سوء الوضع العربي.. يبقى لديه عواطف تجاهنا.. يعني نحن نبقى عرباً نتعاطف مع بعضنا البعض.

 

وقال الرئيس الأسد.. لماذا بدؤوا المبادرة العربية.. نفس الدول التي تدعي الحرص على الشعب السوري كانت في البداية تنصحنا بموضوع الإصلاح.. طبعاً هي لا يوجد لديها أدنى معرفة بالديمقراطية وليس لها تراث في هذا المجال ولكن كانوا يعتقدون بأننا لن نسير باتجاه الإصلاح وسيكون هناك عنوان لهذه الدول لكي تستخدمه دوليا بأن هناك صراعاً داخل سورية بين دولة لا تريد الإصلاح وشعب يريد أن يصلح أو أن يتحرر أو ما شابه.

 

لو أردنا أن نتبع الدول التي تعطينا نصائح فعلينا أن نعود باتجاه الخلف على الأقل قرنا ونصف القرن

 

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما قمنا بالإصلاح كان هذا الشيء مربكاً بالنسبة لهم فانتقلوا إلى موضوع الجامعة العربية أو المبادرة العربية.. والحقيقة لو أردنا أن نتبع هذه الدول التي تعطينا نصائح فعلينا أن نعود باتجاه الخلف على الأقل قرنا ونصف القرن.. ما الذي حصل منذ قرن ونصف القرن.. عندما كنا جزءا من الإمبراطورية العثمانية تشكل أول برلمان ونحن كنا جزءاً من هذه الإمبراطورية.. المفروض أننا معنيون فيه بشكل أو بآخر.. أول برلمان افتتح في عام 1877 وإذا وضعنا هذا الأمر جانبا فأول برلمان في سورية كان في عام 1919 يعني أقل من قرن بقليل.. فتخيلوا هذه الدول التي تريد أن تنصحنا بالديمقراطية.. أين كانت في ذلك الوقت.. وضعهم كوضع الطبيب المدخن الذي ينصح المريض بترك السيجارة وهو يضعها في فمه.

 

وتابع الرئيس الأسد.. بالمحصلة كان رد الفعل العربي أو الشعبي في سورية تجاه موضوع الجامعة العربية الغضب.. الحقيقة أنا لم أغضب.. لماذا أغضب من شخص لا يمتلك قراره.. إذا قام شخص بالهجوم علينا بسكين ونحن ندافع فنحن لا نصارع السكين.. نحن نصارع الشخص.. السكين مجرد أداة.. فصراعنا ليس مع هؤلاء.. صراعنا مع من يقف خلفهم.. كان رد الفعل الشعبي غضباً واستياءً واستغراباً.. لماذا لم يقف العرب مع سورية بدل أن يقفوا ضد سورية.. أنا أسأل سؤالاً متى وقفوا مع سورية.. لن أعود بعيداً في الماضي.. لكن لنتحدث فقط عن السنوات القليلة الماضية.. لنبدأ في حرب العراق بعد الغزو عندما بدأ التهديد تجاه سورية بالقصف والاجتياح وكل هذا الكلام.. من وقف مع سورية... في عام 2005 عندما استغلوا اغتيال الحريري من وقف مع سورية.. في عام 2006 ومواقفنا من العدوان الإسرائيلي على لبنان.. في 2008 في موضوع الملف في هيئة الطاقة الذرية في الملف النووي المزعوم من وقف معنا... الدول العربية تصوت ضدنا.. هذه الحقائق ربما غير معروفة للكثير من المواطنين ولكن في هذه المفاصل وهذه الحالات لا بد من شرح كل شيء.. في موضوع حقوق الإنسان مؤخراً الدول العربية تصوت ضد سورية.. بالمقابل دول غير عربية تقف مع سورية.. فلذلك علينا ألا نستغرب.. يعني ألا نفاجأ بوضع الجامعة.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن الجامعة العربية هي مجرد انعكاس للوضع العربي.. هي مرآة لحالتنا العربية المزرية فإذا كانت قد فشلت خلال أكثر من ستة عقود في إنجاز موقف يصب في المصلحة العربية فلماذا نفاجأ بها اليوم والسياق العام هو ذاته لم يتغير ولم يتبدل سوى أنه يسير بالوضع العربي من سيىء إلى أسوأ وما كان يحدث بالسر أصبح يحصل بالعلن تحت شعار مصلحة الأمة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. هل استقلت الجامعة عمليا بدولها.. وبالتالي بذاتها وهل نفذت قراراتها يوما ومسحت عنها غبار الأدراج وتمكنت من تحقيق ولو جزء يسير من طموحات الشعوب أم هي ساهمت بشكل مباشر في زرع بذور الفتنة والفرقة.. وهل احترمت ميثاقها ودافعت عن دول أعضاء فيها انتهكت أراضيها أو حقوق شعبها.. وهل أعادت شجرة زيتون واحدة اقتلعتها إسرائيل أو منعت هدم بيت عربي واحد في فلسطين العربية المحتلة.. وهل منعت تقسيم السودان أو حالت دون مقتل أكثر من مليون عراقي أو أطعمت جائعاً في الصومال.

 

وتابع الرئيس الأسد.. نحن اليوم لسنا في صدد الهجوم على الجامعة لأننا جزء منها وإن كنا في زمن الانحطاط العربي ولا أتحدث لأن الجامعة أو لأن الدول العربية اتخذت قراراً بإخراج سورية أو بتجميد عضويتها فهذا الموضوع لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد وإنما أتحدث لأنني لاحظت مدى الإحباط الشعبي الذي يجب أن نضعه في إطاره الطبيعي.. فالجامعة حكم عليها منذ زمن طويل وعندما كنا نجلس في القمم العربية كنا نسمع الذم والقدح وتتردد أصداؤه داخل قاعات المؤتمرات وكنا نتحدث به كمسؤولين عرب بشكل صريح ولكن البعض يخجل والبعض منا لا يعنيه هذا الموضوع.. إذا الخروج من الجامعة العربية أو تعليق العضوية وكل هذا الكلام ليس القضية.. والسؤال من يخسر هل تخسر سورية أم تخسر الجامعة العربية.. بالنسبة لنا خاسرون مع الدول العربية طالما أن الوضع العربي سيىء وهذه حالة مزمنة ولا شيء جديداً ولا يوجد ربح.. ونحن نعمل منذ سنوات لتخفيف الخسائر لأن الأرباح غير ممكنة ولكن خروج سورية من الجامعة العربية يطرح سؤالاً.. هل يمكن للجسد أن يعيش من دون قلب.. ومن قال ان سورية هي قلب العروبة النابض ليس سورياً بل جمال عبد الناصر هو من قال هذا الكلام وما زال مستمراً.

 

الجامعة بلا سورية تصبح عروبتها معلقة

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة للكثير من العرب لديهم قناعة بهذا الموضوع والعروبة.. بالنسبة لسورية ليست شعاراً بل هي ممارسة.. فمن أكثر من سورية قدم للقضايا القومية ودفع الثمن وما زال.. ومن أكثر من سورية قدم للقضية الفلسطينية تحديدا.. ومن أكثر من سورية قدم للتعريب في كل مكان.. في الإعلام.. وحتى أن هناك تشددا في التعريب وفي المناهج التربوية.. ومن يقدم للعروبة أكثر.. ومن قام بعملية التعريب والإصرار على الثقافة العربية في مناهجه كما هي سورية الآن في كل الجامعات والمدارس.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن القضية بالنسبة لنا إذا ليست شعاراً وإذا كانت بعض الدول تسعى لتعليق عروبتنا في الجامعة فنحن نقول.. إنهم يعلقون عروبة الجامعة ولا يستطيعون تعليق عروبة سورية.. فالجامعة بلا سورية تصبح عروبتها معلقة.

 

وقال الرئيس الأسد.. إذا كان البعض يعتقد أنه يستطيع أن يخرجنا من الجامعة فانه لا يستطيع إخراجنا من العروبة لان العروبة ليست قراراً سياسياً بل هي تراث وتاريخ.. أما تلك الدول التي تعرفونها فهي لم تدخل العروبة ولن تدخلها لأنها لا تملك تراثاً ولا تقرأ التاريخ وإذا كانوا يعتقدون أنهم بالمال يشترون بعض الجغرافيا ويستأجرون ويستوردون بعض التاريخ من هناك فنقول لهم.. إن المال لا يصنع أمما ولا يخترع حضارات وبالتالي وبحسب ما سمعت من كثير من السوريين.. وأنا أوافق حول هذه النقطة.. ربما بموقعنا الحالي نكون أكثر حرية في ممارسة عروبتنا الحقيقية والصافية التي كان المواطن السوري أفضل من يعبر عنها عبر تاريخه.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. لذلك نستطيع أن نقول انهم بهذه المحاولة قد لا يركزون كثيراً على إخراج سورية من الجامعة وإنما يركزون أكثر على تعليق العروبة لكي يبقى اسمها فقط جامعة عربية ولكنها لن تكون لا جامعة ولا عربية وإنما ستكون جامعة مستعربة لكي تتناسب مع سياساتهم ومع الدور الذي يقومون به على الساحة العربية.. وإلا كيف نفسر هذا اللطف غير المعقول وغير المسبوق مع العدو الصهيوني في كل ما يمارس.. وهذا الحسم والتشدد مع سورية.. ونحن نسعى منذ سنوات لتفعيل مكتب مقاطعة إسرائيل ودائما تأتينا الأعذار بأن هذا الشيء لم يعد مقبولا في هذا الوقت.. ولكن خلال أسابيع يفعلون مقاطعة سورية أي أن هدفهم استبدال سورية بإسرائيل وهذا مجرد نموذج ونحن لسنا ساذجين ونعرف هذا الوضع العربي منذ زمن طويل ولم نتعلق بأوهام وأردنا من صبرنا على هذه الممارسات قبل الأزمة وخلالها بأن تظهر لمن لديه شكوك حول سوء النوايا المنمقة والمغلفة بكلام جميل أن تظهر لهم سوء النوايا وخبث الأهداف وأعتقد أنها الآن أصبحت واضحة للكثيرين.

 

لن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا ويحرص على وحدة شعبنا

 

وتابع الرئيس الأسد.. كنا ندرك كل ذلك ولكننا من منطلق العروبة الصادقة واستعادة الفكرة الأساسية للجامعة العربية والتي تساندنا فيها بعض الدول الشقيقة الحريصة على أن تعود الجامعة العربية جامعة وعربية لم نغلق الباب على الحلول والاقتراحات ولن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا ويحرص على وحدة شعبنا.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن كل هذه التراكمات السلبية على الساحة العربية على مدى عقود يضاف إليها الحالة الراهنة أدت إلى أن يصب البعض من مواطنينا جام غضبهم على العروبة التي التبست مع الجامعة أو مع أداء بعض المستعربين على نحو خاطئ إلى حد تنكرهم لها.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن وطننا العربي بتنوعه الواسع يرتكز ببنيته الاجتماعية على دعامتين قويتين متكاملتين بأبعادهما الحضارية هما العروبة والإسلام.. وكلتاهما عظيم وغني وضروري.. ولا يمكن بالتالي أن نحملهما وزر الممارسات البشرية الخاطئة كما أن التنوع الإسلامي والمسيحي في بلادنا هو دعامة عروبتنا وأساس قوتنا.. وعندما نغضب من العروبة أو نتنكر لها بسبب ما قام به البعض على هذه الساحة العربية الواسعة.. ففي ذلك تجن كبير.. فكما رفضنا تعميم أخطاء بعض المسؤولين على البلاد كلها لا يجب تعميم أخطاء بعض المستعربين على العروبة.. نحن الآن ما نقوم به كرد فعل تجاه العروبة.. كما قام الغرب به تجاه الإسلام وخاصة بعد 11 أيلول.

 

وتابع الرئيس الأسد.. نحن نقول ان هناك شريعة عظيمة هي الإسلام وهناك إرهابي يتغطى بالإسلام فعمن نبتعد.. عن الشريعة أم عن الإرهاب.. نذم الشريعة أم نذم الإرهابي.. نحارب الدين الإسلامي أم نحارب هذا الإرهاب .. الجواب واضح .. لا ذنب للإسلام عندما يوجد إرهابي يغطي نفسه أو يلبس عباءة الإسلام.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الدين المسيحي دين المحبة والسلام فما ذنبه في حروب شنت تحت عنوان الدين المسيحي وفي جرائم ارتكبت في قلب أمريكا أو الدول الأوروبية من ناس يدعون التمسك بقيم هذا الدين.. لا ذنب لهم وذات الشيء بالنسبة للعروبة.. لا يجوز أن نربط بين العروبة وبين ما يقوم به البعض من المستعربين وإلا فإننا نذهب باتجاه الخطيئة الكبرى.. هناك أشياء وجدت من خلال سياق تاريخي لا نستطيع برد فعل أو بقرار.. لأنها لم تأت بقرار.. أن نغيرها.. هناك سياق تاريخي وهناك إرادة إلهية بالنسبة للأديان والقومية لا يجوز أن نتعامل معها برد الفعل.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن رد الفعل الأول كان طرح سورية أولا ومن الطبيعي أن تكون سورية أولاً فأي شخص ينتمي لوطنه قبل أن ينتمي لأي وطن آخر ولا يجوز أن يكون الوطن ثانياً ولا ثالثاً ولا رابعاً ولكن السياق الذي طرح فيه هو سياق انعزالي يعني سورية فقط.. لم تكن سورية أولاً وإنما كانت تعني أن سورية فقط.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن كل إنسان ينتمي لمدينته أكثر من باقي المدن .. يرتبط بها بشكل طبيعي .. وكل إنسان يحب القرية التي عاش وتربى فيها أكثر من باقي القرى ولكن الأولى والثانية لا تتناقض ولا تمنع أن يكون هذا الإنسان وطنيا ويحب كل الوطن.. فأن نكون سوريين لا يمنعنا بأن نكون عرباً وإذا كنا عرباً لا يوجد تناقض بين عروبتنا وسوريتنا.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. لذلك علينا أن نؤكد على هذه النقطة بأن العلاقة بين العروبة والوطنية هي علاقة وثيقة وضرورية للمستقبل وللمصالح ولكل شيء وهي ليست قضية رومانسيات ولا مبادئ فقط بل هي مصالح .. فإذا فصلنا هذا الأمر عن ردة الفعل فعلينا أن نعرف دائما أن العروبة هي انتماء لا عضوية.. العروبة هي هوية يمنحها التاريخ لا شهادة تمنحها منظمة.. العروبة هي شرف يتمثل بالشعوب العربية وليست عاراً يحمله البعض من المستعربين على الساحات السياسية في العالم أو في الوطن العربي.

 

وتابع الرئيس الأسد.. قد يقول البعض ان كل هذا الكلام عن العروبة.. ونحن نتحدث عن العرب والعروبة.. لا يوجد في سورية إلا عرباً.. فأقول.. من قال إننا نتحدث عن عرق عربي.. لو كانت العروبة هي فقط عرق عربي لما كان لدينا الكثير لكي نفخر به.. فآخر شيء في العروبة هو العرق.. والعروبة هي حالة حضارية وهي المصالح المشتركة والتاريخ المشترك والإرادة المشتركة والأديان المشتركة وهي كل شيء مشترك بين القوميات المختلفة التي تتواجد على هذه الساحة وآخر شيء العرق .. وقوة هذه العروبة هي في تنوعها وليس في انعزالها ولونها الواحد.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن العروبة لم تبن من قبل العرب.. العروبة بنيت من كل من ساهم في بنائها من الأصول غير العربية التي تشكل هذا المجتمع الغني الذي نعيش فيه.. قوة العروبة بغناها.. لو كانت هناك مجموعة من الأصول غير العربية وأرادت اليوم أن تغير تقاليدها وعاداتها أو تستغني عنها أو تذوب فسنقف في وجهها ونقول.. لا نقبل بهذا الأمر لأنكم تضعفون العروبة.. فإذا.. نحن قوتنا في العروبة بالانفتاح والتنوع وإظهار مكوناتها وليس بدمجها لكي تظهر وكأنها مكون واحد لأن العروبة اتهمت ظلماً عبر عقود بأنها شوفينية وهذا الكلام غير صحيح وإذا كان هناك شخص شوفيني لا يعني بأن العروبة شوفينية بل هي حالة حضارية.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن كل ما سبق لن يؤثر على رؤيتنا للوضع الداخلي في سورية وكيفية التعامل معه ولا شك أن الأحداث الراهنة وتداعياتها قد طرحت كماً هائلاً من التساؤلات والأفكار التي تهدف إلى إيجاد حلول مختلفة للوضع الحالي الذي تمر به سورية وإذا كان الأمر طبيعيا وبديهيا إلا أنه لا يمكن أن يكون إيجابياً وناجعاً إلا عندما ينطلق من ضرورة مواجهة المشكلة وليس الهروب منها .. أي عندما ينطلق من الشجاعة لا من الذعر ومن الإقدام لا من الهروب إلى الأمام.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إذا أردنا أن نتحدث في الشأن الداخلي واعتقد هو محور الاهتمام بالنسبة للسوريين الآن لابد من أن نحدد الأمور.. فهناك أفكار كثيرة وقد تكون جيدة ولكن إن لم يكن هناك إطار لهذه الأفكار تصبح أفكارا بلا فائدة وأحيانا تصبح أفكارا ضارة فبدلا من أن تسير الأفكار باتجاه واحد تتناقض وتتصارع .. لذلك دعونا نضع بعض التعاريف قبل أن ندخل في التفاصيل.

 

لا يمكن أن نقوم بعملية إصلاح داخلي بدون التعامل مع الوقائع

 

وتابع الرئيس الأسد.. أولا لا يمكن أن نقوم بعملية إصلاح داخلي بدون التعامل مع الوقائع كما هي على الأرض سواء أعجبتنا أم لم تعجبنا.. لا نستطيع أن نتعلق بقشة في الهواء فلا القشة تحمل ولا الهواء يحمل وهذا يعني السقوط.. البعض تحت ضغط الأزمة يتحدث عن أي حل ويطالب بأي حل.. ولن نقوم بأي حل قد يؤدي بالبلد إلى الهاوية أو قد يؤدي إلى تعميق الأزمة وإلى الدخول في نفق لا يمكن الخروج منه.. لذلك ضغط الأزمة لا يدفعنا للقيام بأي خطة حتى لو كان الزمن ضروريا لكنه ليس أهم من نوعية الحل الذي نقوم به.

 

وقال الرئيس الأسد.. نحن اليوم نتعامل مع جانبين في الإصلاح الداخلي.. الأول هو الإصلاح السياسي والجانب الآخر هو مكافحة الإرهاب الذي انتشر بشكل كبير مؤخراً في مناطق مختلفة من سورية.. ففي العملية الإصلاحية هناك من يعتقد بأن ما نقوم به الآن هو طريق لحل الأزمة أو هو كل الحل للأزمة.. وهذا كلام غير صحيح.. نحن لا نقوم به لهذا السبب فعلاقة الإصلاح مع الأزمة علاقة محدودة وفي البداية كان لها دور أكبر عندما قررنا أن نقوم بعملية فرز ما بين من يدعي الإصلاح لأهداف تخريبية وبين من يريد الإصلاح فعلاً.. وهذا الفرز تم.. لماذا لا يوجد علاقة بينهما.. وهذه الرؤية هي رؤيتي منذ البداية.. ولكن لم يكن من السهل الحديث فيها كما قلت في البداية لأن الأمور لم تكن واضحة بالنسبة للكثير من السوريين كما هي واضحة الآن.

 

وتساءل الرئيس الأسد .. ما هي العلاقة بين العملية الإصلاحية والمخطط الخارجي.. وإذا قمنا اليوم بالإصلاح هل ستتوقف المخططات الخارجية تجاه سورية.. أنا أريد أن أقول لكم شيئاً.. نحن نعرف الكثير من الحوارات التي تدور في الخارج وخاصة في الغرب حول الوضع في سورية.. لا أحد من هؤلاء يهتم لا بعدد الضحايا ولا بالإصلاحات ولا ما سيأتي ولا ما تم إنجازه.. الكل يتحدث عن سياسة سورية وهل تغير سلوك سورية من بداية الأزمة حتى هذا اليوم.

 

الجزء الخارجي من المخطط هو ضد الإصلاح الذي سيجعل سورية أقوى

 

وقال الرئيس الأسد.. من جانب آخر هناك من أتى لكي يساوم.. أي لو قمتم بواحد واثنين وثلاثة وأربعة... فالأزمة على الأقل في جزئها الخارجي وأذياله الداخلية ستتوقف فوراً.. إذا.. لا علاقة بين الإصلاح والجزء الخارجي لان هذا الجزء من المخطط هو ضد الإصلاح الذي سيجعل سورية أقوى.. وإذا كانت سورية أقوى فهذا يعني تكريس النهج السوري وكلنا نعلم أن النهج السوري غير مرغوب خارجيا بل مكروه من كثير من الدول التي تريد منا أن نكون عبارة عن إمعات.

 

وأضاف الرئيس الأسد .. النقطة الثانية تتجسد في طبيعة العلاقة بين الإصلاح والإرهاب.. فإذا قمنا بالإصلاح هل سيتوقف الإرهابي وهل هذا الإرهابي الذي يقتل ويخرب يسعى لقانون أحزاب أو لانتخابات أو لإدارة محلية أو ما شابه.. الإصلاح لا يعني الإرهابي ولا يهمه.. والإصلاح لن يمنع الإرهابي من القيام بإرهابه.. فإذا.. ما هو المكون الذي يعنينا.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن الجزء الأكبر من الشعب السوري هو الذي يريد الإصلاح وهو الذي لم يخرج ولم يخالف القانون ولم يخرب ولم يقتل.. والإصلاح بالنسبة لنا هو السياق الطبيعي لذلك أعلنا عنه على مراحل في العام 2000 وأنا تحدثت في خطاب القسم الاول عن التحديث والتطوير وكنت أركز في ذلك الوقت على مؤسسات الدولة.. وفي العام 2005 تحدثنا عن الإصلاح السياسي.. وجزء مما نقوم به الآن هو ما طرح في المؤتمر القطري في العام 2005 وفي ذلك الوقت لم تكن هناك ضغوطات على سورية في هذا الإطار وإنما كانت هناك ضغوطات مختلفة باتجاه آخر ولم يكن هناك من يتحدث عن موضوع الإصلاح الداخلي فطرحناه لأننا نعتقد بأنه سياق طبيعي وليس قسرياً.. لا يمكن أن يكون قسرياً وهو حاجة طبيعية للتطوير ولا يمكن أن نتطور من دون أن نقوم بعمليات إصلاح.. تأخرنا أم لم نتأخر هذا موضوع آخر.. لماذا تأخرنا موضوع آخر.. ولكن هو حاجة طبيعية ولو كان الإصلاح قسرياً أو جزءاً من الأزمة فسيفشل لذلك دعونا نفصل في حديثنا عن الإصلاح بين الحاجات الطبيعية وبين الأزمة.

 

وقال الرئيس الأسد.. إذا انطلقنا من الأزمة الحالية سيكون الإصلاح مبتوراً ومرتبطاً بالظروف الحالية المؤقتة.. أما بالنسبة للعقود المقبلة فالأمور تختلف وعلينا أن نربط ما قبل الأزمة بما بعد الأزمة بغض النظر عنها وننطلق من العملية الإصلاحية.. طبعا هذا الكلام ليس مطلقا ونحن نأخذ أحيانا بعين الاعتبار ما نمر به الآن في الإصلاح.. لا نفصله بشكل كامل كالجدول الزمني.. أحيانا نستعجل وأحيانا نفترض بأن رد فعل الناس بحاجة لتحرك باتجاه معين.. يعني يكون هناك بعض التأثيرات للأزمة ولكن لا نبني الإصلاح على الأزمة.. إذا بنيناه سنعطي المبرر للقوى الخارجية لكي تتدخل في أزمتنا تحت عنوان الإصلاح.. فلنتفق حول موضوع الفصل ونتعامل مع التفاصيل انطلاقاً من هذا الشيء.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. طرحت في خطابي في هذه القاعة في حزيران الماضي خطة العمل وتحدثت بشكل أساسي حول المحور التشريعي بما يتعلق بالقوانين والدستور في ذلك الوقت ووضعت جدولاً زمنياً.. وبالنسبة للقوانين صدرت بأكملها تقريبا ضمن الجدول الزمني الذي حدد في ذلك الوقت.. الآن لو سمعنا من كثير من الناس حول هذا الموضوع سيقولون إننا لم نلمس نتائج وأنا أحب أن أتحدث دائما بشفافية حول المواضيع.. وكل موضوع على حدة.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن أول قانون أصدرناه هو رفع حالة الطوارئ.. وفي مثل هذه الظروف التي تمر فيها سورية هل يمكن لأي دولة الا أن تفرض حالة الطوارئ ومع ذلك لم نقم بهذا الشيء وأصررنا على رفع حالة الطوارئ.. والبعض من المواطنين السوريين اتهمنا بأننا نتنازل عن جزء من الأمن في سورية بسبب رفع حالة الطوارئ.. طبعاً هذا الكلام غير دقيق لأن رفع حالة الطوارئ أو حالة الطوارئ نفسها لا تعطي الأمن وإنما هي قضية تنظيمية.. وعندما يكون هناك حالة طوارئ يكون هناك إجراءات وعندما ترفع يكون هناك إجراءات مختلفة.. التنازل عن الأمن غير موجود.. لا يوجد دولة يمكن أن تقبل بالتنازل عن الأمن.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن القوانين والإجراءات الموجودة حاليا تعطينا كامل الصلاحية لكي نقوم بعملية ضبط الأمن بغض النظر عن قانون الطوارئ وإن رفع حالة الطوارئ بحاجة لتأهيل الأجهزة المعنية من الأمن والشرطة وغيرها التي تتعامل مع المواطن.. وكلنا يعلم أن هذه الأجهزة منتشرة في كل مكان في سورية والبعض منهم لم يأخذ إجازات ولم ير عائلاته منذ أشهر فهل من المعقول والمنطقي والواقعي أن نقوم بتأهيله.. هذا الكلام مستحيل.. لن يكون هناك تأهيل في الظروف الحالية.. ومع ذلك نحن نصر على الأجهزة بأن يتم التأكيد على بعض الأساسيات من الأنظمة المتعلقة برفع حالة الطوارئ.

 

وتابع الرئيس الاسد.. عندما يكون هناك بيئة تخريب وقتل وفوضى وخرق للقانون وإذا كان هناك أخطاء فسوف تتضاعف مئات المرات وليس عشرات المرات لذلك علينا أن نتعامل ليس فقط مع النتائج وإنما أيضا مع الأسباب.. والنتائج هي الأخطاء التي نراها من قبل البعض ولكن الأسباب مرتبطة بالفوضى في حد ذاتها.. فعلينا أن نعمل من أجل ضبط الفوضى وبمعنى آخر لا يمكن أن نشعر بالنتائج الفعلية لرفع حالة الطوارئ في ظل الفوضى.. وطبعا هنا أنا أفرق بين الأخطاء بمختلف مستوياتها والقتل.

 

لا يوجد أي أمر في أي مستوى من مستويات الدولة بإطلاق النار على أي مواطن

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أولا.. لا يوجد غطاء لأحد.. موضوع القتل بحاجة الى أدلة.. البعض يعتقد أنه لم يتم إلقاء القبض على أي شخص ممن ارتكبوا أعمال قتل.. وأنا أقصد العاملين في الدولة.. وهذا الكلام غير صحيح حيث تم إلقاء القبض على عدد محدود في جرائم قتل وغيرها ولكن أقول محدودا لأن الأدلة المتوفرة بحد ذاتها كانت محدودة ومربوطة بهؤلاء الأشخاص.. ووجود الأدلة أو البحث عنها بحاجة لمؤسسات والمؤسسات بحاجة لبيئة وظروف والبيئة الحالية تعيق عمل هذه المؤسسات.. لكن أؤكد بأنه لا يوجد غطاء لأحد وأؤكد مرة أخرى على أنه لا يوجد أي أمر في أي مستوى من مستويات الدولة بإطلاق النار على أي مواطن ولا يحق إطلاق النار بحسب القانون إلا دفاعا عن النفس ودفاعاً عن المواطن وعند الاشتباك مع شخص مسلح يحمل السلاح.. يعني هناك حالة محددة في القانون.. وأؤكد على التعامل مع الأسباب والنتائج في هذا الموضوع.

 

وقال الرئيس الأسد.. وفيما يخص الأحزاب فقد صدر قانون الأحزاب وتقدمت أحزاب وأعطي الترخيص لأول حزب منذ أسابيع قليلة وهناك حزب ثانٍ على الطريق بعد أن توفرت فيه كل الشروط وهناك عدة أحزاب أخرى.. يعني تنتظر الجهة المعنية استكمال الأوراق أو الشروط المطلوبة لكي تعطي الترخيص.. ونحن لم نشعر بالأحزاب لأنها بحاجة إلى وقت.. ولكن بكل الأحوال بعد أن صدر قانون الأحزاب ونحن نقوم ليس بإعطاء الرخص فقط بل بتشجيع جهات كثيرة على أن تقدم من أجل أن يكون لديها أحزاب.. ولا أعتقد أن الدولة تتحمل المسؤولية في هذا المجال فنحن لن نقوم بتشكيل أحزاب أو بالظهور على الإعلام أو ممارسة نشاطات نيابة عن أي أحد فإذا.. لا توجد عقبات في هذا الموضوع والقضية قضية زمن.

 

وتابع الرئيس الأسد.. أما بالنسبة للإدارة المحلية فقد صدر القانون وحصلت الانتخابات في ظروف صعبة جداً ومن الطبيعي ألا تعطي النتائج المتوقعة بسبب الظروف الأمنية لأن المشاركة لم تكن بالنسبة للمرشحين أو الناخبين كما كان يفترض مع قانون جديد.. وكان هناك وجهة نظر تقول.. علينا أن نؤجل انتخابات الإدارة المحلية لمرحلة لاحقة.. وكان هناك وجهة نظر مختلفة وهو ما تبنيناه من أجل أن نقوم بعملية تبديل لأن أي تبديل سيكون إيجابياً وخاصة ان كثيرا من شكاوى المواطنين كانت حول أداء الإدارة المحلية ولذلك سرنا في هذا الموضوع ولكن بكل الأحوال كل ما يتعلق بالانتخابات لا يمكن أن يعطي نتائج إن لم يكن هناك مشاركة واسعة في الترشيح والتصويت لكي يكون هناك منافسة.. وإن لم يكن هناك منافسة لن تشعروا بهذا الموضوع وبالتالي ما يتعلق بالانتخابات بحاجة الى جزء من المسؤولية يحمله المواطن وليس فقط الدولة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بالنسبة لقانون الإعلام فقد انتهت الحكومة الأسبوع الماضي من إعداد تعليماته التنفيذية وأصبح جاهزا للتنفيذ وهناك طلبات جاهزة لمحطات تلفزيونية وصحافة وغيرها.. أما قانون الانتخابات فقد صدر والهدف منه تأطير كل هذه الأفكار التي نسمعها على الساحة السياسية ومن لديه فكرة فليذهب إلى صندوق الانتخاب وهو الفيصل في كل شيء في هذا البلد.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن القانون المهم هو قانون مكافحة الفساد وهو القانون الوحيد الذي تأخر لعدة أشهر لأنه قانون مهم جدا وفيه جوانب كثيرة جداً.. وأنا طلبت من الحكومة أن تدرسه بشكل واسع وبالتعاون مع مختلف الفعاليات والجهات وقد تم وضعه على الانترنت.. وكان هناك الكثير من المشاركات والأفكار المفيدة وقد انتهت الحكومة من دراسته وأرسل إلى رئاسة الجمهورية وأعيد مؤخراً إلى الحكومة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن قانون مكافحة الفساد قانون جيد وفيه نقاط مهمة جدا ولكن هناك نقطة تتعلق بهيئة التفتيش ففي القانون الحالي ألغيت هيئة التفتيش وحلت هيئة مكافحة الفساد مكانها ولكن قانون مكافحة الفساد يختص في قضايا الفساد فقط أي أنه يختص بقضية ضيقة غالبا هي ليست بقائمة للفساد وإنما التعامل مع الفساد بعد ظهوره بينما كانت هيئة التفتيش تأخذ مهام أوسع بما فيها تنظيم الإدارة ورفع مقترحات في مجال الإدارة ومراقبة عمل الدولة من الناحية الإدارية بالإضافة الى مكافحة الفساد.. ولذلك فإن إلغاء كل هذه المهام وربطها فقط بعنوان واحد هو الفساد شيء غير جيد وخاصة انه لا يمكن مكافحة الفساد بمعزل عن تنظيم الإدارة.

 

وتابع الرئيس الأسد.. لا يمكن أن نكافح الفساد لوحده لأن هذا خلل كبير عدا عن وجود نقاط أخرى وهناك مقترحات حول دمج هيئة التفتيش مع هيئة الرقابة المالية وهذا الموضوع ليس مهما فالأهم هو ما هي علاقة التفتيش مع هيئة مكافحة الفساد.. وإذا كان هناك إلغاء لهيئة التفتيش فهل ستقوم هيئة مكافحة الفساد بضم كل المهام الموجودة في الهيئتين أم تبقى هناك هيئتان وتأخذ كل واحدة مهام مختلفة أم يكون هناك تنسيق بينهما في موضوع الفساد.. ولذلك تمت إعادة هذا القانون للحكومة لحل هذه النقطة وبعدها سيتم إصدار قانون مكافحة الفساد.

 

وقال الرئيس الأسد.. لو صدر هذا القانون بأفضل الأحوال سيكون من السهل على الدولة مكافحة الفساد على المستوى المتوسط فما فوق.. ولكن من الصعب عليها أن تكافحه من مستوى ما دون متوسط من دون مساهمة المواطن والإعلام.. وهذا يعني أنه حتى هذه الهيئة لن تقوم هي بالملاحقة وانما ستتلقى المعلومات فعلينا أن نبحث عن المعلومات ونحولها إلى هذه الجهات وهذا يعني أن نجاح هذا القانون بحاجة الى وعي شعبي كبير.

 

وتابع الرئيس الأسد.. في إطار موضوع الفساد هناك كثير من الناس الذين ألتقي بهم يأتون إلي ويقولون نريد من الرئيس أن يحاسب.. وهنا أريد أن أوضح أن الرئيس لا يحل محل مؤسسات.. أنا أعالج قضية وقضيتين عندما أرى خطأ.. ولكن المؤسسة تحاسب الافا أو تعالج آلاف القضايا وعندما يحل الرئيس محل المؤسسات ولو كان يقوم بعمل صحيح هذا ليس مطمئناً ولذلك يجب علينا العمل من أجل تفعيل المؤسسات.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أنا أقول لجميع المواطنين الذين التقي بهم انني سأهتم بهذا القانون وبتفعيل هذه المؤسسات وأريد أن أرى مكافحة الفساد بالأقنية القانونية الطبيعية وعندها نحل مشاكل آلاف وعشرات آلاف ومئات آلاف وملايين من السوريين.. فأنا أركز دائماً على العمل المؤسسي ولو قمت بحل مشكلة فهي مشكلة فردية ونحل مشكلة شخص لا نحل مشكلة آلاف الأشخاص.

 

الدستور سيركز على نقطة أساسية جوهرية هي التعددية الحزبية والسياسية

 

وقال الرئيس الأسد.. أما المحور الآخر في الإصلاح فهو الدستور وقد صدر المرسوم الذي شكلت بموجبه لجنة تقوم بإعداد الدستور وأعطيت مهلة زمنية أربعة أشهر وأعتقد أن اللجنة أصبحت في المراحل الأخيرة وهذا الدستور سيركز على نقطة أساسية جوهرية هي التعددية الحزبية والسياسية.. وقد كانوا يتحدثون عن المادة الثامنة فقط وقلنا انه يجب أن نعدل كل الدستور لأن هناك ترابطاً بين المواد.. والدستور سيركز على أن الشعب هو مصدر السلطات وخاصة من خلال الانتخابات وتكريس دور المؤسسات وحريات المواطن وغيرها من الأمور والمبادئ الأساسية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. لقد كان هناك سؤال .. لماذا قمنا بالإصلاح القانوني قبل تغيير الدستور.. وهنا أقول.. منطقياً يجب أن نبدأ بالدستور وبعدها نأتي بالقوانين وهذا الكلام صحيح من الناحية المنطقية.. ولكن ضغط الناس والتشكيك بمصداقية الدولة بأنها ترغب بالقيام بإصلاح حقيقي دفعنا الى العمل بالتوازي.. والقوانين أسرع بالوقت فهي تأخذ بضعة أشهر وهذا أقل مما يحتاجه الدستور وإذا تناقض المنطق مع الواقع فنحن نسير مع الواقع وعلى كل الأحوال هذه ليست قضية مهمة.. والمهم عندما تصدر القوانين ويصدر الدستور سنكون في مرحلة جديدة وهي ليست انتقالية وهذا بالنسبة للجانب التشريعي.

 

وحول المواعيد المتعلقة بالدستور قال الرئيس الأسد.. بعد أن تنتهي اللجنة في المدة المحددة من إنجاز الدستور كان هناك عدة طروحات إما أن يقوم الرئيس بإصدارها بمرسوم أو أن تذهب إلى مجلس الشعب وتصدر بقانون وأنا رفضت الأولى والثانية.. وأؤكد على أن يكون هناك استفتاء شعبي لأن الدستور ليس دستور الدولة بل هو قضية تخص كل مواطن سوري.. ولذلك سنذهب إلى الاستفتاء بعد أن تنهي اللجنة أعمالها وتقدم الدستور وسنضعه في الأقنية الدستورية بهدف الوصول إلى الاستفتاء.. ومن الممكن أن يكون الاستفتاء على الدستور في بداية شهر آذار.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن انتخابات مجلس الشعب مرتبطة بالدستور وخاصة أن معظم القوى السياسية تريد أن تكون انتخابات المجلس بعد الدستور وأنا كنت أفكر كما قلت في خطابي الأخير بأن تكون الانتخابات في نهاية العام الماضي أو في بداية هذا العام لكن وافقنا نزولا عند رغبة معظم القوى السياسية على أن تكون الانتخابات مرتبطة بالدستور الجديد كي تعطي الوقت لهذه القوى لتؤسس نفسها وقواعدها وتحضر نفسها للانتخابات.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن الجدول الزمني مرتبط بالدستور الجديد وإذا كانت المهلة الدستورية شهرين فإن الاستفتاء سيكون في شهر آذار ومن الممكن أن تكون الانتخابات في أوائل أيار أما إذا كانت المهلة الدستورية ثلاثة أشهر فيمكن أن تكون في أوائل حزيران وكل هذا يعتمد على الدستور الجديد.

 

وتابع الرئيس الأسد.. أما بالنسبة للأشياء التي يمكن أن نقوم بها كمبادرات فقد سمعنا كثيراً عن حكومة وحدة وطنية وأنا أحب أن أدقق دائماً في المصطلحات.. فلا يجوز أن نأخذ المصطلح دون أن نعرف المضمون.. فحكومة وحدة وطنية نسمع بها في دول فيها انقسام كامل على المستوى الوطني بين أطراف وحرب أهلية وأمراء طوائف وأمراء قوميات وأمراء حرب اجتمعوا على الطاولة بشكل مباشر أو من خلال ممثلين وشكلوا حكومة وحدة وطنية.. ونحن لا يوجد لدينا انقسام وطني.. لدينا مشاكل ولدينا انقسام في حالات معينة لكن لا يوجد لدينا انقسام وطني بالمعنى الذي يمكن أن يطرح.. وأنا أعرف أنهم لا يقصدون هذا الكلام لكنني لا أستخدم كلمة حكومة وحدة وطنية لهذا السبب.. فلا يوجد لدينا حكومة انشقاق وطني في كل الأحوال فالحكومات في سورية دائما هي حكومات متنوعة فيها المستقلون والأحزاب المختلفة.

 

كلما وسعنا المشاركة في الحكومة كان هذا أفضل من كل النواحي وللشعور الوطني بشكل عام

 

وقال الرئيس الأسد.. الآن لدينا خريطة سياسية جديدة مع الأزمة.. ومع الدستور الجديد ومع قانون الأحزاب ظهرت قوى سياسية جديدة فلابد أن نضعها بالاعتبار فهناك من يطرح مشاركة هذه القوى السياسية في الحكومة بكل أطيافها والبعض يركز على المعارضة.. وأنا أقول.. إن كل الأطراف السياسية من الوسط إلى المعارضة إلى الموالاة والكل يساهم.. فالحكومة هي حكومة الوطن وليست حكومة حزب أو دولة.. وكلما وسعنا المشاركة كان هذا أفضل من كل النواحي وللشعور الوطني بشكل عام.. فتوسيع الحكومة فكرة جيدة.. ولا أعرف ما هي التسمية التي نطلقها.. فالبعض سماها وفاقاً وطنياً والبعض توسيع مشاركة.. والمهم أننا نرحب بمشاركة كل القوى السياسية وفي الواقع قمنا ببدء الحوار مؤخراً.. حوار ولو بالعناوين العامة مع بعض القوى السياسية لنأخذ رأيها في هذه المشاركة فكانت الجوانب إيجابية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إذا تحدثنا عن مشاركة كل الأطياف بما فيها المعارضة فمن هي المعارضة.. كل شخص الآن يستطيع أن يسمي نفسه معارضة والتقيت انا بعدد من هؤلاء وكنت أسألهم سؤالاً من تمثل.. المعارضة تعني قاعدة شعبية ولا تعني بأنني معارض كشخص والآن لدينا شخصيات معارضة وتيارات معارضة.. ولكن المعارضة عادة هي حالة مؤسساتية وتظهر من خلال الانتخابات.. الآن لا يوجد لدينا انتخابات.. كيف نعرفها .. ومن يشارك .. وما هو حجم المشاركة.. لا يوجد لدينا الآن معايير قبل الانتخابات المقبلة.. كنا نستطيع أن نقول هذه الحكومة بهذا الشكل يمكن أن تتم بعد الانتخابات ولكن نحن نريد أن نستبق الأمور ونسرع الزمن ونبدأ الآن بالمشاركة قبل تلك الانتخابات.. إذا.. سنعتمد على معايير خاصة وليس على معايير مؤسساتية.

 

وتابع الرئيس الأسد.. نحن لم نخن الشعب والمعايير واضحة.. فماذا تعني المعارضة الوطنية .. لا نريد معارضة تجلس في السفارات أو معارضة تأخذ المؤشرات من الخارج حيث يقولون لها الان لا تحاوروا الدولة يعني ان الموضوع منته.. الانهيار بقي له بضعة أسابيع.. أجلوا الحوار الآن.. نحن لا نريد معارضة تجلس معنا وتبتزنا تحت عنوان الأزمة لتحقق مطالب شخصية ولا نريد معارضة تحاورنا بالسر كي لا تغضب أحدا ويقولون لنا نحاوركم لكن بالسر.

 

وقال الرئيس الأسد.. إذا أخذنا المعايير الوطنية والأشخاص أو الشخصيات الوطنية فإنها موجودة ونستطيع أن نبدأ مباشرة الآن بالعمل من أجل هذه الحكومة بعد أن فهمنا الموضوع.. وليسموها ما شاؤوا.. حكومة وحدة وطنية.. انقساما .. لم يعد هذا الأمر مهما على الإطلاق.. إذا.. سنبدأ بهذا الموضوع خلال فترة قصيرة جدا ولكن يبقى سؤال مهم .. هل الحكومة سياسية أم تقنية.. البعض طرح حكومة سياسية مصغرة.. هذا الكلام لا يمكن أن ينجح لعدة أسباب أولا.. نحن بلد فيها قطاع عام كبير وهذا القطاع العام ليس له استقلالية وكل مؤسسة تعتمد حتى الآن على الوزارة والوزير ومعاون الوزير والمديرين وغيرهم.

 

وتساءل الرئيس الأسد.. هل سيستطيع الشخص السياسي أن يقود قطاعاً تقنياً.. طبعاً هذا الكلام غير ممكن عدا عن أن مشاكل الناس الآن لا ترتبط فقط بالموضوع الأمني فهناك قضايا خدمية والكل يشكي منها الآن.. فهل ستأتي حكومة سياسية لتؤمن المازوت والغاز والدواء وإلخ... هذا الكلام غير واقعي في ظروفنا فلتكن حكومة موسعة وفيها مزيج من سياسيين ومن تقنيين تمثل القوى السياسية وإذا كانت تريد أن تمثل ويكون فيها الجانب التقني لا نخسر هذه ولا نخسر تلك.. أعتقد هذا الشكل هو الشكل الأفضل.. طبعاً مع ذلك أنا دائماً أحب ان أحاور وأناقش وأن نرى سلبيات كل طرح من الطروحات.. وأنا الآن أضع عناوين لم نحسمها بشكل نهائي ولكن أضع تفضيلات ممكن تغييرها من خلال النقاش.

 

وتابع الرئيس الأسد.. كان هناك سؤال عن الحوار الذي بدأ شهر تموز وكان المفترض أن نبدأ بالحوار الموسع وننتقل للحوار المركزي وقد ضغطت القوى المختلفة من أجل عكس الآية فوافقنا وقمنا بالمرحلة الأولى أو أنجزنا المرحلة الأولى من الحوار ولم تشارك كل قوى المعارضة وإنما شارك جزء منها فقط وقد انتقلنا إلى الحوار الموسع الذي كان حواراً مفيدا جدا وكانت هناك مشاركة واسعة جدا من مختلف الفعاليات في المحافظات حيث طرحت من نحو الشهرين العودة للمرحلة الثالثة من الحوار بشكل مركزي.

 

مقبلون على تبديلات وأهم شيء في هذه التبديلات أن نركز في المستقبل على جيل الشباب

 

وقال الرئيس الأسد.. أستطيع أن أقول اننا نحن كدولة أو كحزب أو كسلطة مستعدون للبدء غدا بهذا الحوار ولا يوجد لدينا مشكلة ولكن جزءا من القوى في المعارضة غير مستعد.. فالبعض يريد أن يحاورنا بالسر من أجل مكاسب والبعض يريد أن ينتظر ليرى كيف تذهب الأمور لكي يحدد ومع ذلك لن ننتظر هذه القوى لكي نقوم بحوار بطريقة مهرجانية لكي يقال اننا نجري حواراً.. نحن الآن نحاور القوى الأخرى المستعدة للحوار بشكل علني.. ونتحدث حول هذه الافكارالتي طرحت قبل قليل وما أردت توضيحه بأن التأخير في موضوع الحوار لا يرتبط بسورية وحتى المبادرة العربية التي بدؤوا بها تحت فكرة الحوار مع كل القوى بما فيها القوى المعادية التي ارتكبت جرائم إرهاب في السبعينيات والثمانينيات وقد قلنا إنه لا يوجد لدينا مشكلة في الحوار حتى مع هذه القوى إذا أرادت أن تأتي إلى سورية ونحن نقدم كل الضمانات ولا يوجد لدينا أي قيود.. لدينا انفتاح كامل.. عندما نرى أن الجميع مستعد للحوار وتكون لديه وجهة نظر حول هذا الحوار ونحن على استعداد للبدء به مباشرة.

 

وتابع الرئيس الأسد.. ويبقى السؤال كنوع من الفضول حول هل سنكون مقبلين على تغييرات وتبديلات وعادة لا أتحدث حول هذه النقطة فعندما يكون هناك تبديل نبدل ولكن من الواضح من الكلام الذي طرح انفا اننا مقبلون على تبديلات فعندما نتحدث عن حكومة جديدة وشكل جديد وعندما تعلن القيادة القطرية منذ أسبوع عن مؤتمر قطري قريباً فنحن مقبلون على تبديلات جزء منها بدأ منذ أيام وأهم شيء في هذه التبديلات ان نركز في المستقبل على جيل الشباب لأن هذا الجيل يعتبر نفسه مهمشاً في كثير من الحالات في الوقت الذي وقف فيه بوجه هذه الأزمة ولاحظنا كم كان الشباب فاعلين في الدفاع عن وطنهم بكل ما تعني هذه الكلمة من معان خلال الأزمة.

 

سورية بحاجة لكل أبنائها الصادقين بغض النظر عن الانتماءات السياسية

 

واضاف الرئيس الأسد.. بكل الأحوال فإن سورية بحاجة لكل أبنائها الصادقين بغض النظر عن الانتماءات السياسية وعندما نتحدث الآن عن المرحلة المقبلة ونحن في بداية العام الجديد.. البعض يتحدث عن سورية الجديدة.. وأنا أقول لا يوجد لدينا سورية الجديدة وإنما لدينا سورية المتجددة.. فالتجدد عملية مستمرة ونحن نتحدث عن مرحلة جديدة وليس عن سورية جديدة.. وعلينا أن نستوعب كل مرحلة من المراحل وإذا لم نستوعب هذه المرحلة فكل ما قلناه ليس له قيمة وكل ما أتحدث عنه هو إجراءات وقوانين والأساس في نجاح عملية التطوير والانتقال في هذه المرحلة الجديدة التي تحدثت عنها هو الوعي.. واستطيع أن أعطي جواباً مباشراً عن هذه النقطة وأقول إن هذه الأشهر العشرة بكل مآسيها كانت مفيدة جدا بالنسبة لهذه الناحية حيث أثبت الشعب السوري أنه شعبٌ واعٍ وقادر على أن يقدم نموذجا لدولة عصرية تسبق بمراحل وقرون.. وأنا كنت أتحدث عن 150 عاماً إلا أننا نستطيع أن نسبق ب1000 عام تلك الدول التي تعطينا دروساً في الديمقراطية.. وأنا مطمئن لهذا المستقبل ولكن مع ذلك كلما تمكنا من تعميم حالة الوعي التي رأيناها كان هذا الموضوع أفضل.. وبمقدار ما رأيناه من وعي شامل في سورية هناك بؤر صغيرة من الجهل ولكنها تؤثر على الوضع العام ولا نريد لهذه البؤر ولبعض حالات الجهل أن تؤثر على عملية التطوير ونريد أقصى حد من الايجابيات والحد الأدنى من السلبيات.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن الأمور في موضوع الإصلاح الداخلي أصبحت واضحة فبعد أن يصدر الدستور لا يوجد لدينا أي خطوات إضافية نقوم بها سوى الإجراءات.. وإذا كان هناك خلل في القوانين فيمكن بعد إصدار الدستور أن نعيد دراسة القوانين ونحن لم نقف عند هذه المرحلة من التطوير وسيكون هناك ملاحظات حول القوانين والممارسة ومن خلال الممارسة ستنكشف الأخطاء وعملية التجدد هي عملية مستمرة على المستوى التشريحي.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن ما يجري في سورية هو جزء مما هو مخطط له في المنطقة منذ عشرات السنين فحلم التقسيم فلا يزال يراود أحفاد سايكس بيكو لكن حلمهم ينقلب كابوساً اليوم فإذا كان البعض يعتقد أن زمن الصراع على سورية قد عاد فهو واهم فالصراع اليوم مع سورية وليس عليها وهزيمة سورية التي لن نسمح لهم بتحقيقها تعني هزيمة الصمود والمقاومة كما تعني سقوط المنطقة كليا بيد القوى الكبرى والهزيمة ليست بالضرورة عسكرية ولكن يمكن أن تتحقق من خلال نجاحهم في جعلنا ننكفئ على أنفسنا ونهمل أو ننسى قضايانا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هدفهم الذي يريدون تحقيقه في المحصلة هو سورية المنشغلة بقضايا ذاتية هامشية والمنعزلة ضمن حدودها القطرية لا حدودها الطبيعية القومية التاريخية وسورية المنكمشة والآيلة للفناء والزوال عبر الانقسام والتقسيم.. وهدفهم هو تفكيك الهوية والشخصية الثقافية لشعبنا التي كانت تحمينا من الهزائم بمختلف أنواعها.. وتفكيك هذه الهوية هو الذي يؤدي إلى الهزيمة الفعلية التي لم تحققها الحروب المتكررة بل يحققها تدمير بنية المجتمع الذي أنتج منظومات المقاومة الاجتماعية والثقافية التي أثارت قلقهم أكثر من أي منظومة أخرى لأنها أساس كل مقاومة والحاضن الفعلي لها ولكنهم لم ينجحوا في تدمير هويتنا ولا في زعزعة قناعاتنا بأن المقاومة هي في صلب هذه الهوية التي ستبقى راسخة كما كانت أبداً عبر التاريخ.

 

لا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام.. ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه

 

وقال الرئيس الأسد.. إن الدول تعيد ترتيب أولوياتها في حالة الحرب أو المواجهة والأولوية القصوى الآن والتي لا تدانيها أي أولوية هي استعادة الأمن الذي نعمنا به لعقود وكان ميزة لنا ليس في منطقتنا فحسب بل على مستوى العالم.. وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين القتلة بيد من حديد فلا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن المعركة مع الإرهاب لن تكون معركة الدولة أو مؤسساتها فقط بل هي معركتنا جميعا وهي معركة وطنية من واجب الجميع الانخراط بها .. فالفتنة أشد من القتل .. وهي تفتت المجتمع وفي النهاية تقتله وهذا ما لن نسمح به لتبقى سورية محصنة عصية.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن الدولة القوية هي التي تعرف متى وكيف تسامح وكيف تعيد أبناءها إلى طريق الصواب فتنزع من أيادي المضللين بنادقهم المأجورة وتعيدهم إلى طريق بناء الدولة العصرية والحديثة والمحافظة على أصالتها وينابيع عروبتها.. وبمقدار ما علينا أن نضرب الإرهابيين بمقدار ما علينا أن نستعيد من وقع في الخطأ إلى جادة الصواب .. فهناك أشخاص وقعوا في الخطأ وهناك أشخاص غرر بهم وبعد أن بدؤوا في الخطأ قيل لهم الدولة ستنتقم منكم ولا يمكن أن تعودوا إلى الخلف فتابعوا في هذا الطريق.. والهدف أن يدفعوهم باتجاه الجريمة لكي يصلوا إلى نقطة اللاعودة.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن الدولة كالأم التي تفتح المجال دائماً لأبنائها لكي يكونوا في كل يوم أفضل حفاظا على الاستقرار وحقنا للدماء لذلك في هذا الإطار كنا نصدر من وقت لآخر العفو تلو الآخر والبعض كان يعتقد بأن إصدار العفو يؤدي لمزيد من الخلل الأمني ولكن الحقيقة أن أغلب الحالات كانت معاكسة ففي معظم الحالات كانت النتائج إيجابية وخاصة عندما تم العفو بالتنسيق مع الأهالي والفعاليات المحلية في كل مدينة وقرية ومحافظة الذين التقينا بهم وتحدثنا إليهم وكان لديهم وعي كاف لكي يعيدوا أبناءهم الى طريق الصواب.

 

الحزم والحسم ضروريان ولكن الاستمرار بالتسامح والعفو من وقت لآخر ضمن أسس واضحة وبآليات سليمة هو شيء ضروري ويجب أن نستمر به دون توقف

 

وأضاف الرئيس الأسد.. طبعا هناك حالات لا تنجح ولكنها ليست الحالة العامة ولذلك أعتقد أن الحزم والحسم ضروريان ولكن الاستمرار بالتسامح والعفو من وقت لآخر ضمن أسس واضحة وبآليات سليمة هو شيء ضروري ويجب أن نستمر به دون توقف. وتابع الرئيس الأسد.. سأشرح هذه النقطة لأن البعض لم يفهم تماماً ماذا نفكر عندما نصدر العفو في هذه الظروف الأمنية... لقد قمنا بالحوار مع كل القوى ما عدا المجرم الذي يرتكب الخطأ وأنا التقيت بعدد من هؤلاء في الأيام القليلة الماضية.. وقسم كبير منهم تغير تماماً عندما رأى أن الأمور تذهب باتجاه السلاح والقتل وذهب باتجاه التعاون مع الدولة التي كان يقف ضدها لأسباب قد تكون موضوعية وقد لا تكون.. لكن البعض أصر على غيه وهؤلاء وردت فيهم الآية الكريمة "في غيهم يعمهون" يعني من يصاب بالعمى البصري يعوضه الله بالأحاسيس الأخرى ويتفوق على أقرانه بالفن .. بالعلم .. بالأدب .. بأشياء مختلفة.. بالمهن.. ولكن من يصب بالعمى العقلي لا أمل منه فالعمى هو العمى العقلي وليس عمى العيون.

 

وقال الرئيس الأسد.. البعض من هؤلاء يعتقد فعلا بأنه ثائر.. فتعالوا نرى ماذا فعل هؤلاء وما هي مواصفاتهم.. هل يمكن لثائر أن يسرق سيارة أو بيتا أو منشأة وهل يمكن للثائر أن يكون لصاً.. بالنسبة لنا صورة الثائر هي صورة ناصعة ومثالية وغير ملطخة وفيها شيء خاص جدا وقد قاموا بعمليات اغتيال غدر لشخصيات مختلفة بريئة في الدولة وخارج الدولة.. فهل يمكن للثائر أن يتصف بالجبن وبالغدر... هم منعوا المدارس من القيام بمهامها وواجباتها على مستوى المجتمع وذات الشيء بالنسبة للجامعات.. فهل من الممكن أن يكون هناك ثائر ضد العلم.. في بعض المناطق انخفض التدريس إلى النصف.. يعني أصبحنا نخرج نصف متعلم ..نصف جاهل.. ومع ذلك لدينا جيش آخر غير القوات المسلحة والأمن والشرطة وقوات حفظ النظام هم العاملون في المجال التربوي تحديدا في المدارس في بعض المناطق التي انخفض فيها التدريس خمسين بالمئة .. كانت نسبة الدوام 85 بالمئة وهم يخاطرون بحياتهم من أجل أن تستمر العمليات التربوية وحتى نهاية عام 2011 كان عدد الشهداء من الأساتذة والمعلمين في الكادر التربوي قد قارب الثلاثين شهيدا وعدد المدارس التي أحرقت أو خربت أو دمرت قارب الألف.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أوجه باسمكم تحية لكل العاملين في المجال التربوي.. للمدرسين والموجهين والأذنة في المدارس وللإداريين وغيرهم.. فهل من الممكن أن تكون هناك ثورة ضد العلم وثورة ضد الوحدة الوطنية أو ثائر يستخدم ألفاظا وشعارات تفتيتية في المجتمع.. هل من الممكن أن يكون الثائر ضد المواطن يقطع عنه الغاز الذي يحتاجه يومياً في أمور الطبخ والطعام لكي يموت من الجوع ويقطع عنه المازوت والوقود لكي يموت من البرد ويقطع عنه الدواء لكي يموت من المرض ويقطع الأرزاق ويحرق المعامل والمنشآت الحكومية والخاصة لكي يجعل الفقراء أشد فقراً.

 

وتابع الرئيس الأسد .. إن هذه ليست ثورة .. فهل من الممكن أن يعمل الثائر لمصلحة العدو بما يعني ثائراً وخائناً.. هذا غير ممكن.. وهل من الممكن أن يكون من دون شرف ولا أخلاق ولا دين.. لو كان لدينا فعلا ثوار حقيقيون بالصورة التي نعرفها لكنت أنا وأنتم وكل الشعب الآن نسير معهم وهذه حقيقة.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن السؤال الأساسي الذي طرح معي بشكل مكثف يبقى متى وكيف تنتهي الازمة.. وطبعا هذا سؤال صعب ولا نستطيع أن نعطي جواباً من دون معطيات وهناك أشياء نعرف معطياتها وهناك أشياء لا نعرفها .. وأول نقطة.. لا نعرف معطيات تحديدا .. ولكن نستطيع أن نستقرئ.. فالمؤامرة تنتهي عندما يقرر الشعب السوري أن يتحول إلى شعب خانع وعندما نخضع ونتنازل عن كل تراثنا.. تراث حرب 1973 حرب تشرين التحريرية وعندما نتنازل عن مواقفنا القومية وعندما دافعنا عن لبنان في عام 1982 وكانت منطلق المقاومة في ذلك الوقت والتي أدت بالمقاومة إلى تحرير لبنان في العام 2000 وعندما نتنازل عن وقوفنا إلى جانب المقاومة في عام 2006 وفي 2008 في لبنان وفي غزة وعندما نقدم مجانا التنازلات كلياً أو جزئياً في عملية السلام وتحديداً في أراضينا المحتلة في الجولان وعندما نتنازل عن مواقفنا القومية تجاه القضية الفلسطينية .. هذا الموقف القومي الذي حملناه عبر التاريخ منذ عام 1948 وعندما نقبل أن نكون شهود زور على ما يحصل تجاه المسجد الأقصى الآن من عملية تدمير منهجية لا نسمع عنها إلا فيما ندر.

 

وتساءل الرئيس الأسد لا أعرف إذا كانت الجامعة العربية ستشكل لجنة لمعالجة هذا الموضوع.. ولا أعتقد ذلك لأن هذا الموضوع لا يهم سوى مليار وثلاثمئة مليون مسلم .. لا يستحق الاهتمام .. ولذلك لن يقوموا بذلك وهذا فقط للمقارنة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الشعب السوري لن يخضع لعدة أسباب أولاً.. للمبادئ التي تربى عليها المواطن السوري وثانيا.. لان النماذج التي قدمت لنا من مسؤولين خاضعين أو سياسات خاضعة أو من دول خاضعة لا تبشر بالخير.. فدائما في كل الظروف وفي أسوأ الظروف كان وضع سورية أفضل من وضع كل تلك الدول حتى من يظهر بأن وضعه جيد الآن فالأعراض لم تظهر وستظهر في يوم من الأيام.

 

لا يمكن أن نتنازل عن الكرامة لأنها أغلى ما يملكه الشعب السوري.. فكرامتنا أقوى من جيوشهم وأغلى من ثرواتهم

 

وقال الرئيس الأسد.. إن هذه الأمور نختصرها بكلمة واحدة هي الكرامة السورية فلا يمكن أن نتنازل عن الكرامة لأن هذه الكرامة هي أغلى ما يملكه الشعب السوري فكرامتنا أقوى من جيوشهم وأغلى من ثرواتهم.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن النقطة الثانية مرتبطة بالأولى.. متى تتوقف ومتى تنتهي.. عندما يتوقف تهريب السلاح الذي يأتي من الخارج والأموال وهذه النقطة مرتبطة بالأولى.. وعندما نخضع ونتنازل سنصل إلى النقطة الثانية.. ولكن ما أعرفه تماما أن المؤامرة تنتهي وتتوقف عندما ننتصر عليها ولا يجوز أن نكون منفعلين.. وتنتهي متى ننهيها ويمكن أن ننتصر عليها أولا عندما ننتصر عليها في الخارج سياسيا وفي الداخل وعندما ننتصر على الذراع الخطيرة لهذه المؤامرة وهو الإرهاب.. أما النقطة الثانية فهي مرتبطة بوعينا فننتصر على المؤامرة عندما ننتصر على أهوائنا وانفعالاتنا وعندما نعود الى العقل والمحبة الصافية التي كانت عليها سورية والحمد لله فهذه الحالة عامة ولكن أنا أتحدث عن بعض البؤر.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. سورية قوية لا شك في هذا الشيء ولكن القوة ليست شيئا مطلقا فالإنسان القوى صحيح الجسم تنخفض أو تضعف مناعته وعندما تضعف مناعته يصاب بالمرض فالقوة ليست شيئاً مطلقاً ولكن الموت والانهيار ليسا شيئاً حتمياً.. هذه المناعة تضعف عندما تكون هناك فوضى والفوضى والأحداث التي حصلت في سورية أضعفت هذه المناعة وعندما ضعفت هذه المناعة ضرب الإرهاب وبالتالي كل من يسهم في الفوضى الآن هو شريك في الإرهاب وشريك في سفك الدماء السورية ولا نستطيع أن نفصل الأولى عن الثانية ولا نستطيع أن نكافح الإرهاب من دون أن نكافح الفوضى فكلاهما مرتبط وهذه النقطة يجب أن تكون واضحة بمعنى أن المناعة تضعف عندما يضعف الوعي الوطني.

 

وقال الرئيس الأسد.. أنا هنا أتحدث عن أصحاب النية الطيبة أما سوء النوايا فلا يعنينا .. وكنا نقول لأصحاب النية الطيبة في البداية إن هناك مؤامرة خارجية ويقولون هذا نوع من إلقاء المسؤولية على الآخرين فنقول لهم .. هناك سلاح ويقولون هذه فبركات إعلامية من قبل الدولة .. والآن أصبحت الأمور واضحة ولكن متأخرة .. ولا يمكن لهذا الإرهاب أن يظهر فجأة فهناك مراحل بدأت منذ البداية فكان هناك إرهاب صغير بالحجم وبنوعية السلاح وبالمساحة الجغرافية وكبر حتى وصل إلى هذا المستوى وهذه المرحلة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. نحن تأخرنا وهم تأخروا حتى فهموا هذا الشيء وهذا كان عقبة أساسية ولكن تأخرنا لا يعني بأننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة أو أن الأمور غير عكوسة .. المهم الآن أن نقف في صف واحد وعندما تصبح القضايا وطنية لا يعود هناك خلافات .. نختلف وهناك صندوق انتخابات نذهب إليه .. نأتي بحكومتنا ونأتي ببرلماننا فهذا موضوع آخر .. ولكن عندما يهدد الوضع الدول والأمم التي تحترم نفسها فهي تتوحد وتضع الخلافات جانبا والكل يقف صفا واحدا ولا يوجد لون رمادي في هذه الحالة ومن يقل إنه رمادي يظهر نفسه بأنه رمادي أو في الوسط ومن يقف في الوسط في القضايا الوطنية يخن الوطن .. لا يوجد خيار فيجب أن نقف صفا واحدا وكلنا مسؤول وكلنا نساهم بالقول والكلمة والفعل وبأي طريقة.

 

وقال الرئيس الأسد.. النقطة الثانية عندما نضع الخلافات علينا بالتوازي أن نفرق بين أخطاء الأشخاص والمؤسسات وقلت هذا الكلام سابقا فالمؤسسات لا تخطئ وإنما هي تتبنى سياسات خاطئة وهذا موضوع آخر ولكن الأخطاء هي أخطاء أفراد وعلينا أن نفرق بين أخطاء الأفراد وسياسات المؤسسات.. ونحن نتبع سياستين الأولى .. هي الاستمرار في الإصلاح والثانية.. هي مكافحة الإرهاب .. فهل يستطيع أن يقول أي شخص أن هذه السياسة خاطئة أو أنه ضد الإصلاح ومع الإرهاب .. هذا كلام مستحيل طبعا ولكن في الإعلام الذي نراه الآن لا يوجد شيء مستحيل وأنا أتحدث هنا على الساحة السورية.

 

وتابع الرئيس الأسد .. عندما نضع هذه الأمور جانبا ماذا يعني هذا الكلام .. يعني بأننا نقف صفاً واحداً مع مؤسسات الدولة.. نساعدها ونساعد الجيش والأمن ونحتضنهما معنويا ولو عدنا للسبعينيات والثمانينيات عندما قام إخوان الشياطين الذين تغطوا بالإسلام بأعمالهم الإرهابية في سورية في البداية كان هناك الكثير من السوريين غرر بهم وكانوا يعتقدون بأنهم فعلا يدافعون عن الإسلام فلم يأخذوا أي موقف حتى ظهرت الأمور .. بدأ الحسم وكان الحسم سريعا عندما وقف الشعب مع الدولة في ذلك الوقت وطبعا استغرقت هذه الأمور والاغتيال والقتل ست سنوات .. ونحن لا نريد أن ننتظر كل ذلك الوقت فالأمور واضحة بالنسبة لنا جميعا .. إذا وقفنا الآن واحتضنا الأمن والأجهزة المختلفة المختصة فأنا أعتقد أن النتائج ستكون حاسمة وسريعة لأن الإرهاب يضرب وكلما ضرب الإرهاب كان ثمن الإصلاح أكبر وكان الإصلاح أصعب.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. القضية قضية سباق بين الإرهابيين والإصلاح.. فالإرهاب ومن يقف خلف الإرهاب لا يريد أن يصلح ويريد أن نصل إلى مرحلة نقول الآن لم يعد وقت الإصلاح.. دعونا نهتم بالإرهاب ليكون لديه حجة ليستفرد بالتدخل في سورية.

 

وقال الرئيس الأسد.. مؤخراً لمسنا كلنا قلق الناس واستياءهم وغضبهم عبر التلفزيون والانترنت والإذاعات وكل الأماكن والكل يطالب بالحسم.. طبعاً هذا الموضوع محسوم بالنسبة لنا فالتعامل مع الإرهاب لا بد أن يكون بأشد الطرق القانونية ونحن نحرص على القانون لأننا نحرص بنفس الوقت على دماء الأبرياء ولا نريد أن يكون ثمن مكافحة الإرهاب دماء الأبرياء ولكن المشكلة أنهم بدؤوا بضرب الأبرياء والآن يقتل الشعب السوري ولا علاقة لمن قتل بانتمائه السياسي فقد يكون معارضاً للدولة ولكنهم يقتلون الشعب السوري ويعاقبونه لأنه رفض أن يتخلى عن أخلاقه وأن يتحول إلى مرتزقة وأن يبيع الضمير فكان لا بد من معاقبته في كل مكان.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. علينا أن نتوحد وأن نحسم ولكن المحور الأساسي هو كيف يقف المواطن مع الدولة وفي بعض الحالات دخل الجيش إلى مدينة وكان هناك من يسيطر عليها من الإرهابيين ولا أريد أن أقول يحتل .. فقام أشخاص من سكان المنطقة بتشكيل فرق لحماية مجنبات الجيش لكي يدخل وفي مناطق أخرى شكلوا دوريات مراقبة لكي يمنعوا الإرهابيين من القيام بأعمال القتل والتخريب أو الفتنة في بعض المناطق ..وفي مناطق أخرى كانوا يدلون بمعلومات.. لدينا وسائل كثيرة وأنا اعتقد أننا يجب أن نبدأ الآن مباشرة حواراً بين الجهات المعنية في الدولة والمناطق المختلفة والفعاليات المختلفة لنرى كيف يمكن أن نحقق الأمن على كل الأراضي السورية.

 

وقال الرئيس الأسد.. أريد أن أمر على نقطة وحيدة مرتبطة هي موضوع المصالحة الوطنية كونها طرحت في هذا الإطار يعني إذا حسمنا وإذا وقفنا صفاً واحداً إلى أين نصل بعدها.. هناك من طرح في بداية الأزمة مصالحة وطنية.. المصالحة الوطنية هي في نهاية الأزمة أن الكل يسامح الكل ... نقول يعني الكل أخطأ مع الكل وهناك أخطاء كثيرة والكل يسامح الكل والانتقام لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية والانتقام لا يبني بلدا ولا يعيد الدماء التي هدرت والفوضى تدمر الوطن كما نرى الآن.. وفقط التسامح يبني الأمم ويحقق المستقبل المزهر.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إذا.. حالة المصالحة الوطنية تنطلق من هذا الشعور الموجود لدى المواطنين لأن البعض في بداية الأزمة طرح المصالحة الوطنية فهي بحاجة لشعور عام لدى المواطنين بأننا اقتربنا من نهاية الأزمة ونقف في مكان واحد غير منقسمين ولكن النقطة الأهم من هي الأطراف.. فالمصالحة الوطنية تقوم بين أطراف وهذه الأطراف لم تحدد فإذا.. نحن نصل للمصالحة الوطنية بالوعي الوطني ولا نصل إليها بقرار يأخذه الرئيس ويصدر قانونا وعفوا عاما... لأن الدولة تعفو عن طرف ولكن ماذا عن أطراف أخرى .. فهي حالة وطنية تلحق بقوانين وتشريعات وغيرها فإذا.. نحن لا بد من أن نصل لتلك المرحلة ولكن في التوقيت المناسب وأنا أرى أننا الآن نتيجة الوعي الشعبي الذي ظهر مؤخرا نستطيع أن نسير بهذا الاتجاه مع حسم الإرهاب على الساحة السورية.

 

وقال الرئيس الأسد.. لكي ننجح في كل هذه الإجراءات والإصلاحات والمواجهات والظروف المعقدة علينا أن نحذر المنهزمين نفسيا الذين يسعون لبث روح الهزيمة والإحباط بين المواطنين سواء انطلاقاً من أسبابهم النفسية أو لاعتباراتهم المصلحية .. فإذا قررت هذه القلة القليلة أن تساهم في هزيمة الوطن في الساحات الافتراضية فالشعب بغالبيته العظمى قرر الانتصار في ساحاته الحقيقية.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن المعارك الوطنية لها ساحاتها ورجالاتها ولا مكان فيها للأيدي المرتعشة والقلوب المذعورة .. وأما حصارهم فلن يرهب شعبنا ولن يتمكن من إذلاله فليس السوري من يبيع شرفه وعرضه مقابل المال وهذا ليس من قبيل الإنشاء اللفظي فنحن من أطعم دولا عربية عدة في سنوات عجاف.. وأنا أتحدث عن السنوات العجاف التي مرت من ثلاث أو أربع سنوات.. هناك أربع دول أكلت من القمح السوري إضافة إلى الشعب السوري.. ونحن من طور صناعته في الثمانينيات من دون احتياطي ولم يكن لدينا حتى جزء بسيط من الاحتياطي وكنا بالكاد ندفع الرواتب في ذلك الوقت وبالكاد نحصل على القمح من أجل الخبز.. وأقول للجيل الذي لا يذكر تلك المرحلة والذي لم يكن قد ولد ربما.. لا تسمح للخوف أن يدخل الى قلبك نتيجة الحرب الإعلامية التي تحصل تجاهك فسورية مرت بظروف أصعب بكثير حتى أمنيا كانت الظروف اصعب بكثير وتفوقنا عليها وانتصرنا.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الأزمات بكل ما تحمله من سلبيات أو مآس هي فرص للشعوب الأصيلة القادرة لكي تنجز واليوم نحن أقدر على تحويل كل ذلك إلى مكاسب من خلال الاعتماد على الذات إذا فكرنا بشكل علمي وجماعي بعيدا عن الأنانية وبذلك نعوض الخسائر في المدى القريب ونحولها لأرباح في المدى الأبعد.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن أهم شيء ألا يظهر لدينا طبقة محتكرة تستغل الأزمات لكي تبني الثروات على حساب قوت ودماء الشعب.. وطبعاً هذه من مسؤوليات الدولة بأن تكافح هذه الحالة ونحن دائماً نوجه المؤسسات لكي تضبط هذا الموضوع ولكن نحن نعرف بأنه في ظروف الفوضى أيضا يتسلل الخلل إلى المؤسسات وهنا عقبة أخرى تعترضنا وهذه حقيقة ولكن بالتعاون نستطيع أن نجد الحلول لهذا الموضوع.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. علينا أن نركز على الصناعات المتوسطة والصغيرة في الموضوع الاقتصادي وأن نركز على الحرف أولا نحو قاعدة عريضة من فرص العمل والمزيد من العدالة الاجتماعية.. نحن دائما نتحدث عن مقدار النمو ولكن لا نحدد ما هو الهرم .. قاعدة الهرم المستفيدة من هذا النمو .. وهذا النوع من الصناعات بالإضافة الى الحرف يخلق عدالة اجتماعية كبيرة وبنفس الوقت لا يتأثر كثيرا بالحصار الخارجي ولا يتأثر كثيرا بالظروف الأمنية لذلك بدأنا مؤخراً نركز بشكل كبير على المناطق الحرفية ولذلك دعم الحرف في هذه المرحلة ضروري جداً.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن الزراعة في سورية قطعت مراحل جيدة بالرغم من كل الصعوبات واهتممنا بشكل مستمر بالفلاحين والعمال ولكن أعتقد بأن الاهتمام بموضوع الحرفيين وهذا المستوى من المهن لم يكن كما يجب.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن جزءاً كبيراً من الحرب النفسية الآن الموجهة لسورية انتقل إلى الموضوع الاقتصادي عندما فشلوا في الموضوع الطائفي والموضوع الوطني وفي كل القضايا ذات الجانب السياسي.. طبعاً أسعار الأسهم والليرة لها تأثير ونعرف عندما تنخفض الليرة ترتفع الأسعار ولكن هذا ليس المعيار الوحيد بل هناك معيار أهم.. ما هو مقدار الإنتاج في سورية.. الإنتاج في سورية بشكل عام كان إنتاجا ضعيفا وفي السنوات الأخيرة مع الانفتاح تحولنا للاستهلاك وحتى المادة الموجودة في سورية نشتريها صناعة غير سورية وهذا أضر كثيرا في الاقتصاد.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إذا.. علينا أن نركز على مستوى الإنتاج في سورية ونحن قادرون حتى في هذه الأزمة أن نزيد من هذا الإنتاج ويجب أن نعرف أنه لدينا نقاط قوة كبيرة فالمديونية في سورية قليلة جدا وعلاقاتنا مع الدول المختلفة لم تنقطع .. ولدينا الزيتون وأعتقد بأننا كنا في المستوى الخامس عالميا وهناك من يقول اننا قفزنا للمستوى الرابع أو الثالث ولست متأكدا من هذه النقطة .. نحن دولة صغيرة وأن نكون بهذا المستوى الخامس من بين مئات الدول فهذا شيء كبير جدا.. إضافة إلى إنتاج القمح.. فالأرض موجودة والمزارع موجود والأمطار موجودة بمعنى أنه لدينا نقاط قوة حقيقية لكن يجب أن ننظم العملية الاقتصادية ونستطيع أن نقلع حتى في قلب هذه الأزمة.

 

إذا أرادوا أن يحاصروا سورية فسيحاصرون معها منطقة كاملة

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إنهم يحاولون التصوير بأن سورية معزولة وفي كل مرة يقولون هذا الكلام .. طبعا نقاط قوتنا هي الموقع الاستراتيجي وإذا أرادوا أن يحاصروا سورية فسيحاصرون معها منطقة كاملة .. فلدينا نقاط قوة نستطيع أن نواجه فيها.

 

وقال الرئيس الأسد .. بالنسبة للعلاقة مع الغرب.. فالغرب يقول مجتمعاً دولياً وبالنسبة له المجتمع الدولي هو عدد من الدول الكبرى الاستعمارية وكل العالم بالنسبة لهم عبارة عن ساحات وفيها عبيد يقومون بخدمة مصالحهم.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الغرب مهم بالنسبة لنا ولا نستطيع أن ننكر هذه الحقيقة لكن الغرب اليوم ليس هو الذي كان قبل عقد من الزمن فالعالم يتغير وهناك قوى صاعدة وهناك بدائل.. وهذا مهم ولكنه ليس الأوكسجين الذي نتنفس من خلاله وليس حبل النجاة الذي نغرق من دونه .. نستطيع أن نسبح لوحدنا ومع أصدقائنا ومع أشقائنا وهم كثر ولذلك قررنا في عام 2005 أن نتوجه شرقا ففي ذلك الوقت كنا نعرف بأن الغرب لن يتغير.. ما زال استعماريا بشكل أو بآخر .. فهو يتغير من الاستعمار القديم إلى الاستعمار الحديث وينتقل من الاستعمار الحديث أيام سايكس بيكو إلى الاستعمار المعاصر.. هي أساليب وأشكال ولكن لن يتغير.. فإذا.. علينا أن نتوجه شرقا ونحن كدولة بدأنا بهذا الإجراء منذ سنوات عدة وكانت زياراتي خلال السنوات الماضية تصب في هذا الاتجاه بشكل أو بآخر ولكن هذا لا يكفي ولا بد من توجه القطاع الخاص في سورية من أجل فتح أقنية مع هذه الدول.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن علاقات معظم دول العالم جيدة مع سورية وحتى في ظروف هذه الأزمة والضغوط الغربية عليها بقيت مصرة على إقامة علاقات مع سورية وكل هذا لا يعني بأننا لن ندفع ثمنا وبأنه لن يكون هناك خسائر من الحصار ومن الظروف السياسية والأمنية ولكن نستطيع أن نحقق إنجازات تخفف من الأضرار.

 

وتابع الرئيس الأسد .. في هذه المرحلة تبقى نقطة أساسية وهي أن كل هذه الإنجازات مربوطة بموضوع الأمن .. يعني قطع الطرق وموضوع الغاز والمازوت أو يمر قطار في مكان فنلغي القطار وننقل المازوت أو الوقود أو الغاز بسيارات وتصبح الكلفة أكبر وكمية النقل أقل بما لا يتوافق مع استهلاك المواطن ولا مع استهلاك محطات الكهرباء أو أي منظومات أخرى .. فكل معيشتنا الآن مرتبطة بموضوع ضبط الحالة الأمنية لذلك نعود لهذا الموضوع لكي نتعاون جميعا من أجل حسمه كي لا نخون الأمانة كدولة ..والتي كلفنا بها تجاه المواطن.. فالأمن والاقتصاد وكل هذه الأشياء هي أشياء أساسية بالنسبة للمواطن السوري.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بالرغم من كل هذه الظروف المعقدة فإن ثقتي بالمستقبل كبيرة وهي في ذلك تنطلق منكم ومن حناجركم التي هتفت بالعزة والكرامة والتحدي عندما ملأتم بالملايين عشرات المدن والساحات على امتداد الوطن وأقول لكم وأنا كما عهدتموني دائما واحد منكم .. وعندما لا نستجيب للتحدي لا نستحق اسم سورية وعندما لا نجرؤ أو لا نستطيع أن ندافع عنها ونهزم الأعداء فنحن لا نستحق أن نعيش على ترابها.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن شعبنا أثبت أصالته ونقاء معدنه فلم يتمكن الإعلام الدموي من ضرب وحدته ولا محاولات التجويع من تركيعه والمساس بشرفه وكرامته .. إن شعبا بمثل هذا الانتماء الصوفي للوطن وبمثل هذه الأخلاق الرفيعة التي يجابه بها أخطر المحن وبمثل هذه الثقة العميقة بقدرته على تجاوز هذه اللحظات الفاصلة في تاريخه لن يدع حفنة من الضالين أو المضللين تحرف مساره عن جادة الحق والحقيقة ولن يفسح المجال لفئات باعت نفسها لشيطان الأهواء الخبيثة والمصالح المشبوهة أن تخرب ما بناه عبر تاريخ طويل من الجهد والتضحيات.

 

دماء شهدائنا وهي أساس صمود الوطن ستكون المنارة التي تضيء طريق الأجيال المقبلة لبناء سورية المستقبل

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن ثقتي في ذلك تنطلق منكم ومن رجال قواتنا المسلحة.. رجال الضمائر الحية والعزائم الصلبة.. الذين يعبرون عن وجدان الشعب ويحمون قيمه وتطلعاته ويقدمون التضحيات كي ينعم بالأمان فباسمكم جميعا وباسم كل مواطن شريف نوجه لهم التحية وهم يقفون على أهبة الاستعداد ويصونون شرف الوطن ووحدة ترابه وشعبه.

 

وتابع الرئيس الأسد .. أما دماء شهدائنا وهي أساس صمود الوطن فستكون المنارة التي تضيء طريق الأجيال المقبلة لبناء سورية المستقبل فعندما تروي دماؤهم الأرض فإنها تثمر غدا أكثر أمناً ووحدة وحرية لنا جميعا أما قوة عائلاتهم في فقدان أعز الناس إليهم فقد جعلتنا أكثر صلابة وتحديا وتصميماً على المضي بالطريق نفسها التي سلكها أخوتهم وآباؤهم وأبناؤهم دفاعاً عن الوطن وقيمه مهما تطلب ذلك من ثمن ليكونوا قدوة لنا جميعا في كيفية فناء الفرد ليحيا الوطن.

 

واختتم الرئيس الأسد خطابه بالقول.. أوجه التحية لكم يا أبناء هذا الشعب العظيم بمختلف مواقعكم الفكرية وانتماءاتكم السياسية.. يا من تدافعون بقوة واستبسال عن قيم التضامن والمحبة التي توحد أبناء شعبنا ضد مشاعر الحقد والكراهية التي يحاول البعض بث سمومها في أرجاء البلاد والذين يعملون بلا كلل من أجل تطوير الوطن واستعادة أمانه وتكريس وحدته وصون سيادته.. والمجد للشعب الأبي الذي يرفض الانكسار في عصر الانهيار ويقول لأعدائه.. هيهات منا الهزيمة .. فبك أيها الشعب الأبي نصمد وبك نستمر وبك ننتصر وسوف ننتصر بإذن الله.

=================

 الرئيس الأسد يفاجئ المحتشدين في ساحة الأمويين: أردت أن أكون معكم في قلب دمشق عاصمة المقاومة والتاريخ والحضارة..نقبض بيد على الإصلاح وبالأخرى على مكافحة الإرهاب

 

           

12 كانون الثاني , 2012

انقر هنا لمشاهدة الفيديو

 

 

محافظات-سانا

 

فاجأ السيد الرئيس بشار الأسد من مكتبة الأسد الصرح الثقافي العريق المحتشدين في ساحة الأمويين بانضمامه إليهم وتحيته لهم مؤكدا على المضي معهم من أجل سورية المتجددة مخاطبا إياهم بالقول: أردت أن أكون معكم في ساحة الأمويين في قلب دمشق عاصمة المقاومة والتاريخ والحضارة.

 

وقال الرئيس الأسد للمحتشدين: أتيت إلى هنا لكي نضع أيدينا مع بعضنا وننظر إلى المستقبل.. إلى الأمام.. إلى سورية التي نحب.. سورية القوية الشامخة.. سورية الكرامة والعزة.. ولنسير إلى الأمام.. نقبض بيد على الإصلاح وبالأخرى على مكافحة الإرهاب.

 

 

 

وفي مشهد عكس حالة الوعي والحس الوطني العالي للشعب السوري توافدت حشود ضخمة منذ صباح أمس إلى ساحات الوطن دعما لخطاب السيد الرئيس بشار الأسد وبناء سورية المتجددة وتأكيدا على الوحدة الوطنية ورفضا للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية السورية مؤكدين العزم والاصرار على مواصلة العمل للوصول إلى سورية المنشودة التي رسم ملامحها الرئيس الأسد في خطابه .

 

وتوافدت الحشود إلى ساحات الأمويين بدمشق وسعد الله الجابري بحلب والمحافظة باللاذقية والسبع بحرات بدير الزور والقائد الخالد بالحسكة ودوار البريد بدرعا والمجاهد سلطان باشا الأطرش وتشرين والشارع المحوري بالسويداء والرئيسية في مدينتي سلقين وجسر الشغور وبلدة ابو الظهور بإدلب والأهرام بحمص والقائد الخالد بالرقة مرددة الهتافات التي تعكس الصورة الحضارية للشعب السوري وتؤكد قدرته بوعيه وإخلاصه والتفافه حول قيادته على مواجهة جميع الضغوط والحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار سورية بهدف حرفها عن نهجها القومي الذي تحرص من خلاله على حفظ حقوق ومصالح الأمة العربية ومنع استغلالها من قبل قوى الهيمنة والاستعمار.

 

ورفع المشاركون الأعلام الوطنية واللافتات التي تؤكد التفاف الشعب السوري حول قيادته وتنوه بتضحيات الجيش العربي السوري في سبيل عزة ورفعة واستقرار الوطن وتدعو إلى نبذ الفتنة ورفض حملات التحريض والتضليل التي تقودها بعض وسائل الإعلام عبر تزييفها الحقائق وفبركتها الأكاذيب الهادفة لنشر الفوضى والنيل من أمن واستقرار سورية.

 

ففي دمشق .. عبرت الحشود الضخمة في ساحة الأمويين عن دعمها لما جاء في خطاب الرئيس الأسد الذي يرسم آفاق سورية المتجددة مؤكدة رفضها للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية السورية مع الإصرار وتمسكها بالوحدة الوطنية وإصرارها على مواصلة العمل لبناء سورية.

 

وردد المشاركون قسم الولاء للرئيس الأسد .. نقسم بالله العظيم نقسم بالله العظيم ..نقسم بالله العظيم.. نقسم يا سيد البلاد أن نضع يدنا بيدك لنحمي سورية ممن يسعى لدس الهزيمة بيننا .. نصمد معك وبك ..نستمر معك وبك .. وننتصر معك وبك وأن نبقى معك في مكان واحد متحدين غير منقسمين وأن نقف معك صفا واحدا داعمين للجيش العربي السوري وأن تبقى حناجرنا تهتف بالعزة والكرامة وأن تبقى المقاومة في قلب هويتنا العربية دمت لنا قائدا ودمت لنا سيدا للوطن ودامت سورية بخير بك.

 

 

 

وفي تصريحات لوكالة سانا أكد محمد شعبان عزوز رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أن خطاب السيد الرئيس أعاد لنا الأمل والثقة لنفوسنا جميعا بصلابة موقفه إزاء الأوضاع التي يتعرض لها بلدنا الحبيب وسنبقى على العهد للوطن وقائده المفدى وسنقدم التضحيات فداء لتراب سورية الثمين.

 

وقال جمال القادري رئيس اتحاد عمال دمشق نحن نعتز بكل عربي يريد الأمان والسلام لسورية والأراضي العربية كافة وندعو لجنة المراقبين أن ينقلوا الحقيقة كما هي بموضوعية وصدق ومهنية لإظهار ما يجري على هذه الأرض الطيبة للمجتمع الدولي والعربي خاصة أن القنوات المغرضة والمضللة ومن خلال حملاتها التحريضية تسعى لتشويه صورة الشعب السوري مؤكدا أن هذا الشعب خرج بملايينه لساحات الوطن مؤيدا لمسيرة الإصلاح ورافعا شعار الوحدة الوطنية.

 

وقال شعبان شعبان أمين سر اتحاد عمال دمشق إن المؤامرة على سورية قد فشلت رغم حجم الضغوطات التي تمارس والعقوبات التي فرضت عليها وسنبقى كشعب سوري وطبقة عاملة الجنود الأوفياء نعمل بيد ونحمل السلاح لندافع به عنها باليد الأخرى.

 

بدوره أكد محمد ضرار جمو رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب أن خطاب الرئيس الأسد وضع معالم الطريق وخارطة للمرحلة القادمة يكون فيها للفكر الاصلاحي الدور الاستراتيجي مشيرا إلى أهمية الإصلاحات التي شهدتها سورية في تطوير الحالة السياسية وتفعيل العمل المؤسساتي والجمعيات والاحزاب والتنافس ضمن المبادئ الوطنية التي تخدم الوطن والمواطنين وأوضح جمو أن قوة سورية تكمن في شعبها المقاوم الذي استطاع بفعل وعيه أن يقف في وجه المؤامرة ويحول كل الأزمة إلى مصادر قوة مبينا أن الشعب السوري العظيم سيهزم المؤامرة بفضل التفافه حول قيادته وتمسكه بوحدته الوطنية رافضا التدخل بشؤونه الداخلية.

 

من جانبه أكد المحلل السياسي طالب إبراهيم أن الجماهير الشعبية المحتشدة في ساحة الأمويين جاءت لتعبر عن رفضها للمؤامرة وتمسكها بوحدتها الوطنية لافتا إلى أنه لا يحق لأحد أن يتكلم باسم الشعب السوري الذي خرج ليعبر عن مدى التفافه حول الرئيس الأسد وخاصة بعد وقفته بين أبنائه يبادلهم المحبة.

 

 

 

وقال المواطن سعد حسين إن وجود السيد الرئيس بيننا زاد من عزيمتنا وإرادتنا في مواجهة المخططات المشبوهة وفي مواصلة البناء والسير بثبات في عملية الإصلاح التي تشهدها سورية مؤكدا رفضه لكل أشكال التدخل في شؤون سورية الداخلية وأن السوريين قادرون على حل مشاكلهم بنفسهم.

 

وعبرت شذا العلي عن سعادتها بوجود الرئيس الأسد في المسيرة وإلقائه للكلمة التي عززت الثقة بالوطن وقوته وصموده في وجه المؤامرة مشيرة إلى أن نزول المواطنين السوريين إلى الساحات هو التعبير الأوضح عن التفاف الشعب السوري حول قيادته ودعمه لبرنامج الاصلاح الشامل.

 

واستنكر علي سليمان جميع الأعمال التخريبية والجرائم البشعة التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق المواطنين مبينا أن سورية أقوى من كل المؤامرات فهي تبرهن في كل مرة أنها الوطن المتجدد لجميع أبنائها.

 

وقال محمد عبد الستار إن الرئيس الأسد يمثل ضمير كل السوريين وقائدهم الذي يلبي تطلعاتهم داعيا إلى ضرورة وقوف السوريين كصف واحد في وجه الهجمة الشرسة التي تستهدف بلادهم.

 

كما أكد وليد نصري الرفاعي أن من يريد أن يعزل سورية فليعزل نفسه أولا لأنها قلب العروبة النابض فهي كانت وما تزال المقاوم والمدافع عن مصالح وكرامة الأمة العربية والداعم الأساسي لكافة حركات المقاومة ضد الاحتلال وقال: إن شعبنا بالتفافه حول قائده وأرضه الغالية سيكون اليد التي ستبتر هذه الأزمة كما أن سورية ستعود قوية كما كانت في قيادة العمل العربي المشترك.

 

 

 

وقال المواطن محمد علي إن العقوبات التي تفرض على سورية هي جزء من المؤامرة الاستعمارية بالتعاون مع الأنظمة الرجعية لزعزعة الثقة بين صفوف شعبنا الأبي مؤكدا أن الشعب السوري الذي صمد عبر التاريخ في وجه كل عدو على أرضه الطاهرة سينتصر اليوم بعزيمته وقوته ووحدته الوطنية.

 

من جانبها قالت نوال الكعدي إن المؤامرة الخارجية لم تعد خافية على أحد والرامية إلى زعزعة استقرار سورية من خلال تزوير الحقائق والوقائع والأحداث التي تجري على الارض خدمة لبعض الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت النيل من مواقف العز والكرامة للشعب السوري لافتة إلى أن حضور الرئيس الأسد وتحيته للمواطنين المحتشدين كان حدثا عظيما وتاريخيا.

 

بدوره أكد نورس سليمان أن سورية سوف تنتصر بقوة الشعب وإيمانه والتفافه حول قيادته مشيرا إلى أن ما يخطط في الغرف المظلمة للنيل من مواقف وصمود سورية أصبح واضحا ومكشوفا لجميع السوريين.

 

من جهتها بينت ديما موسى أن الشعب السوري يعبر عن مدى التزامه بخياراته الوطنية ورفضه لكل أشكال التدخل الخارجي من أي جهة كانت لافتة إلى أن خطاب الرئيس الأسد كان بمثابة الضربة القاصمة للمتآمرين على سورية ووحدتها الوطنية. كما لفت شادي حسن إلى أن خيوط المؤامرة انكشفت لدى الجميع بالرغم من الهجمة الإعلامية والتحريضية الكبيرة وذلك بهدف النيل من عزيمة وصمود الشعب السوري في وجه المخططات الغربية والاستعمارية مشيرا إلى أن سورية ستخرج من هذه المحنة أكثر منعة وقوة على جميع الصعد الاقتصادية والسياسية والوحدة الوطنية.

 

بدورها قالت كفاح أبو قاسم إن وعي الشعب السوري وتماسكه الداخلي سوف يفشل المؤامرة التي تتربص بالبلاد لافتة إلى أن المشروع الاستعماري المتجدد في المنطقة وحلمه في تقسيمها وتفتيتها سينقلب كابوسا حقيقيا على كل من يخطط وينفذ هذه المؤامرة الدنيئة.

 

 

 

كما عبرت سعاد محمد عن ثقتها بتجاوز سورية لهذه الأزمة التي تقف وراءها جهات خارجية في سبيل إبعاد سورية عن دورها القومي ومحيطها الطبيعي.

 

من جهتها قالت آسيا لميا إن الشعب السوري عبر تاريخه الطويل لم ولن يتنازل عن كرامته باعتبارها أغلى ما يملك وهي تتجسد في هذه المرحلة بأبهى صورها بالرغم من كل ما يحاك ضده من مؤامرات معبرة عن فرحتها الغامرة بحضور الرئيس الأسد والتحامه بالجماهير التي تعطيه القوة والشرعية الحقيقية.

 

وفي حلب احتشدت جموع غفيرة من المواطنين في ساحة سعدالله الجابري دعما لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس الأسد وتأكيدا على التفافهم حول قيادتهم ورفضا للتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية وأحرقوا العلمين الأمريكي والإسرائيلي.

 

 

 

وعبر الدكتور محمد سهيل عبدالله عن تمسكه بالوحدة الوطنية ورفضه القاطع لأي تدخل أجنبي في شؤون سورية الداخلية مؤكدا أن السوريين يدعمون النهج الإصلاحي للرئيس الأسد لتبقى سورية قوية منيعة في وجه جميع التحديات والمؤامرات التي تحاك ضدها.

 

وقال أحمد سلام: إن خطاب الرئيس جاء شاملا ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالقضايا المطروحة داخليا وعربيا ودوليا وأكد ثبات الموقف السوري على نهج المقاومة والممانعة والاستمرار في نهج الإصلاح وفق البرنامج الذي صاغه وعبر عنه بسلسلة من القرارات والمراسيم التي يجري تنفيذها في كل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما يحقق الاستجابة للحالة الشعبية من جهة وقطع الطريق أمام القوى المغرضة التي تحاول أن تتخفى خلف المطالب الإصلاحية للشعب لتنفذ مخططاتها ومؤامراتها العدوانية.

 

وأشار أحمد عايشة ومصطفى قدور وشادية سلطان إلى أن مشاركتهم جاءت للتعبير عن تأييدهم لما جاء في كلمة الرئيس الأسد الذي تناول مجمل القضايا والمحاور الهامة حول واقع سورية وما تتعرض له من ضغوطات وتحديات والجهات الخارجية الداعمة لما يجري من أحداث فيها مؤكدين أن الخطاب أعطى الشعب السوري ثقة قوية بأن سورية ستبقى قوية صامدة في وجه المؤامرات الخارجية.

 

وقال نجيب فارس مدير مؤسسة الخطوط الحديدية: إن كلمة الرئيس التاريخية أحيت الأمل في نفوس السوريين جميعا الذين كانوا ومازالوا وسيبقون صامدين لدحر الاستعمار والوقوف في وجه الإرهاب والمتآمرين.

 

وأوضح محمد علي كرابيج أن خطاب الرئيس طمأن السوريين بأن سورية الأبية والمعطاءة لا يمكن لأحد أن يفرق بين أبنائها لأنهم أسرة واحدة لا تسمح لدخيل أن يعبث بأمنها واستقرارها.

 

ولفت المواطن كريم حسن العارف إلى أن الشعب السوري بأكمله يفدي وطنه بروحه ودمه وأنه لا مكان بيننا للعملاء والخونة الذين يقطعون الطرق ويحرقون ويقتلون الأبرياء.

 

وأكد الطلاب أحمد محمد وحسن عبد الكريم وماهر السيد أن طلاب سورية سيواصلون السير على طريق العلم مهما حاولت يد الإرهاب تدمير مدارسهم وإحراقها لأن العلم سيبني سورية الغد القوية المنيعة مؤكدين دعمهم لبرنامج الإصلاح الشامل الذي تشهده سورية بمختلف المجالات.

 

وفي السويداء احتشدت جماهير غفيرة في ساحتي المجاهد سلطان باشا الأطرش وتشرين والشارع المحوري للتعبير عن التمسك بالوحدة الوطنية ودعم برنامج الاصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس الأسد.

 

 

 

وعبر خليل أبو راس وأنور الحسنية عن فخرهما بانتمائهما لسورية الصمود والمقاومة مؤكدين أن خطاب الرئيس الأسد بعث برسالة للعالم أجمع مفادها أن سورية عصية على كل المؤامرات وستبقى قلعة الصمود والتصدي.‏

 

ولفت طلعت الحسين إلى أن خطاب الرئيس الأسد رسم المستقبل المنشود لسورية القائم على الاستقرار والحفاظ على أمن الوطن ومتابعة مسيرة الإصلاحات ورفض أي شكل من أشكال التنازل عن السيادة الوطنية والقرار الوطني المستقل.

 

وأشارت عبير صيموعة إلى أن خطاب الرئيس أدخل الطمأنينة والثقة إلى نفوس وقلوب كل السوريين و كان بمثابة منهج عمل شامل للمرحلة المقبلة ووازن بين الاستمرار بالإصلاح بخطى ثابتة وبين التصدي للمؤامرة التي تحاول النيل من صمود الوطن ومنعته.

 

وقال المدرس بسام سلوم: إن خطاب الرئيس كان شافيا ومعبرا عن نبض الشارع مبينا أن الجماهير خرجت إلى الساحات العامة وفاء للوطن وقائده وللتأكيد أن سورية ستبقى قلب العروبة النابض مهما اشتدت المؤامرات عليها.

 

وأكد الدكتور طلعت النمر أنه مهما أطلقت القنوات الإعلامية المغرضة من أكاذيب فإن ذلك لن ينال من عزيمة السوريين الذين خرجوا للشوارع ليعلنوا تمسكهم بالخيار الوطني ورفضهم لكل أشكال التدخل الخارجي والإرهاب ودعمهم لمسيرة الإصلاحات الشاملة.

 

وقالت هويدا زين الدين: إن خطاب الرئيس الأسد أثلج صدور السوريين جميعا وأدخل الطمأنينة إلى قلوبهم مؤكدة أن المواطنين خرجوا إلى الساحات تعبيرا عن استعدادهم للتضحية من أجل عزة سورية وكرامتها.

 

ورأى حكمت العشعوش أن الخطاب أعطى انطباعا للجميع عن قوة سورية رغم ما يحاك ضدها في الخارج مبينا أن تواجد أبناء الشعب السوري في الساحات أكبر دليل على صوابية نهج الإصلاح الذي يسير به الرئيس الأسد والتمسك بالمبادئ الوطنية والقومية ورفض كل محاولات التدخل الخارجي بشؤون سورية الداخلية.

 

وفي إدلب خرج أبناء مناطق سلقين وجسر الشغور وابو الظهور في مسيرات حاشدة تأييدا لمسيرة الإصلاح الشامل ورفضا للتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية منددين بالقنوات الإعلامية المغرضة وما تقوم به من تزييف للحقائق وفبركة للأحداث بهدف ضرب الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي السوري.

 

 

 

ورأى عدي نفاخ "طالب" أن مشاركته في المسيرة أقل تعبير عن حبه لوطنه وقائده مؤكدا دعمه لمسيرة الإصلاح التي رسم ملامحها الرئيس الأسد في خطابه .

 

ودعا عبد الرؤوف الخطيب ورفاقه من قرية سقاط الزاهرة إلى محاسبة القنوات الإعلامية المغرضة التي تشوه الحقائق وتضلل الرأي العام مؤكدين ثقتهم بعدم قدرتها على تحقيق ما ترمي إليه بفضل وعي الشعب السوري والتفافه حول قيادته.

 

وأشار عبد الكريم وعقيل إبراهيم إلى أن المؤامرة فشلت بفضل وعي المواطنين وتكاتف أبناء الشعب السوري بمختلف فئاته والروح الوطنية العالية التي فطروا عليها مبينين أن خطاب الرئيس بعث الثقة في نفوس الجميع.

 

بدورهم أكد أبناء مدينة جسر الشغور رفضهم واستنكارهم لما تبثه قنوات التحريض الإعلامي من تزوير للحقائق في نقل الأحداث معبرين عن تأييدهم لبرنامج الإصلاح الشامل.

 

وأشار عبد الحليم نجاري إلى أن ما تبثه القنوات الإعلامية المغرضة عار عن الصحة وهدفه زعزعة أمن واستقرار سورية مؤكدا أن مصير هذه المحاولات الفشل ولن تثنيهم عن محبتهم للوطن وتعزيز انتمائهم له.

 

ورأى فراس كميل أن الأقنعة تكشفت من خلال ما خلفته المجموعات الإرهابية المسلحة من خراب ودمار وقتل للأبرياء تنفيذا لأجندات خارجية نسجت ضد سورية في الغرف السوداء.

 

واعتبر عبد السلام عيد أن الحرية التي يطالب بها البعض لا تكون بالقتل وسفك الدماء وتخريب الممتلكات وترويع الآمنين من أبناء المدينة بل بالحوار الوطني الهادف الذي دعا إليه الرئيس الأسد وأكد عليه في خطابه .

 

وأشار عبد الكريم المصطفى وعدنان المحمد من أهالي ناحية ابو الظهور إلى أن تجمع المواطنين يأتي رفضا لمحاولات التدخل الخارجي في شؤون الشعب السوري مؤكدين أن الإعلام السوري أسهم بشكل كبير في كشف خيوط المؤامرة وفضح مراميها العدوانية منوهين بدور الجيش العربي السوري في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة التي ترتكب أعمال القتل والتخريب بدعم من جهات خارجية تريد الشر بسورية.

 

وفي دير الزور احتشد أبناء المدينة في ساحة السبع بحرات تأييدا لبرنامج الإصلاح الشامل بقيادة الرئيس الأسد ودعما للقرار الوطني المستقل ورفضا للتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية.

 

 

 

وقال نورس ذياب: جئنا إلى الساحة لنوجه رسالة للعالم أجمع مفادها أننا في سورية متمسكون بوحدتنا الوطنية وببرنامج الإصلاح الشامل الذي رسم ملامحه الرئيس الأسد مؤكدا ثقته بأن سورية ستخرج من الأزمة أقوى وأكثر منعة.

 

وأعربت نهلة الجراح وهبة هلاط من مجموعة بصمة شباب سورية عن رفضهما لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية مشيرتين إلى أن خطاب الرئيس الأسد عزز ثقة الشعب السوري بأن سورية مقبلة على مرحلة جديدة من التطور وستغدو مثالا يحتذى به في الديمقراطية والتقدم.

 

ورأى درويش نوري المحمد أن وعي الشعب السوري أفشل المؤامرة التي حيكت ضده من خارج حدود الوطن بهدف ضرب أمنه واستقراره ومحاربته في لقمة عيشه.

 

وعبر الدكتور بشار محمد غازي عن رفضه لأي تدخل خارجي في شؤون سورية الداخلية واستنكاره للإرهاب الذي تنفذه أدوات خارجية مؤكدا أن المؤامرة سقطت وفشلت بفضل تمسك الشعب السوري بوحدته الوطنية وقراره الوطني المستقل وإدراكه لتضليل القنوات الإعلامية المغرضة بهدف ضرب أمنه واستقراره.

 

وفي درعا احتشد المواطنون في ساحة دوار البريد دعما لمسيرة الإصلاحات الشاملة ورفضا لمحاولات التدخل الخارجي واستنكارا لأعمال القتل والتخريب التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة.

 

 

 

وأشار سليم الكفري إلى أن جماهير درعا أعلنت اليوم موقفها الداعم لوحدة الوطن واستقراره لافتا إلى أن الأزمة في طريقها إلى الانحسار بفضل صمود سورية ووعي شعبها ووقوف جميع الشرفاء إلى جانب شعبها وقيادتها.

 

وعبر أحمد المقداد عن ثقته بأن المؤامرة التي تتعرض لها سورية لا يمكن أن تمر مع وجود هذا الالتفاف الشعبي الكبير حول قيادة الرئيس الأسد ومشروعه في مقاومة كل من تسول له نفسه المساس بأمن سورية وشعبها مشيرا إلى أن المشهد الذي تعيشه سورية اليوم من مسيرات ملأت ساحات الوطن في كل مكان خير دليل على أن الجيش السوري لن يكون وحده في مواجهة المؤامرة.

 

وقال طلال العبدالله إن خطاب الرئيس الأسد جاء شاملا وأجاب عن تساؤلات المواطنين فيما يتعلق بالوضع الداخلي والخارجي وقدم تحليلا وتوصيفا دقيقا للواقع وللمؤامرة التي تشهدها سورية وتستهدف أمنها واستقرارها وثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية.

 

وفي الرقة توافد المواطنون إلى ساحة القائد الخالد أمام مبنى المحافظة رفضا لكل أشكال التدخل الخارجي وتعبيرا عن تأييدهم لمسيرة الإصلاح الشامل ولقيادة الرئيس الأسد.

 

 

 

وقالت خولة البطران: إن خروجنا اليوم رسالة لجميع المتآمرين على سورية ووحدتها الوطنية مفادها أننا سنبقى مع البرنامج الإصلاحي وإن سورية ستبقى عزيزة كريمة وقلعة للصمود العربي.

 

وأوضح محمود القاسم أن الرئيس الأسد قدم في خطابه مفاهيم جديدة كتعريف العروبة بوصفها انتماء وتاريخا مشتركا وآمالا وطموحات مشتركة وليست مجرد عرق وأن الجامعة العربية بتجميدها لعضوية سورية إنما تجمد وتعلق عروبتها فلا جامعة بدون سورية معتبرا أن سورية ستبقى قلب العروبة النابض.

 

ورأى حسن محمد الفلاجان خطاب الرئيس الأسد أزال كل لبس وتضليل وعرت كلماته المتآمرين على أمن الوطن واستقراره في الداخل والخارج مؤكدا أن عملية الإصلاح ستجعل سورية أقوى بعزيمة أبنائها.

 

وقالت ناديا حسين الجاسم: نحن شباب سورية وطلبتها نعلن رفضنا القاطع لكافة أشكال التدخل الخارجي ونؤكد دعمنا للقرار الوطني السوري الحر المستقل البعيد عن جميع الإملاءات الخارجية ونرفض أي قرار يمس السيادة الوطنية السورية وسنبقى صامدين في ساحات النضال حتى نسقط جميع المخططات الاستعمارية التي تستهدف أمن سورية وسيادتها بقصد زعزعة استقرارها.

 

وذكرت خولة الصالح و آمال خضور: إن خطاب الرئيس الأسد الشامل أدخل الطمأنينة لقلوب كل السوريين الأوفياء الذين يفضلون الموت على أن يرهنوا أنفسهم للأجنبي الساعي للسيطرة على مقدرات الشعوب ومصائرها في سبيل تحقيق مخططات استعمارية تهدف للنيل من كرامة الوطن مؤكدتين رفضهما لجميع أشكال التدخل الأجنبي.

 

وقال منير عبد الكريم و خليل الرمضان: إن الخطاب أماط اللثام عن وجوه المتآمرين وبدد انكسارات المتخوفين مؤكدين أن سورية كانت وما زالت عصية على الأعداء وذلك بعزيمة أبنائها الأخيار ووعيهم الوطني العالي.

 

وأضاف المهندس الطيار أحمد مصطفى الحسين رئيس اللجنة الاجتماعية بالرياض شيخ عشيرة الفريجات: إن الجالية السورية في الرياض تتابع الأحداث التي تجري في سورية بألم وإن كل قطرة دم تسيل على أرض سورية تعصر قلوبنا جميعا مؤكدا أن سورية ستبقى قلب العروبة النابض.

 

وفي حمص احتشد المواطنون في شارع الأهرام رافعين اللافتات والأعلام الوطنية استنكارا للتدخل الخارجي ودعما لمسيرة الإصلاح التي يقودها الرئيس الأسد.

 

وأكد المشاركون في المسيرة التي جابت حي عكرمة الجديد وشارع الحضارة ووادي الذهب والأحياء المحيطة بها دعمهم لمسيرة الإصلاحات وإيمانهم بانتهاء الأزمة التي تمر بها سورية منادين بملء حناجرهم لا للتدخل الخارجي لا للطائفية مؤكدين أن خروجهم إلى الشوارع ما هو إلا تعبير صادق عن تماسكهم وإيمانهم بوحدتهم الوطنية.

 

ولفت جمال نصر مدير حملة سورية بيتنا إلى أن تجمع أبناء حمص يأتي دعما لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الرئيس الأسد مؤكدا أن أهل حمص جنود أوفياء لسورية ومن واجبهم الوقوف إلى جانب قيادتهم.

 

وقال المدرس أحمد المحمود: خرجنا إلى الشوارع بعد خطاب الرئيس الأسد الذي أثلج صدورنا وقلوبنا وأعاد لنا التفاؤل لنقول له نحن معك في مسيرة بناء سورية وضد المؤامرة التي تحاك ضدها.

 

وأشار زهير ابراهيم إلى أن كلمة الرئيس الأسد أثبتت للعالم أن الشعب السوري شعب الأصالة والحضارة لا تهزه الرياح ولا تكسره المؤامرات ولا تزعزعه الخيانات.

 

وقالت الطالبة زينة المحمد: تجمعنا اليوم لنقول.. نعم لكل الإصلاحات التي تشهدها سورية بخطى متسارعة مؤكدة على اللحمة الوطنية التي تجمع أبناء الشعب السوري الواحد.

 

وبينت زهور إلياس أن المؤامرات لن تزعزع عزيمة الشعب السوري وأن الخطاب أعاد للسوريين الطمأنينة خاصة لأهالي حمص مؤكدة أن الشعب السوري سيبقى واحدا ولن يفرقه أي شيء.

 

وقال المهندس أحمد إبراهيم: افتخر أني سوري وأحمل الشرف والكرامة والعزة في دمي لأني من بلد المقاومة والحضارة التي لا تزول ولن تزول ولن تتمكن كل المؤامرات من أن تغير وجه الحقيقة الناصع لسورية.

 

وفي اللاذقية احتشدت جموع غفيرة في ساحة المحافظة وسط المدينة تأييدا لما جاء في خطاب الرئيس الأسد وتأكيدا على التفاف السوريين حول قيادته في مواجهة جميع الضغوط والحملات المغرضة التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار سورية ورفضا لكافة أشكال التدخل الخارجي.

 

 

 

وحمل المشاركون الأعلام الوطنية واللافتات التي تؤكد اصطفاف الشعب السوري حول قيادته وتمجد التضحيات التي قدمها الجيش السوري في سبيل عزة ورفعة الوطن معربين عن رفضهم لحملات التحريض والتضليل الإعلامي الهادفة إلى تزييف الحقائق وفبركة الأكاذيب لنشر الفوضى والنيل من أمن واستقرار سورية.

 

وأكد ورد عباس وقصي أسعد وأوس جوني أن المشاركة تأتي تأييدا لمواقف القيادة السياسية في سورية ودعما لاستقلالية القرار الوطني والرفض المطلق لكافة أشكال التدخل الخارجي الهادف إلى النيل من صمود سورية واستقرارها خاصة فيما يتصل بالأعمال الإرهابية التي يرتكبها المسلحون مشيرين إلى أن الرئيس الأسد كرس في كلمته مفهوم الكرامة والسيادة الوطنية التي لا يمكن لأي سوري أن يبيعها بالمال.

 

وأشار سمير هيفا إلى أن خطاب السيد الرئيس جاء ملبيا لتطلعات الشعب السوري وأجاب على جميع النقاط التي تساءل حولها المواطنون.

 

وبينت كل من مرح عباس ورغداء جديد وسهام بركات وجلنار حسن أن السيد الرئيس الأسد عبر في خطابه عن الثقة الكبيرة بمستقبل وقدرة سورية على تجاوز هذه الأزمة الأمر الذي انعكس إيجابيا على كافة أفراد الشعب السوري بحيث أصبح لدى الجميع رؤية واضحة لحقيقة ما يجري على الأرض وللسياسة التي تتبعها الدولة لتطويق هذه المؤامرة.

 

وأكدن أن الخطاب حمل رسالة حازمة وواضحة لكل المتآمرين على سورية مفادها أن الشعب السوري سيبقى على الدوام رهن مسؤولياته وواجباته التي يمليها عليه حسه الوطني العالي وادراكه لحقيقة المؤامرة التي يتعرض لها الوطن.

 

وأشارت الطالبة روان بدور إلى أن خطاب الرئيس الأسد عزز الطمأنينة والارتياح في قلوب السوريين كافة من خلال تأكيده على أن سورية تسير على الطريق الصحيح في تجاوزها للأزمة الراهنة وبناء مستقبل أكثر إشراقا في المرحلة الآتية مؤكدة أن خروجنا يأتي دعما لمسيرة الإصلاح ورفضا للتدخل الخارجي في الشأن السوري وتنديدا بكافة العمليات الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة على أرض الوطن.

 

وقال المهندس ياسر بدر المدير العام لمؤسسة أخشاب اللاذقية: إن خطاب السيد الرئيس عرى مواقف الجهات التي تتآمر على سورية وعزز ثقة المواطن السوري بقيادته منوها بتضحيات حماة الديار في الذود عن حياض الوطن.

 

وأكد عصام جوني مدير عام مؤسسة المياه أن هذه المسيرة تعبر بوضوح عن إيمان الشعب السوري بوطنه وقائده الذي يثبت أنه كما عهدناه رجل المرحلة الصعبة الصامد في وجه الضغوط صمود الجبال الراسية الحامل لهموم شعبه وأمته.

 

ولفت علي داوود رئيس فرع اتحاد عمال المحافظة إلى أن خطاب الرئيس  خلق جوا من الثقة بأن سورية بخير وقادرة على تجاوز الأزمة رغم شدتها ورغم ما يسخر لها من طاقات وأجندة خارجية.

 

وأوضح معن ديب أن إصرار الجماهير على المشاركة الواسعة في هذه المسيرة يعكس إيمانهم بسورية الوطن الحاضن لكل أبنائه لافتا إلى أن خطاب الرئيس الأسد يشكل بلسما للآلام والجراح التي خلفها الإرهابيون جراء جرائم القتل والتخريب مع الإشارة إلى عزم الشعب على حسم الأمور الأمنية بالتزامن مع المضي قدما في الإصلاحات الشاملة.

 

وأكدت الدكتورة ماركيتا ملنيوفان من جمهورية التشيك وتعيش في سورية أنها تسعى دائما للمشاركة في مثل هذه المسيرات انطلاقا من محبتها لسورية الوطن وإيمانا منها بأن ما تتعرض له سورية مؤامرة من القوى الامبريالية لضرب موقعها الريادي مشيرة إلى أن معاشرتها عن قرب للشعب السوري أظهر أن هذا الشعب محب لوطنه ويضحي بروحه في سبيل عزته.

 

بدوره أكد زكريا علي أن خطاب الرئيس الأسد وضع الأمور في نصابها حيث يحمل في طياته خلاصة الحلول من خلال التصميم على مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سورية.

 

من جهته قال إياد محمد ومحمود أيوب إن الشارع السوري استبشر خيرا بخطاب الرئيس الأسد للمرحلة القادمة من خلال تشخيصه للحقائق بما يمكن اعتباره خارطة طريق أجابت على كل النقاط الغامضة والاستفسارات.

 

وأشار قصي يوسف وغابي قدسية وجنان إبراهيم إلى أن خطاب الرئيس الأسد أعاد تصويب البوصلة من خلال تأكيده على مفهوم العروبة الذي يتعرض لمحاولات الاختراق والتشويه.

 

وقال مالك خير بك إن مسيرة اليوم تعبر أن الشعب السوري هو شعب الثورة الحقيقية الذي يدافع عن قضايا العرب والعروبة داعيا إلى الضرب بيد من حديد للقضاء على من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن.

 

وأقسمت الجموع المحتشدة خلال الاحتفال الذي افتتح بالنشيد العربي السوري القسم التالي:

 

نقسم بالله العزيز الكريم نحن شعب سورية العظيم أن نبقى لوحدتنا الوطنية صائنين ولحدودنا الغالية حارسين ولجولاننا الحبيب محررين وعلى درب رئيسنا بشار سائرين وعلى قسمنا يشهد الله وأرواح شهدائنا الطاهرين.

=================

الرئيس الأسد: العملية السياسية تسير إلى الأمام والفصل بينها وبين الإرهاب أمر أساسي للوصول إلى حل للأزمة.. أبواب سورية مفتوحة لكل من يريد إصلاحاً حقيقياً وحواراً صادقاً

 

           

04 حزيران , 2012

 

 

دمشق-سانا

 

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية تواجه حربا حقيقية من الخارج ومشروع فتنة وتدمير للوطن أداته الإرهاب الذي ضرب كل الأطراف دون استثناء ورغم أن العملية السياسية تسير للأمام إلا أن الإرهاب يتصاعد دون توقف أو تراجع.

 

وقال الرئيس الأسد في خطاب له في مجلس الشعب أمس بمناسبة الدور التشريعي الأول إن المهام تتجاوز الحلول وإذا كان البعض قد أرسل للشعب السوري الموت والدمار فنحن نريد أن نقدم لشعبه نموذجا حضاريا يقتدي به لينال حريته وليصبح شريكا في وطنه بدلا من أن يكون الحاكم مالكا للأرض وللشعب وللوطن وعندها ستصلنا رسائل الإنسانية من إخوة في بلدان الحرية بدلا من نصائح الديمقراطية التي تأتينا من بلدان العبودية.

 

وأوضح الرئيس الأسد أن عدم الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية خطأ كبير يعطي الشرعية للإرهاب التي بحث عنها الإرهابيون وأسيادهم منذ اليوم الأول للأحداث مشيرا إلى أن الفصل بينهما أساسي من أجل فهم ومعرفة كيفية التحرك والحل.

 

وأشار الرئيس الأسد إلى أن الأمن الوطني خط أحمر ولا مبرر للإرهاب تحت أي ذريعة أو عنوان ولا تساهل ولا مهادنة معه ولا مع من يدعمه ومهما كان الثمن غاليا فلا بد من الاستعداد لدفعه حفاظا على قوة سورية ووحدة مجتمعها وأن أي عمل سياسي يجب أن يرتكز على الأسس التي حددتها الجماهير ومنها الحوار الوطني الذي ما زالت أبوابه مفتوحة دون شروط ما عدا مع القوى التي تتعامل مع الخارج وترتهن له.

 

ودعا الرئيس الأسد أعضاء مجلس الشعب إلى أن يكونوا على قلب رجل واحد أمام مصلحة الوطن والمواطن قريبين منه وشاعرين بآلامه ومحققين لطموحاته وأن يضعوا اليد باليد والكتف بجانب الكتف للنهوض بالوطن وجعل الدور التشريعي الأول انطلاقة للورشة الكبيرة لسورية المستقبل وأن تكون بوصلتهم دائما هي سيادة سورية واستقلال قرارها وسلامة ترابها وكرامة أبنائها.

 

وشدد الرئيس الأسد على أن القوات المسلحة بناء عريق وشامخ بنى الوطن ودافع عنه وحمى استقلاله وما يزال ولا يجوز المساس برمز يعبر عن وطنيتنا ووحدتنا وشرفنا مؤكدا أن الشعب السوري سيتجاوز المحنة بإرادته وسيقهر الأعداء بوحدته ولن يتمكن الصخب من تغييب صوت الحق ولا التضليل الحاقد من التعمية على الحقيقة وأن سورية الأبية ستبقى عرين العروبة وقلعة الصمود وستسترد عافيتها وترد كيد الحاقدين وستشهد من جديد هزيمتهم المخزية.

 

وفيما يلي نص الكلمة:

 

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد قبل ظهر أمس خطابا في مجلس  الشعب بمناسبة الدور التشريعي الاول قال فيه.. في مستهل هذا الدور التشريعي نتذكر إخوة كان من المفترض أن يكونوا معنا اليوم تحت قبة هذا البرلمان يشاركوننا هذه الورشة الوطنية الكبرى لكن رصاص الغدر حال دون ذلك حيث استشهدوا لمجرد أنهم صمموا على حمل المسؤولية الوطنية فرشحوا لانتخابات مجلس الشعب ولم يتمكنوا من أن يشاركونا هذا اليوم التاريخي.

 

نقف إجلالاً وإكباراً لأرواح كل الشهداء ونرسل لأهاليهم تحية ومحبة ونقول لهم دماؤهم لن تذهب هدراً

 

وأضاف الرئيس الأسد.. لأرواحهم وأرواح كل الشهداء الأبرياء المدنيين والشهداء العسكريين الذين سقطوا منذ الأيام الأولى لهذه الأحداث نقف إجلالاً وإكباراً ونرسل لأهاليهم أولاً تحية ومحبة ونقول لهم.. دماؤهم لن تذهب هدراً ليس انطلاقاً من الحقد وإنما انطلاقا من الحق فالحق لا يسقط إلا عندما يتنازل عنه صاحبه.

 

وقال الرئيس الأسد.. عزاؤنا الوحيد وأنا لا أتحدث هنا عن عائلاتهم وإنما أتحدث عن العائلة السورية الكبيرة.. عزاؤنا الوحيد جميعا أن يعود وطننا سليماً معافى وأن ينعم أبناء هذا الوطن بالأمن والسلام والطمأنينة والاستقرار.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. السيد رئيس مجلس الشعب.. السيدات والسادة أعضاء المجلس يسعدني أن أهنئكم اليوم بنيلكم ثقة الشعب وأن يكون بيننا الأعضاء الجدد الذين انضموا إلى هذه المؤسسة الوطنية ليعبروا عن الدماء الجديدة والأفكار الخلاقة التي تضخ في قلب المؤسسة ليتجدد بها الوطن وتحيا عبرها آمال المواطنين بغد مشرق مليء بالأمان والازدهار.

 

هذه الظروف الدقيقة تقتضي منا المزيد من الجرأة والصلابة والشعور بالمسؤولية

 

وقال الرئيس الأسد.. أعبر عن تقديري العميق لتصميمكم على خوض الانتخابات في هذه الظروف الدقيقة التي تقتضي منا المزيد من الجرأة والصلابة والشعور بالمسؤولية والذي يبرهن على مدى استعدادكم للبذل والتضحية في وقت ينوء البعض بأعباء المسؤولية الوطنية ولا يتصدى لها سوى المؤمنين بقدسية العمل الوطني ولا يتحمل أعباءها سوى من نذر نفسه لخدمة شعبه والدفاع عنه.

 

وأوضح الرئيس الأسد أن مجلس الشعب هو مجلس كل الشعب فهو مجلس المزارع الحالم بمحصول أفضل وبغد أبهى وهو مجلس الفلاح الماسح عرق الجبين ليطعم أبناءه وأهله ومجلس الموظف الكادح الممسك بيد ابنه يرافقه إلى المدرسة ليكون مستقبل أولاده اكثر أمنا واستقراراً ورفاهية وهو مجلس الجندي الناذر حياته للدفاع عن الوطن وهو أيضا مجلس المثقف والمتعلم والطبيب والمهندس والمحامي والصحفي والعامل وهو مجلس المرأة التي ما برحت في مجتمعنا السوري تتقدم وتتطور وهو مجلس للشعب منه يستلهم وبه يحيا ولأجله يشرع ويراقب السلطة التنفيذية.

 

قيام أعضاء مجلس الشعب بمهامهم التشريعية والرقابية لا يمكن أن يتم على الشكل الأمثل دون امتلاك رؤيا تطويرية واضحة

 

وقال الرئيس الأسد إن قيام أعضاء مجلس الشعب بمهامهم التشريعية والرقابية لا يمكن أن يتم على الشكل الأمثل دون امتلاك رؤيا تطويرية واضحة وانضاج هذه الرؤيا بحاجة لعاملين.. الأول هو الحوار البناء تحت قبة هذا المجلس بين أعضائه والثاني هو التواصل مع المواطنين سواء لمعرفة التحديات والصعوبات التي يواجهونها أو للاستماع منهم لحلول ومقترحات تغني ما لدى أعضاء المجلس من برامج وخطط وتجعلها أقرب إلى الواقع وأقدر على ملامسة هموم المواطنين.

 

ولفت الرئيس الأسد إلى أن التواصل بين المسؤول سواء كان في السلطة التشريعية أو في السلطة التنفيذية هو حاجة للمواطن كي ينقل همومه ولكن هو حاجة أكبر للمسؤول لأن نجاح المسؤول في أي سلطة سواء كانت تشريعية أم تنفيذية مرتبط بشكل مباشر وله صلة وثيقة بعلاقته مع المواطن وقدرته على التفاعل مع هذه العلاقة وقدرته على استخلاص الأفكار والخطط والرؤى المنبثقة من طموحات وطروحات المواطن وحاجته لحياة أفضل.

 

لابد أن يكون رأي المواطن هو البوصلة التي نسترشد بها

 

وقال الرئيس الأسد.. إذا كان المواطن هو الهدف بالنسبة لنا فلابد أن يكون هو المنطلق وإذا كنا نعمل من أجله وكانت الغاية هي مصلحة المواطن فلابد أن يكون رأي المواطن هو البوصلة التي نسترشد بها.

 

وأوضح الرئيس الأسد أن التركيز على الدور الرقابي للمجلس لا يجوز أن يغفل دوره التشاركي مع السلطة التنفيذية فمن يراقب ويسائل عليه أيضاً أن يكون قادراً على طرح الحلول وهذا يتطلب تحويل هذه المؤسسة إلى خلية نحل من العمل والحوار لكي تكون مولد الطاقة والمحرك لمجمل عملية التطوير في سورية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. كثيراً ما توصف العلاقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية سواء كانت الحكومة أو المؤسسات الأخرى بأنها جيدة أو سيئة وأعتقد أن هذا الوصف غير صحيح لأن العلاقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية ليست علاقة مجاملة أو منافسة بل هي علاقة تكامل وعلاقة التكامل يجب أن توصف بأنها منهجية أو غير منهجية وعندما نقول انها يجب أن تكون منهجية فنحن بحاجة لآليات وهذا هو أهم شيء تبدأ به أي مؤسسة عملها في بداية مرحلة معينة.

 

وتابع الرئيس الأسد.. عندما نتحدث عن الدور الرقابي للمجلس.. وهو أهم دور يقوم به على السلطة التنفيذية فالرقابة لا تبدأ مع التقصير الذي يقوم به المسؤول التنفيذي بل هي تبدأ بالتخطيط وتكتمل عندما يكون هناك تقصير أو خلل ما وعندما تبدأ السلطة التنفيذية بالتخطيط لابد أن يكون هناك حوار مباشر بينها وبين السلطة التشريعية ويناقش المجلس مع هذه الجهات ويبدأ مع الحكومة عندما تقدم البيان الوزاري ولاحقا يطلب من كل وزير خطته وما هي رؤيته لهذا القطاع المسؤول عنه ثم يأتي بعد ذلك دور المجلس في المتابعة والرقابة ولاحقا عندما يكون هناك تقصير يكون دور المجلس هو المحاسبة وهنا يتحمل المجلس أمام الناخب وأمام المواطن مسؤولية النقاش ويجب أن يكون عضو المجلس قادرا على النقاش والموافقة على خطة يتحمل مسؤوليتها مع السلطة التنفيذية وطبعا هو لا يتحمل مسؤولية التنفيذ وهذا يتطلب من كل عضو ألا يتحول إلى مجرد قناة بين المواطن ومؤسسات الدولة بل هو حالة تفاعلية قادرة على طرح الأفكار والخطط ومناقشتها أيضاً مع السلطة التنفيذية لنرى إذا كانت هذه الخطة ممكنة وقابلة للتنفيذ أم لا.

 

اليوم تبدؤون دوركم التشريعي في مرحلة مفصلية تتجاوز خطورتها ما واجهته سورية منذ جلاء المستعمر الفرنسي

 

وقال الرئيس الأسد.. تخيلوا عندما يكون لدينا بدلا من عشرات الوزراء يفكرون ويخططون في مؤسسة.. مئات من الأعضاء مع العشرات يخططون ويفكرون وينفذون.. بكل تأكيد عملية التطوير ستكون اكثر إنجازاً وأكثر فاعلية.

 

وتوجه الرئيس الأسد إلى أعضاء مجلس الشعب بالقول.. اليوم تبدؤون دوركم التشريعي في مرحلة مفصلية تتجاوز خطورتها ما واجهته سورية منذ جلاء المستعمر الفرنسي.. وهذا يتطلب منكم دورا استثنائيا للتعامل مع قوتين متعاكستين.. الأولى تدفع للوراء بما تحمله من محاولات لإضعاف سورية وانتهاك سيادتها ومن قتل وتخريب وجهل وتخلف وارتهان البعض للخارج.. والثانية تدفع باتجاه الأمام بما تحمله من تصميم على الإصلاح تجلى بحزمة القوانين والدستور الجديد التي وسعت المشاركة الشعبية في إدارة شؤون الوطن.

 

بالإصلاحات نصد جزءاً كبيراً من الهجمة علينا ونبني سدا منيعا في وجه الأطماع الإقليمية والدولية

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إذا كان الوقوف في وجه الهجمة الإقليمية والعالمية على بلدنا ليس بالمهمة السهلة فإن التأقلم مع الإصلاحات وتعزيزها ليس بالعملية السهلة أيضا.. بهذه الإصلاحات نصد جزءاً كبيراً من الهجمة علينا ونبني سدا منيعا في وجه الأطماع الإقليمية والدولية ونجاحنا في ذلك يعتمد على استيعابنا لمتطلبات الإصلاح على المستويين الرسمي والشعبي.. والشعب الذي تمكن من استيعاب حجم وأبعاد المخطط الذي رسم لسورية وللمنطقة وواجهه بتصميم ووعي وطني كبيرين هو نفسه القادر على استيعاب متطلبات الإصلاح.. ومن حق هذا الشعب علينا وهو الذي أثبت قدراته باختبارات وطنية فائقة الصعوبة ونجح فيها أن نرتقي بأدائنا إلى مستوى وعيه وصلابته لكي يحق لنا أن نفخر بتمثيله ونتشرف بالعمل لأجله.

 

وتابع الرئيس الأسد.. لقد قمنا منذ الأيام الأولى للأزمة بالإعلان عن خطوات سياسية واضحة نعزز بها عملية التطوير من خلال توسيع المشاركة الشعبية ونقطع بها الطريق على كل من حاول الاختباء تحت عناوين الإصلاح واستغلال الأحداث لأهداف غير شريفة وغير وطنية.. وقد تم إنجاز هذه الخطوات ضمن الجدول الزمني المعلن بعكس توقعات الخصوم والأعداء الذين شككوا بصدق نوايانا.. ورغم إنكار ما تم تحقيقه في المجال السياسي من قبل القوى الخارجية والداخلية التي راهنت على الأزمة ورغم المحاولات المستمرة لإفشال العملية السياسية لم نتوقف عن القيام بما أعلناه وبدأنا به فكان صدور القوانين وإجراء انتخابات الإدارة المحلية ومن بعدها الاستفتاء على الدستور ردا على تلك المحاولات.

 

إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها رغما عن القتل والتهديد والإرهاب كان الرد الحاسم من قبل الشعب على القتلة المجرمين وعلى أسيادهم ومموليهم

 

وأكد الرئيس الأسد أن إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها رغما عن القتل والتهديد والإرهاب كان الرد الحاسم من قبل الشعب على القتلة المجرمين وعلى أسيادهم ومموليهم.. وجاءت هذه الخطوة الدستورية والديمقراطية لتوجه صفعة لهؤلاء الذين أرادوا لسورية أن تنغلق على ذاتها وتغرق بدماء أبنائها وتعود عقودا إلى الوراء.. وها هي سورية تخرج بحلة نيابية جديدة تستكمل مسيرة ما وعدنا به قبل الأزمة وخلالها وتسير نحو المستقبل بكثير من الامل والتصميم والتحدي.

 

وقال الرئيس الأسد.. لقد أدمت هذه الأحداث الوطن واستهلكت الكثير من رصيده ماديا ومعنويا وأخلاقيا.. وفي خطابي الأول تحت قبة هذا المجلس وفيما كانت الأزمة في أسابيعها الأولى تحدثت عن العامل الخارجي فيها دون التركيز عليه على اعتبار أن المسؤولية الأكبر عن الخلل الذي يصيب المنزل تقع على عاتق مالكيه وساكنيه قبل أن تقع على عاتق الغرباء ولكن البعض ذهب في ذلك الوقت إلى حد إنكار العامل الخارجي كليا واعتبار هذا الطرح تهربا من استحقاقات داخلية وإن مجمل المشكلة هو خلاف صرف بين أطراف سورية وأن ما يجري على الأرض هو حراك سلمي خالص وأن أي عنف يقع فمصدره الدولة وقد طرح البعض هذا الطرح بخبث وسوء نية.. والبعض الآخر بسذاجة وعدم معرفة وتأثر بالتزوير الإعلامي.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. اليوم وبعد سنة ونيف تتضح الأمور وتنزع الأقنعة.. فالدور الدولي فيما يحصل معرى أساسا منذ عقود بل قرون مضت ولم يتغير ولا أراه متغيرا في المدى المنظور.. الاستعمار يبقى استعمارا وتتغير الأساليب والهجوم.. والدور الإقليمي فضح نفسه بنفسه عندما انتقل من فشل إلى آخر فيما خطط له فاضطر إلى إعلان حقيقة موقفه ونواياه على لسان مسؤوليه أنفسهم.. أما بعض القوى والشخصيات المحلية والتي نصبت نفسها وكيلا عن الشعب فرأت الشعب يعبر عن نفسه في الشارع من دون حاجة لوصي أو وكيل ينتهز الفرصة ليركب موجة عارضة ويبني لنفسه أمجادا على حساب دماء الشعب.

 

الشعب احتقر ونبذ إلى غير رجعة من وضع جسده في الداخل وقلبه وعقله في الخارج

 

ولفت الرئيس الأسد إلى أن الشعب احتقر ونبذ إلى غير رجعة من وضع جسده في الداخل وقلبه وعقله في الخارج وبالمقابل كان هناك من يسعى إلى طرح الأفكار بهدف الوصول إلى حل منذ البدايات وقد ارتكز البعض منها على انفعال عاطفي في أزمة خطط لها بالعقل في حين استند البعض الآخر إلى معلومات متداولة من دون تدقيق في أزمة أسس لها على قاعدة متينة من التزوير مشيرا إلى أننا نقدر النوايا الطيبة لكن ما يحصل أكثر تعقيدا وأشد خطورة من أن نتعامل معه بتبسيط في التحليل أو بعاطفة انفعالية أو بطروحات طوباوية فبعد كل هذه الحقائق الصارخة في وضوحها وبعد كل تلك الدماء الزكية التي سفكت والأرواح البريئة التي أزهقت فنحن بحاجة للكثير الكثير من العقل.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. نحن بحاجة لنتعلم من الشعب الذي ننتمي إليه والذي تمكن من فك رموز المؤامرة في بداياتها وحل شيفرة التزوير على تعقيدها مستندا إلى حس شعبي لا يخطئ وذاكرة وطنية تنهل من تراث مليء بالتجارب الغنية وتراكم أخلاقي شكل حصنا حمى مجتمعنا من الانحراف وتقاليدنا وهويتنا من الاندثار.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن ما تعلمناه من الشعب هو مبدأ بسيط قديم ولكنه عميق.. إذا أردنا حل مشكلة ما فعلينا أن نواجه هذه المشكلة لا أن نهرب منها ومعظم ما طرح من حلول كان يعبر عن حالة لا شعورية من الهروب إلى الأمام وقد تكون مواجهة المشكلة مؤلمة في كثير من الأحيان لكنها بالمحصلة شافية أما الهروب منها فهو كالمدمن الذي يشعر بالنشوة الكاذبة ولكنه في حقيقة الأمر يسير نحو الموت.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الكثير قيل حول الحل السياسي منذ بداية الأزمة وهناك من يتحدث عن حل سياسي وغيره من النقاط أو التفاصيل المرتبطة به ولكن أحدا من هؤلاء لم يطرح حتى الآن ما هي العلاقة بين الحل السياسي والإرهاب الذي طغى وتزايد منذ بداية الأزمة حتى الآن.. فهل يمنع الحوار والحل السياسي الذي نتحدث عنه الإرهابي من أن يقوم بما قام به حتى اليوم.. وهل هذا الإرهابي قام بقطع الرؤوس والتفجير والاغتيال وبكل أنواع الإرهاب البشع لأن هناك طرفين سوريين اختلفا سياسيا مع بعضهما البعض.. وهل هذا يعني عندما نتحاور ونتفق على حل سياسي ما.. سيأتي هذا الإرهابي ويقول زالت الأسباب وأنا سأتراجع عن الإرهاب.. إن هذا الكلام غير منطقي.

 

العملية السياسية تسير للأمام ولكن الإرهاب أيضا يتصاعد من دون توقف 

 

وأكد الرئيس الأسد أن الإرهاب ضرب كل الأطراف من دون استثناء ولم يضرب فئة دون أخرى ولم يكن جزءا من خلاف سياسي ولم يقف مع طرف ضد طرف ويقرر لنفسه أن يكون موجودا على الساحة كجزء من هذه المشكلة السياسية.

 

وأشار الرئيس الأسد إلى أن العملية السياسية تسير للأمام ولكن الإرهاب أيضا يتصاعد من دون توقف ولم يتراجع ولم تؤثر القوانين التي ظهرت والتي صدرت منذ بداية الأزمة عليه وجعلته يتراجع.

 

وتابع الرئيس الأسد.. قالوا في البداية إن المشكلة هي عدم وجود أحزاب فصدرت قوانين الأحزاب وان المشكلة في المادة الثامنة فتغيرت وذهب الدستور وتغير غيرها من الحجج والمبررات والعناوين التي وضعت ولكن الواقع لم يتغير بالنسبة للأعمال الإرهابية.. وهذا هو الجواب الواقعي فنحن لا نحلل ولا نبتكر بل الواقع هو الذي يعطي الجواب الواضح.

 

وشدد الرئيس الأسد على إن الإرهابي لا يعنيه الإصلاح ولا الحوار بل هو مجرم كلف بمهمة وهو لا يهتم بالإدانة ولا بالاستنكار ولا يتأثر ببكاء الأرامل والثكالى والأيتام وهو لن يتوقف حتى ينجز هذه المهمة بغض النظر عن أي شيء ولن يتوقف إلا إذا قمنا نحن بإيقافه.

 

وأكد الرئيس الأسد أن عدم الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية هو خطأ كبير يرتكبه البعض ويعطي الشرعية للإرهاب التي بحث عنها الإرهابيون وأسيادهم منذ اليوم الأول للأحداث مشيراً إلى أن الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية أساسي كي نفهم ونعرف كيف نتحرك باتجاه تحسين الظروف التي نعيش بها.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن علينا بداية أن نعرف المشكلة ونشرحها ونحدد القوى المؤثرة فيها كي لا تبقى طروحاتنا تدور في حالة من الفراغ وبالتالي نطرح فقط الحلول القاصرة أو الوهمية أو الخاطئة ونخسر الزمن والدماء والوطن ويجب أن نعرف أولا أننا لا نواجه مشكلة سياسية لأننا لو كنا نواجه مشكلة سياسية فلابد من وجود طرف يطرح برنامجاً سياسياً أو اقتصادياً ثم نواجه هذا الطرف ببرنامج سياسي أو اقتصادي وهذا ما فعلناه بالرغم من معرفتنا منذ اليوم الأول أن المشكلة ليست مشكلة سياسية.

 

ما نواجهه هو مشروع فتنة وتدمير للوطن وأداة هذه الفتنة هي الإرهاب فكيف يمكن أن نربط بين العمل السياسي والإرهاب

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن ما نواجهه هو مشروع فتنة وتدمير للوطن وأداة هذه الفتنة هي الإرهاب فكيف يمكن أن نربط بين العمل السياسي والإرهاب.. وبالتالي فان هذا الفصل ضروري جدا ومع ذلك نحن منذ الأيام الأولى لم نترك طريقة سياسية إلا وجربناها وأنا أقول هذا الكلام لأن البعض ربما يتوقع من الرئيس في كل خطاب أن يأتي بحل معجزة مثل العصا السحرية التي أتحدث عنها دائما.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. لا يوجد لدينا عصا سحرية ونحن جربنا كل الطرق السياسية من القوانين وتغيير الدستور والعفو عمن تورط وما زلنا مستمرين بهذا الموضوع.. وحتى الحوار الوطني قلنا لا يوجد مشكلة فيه كمبدأ ولكن هذا الحوار بحاجة إلى تهيئة وإلى أطراف معروفة تتفق وعندها نستطيع أن نصل إلى الحوار الوطني.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن كل الطروحات السياسية وافقنا عليها وكنا مرنين جدا ولكن هناك فرق بين أن نقوم بعملية سياسية ونعتقد أنها ستنتج ونصاب بالإحباط ويكون الإرهاب قد قطع مراحل للأمام وبين أن نعرف أن هذه العملية السياسية نحن نحتاجها بغض النظر عن موضوع الإرهاب.

 

نواجه الآن حربا حقيقية من الخارج والتعامل مع حرب يختلف عن التعامل مع خلاف داخلي

 

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما نقول إن القضية قضية إرهاب فنحن لم نعد في الإطار الداخلي السياسي بل نحن نواجه الآن حربا حقيقية من الخارج والتعامل مع حرب يختلف عن التعامل مع خلاف داخلي أو مع أطراف سورية وهذه النقطة يجب أن تكون واضحة.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن الكثير قيل حول الحوار والبعض ممن لا يحب الشعارات ويقول إنها شعارات جوفاء.. حول الحوار من دون أن يشعر إلى شعار أجوف.. فأين هي الخطط وما هي التصورات لهذا الحوار ومن هي الأطراف المعنية بالحوار ومن يحاور من وحول ماذا تتحاور هذه الأطراف وما هي هذه الأطراف وما هي علاقتها بالأحداث وهل هي أطراف مؤثرة فعلا في الأحداث التي تجري يوميا أم هي عبارة عن أطراف تركب موجة معينة لكي تحقق مكاسب شخصية وهل يجب أن تكون هذه الأطراف ممثلة شعبيا لكي تشارك بالحوار أم لا.. فإذا كان الجواب لا يهم فما قيمة حوار لا يعني الشعب أو أن الشعب غير معني به وأعتقد الجواب واضحا.. وإذا كان الجواب نعم فكيف نحدد أن هذه الأطراف تمثل حالة شعبية أو جزءا أو فئة من الشعب.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. مبدئيا إن الأساس الوحيد الموجود هو الانتخابات فهل شاركت هذه القوى التي ستحاور في الانتخابات أم أنها تنطحت للدفاع عن الشعب أو للتحدث باسم كل الشعب وعندما أتى الاستحقاق الانتخابي هربت لكي لا نرى الحجم الحقيقي لهذه القوى.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن هذه القوى هربت من الانتخابات تحت عنوان المقاطعة وعندما نقاطع الانتخابات فنحن لا نقاطع الدولة والحكومة والحزب الحاكم بل نقاطع الشعب لأن الانتخابات حق للشعب ولأن الناخب هو المواطن وليس الدولة ولا الحزب وبالتالي كيف يمكن لشخص أن يقف أمام الناس ويقول أنا أمثل الشعب وأنا أقاطع الشعب فهذا تناقض غير ممكن وإذا أردنا أن نضعه في فيلم خيال لما تمكنا.

 

وأكد الرئيس الأسد أن أي عملية سياسية لا ترتكز على الحالة الشعبية هي عملية ليس لها قيمة من الناحية الفعلية.. والحالة الشعبية عبرت عن نفسها حيث نزل الملايين من الناس إلى الشوارع.. رجالا ونساء وشبابا وشابات وأطفالا وشيوخا وعبروا بشكل واضح عن رفضهم للتدخل الأجنبي وللارتهان للخارج ورفضهم للمساس بوحدة الوطن ووحدة أراضيه ونسيجه الاجتماعي.. كما عبرت عن نفسها بالمشاركة في الانتخابات في هذه الظروف الصعبة وقبلها في انتخابات الإدارة المحلية وفي المشاركة الواسعة بالاستفتاء على الدستور رغم التهديد والإرهاب.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن أي عمل سياسي نقوم به يجب أن يرتكز على الأسس التي حددتها الجماهير ومنها الحوار الوطني الذي نتحدث عنه.. والحوار الوطني المقبل يجب أن يرتكز على هذه الأسس لكي لا يبقى حوارا شكليا لا يحقق أي نتائج للمواطنين وللوطن.. ولذلك أقول.. عملية سياسية ولا أقول حلا سياسيا.. فعندما نقول حلاً سياسياً فإن هذا يعني أن ما نقوم به الآن سيؤدي إلى تحسن الظروف ونحن قلنا ان الإرهاب منفصل عن العمل السياسي.. ولذلك أنا أقول هو مسار سياسي.

 

 

 

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما يقول المواطن.. أنتم أعطيتموني حلا ولم ينجح.. ألم تكونوا تعرفون... لا.. كلنا نعرف منذ اليوم الأول أن هذا الحل الذي نطرحه أو هذا المسار السياسي لن يؤدي لحل لكننا قمنا بهذا المسار السياسي أو بدأنا به لأننا تحدثنا عنه وأقررناه في العام 2005 ولأن المجتمع السوري يحتاج لهذا المسار السياسي بغض النظر عن الأزمة.

 

وأشار الرئيس الأسد إلى أن هذا المسار بدأ بالقوانين التي صدرت وبالأحزاب التي شكلت وبالتعددية السياسية التي أقرها الدستور والتي طبقت.. واستمر بانتخابات الإدارة المحلية والاستفتاء على الدستور وبانتخابات مجلس الشعب الأخيرة موضحا أن الحوار المقبل كيفما كان شكله ومهما كانت النتائج الصادرة عنه يجب بالمحصلة أن تخضع للمصادقة الشعبية التي تكون بإحدى طريقتين.. إما عن طريق ممثلي الشعب أي مجلس الشعب أو عن طريق الاستفتاء المباشر من قبل المواطنين كما حصل في الاستفتاء على الدستور.. وطبعا يعتمد على ما هو نوع الطرح الموجود في الحوار الوطني.

 

وقال الرئيس الأسد.. بما أننا نتحدث عن حوار الشعب مع ممثليه فلابد أن يكون لمجلس الشعب دور في هذا الحوار.. وقد يكون السؤال.. أين وصل الحوار... في الخطاب الماضي بالشهر الأول تحدثت عن الحوار.. والحقيقة أننا أعلنا ودائما نقول.. نحن مستعدون للحوار وأبوابنا مفتوحة للحوار وهناك قوى معارضة مختلفة أقصد متنوعة.. والبعض منها أعلن عن رغبته واستعداده للحوار والبعض الآخر لم يعلن.. جزء من قوى المعارضة الوطنية شارك بالانتخابات وعبر عن رغبته فعلا واستعداده للحوار وهو موجود معنا في هذه القاعة وأتى إلى مجلس الشعب من خلال القاعدة الشعبية التي يمثلها.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. ولكن هناك جزء آخر من المعارضة حتى الآن ما زال ينتظر التوازنات في الخارج.. ونحن نتحدث بكل صراحة بعيدا عن الدبلوماسية فهو ينتظر توازنات في الخارج والبعض ينتظر الإشارات من الخارج.. ومع ذلك نحن نقول.. الأبواب ما زالت مفتوحة ونحن على استعداد دائما للبدء بالحوار من دون شروط باستثناء القوى التي تتعامل مع الخارج ومرتهنة له.. والقوى التي طالبت بالتدخل الخارجي أو التي انغمست مباشرة بدعم الإرهاب.

 

أبواب سورية مفتوحة لكل من يريد اصلاحا حقيقيا وحوارا صادقا وقلوبنا مفتوحة لإشراك كل سوري صادق في مسيرة النهوض بالدولة

 

وأكد الرئيس الأسد أن المسار السياسي يكتمل طبعا بموضوع الحكومة ولكنني تحدثت في الخطاب الماضي عن الحكومة.. فالدستور الحالي يقر باستقالة الحكومة بعد انتخابات مجلس الشعب.. وقريبا سنكون أمام حكومة جديدة تأخذ بالاعتبار القوى السياسية الجديدة وبشكل خاص تأخذ بالاعتبار طبعا التوازن الجديد في مجلس الشعب.

 

وجدد الرئيس الأسد التأكيد على أن أبواب سورية مفتوحة لكل من يريد اصلاحا حقيقيا وحوارا صادقا وأن قلوبنا مفتوحة لإشراك كل سوري صادق في مسيرة النهوض بالدولة.. ولا رجعة عن كل ما قمنا به من اصلاحات وانفتاح.. وسورية التي تسير نحو المستقبل رغم الجراح هي سورية الحاضنة لكل أبنائها مهما اختلفت الآراء اذا ما بقي الاختلاف سلميا وديمقراطيا ولأجل الوطن وليس عليه.

 

وقال الرئيس الأسد.. أما الارهاب فلا يرتبط بالعملية السياسية وهو يستهدف الوطن كل الوطن بشعبه ومؤسساته وأحزابه وهو حالة منفصلة وعلاجه مختلف لا يخضع لأي من المعايير التي سبق ذكرها وعلينا إذا أن نكافح الارهاب لكي يشفى الوطن.. ولا تساهل بالتالي ولا مهادنة معه ولا مع من يدعمه.. ولا تسامح إلا مع من تخلى عنه.. وسنستمر بالحزم في مواجهته بالتوازي مع فتح الباب لكل من يريد العودة عنه في حال لم تتلوث يداه بالدماء وقد استجاب الالاف من المتورطين بحمل السلاح وتسامحت معهم الدولة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هذا يؤكد صحة النهج الذي تبنته الدولة في هذا الاطار ويؤكد مصداقية الدولة فيما تقوله بالرغم من محاولات التشكيك وهناك أشخاص كثر ترددوا في القيام بهذه الخطوة بسبب التشكيك الذي يأتيهم من اشخاص آخرين لكي يبقوا متورطين.. وأنا الآن أشجع هؤلاء الاشخاص الذين كانوا مترددين أن يقوموا بهذه الخطوة وأؤكد مرة أخرى على أن الدولة لا تنتقم بحسب ما يقولونه لهم ان الدولة ستنتقم.. وإن لم تنتقم الآن فلاحقا بعد انتهاء الأزمة.. وأنا أؤكد أننا لن ننتقم عاجلا ولا اجلا ونحن في الماضي وفي مفاصل مختلفة تسامحنا مع أشخاص من غير السوريين اساؤوا لسورية كثيرا فكيف لا نتسامح مع ابن الوطن.

 

الأمن الوطني خط أحمر

 

وأكد الرئيس الأسد أن الأمن الوطني خط أحمر وقد يكون الثمن غاليا وهو حتى الان ثمن غال دفعته سورية والوطن ولكن مهما كان الثمن غاليا فلابد من أن نكون مستعدين لدفعه حفاظا على وحدة النسيج والمجتمع السوري وعلى قوة سورية.

 

وقال الرئيس الأسد.. إنه وبعد الحديث عن المسار السياسي فما هو الحل السياسي.. فالمسار لا يحل الأزمة الحالية ولا يخفف الإرهاب.. ولكن الحل السياسي هو شيء أشمل من مجرد قوانين ودستور وهو مرتبط بكل الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة والتي سمحت للأجانب.. إذا افترضنا أن البعض من المستعربين أجانب.. بالتدخل في الأمور الداخلية السورية.. وهذه الأزمة خلقت إشكالات وثغرات سنعاني منها في المستقبل.. لذا نحن بحاجة إلى حل سياسي لكل هذه الاشياء وما قمنا به من تشريعات يساعد ولكن إلى حد معين.. والحل السياسي لا يبدأ بالقوانين ولا يبدأ بالدستور ولا بكل هذه الاجراءات وانما يبدأ بالمفاهيم والثغرات التي ظهرت لدينا في هذه الأزمة.. هذه الثغرات في المفاهيم التي لم نكن نراها حقيقة ولابد من التعامل معها وخاصة في هذه المرحلة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن الحل السياسي يبدأ عندما نفرق بين الاختلاف بالرأي الذي يعني الغنى والاختلاف حول الوطن الذي يعني التدمير.. فالتعددية لا تعني الصراع ولا التصادم بل التكامل دون التماثل.. والتعددية هي حالة فكرية قبل أن تكون حزبية عندما نقبل الافكار المخالفة لأفكارنا من دون أن تخالف أي منها مصلحة وسلامة الوطن.. والحل يبدأ عندما نعرف أن الأمم العريقة تذوب اختلافاتها في الأزمات والملمات لصالح الوطن وتصبح القضية مع الوطن أو ضد الوطن لا مع الدولة والحكم او ضدهم وعندما تبنى الأولويات على مصلحة الوطن وليس على المشاعر والانفعالات الشخصية وعندما نرتقي في نقاشاتنا لنفرق بين الرأي والحقائق.. بين الطموح والواقع.. ونفهم العلاقة بين العقائد والمصالح.. نعرف ان التكتيك دون استراتيجية تقوده وتوجهه هو فشل محتوم.

 

وأشار الرئيس الأسد إلى أن البعض يخلط بين أن يكون ضد سياسة دولة أو ضد أداء مسؤول وبين أن يكون ضد الوطن.. وهذا ما يحصل في كثير من الحالات وهناك أشخاص فرقوا بين الحالتين وهناك اشخاص نزلوا إلى المسيرات المؤيدة التي رأيناها بكثافة وهم لا يتفقون مع سياسة الدولة ويعارضون الكثير من المسؤولين في أدائهم ولكنهم أشخاص وطنيون عرفوا كيف يفرقون بين الحالة الأولى والثانية ونزلوا إلى الشارع تأييدا للوطن وخوفا عليه.

 

وقال الرئيس الأسد.. هناك من أساء لهم موظف او عنصر في مؤسسة ما قد يكون عنصرا في مؤسسة أمنية أو غيرها وهذ ليس مبررا لكي يتحول هذا الشخص إلى الانتقام من مؤسسات الدولة أو الوطن.. وهناك مثل أجنبي يقول.. قطع أنفه نكاية في وجهه ولا يمكن أن نطبق هذا المثل على الوطن.. وهناك بالمقابل اشخاص كأهل الشهداء الذين التقيت بهم وأبنائهم أو اخوتهم ممن استشهدوا ولم يكونوا في معركة لا من الجيش أو الأمن أو الشرطة وسقطوا بالخطأ في مكان ما وقالوا لي شخصيا أو قالوا لآخرين.. إن حال الوطن هي أولوية وقضية الوطن أهم من قضيتنا الشخصية ونتحدث بقضيتنا الشخصية عندما نتجاوز هذه الأزمة وهؤلاء هم الأشخاص الوطنيون وأغلب الشعب السوري هو كهؤلاء.. ولذلك يجب أن نعمم هذه الحالة لكي لا نخلط بين الخطأ الصغير والتحدي الكبير.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. في الأزمات لابد من الترفع عن الصغائر.. ولابد أن نكون كبارا بحجم التحدي وقد نطرح شيئا قد يكون صحيحا في وقت آخر ولكنه في هذا الوقت بالذات طرح خاطئ وعندما نفهم هذه المفاهيم ونتبع هذا المنهج عندها نستطيع أن ننقذ الوطن فلا يكفي أن نحب الوطن لكي نجعله قويا بل يجب ان نعرف كيف نحبه.. فكم من أب وأم خرجوا للمجتمع أبناء فاشلين بتربية لا تخلو من المحبة ولكنها تخلو من المعرفة والعقلانية ولا يكفي ان نكره الدماء لكي لا تسيل ويجب ان نعرف كيف نمنعها من السيلان وهناك البعض يبني مواقفه السياسية على كلمتين.. يكره العنف ويكره الدماء.. وانا أقول.. من هو الإنسان العاقل الذي يحب الدماء... هذا الكلام من البديهيات ولكن عندما يدخل الطبيب الجراح إلى غرفة العمليات ويفتح الجرح وينزف الجرح ويقطع ويستأصل ويبتر.. ماذا نقول له تبت يداك هي ملوثة بالدماء أم نقول له سلمت يداك لأنك أنقذت المريض.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. عندما تحمل المقاومة سلاحا هل تحمله حبا بالدماء... هل قام الرسول صلى الله عليه وسلم بحروبه حبا بالدماء أم دفاعا عن الرسالة... وكذلك الأمر بالنسبة لحروب الخلفاء الراشدين.. ونحن اليوم ندافع عن قضية وندافع عن وطن.. نحن لا نقوم بهذه الأعمال حبا بالدماء وقد فرضت علينا معركة فكانت النتيجة هذه الدماء التي نزفت.. وقد يقول البعض كنا نتمنى أن تكون هذه الدماء على الحدود وعلى الجبهة.. هذا الكلام صحيح ولكن العدو اصبح في الداخل ولم يعد على الحدود.. غير التكتيك وغير الأسلوب.

 

وتابع الرئيس الأسد.. رغم أن العدو أصبح في الداخل ما زلنا كلنا نكره الدماء ولكن نحن نتعامل مع الواقع وأتمنى أن نبني أفكارنا على الواقع وليس على المشاعر عندئذ لا نخشى مجرما أو مأجورا أو مخططا يقوده مستعمر مسعور ويموله حاكم موتور عندئذ لا نخشى تشوش وتشويش البعض الذي أراد أن يقولب الأزمة لكي تناسب ما في عقله بدلا من أن يعيد صياغة أفكاره ومنطقه لكي يتماشى مع الحقائق التي تحيط بنا.

 

وقال الرئيس الأسد.. أنا لا أتحدث عن عميل في الداخل أو متآمر في الخارج فهذا هو موقعهم الطبيعي أن يقوموا بكل ما فيه ضرر لهذا الوطن.. وانا بهذا الخطاب لن أتحدث عن الوضع الدولي ولا الإقليمي.. لن أضيع وقتكم بهذا الكلام أنا اعتقد دائما بأن المشكلة تبدأ من هنا وسأركز في كل الكلمة على الوضع الداخلي.. أنا لا أتحدث عن عميل في الداخل أو متآمر في الخارج بل أعاتب سوريا أحب بلده لكنه لم يعرف كيف يحميه ولم يفهم ما الذي يحيط به فانجرف مع الموجة وغرق في الشعارات الخلابة وساهم من حيث لا يدري في ضرب وطنه سواء بسبب الشخصانية التي تسيطر عليه أو الأحقاد التي تتحكم فيه أو لقصر نظر ومحدودية رؤيته.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. البعض من هؤلاء يفترض بانه الأكثر معرفة في مجتمعنا وأقول لهؤلاء.. تعلموا من الشعب بدلا من أن تعلموه.. فهو الأكثر ثقافة ومعرفة وهو الأصوب رؤية.. سيروا خلفه لكي لا تضلوا طريق الوطنية تعلموا منه كيف نبني الوطن وكيف نحميه.. تعلموا من إحساسه الفطري كيف توضع الأولويات.. وكيف لا تحل الهوامش محل الأساسيات تعلموا منه رؤية الوطن بالحجم الحقيقي لا بالمقياس الجغرافي لكي تعرفوا خطوط التماس السياسية الحقيقية بيننا وبين خصومنا وأعدائنا وتكونوا أهلا لخوض المعارك الوطنية الكبرى.

 

وأكد الرئيس الأسد أن الشعب السوري ذكي لأن المنطقة معقدة وطبعا كل شعب ذكي في منطقته لكن هذه المنطقة معقدة منذ آلاف السنين وتتشابك فيها المصالح.. والشعب الذي يمتلك حضارة كالشعب السوري لا يقلد عادة بشكل ببغائي كل ما يأتيه من الخارج وخاصة عندما تأتي الرسائل والأفكار عبر الأقنية التي تعبر عن دول لا أريد أن أقول انها حديثة الحضارة.. أنا أقول انها لم تدخل عصر الحضارة بعد وما تزال تعيش على هامش التاريخ.

 

وقال الرئيس الأسد.. عندما نقول للبعض ممن يقع بخطأ سماع لهذه الأبواق.. لأن البوق ليس مجرد قناة قد يكون شيئا آخر.. لماذا اتخذت هذا الموقف... يقول لأنني ضد الأخطاء التي تحصل.

 

وتساءل الرئيس الأسد هل الملايين من السوريين التي نزلت إلى الشوارع نزلت دعما للأخطاء... أم نزلت لأنها ضد الحرية... أم نزلت لأنها تدعم الفساد والرشوة... مضيفا.. إن هذه الملايين هي أكثر من يعاني من هذه الأخطاء وأكثر من يقف ضدها ولكنها ميزت الزمن وعرفت أن هذا الوقت هو ليس وقت الحديث عن هذه الأمور وعرفت أن الهدف هو استبدال هذه الأخطاء بكوارث كبرى هذا ما فهمته هذه الملايين التي نزلت إلى الشارع.. اليوم وبعد 14 شهرا ثبتت رؤية الغالبية العظمى من المواطنين.

 

وتابع الرئيس الأسد.. هنا نسأل أولئك الأشخاص هل تمكنتم من إصلاح هذه الأخطاء... هل الوضع اليوم أفضل مما كان عليه قبل بداية الأزمة.. الجواب أيضا يأتي من خلال الواقع لكن خطأ هؤلاء أنهم أعطوا المبرر لكل من يريد أن يتدخل ولو بالكلام من الخارج وطبعا لم يتوقف التدخل على الكلام كما تعلمون.

 

القضية ليست حول الإصلاح والديمقراطية كما طرح في البداية بل هي حول دور سورية المقاوم ودعمها للمقاومة وتمسكها بحقوقها

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن المشكلة أنه لدينا أشخاص وهم قلة لحسن الحظ لا يتعلمون إلا على خلفية من الدماء والأشلاء والمشكلة أن البعض لا يرى الأمور إلا وهي مدبرة لا يراها وهي مقبلة أي لا يتمكن من رؤية المستقبل حتى ولو كان شديد الوضوح.

 

وقال الرئيس الأسد.. لم يفهموا بأن القضية أكبر بكثير من قضية خلاف بين أطراف سياسية.. لم يفهموا أن القضية ليست حول الإصلاح والديمقراطية كما طرح في البداية بل هي حول دور سورية المقاوم ودعمها للمقاومة وتمسكها بحقوقها والمطلوب الآن أن يضرب هذا الدور وأن يسحق أو أن يقسم هذا الوطن أو كلا الأمرين معاً.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. الغريب أن هناك أمورا واضحة كانت منذ البداية حيث بدأت الأزمة مع الأبواق الطائفية فكيف لم يفهموا ماذا تعني الطائفية.. تعني تقسيم وتفتيت وتفجير المجتمع فكيف لم يروا هذه الأمور على وضوحها.

 

وقال الرئيس الأسد.. أنا أسأل سؤالاً لماذا لم يضرب هذا الإرهاب الذي نراه اليوم بشدة قبل الأزمة مع أن سورية مطوقة بدول فيها هذه الحالات الإرهابية منذ أكثر من 10 سنوات.. والجواب لأن الفوضى هي البيئة الطبيعية التي تحتضن الإرهاب ولأن من سوق للفوضى هو من طبل لعهد جديد من الحرية والازدهار وهو لا يعرف عماذا يتكلم فاحتضن الأول الفوضى والفوضى احتضنت الارهاب فأصبح هؤلاء الأشخاص من دون أن يدروا مساهمين بشكل أو بآخر في موضوع الإرهاب.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. اليوم نرى نتيجة قصر النظر أن هذه الحرية التي هتفوا لها هي عبارة عن أشلاء أبنائنا وهذه الديمقراطية التي تحدثوا عنها غارقة اليوم بدمائنا.

 

وتابع الرئيس الأسد.. ان الثمن الذي دفعناه الآن غال ولكن أنا أتوقع أن الثمن الذي سندفعه بعد الخروج من الأزمة قد يكون أغلى ليس من الناحية الأمنية وإنما من الناحية الأخلاقية فأنتم تعرفون ما هي المفاهيم الجديدة التي دخلت لدى قسم كبير من الجيل الشاب في سورية مفاهيم.. الإرهاب.. العنف.. اللصوصية والمرتزقة.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. البعض عاطل عن العمل يأخذ أموالاً ليخرج للمظاهرات.. كلنا نعرف هذه الحقيقة لكن البعض لديه عمل تركه لأنه رأى العمل الآخر أسهل حيث يخرج لمدة ساعة أو نصف ساعة فيأخذ الأموال وهناك شباب في سن المراهقة 14-15 تقريباً أعطوا نحو 2000 ليرة سورية لقتل كل شخص فما هو الثمن والوقت والجهد المطلوب منا كي ننظف ما علق في عقول وقلوب أولئك الشباب.. وكيف يمكن أن نعيد تربية هؤلاء كي يعرفوا بأن الفوضى لا تجلب سوى الفوضى وأن المجتمع لا يمكن أن يبنى إلا على الأخلاق الحميدة وأعتقد بأن التحدي أمامنا كبير جداً في هذا الإطار.

 

وقال الرئيس الأسد.. على كل الأحوال كما تلاحظون أنا تحدثت كثيراً عن الوضع الداخلي وعاتبت بشكل مكثف الأشخاص الذين أخطؤوا لأن الكل تحدث عن التدخل الخارجي والمؤامرة الخارجية والكل تحدث عن الإرهابيين في الداخل طبعاً كتحميل مسؤولية ولكن لم نتحدث عن مسؤولية الأشخاص الوطنيين الذين يحبون وطنهم وكما قلت لم يعرفوا كيف يحبونه.. هذه مشكلة كبيرة لا تقل خطورة عن الطرف الأول والثاني لذلك أنا توسعت في هذا الموضوع اليوم.

 

وتابع الرئيس الأسد.. هذه العناصر الثلاثة واضحة منذ بداية الأزمة لكنني تحدثت عن هذا الآن لعدة أسباب.. السبب الأول أن الزمن الذي استغرقته الأزمة حتى الآن طويل بما فيه الكفاية لكي يتعلم أي شخص ومن لم يتعلم الحقائق ولم يفهم ما هي حقيقة الأزمة التي مر بها حتى اليوم فهو برأيي غير قابل للتعلم ولو طالت الأزمة سنوات والسبب الثاني أن الثمن الذي دفعناه غال جداً وهو أغلى بكثير من الدروس المستفادة من هذه الأزمة أو الفوائد التي يمكن أن نجنيها في حال افترضنا أن هناك فوائد يمكن أن نجنيها من هذه الأزمة والسبب الثالث أن هذا الخطاب هو الخطاب الأول بعد تبديل الدستور وإنجاز حزمة الإصلاحات.

 

الرمادية الوطنية غير مقبولة

 

وقال الرئيس الأسد.. كما تعلمون كل ما كان يطرح أو ما كنا نطرحه قبل تلك المرحلة كان يعتبر من قبل بعض القوى محاولة للتبرير وللتهرب من عملية الإصلاح.. اليوم نحن أحرار فالدستور صدر والحزمة التشريعية صدرت ومصداقيتنا في رغبتنا بالإصلاح ثبتناها كدولة وأصبحنا قادرين على أن نقول بشكل واضح ونخرج من جو النفاق الذي فرض في سورية في بداية الأزمة عندما كان كل شخص بغض النظر عن اتجاهه يسمى وطنيا يعني كل الوطنيين حتى لو كانوا مرتهنين للخارج وهذا الكلام لم يعد مقبولا الآن فنقول الوطني وطني ونقول لغير الوطني انت غير وطني.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. الرمادية الوطنية لم تعد مقبولة لماذا أقول رمادية وطنية ففي خطابي السابق أمام مدرج الجامعة تحدثت عن الرمادية بأنها لم تعد مقبولة ففهم البعض بأنني أنا أقوم بإلغاء أطياف سياسية يعني يا أبيض يا أسود والحقيقة أن هؤلاء لم يفرقوا بين الرمادية السياسية والرمادية الوطنية وعندما يكون هناك أحزاب داخلية أو تيارات سياسية أو أشخاص سوريون في حالة خلاف أو تنافس أو تناقض أستطيع أن أقف في المنطقة الرمادية لا مع الأول ولا مع الثاني ولا مع الثالث أو الرابع أما عندما تكون القضية وطنية وتكون المشكلة بين وطني وأوطان أخرى فأنا حتما مع وطني وإلا أكون خائنا فالرمادية الوطنية غير مقبولة وأنا لا أتحدث عن رمادية سياسية.. البعض يقف في موقف الرمادية الوطنية ويقول هذه رمادية سياسية وهذا ما أقصده بالرمادية الوطنية.

 

الرئيس هو لكل من يقف تحت سقف الوطن والدستور والقانون 

 

وقال الرئيس الأسد.. إن البعض يطرح في نفس هذا الإطار ومن بداية الازمة أن الرئيس يجب أن يكون لكل الشعب وأنا أقول كي أكون دقيقا إن الرئيس هو لكل من يقف تحت سقف الوطن والدستور والقانون وإلا ساويت بين العميل والوطني وبين الضحية والجلاد وبين الفاسد والشريف وبين من يخرب ومن يبني وبالتالي في هذه الرمادية الوطنية مخالفة للدستور ونكث بالقسم وضرر بالمصلحة العامة وخيانة للأمانة الوطنية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أما لمن يبحث عن رئيس من دون لون أو طعم أو رائحة لبلد هو الأغنى بالألوان والأكثر استساغة للعيش فيه والأزكى رائحة بعبق تاريخه فأقول لهم.. إن لوني من لون هذا الشعب الذي فيه من أطياف السيادة والمقاومة والكرامة والمحبة وأما كل طيف آخر من أطياف الإرهاب والطائفية والأشياء الأخرى التي رأيناها مؤخراً فهي أطياف غريبة لا تنتمي إلينا ومصيرها سيكون الاضمحلال والزوال.

 

قواتنا المسلحة الباسلة قدمت تضحيات كبيرة جداً وأظهر أبناؤها شجاعة نادرة في مواجهة القتل والإرهاب

 

وتابع الرئيس الأسد.. في قلب هذه الأحداث كانت قواتنا المسلحة الباسلة في مركز الهجوم الذي استهدف سمعتها ودورها وصورتها التي رسمت عبر عقود من التضحيات ولم يكن من الممكن لمؤسسة أن تقدم ما قدمته قواتنا المسلحة من تضحيات لولا وجود عقيدة توجه أبناءها بالاتجاه الصحيح فكان المستهدف هو العقيدة التي تعبر عن انتماء الشعب فاستهدفت هوية الشعب عبر استهداف المؤسسة التي يفخر بها.

 

وأكد الرئيس الأسد أن هذه المؤسسة قدمت تضحيات كبيرة جداً وأظهر أبناؤها شجاعة نادرة في مواجهة القتل والإرهاب كي يشعر كل واحد فينا بالأمان وعبروا ببسالتهم عن بسالة هذا الشعب الذي ينتمون إليه وحموه بأرواحهم ودمائهم على مدار الساعة وأقل ما نقدمه لهم هو احتضان الشعب وحمايته لهم وهي موجودة وملموسة ولولاها لما كان ممكنا أن يعبروا عن وحدتنا الوطنية بصمودهم وبتماسكهم وهذا ما سيدفع الأعداء للتركيز أكثر على تشويه تاريخ قواتنا المسلحة معتمدين على بساطة البعض ممن يتشربون المعلومة دون أي تدقيق.

 

ولفت الرئيس الأسد إلى أنه لم يكن خافياً على أحد عمليات التزوير التي تمت لإلصاق الكثير من الأعمال الإرهابية الشنيعة بهذه المؤسسة الوطنية كما تم استغلال الاخطاء التي تحصل من وقت لآخر من قبل بعض الأفراد لتضخيمها وإظهارها كنهج تتبناه الدولة ومؤسساتها بشكل عام وهنا علينا أن نفرق بين الأخطاء الفردية التي يرتكبها أي شخص ينتمي لأي مؤسسة في الدولة وأخطاء المؤسسة نفسها فلا يجوز أن نعمم خطأ شخص أو مجموعة أشخاص على كل زملائهم والخطأ يتحمله الشخص الذي ارتكبه حصراً لأنه يعبر عن نفسه لا عن غيره ولا عن تعليمات رؤسائه ولا عن سياسات مؤسسته.

 

قواتنا المسلحة بناء عريق شامخ بنى الوطن ودافع عنه وحمى استقلاله وما يزال

 

وقال الرئيس الأسد إن قواتنا المسلحة بناء عريق شامخ بنى الوطن ودافع عنه وحمى استقلاله وما يزال ولا يجوز المساس برمز يعبر عن وطنيتنا ووحدتنا وشرفنا.. فباسمكم جميعا أوجه كل معاني الاحترام والتقدير إلى الجند الميامين الذين نذروا أنفسهم فداء للوطن وأقسموا على الذود عنه فكانوا خير أمناء على قسمهم.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. في الأسبوع الماضي وبعد مجزرة الحولة الشنيعة قاموا باتهام القوات المسلحة وقالوا في البداية إنها بسبب قصف مدفعي ودبابات ولكنهم تراجعوا عن هذا الطرح فوراً لأنهم شعروا بالاحتضان الشعبي وشعروا أن اتهام القوات المسلحة بالجريمة هو اتهام لكل مواطن سوري دون استثناء بأنه مجرم وإرهابي فانتقلوا باتجاه الحديث عن ميليشيات موالية للدولة كما أطلقوا عليها التسمية.

 

ما حصل في الحولة والقزاز والميدان ودير الزور وحلب وأماكن أخرى كثيرة في سورية وصفناه بالمجازر البشعة والشنيعة والوحشية وفي الحقيقة حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه وخاصة في مجزرة الحولة

 

وقال الرئيس الأسد.. إن ما حصل في الحولة والقزاز والميدان ودير الزور وحلب وأماكن أخرى كثيرة في سورية وصفناه بالمجازر البشعة والشنيعة والوحشية وفي الحقيقة حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه وخاصة في مجزرة الحولة وأعتقد أن اللغة العربية وربما اللغة البشرية بشكل عام غير قادرة على وصف ما رأيناه ونحن كسوريين عايشنا هذه المرحلة وسنبقى نشعر بالخجل كلما تذكرناها طالما أننا أحياء ونتمنى ألا تبقى في ذاكرة الأبناء والأحفاد بل أن تبقى الدروس من هذه الأزمة دون أن تبقى الصور والمشاعر موجودة في مجتمعنا.

 

وتابع الرئيس الأسد.. لو لم نشعر بالألم الذي يعتصر القلب وبالغضب الذي يصل حتى درجة الانفجار كما حصل معي ومع كل واحد منكم للمشاهد القاسية التي شاهدناها على التلفزيون وخاصة مشاهد الأطفال فنحن لسنا ببشر وهذا هو الشعور الطبيعي الإنساني والوطني أيضا.. وإذا أردنا أن نعزي فلا نريد أن نعزي الأهالي والأقرباء فالعائلات ذهبت بأكملها بل نعزي أنفسنا بالمستوى الذي وصل إليه بعض السوريين ونعزي أنفسنا بالضحايا ولكن نعزي أنفسنا أكثر بمستوى الإجرام الذي وصلنا إليه والذي هو مؤلم كألم الجريمة بحد ذاتها.

 

وقال الرئيس الأسد.. هل تدفعنا هذه المشاعر أم نقودها نحن وهل تحركنا أم نحن نحدد إلى أين نتحرك والمشكلة أن البعض يدفعه الغضب باتجاه تدمير الوطن وهذا الشيء رأيناه في الأيام الأولى باليوم الأول أو الثاني.. لدينا فئة من الناس مع كل أسف ومرة أخرى أقول.. إن هذه الفئة محدودة جدا ولكن هذه الفئة منذ بداية الأزمة تسقط في كل مرة بنفس الفخ.. ففي كل مرة تسمع أكذوبة أو إشاعة ظهرت في قناة إعلامية أو على الإنترنت أو غيرها وتبني مواقفها عليها وتدفعنا باتجاه تدمير الوطن.. فهل نريد أن نستخدم هذه المشاعر لحقن المزيد من الدماء وحماية المزيد من الأطفال.. وخاصة أن المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة وغيرها هم ليسوا مجرمين لساعة وليسوا مجرمين ليوم.. هم مجرمون بشكل مستمر.. هم يخططون بكل تأكيد لجرائم أخرى عندما تسنح لهم الفرصة.. فهل نحمي أطفالنا وأبناءنا ودماءنا من المزيد من الجرائم أم نحضر أنفسنا للمزيد منها.. هنا يظهر الفرق بين الوعي الوطني وغياب الوعي الوطني.. لا نريد أن ننقاد بغرائزنا ولا بأقنية ولا بأبواق تطرح علينا الأمور من الخارج.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. هذا ما حصل معنا في الثمانينيات.. وحاولوا أن يكرروه الآن والبعض عاصر تلك المرحلة وربما هناك جيل لا يذكر هذه المرحلة مشيراً الى حادثة وقعت إما في عام 1980 أو 1979 عندما قتل شيخان من طائفتين في مدينة واحدة وكادت تندلع الفتنة لولا وعي معظم الأهالي وهذا ما يحاولونه الآن.

 

وقال الرئيس الأسد.. السؤال البديهي الذي نسأله في مثل هذه الحالة من هو المستفيد وهل قامت الدولة أو موالون للدولة بهذا العمل قبل زيارة كوفي عنان كي تفشل خطة عنان.. ونحن نعرف من يريد أن يفشل خطة وزيارة عنان.. هل قامت الدولة أو الموالون للدولة بهذا العمل كي تستجلب المزيد من العداء في مجلس الأمن الذي يطغى عليه اللون المعادي بكل الأحوال.. هذا الكلام غير منطقي.

 

وتابع الرئيس الأسد.. القضية بسيطة وبديهية.. بدؤوا بمراحل في هذه الأزمة.. بدؤوا بحالة الثورة الشعبية التي توقعوا أن تندلع خلال أسابيع وفشلوا فيها حتى رمضان.. وبعد رمضان بدؤوا بالعمل المسلح وأرادوا منه مواجهة الجيش والأمن والشرطة وفشلوا.. انتقلوا بعدها لمرحلة الاغتيالات والتفجيرات وإرهاب المواطنين بشكل مباشر وكان الشعب صامدا وفشلوا فكان لابد من العمل على خلق فتنة طائفية.. أنا أعتقد أن هذه الحالة وهذا الكرت هو الكرت الأخير بالنسبة لهم وهو يدل على الإفلاس داعياً أولئك الأشخاص الذين يأخذهم الانفعال إلى الحد الأقصى في مثل هذه الحالات إلى أن يفكروا ويتفكروا بشكل عميق بكل ما حصل وبكل الأحداث التي مرت منذ بداية الأزمة حتى اليوم.

 

وقال الرئيس الأسد.. نحن نعيش في جو تزوير وقد يكون الإنسان صاحب قلب طيب.. يقول إن كل ما يطرح صحيح حتى يثبت العكس وهل من المعقول بهذه الظروف ان كل ما يحيط بنا هو عبارة عن تزوير فقط.. يجب أن نقول إن كل هذه الأمور تزوير حتى يثبت العكس.. ولذلك أنا أدعو أولئك الأشخاص الذين يأخذهم الانفعال إلى الحد الأقصى كي يغيروا طريقة تفكيرهم وأؤكد على نقطة هامة جدا في هذه الأزمة.. الأزمات تظهر المعدن الحقيقي للشعوب والأمم الحضارية فإذا كنا حضاريين فأول ميزة للأمم الحضارية عندما يكون هناك ملمة أو أزمة حادة فيتوحد الشعب وليس العكس.. الأمم غير الحضارية تظهر ثغراتها ومشاكلها وانقساماتها في الأزمات.. فأنا أتمنى فعلا أن نثبت كما نقول دائماً بأننا شعب حضاري ننتمي لواحدة أو لعدة من أقدم الحضارات على وجه الأرض.

 

المطلوب اليوم أن نقف صفا واحدا مع الوطن ويجب أن يشعر كل واحد منا بأنه مسؤول عن القيام بواجبه لإنقاذ الوطن

 

وأضاف الرئيس الأسد.. المطلوب اليوم أن نقف صفا واحدا مع الوطن ويجب أن يشعر كل واحد منا بأنه مسؤول عن القيام بواجبه لإنقاذ الوطن لأنه خفير وشرطي وجندي فالاعتماد على الدولة وحدها لا يكفي فالأزمة ليست أزمة داخلية بل هي حرب خارجية بأدوات داخلية وكل مواطن معني بالدفاع عن وطنه وإذا تشابكت أيدينا اليوم فأنا أؤكد أن انتهاء هذا الوضع قريب بغض النظر عن التآمر الخارجي ولن نسمح للقادمين من خارج التاريخ أن يكتبوا شيئا لم يكتبه التاريخ من قبل وهو أن السوريين يوما دمروا وطنهم بأيديهم.. لقد انتصرنا عبر التاريخ على كل الحاقدين وها نحن اليوم نرسم سويا بسواعد الشرفاء وبمؤسساتنا الوطنية وببسالة جنودنا خطوط النصر الآتي لا محالة بإذن الله.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن شعبنا الصامد تعرض لمحاولات التجويع والحصار والتلاعب بقوته اليومي.. فكونوا على ثقة بأن كل هذا زائل عندما نعمل معا على تحقيق ما يحتاجه المواطن من عدالة اجتماعية تتجلى بتوزيع منصف للثروة وتكافؤ للفرص والحصول على الخدمات الأساسية ولابد من إنماء متوازن بين الريف والمدينة وتعميم شبكات الدعم الاجتماعي بهدف تعزيز وتوسيع الطبقة الوسطى في المجتمع.

 

وأكد الرئيس الأسد أن كل ذلك بحاجة لإصلاح إداري يقضي على الهدر والفساد والمحسوبيات والتسيب وضعف الشعور بالمسؤولية وعلينا أن نحاسب كل من يحاول استغلال هذه الأزمة من أجل التلاعب بقوت الشعب كما أن علينا دعم الزراعة كقطاع استراتيجي وكدعامة من دعائم استقرار المجتمع واستقلالية القرار الوطني مع ضرورة الاستمرار في تعزيز وتحديث الصناعة إضافة إلى دعم الحرف والصناعات الصغيرة والمتوسطة كأحد عوامل التوازن الاجتماعي ورافد مهم للناتج الوطني والتي يجب أن تشكل القاعدة الأوسع لاقتصادنا دون أن يغيب عن ذهننا الطاقات التي استنزفتها الظروف الراهنة وأعاقت مسار التطوير بشكل جدي فعطلت مشاريع حيوية وأدت لاختناقات في توفير بعض المواد نتيجة الحصار الاقتصادي الخارجي إضافة الى تخريب البنية التحتية من قبل الإرهابيين ما أدى لتراجع مستوى عدد من الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. علينا العمل بشكل يومي للبحث عن موارد بديلة وترشيد الإنفاق وإعادة ترتيب الأولويات وإصلاح ما تخرب من البنية التحتية ولكن هذه الظروف لن تفت في عزيمتنا بل ستكون حافزا للمزيد من العمل ولا يجوز أن تتحول إلى ذريعة للمقصرين لإلقاء تبعات تقصيرهم عليها بدلا من القيام بواجباتهم.

 

وشدد الرئيس الأسد على أن الشباب هم عماد الوطن وأساسه فقد بدأنا بتفعيل دورهم في كثير من المفاصل الاجتماعية والاقتصادية وحتى التشريعية وأعتقد أن أصغر الأعضاء سنا في هذا المجلس لم يتجاوز الثلاثين من العمر ولولا سواعد هؤلاء الشباب وعقولهم المتطورة لما كان لهذه الهجمة الحاقدة علينا أن تصد وكما شمروا عن سواعدهم ونزلوا إلى الشوارع متحدين واثقين بوطنهم يجب أن يشمروا عن سواعدهم لبناء الوطن وتحديثه.

 

إذا كان البعض أرسل لشعبنا الموت والدمار فنحن نريد أن نقدم لشعبه نموذجاً حضارياً يقتدي به لينال حريته وليصبح شريكا في وطنه بدلا من أن يكون الحاكم مالكا للأرض وللشعب وللوطن

 

وقال الرئيس الأسد.. إن المهام تتجاوز الحدود وإذا كان البعض قد أرسل لشعبنا الموت والدمار فنحن نريد أن نقدم لشعبه نموذجاً حضارياً يقتدي به لينال حريته وليصبح شريكا في وطنه بدلا من أن يكون الحاكم مالكا للأرض وللشعب وللوطن وعندها ستصلنا رسائل الإنسانية من إخوة في بلدان الحرية بدلاً من نصائح الديمقراطية التي تأتينا من بلدان العبودية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. بإرادتنا سنتجاوز المحنة وبوحدتنا سنقهر الأعداء ولن يتمكن الصخب من تغييب صوت الحق ولا التضليل الحاقد من التعمية على الحقيقة التي تنطق بها الوقائع صادقة معبرة ولن يتمكن الإرهاب الآثم من كسر إرادة شعبنا وستبقى سورية الأبية عرين العروبة وقلعة الصمود وستسترد عافيتها وترد كيد الحاقدين وستشهد من جديد هزيمتهم المخزية.

 

وتوجه الرئيس الأسد إلى أعضاء مجلس الشعب بالقول إن المواطن الذي انتخبكم إنما يريدكم قريبين منه لا متعالين عليه شاعرين بآلامه ومحققين لطموحاته لا طامحين لجاه خاص أو لمنفعة شخصية فلنضع اليد باليد والكتف بجانب الكتف ولننهض بالوطن ولنجعل الدور التشريعي الأول انطلاقة للورشة الكبيرة التي أردناها لسورية المستقبل.

 

وختم الرئيس الأسد.. كونوا على قلب رجل واحد أمام مصلحة الوطن والمواطن حتى لو اختلفت رؤاكم فالمسؤول الحقيقي هو الذي ينبض قلبه على وقع نبض شعبه والبوصلة دائما لنا جميعا هي سيادة سورية واستقلال قرارها وسلامة ترابها وكرامة أبنائها وتذكروا أن الفرد زائل والشعب باق وأن المناصب متغيرة والوطن ثابت وأتمنى لكم كل التوفيق في مهامكم في هذا الدور التشريعي الأول.

وقبل أن يغادر الرئيس الأسد مبنى مجلس الشعب صافح أعضاء المجلس.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ