ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ملف
مركز الشرق العربي زيارة
البابا بنديكتوس السادس عشر
للبنان 15-9-2012 البابا في
المطار: التوازن اللبناني
الشهير يمكن أن يشكل نموذجاً
للشرق الأوسط داود رمال السفير أقل من ساعتين
أمضاهما بنديكتوس السادس عشر في
مطار بيروت. أقل من 500 شخص كانوا
في استقباله من رسميين وروحيين
وموظفين وأمنيين، بالإضافة إلى
350 مواطنا ومواطنة اختيروا من
الأبرشيات عينة لاستقبال شعبي
متواضع على أرض المطار. عند الواحدة وخمسين
دقيقة، أطل البابا من باب
الطائرة الأمامي ورفع يديه
محييا ونزل سلّم الطائرة بلا
عكازه الذي يرافقه دائما، متكئا
بهدوء على الجانب الحديدي
الأيمن، حتى بلغ أرض المطار،
ليجد رئيس الجمهورية ميشال
سليمان في استقباله ومصافحته
ومن ثم زوجته، فالرئيس نبيه بري
وزوجته والرئيس نجيب ميقاتي
وزوجته والبطريرك الماروني
بشارة الراعي، قبل أن تتقدم
الفتاة ماريا عيسى والفتى مصطفى
مطر بالزي التراثي اللبناني
الأصفر والأبيض لتقديم باقتين
صفراء وبيضاء إليه. قبيل وصول الطائرة،
تجمعت في سماء المطار والعاصمة،
غيوم خريفية، شبيهة بتلك التي
ودعت البابا في مطار روما وسط
طقس ماطر، وخرقتها 21 طلقة
ترحيبية أطلقها الجيش، فيما كان
قائده العماد جان قهوجي يصافح
في اللحظة نفسها البابا قبل أن
يعتلي المنصة، ويقف والى يمينه
رئيس الجمهورية، ويُعزَف
النشيدان الفاتيكاني
واللبناني، وسط هتافات وصيحات
الترحيب من الحشد الشعبي
المتواضع على أرض المطار. العلمان اللبناني
والفاتيكان زيّنا المناسبة. على
مقدمة الطائرة البابوية
الايطالية. على المنصة. في كل
جنبات المطار. الخطابان
اللبناني والفاتيكاني كانا
مدروسين ومعبرين، وسبقتهما
عبارات قالها البابا للصحافيين
الذين يرافقونه على متن الطائرة
ودعا فيها الى التوقف عن توريد
الأسلحة الى سوريا. 120 شخصية رسمية. 120
شخصية روحية. هؤلاء اجتمعوا تحت
مظلتين (خيمتين) باللون الأبيض.
350 مواطناً ومواطنة يمثلون «رابطة
الاخويات في لبنان» و«كشافة نور
وايمان» و«جماعة يسوع ومريم»،
وممثلون عن شبيبة الابرشيات
رفعوا الأعلام واللافتات. هؤلاء
هم من كانوا على أرض المطار، في
الاستقبال الرسمي، أما من تسنى
لهم مصافحة البابا، فلم يتعدوا
الثلاثين شخصية، قبل أن يتوجه
الضيف الى صالة كبار الزوار
وهذه المرة متكئاً على عصاه، في
ظل ترتيبات أمنية تولاها الجيش
وقوى الأمن والحرس الجمهوري
والأمن الفاتيكاني في المطار
وحوله وعلى طول الطريق الى مقر
الاقامة البابوية في حريصا. وعلى صورة لبنان،
كانت صورة الحشد في المطار. سفير
سوريا وسفيرة الولايات المتحدة.
العماد ميشال عون والرئيـس فؤاد
السنيورة. حضـرت كل أطيــاف
البلد وطوائفه. حضر السـفراء
والقنـاصل. حضر الأمن. ومـن بعد
المطار، جاء دور «المسـايرات»
على الطريقة اللبنـانية. سليمان: زيارتكم
رسولية قال سليمان في كلمته
«تأتون إلينا في زيارة رسميّة
ورسوليّة ملؤها الرجاء والأمل»،
أضاف «لقد شئتم من زيارتكم
للبنان أن تعلنوا للعالم أجمع
مدى أهميّة وطننا كنموذج ومثال،
في تنوّعه ووحدته، على الرغم من
حجم المخاطر والصعاب؛ ولتؤكدوا
مدى أهميّة الوجود المشترك
المسيحي والمسلم، في آن، من أجل
الحفاظ على دعوة لبنان
التاريخيّة، خصوصاً في خضمّ
التحوّلات والتحديات الكبرى،
التي تطاول عالمنا العربي،
والتي تفرض علينا جميعاً توضيح
الـرؤى، وتوحيد الصفوف، وشبك
الأيادي، من أجل المساهمة في
بناء مجتمع قائم على الحريّة
والعدالة والمساواة». أضاف: «كذلك شئتم أن
تختاروا لبنان، وأن تحملوا منه
رسالة سلام ومحبّة إلى منطقتنا
برمّتها، بشعوبها وأبنائها
ودولها، من خلال الإرشاد
الرسولي الخاص بمجمع الأساقفة
من أجل الشرق الأوسط، الذي
سيشرّفني مشاركتكم في الاحتفال
بالتوقيع عليه من قبل قداستكم
بعد ظهر اليوم (أمس)، والسلام
بنظركم، ليس نبذاً للعنف ولسيل
الدماء فحسب، بل هو ارتباط وثيق
بالله الواحد الذي ينتمي إليه
أبناء الشرق أجمعهم. وهو سلام
الحقّ والعدالة والاحترام،
يبنى على الحوار ويترسّخ
بالتلاقي. وكلّنا أمل في أن تأتي
زيارتكم لبلادنا بالخير
والبركات على اللبنانيين، وعلى
شعوب منطقتنا ومكوّناتها، ومن
بينهم المسيحيّون المشرقيّون،
المتجذّرون في هذه الأرض
الكريمة منذ القدم، والذين
يترقّبون رسالتكم إليهم
باهتمام عظيم». واستعاد سليمان «مآثر»
اللبنانيين من الأبجدية الى
الطائف.. وصولا الى تثبيتهم
ركائز هذه الجمهوريّة «على
قواعد ميثاق وطني يكفل المشاركة
المتكافئة للطوائف في إدارة
الشأن السياسي العام؛ وقد ذهبت
مقدمة الدستور اللبناني إلى حدّ
التأكيد أن لا شرعيّة لأيّ سلطة
تناقض ميثاق العيش المشترك». وقال «بالرغم من
عراقتها وانفتاحها، وربما بسبب
هذا الانفتاح، فقد أمست هذه
الأرض اللبنانيّة، في فترات
مختلفة من تاريخها، عرضةً
للأطماع، ومسرحاً للحروب،
وضحيّة لأشكال مختلفة من أشكال
العدوان والاحتلال، نتج منها
الكثير من الدمار وإراقة الدماء
والتهجير والظلم، إلا أنّ لبنان
أظهر على الدوام مقدرة على
المقاومة والتضحية والاستشهاد
في سبيل الدفاع عن سيادته
واستقلاله وحريّته ووحدته
وقيمه. فتمكّن من تجديد ركائز
وفاقه الوطني وتحرير معظم
أراضيه وإعادة البناء، وتأمين
شروط عودة المهجّرين إلى مدنهم
وقراهم، بينما هاجر من أبنائه
الكثيرون، فساهموا بإعمار
الدول التي استقرّوا فيها على
كل الصعد، محتفظين بتقاليدهم
الأصليّة، وبمخزون قيمهم
العائليّة والروحيّة،
وبارتباطهم العاطفي بوطنهم
الأمّ، على قاعدة التضامن
والمشاركة، وهم مصدر قوّة وثروة
للبنان، وعنصر من عناصر عالميته
وإشعاعه». وختم سليمان: «من
تداعيات الظلم الذي حلّ في
فلسطين عام 1948 ومظاهره، وجود
أكثر من 400 ألف لاجئ فلسطيني على
الأرض اللبنانيّة والعديد منهم
هنا (في مخيم برج البراجنة
بمحاذاة المطار)، في هذا
الجوار، تسعى الدولة بالتنسيق
مع وكالة الأونروا، لتأمين
احتياجاتهم الحياتيّة
الأساسيّة، من ضمن القدرات. وهي
مناسبة للتذكير بأنّ رعاية شؤون
اللاجئين الفلسطينيين على
الصعيد الإنساني، مسؤوليّة
دوليّة قبل كلّ شيء، وذلك
بانتظار إيجاد حلّ سياسي عادل
لقضيتهم ولقضيّة الشرق الأوسط،
يضمن حقّهم الطبيعي في العودة
إلى أرضهم وديارهم الأصليّة،
ويحول دون أيّ شكل من أشكال
توطينهم في لبنان، وفقاً
لمندرجات المبادرة العربيّة
للسلام، ولما ينصّ عليه الدستور
اللبناني وما تقتضيه مستلزمات
وفاقنا الوطني». البابا: «سلامي
أعطيكم» ورد البابا بكلمة قال
فيها: «يسرني، فخامة
الرئيس، أن ألبي الدعوة الكريمة
التي وجهتموها لي لزيارة بلدكم،
والتي تلقيتها أيضا من البطاركة
والأساقفة الكاثوليك في لبنان.
هذه الدعوة المزدوجة تظهر، اذا
لزم الأمر، الغاية المزدوجة من
زيارتي لبلدكم. فهي تبين متانة
العلاقات القائمة منذ القدم بين
لبنان والكرسي الرسولي، كما
تهدف الى المساهمة في تعزيزها.
وهي أيضا رد على زيارتيكم لي في
حاضرة الفاتيكان، الأولى في
تشرين الثاني 2008 والأخيرة في
شباط 2011، والتي تلتها بعد 9 أشهر
زيارة دولة رئيس الوزراء. فإنه خلال لقائنا
الثاني، قد تم تبريك التمثال
المهيب للقديس مارون. وجوده
الصامت، على جانب بازيليك
القديس بطرس، يذكّر دائما
بلبنان، وفي المكان نفسه حيث
دفن القديس بطرس. ويظهر إرثا
روحيا قديما بتثبيته إجلال
اللبنانيين لأول الرسل،
ولخلفائه. ولإبراز تكريمهم
الكبير لسمعان بطرس يضيف
البطاركة الموارنة اسم بطرس الى
أسمائهم. إنه لجميل رؤية القديس
مارون يتشفع باستمرار من أجل
بلدكم ومن أجل الشرق الأوسط
بأكمله، من المزار البطرسي.
فخامة الرئيس، إني أشكركم سلفا
على الجهود التي بذلت لإنجاح
إقامتي في ما بينكم. والسبب الآخر
لزيارتي هو توقيع وتسليم
الارشاد الرسولي للمجمع الخاص
لسينودس الاساقفة من أجل الشرق
الاوسط، الكنيسة في الشرق
الاوسط. ان الامر يتعلق بحدث
كنسي بالغ الاهمية. أشكر جميع
البطاركة الكاثوليك الذين
قدموا، وأخص بالذكر البطريرك
السابق الكاردينال العزيز نصر
الله بطرس صفير، وخلفه البطريرك
مار بشارة بطرس الراعي. وأحيي
بطريقة اخوية كل اساقفة لبنان،
وكذلك الذين قدموا ليصلوا معي
وليتسلموا هذه الوثيقة من يدي
البابا. من خلالهم لأحيي أبوياً
جميع مسيحيي الشرق الاوسط. يهدف
هذا الارشاد الموجه الى العالم
كله، الى ان يكون لهم خريطة طريق
للاعوام المقبلة. يسعدني ايضا
انني سأتمكن خلال هذه الايام من
لقاء العديد من ممثلي الجماعات
الكاثوليكية في بلدكم، ومن
الاحتفال والصلاة معا. ان
حضورهم والتزامهم وشهادتهم
إسهام مقبول ومحل تقدير رفيع في
الحياة اليومية لجميع سكان
بلدكم العزيز. انني أرغب ايضا في ان
أحيي بتقدير كبير البطاركة
والاساقفة الارثوذكس الذين
قدموا لاستقبالي، وكذلك ممثلي
مختلف الجماعات الدينية.
فحضوركم، ايها الاصدقاء
الاعزاء، يشهد على التقدير
والتعاون اللذين تأملون في
تعزيزهما بين الجميع عبر
الاحترام المتبادل. أشكركم من
اجل جهودكم، واني لعلى يقين من
انكم ستكملون البحث عن طرق
للوحدة والانسجام. لا انسى
الاحداث الحزينة التي أدمت
بلدكم الجميل خلال سنوات طويلة.
ان التعايش اللبناني، يجب ان
يظهر للشرق الاوسط بأكمله
ولباقي العالم انه من المستطاع
ايجاد داخل أمة ما التعاون بين
مختلف الكنائس، وكلها اعضاء في
الكنيسة الكاثوليكية الواحدة،
بروح مشاركة أخوية مع المسيحيين
الآخرين، وفي الوقت ذاته،
التعايش المشترك والحوار
القائم على الاحترام بين
المسيحيين واخوانهم من اديان
اخرى. تعرفون مثلي ان هذا
التوازن، الذي يقدم في كل مكان
كمثال، هو في منتهى الحساسية.
وهو مهدد احيانا بالتحطم عندما
يشد كوتر القوس، او عندما يخضع
لضغوط، غالبا ما تكون فئوية، او
حتى مادية، معاكسة وغريبة عن
الانسجام ووداعة اللبنانيين.
وهنا ينبغي إظهار الاعتدال
الحقيقي والحكمة الكبيرة. ويجب
ان يتغلب العقل على العاطفة
الفردية لتعزيز الخير العام
للجميع. ألم يقض الملك سليمان
العظيم الذي عرف حيرام، ملك
صور، بأن الحكمة هي الفضيلة
الاسمى؟ لهذا السبب طلبها
بإلحاح من الله، والله منحه
قلبا حكيما وذكيا (1 مل - 12). جئت ايضا لأقول كم هو
مهم حضور الله في حياة كل فرد،
وان طريقة العيش معا - التعايش
الذي يرغب بلدكم في الشهادة له -
لن يكون عميقا ما لم يتأسس على
نظرة قبول، وعلى تصرف لطيف تجاه
الآخر، ما لم يتأصل في الله،
الذي يرغب ان يصبح البشر اخوة.
ان التوازن اللبناني الشهير،
والراغب دائما ان يكون حقيقة
واقعية، سيتمكن من الاستمرار
فقط بفضل الارادة الحسنة
والتزام اللبنانيين جميعا.
آنذاك فحسب، سيكون نموذجا لكل
سكان المنطقة، وللعالم بأسره.
لا يتعلق الامر بعمل بشري محض،
انما بعطية من الله، التي يجب
طلبها بإلحاح، والمحافظة
عليها، مهما كان الثمن،
وتعزيزها بإصرار. العلاقات بين لبنان
وخليفة بطرس تاريخية وعميقة.
فخامة الرئيس، ايها الاصدقاء
الاعزاء، جئت الى لبنان كحاج
سلام، كصديق لله، وكصديق للبشر.
«سلامي أعطيكم» سلامي أعطيكم
هكذا يقول المسيح، (يو 14،27). ومن
خلال بلدكم، أتيت اليوم،
وبطريقة رمزية، الى جميع بلدان
الشرق الاوسط كحاج سلام، كصديق
لله وكصديق لجميع سكان دول
المنطقة كافة، مهما كانت
انتماءاتهم أو معتقدهم. ولهم
ايضا يقول المسيح: «سلامي
أعطيكم». أفراحكم وآلامكم حاضرة
دائما في صلاة البابا، وأطلب من
الله ان يرافقكم ويعزيكم. وأؤكد
لكم انني سأصلي بطريقة خاصة من
اجل جميع الذين يتألمون في هذه
المنطقة، وهم كثيرون. تمثال
القديس مارون يذكرني بكل ما
تعيشونه وتتحملونه. فخامة الرئيس، أعرف
ان بلدكم يعد لي استقبالا طيبا،
استقبالا حارا، الاستقبال الذي
يخص به أخا محبوبا ومقدرا. وأعرف
ان بلدكم يريد ان يكون جديرا للـ«اهلا
وسهلا» اللبناني. انه هكذا
وهكذا سيكون، وأكثر من ذلك من
الآن وصاعدا. انني سعيد لكوني
معكم جميعا. ليبارككم الرب
جميعا». السفير ================= لبابا لمسيحيي
الشرق: «لا تخافوا» .. ولمسلميه:
«توازنوا» حلَّ بنديكتوس
السادس عشر ضيفا على الانقسام
اللبناني، فأحاله إجماعا على
الترحيب به. قال مكرراً على أرض
المطار، بلغة أهل الدار، «سلامي
أعطيكم»، فتسللت الحماسة الى
الشبان المنتظرين، والبسمة الى
شفاه السياسيين. أما مساء،
فأعلن أبرز رسائله. وقف في
بازيليك القديس بولس في حريصا ـ
درعون وتوجّه الى كنائس الشرق
بالقول: «لا تخافوا». جاء خليفة بطرس
محاولا أن يروي نبتة المسيحيين
العرب المغروسة في أرض هذا
الشرق، ويعيد إليها نضارة
الحياة وحيويتها، فتؤتي ثمارا
من جديد. لكنه لم يأت من أجل
المسيحيين وحدهم. أقلّه لا
خصوصية لهذه الزيارة إن كانت
لهم وحدهم. أتى ليعلن قناعة
فاتيكانية راسخة بالحوار
المسيحي ـ الاسلامي، ويكرّس
التعايش واقعا حياتيا، وليس
خياراً ظرفياً عابراً. هذا
الكلام قاله على أرض لبنان: «أزوركم
كصديق لله وللبشر ولكل شعوب
المنطقة مهما اختلفت
معتقداتها، وأكمل جملته ـ
المفتاح: «التوازن اللبناني
الشهير يمكن أن يشكل نموذجا
يحتذى في الشرق الأوسط». لم ينتظر البابا وصول
طائرته الى بيروت. تعمّد بث
الرسائل من الجو. قال للصحافيين
الذين يرافقونه إنه يعلم جيدا
المناخ المتوتر المحيط بلبنان،
وهذا ما حداه أكثر على التشبث
بالزيارة «كرسول سلام»، و«هذه
رسالة قوية بحدّ ذاتها» على حد
تعبير الناطق باســمه. رافقه اللبنانيون عن
كثب. فهو جاء مصحوبا بآلاف
الأضواء التي ستتسلط على هذا
البلد الصغير، ومن خلاله على
الشرق بأكمله. هذا الشرق الذي
ينام ويصحو في كل يوم على جراح
جديدة. لم يكن البابا يحتاج
لثوبه الأبيض لتمييزه عن الحضور.
ففي ملامحه بعض من براءة
تستعيرها الشيخوخة، أو ربما
تستعيدها، من طفولة أوغلت في
الابتعاد. وفيها، تواضع المثقل
بالمعرفة، وخجل الكاهن في
بدايات مشواره. زيّنت له
الطرقات بالأعلام البابوية
واللبنانية واللافتات المرحّبة.
تفنن اللبنانيون في الترحيب به
بكل لغاتهم، بالعربية
والفرنسية والانكليزية
والأرمنية والألمانية
واللاتينية والايطالية. قرعوا
له الأجراس ترحيبا وأضاءوا
الشموع. هذا «الآتي باسم الرب»
يفترض أن يسير على درب سلفه
يوحنا بولس الثاني، الذي زرع «رجاء
جديدا للبنان»، وأن يعمم هذا
الرجاء على الشرق الأوسط. هي الرسالة التي
أعلنها في خطابه في حريصا قبيل
توقيعه «الإرشاد الرسولي»،
وقال فيها إن لبنان بلد «الرسالة
والتعايش بين مكوّنات المجتمع
بطريقة متناغمة... إنه رســالة
للشرق الأوسط». وتعمّد البابا في
حواره مع الصحافيين في الطائرة
الاعلان عن ترحيب المسيحيين بـ«الربيع
العربي». إلا أنه حذّر من «عدم
التسامح مع الآخر». لافتا
الانتباه الى أن «الكرامة
العربية المتجددة تعني تجديد
مفهوم العيش معا، وتسامح
الغالبية والأقلية. الحرية يجب
أن تتواكب مع حوار أشمل، وليس
هيمنة طرف على الآخر». وعن الوضع في سوريا،
دعا البابا الى وقف امداد
الاطراف في سوريا بالسلاح،
معتبرا أن «توريد الأسلحة يجب
ان يتوقف نهائيا. فمن دون ارسال
الاسلحة لا يمكن للحرب ان تستمر». وبينما كان الرأي
العام العالمي منشغلا، منذ 72
ساعة بمتابعة ردود فعل الجمهور
الاسلامي الغاضب على الإساءة
الأميركية للنبي محمد، كانت
معظم الفضائيات العالمية وخاصة الأوروبية،
تنقل وقائع زيارة البابا الى
لبنان والترحيب الشامل به،
ليتبدى مشهد التعايش اللبناني،
كمشهد يقتدى به في كل العالم. استنفرت الكنائس
والاديار والرعايا المواطنين
الذين واكب معظمهم، أمس،
الزيارة عبر شاشات التلفزيون،
فيما يستعدون للمشاركة اليوم
وغدا في استقبال البابا
ومواكبته. ولم يتردد جمهور «حزب
الله» في الخروج الى طريق
المطار، لنثر الأرز والورود على
الضيف الرسولي. هذا المشهد لم يكتبه
البابا في «الإرشاد»، بل عاشه
منذ أن وطأت قدماه أرض المطار.
من هنا، جاءت دعوته في «الإرشاد»
الذي وقّعه مساء أمس، في
احتفالية كبيرة شهدتها بازيليك
القديس بولس، الى «استئصال
الأصولية الدينية». وكتب بنديكتوس
السادس عشر في «الإرشاد الرسولي»
حرفياً:«أوجّه دعوة ملحّة الى
كل المسؤولين الدينيين اليهود
والمسيحيين والمسلمين في
المنطقة لكي يسعوا، بالمثال
والتعليم، الى بذل كل الجهود
لاستئصال هذا التهديد الذي يطال
من دون تفرقة وبشكل قاتل
المؤمنين من كل الأديان». وجاء «الإرشاد»
متضمنا معظم توصيات «السينودوس
حول الشرق الاوسط» الذي عقد في
تشرين الاول 2010 في الفاتيكان.
وتطرق البابا، بحسب ملخص عن «الإرشاد»
الى الهجرة المسيحية من الشرق
الاوسط التي وصفها بـ«النزيف»
ما يضع المسيحيين «في موقف
حسّاس، وأحياناً من دون أمل،
ويتحسسون النتائج السلبية
للنزاعات ويشعرون أحياناً
بالذل، رغم مشاركتهم عبر العصور
ببناء دولهم». وقال إن «شرق أوسط
من دون مسيحيين او مع مسيحيين
قلائل لا يعود الشرق الاوسط». وتابع «الإرشاد» ان
البابا «يدعو المسؤولين
السياسيين والدينيين الى تجنب
سياسات وإستراتيجيات توصل الى
شرق اوسط من لون واحد لا يعكس
حقيقته الانسانية والتاريخية». كما شدد «الارشاد»
الذي سيعمم كاملا يوم غد، على أن
«مسيحيي الشرق الاوسط لديهم
الحق والواجب في المشاركة
الكاملة في الحياة المدنية ولا
يجب ان يعاملوا كمواطنين درجة
ثانية». ووصف الناطق الرسمي
باسم الفاتيكان المونسنيور
فيديريكو لومباردي «الإرشاد
الرسولي لمسيحيي الشرق» بأنه «وثيقة
طويلة لكنها مكتوبة بلغة سهلة
ومفهومة أكثر من أي وثيقة كنسية
سابقة». وعدّد بعض عناوينه، بعد
أن نشره الفاتيكان كاملا أمس
على موقعه الرسمي على «الإنترنت»،
وأبرزها يتعلق بالحوار بين
الأديان والعلاقات بين مختلف
المجتمعات البشرية، العلمنة
والأصولية الدينية. وقال
لومباردي إن «الإرشاد استخدم
لغة واقعية لتحديد دور الكنيسة
وإعطاء شهادة مسيحية موحّدة من
أجل خير المجتمع، وقدم أيضا
وصفات واقعية للتعاون بين مختلف
الكنائس والجماعات المسيحية». ومثلما شدّد رئيس
الجمهورية في كلمته الشاملة في
استقبال البابا على أرض المطار،
على أهمية التوصل الى حل سياسي
عادل للقضية الفلسطينية يشمل
قضية اللاجئين، جاءت كلمة
بطريرك الروم الكاثوليك
غريغوريوس الثالث لحام خلال
الاحتفال بتوقيع «الإرشاد»
مكمّلة للموقف الرئاسي، حيث شدد
على أهمية التوصل الى حل للنزاع
الاسرائيلي الفلسطيني،
والاعتراف بدولة فلسطين،
معتبرا ان «الاعتراف بفلسطين هو
أثمن هدية تقدم للمشرق العربي
بجميع طوائفه مسيحيين ومسلمين.
وهذا ما يضمن تحقيق أهداف
السينودس لأجل الشرق الأوسط،
وأهداف الإرشاد الرسولي». السفير ================= "الجمهورية":
زيارة البابا تؤكد أن لبنان يقع
في دائرة الحصانة الدولية السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 06:09 النشرة رأت أوساط قيادية في
"14 آذار" أن "زيارة
البابا بنديكتوس السادس عشر
جاءت لتؤكد أن لبنان خط أحمر يقع
في دائرة الحصانة الدولية وأن
أي محاولة لتوريطه ودفعه إلى
الحرب الأهلية لن تنجح في ظل
الحرص الدولي على سيادة لبنان
واستقلاله من جهة، وتحييده عن
الأزمة السورية للحؤول دون
تهديد الاستقرار في المنطقة من
جهة أخرى". وأشارت الأوساط في
حديث لـ"الجمهورية" إلى أن
"الاستراحة السياسية التي
فرضتها هذه الزيارة سقفها مطلع
الأسبوع المقبل حيث ستعاود
الحياة السياسية زخمها ونشاطها
على أكثر من مستوى وفي أكثر من
ملف أبرزها قانون الانتخاب
والحكومة"، قائلة"إن نجاح
القوى الأمنية في وضع حد
للفلتان المستشري وإقفال ملف
المخطوفين لا يعني إطلاقا
التراجع عن المطالبة بإسقاط
الحكومة، لأن هذا النجاح مرده
إلى شعور "حزب الله" بأن
السياسة التي اعتمدها ستؤدي إلى
انفراط عقد هذه الحكومة، ما
جعله يعيد النظر بسياسته ويمدها
بالأوكسجين خشية من فقدانه
الورقة الاستراتيجية التي يعول
عليها كثيرا لإبقاء مفاصل
السلطة ممسوكة من قبله عشية
تحولات مفصلية على مستوى
المنطقة". ================= البابا يرحب
بالثورات ويطمئن المسيحيين دعا بابا الفاتيكان,
بنديكت السادس عشر, الجمعة، في
لبنان، مسيحيي المنطقة
العربية، إلى عدم الخوف والتشبث
بأرضهم, ووصف ما بات يعرف
بالربيع العربي بالإيجابي. ودعا
أيضا إلى استئصال "الأصولية
الدينية" مهما كان لونها. وبدأ البابا زيارته
للبنان -التي وصفت بالتاريخية-
وسط إجراءات أمن مشددة في ظل
الاحتجاجات الواسعة التي
تشهدها المنطقة على فيلم مسيئ
للإسلام أُنتج بالولايات
المتحدة, وبُثت مقاطع منه على
الإنترنت. ولقي البابا
استقبالا رسميا وشعبيا بينما
كان مئات اللبنانيين يتظاهرون
في طرابلس ويشتبكون مع قوات
الأمن تنديدا بالفيلم. وقد ردد
بعض هؤلاء المتظاهرين هتافات
رافضة لزيارة البابا التي
سبقتها عام 1997 زيارة البابا
السابق يوحنا بولس الثاني. الربيع
والسلام وعلى متن الطائرة
التي أقلته إلى بيروت, نعت بابا
الكنيسة الكاثوليكية الربيع
العربي بالإيجابي, وقال إنه
رغبة في المزيد من الديمقراطية
والحرية والتعاون. وأضاف "صرخة
الحرية هذه كانت موضع ترحيب,
تحديدا من قبلنا كمسيحيين". وهذه هي المرة الأولى
التي يعلن فيها
بابا الفاتيكان موقفا واضحا من
الثورات العربية. وتقول تحليلات
إن صعود تيارات إسلامية بعد تلك
الثورات أثار حالة من الخوف في
صفوف مسيحيي المنطقة. وفي اليوم الأول من
زيارته إلى لبنان, دعا بنديكت
السادس عشر إلى خطوات واضحة من
أجل السلام في المنطقة. كما دعا
إلى وقف إرسال الأسلحة إلى
سوريا, واصفا ذلك بالخطيئة
الكبرى, وقال إنه يصلي لكل من
يعانون في المنطقة. وضع المسيحيين وقالت مراسلة
لوكالات الأنباء بلبنان إن بابا
الفاتيكان حث مسيحيي المنطقة
على التثبت بأرضهم, كما حثهم على
عدم الخوف من التطورات الجارية
في المنطقة, ودعا إلى شراكة
المصير بين المسيحيين ومن عداهم
من أهل الديانات والطوائف في
المنطقة العربية. وقال البابا مخاطبا
أتباع الكنيسة الكاثوليكية
بالمنطقة "إنني أدعوكم ألا
تخافوا, وأن تحافظوا على
إيمانكم". ووقّع البابا خلال
حفل في كاتدرائية القديس بولس
في حريصا (شمال شرقي بيروت) ما
يعرف بالإرشاد الرسولي, وهي
وثيقة أعدها أساقفة كاثوليك في
روما, وقال البابا عنها إنها
بمثابة خريطة طريق للمسيحيين
بالمنطقة السنوات القادمة. ويدعو هذا الإرشاد
المسيحيين إلى التمسك بأرضهم
وعدم بيع أملاكهم، وحض الكنيسة
على مساعدتهم على شراء أراض
جديدة واستعادة المفقود منها.
ويوصي بإنشاء لجنة لبحث دوافع
هجرة المسيحيين ومواجهتها. كما يدعو إلى وضع حد
لما يصفه بالوضع المأساوي لبعض
المسيحيين في الشرق، ويندد بما
دعاها "تيارات أصولية مسيحية"
تبرر الاحتلال الإسرائيلي
للأراضي الفلسطينية. ويؤكد الإرشاد
التزام الكنيسة بالعدالة
والسلام في الشرق الأوسط
وبتطبيق توصيات الأمم المتحدة
فيما يتصل بعودة اللاجئين ووضع
القدس. ويحث الإرشاد
الرسولي المسيحيين على الحوار
مع اليهود، ويصف العلاقة مع
المسلمين بأنها شراكة في الحياة
والمصير وبناء المجتمع. ويقترح
استخدام اللغة العربية في دوائر
الكرسي الرسولي واجتماعاته. دعوة للاعتذار وبالتزامن مع زيارة
البابا للبنان, وجه الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين الذي
يرأسه العلامة يوسف القرضاوي
بيانا شديد اللهجة يطالب بنديكت
السادس عشر بالاعتذار للمسلمين
كما اعتذر لليهود. وجاء في البيان "في
الوقت الذي يعمل فيه الاتحاد
جاهدا لتهدئة غضب المسلمين في
أنحاء العالم نتيجة إيذاء
الآخرين لرسولهم الأكرم، يطالب
الاتحاد بابا الفاتيكان
بالاعتذار للمسلمين عما قاله في
محاضرته (في ألمانيا) وفي
الإرشاد الرسولي، وعما حدث من
المجازر على أيدي الصليبيين في
الأندلس كما اعتذر لليهود". وأضاف البيان "الاتحاد
حاول الحوار مع الفاتيكان ولكنه
وجد أن الحوار من طرف واحد، كما
أن البابا الحالي قد اتهم في
محاضرته المعروفة الإسلام
ورسوله الأعظم محمد صلى الله
عليه وسلم باتهامات باطلة،
فطالبه الاتحاد بالاعتذار عما
جاء فيه فلم يفعل، فقطع الاتحاد
الحوار مع الفاتيكان إلى أن
يعتذر، أو يتغير الوضع". واتهم البيان البابا
بـ"إشعال نار الفتنة بين
شركاء الوطن (المسلمين وإخوانهم
المسيحيين)" ذلك لأن "البابا
ينوى التوقيع على الإرشاد
الرسولي لدى زيارته لبنان،
والذي يتضمن مجموعة من الرسائل
والأفكار الخطيرة، منها الدعوة
الواضحة إلى تنصير العالم
والتحذير من أسلمة المجتمع
وتخويف المسيحيين من الإسلام
السياسي في المنطقة". ================= البابا يرحب بـ
«الربيع العربي» في مستهل زيارة
لبيروت الرئيس
اللبناني يستقبل البابا إثر
وصوله إلى بيروت أمس في زيارة
تاريخية بيروت - أ ف ب أكد البابا بنديكت
السادس عشر الذي وصل أمس (الجمعة)
إلى لبنان أن المسيحيين «يرحبون
بالربيع العربي»، واصفاً إيّاه
«بالأمر الإيجابي». وقد أعد للبابا الذي
يزور لبنان للمرة الأولى
استقبال رسمي وشعبي حاشد وسط
تدابير أمنية مشددة. وأعلن
البابا موقفاً واضحاً مما جرى
ويجري في بعض الدول العربية.
وقال للصحافيين على متن الطائرة
التي أقلته من روما: إن «الربيع
العربي أمر إيجابي، إنه رغبة في
المزيد من الديمقراطية والحرية
والتعاون وبهوية عربية متجددة».
وجدد البابا التأكيد على أنه
جاء إلى لبنان والمنطقة رسول
سلام. وقال خلال الاستقبال
الرسمي الذي نُظم له في مطار
رفيق الحريري الدولي: «جئت إلى
لبنان كحاج سلام... ومن خلال
بلدكم أتيت اليوم وبطريقة رمزية
إلى جميع بلدان الشرق الأوسط
كحاج سلام وكصديق لجميع سكان
دول المنطقة مهما كانت
انتماءاتهم أو معتقداتهم». ورأى
أن التعايش اللبناني يمكن أن
يشكل نموذجاً لكل الشرق الأوسط
وللعالم بأسره. البابا في بيروت: «التوازن
اللبناني» يمكن أن يشكل نموذجاً أعلن البابا بنديكت
السادس عشر عند وصوله إلى بيروت
أمس الجمعة (14 سبتمبر/ أيلول 2012)
حيث يبدأ زيارة تستغرق ثلاثة
أيام أن «التوازن اللبناني
الشهير» يمكن أن يشكل نموذجاً
لكل الشرق الأوسط وللعالم بأسره. قال البابا في كلمته
خلال الاستقبال الرسمي الذي نظم
له في مطار رفيق الحريري الدولي
أن «التوازن اللبناني الشهير
والراغب دائماً أن يكون حقيقة
واقعية سيتمكن من الاستمرار فقط
بفضل الإرادة الحسنة والتزام
اللبنانيين جميعاً، آنذاك وحسب
سيكون نموذجاً لكل سكان المنطقة
والعالم بأسره». وأضاف البابا أن «التعايش
السعيد اللبناني كلياً يجب أن
يظهر للشرق الأوسط بأكمله ولبعض
العالم انه من المستطاع إيجاد
داخل أمة ما، التعاون بين مختلف
الكنائس... وفي الوقت ذاته
التعايش المشترك والحوار
القائم على الاحترام بين
المسيحيين وإخوانهم من الأديان
الأخرى». وتابع «هذا التوازن
الذي يقدم في كل مكان كمثال هو
في منتهى الحساسية وهو مهدد
أحياناً بالتحطم عندما يشد كوتر
القوس أو عندما يخضع لضغوط،
غالباً ما تكون فئوية أو حتى
مادية معاكسة وغريبة عن
الانسجام والعذوبة اللبنانيين».
وقال البابا «جئت إلى لبنان
كحاج سلام... ومن خلال بلدكم أتيت
اليوم وبطريقة رمزية إلى جميع
بلدان الشرق الأوسط كحاج سلام
وكصديق لجميع سكان دول المنطقة
مهما كانت انتماءاتهم أو
معتقداتهم». واستقبل الرئيس
اللبناني ميشال سليمان البابا
عند نزوله من الطائرة وبعدها
بدأت مراسم الاستقبال الرسمي
حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة،
بحضور رئيس مجلس النواب نبيه
بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي
بالإضافة إلى شخصيات رسمية أخرى
ودينية. وفي كلمته الترحيبية
بالبابا قال الرئيس اللبناني إن
«الكرسي الرسولي ولبنان ارتبطا
بعلاقة تاريخية واليوم إذ
تستقبلكم العائلة اللبنانية
فإنها ترحب بقداستكم وشئتم أن
تعلنوا للعالم أجمع مدى أهمية
وطننا كنموذج وتؤكدوا مدى أهمية
الوجود المشترك من أجل الحفاظ
على دعوة لبنان في خضم التحولات
العربية الكبرى التي تفرض علينا
توحيد الرؤى وتوحيد الصفوف». وأضاف سليمان «شئتم
من زيارتكم للبنان أن تعلنوا
للعالم مدى أهمية وطننا كنموذج
ومثال في تنوعه ووحدته وعلى رغم
حجم المخاطر لتؤكدوا مدى أهمية
الوجود المسيحي الإسلامي
للحفاظ على دعوة لبنان
التاريخية في خضم التحولات
الكبرى التي تطاول عالمنا
العربي والتي تفرض توضيح الرؤى
وتوحيد الصفوف لبناء مجتمع قائم
على الحرية والعدالة والمساواة». وبعد المطار توجه
البابا إلى حريصا حيث مقر
السفارة البابوية. وعلى طريق المطار،
كانت مجموعات نساء من الضاحية
الجنوبية بالإضافة إلى فرق
كشافة إسلامية ترحب بوصول
البابا. وسيوقع في بازيليك
القديس بولس الملاصقة للسفارة
البابوية الإرشاد الرسولي
للسينودوس الخاص لمجمع
الأساقفة من أجل الشرق الأوسط،
وهو بعنوان «الكنيسة
الكاثوليكية في الشرق الأوسط:
شركة وشهادة». ================= بينيديكتوس
من لبنان: نداء ملحّ لاستئصال
التطرّف النهار
اللبنانية بيروت "ان كنائس الشرق
الاوسط لا تخاف لان الرب معها
حتى النهاية (…) وان التوازن
اللبناني الشهير والراغب
دائماً ان يكون حقيقة واقعية
سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل
الارادة الحسنة والتزام
اللبنانيين جميعاً، وسيكون
نموذجاً لكل سكان المنطقة
وللعالم بأسره". بين كلمته الأولى في
مطار رفيق الحريري الدولي
وكلمته الثانية في حريصا قبيل
توقيعه الارشاد الرسولي من اجل
الشرق الاوسط، أسبغ البابا
بينيديكتوس السادس عشر في اقل
من خمس ساعات الطابع التاريخي
الحقيقي على زيارته للبنان،
فبدت مضامين مواقفه لا تقل
تاريخية عن مضمون الارشاد
الرسولي. ولعل الاهمية الكبيرة
لزيارته تمثلت ليس في إصراره
على زيارة لبنان وسط مرحلة
محفوفة بالثورات والاضطرابات
والخوف على المسيحيين
والاقليات في الشرق الاوسط
برمته فحسب، بل لتزامنها مع
تفجّر موجة غضب واحتجاجات عمّت
الكثير من دول هذه المنطقة على
خلفية شريط مسيء الى الاسلام.
وبرزت هذه الاهمية المزدوجة في
مشهد الاجماع اللبناني لممثلي
الطوائف المسيحية والاسلامية
والقوى السياسية في استقبال
البابا "للاحتفال بانتصار
الحب على الكراهية والتسامح على
الانتقام والوحدة على الانقسام"،
في حين كانت حلبة الاحتجاجات
الصاخبة تهزّ عدداً من دول
المنطقة ولا توفر مناطق لبنانية
ايضاً. واذا كانت قمة اليوم
الاول من زيارة البابا تمثلت في
توقيعه الارشاد الرسولي في
كاتدرائية القديس بولس بحريصا
وسط حشد من ممثلي الطوائف
المسيحية والاسلامية وفي حضور
رئيس الجمهورية ميشال سليمان،
فإن ذلك لم يحجب مهابة المشهد
الذي استقبل عبره لبنان الرسمي
والكنسي و"الطوائفي"
والسياسي بكل مكوناته، البابا
الزائر الذي بدا وصوله الى
بيروت كأنه نقل لبنان من ضفة الى
أخرى. واذا كانت الدولة
أبرزت وجهاً لافتاً في
ترتيباتها الامنية والتنظيمية
المتشددة للغاية تأميناً
لحماية البابا ومختلف محطات
الزيارة، فإن مشهد الاستقبال
الجامع في المطار أبرز في
المقابل جانباً دافئاً من
الابعاد التي تناولها البابا في
كلمتيه والمرتكزة على واقع
التعايش اللبناني وتعدديته على
رغم كل ما اصاب لبنان من محن.
وأمام الرئيس سليمان ورئيس مجلس
النواب نبيه بري ورئيس الوزراء
نجيب ميقاتي ورؤساء الطوائف
والوزراء والنواب والسفراء
الذين ازدحم بهم المطار، لم
يتردد البابا في القول: "تعرفون
مثلي ان هذا التوازن (اللبناني)
الذي يقدم في كل مكان كمثال هو
في منتهى الحساسية وهو مهدد
أحيانا بالتحطم عندما يشد كوتر
القوس أو عندما يخضع لضغوط
غالبا ما تكون فئوية". وحض على
"اظهار الاعتدال الحقيقي
والحكمة الكبيرة وتغليب العقل
على العاطفة الفردية". وأوضح
انه "جئت الى لبنان كحاج
سلام، كصديق لله وكصديق للبشر
ومن خلال بلدكم أتيت اليوم
وبطريقة رمزية الى جميع بلدان
الشرق الاوسط كحاج سلام وكصديق
لله وكصديق لجميع سكان دول
المنطقة". وفي حريصا قدم البابا
لتوقيعه الارشاد الرسولي بقوله
إن "الارشاد يشير الى طريق
لاعادة اكتشاف ما هو اساسي: أن
تتبع المسيح حتى في الحالات
الصعبة أحيانا والمؤلمة التي
تؤدي الى اغراءات لتجاهل او حتى
نسيان تمجيد الصليب". وقال:
"أحضكم جميعا على ألا تخافوا
وأن تمسكوا بالحقيقة ونقاوة
الايمان"، معتبرا أن الارشاد
"يظهر انفتاحا على حوار حقيقي
بين الاديان". وأكد "ان
كنائس الشرق الاوسط لا تخاف لأن
الرب معها حتى النهاية. لا
تخافوا لان الكنيسة العالمية
تسير الى جانبكم وهي قريبة منكم
انسانيا وروحيا". ومن المقرر ان يشهد
اليوم الثاني من زيارة البابا
ثلاث محطات أساسية، أولاها في
قصر بعبدا حيث سيلتقي الرؤساء
الثلاثة والمسؤولين السياسيين
ورؤساء الطوائف الاسلامية
ويلقي كلمة وصفت بأنها على جانب
من الاهمية. ثم يكون له لقاء بعد
الظهر مع رؤساء الطوائف
المسيحية الكاثوليكية في مقر
بطريركية الارمن الكاثوليك في
بزمار. وفي السادسة مساء يلتقي
الحبر الاعظم الشبيبة في بكركي. الارشاد الرسولي أما الارشاد الرسولي
الذي وقعه الحبر الاعظم أمس،
تحت عنوان "الكنيسة في الشرق
الاوسط شهادة ورسالة"، فجاء
في 58 صفحة وثلاثة فصول من ابرز
عناوينها الحياة المسيحية
والحوار بين الاديان والهجرة
والبطاركة والاساقفة
والعلمانيين والتعليم. ويشدد الارشاد على أن
"الحرية الدينية هي تاج كل
الحريات وهي حق مقدس غير قابل
للتفاوض"، ويحض دون ابطاء على
"اتفاق مسكوني حول الاعتراف
المتبادل بالمعمودية"، ويصف
الشرق الاوسط بأنه "يختبر
العلمانية بأشكالها والاصولية
العنيفة والهجرة المأسوية"،
داعيا اليهود والمسيحيين
والمسلمين الى "اكتشاف
الرغبة الالهية في تناغم
العائلة البشرية". ويذكر ان
"وجود المسيحيين والمسلمين
في الشرق الاوسط ليس عرضيا او
حديثا انما هو تاريخي". ويفرد
فصلا مهما لموضوع التطرف
الديني، اذ يرى "أن الغموض
الذي يكتنف الاوضاع الاقتصادية
والسياسية ومهارة التأثير لدى
بعضهم والفهم الناقص للدين هي
من العوامل التي تشكل تربة خصبة
للتطرف الديني" الذي "يصيب
كل الجماعات الدينية ويرفض
التعايش المدني معا". ويطلق
الارشاد "نداء ملحا لجميع
المسؤولين الدينيين اليهود
والمسيحيين والمسلمين في
المنطقة كي يسعوا من خلال
مثالهم وتعاليمهم الى فعل كل ما
هو ممكن بهدف استئصال هذا
التهديد الذي يستهدف بلا تمييز
وبشكل قاتل مؤمني جميع الديانات". ================= البابا يدعو
لوقف إرسال الأسلحة إلى سوريا
لوضع حد للحرب يعقد اليوم
لقاءات سياسية ويسلم رؤساء
الطوائف الإسلامية نسخة من
الإرشاد الرسولي بيروت: «الشرق
الأوسط» قدم بابا الفاتيكان
بنديكتوس السادس عشر أول عناوين
زيارته إلى لبنان، البلد
المجاور لسوريا حيث يدور نزاع
يقول بعض المسيحيين إنه يتهدد
وجودهم في المنطقة، بدعوته إلى
«وقف إرسال الأسلحة إلى سوريا»،
مشددا على أن «إرسال الأسلحة
يجب أن يتوقف نهائيا، لأنه من
دون إرسال الأسلحة لا يمكن
للحرب أن تستمر». وقال «بما أن
الوضع في سوريا يصبح أكثر
تعقيدا، فإنه من الضروري أكثر
إعطاء إشارة الصداقة والتشجيع
والتضامن هذه.. إن مغزى زيارتي
الدعوة إلى الحوار ضد العنف
والمضي معا لإيجاد حل للقضية». وفي حديث مع
الصحافيين على متن الطائرة التي
أقلته من روما إلى بيروت، رأى
البابا أن «الرسالة الأساسية
للدين يجب أن تكون رفض العنف
الذي هو تحريف، مثله مثل
الأصولية»، معتبرا أن «الانتفاضات
في العالم العربي التي أدت إلى
الإطاحة بأنظمة ديكتاتورية في
تونس ومصر واليمن إيجابية»،
مؤكدا أنها «كانت موضع ترحيب
تحديدا من قبلنا كمسيحيين»،
مضيفا «نعلم أن صرخة الحرية
بمثل هذه الأهمية والإيجابية
تواجه مخاطر، لجهة أن تغفل شقا
جوهريا من الحرية وهو التسامح
مع الآخر، من هنا علينا أن نقوم
بكل شيء لكي يذهب مفهوم الحرية
في الاتجاه الصحيح». ورأى
البابا أن «الكرامة العربية
المتجددة تعني تجديد مفهوم
العيش معا وتسامح الغالبية
والأقلية»، معتبرا أن «الحرية
يجب أن تتواكب مع حوار أشمل،
وليس هيمنة طرف على الآخر». محطات البابا
بنديكتوس السادس عشر انطلقت من
مطار رفيق الحريري الدولي، حيث
كان في استقباله رئيس الجمهورية
ورئيسا الحكومة ومجلس النواب،
إلى جانب حشد كبير من السياسيين
والمواطنين. وفيما رحب رئيس
الجمهورية ميشال سليمان
بالبابا، فإنه توجه إليه قائلا
«لقد شئتم من خلال زيارتكم
للبنان أن تعلنوا للعالم أجمع
مدى أهمية هذا البلد، وأن
تحملوا منه رسالة محبة إلى
منطقتنا بأكملها». وقال «هذه
الأرض أصبحت مطمعا للجميع، فلقد
تمكن لبنان من تحرير أراضيه
وعودة المهجرين إلى قراهم،
بينما هاجر الكثيرون منهم
وأسهموا في إنماء الدول التي
هاجروا إليها، وبقوا على صلة مع
لبنان»، لافتا إلى أن «من
تداعيات الظلم الذي حل على
فلسطين وجود أكثر من 4 آلاف لاجئ
من الفلسطينيين يسعى لبنان
لتأمين حاجاتهم الأساسية، لأن
رعاية الشؤون الفلسطينية
مسؤولية دولية قبل كل شيء إلى
حين إيجاد الحل لقضية فلسطين». وأجمع الفرقاء
اللبنانيون كافة على الترحيب بـ«الضيف
البابوي»، وسط إجراءات أمنية
مشددة طالت مختلف المناطق
اللبنانية، وبالتحديد تلك التي
سيسلكها البابا خلال زيارته
التي تستمر حتى مساء يوم الأحد.
وفي هذا السياق، أعلنت قيادة
الجيش اتخاذ التدابير اللازمة
لتأمين سلامة زيارة البابا
بنديكتوس السادس عشر، وهي
التشدد في تطبيق قرار وزارة
الدفاع الوطني لجهة وقف العمل
بجميع تراخيص حمل الأسلحة في
مختلف المناطق اللبنانية. وتحمل اللقاءات التي
سيجريها البابا اليوم، في القصر
الجمهوري في بعبدا، طابعا
سياسيا إذ يلتقي المسؤولين
اللبنانيين وأعضاء الحكومة
ومؤسسات الدولة والهيئات
الدبلوماسية ورؤساء الطوائف
والشخصيات الثقافية، على أن
يسلم رؤساء الطوائف الإسلامية
نسخة من الإرشاد الرسولي الذي
وقّعه بالأمس، والمستوحى من
توصيات السينودس حول الشرق
الأوسط، ومناقشاته، وأبرزها
دعوة المسيحيين إلى التمسك
بأرضهم وعدم الهجرة، والتشديد
على أهمية حضورهم في المنطقة
وعلاقاتهم مع الأديان الأخرى. وقد دعت رئاسة
الجمهورية اللبنانيين للتجمهر
يوم غد على طول الطريق الذي
سيسلكه البابا باتجاه القصر
الجمهوري «لمشاهدته عن قرب وأخذ
بركته». وينهي البابا زيارته
إلى لبنان الأحد بقداس يقام في
وسط بيروت حيث يوزع الإرشاد
الرسولي للسينودس الخاص بمجمع
الأساقفة من أجل الشرق الأوسط
على المواطنين كافة. ================= الحريري في
اجتماع «اللجنة اللبنانية
الفلسطينية»: نأمل أن تكون
زيارة البابا مناسبة للمّ الشمل السبت,15 أيلول
2012 الموافق 28 شوال 1433 هـ صيدا – سامر
زعيتر: اعتبرت النائب بهية
الحريري «أن زيارة البابا «بنديكتوس
السادس عشر» الى لبنان «رسالة
محبة الى المنطقة كلها انطلاقا
من لبنان لأن لبنان يمثل رمزاً
أساسياً في العيش المشترك على
الرغم من الظروف التي تمر بها
المنطقة كلها، ونتمنى بأن تأخذ
الزيارة وهجها وحجمها ورسالتها
وتكون مناسبة للمّ الشمل على كل
الصعد لتنهض برسالة لبنان
الأساسية». كلام النائب الحريري
جاء خلال ترؤسها في مجدليون
الاجتماع الدوري لـ «اللجنة
اللبنانية االفلسطينية للحوار
والتنمية» في صيدا والجوار
والمخيمات، بحضور ممثل الرئيس
فؤاد السنيورة مدير مكتبه طارق
بعاصيري، رئيس بلدية صيدا
المهندس محمد السعودي، ممثل
قيادة «الجماعة الاسلامية»
محمد زعتري وممثلي المؤسسات
والهيئات الأهلية والاجتماعية
والشبابية اللبنانية
والفلسطينية الممثلة في اللجنة. استهلت النائب
الحريري الاجتماع بتوجيه تحية
الى أعضاء اللجنة على حيويتها
بكل ابعادها خاصة في الموضوع
المستجد وهو موضوع النازحين
سواء كانوا فلسطينيين أو سوريين. وقالت: «أعتقد أن
الذي انجز في صيدا على صعيد
مواكبة ورعاية النازحين لم يسجل
في اي منطقة من لبنان بالطريقة
الاحصائية التي تمت..، هناك
محطات سنوية ثابتة مثل المخيم
الشبابي اللبناني الفلسطيني
والعرس الجماعي اللبناني
الفلسطيني الذي أصبح له اطاره
وآليته، ونحن بدءاً من 24 آب
اطلقنا الاستعدادات للعام
الدراسي». وفي موضوع زيارة
البابا للبنان قالت: «أعتبر أن
هذه رسالة محبة الى المنطقة
كلها انطلاقاً من لبنان لأن
لبنان يمثل رمزاً أساسياً في
موضوع العيش المشترك على الرغم
من الظروف التي تمر بها المنطقة
كلها، وأتمنى أن تأخذ الزيارة
وهجها وحجمها ورسالتها ولمِّ
الشمل على كل الأصعدة إن شاء
الله يكون رسالة كما تعودنا
دائماً أنه رغم كل الظروف لبنان
يبقى حاضراً داخلياً وخارجياً،
وهذه بهمة هذه الحيويات التي
تبقى مستمرة». وفي الوضع السياسي
العام قالت: «الوضع الحكومي،
وضع متعثر كما نرى، ولكن اعتقد
أن حيوية المجتمع المدني
اللبناني يحاول أن يبقى موجوداً
ويؤكد تصديه لكثير من المشاكل». وجرى خلال الإجتماع
البحث في عدد من القضايا
والأنشطة المشتركة اللبنانية
الفلسطينية ولا سيما موضوع
مواكبة ورعاية النازحين
الفلسطينيين والسوريين الى
صيدا ومخيماتها، وسبل استيعاب
الطلاب النازحين في مدارس
المدينة و«الأونروا»، وعرض
تقييمي لأعمال المخيم الشبابي
اللبناني الفلسطيني الذي
استضافه دير المخلص الشهر
الماضي، وتطرق البحث الى
التحضيرات الجارية لإقامة
العرس الجماعي اللبناني
الفلسطيني الذي تنظمه اللجنة كل
سنة وسيقام هذا العام في السادس
من تشرين الأول المقبل في مدينة
الشهيد الرئيس رفيق الحريري
الرياضية في صيدا. ================= اعتبر
تصديرالأسلحة إلى سوريا «خطيئة
كبرى» البابا
بنديكتوس يرفع لواء السلام من
بيروت المصدر: بيروت -
وفاء عواد والوكالات التاريخ: 15
سبتمبر 2012 بدأ بابا الفاتيكان
بنديكتوس السادس عشر ظهر امس
زيارة إلى لبنان تحت عنوان: «السلام
أعطيكم» وكانت أولى الكلمات
التي أطلقها على أرض مطار بيروت
الدولي، وباللغة الفرنسية،
الإشادة بـ «التوازن اللبناني
الشهير» الذي اعتبر أنه يمكن أن
يشكّل نموذجاً لكل الشرق الأوسط
وللعالم بأسره. ففي حدث استثنائي
بشكله ومضمونه وتوقيته، قال
البابا في كلمة إثر وصوله إلى
بيروت في زيارة تستغرق ثلاثة
أيام إن «التوازن اللبناني
الشهير والراغب دائماً ان يكون
حقيقة واقعية سيتمكن من
الاستمرار فقط بفضل الارادة
الحسنة والتزام اللبنانيين
جميعاً، آنذاك وحسب سيكون
نموذجاً لكل سكان المنطقة
والعالم بأسره». وقال: «جئت الى
لبنان كحاج سلام... ومن خلال
بلدكم أتيت بطريقة رمزية الى
جميع بلدان الشرق الأوسط كحاج
سلام وكصديق لجميع سكان دول
المنطقة مهما كانت انتماءاتهم
أو معتقداتهم». وخيمت توترات التي
تمور فيها المنطقة، من الحرب
الأهلية في سوريا إلى حالة
الغضب العارم على فيلم «براءة
المسلمين» الأميركي المسيء
للإسلام وللرسول محمّد ــ صلى
الله عليه وسلم ــ على ترتيبات
زيارة البابا الحساسة للبنان
الذي أحاطها بإجراءات أمن
مشددة، لكن بنديكتوس السادس عشر
أكد أنه لم يفكر أبداً في إلغاء
هذه الزيارة. وقال للمراسلين
الذين يرافقونه: «لم ينصحني أحد
بإلغاء هذه الرحلة، ومن جهتي لم
افكر في هذه الفرضية». واضاف البابا: «بما
ان الوضع في سوريا يصبح اكثر
تعقيداً، من الضروري اكثر اعطاء
اشارة الصداقة والتشجيع
والتضامن هذه. انه مغزى زيارتي:
الدعوة الى الحوار ضد العنف
والمضي معا لإيجاد حل للقضية». خطيئة كبرى وفي الشأن السوري،
ودعا البابا في تصريحات صحافية
نقلها المرافقون له على متن
طائرته الى وقف واردات الأسلحة
الى سوريا التي تشهد حرباً
اهلية وقال إن هذه الواردات «خطيئة
كبرى». وشدّد على أن «إرسال
الأسلحة يجب أن يتوقف نهائياً،
لأنه بدون إرسال الأسلحة لا
يمكن للحرب أن تستمر». ووصف الحبر الأعظم
انتفاضات الربيع العربي بأنها «صرخة
للحرية» تتسم بالإيجابية ما
دامت مصحوبة بالتسامح، قائلاً
إن «الربيع العربي أمر إيجابي،
رغبة بالمزيد من الديمقراطية
والحرية والتعاون وبهوية عربية
متجددة»، وأشاد بـ «الكرامة
العربية المتجددة». وكان في مقدمة
مستقبلي البابا لدى وصوله
الرئيس اللبناني ميشال سليمان
ورئيس مجلس النواب نبيه بري
ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي
والبطريرك الماروني بشارة
الراعي. والزيارة تجمع بين
الراعوية والرسالية، لتدعم
التعايش والاستقرار في لبنان،
في منطقة ملتهبة أساساً، وفي
لحظة زمنية زادها التهاباً
الاعتداء البشع على مشاعر أكثر
من مليار و300 مليون مسلم، عبر «الفيلم
المخزي» على حدّ تعبير البطرير
الراعي، الذي اعتبره «إساءة
لجميع الأديان»، مؤكداً إدانته
بشدّة للفيلم، ومطالباً بسحبه
ووقف الإساءة. ولأنّ الزيارة
تاريخية واستثنائية، علماً
أنّها المرة الثالثة في تاريخ
لبنان، فإنّ اللبنانيين
تسلّحوا بـالوحدة إزاءها،
وقرّروا أن يرفعوا لواء «المحبة
والسلام». وكل الأفرقاء، من دون
استثناء، توحّدوا في تصنيفها
بأنها «استثنائية وتاريخية»
بدءاً من المسيحيين الذين نفى
الراعي أن يكونوا منقسمين،
وصولاً إلى باقي الأفرقاء الذين
حرصوا على الترحيب بـ «ضيف
لبنان الكبير». ويحمل بنديكتوس
السادس عشر معه «الإرشاد
الرسولي حول لبنان والشرق
الأوسط» والذي كان نتيجة
السينودس الذي انعقد في العام
2010، حيث سيشدّد على ضرورة أن
يبقى المسيحيون «أقليّة فاعلة»
في الشرق الأوسط، وسيدعو إلى «إنقاذ
التعدّدية الدينية لإنقاذ
المسيحيين». طلب فلسطيني دعا عضو اللجنة
المركزية لحركة فتح د. نبيل شعث
بابا الفاتيكان إلى الاعتراف
بدولة فلسطين المستقلة. ورحب شعث بزيارة
البابا إلى المنطقة، ودعاه إلى
مواصلة جهوده الرامية إلى إحلال
السلام، وأضاف: "نتمنى للبابا
بنديكتوس السادس عشر اقامة طيبة
في المنطقة... ونأمل أن تعطيه هذه
الزيارة رؤية واضحة حول ما يدور
في المنطقة... ونكرر دعوتنا بكل
احترام الى البابا للاعتراف
بدولة فلسطين كخطوة ملموسة نحو
تلبية الحقوق الفلسطينية
العادلة والمشروعة، وكاستثمار
تاريخي في السلام". ================= أطلق نداء سلام
من بيروت ودعا أصحاب الديانات
الثلاث إلى محاربة الأصولية بابا الفاتيكان:
توريد الأسلحة لسوريا «خطيئة
كبرى» تاريخ النشر:
السبت 15 سبتمبر 2012 بيروت (رويترز) - دعا
بابا الفاتيكان بنديكت السادس
عشر الذي وصل إلى لبنان أمس، في
زيارة تستمر 3 أيام، إلى وقف
توريد الأسلحة إلى سوريا التي
تشهد حرباً أهلية قائلاً إن هذه
الواردات “خطيئة كبرى”. وخلال
حديثه مع صحفيين رافقوه في
الطائرة وصف البابا انتفاضات
المنطقة العربية بأنها “صرخة
للحرية” تتسم بالايجابية ما
دامت مصحوبة بالتسامح. وشارك
كبار رجال الدين من كل الطوائف
من المسيحيين والمسلمين السنة
والشيعة والدروز في استقبال
البابا وجلسوا جنباً إلى جنب في
مشهد يوحي بالتعايش في المنطقة
التي تغلي بالاحتجاجات ضد فيلم
من انتاج أميركي مسيء للرسول
الكريم. ووصل البابا عند
الثانية إلا ربع ظهراً بالتوقيت
المحلي إلى أرض مطار بيروت على
بعد 50 كيلومتراً من الحدود مع
سوريا في زيارة تركز على تعزيز
السلام في الشرق الأوسط والوئام
بين المسيحيين والمسلمين. وقال
بنديكت (85 عاماً) للصحفيين على
متن الطائرة “إن استيراد
الأسلحة يجب أن يتوقف نهائياً.
بدون استيراد الأسلحة لا يمكن
للحرب أن تستمر. وبدلاً من
استيراد الأسلحة وهو ذنب كبير،
علينا استيراد الأفكار والسلام
والابداع”. ووجه البابا نداء من
أجل السلام في بيروت من على
مسافة لا تزيد على 50 كيلومتراً
من الصراع في سوريا. ففي مطار
بيروت قال “جئت إلى لبنان كحاج
سلام... سلامي أعطيكم... ومن خلال
بلدكم اتيت اليوم وبطريقة رمزية
إلى جميع بلدان الشرق كحاج سلام”.
أضاف “التوازن اللبناني الشهير
والراغب دائماً أن يكون حقيقة
واقعية سيتمكن من الاستمرار فقط
بفضل الإرادة الحسنة والتزام
اللبنانيين جميعاً. انذاك سيكون
نموذجاً لكل سكان المنطقة
وللعالم بأسره”. واستقبل
الرئيس ميشال سليمان البابا عند
نزوله من سلم الطائرة وبعدها
بدأت مراسم الاستقبال الرسمي
حيث اطلقت المدفعية 21 طلقة
بحضور رئيس مجلس النواب نبيه
بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي
وشخصيات سياسية ودينية. وفي كلمته للترحيب
بالبابا قال الرئيس سليمان “إن
الفاتيكان ولبنان ارتبطا
بعلاقة تاريخية واليوم إذ
تستقبلكم العائلة فإنها ترحب
بقداستكم وشئتم أن تعلنوا
للعالم أجمع مدى أهمية وطننا
كنموذج وتؤكدوا مدى أهمية
الوجود المشترك من أجل الحفاظ
على دعوة لبنان في خضم التحولات
العربية الكبرى التي تفرض علينا
توحيد الرؤى وتوحيد الصفوف”.
وفي كنيسة بازيليك القديس بولس
في حاريصا شمال شرق بيروت وقع
البابا وثيقة تعرف باسم “الارشاد
الرسولي” استناداً إلى نتائج
مجمع الأساقفة الكاثوليك بشأن
الشرق الأوسط عام 2010. دعا البابا
في الارشاد الرسولي الذي وقعه
مساء أمس المسيحيين والمسلمين
واليهود إلى “استئصال الأصولية
الدينية” التي تشكل تهديداً “قاتلاً”. وعلى اختلاف طوائفهم
ومذاهبهم خرج اللبنانيون
لاستقبال البابا عند وصوله إلى
بيروت. ================= زيارته تشكل
دعماً للمسيحيين
15/09/2012 استقبال حار
للبابا من اللبنانيين على
اختلاف طوائفهم ومذاهبهم بيروت - ا ف ب: على
اختلاف طوائفهم ومذاهبهم, خرج
اللبنانيون لاستقبال البابا
بنديكتوس السادس عشر عند وصوله
بيروت, أمس, في زيارة تستغرق
ثلاثة أيام وترتدي اهمية كبرى
بسبب حساسية الاوضاع في المنطقة,
التي تشهد موجة احتجاجات على
فيلم مسيء للاسلام, ولبنان
خصوصاً الذي تخيم عليه الازمة
السورية. وعلى أرض مطار رفيق
الحريري الدولي, حضر المئات من
افراد شبيبة الحركات المسيحية
مرددين هتافات واناشيد مرحبة
بالبابا ورفعوا الاعلام
اللبنانية واعلام دولة
الفاتيكان مع صور البابا. كما رفعت لافتات كتب
عليها "لبنان أكثر من وطن انه
رسالة" في استعادة كلمات
البابا الراحل يوحنا بولس
الثاني خلال زيارته لبنان في
العام 1997. ومع انتهاء
الاستقبال الرسمي الذي نظم
للبابا في مطار رفيق الحريري
الدولي, انتشر المئات من النساء
بالتشادور الاسود والاولاد من
كشافة المهدي التابعة ل¯"حزب
الله" على طول طريق المطار
بمحاذاة الضاحية الجنوبية, معقل
الحزب, حيث علقت صور عملاقة
للبابا كتب عليها "أهلا بكم
في وطن المقاومة" مع توقيع
"حزب الله". وقال محمد (40 عاما)
الذي يعمل في محل على طريق
المطار ان البابا "رجل دين
ويأتي برسالة سلام ومفروض انه
يأتي لحمل المحبة ورسالة تعايش",
مضيفا "ما لا يعرفه الغرب عن
الاسلام, انه يوجد تقارب بين
المسيحية والاسلام في الشرق". كما رفعت يافطات تحمل
توقيع "تيار المستقبل"
الذي يتزعمه رئيس الحكومة
السابق سعد الحريري وكتب عليها
"زيارة الحبر الاعظم الى
لبنان, دليل على محبته للشرق". واعتبرت النائب بهية
الحريري أن زيارة البابا "هي
رسالة محبة الى المنطقة كلها
انطلاقاً من لبنان, لأن لبنان
يمثل رمزا أساسيا في العيش
المشترك على الرغم من الظروف
التي تمر بها المنطقة كلها". والرسالة الاولى
التي وجهها البابا في مستهل
الزيارة هي ان لبنان "سيكون
نموذجا للتعايش والحوار لكل
سكان المنطقة والعالم" وان
"التوازن اللبناني الشهير"
سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل
ارادة الجميع. ووقع البابا مساء أمس
في حريصا (29 كلم شمال شرق بيروت)
في كاتدرائية القديس بولس
الارشاد الرسولي للسينودوس
الخاص لمجمع الاساقفة من اجل
الشرق الاوسط, وهو بعنوان "الكنيسة
الكاثوليكية في الشرق الاوسط:
شركة وشهادة". وقال ايلي سعادة (26
عاما) وهو خريج جامعي متطوع
لخدمة كنيسة الروم الكاثوليك,
يشارك في الترانيم التي نظمت مع
توقيع الارشاد الرسولي في حريصا,
ان زيارة البابا "تشكل حافزا
ودعما للمسيحيين", مضيفا "نتمنى
ان يتم الالتزام" بتوصيات
الارشاد. وقال البابا لدى
وصوله مطار بيروت ان الارشاد
"موجه الى العالم كله" لكي
"يكون لهم خارطة طريق للاعوام
المقبلة". وإذا كانت لفتة
المسلمين في لبنان للحرص على
الترحيب بزيارة البابا ترتدي
اهمية مميزة, الا أن الاستقبال
الاكثر حشدا من دون شك سيكون في
المناطق المسيحية التي تتوق
وتترقب رسالة الدعم والتشجيع من
البابا والدعوة الى التمسك
بالارض الواردة في توصيات
السينودوس حول الشرق الاوسط. فقد دعا الرئيس ميشال
سليمان المواطنين الى التجمع
على طريق القصر الذي سيسلكه
البابا اليوم في طريقه الى
القصر الجمهوري في اليوم الثاني
من زيارته. كما دعا النائب سامي
الجميل جميع اللبنانيين, من
الطوائف والمذاهب والتيارات
السياسية كافة, لاستقبال البابا
"الذي أصر على زيارة بلدنا
الحبيب لبنان, لما يمثله من
حضارة وثقافة وقيم إنسانية في
هذا الشرق, بالإضافة الى
تعدديته المميزة في هذه البقعة
من العالم". وقال مطران الكلدان
ميشال قصارجي "إنها زيارة
تاريخية ومفصلية لكل لبنان
والشرق الاوسط", مضيفا "على
العالم ان يدرك ان المسيحيين في
هذه المنطقة ليسوا مجرد اقلية
او حملة جنسية, بل هم مواطنون
اصيلون ساهموا في صنع حضارتها
ونهضتها". وقامت الكنائس
المسيحية في كل لبنان بقرع
اجراسها تزامنا مع وصول البابا,
فيما اضاء أبناء رعايا الكنائس
في كل المناطق الشموع باللونين
الابيض والاصفر كرمز لعلمي
لبنان والفاتيكان. ================= نابوليتانو:
زيارة البابا إلى لبنان تحمل
أملاً كبيراً للشرق الاوسط وكالة (آكي)
الإيطالية للأنباء روما: اعتبر رئيس
الجمهورية الايطالي جورجو
نابوليتانو، أن زيارة بابا
الكاثوليك بندكتس السادس عشر
إلى لبنان "ينظر إليها بأمل
كبير الشرق الأوسط بأسره" حسب
تعبيره. وقال نابوليتانو في
رسالة بعث بها إلى البابا
راتسنغر لدى مغادرته مطار روما
متوجهاً إلى بيروت "أود يا
صاحب القداسة، أن أبعث إليكم
بخالص شكري للرسالة التي
وجهتموها إلي بمناسبة زيارتكم
الرسولية إلى لبنان، والتي لا
تعني المجتمع المسيحي وحسب،
ولكن سائر المجتمع المدني"
على حد قوله. وأكد الرئيس
الايطالي أن هذه الزيارة "سوف
تساعد على تعزيز إرادة الشعب
اللبناني بالنهوض على طريق
الحرية الدينية والتعايش
السلمي وستحمل رسالة مهمة
للسلام والأمل للمنطقة بأسرها،
ضرورية الآن وأكثر من أي وقت مضى
" حسب تعبيره. كان البابا بندكتس
السادس عشر قد بعث ببرقية
للرئيس الايطالي لدى مغادرته
مطار روما أكد فيها انه سيزور
لبنان "كحاج للسلام والوحدة
ولتقديم الإرشاد الرسولي ما بعد
السينودس للمجتمعات
الكاثوليكية في الشرق الأوسط"
على حد قوله. ================= عريمط:
زيارة البابا للبنان تأكيد على
العيش المشترك الذي بني عليه
الوطن الجمعة 14 أيلول
2012، آخر
تحديث 23:18 النشرة اعتبر الأمين العام
للمجلس الشرعي الإسلامي الشيخ
خلدون عريمط أن "منطقة الشرق
بحاجة إلى المحبة والسلام ولا
شك أننا سنستقبل الباب ينديكتوس
السادس عشر بالترحاب خلال هذه
الزيارة التاريخية إلى لبنان
الذي هو مرآة هذا الشرق، والذي
بعيشه المشترك بين المسلمين
والمسيحيين يمثل صورة مصغرة أو
نموذج لما يمكن أن يكون عليه هذا
الشرق". ولفت في حديث
تلفزيوني، إلى أنه "لا شك أن
هذه المحبة وتلك الرحمة التي
نادى بها السيد المسيح ومحمد
الرسول عندما تلتقيان من خلال
أتباعهما على الارض، يكونان
عيشا مشتركا بين أتباع
الديانتين"، معتبرا أن "هذه
الزيارة هي تأكيد على العيش
المشترك الذي بني عليه هذا
الوطن ليكون نموذجا خيرا
للتلاقي والحوار بين أتباع
الديانات الإلهية". ================= زيارة تاريخية
لبنديكت إلى لبنان البابا لبلدان
الشرق الأوسط: «سلامي أعطيكم» إرسال
الأسلحة إلى سوريا خطيئة كبرى بيروت - انديرا
مطر على اختلاف طوائفهم
ومذاهبهم، خرج اللبنانيون امس
لاستقبال البابا بنديكت السادس
عشر عند وصوله الى بيروت في
زيارة تستغرق ثلاثة ايام،
وترتدي الزيارة اهمية كبرى بسبب
حساسية الاوضاع في المنطقة. ووقَّع البابا مساء
امس الارشاد الرسولي للسينودوس
الخاص لمجمع الاساقفة من اجل
الشرق الاوسط، الذي يشدد على ان
يبقى المسيحيون «أقلية فاعلة»
في المنطقة ويدعو الى «انقاذ
التعددية الدينية لانقاذ
المسيحيين». وقال البابا انه يحمل
من خلال لبنان الى بلدان الشرق
الاوسط رسالة من الله هي «سلامي
اعطيكم». واشار الى ان التعايش
اللبناني يمكن ان يشكل نموذجا
لكل الشرق الاوسط وللعالم بأسره. وللمرة الاولى منذ
بدء الانتفاضات في العالم
العربي، اعلن البابا موقفا
واضحا مما جرى ويجري في بعض
الدول العربية. مؤكدا ان
المسيحيين «يرحبون بالربيع
العربي»، واصفا اياه بـ «الامر
الايجابي»، رافضا التطرف
والعنف والاصولية. ودعا البابا الى وقف
امداد الاطراف في سوريا بالسلاح.
وقال ان «ارسال الاسلحة يجب ان
يتوقف نهائيا. من دون ارسال
الاسلحة لا يمكن للحرب ان تستمر». «سلامي اعطيكم ومن
خلال بلدكم، اتيت اليوم،
وبطريقة رمزية، الى جميع بلدان
الشرق الاوسط كحاج سلام، كصديق
لله وكصديق لجميع سكان دول
المنطقة كافة، مهما كانت
انتماءاتهم او معتقدهم». بهذه
العبارة يمكن اختصار زيارة
البابا بنديكت السادس عشر
الاستثنائية والتاريخية الى
لبنان في لحظة حرجة ودقيقة تمر
بها منطقة الشرق الاوسط وهي
احوج ما تكون الى السلام . وكان البابا وصل امس
الى بيروت مستهلاً زيارة تستمر
ثلاثة أيام يوقع خلالها الإرشاد
الرسولي لمسيحيي الشرق الأوسط،
وليشدد على ان يبقى المسيحيون «أقلية
فاعلة» في الشرق الأوسط ويدعو
الى «انقاذ التعددية الدينية
لانقاذ المسيحيين». استقبال حافل واستُقبل البابا على
ارض المطار بترحيب رسمي وشعبي،
وكان في مقدمة المستقبلين
الرئيس اللبناني ميشال سليمان
وعقيلته، رئيس البرلمان نبيه
بري وعقيلته، رئيس الحكومة نجيب
ميقاتي وعقيلته والبطريرك
الراعي والكاردينال نصرالله
صفير، بالاضافة الى رؤساء
الطوائف وقادة الاجهزة الامنية
ونواب ووزراء وأعضاء السلك
الديبلوماسي. والقى سليمان كلمة
ترحيبية بالضيف ثمن فيها زيارة
البابا الرسولية الرسمية إلى
لبنان بوصفها بشارة أمل ورجاء.
لافتا الى أهمية لبنان كوطن
حاضن للتنوع الإسلامي ـ
المسيحي، وصورته كنموذج حي عن
التعايش في ظل المخاطر
والتحولات الكبرى التي تعصف
بالمنطقة. و شدد سليمان على
أهمية رسالة السلام التي يحملها
البابا الى لبنان وشعوب المنطقة. ورد البابا بكلمة عبر
فيها عن دواعي سروره لتلبية
الدعوة الى لبنان مما يظهر
الصداقة القديمة بين الكرسي
الرسولي ولبنان. موضحا ان «هدف
زيارته ايضا توقيع الارشاد
الرسولي وهذا حدث كنسي مهم جدا»،
لافتا الى ان الارشاد الرسولي
بمثابة خارطة طريق للسنوات
المقبلة. التوازن الشهير واعرب عن تعاطفه مع
الاحداث المؤلمة في لبنان،
متوجها للبنانيين قائلا: «برهنتم
انكم في هذه الامة الصغيرة عن
وئام بين الكنائس المختلفة وفي
الوقت نفسه برهنتم عن الحوار
بين المسيحيين والطوائف الاخرى».
واعلن البابا ان «التوازن
اللبناني الشهير» يمكن ان يشكل
نموذجا لكل الشرق الاوسط
وللعالم باسره. وقال ان «التعايش
السعيد اللبناني كليا يجب ان
يظهر للشرق الاوسط باكمله ولبعض
العالم، انه من المستطاع ايجاد
داخل امة ما، التعاون بين مختلف
الكنائس ... وفي الوقت ذاته
التعايش المشترك والحوار
القائم على الاحترام بين
المسيحيين واخوانهم من الاديان
الاخرى». ترحيب بالربيع
العربي وقبيل وصوله الى
لبنان أكد البابا ان المسيحيين
«يرحبون بالربيع العربي»،
واصفا اياه بـ«الامر الايجابي»،
انما رافضا التطرف والعنف. وللمرة الاولى منذ
بدء الانتفاضات الشعبية في
العالم العربي، التي اثارت
مخاوف لدى الاقليات المسيحية في
المنطقة من تصاعد نفوذ
الاسلاميين، اعلن البابا موقفا
واضحا مما جرى ويجري في بعض
الدول العربية. وقال للصحافيين
على متن الطائرة التي اقلته من
روما ان «الربيع العربي امر
ايجابي، انه رغبة بالمزيد من
الديموقراطية والحرية والتعاون
وبهوية عربية متجددة». واضاف ان «صرخة
الحرية هذه الصادرة عن شباب
متقدم اكثر ثقافيا ومهنيا ويرغب
في المشاركة في الحياة السياسية
والاجتماعية، هي وعد وامر
ايجابي جدا. وكانت موضع ترحيب
تحديدا من قبلنا كمسيحيين». لكن الحبر الاعظم حذر
من ان «صرخة الحرية بمثل هذه
الاهمية والايجابية تواجه
مخاطر ان تغفل شقا جوهريا من
الحرية وهو التسامح مع الآخر». وقف إرسال السلاح وتعتبر زيارة البابا
الى المنطقة شديدة الحساسية،
نتيجة الاضطرابات القائمة في
سوريا المجاورة، ودعا بنديكت
الى وقف ارسال الاسلحة الى
سوريا حيث يدور نزاع مسلح اوقع
آلاف القتلى. واضاف البابا «بدلا
من ارسال الاسلحة، الذي يعتبر
خطيئة كبرى، من المناسب ارسال
افكار السلام والخلق والمحبة». وانتقد بنديكت
السادس عشر الاصولية معتبرا
انها «تحريف للدين». وقال ان «الاصولية هي
دائما تحريف للدين. مهمة
الكنيسة والاديان هي تنقية
نفسها. هذه المهمة يجب ان تجعل
من الواضح ان كل رجل هو صورة عن
الله يجب ان نحترمها بالآخر». تدابير أمنية مشددة يتولى الحرس
الجمهوري اللبناني مهمة حماية
البابا في كلّ مراكز الاحتفالات
التي ستقام خلال هذه الزيارة
بالاتفاق مع كل الأجهزة الأمنية
التي ستفرض ترتيبات أمنية مشددة. وألغيت حركة
الطائرات الشراعية طيلة مدة
الزيارة، والجيش رخص حمل
الأسلحة، فيما توقفت حركة
الملاحة في المطار لحظة وصول
البابا وستتوقف كذلك خلال
مغادرته. واتخذت تدابير مشددة
قضت بمنع وقوف السيارات على
جنبات الطرق التي سيسلكها موكب
البابا خلال زيارته الحافلة
بلقاءات رسمية وروحية مع قادة
مختلف الطوائف اللبنانية
المسيحية والمسلمة كما سيتحدث
الى مجموعات شبابية. المحطات الرئيسية وقع البابا الارشاد
الرسولي مساء امس في بازيليك
القديس بولس في حريصا شمال
بيروت، وهو ثمرة اعمال
السينودوس حول الشرق الاوسط
الذي ترأسه في روما عام 2010،
ويوجه دعوة قوية الى المسيحيين
لمقاومة النزعة الى الهجرة التي
تزايدت منذ مطلع 2011 بسبب «الربيع
العربي». ويلتقي ابيوم السبت في
القصر الرئاسي في بعبدا مع
المسؤولين السياسيين والدينيين
مسيحيين ومسلمين. ويختتم زيارته
بترؤس القداس الاحتفالي في وسط
بيروت على الواجهة البحرية. ترحيب رسمي وشعبي لم يقتصر الترحيب
بالحبر الاعظم على الطائفة
المسيحية. بل تعداه الى كل طوائف
لبنان في «عرس» لبناني فريد. وعلى طريق المطار،
تجمعت مئات النسوة القادمات من
الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث
معقل حزب الله للترحيب بالبابا،
الى جانب مئات الفتيان من حركات
كشفية مسلمة. وسلك موكب البابا
طريقا مزينا باعلام الفاتيكان
والاعلام اللبنانية وصوره مع
الشعار الذي اختاره لزيارة
لبنان «سلامي اعطيكم» وصولا الى
حريصا (29 كلم شمال شرق بيروت) حيث
مقر السفارة البابوية. وكان لافتاً زيارة
وفد كتلة المستقبل برئاسة
رئيسها فؤاد السنيورة إلى الصرح
البطريركي، حيث أكّد الأخير أنّ
تيار «المستقبل» وجمهوره سيكون
في طليعة المشاركين في استقبال
البابا. الأولى لبنديكت
والثانية للبابا تعتبر زيارة البابا
لبنديكت الـ 16 الاولى له الى
لبنان، والثانية لبابا
الفاتيكان الذي كان زاره البابا
الراحل يوحنا بولس الثاني عام
1997 لدعم السلم الأهلي والعيش
المشترك بين مسيحيي لبنان
ومسلميه، علما أن البابا بولس
السادس حط في مطار بيروت لفترة
قصيرة في العام 1964 وهو في طريقه
الى القدس. ================= لومباردي:
البابا لا يحمل أي رسالة إلى
الحكومة السورية بل يدعو الى
وضع حد للعنف الجمعة 14 أيلول
2012 لبنان الان
لفت الناطق الرسمي
باسم البابا بنديكتوس السادس
عشر، الأب فيديريكو لومباردي
إلى أن "زيارة البابا (بنديكتوس
السادس عشر) لبنان بدأت بلقاءات
جد ايجابية، وهو أرسل من على
الطائرة رسائل حب وسلام لهذا
الشرق الأوسط. وقد استقبلتموه
بالشموع ليلة البارحة، وقداسته
موجود هنا حاملاً سلام القلب
والقداسة لشرق يتألم تحت نير
الحروب والمشاكل والخلافات،
وهو اليوم بينكم "رسول السلام"،
من أجل تشجيع كل من يعاني ويتألم". لومباردي، وفي مؤتمر
صحافي في قاعة الصحافة في فندق
فينيسيا، في ختام اليوم الاول
من زيارة البابا لبنان، في حضور
رئيس أساقفة بيروت للموارنة
المطران بولس مطر، مدير المركز
الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو
أبو كسم، أضاف:" انا اتوقف
اليوم معكم عند هذه الزيارة
التي سيقول
فيها البابا الكثير من الاشياء،
ولكن رسالته الاولى هي وجوده
الشخصي رسولاً للسلام هو الذي
قال في حديثه في المطار: انني
جئت الى هذه الارض صديقا لله
ولكل من يسكن لبنان والمنطقة،
صديقا لكل من يريد السلام
ويحبه، وانا هنا لاشهد معكم على
قداسة هذه الارض والشعب".
وأكمل: "كذلك شدد قداسته في
المطار على تاريخ لبنان كبلد
مثالي للعيش المشترك، الغني
باختلاف طوائفه وهو رسالة
نموذجية لكل العالم، ومن خلال
هذا التصريح نستنتج اهمية
الحوار بين الاديان، والبابا
يأتي للمسيحي الكاثوليكي ولكل
الشرق. وقد وقّع اليوم الارشاد
الرسولي في بازيليك مار بولس في
حريصا، وهو يشدد على نقاط
التلاقي بين المسيحية
والاسلام، فمنهما تنبع حضارة
المحبة، شهادة لعيشهما
المشترك، وهذه وديعة أضعها بين
أيدي المسؤولين ورؤساء
الطوائف، وهذه حركة يجب أن
تتفاعل وتتجدد في روح شباب هذه
الأرض الذين سوف يكملون مسيرة
الآباء والأجداد، وتنص على
احترام تعددية المجتمع العربي
وبخاصة اللبناني في تعددية
طوائفه. وقد تحدث بشدة ضد العنف
في سوريا وقتل الأبرياء فيها
بحيث لا نتيجة الا الخسارة، ولا
وجود لحل ضمن صراع التعصب والدم". وفي السياق ذاته،
تابع لومباردي: "إن الارشاد
الرسولي بين يديكم سيكون نصا
مهما جدا ولغته مهمة وبسيطة
يفهمها الجميع وسيكون بمثابة
دستور لهذه الأرض المقدسة التي
تقدس العيش المشترك والتعددية
في الأعمال المسكونية وحوار
الأديان. وصناعة السلام هي
عملية تحتاج للوقت والتضحية
والمحبة، بعيدا من كل تعصب وعنف.
فمن المهم جدًا لنا أن نتفاعل مع
هذا الحوار المسيحي ومع كل رجال
الأديان والفكر والسياسة في
الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن
"هناك ايضا ارشادات كثيرة
تجعل منا شهودًا للايمان
المسيحي الايجابي الظاهر في
حياتنا الاجتماعية بموازين
سليمة وغنية بين مختلف الكنائس
والليتورجيات والطقوس الكنسية
الكاثوليكية والارثوذكسية
وباقي الكنائس. اذاً المنطلق
واضح وسليم من رسول السلام
البابا وعلينا التفعيل". وردًا على سؤال عن
الرسالة التي يوجهها الحبر
الاعظم الى الحكومة السورية
والشعب السوري، ولاسيما الى
المسيحيين؟، أجاب لومباردي: "ليس
للحبر الأعظم أي رسالة للحكومة
السورية لأن ذلك ليس من
صلاحياته، وهو ينقل رسائل عامة
وهي وضع حد للعنف، وكما قال في
الطائرة اليوم فهو يدعو لوقف
تدفق الأسلحة من أجل تعزيز هذا
النزاع كما تحدث بوضوح من خلال
الدعوة إلى الحوار، وهو يحمل
رسالة سلام بصفته شخصية دينية
لا تتمتع بأي سلطة سياسية". وأكد أن "البابا
تحدث عن "الربيع العربي"
انطلاقاً من نظرة ايجابية،
داعياً الى احترام الحرية
ومكونات المجتمع، مشدداً على
رفض نقل الاسلحة التي تؤجج
العنف، متمنياً وقف اعمال العنف. وعما يجري في طرابلس
قال: "إن البابا على علم بما
يحصل لكنه أصر على المجيء كرسول
للسلام مهما كانت الصعوبات". وعن الإرشاد
الرسولي، علّق لومباردي بالقول:
"هذا الإرشاد موجه للمجتمعات
المسيحية لتنظم حياتها وكيفية
عيشها إيمانها، ويجب ألا نبحث
في الإرشاد على ما هو ليس من ضمن
أهدافه والمهم أن يكون شهادة
جيدة في الحياة المسيحية
الملتزمة لحضّها على المساهمة
في الحياة في هذه البلاد". ================= زيارة تاريخية
للبابا بندكتوس السادس عشر الى
لبنان: ان الكنيسة في الشرق
الاوسط تجعل اعادة التفكير في
الحاضر من اجل التطلع نحو
المستقبل
الجمعة, 14
سبتمبر 2012 19:10 يقوم البابا بندكتوس
السادس عشر بزيارة تاريخية الى
لبنان وهو وصل عصرا الى مطار
رفيق الحريري الدولي وقد كان في
استقباله الرؤساء الثلاثة
وكبار مسؤولي الدولة
اللبنانية،وقد عبرلا البابا من
المطار عن
اهمية العمل الانساني وعن
العمل الالهي ايضا :ونطلب من
الله الحفاظ على هذا التوازن: . اضاف ان "العلاقة
بين الكرسي الرسولي ولبنان
ضاربة في الاعماق جئت الى لبنان
كصديق لله والبشر. وانا اصلي من
اجل السلام في لبنان و اصلي ايضا
من اجل بلدان الشرق الاوسط
كصديق السلام وسكان هذه المنطقة مهما كانت
معتقداتكم. سلامي اعطيكم.
الامكم وسعادتكم موجودة في
صلواتي. اصلي لكل من يتألم في
هذه المنطقة وهم كثر فتمثال مار
مارون يذكرني بما عانوه. واشكر الرئيس سليمان
على حفاوة الاستقبال الاخوي "وآمل
ان يبارككم الله جميعا ". ثم انتقل موكب الباب
الى السفارة الباباويّة في
حريصا، وسط إحتشاد أهالي
المنطقة للترحيب به وسط تحليق
كثيف لطوافات الجيش اللبناني. ومساء اعى البابا
الاحتفال بتوقيع الارشاد
الرسولي في بازيليك القديس بولس
في بمشاركة اعضاء مجلس البطاركة
والاساقفة الكاثوليك في لبنان،
في حضور رئيس الجمهورية العماد
ميشال سليمان وعدد من الفاعليات
السياسية. وقد القى البابا
بنديكتوس السادس عشر كلمة في
خلال الحفل التوقيع
ومما قال: ان الكنيسة في
الشرق الاوسط تجعل اعادة
التفكير في الحاضر من اجل
التطلع نحو المستقبل في أعين
المسيح مجالا ممكنا. من خلال
الارشاد الانجيلي والرعوي تتم
الدعوة الى تعميق التأمل الروحي
والكنسي والدعوة الى التجدد
الديني والليتورجي، كما انها
تدعو الى الحوار، الارشاد يشير
الى طريق لاعادة اكتشاف ما هو
اساسي: ان تتبع المسيح حتى في
الحالات الصعبة احيانا
والمؤلمة التي تؤدي الى اغراءات
لتجاهل او حتى نسيان تمجيد
الصليب. اننا مدعوون هنا
والان للاحتفال بانتصار الحب
على الكراهية، والتسامح على
الانتقام، والخدمة على
السيطرة، والتواضع على
الكبرياء، والوحدة على
الانقسام. في ضوء احتفالنا
اليوم، ونظرا للتطبيق المثمر
للارشاد احضكم جميعا ان لا
تخافوا وان تمسكوا بالحقيقة
ونقاوة الايمان. هذه هي لغة
الصليب المجيدة، هذه هي محبة
الصليب بجنون: محبة يمكنها ان
تحول الآمنا الى اعلان عن حب
الله ورحمة لجيراننا، محبة
جنونية قادرة على تحويل هؤلاء
الذين يعانون بسبب ايمانهم
وهويتهم الى اناء من فخار جاهز
للامتلاء بعطايا إلهية أثمن من
الذهب. ولا نتكلم هنا عن لغة محض
شعرية، بل عن نداء عاجل للقيام
بأفعال حسية تشبه دائما المسيح،
أفعال تساعد مختلف الكنائس
لتعكس جمال جماعات المؤمنين،
أفعال تشبه الأمبراطور قسطنطين
الذي استطاع تقديم شهادة واخراج
المسيحيين من التمييز،
لمساعدتهم على عيش ايمانهم
بالمسيح المصلوب والقائم من
الأموات بحرية وبانفتاح. ان الكنيسة في الشرق
الأوسط تقدم عناصر يمكنها ان
تساعد على القيام بفحص ضمير
شخصي وجماعي وبتقييم موضوعي
للالتزام والرغبة في القداسة
لكل تلاميذ المسيح. ان الارشاد يظهر
انفتاحا على حوار حقيقي بين
الأديان، مبنيا على الايمان
بالاله الواحد الخالق. كما انه
يساهم بعمل مسكوني مفعم بالحب
والعطاء. ان الارشاد في كل
مكوناته يسعى الى مساعدة كل
واحد من تلامذة المسيح ليعيشوا
على أكمل وجه وان ينقلوا بشكل
حقيقي الى الآخرين ما أصبحوا
عليه بعد العماد. كما يسعى
الارشاد الى تطهير الايمان من
كل ما يشوهه، ومن كل شيء يحجب
نور المسيح. ان كنائس الشرق
الاوسط لا تخاف لأن الرب معها
حتى النهاية. لا تخافوا، لأن
الكنيسة العالمية تسير الى
جانبكم وهي قريبة منكم انسانيا
وروحيا. انني بهذه الكلمة
المليئة بالأمل والتشجيع، أودع
نهار الأحد الارشاد الرسولي الى
البطاركة والمطارنة والكهنة،
وأطلب من الله ان يفيض بنعمه
عليكم. ثم وقع البابا
الارشاد الرسولي على مذبح كنيسة
بازيليك القديس بولس في حريصا .التي
شعهدت حشدا من السياسيين
والروحيين الى حشد شعبي. ================= الاب
قزي:نأمل أن يسمح الإعلام
العربي لمسيحيي الشرق متابعة
زيارة البابا الجمعة 14 أيلول
2012، آخر
تحديث 17:39 النشرة اشار الاب بولس قزي
إلى أن "البابا بنديكتوس
السادس عشر إلى لبنان يستطيع
توجيه رسالته إلى العالم بحرية،
وهو سيد نفسه ولبنان كذلك لبنان
اليوم فيه حرية إعلام وطباعة
ونشر"، معربا عن أمله في أن
"يقبل الإعلام العربي الآخر
وهذه رسالة إلى الشرق، إذ يحق
لمسيحيي المشرق أن يستمعوا
لكلام البابا خلال زيارته لبنان
ونأمل أن يسمح لهم بذلك". وشدد في حديث
تلفزيوني على أن "الإرشاد
الرسولي هو لكل العالم وليس فقط
للمسيحيين". وحول الطلب من البابا
الاعتذار، قال قزي: "نؤكد له
أن البابا ليس معنيا بالاعتذار". ================= بابا الفاتيكان
يصل لبنان في زيارة رعوية
تستغرق ثلاثة أيام الجمعة, 14
سبتمبر 2012 15:18 بيروت – أ ش أ وصل بابا الفاتيكان
بنديكت السادس عشر إلى بيروت
اليوم في زيارة رعوية تستمر
ثلاثة أيام يوقع خلالها على
الإرشاد الرسولي الخاص بالشرق
الأوسط. وأقيمت للبابا مراسم
استقبال رسمية تقام عادة لرؤساء
الدول، وكان في مقدمة مستقبليه
الرئيس اللبناني العماد ميشال
سليمان وعقيلته، ورئيس الحكومة
نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب
نبيه بري، بالإضافة إلى كبار
المسئولين ورجال الدولة
المدنيين والعسكريين. كما كان في استقبال
البابا الفاتيكان، البطريرك
الماروني بشارة الراعي،
والبطريرك السابق نصر الله
صفير، وممثلين عن رؤساء الطوائف
اللبنانية الإسلامية
والمسيحية، والسفراء العرب
والأجانب المعتمدين في لبنان. واتخذت سلطات مطار
بيروت تدابير أمنية صاحبت وصول
طائرة البابا إلى المطار، حيث
تم تعليق حركة الملاحة الجوية
وكافة الأنشطة على ساحة
الطائرات. ومن المقرر أن يستمر
وقف الملاحة الجوية بمطار بيروت
حتى الساعة الثالثة بعد ظهر
اليوم. ================= الحص: نرجو أن
تكون زيارة البابا منطلقًا
لترسيخ اسم لبنان على لائحة دول
يزورها كبار العالم الجمعة 14 أيلول
2012 لبنان الان علّق الرئيس سليم
الحص باسم "منبر الوحدة
الوطنية" على زيارة قداسة
البابا بنديكتوس السادس عشر
لبنان، فقال في تصريح: "إننا
ككل اللبنانيين نرحب أجمل ترحيب
بزيارة قداسة البابا ونرجو أن
تكون منطلقا لترسيخ إسم لبنان
على لائحة الدول التي يزورها
كبار العالم. إن زيارة البابا
مقدرة كل التقدير من جانب جميع
اللبنانيين الذين يرجون أن يظل
لبنان مقصدا لكبار القوم،
والأمل وطيد أن يحسن اللبنانيون
توظيف هذه الزيارة في تعزيز
مكانة لبنان بين دول المنطقة
على الصعد كافة". ================= الرئيس
اللبناني يستقبل البابا
بنديكتوس السادس عشر في قصر
بعبدا 15.09.2012 اصطف آلاف
اللبنانيين على امتداد الطريق
المؤدي إلى القصر الجمهوري في
بعبدا قرب العاصمة اللبنانية
بيروت حيث سيعقد البابا
بنديكتوس السادس عشر لقاء خاصا
مع الرئيس اللبناني ميشال
سليمان. وحمل الآلاف أعلام
لبنان والفاتيكان ترحيبا
بالبابا بنديكتوس السادس عشر. ومن المقرر أن يلتقي
البابا بعد ذلك، رئيس مجلس
النواب نبيه بري ورئيس الحكومة
نجيب ميقاتي ورؤساء الطوائف في
القصر الجمهوري. واحيطت بالقصر
تدابير أمنية مشددة جدا ورفعت
لافتة عند مفرق القصر الجمهوري
تقول "ببركتم يترسخ لبنان وطن
الرسالة". يذكر أن البابا
بنديكتوس وقع أثناء زيارته التي
بدات أمس الجمعة إلى لبنان، على
وثيقة الارشاد الرسولي. وقال الحبر الأعظم في
كلمة أثناء التوقيع إن التعايش
بين المسيحية والإسلام في لبنان
ساهم في إنشاء ثقافة غنية جدا
ميّزت هذا البلد عن سائر
البلدان، وأوضح أن الإرشاد
الرسولي يظهر انفتاحا على حوار
حقيقي بين الأديان
مبني على الإيمان بالاله
الواحد. وقبل ذلك دعا البابا
أثناء مراسم استقباله في مطار
بيروت الدولي إلى وقف العنف في
سوريا وعدم توريد السلاح إلى
منطقة النزاع داعيا إلى التسامح
بين مختلف الطوائف في لبنان. هذا وقد استقبل مئات
اللبنانيين البابا بحفاوة
معبرين عن سعادتهم بهذه الزيارة
التاريخية، ويرى المواطن
اللبناني بسكال صقر أن زيارة
البابا جاءت في وقت مهم: "أمر جيد أن نحظى
بهذه الزيارة الآن في هذه
اللحظة بالنظر إلى الموقف في
المنطقة، هذه الزيارة ستعطي
الدعم والسلام للبنان والمنطقة." ويرى الصحفي في جريدة
النهار اللبنانية أمين عمورية
أن الوضع في سوريا له تأثيراته
السلبية على الطوائف المسيحية
في لبنان موضحا أن زيارة البابا
ستمثل تخفيفا من حدة هذا
التأثير السلبي. ================ زيــارة
البابــا لــم توحّــد
الشاشــات جوي سليم ظنّ اللبنانيون أن
زيارة البابا بنيديكتوس السادس
عشر، ستوحّد الشاشات المحليّة،
وأنّها ستكون استراحة من
السياسة وصورة الانقسام اليومي.
التزاماً بقرارات اللجنة
الإعلاميّة المنظّمة للحدث،
نقلت المحطّات المحليّة صورة
موحدة خلال البثّ المباشر من
المطار إلى حريصا. كلّ الشاشات
اكتست بألوان واحدة، وعرضت
الكليبات والأفلام الوثائقية
والترانيم ذاتها. لكنّ تلك
الوحدة اقتصرت على الصورة، إذ
لم تستطع القنوات اللبنانية أن
تخرج عن خطاباتها الخاصّة، ولم
تحد عن هويّاتها السياسيّة. اكتفت «المنار»
بالتغطية المباشرة، ببعض
التقارير الإخبارية حول
الإرشاد الرسولي، وعرضت قنوات «أن.
بي. أن» و«الجديد» الشريط
الوثائقي المقرّر ضمن البرنامج
الرسمي. ولم تخرق وحدة المشهد
التلفزيوني في الشكل، سوى عبارة
«مطار رفيق الحريري الدولي» على
قناة المستقبل تقابله «مطار
بيروت الدولي»، على القنوات
الأخرى. هكذا، بدأ الاختلاف
يتمظهر من تسمية المطار، ليمتدّ
إلى المقابلات داخل الأستوديو. «تلفزيون المستقبل»
لم يوفّر في سياق مواكبة الحدث،
التطرّق إلى النظام السوري
والإشارة إلى «قمع المسيحيين في
سوريا». في مقابلة مع باسكال
مونان، أستاذ العلاقات الدولية
في جامعة القديس يوسف، شبّه هذا
الأخير الإرشاد الرسولي بما
سمّاه «الإرشاد السنيوري» في
إشارةٍ إلى خطاب الرئيس فؤاد
السنيورة، بعد زيارته البطريرك
الراعي منذ يومين. واعتبر مونان
أنّ «أي شخص يبحث عن الاعتدال
ولقاء الأديان» عليه «البحث عن
السنيورة». القنوات المحسوبة
على الأحزاب المسيحية، والتي
تخصِّص مساحةً شبه يوميّة في
نشراتها للحديث عن «الوجود
المسيحي»، فلم تخرج عن السياق
ذاته في تغطية الزيارة
البابويّة. بدت «أم. تي. في.»المعني
الأول بزيارة البابا منذ
أسابيع، إلّا أنّ حماسة القناة
بلغت ذروتها في مقدّمة النشرة
المسائية يوم أمس الأوّل، حين
استهلّت منى صليبا النشرة بدعوة
الزعماء المسيحيين لإبلاغ
البابا «عن صمودهم في هذا البلد»،
مناجيةً البابا بكلام عاطفي،
يدعوه لـ «إحلال السلام». وكللت
المحطّة شاشتها بعبارة «المبارك
الآتي»، لتختم نهارها بعرض
وثائقي عن بشير الجميل في ذكرى
اغتياله. لم تكتفِ القناة
بالجانب الديني من الزيارة، بل
أصرّت على السياسي أيضاً، عبر
مقابلات عديدة. كما نشرت عبر
موقعها الالكتروني مقالاً
يقارن بين زيارة البابا يوحنا
بولس الثاني العام 1997 والزيارة
الحالية، متذكرةً وضع «المسيحيين
في لبنان خلال زمن الوصاية حين
كان زعماؤهم في السجن وفي
المنفى»، مضيفةً أنّ هذه
الزيارة تتجاوز لبنان بأهدافها
ومراميها إلى «الشرق الأوسط
الجديد». القنوات الأخرى،
تبنّت خطاباً لا نغالي إذا قلنا
إنّه شوفينيّ، وكما في حالة «أو.
تي. في» التي تبنّت شعار: «الشعب
العظيم يرحّب بالحبر الأعظم».
وسيطرت على الشاشة البرتقاليّة
بالأمس عبارة: «معَك.. الشرق
يصلّي»، في موقف يتماهى بشكل
واضح مع مواقف ميشال عون من براد
في سوريا العام 2010، حين قال «نحن
مسيحيون مشرقيون». كما أنّ
عبارة «مسيحيي الشرق» صارت تعني
اليوم بالدرجة الأولى
المسيحيين السوريين الذين
يتخوّف مناصرو التيار الوطني
الحرّ على مستقبلهم. «المؤسسة اللبنانية
للإرسال» من جهتها، واكبت
النهار الطويل من خلال مقابلات
أجراها داخل الاستوديو
الإعلامي بسّام برّاك. وردّد
برّاك أكثر من مرّة عبارة «البابا
الكاتب والفيلسوف». أمّا في
الميدان، فقد كانت هدى شديد
تنتظر الحبر الأعظم في حريصا،
وراحت تحتفل بوصوله بحماسة
زائدة، قائلةً إنّه مشهد يُدمع
العيون. في حين، كان بسام أبو
زيد صباحاً، يذكر أثناء وصول
البابا إلى المطار، بخوف مسيحيي
الشرق. وسادت لغة الحبور
والبهجة على تغطية مراسل «الجديد»
مالك الشريف أيضاً. وعلى
الهواء، تلقى رائد هرموش
اتصالات من السياسيين
والصحافيين، وكان آخرها اتصال
مع النائب سامي الجميل، الذي
ركّز في حديثه على ردود الفعل
على الفيلم المسيء. الأكيد أنّ مراسلي
الشاشات التلفزيونيّة أمس،
عاشوا يوماً صعباً ومنهكاً.
لكنّ المواكبة الإعلاميّة
للحدث الكبير على الشاشات، كانت
مناسبةً لنقل مواقف سياسية
وفكرية، بحسب مزاج كلّ محطّة.
وكان لافتاً أنّ المحطات
الأجنبية نسيت زيارة البابا
كلياً، وخصصت الكثير من وقتها
لتغطية تظاهرات طرابلس، إلى
جانب التظاهرات الغاضبة أمام
السفارات الأميركيّة في عواصم
عربيّة عديدة. ================ ابعاد زيارة
البابا للبنان ثمة تصوّر شائع
في مشرقنا العربي مفاده تعاظم
الخوف على مسيحيي الشرق من بعض
الذين اسموهم متطرفين. الواقع
مختلف تماما. الخوف هنا يشمل
الجميع اقليات كانت أو اكثريات. ميدل ايست
أونلاين بقلم: د. خليل
حسين زيارتان بابويتان
نعم بهما لبنان، لكل منها
دلالاتها ورمزيتها، ورغم
التقاء الكثير من العناوين
فيهما، إلا ان ثمة فوارق كثيرة
يمكن ملاحظتها، منها ما يتعلق
بالظروف اللبنانية، ومنها ما
يتعلق بالظروف الاقليمية. فما
هي ابعادها اللبنانية والشرق
اوسطية؟ في العاشر من أيار 1997
اطلق بابا الفاتيكان يوحنا بولس
الثاني السينودس من اجل لبنان،
وهو عبارة عن ارشاد رسولي
لمسيحي لبنان، وبعد خمسة عشر
عاما أطلق البابا بنديكتوس
السادس عشر الارشاد الرسولي
لمسيحي الشرق الأوسط. بين
الارشادين ثمة الكثير من
المتغيرات اللبنانية والشرق
اوسطية التي فعلت فعلها في
المجتمع العربي القائم على
التنوع والتعدّد في بعض دوله
وبخاصة الشرقية منها. فلبنان الذي وصف فيما
مضى بالرسالة الكونية التي تجمع
في طياته الاجتماعية المكونين
الاسلامي والمسيحي، كان في
العام 1997 خارجا من حرب اهلية
اختزلت الكثير من التناقضات
الاجتماعية والسياسية
والطبقية، فكان الارشاد آنذاك
على قياس لبنان ومشاكله
المزمنة، والمفارقة هنا ان
حيثيات الارشاد بكل تفاصيله
رسمت خطوطا عريضة للواقعية
السياسية والاجتماعية التي
ينبغي على اللبنانيين اتباعه في
محاولة لشد اللحمة الوطنية بعد
سني قتال مرير، بينما في الواقع
لم تكن الحرب بين مسامين
ومسيحيين في المعنى العام، بقدر
ما هو نزاع بين افر قاء لبنانيين
حول قضايا وطنية وقومية وسياسية
واجتماعية تم فيها فرز ذات بُعد
طائفي ومذهبي واضح، ساعد الكثير
من العوامل الداخلية والخارجية
في تظهير تلك الصورة بأبشع
مظاهرها. طبعا نعم لبنان في
تلك الفترة اي قبل عقد ونصف من
الزمن بفترة ذهبية من العشق
الاسلامي المسيحي اذا جاز
التعبير، اما اليوم فالمشكلة
ليست بالضرورة في لبنان بقدر ما
هي المشكلة بما آلت اليه
الأوضاع في غير بلد عربي،
وبالتالي بات الارشاد الحالي
اوسع نطاقا وأكثر إبعادا.
فالحراك العربي قلب انظمة وضعضع
سلطات كثيرة، وأوجد حالة من
الخوف لدى بعض المسيحيين في
الشرق، ورغم عدم دقة التوصيف،
فالخوف هنا يشمل المسلمين كما
المسيحيين على مستقبلهم في ظل
انظمة لا زالت تتمايل دون ان
تستقر على بر ما. بداية كان الأمر مع
مسيحي العراق، والآن ما يروّج
لمسيحيي سوريا ولبنان وغيرهما،
وبصرف النظر كما اسلفنا عن دقة
التوصيف ونوعية الخوف ومبرراته
اذا وجدت، ثمة تصوّر شائع في
مشرقنا العربي مفاده تعاظم
الخوف على مسيحيي الشرق من بعض
الذين اسموهم متطرفين، إلا ان
الواقع مختلف تماما والخوف هنا
يشمل الجميع اقليات كانت أو
اكثريات، بخاصة ان ثمة الكثير
من الشائعات التي تروّج ان سقوط
الانظمة سوف يؤدي إلى جولات عنف
طائفية ومذهبية هنا أو هناك. ان الارشاد البابوي
بنسخته المنقحة والمزيّدة لا شك
هو انعكاس لواقع موجود ينبغي
الاعتراف ببعض جوانبه، وهو
تعبير يغطي مساحات كبيرة من
عالمنا العربي، ويحمل في ثناياه
ما يشبه الوصايا العشر لسيدنا
المسيح، في مشرق يشهد متغيرات
متسارعة من الصعب استيعاب
ابعادها بسهولة والاتقاء من
تداعياتها. الزيارة الثانية
لبابا الفاتيكان للبنان، لها من
الابعاد المعنوية الكثير
الدلالات الرمزية وبخاصة
للكنيسة المشرقية الارثوذكسية
التي تتخذ من دمشق مقرا لها،
سيما ما يمر به الشعب السوري
مسلميه ومسيحييه من آلام درب
الجلجلة، التي ينبغي ان تتوّج
بإرشاد شعبي يكون بمثابة
البوصلة السياسية لكل من يتوق
لحياة كريمة. د. خليل حسين ================ البابا «بنديكتوس»
يدعو لإرسال أفكار السلام
والمحبة إلى سورية بدلا من
إرسال الأسلحة دعا البابا «بنديكتوس»
السادس عشر إلى وقف إرسال
الأسلحة إلى سورية وقال انه
بدلا من إرسال أسلحة الذي يعتبر
خطيئة كبرى من المناسب ارسال
افكار السلام والخلق والمحبة. البابا
«بنديكتوس» يدعو لإرسال أفكار
السلام والمحبة إلى سورية بدلا
من إرسال الأسلحة ابنا: دعا البابا «بنديكتوس»
السادس عشر إلى وقف إرسال
الأسلحة إلى سورية وقال انه
بدلا من إرسال أسلحة الذي يعتبر
خطيئة كبرى من المناسب ارسال
افكار السلام والخلق والمحبة. ونقلت "ا ف ب" عن
البابا قوله للصحافيين على متن
الطائرة التي أقلته من روما إلى
بيروت "إن إرسال الأسلحة يجب
ان يتوقف نهائيا لأنه دون إرسال
الأسلحة لا يمكن للحرب ان تستمر". وأعلن البابا الذي
وصل أمس الى بيروت في أول زيارة
له إلى لبنان أنه لم يفكر أبدا
في إلغاء هذه الزيارة بسبب
الوضع الأمني في سورية. وقال "لم ينصحني
أحد بإلغاء هذه الرحلة ومن جهتي
لم افكر في هذه الفرضية". وأضاف "بما ان
الوضع في سورية يصبح أكثر
تعقيدا من الضروري أكثر إعطاء
إشارة الصداقة والتشجيع
والتضامن هذه.. إنه مغزى زيارتي..
الدعوة إلى الحوار ضد العنف
والمضي معا لإيجاد حل للقضية". وانتقد البابا
الأصولية وقال إن الاصولية هي
دائما تحريف للدين ورأى أن
الرسالة الأساسية للدين يجب أن
تكون رفض العنف الذي هو تحريف
مثله مثل الأصولية. واعتبر البابا
بنديكتوس السادس عشر أن "صرخة
الحرية الصادرة عن شباب متقدم
اكثر ثقافيا ومهنيا يرغب في
المشاركة في الحياة السياسية
والاجتماعية هي وعد وامر ايجابي
جدا". وأضاف.. "نعلم ان
صرخة الحرية بمثل هذه الاهمية
والإيجابية تواجه مخاطر إن تغفل
شقا جوهريا من الحرية وهو
التسامح مع الاخر وعلينا ان
نقوم بكل شيء لكي يذهب مفهوم
الحرية في الاتجاه الصحيح". ورأى البابا أن "الكرامة
العربية المتجددة تعني تجديد
مفهوم العيش معا وتسامح
الغالبية والاقلية وان الحرية
يجب ان تتواكب مع حوار اشمل وليس
هيمنة طرف على الآخر". وأكد الحبر الأعظم
على رسالة سلفه الراحل «يوحنا
بولس» الثاني الذي زار لبنان في
العام 1997 قائلا "إن هذا البلد
رسالة في هذه المنطقة التي هي
مركز لقاء الاديان السماوية
الثلاثة". ووصف بابا الفاتيكان
في كلمة مقتضبة لدى وصوله مطار
بيروت الدولي العلاقة بين لبنان
والفاتيكان بالتاريخية
والعميقة. وأشار البابا إلى أن
هناك هدفين لزيارته إلى لبنان
أولهما تمتين العلاقات
الممتازة بين لبنان والكرسي
الرسولي والمساهمة في تعزيز هذه
العلاقات وثانيهما هو التوقيع
على وثيقة الإرشاد الرسولي مجمع
السينودس الشرق الأوسط. وقال "لقد برهن
اللبنانيون بأنفسهم ولجميع
سكان الشرق الأوسط وللعالم أن
التعاون يمكن أن يوجد بين
الكنائس على اختلافها بروح من
الصداقة والتعاون والتفاعل مع
الجماعات الأخرى والتعايش في
ذات الوقت والحوار على أساس
الاحترام المتبادل". وكان في استقبال بابا
الفاتيكان في المطار ببيروت عدد
من المسؤولين على رأسهم الرئيس
اللبناني «ميشال سليمان»
ورئيسا مجلس النواب «نبيه بري»
والحكومة «نجيب ميقاتي» وقائد
الجيش اللبناني العماد «جان
قهوجي» والبطريرك الماروني «مار
بشارة بطرس الراعي» وحشد كبير
من البطاركة. ================ قبيسي: زيارة
البابا تشكل منعطفا تاريخيا
للبنان السبت 15 أيلول
2012 رعى عضو كتلة "التحرير
والتنمية"النيابية النائب
هاني قبيسي المهرجان التكريمي
الذي اقامته ثانوية التربية
والتعليم في الدوير لطلابها
الفائزين في الشهادات الرسمية
للعام 2012، وذلك في ملعب
الثانوية، في حضور ممثل وزير
الدولة علي قانصو طلال ايوب،
النائب عبد اللطيف الزين،
النائب ياسين جابر ممثلا بجهاد
جابر، منفذ عام النبطية في
الحزب السوري القومي الاجتماعي
فخري طه ممثلا رئيس الحزب
النائب اسعد حردان، رئيس
المنطقة التربوية في النبطية
علي فايق، رئيس الثانوية أديب
قانصو، أمين سر قيادة اقليم
الجنوب لحركة "أمل" محمد
قانصو، رئيس نادي الليطاني في
الدوير ملحم قانصو، رئيس بلدية
الدوير ابراهيم رمال، رئيس لجنة
الاهل في المدرسة الانجيلية
الوطنية في النبطية وسام قانصو،
رئيس جمعية مارثون شادي دهام
ورئيس مكتب مصلحة الليطاني في
النبطية حسن جابر، حشد من القوى
السياسية والحزبية والتربوية
والثقافية والاجتماعية
والبلدية والاختيارية والطلاب
المكرمين وذويهم وفاعليات. بعد دخول موكب الطلاب
المتخرجين، ثم النشيد الوطني
ونشيد الثانوية، كانت كلمة
ترحيب للمربي كمال الشريف، تلاه
كلمة رئيس الثانوية أديب قانصو
أشار فيها الى "اننا اليوم
نقف وقلوبنا عامرة براحة
الضمير، والاطمئنان الى الغد،
مجددين الوعد والعهد بأن نظل
مستعدين للواجب، وللجهاد
باستمرار، لا يعترينا الملل ولا
الكلل، لتبقى هذه الثانوية كما
أريد لها منذ نشأتها، موئلا
للعلم والمعرفة والقيم، وخادمة
لقضية بناء الانسان في هذا
الوطن". وألقى رئيس المنطقة
التربوية في محافظة النبطية علي
فايق كلمة بارك فيها "تميز
مؤسسة تربوية هي صورة لبانيها،
في الدأب والنجاح والتفوق
والسيرة الشذية العطرة". كما كانت كلمة
للطالبة ريم أحمد قانصو باسم
الطلاب المتخرجين، تلاها كلمة
لرئيس لجنة الاهل في الثانوية
وهيب قطيش، ثم كانت كلمة راعي
الاحتفال النائب قبيسي التي
أستهلها بتقديم التهاني
والتبريكات لثانوية التربية
والتعليم ادارة وهيئة تعليمية
وطلاب على "هذا الحصاد الوافر
من النجاح". وقال: "يشرفي ان
أكون بينكم اليوم راعيا لهذا
الاحتفال ولهذه الفرحة التي
نلتقي فيها فرحين بتخريج دفعة
جديدة من الطلاب في ثانوية
التربية والتعليم في الدوير
التي تحولت صرحا تربويا بناه
الاستاذ أديب قانصو ليسكنه
الطلاب والطالبات يؤسس للعلم
والمعرفة، هذه الثانوية تحمل
عنوانا لا يشتمل على العلم فقط
بل يعرفناان العلم ليس ان نحفظ
ما في صفحات الكتب ولا ان نحلل
المعادلات بل هي التربية التي
تتلازم مع العلم والثقافة، فكان
العنوان الاساس ثانوية التربية
والتعليم، فالتربية هي الاخلاق
والالفة والمحبة، وفي السياسة
نرى في التربية العيش المشترك
والتواصل والحوار، هذا العنوان
الذي شكل اساسا لعمل هذه
المدرسة ادارة وهيئة تعليمية
وطلابا متفوقين في المستويات
كافة، تحت هذا العنوان قبعة
علم، تستريح على كتاب ينتظر من
يقلب الصفحات لينهل من التربية
والتعليم ثقافة وعلما يؤسس لهذا
الوطن بكل خير، وفي ناحية أخرى
شمس تشرق وتضلل قبعات العلم
وتنير عقول الطلاب لكي يكونوا
مستقبل هذا الوطن الذي نحلم في
كل يوم ان يكون وطن المحبة
والخير والوفاء". واردف: "وانتم ايها
الطلاب الذين كبرتم مع شتلة
التبغ وشجرة الزيتون، حتى
تخرجتم من هذه الثانوية كبرتم
مع المقاومة والصمود الذي كبر
يوما بعد يوم حتى غدا هذا الجنوب
صخرة تتحطم عليها مشاريع
الصهاينة، كلنا أمل ان تعبروا
هذا الباب الى جامعات لبنان
تحملون العلم والتربية
والثقافة والوطنية والمقاومة،
كلنا أمل ان تحملوا الى
جامعاتنا والى وطننا نور العلم
الذي يؤسس لوطن الخير لانه لا
يمكن ان يجتمع الجهل مع العلم،
وننطلق معكم لبناء لبنان في هذا
الزمن وفي هذا الوقت وفي هذه
الايام المظلمة في السياسة
المنيرة بالعلم والثقافة، نعتز
ان نقف معكم اليوم في هذا الجنوب
لنقول بأن هؤلاء الطلاب
المتفوقين سيكونون منارة في
المستقبل وشعلة تنير طريقنا الى
المحبة الى العيش المشترك، في
هذا الزمن المظلم يزورنا في هذه
الايام قداسة البابا بنيدكتوس
السادس عشر الذي نأمل ان تشكل
زيارته منطلقا جديدا تكرس
المحبة والالفة والعيش
المشترك، في زمن تكثر فيه
المؤمرات في مساحة عالمنا
العربي وفي مساحة وطننا، لعل
هذه الزيارة تشكل منعطفا
تاريخيا للبنان وللمنطقة لكي
ننتقل من الاقتتال والاختلاف
الى التحاور والى المحبة
والالفة والمودة، نبني معا
مستقبلا زاهرا قويا لانه بدون
قوة بوجه العدو المتغطرس لا
يمكن ان نحمي الاوطان ولا يمكن
ان تبقى الدول حتى لا يمكن ان
تبقى الاديان لان من يخطط
لتقسيم هذه المنطقة وتفتيت
قوتها هو العدو الاسرائيلي
المتغطرس الذي يعمل ليل نهار
لزرع الفتنة والاقتتال، وما
نشهده في هذه الايام على مساحة
العالم العربي بعد فيلم أساء
للرسول، نرى بوضوح بأن أصابع
الصهاينة تمتد لزرع الخلاف بين
المسلمين وبين المسيحيين، نرى
أيدي الصهاينة تمتد لزرع الخلاف
بين المسلمين والمسلمين، ونقول
بأن هذه السياسة التي تعتمد في
هذه المنطقة لن تحمي اسرائيل
ابدا ولن تتوجه البوصلة من جنوب
لبنان جنوب المقاومة، جنوب
الامام الصدر، جنوب التحرير
والانتصار، جنوب الشهداء، لن
تتحول الاهداف الى اي مكان آخر". وتابع: "نحن ايها
الاهل والاحبة نرى في قوتنا وفي
عزتنا وفي دولتنا وفي طوائفنا
وفي جيشنا قوة ومناعة للبنان
لنتمكن من الدفاع بوجه ما يحاك
من مؤمرات على مساحة هذه
المنطقة بأسرها، نقول ان لبنان
بأمس الحاجة الى مساحة محبة
وألفة الى شعلة تنير الطريق،
نقول للجميع ان العدو الاوحد
للبنان هو اسرائيل، وان العدو
الاوحد للاديان هو الفتنة، نحن
بأمس الحاجة لنحرص على الوحدة
الوطنية التي قال عنها الامام
القائد السيد موسى الصدر "ان
أفضل وجوه الحرب مع اسرائيل
الوحدة الوطنية الداخلية"،
نتمنى ان يشكل هذا اللقاء وهذه
المناسبة منارة لابنائنا
ولطلابنا لينتقلوا من بلدة
الدوير الى جامعات الوطن ، فهذه
البلدة هي بلدة الشهداء الذين
قارعوا العدو الاسرائيلي، قدمت
هذه البلدة العديد العديد من
الشهداء على مذبح الوطن ليبقى
لبنان قويا ممانعا صامدا مقاوما
بوجه العدو الاسرائيلي، أنتم
ايها الطلاب ستحملون هذه
الثقافة الى رحاب الوطن في
جامعاته وفي مستقبله السياسي،
أنتم من تحملون هذه الرؤية علما
ومعرفة وتربية لانه كما العلم
مهم، نحن نرى في هذه الايام ان
التربية مهمة جدا لنحمل معا
ثقافة وعلما ونورا تكلل بهم هذا
الجبل الاشم الى مساحة لبنان
بطوائفه، بدولته وبعيشه
الكريم، ونقول لعالمنا العربي
ان عليكم ان تتوحدوا وتتنبهوا
بأن المؤمرات في هذه المنطقة هي
صهيونية بالكامل، هذه الثقافة
نرجو منكم ايها الطلاب ان
تحملوها معا الى وطننا الى
جامعاتنا الى مستقبلكم
ومستقبلنا، لان هذه السياسة هي
التي تحفظ لبنان، منذ ان اشار
الامام الصدر الى ان العدو
الوحيد للبنان هو اسرائيل وبأن
اسرائيل هي الشر المطلق، ونحن
لا نرى في لبنان اعداء بل أخوة
أحبة من كل الطوائف ومن كل
الاديان، نتكاتف جميعا لبناء
لبنان ليبقى بخير وعافية". وختم قبيسي قائلا:
"ايها الاهل نبارك لكم بهذا
التفوق والتميز الذي حققه
الطلاب ليرفعوا شأن الوطن
وقبعات العلم في سماء وطننا
لبنان، فكما اعتادت الدوير ان
ترسل لنا باقات خير ومحبة وعلم
على مساحة لبنان وعلى مساحة
العلماء، فكما كان منها
المقاومون الشهداء ومنها
العلماء الذين قضوا على درب هذا
الوطن ليبقى لبنان بخير وعافية
وليبقى منتصرا على العدو
الاسرائيلي". ================ البابا
يلتقي سليمان ورؤساء الطوائف في
اليوم الثاني لزيارته إلى لبنان نشر 15 أيلول/سبتمبر
2012 - 08:39 بتوقيت جرينتش يلتقي البابا
بنديكتوس السادس عشر السبت في
اليوم الثاني لزيارته الشديدة
الحساسية الى لبنان الرئيس
اللبناني ميشال سليمان ورئيسي
مجلس النواب نبيه بري والحكومة
نجيب ميقاتي وكذلك رؤساء
الطوائف في القصر الجمهوري في
بعبدا قرب بيروت. وعند الساعة العاشرة
(7,00 تغ) يصل البابا إلى القصر
الجمهوري حيث يعقد لقاء خاصا مع
الرئيس سليمان الذي دعا
المواطنين إلى التجمع على طريق
القصر الذي سيسلكه الحبر الاعظم
في طريقه الى القصر الجمهوري. وفي لفتة نادرة، فتح
القصر الجمهوري ابوابه امام
الحشود لتصل الى الباحة
الداخلية للقصر حيث يعد استقبال
شعبي للبابا. وعلى امتداد الطريق
الى القصر الجمهوري اصطف الاف
الاشخاص على مسافة عدة
كيلومترات حاملين اعلام لبنان
والفاتيكان للترحيب بالبابا
كما افادت مراسلة وكالة فرانس
برس. واحيطت بالقصر
تدابير امنية مشددة جدا ورفعت
لافتة عند مفرق القصر الجمهوري
تقول "ببركتم يترسخ لبنان وطن
الرسالة". وتقول زينة خوري وهي
ربة منزل حضرت مع اولادها
وزوجها الى بعبدا للقاء البابا
ان الزيارة "نعمة للبنان
وستساهم في نشر السلام وفي
اعلاء فكرة التعايش". واضافت لوكالة فرانس
برس "بالنسبة للاولاد قلت لهم
انها فرصة لهم ربما لن تتكرر في
حياتهم للمشاركة في الزيارة
التاريخية وانه سيباركهم
ويباركنا" وذلك رغم التدابير
المشددة المحاطة بالزيارة
بالنسبة لوصول المواطنين. ومن جهته قال جوزف
ساسين (50 سنة) الذي جاء من المتن
الاعلى مع زوجته واولاده
الثلاثة للقاء البابا انه "استيقظ
من الرابعة فجرا من اجل المجيء
لاستقبال البابا". واضاف "من لديه
الحماسة ليأتي من بعيد للوقوف
الى جانبا، يجب ان نبادله
بالمثل". واكد ساسين "لسنا
بحاجة لاشخاص يقودوننا سياسيا
نحن بحاجة لولاء لقضية جامعة
ومصلحة عامة، وجودنا المسيحي
المتميز في الشرق، وعيشنا الى
جانب طوائف اخرى هو القضية". وبعد الاجتماع مع
الرئيس اللبناني، يعقد البابا
لقاء مع كل من رئيسي مجلس النواب
والحكومة على ان يلتقي لاحقا
رؤساء الطوائف الاسلامية ثم
اعضاء الحكومة ومؤسسات الدولة
والهيئات الدبلوماسية ورؤساء
الطوائف وممثلي الهيئات
الثقافية. وظهرا يتناول البابا
الغداء مع البطاركة والاساقفة
واعضاء الجمعية الخاصة لمجمع
الاساقفة من اجل الشرق الاوسط
في مقر بطريركية الارمن
الكاثوليك في بزمار (حوالى 25 كلم
من بيروت) قبل ان يلتقي الشبيبة
بعد الظهر في ساحة مقر
البطريركية المارونية في بكركي. وكان البابا وقع
الجمعة في اليوم الاول لزيارته
"الارشاد الرسولي" الذي
دعا فيه المسيحيين والمسلمين
واليهود الى "استئصال
الاصولية الدينية"، في وقت
تشهد المنطقة اضطرابات
واحتجاجات على فيلم مسيء
للاسلام انتج في الولايات
المتحدة. وكتب البابا في
الارشاد الرسولي الذي هو الهدف
الاول لزيارته والذي حصلت وكالة
فرانس برس على نسخة منه "اوجه
دعوة ملحة الى كل المسؤولين
الدينيين اليهود والمسيحيين
والمسلمين في المنطقة لكي
يسعوا، بالمثال والتعليم، الى
بذل كل الجهود لاستئصال هذا
التهديد الذي يطال بدون تفرقة
وبشكل قاتل المؤمنين من كل
الاديان". ويتضمن الارشاد
الرسولي توصيات السينودوس حول
الشرق الاوسط الذي عقد في تشرين
الاول/اكتوبر 2010 في الفاتيكان. وقد وقعه البابا في
كنيسة القديس بولس في حريصا (شمال
بيروت) الملاصقة للسفارة
البابوية حيث مقر اقامته خلال
الزيارة التي تستغرق ثلاثة ايام. وتعتبر زيارة البابا
الى المنطقة شديدة الحساسية
نتيجة الاضطرابات القائمة في
سوريا المجاورة والتي خلال 18
شهرا اكثر من 27 الف قتيل. كما تتزامن مع موجة
الاحتجاجات الكبرى التي عمت
الشرق الاوسط ودول اخرى بسبب
فيلم مسيء للاسلام انتج في
الولايات المتحدة. وفي هذا الاطار، دعا
البابا الى وقف امداد الاطراف
في سوريا بالسلاح. وقال ان "ارسال
الاسلحة يجب ان يتوقف نهائيا. من
دون ارسال الاسلحة لا يمكن
للحرب ان تستمر". ورأى البابا في
الكلمة التي القاها في المطار
حيث اعد له الاستقبال الرسمي ان
التعايش اللبناني يمكن ان يشكل
نموذجا لكل الشرق الاوسط
وللعالم باسره. ================ أبو
كسم لـ"الانتقاد": زيارة
البابا تزرع الانفتاح والتعاون
بين المسيحيين والمسلمين أكد مدير المركز
الكاثوليكي للاعلام
الاب عبدو أبو كسم في حديث
مع موقع "الانتقاد" من قصر
بعبدا ان هذه الزيارة التاريخية
للبابا بنديكتوس السادس عشر هي
زيارة لكل لبنان وزيارة سلام
لكل الشعب اللبناني بجميع
طوائفه، لافتا الى أن هذه
الزيارة تزرع بنفوس المسيحيين
والمسلمين الانفتاح والتعاون
وتعزيز العيش المشترك. وأمل أبو كسم أن تنقل
زيارة البابا المنطقة من لغة
العنف الى لغة السلام التي
يحملها بابا الفاتيكان ليغلب
الخير على الشر. المصدر: "الانتقاد"
15-09-2012 | 10-28د | 9 قراءة ================ ماروني
أمل من زيارة البابا أن تكون
توحيدية ودعا للاستفادة منها السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 10:24 أمل عضو كتلة "الكتائب"
اللبنانية النائب إيلي ماروني
أن يكون القداس الاحتفالي الذي
سيقام صباخ غد على الواجهة
البحرية لبيروت، من اكبر
المناسبات الدينية التي حصلت في
العالم". وشدد ماروني في حديث
إذاعي على انه "علينا ان
نتستفيد من هذه الزيارة
التاريخية لأن البابا يوجه
رسالة عبر مسيحيي لبنان إلى
مسيحيي الشرق"، وتمنى ان تكون
الزيارة توحيدية". ولفت ماروني إلى ان
"التيار الزطني الحر وافق على
مشروع قانون الانتخابات الذي
أقرّته الحكومة قبل التوافق في
لجنة بكركي على اي من المشاريع
المطروحة"، مشددا على ان "مصير
المسيحيين في لبنان لا يرتبط
بمصير النظام السوري". ================ مصارحات صادقة
تلاقي زيارة البابا الى بيروت بقلم: عمر عبد
القادر غندور - بيروت مرة جديدة يحظى لبنان
بزيارة مرحّب بها لرأس الكنيسة
الكاثوليكية، لعلها تبيّن أن
هذا البلد الذي تحيط به
الحرائق، هو دائما في خاطر
الكرسي الرسولي على امتداد عقود
وعقود، وآخرهم قداسة البابا
بندكتوس السادس عشر، الذي
يزورنا في وقت بالغ الخطورة
والدقة، في زمن يكثر فيه الحديث
عن تهجير مسيحيي الشرق، وهو ما
يؤشر الى الحرص الذي تبديه
الدول المؤثرة للإبقاء على
كينونته الحاضنة لمختلف أطيافه
وفسيفسائه. الا أن ما يجب أن
يعلمه قداسة البابا، وهو يعلمه
بالتأكيد، أن الغرب المسيحي
القادم من ربوعه، يضمر كراهية
واضحة للإسلام، ويصوره على غير
حقيقته، حتى بلغت هذه الظاهرة
ذروتها بعد تفجير برجي التجارة
العالميين في نيويورك.. وهذا
الشعور الحاقد على الاسلام كدين
وشرعة لا ينسحب على مسيحيي
الشرق، ولعل قداسة البابا نفسه
عبّر عن هذه الظاهرة في محاضرة
ألقاها في السادس عشر من أيلول
2006، وفي جامعة "ريجنز بورغ"
اللاهوتية في ألمانيا، مسقط رأس
قداسته، حيث قال "إن الله أمر
نبيه أن ينشر الاسلام بالسيف"
وهذا محض افتراء، لقول الله
تعالى "لا إِكْرَاهَ فِي
الدِّينِ ۖ
قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ
الْغَيِّ" (256 البقرة) وقوله
أيضا تبارك وعلا "وَقُلِ
الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ
فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن
شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" (29 الكهف)،
ولم يُكره رسول الله ولا آله
الأطهار ولا صحابته الأبرار (رضي
الله عنهم جميعا) أحدا على
الدخول في الدين، إنما كان يدعو
الى الله بالحكمة والموعظة
الحسنة. لذلك، ندعو قداسة
البابا الى فضيلة تصحيح موقفه،
وهو أهل لذلك، ونأمل أن يكون
قداسته الى جانب الحق في قضية
فلسطين، واستباحة مقدسات
المسيحيين، وآخرهم الإساءة الى
دير اللطرون، كما مقدسات
المسلمين في القدس الشريف
والضفة الغربية، حتى لا تتكرس
مقولة "الصهيونية جزء من
التشكيل الحضاري المسيحي
الغربي" تمهيدا لإعلان القدس
عاصمة أبدية لـ"اسرائيل"
وهذا ما اتخذه الرئيس الاميركي
أوباما عنوانا لحملته الرئاسية
الانتخابية الجديدة!. نثمّن دعوات قداسته
المتكررة للحوار، لكن على أساس
العقيدة، وهي فكرة يشجّع عليها
الاسلام، تصديقا لقوله تعالى
"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ
سَوَاءٍ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ
إِلَّا اللَّـهَ وَلَا
نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا
يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا
أَرْبَابًا مِّن دُونِ
اللَّـهِ ۚ
فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا
اشْهَدُوا بِأَنَّا
مُسْلِمُونَ" ﴿64﴾ ال
عمران. لا شك أن قداسة
البابا يحمل معه الى لبنان هموم
المسيحيين المشرقيين، وهذا
حقه، إلا أننا نلفته الى ان
الاسلام عبر تاريخه لم يضطهد
أحدا من المسيحيين، ويعتبرهم
ابناء هذه الأرض المباركة،
ويتساوى معهم في الحقوق
والواجبات، والاسلام ليست له
أية مشكلة مع الديانات والكتب
السماوية السابقة، لقوله تعالى
"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا
أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ
بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا
نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن
رُّسُلِهِ ۚ" (285 البقرة)، أما
ما يتعرض له المسيحيون في
العراق مثلا، انما حصل بُعيد
الغزو الأميركي للعراق، وما
يتعرض له مسيحيو سورية في الوقت
الحاضر، إنما يحصل على أيدي من
تدعمهم أميركا والغرب،
والامثلة كثيرة، بينما الاسلام
يقوم على حرية العقيدة، وليس
على الحرب والارهاب والقتل، وقد
اعتبر القرآن الكريم جريمة
القتل اعتداء على المجتمع
بأكمله "مَن قَتَلَ نَفْسًا
بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ
فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا
قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" (32
المائدة). مجددا نرحب بزيارة
قداسة البابا الى بلادنا، مهد
الرسالات وركيزة الحضارات
وحاضنة التاريخ، ونرى في زيارته
الى لبنان سبيلا لتعزيز التلاقي
الاسلامي - المسيحي والعيش
المشترك، وهو ما يعزز وحدتنا
الوطنية والنأي ببلدنا عن
الحرائق المشتعلة حوله. * الكاتب رئيس اللقاء
الاسلامي الوحدوي - بيروت ================ مديرة
مدرسة مار قرياقوس رشميا للنشرة:زيارة
البابا تعطينا زخما جديدا السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 08:45 النشرة اعتبرت مديرة مدرسة
مار قرياقوس رشميا للراهبات
الانطونيات الاخت رولا فغالي لـ"النشرة"،
ان الحشود المجتمعة لاستقبال
البابا بنديكتوس السادس عشر هي
علامة ان اللبنانيين يتوقون
للسلام ولان يكون رسل للسلام
بيننا. واضافت :"الزيارة
تعطينا زخما جديدا لا سيما
للمسيحيين لنعي من جديد حقيقة
وجودنا في هذا الشرق وباننا
شهود للمسيح ابتداء من هذه
الارض الى اقاصيها. ومن جهتها رأت الاخت
غرازييلا نجم في حديث لـ"النشرة"،
ان لبنان لا يمكن ان يكون الا
رسالة تعايش اسلامي مسيحي،
وقالت :" اذا كان لبنان مسيحيا
فقط فنحن نرى ماذا يجري في
الغرب، واذا كان مسلما فقط فنحن
نرى ما يجري في العالم العربي،
مؤكدة انه لا يمكن للبنان الا ان
يكون رمزا للتعايش والاخوة. ================ أبو خاطر: زيارة
البابا رسالة تعايش وسلام السبت 15 أيلول
2012 لبنان الان وصف رئيس كتلة نواب
زحلة والبقاع الأوسط النائب
طوني أبو خاطر زيارة البابا
بندكتوس السادس عشر لبنان بـ"الهامة
جداً" في هذا الظرف الذي
يعيشه لبنان والمتغيرات في
الشرق الأوسط والوجود المسيحي
بشكلٍ أساسي". وقال أبو خاطر في
حديث لصحيفة "السياسة
الكويتية" إن "أهمية
الزيارة تكمن في قوتها المعنوية
الموجهة لكل المسيحيين
والمسلمين في الشرق وليست من
خلال السلاح والدبابات التي
تستخدم من قبل بعض الأنظمة في
قتل شعوبها"، معتبرًا أن "الزيارة
بحد ذاتها رسالة تعايش وسلام
سيما وأن لبنان كان وما زال
مختبراً لهذا التعايش"،
مستبعدًا "وجود رابط بين
زيارة البابا والفيلم الذي يحمل
إساءة للنبي محمد (عليه السلام)
بعنوان "براءة الإسلام". وأكّد أنها "ليست
المرة الأولى التي يحدث فيها
إساءات للإسلام وللنبي من خلال
أفلام ومقالات وصحف"،
متابعًا: "فإذا فتشنا بهدوء
عن الجهة التي تقف خلف هذه
الأمور نجد أن أصابع الصهيونية
ليست بعيدة أبداً عن هذه
الأفعال المسيئة بهدف التخطيط
لعدم الإستقرار وإثارة الفتن
الطائفية والحقد في أرضية
ملائمة جداً للقيام بمثل هذه
الأعمال". وأشار إلى أن "ردود
الفعل في بعض الدول العربية
أكدت الغاية التي من أجلها جرى
عرض هذا الفيلم"، متمنياً أن
"تخفف زيارة البابا من حدة
الغليان الذي ظهر في بعض المدن
العربية والإسلامية كبنغازي
والقاهرة وتونس وصنعاء وبغداد". واعتبر أبو خاطر أن
"مجيء البابا إلى لبنان حال
دون حصول أعمال مشابهة في المدن
اللبنانية"، مطالباً الشعوب
العربية "اعتماد الحكمة
واليقظة ومعرفة الأصابع التي
تحرك هذه الأمور لأن كل هذه
الحملة تهدف لتشويه صورة
الإسلام". ================ أحداث
طرابلس: تشويش على زيارة البابا
أم مقدّمة لرفض الارشاد
الرسولي؟ السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 08:37 أنطوان الحايك -
مقالات النشرة خلافا للتوقعات، لم
تشكل زيارة البابا بنديكتوس
السادس عشر التاريخية إلى لبنان
الحدث الوحيد على الساحة
المحلية، إذ عاد الوضع الأمني
إلى الواجهة من البوابة
الطرابلسية في مشهد يؤكد أنّ ما
تشهده المدينة ليس سوى هدنة هشة
قابلة للسقوط مع اي طارئ محلي أو
إقليمي، خصوصا أنها المرة
الأولى التي يعمد فيها المسلحون
إلى مهاجمة السراي الحكومي الذي
يقع على تماس مع ساحة النور التي
طالما شهدت إشكالات امنية عنيفة
من دون الوقوع في خطأ استهداف
القوى الامنية التي حاولت تفريق
التظاهرات التي انطلقت على
خلفية الفيلم الاميركي المسيء
للاسلام. وفي حين بدا وكأن
موجة استهداف المصالح
الاميركية المنتشرة في العالم
الاسلامي الشاهد على الربيع
العربي دون سواه وصلت إلى
طرابلس، حيث التجمع الاكبر
للسلفيين والتنظيمات الاصولية،
أكد مصدر ميداني محلي أنّ هذه
النظرية سقطت عند استهداف القوى
الامنية والسراي الحكومي
تحديدا، بحيث يصح القول أنه
لولا تدخل الجيش بشكل حاسم وفي
الوقت المناسب لما كانت الامور
استقرت على هذا الشكل. ويطرح المصدر أكثر من
علامة استفهام حول الدور
المفترض لتجمع القوى السلفية
والاصولية في المدينة من جهة
ومستقبل العلاقة مع الجيش
اللبناني، كما مع القوى
السياسية التقليدية من جهة
ثانية، وذلك في ظلّ انعدام
التوافق السياسي وما يتصل به من
اختلافات حول كيفية التعاطي
الرسمي مع المعارضة السورية
وانعكاساته على سياسة النأي
بالنفس وارتداداته على الشارع
نفسه الذي عاد إلى لغة حرق
الدواليب واقفال الطرق. وفي هذا السياق، لا
تستبعد قيادات طرابلسية انتشار
موجة عنف معنوي جديدة، خصوصا
أنّ حراك الشارع الطرابلسي
تزامن بالكامل مع زيارة البابا
إلى لبنان، ورفضها من قبل بعض
الاصوليات، كما مع دعوته
الصريحة للكف عن توريد السلاح
إلى سوريا، ما شكل سببا اضافيا
اذا لم يكن جوهريا للصرخات
المنددة بزيارة البابا،
والمطالبة باعتذار من الاسلام
من دون تحديد الاسباب لا في
الشكل ولا في المضمون، وذلك
بالرغم من مسارعة القيادات
الاسلامية بشكل عام إلى
استقباله والترحيب به. وما يعزز هذا
الاعتقاد هو التوقيت المعتمد
لمجمل الحراك الطرابلسي وربطه
بشكله ومضمونه
بصورة أو بأخرى، فموجة
العنف العارم على خلفية الفيلم
موضوع الاستنكار مستمرة منذ
ثلاثة ايام، ومع ذلك لم يشهد
الشارع الاسلامي اللبناني
أعمال عنف مباشرة طاولت المصالح
الاميركية في لبنان، بما يطرح
السؤال عن سر التوقيت من جهة
والهدف من جهة ثانية، وما اذا
كان هذا الهدف مجرد التشويش على
زيارة البابا ام انه مقدمة لرفض
الارشاد الرسولي الداعي إلى
الحوار بين مكونات المجتمع
اللبناني. مصادر سياسية مواكبة
لزيارة البابا حرصت بشكل كامل
على التخفيف من اهمية الموقف
وحصره بردود الفعل التي تعم دول
الربيع العربي من دون التعمق في
القراءة لعدة اسباب ابرزها
ضرورة الاعتبار ان ما حصل هو خطأ
يمكن معالجته. غير أنّ مصادر
كنسية دعت إلى التوقف طويلا
عنده باعتبار أنّ مثل هذه
التيارات الغريبة عن النسيج
اللبناني تتكاثر بشكل غير
مقبول، كما تلقى الدعم الوافر
خلافا للاعراف والاصول. ================ زيارة
البابا إلى الشرق رسالة
الفاتيكان لسلام شامل وال-في ظل ظروف
واحداث تعصف بالمنطقة، اقل ما
يقال فيها انها استثنائية
وتاريخية، وامام كم من المخاطر
والتحديات تضرب شعوب المنطقة
ومكوناتها وتواجه الأنظمة
والدول المعنية بها، يقوم
البابا بندكتوس السادس عشر
بزيارة الى الشرق، ويطل عليه من
قمم لبنان التي منها ترى
الصحراء والنفط والأنهار،
وأكثر ما يمكن ان يرى النار التي
أضرمت في المنطقة منذ نيف وستة
عقود، يوم اغتصبت فلسطين بقرار
غربي صهيوني، نار لم تنطفئ منذ
ذاك الحين رغم ان اوارها كان
يخبو بين الفينة والأخرى، لكن
مواقدها والريح التي توجهها
تتنقل على مساحة المنطقة حتى
استقرت في السنتين الاخيرتين
بشكل خاص في كل من سورية
والعراق، فضلاً عما جرى في
لبنان وفلسطين اللذين كانا أول
ما التهمتهما نار صهيون. طبعاً، ان مشاكل
المنطقة كبيرة، وامورها معقدة
على أكثر من صعيد، لكننا وفي
مناسبة زيارة البابا لن نسهب في
ذكرها وتفصيلها كلها، بل نكتفي
بالملف الأهم الذي يعني البابا،
وهو كما نعتقد حريص على متابعته
بحكم مسؤولياته الراعوية
والدينية الاخلاقية والانسانية.
انه ملف الوضع الديمغرافي
والوجود المسيحي في الشرق، ومعه
ملف الحرية الدينية عامة وحرية
المسيحيين بشكل خاص، وهنا يكون
الطرح الأساس، كيف يمكن للبابا
أن يساهم ان لم نقل يتصدى ويدفع
الخطر عن المسيحيين ويثبتهم
وجوداً، ويفعلهم دوراً
إنسانياً وحضارياً في هذه
المنطقة. ولمقاربة الموضوع
بعمق أكثر ينبغي ان نذكر بأن 1400
سنة اي منذ قيام دول في الشرق
منها من قال عن نفسه إسلامياً
ومنها من حكم باسم الإسلام
ومنها من تغطى بالإسلام ليبرر
عدم مشروعية حكمه، إن أربعة عشر
قرناً مضت ولم يكن فيها حكم
مسيحي مباشر. أو حكم ضد الإسلام
بشكل علني، رغم ذلك فقد بقي
المسيحيون في الشرق، واستمرت
جذورهم ضاربة فيه لا بل إن دورهم
في نهضة الشرق وترشيد الحكام او
معاونتهم كان امرا بينا، ولو لم
يرتكب الاتراك تلك المذبحة
البشعة بحق الأرمن ـ طبعاً فإن
الإسلام منها براء- لما كان في
التاريخ المشرقي والعلاقة مع
المسيحيين ما يمكن تسميته
بالأحداث الدموية، رغم ان موقعة او أكثر
كانت بالغة السوء ارتكبها البعض
باسم الإسلام، ضد مسلمين
كفروهم، مستندا الى فتاوى
انحرفت عن الإسلام كما حدث
بتأثير هذا او ذاك ممن فهم
الإسلام على طريقته فهماً خاصاً
ما أدى الى ارتكاب ما ارتكب بحق
من لم يكن من أتباعه وفريقه
الديني، كما فعلت فتاوى ابن
تيمية. أ. و خلافاً لهذه
الحقائق التاريخية، نجد اليوم
أن أمر المسيحيين في الشرق تغير
دوراً ووجوداً، وهو في تراجع
مستمر الى الحد الذي يمكن القول
فيه بأن خطر تهجيرهم وتهميش من
يبقى منهم لم يعد كلاماً او
ترفاً فكرياً بل إنه بات حقيقة
واقعة، وهنا فقط نذكر بوقائع لا
يمكن القفز فوقها: 1) قبل اغتصاب فلسطين،
كان المسيحيون يشكلون نسبـة 18 %
من الشعب الفلسطيني، اما اليوم
فقد اضمحل وجودهم في فلسطين الى
ان اقتصر العدد على ما جاء في
الاحصاءات الاخيرة على 0.8 من
المقيمين في ما يسمى «اسرائيل»
القاائمة على أرض اغتصبت في
العام 1948، وأما من هجر أو بقي في
الضفة والقطاع ولم يحصل على
جنسية بديلة، فإن عدده لا
يتجاوز ال 1.2 من مجموع اللاجئين
الفلسطينيين. 2) قبل فتنة العام 1975
في لبنان، والحرب التي اشتعلت
نارها فيه لنيف و14 عاما، كان
المسيحيون هم حكام لبنان، وكان
لبنان الدولة الوحيدة في الشرق
العربي الذي تجد فيه الحاكم
مسيحياً يمارس السلطة بشكل
يقترب من الحكم المطلق، لكن
حرباً خططت لها وأدارتها
المخابرات الغربية والصهيونية،
انتهت بلبنان الى واقع مختلف
بشكل جذري، حيث هجر 40% من
المسيحيين هجرة في الداخل، و25%
هجرة الى الخارج، اما الحكم فقد
خسره المسيحيون وباتوا في موقف
الدفاع غير الموثوق عن بعض ما
تبقى لهم بعد اتفاق الطائف. 3) قبل الاحتلال
الاميركي للعراق، كان
المسيحيون في عددهم يصلون الى
ما يناهز المليون ونصف في العام
2003، ومع الاحتلال الأميركي،
وبتشجيع من الاحتلال والأدوات
الصهيونية، انخفض العدد الى
الحد الذي تنبئ فيه الاحصاءات
الغربية بانه لا يتجاوز ال 280
الفاً، وهم أيضاً مهددون في ظل
بيئة الرفض للآخر، التي أنتجها
الفكر الوهابي التكفيري الذي
ترعاه المخابرات الأميركية من
أجل تحقيق أهداف المشروع
الصهيوني. 4) و نأتي الى سورية
حيث نجد أن المسيحين في ظل
النظام القائم اليوم هم مواطنون
مكتملو المواطنية، لهم الحقوق
ككل سوري، وعليهم الواجبات ككل
مواطن، لكن العدوان على سورية
ونظامها الذي يشن اليوم بقيادة
غربية صهيونية، والذي نشر فتنة
أسماها ثورة، أدى و في غضون أقل
من سنتين الى تهجير جزء من
المسيحيين (حتى الآن 18%) وتهديم
بعض كنائسهم، ومنعهم من ممارسة
عباداتهم في بعض المناطق، كما
تعرضوا ولا زالوا يتعرضون
لمخاطر الفكر التكفيري
الوهابي، الذي يجيز القتل
والاغتصاب لمجرد الاختلاف
بالفكر والعقيدة والدين. فكر
اذا استقام له الأمر، وتولى
زمام السلطة، لن يكون حال
المسيحيين فيه بأفضل مما سبق،
في المواقع الثلاثة المتقدمة
الذكر. هذا هو حال المسيحيين
مع حضور السيطرة الغربية
الصهيونية الى الشرق، ومع
احتضان هذه السيطرة وتشجيعها
بأكثر من وسيلة وطريقة للفكر
الإلغائي التكفيري، والاخطر
مما ذكر، هو أن بعضاً من
المسيحيين يؤدون أدواراً بالغة
الأهمية، خدمة لذاك الفكر،
مباشرة عبر التحالف او بشكل غير
مباشر، عبر التسهيل والاستفزاز.
لهذا نرى أن مواجهة الخطر على
المسيحيين، مواجهة جدية، يكمن
في أمرين أو العمل على اتجاهين: 1) الاتجاه الاول وهو
اتجاه مسيحي داخلي، يقوم على
فهم حقيقة المنطقة وتركيبتها
الديمغرافية، ودفع المسيحيين
للانخراط فيها ضمن فكرة
المواطنة والمساواة بين
المواطنيين، لأننا نرى أن أخطر
ما يتهدد المسيحيين، هو العزلة
او الانعزال، أو الدخول في
محاور متنازعة، أو الاستعانة
بالخارج من أجل منفعة او كسب
شخصي قصير النظر. ولقد دفع
المسيحيون في لبنان ثمناً
باهظاً مقابل خيارات سياسية
خاطئة مارسها البعض منهم يوم
قام بالتعامل مع «اسرائيل»،
والغريب أن نفس هذا البعض يستمر
اليوم في الخيارات ذاتها عبر
تحالفه العلني مع الفكر الوهابي
التكفيري. وهنا نرى أن من أهم ما
يمكن أن يقوم به البابا خلال
زيارته وإرشاده الرسولي يكمن في
مواجهة هذه السياسة الخاطئة
وتصحيحها عبر تصويب المسار على
ما ذكرناه أعلاه. 2) الاتجاه الثاني،
وهو اتجاه خارجي دولي، ويقوم
على تحديد مصدر الخطر الحقيقي
على المسيحيين، والذي يتهددهم
بالاقتلاع، كما حاول الأميركي
يوماً، وجاء ببواخر دين بروان
ليخلي مسيحيي لبنان منه، أو كما
يتم اليوم عبر التسهيلات
المذهلة التي يقدمها الغرب
لهجرة المسيحيين من لبنان
وسورية والعراق. يجب أن ندرك بأن
المشروع الغربي – الصهيوني
قائم في أحد أضلاعه الرئيسية
على فكرة التغيير والفرز
الديمغرافي خاصة عبر إخلاء
الشرق من مسيحييه، وهنا تكون
ملحمة مواجهة المشروع هذا بكل
جرأة وشجاعة وتسمية الأشياء
بأسمائها دون خجل من أحد. في مقابل هذه
المخاطر، نعتقد بأن البابا سيجد
في لبنان أسسا قد يبني عليها،
وبذوراً قد ينميها خدمة
للمسيحيين ولتثبيتهم في أرضهم،
سيجد ايجابيات، سواء في الساحة
السياسية كما هو حال حركة
العماد عون وتياره الوطني الحر،
الذي يدعو الى العدالة
والمساواة بين المواطنيين،
وعدم تهميش أحد، وبناء دولة
المواطن، أو على الصعيد الكنسي،
كما هو حال البطريرك الراعي،
الذي رفع شعار الشركة والمحبة،
ورفض ويصر على محاربة الهجرة
وبيع الأرض، ويدعو الى التشبث
بالوطن. نعم يمكن للبابا أن
يقدم خدمة كبرى للوجود المسيحي
في الشرق، بتسجيل اعتراضه على
المشروع الغربي الصهيوني
التهجيري، والدعوة الى دولة
المواطنة، ورفض التدخل الاجنبي
في شؤون الدول، وأول ما يمكن
بلورته الآن، هو رفض التدخل
الغربي في سورية، كما يمكنه
وعبر الارشاد والتوجيه، ان لم
نقل تحذير المسيحيين من
الانجرار وراء شهوات خاصة،
والدخول في أحلاف مع دعاة الفكر
التكفيري الإلغائي، لأنهم
سيكونون مثلهم مثل لاحس المبرد
اولاً، والمدمر لشعبه ثانيا،
خاصة وأن تاريخ هؤلاء شاهد
عليهم بأنهم هم من تسببوا بهجرة ================ بابا الفاتيكان»:
توريد الأسلحة لسوريا خطيئة
كبرى 9/15/2012 9:11:31 AM أخر
تحديث للصفحة في براقش نت- وصف
البابا بنديكت السادس عشر توريد
الأسلحة الى سوريا ب"الخطيئة
الكبرى"، وأكد أن الربيع
العربي "صرخة إيجابية من أجل
الحرية"، مشددا على "ضرورة
أن تتحلى تلك الصرخة بالتسامح". وكان البابا بنديكت
قد وصل إلى مطار رفيق الحريري في
بيروت الجمعة، في زيارة تستغرق 3
أيام، للتأكيد على وحدة جميع
الكنائس المسيحية في الشرق
الأوسط وعلى السلام بين
المسيحيين والمسلمين. وتأتي زيارة البابا
إلى لبنان في الوقت الذي تشهد
سوريا المجاورة معارك مسلحة بين
المعارضة السورية والجيش
النظامي. ويسود دول المنطقة غضب
شديد احتجاجا على فيلم أنتج في
الولايات المتحدة يسئ إلى
الإسلام. ومن المقرر أن يعقد
البابا بنديكتوس اجتماعين
كبيرين في الهواء الطلق، ويلتقي
مع ممثلين لجميع الطوائف
المسيحية والاسلامية والزعماء
السياسيين. ================ غطاس
خوري: الجو الايجابي الموجود في
زيارة البابا سينسحب الى ما
بعدها السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 09:19 النشرة اشار مستشار رئيس
الحكومة الاسبق سعد الحريري،
غطاس خوري في حديث اذاعي الى ان
"الجو الايجابي الموجود في
زيارة البابا بنديكتوس السادس
عشر سينسحب الى ما بعدها"،
متوقعا ان "يشارك رئيس مجلس
النواب نبيه بري في جلسة الحوار
المقبلة"، اضاف ان "رئس
الحكومة نجيب ميقاتي ليس جزءا
من المعادلة السياسية في البلد،
وهو رئيس حكومة ينتمي الى
الحقبة والتوازن السابق". اضاف خوري انه "في
هذه الظروف المحلية والاقليمية
القفز للمجهول صعب"، واشار
الى انه "لا يرى اي فريق منمسك
بالحكومة، سوى الافرقاء
المستفيدين من خدماتها،
والخائفين على الاستقرار". ================ خادم
رعية سيدة البشارة تمنى ان تكون
زيارة البابا سببا لوقف الاجرام السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 09:27 النشرة أشار خادم رعية سيدة
البشارة في الحدث الخوري طوني
سمارة في حديث لـ"النشرة"
إلى ان "زيارة البابا
بنديكتوس السادس عشر مهمة
للمسيحيين، للبنان، وللشرق
الاوسط"، لافتا إلى ان "الارشاد
الرسولي موجه لعامة الشعب من كل
الطوائف وهو يتكلم عن التآخي
والتعاون على استمرار السلام في
هذا البلد". ورأى ان "الشرق من
دون لبنان ضعيف من حيث الثقافة"،
وقال: "نسمع دائما بألمعية
اللبناني في كل المجالات
والاختراعات والاكتشافات وهذا
دلالة على مباركة الله للبنان
منذ الازل". وتمنى الاب سمارة أن
تكون الزيارة سببا لوقف حدة
أعمال الاجرام في لبنان والشرق
الشرق الاوسط. ================ راغب علامة:
زيارة «البابا» للبنان ردّ
حقيقي على من يتطاول على
الأنبياء والرسل الطريق أعرب الفنان راغب
علامة من استيائه الشديد من
الفيلم الذي انتشر عبر
الإنترنت، سائلا عن الهدف من
وراء نشر هذا الفيلم مجددا،
وقال: «شو صاير بالعالم؟ ما
الهدف من فيلم يسيء ويتطاول على
الرسول؟ شو الهدف من استفزاز
مشاعر اكثر من مليار مسلم. هل
هذه حرية التعبير؟! والله حرام
وعيب». وأضاف علامة في
مجموعة تغريدات عبر حسابه الخاص
على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»:
«المفروض ان الدول العربية تعمل
على محاكمة المنتج والمخرج وكل
من له علاقة بهذا العمل المقرف
والمشبوه.. إذا لم يحاكم المنتج
والمخرج هذا يعني ان العمل
مقصود ووراء الأكمة ما وراءها.
خلينا ننتظر ونشوف». وفي سياق متصل، رأى
الفنان راغب علامة ان زيارة
البابا بندكتوس السادس عشر الى
لبنان رد حقيقي على من يتطاول
على الأنبياء والرسل عليهم
السلام، وقال: «اليوم في زيارة
تاريخية للبابا بندكتوس الى
لبنان زيارة قداسة البابا
لبلدنا له أهمية كبيرة وابعاد
مهمة على طريق حوار الاديان
والحضارات». وأضاف: «زيارة قداسة
البابا هي رد حقيقي على من
يتطاول على الأنبياء والرسل
عليهم السلام. التقارب بين
الحضارات والأديان هو الرد
المناسب للمؤتمرات ترحيب حار
بقداسته». ================ شمس
الدين: المسيحيون اهل احرار ولا
تحميهم لا انظمة استبدادية ولا
قمعيات السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 09:28 النشرة اشار الوزير السابق
ابراهيم شمس الدين في حديث
اذاعي الى ان "زيارة البابا
بنديكتوس السادس عشر تعبير عن
عدم الخوف من الاصوات التي تصدر
من هنا وهناك"، معتبرا ان "زيارة
البابا فيها رسائل عديدة ابرزها
تذكير العالم ان لبنان لا يترك
وهو وطن حي". اضاف شمس الدين ان
"المسيحيين من صناع
الديمقراطيات وهم اهل احرار ولا
تحميهم لا انظمة استبدادية ولا
قمعيات". ================ سعادة:
زيارة البابا تحمل رسالات واضحة
أهمّها بقاء المسيحيين في الشرق السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 09:44 النشرة أشار الوزير الأسبق
يوسف سعادرة الى أنّ "زيارة
البابا بنديكتوس السادس عشر الى
لبنان حدث أكبر بكثير من ما حدث
في طرابلس، فالأكثرية في لبنان
مع الزيارة، وفقط جزء صغير حاول
التعبير عن رأيه ولكنه أخطأ
خاصة أن البابا موجود في لبنان،
وإذا حاول البعض التشويش على
الزيارة، فهي أهم بكثير ولها
دلالات سياسية وتاريخية". سعادة وفي حديث
تلفزيوني، شدد على أنّه "لا
يمكن أن نتكلم عن ردة الفعل قبل
الفعل، فالفيلم الذي عرض في
أميركا مسيء جدا للإسلام وأمر
غير مقبول، ومن الطبيعي أن يكون
ردة فعل على الفيلم والإساءة"،
مضيفاً "كنا نتمنى انتظار
مغادرة البابا وتأجيل ما حدث،
وكنا نتمنى أيضا أن تبقى
التظاهرة سلمية، وهناك جماعة
موجود لديها فكر معين ولكنها
بأعداد قليلة". ولفت الى أننا "نمر
بظروف صعبة ودقيقة ومن المفترض
أن نتشبث بالإرشاد الرسولي
وتطبيقه، والزيارة تؤكد على
أهمية الوجود المسيحي في الشرق
بالنسبة للفاتيكان ولقداسة
البابا، وزيارته في هذا التوقيت
تحمل رسالات واضحة أهمها أن
يبقى المسيحيين في الشرق، وهي
تعزز وجودهم في المنطقة، أما
الرسالة الثانية فهي الإنفتاح
وتعزيز العيش المشترك". وأشار سعادة الى أنّ
"هناك عاصفة تضرب المنطقة
ككلّ وبالتالي لدى المسيحيين
هواجس، مذكراً بأنّ مسيحيي
العراق سافروا وهاجروا، وما
يحصل في سوريا يطرح علامات
استفهام كبيرة"، مشددا على
أنّ "زيارة البابا تقول أن
المواطنين لديهم كامل الحقوق
وعليهم كامل الواجبات". ================ صبرا:
نامل ان تعمل زيارة البابا
كاداة تحريك للمسيحيين في سوريا السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 09:46 النشرة رأى عضو المجلس
الوطني السوري جورج صبرا ان
كلمة البابا بنديكتوس السادس
عشر عن الربيع العربي كانت
بالفعل مفاجئة ايجابية لانها
حصلت في الوقت المناسب، وليست
مفاجئة ان تصدر عن الكرسي
الرسولي بعد هذه المعانات
الطويلة للشعب السوري. واضاف في اتصال اذاعي
:"بالنسبة لنا ونحن في
المعارضة السورية الذين نجتهد
من اجل التغيير وجدنا تصريح
البابا كبلسم نزل على جروحنا
وهذا البلسم اتى من راس الكنيسة
الكاثوليكية دون اي تردد". واشار صبرا الى ان
المعني بهذه الزيارة البابوية
الى لبنان هي سوريا فجزء اساسي
من هذه الزيارة سيتجاوز الحدود
اللبنانية ليصل الى دمشق، آملا
ان تعمل هذه الزيارة كاداة
تحريك تطلق العنان للحراك
المسيحي في سوريا بالاطار
الوطني الشامل وتزيل اي قلق من
المستقبل. وشدد صبرا على انه لا
خوف على المسيحيين الا من
استمرار النظام السوري لانه
يهمش اصحاب الامكانيات. ================ الأب
تابت: البابا يأتي إلى الشرق من
بوابة لبنان لتوقيع الارشاد
الرسولي السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 10:04 النشرة أشار المنسق العام
الكنسي لزيارة البابا الأب الأب
مروان تابت، إلى ان "زيارة
البابا بنديكتوس السادس عشر
تأتي في سياق دعوة رئيس
الجمهورية ميشال سليمان، كما
تأتي في سياق إنعقاد المجمع
الخاص بالشرق الأوسط خلال العام
2010 من الشهر العاشر منه حيث
إلتأم جميع أساقفة الكنيسة
الكاثوليكية من الخليج إلى
المحيط في روما حول البابا
ودرسوا وضع المنطقة والحالة
القائمة فيها، وعلى هذا الأساس
دعا بطاركة المنطقة البابا إلى
زيارة المنطقة وتزامناً مع
هاتين الدعوتين، قبل البابا
الدعوة وهو يأتي إلى الشرق
الأوسط من بوابة لبنان ليوقع
الإرشاد الرسولي الذي هو نتاج
فكر هذا المجمع لمدة سنتين". وأضاف، في حديث لقناة
"الاتجاه"، ان "ظروف
مجيء البابا تحولت من العام 2010
حتى اليوم، خاصة مع الثورات
العربية، فلهذا موضوع الزيارة
وحيثياتها تختلف"، موضحاً ان
"البابا يأتي إلى الشرق
المنغمس في عمليات دموية،
فالعراق مفكك، ومصر تبدلت،
وسوريا تعاني اليوم من حرب
داخلية"، معتبراً انه "من
المبكر جداً ان نحكم إن كانت هذه
الثورات، ربيعا عربيا". وأشار إلى ان "البابا
يأتي إلى منطقة صعبة خاصة في ظل
النزاع الإسرائيلي - العربي
الذي هو جمر تحت الرماد، لا نعلم
متى سيتفجر خاصة في علاقة
إسرائيل مع إيران". ================ رئيس
التحرير: زيارة البابا تعطي
دفعا لمسيحيي الشرق وتعزز منطق
الحوار السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 10:05 النشرة أشار رئيس تحرير
صحيفة "النشرة الإلكترونية"
جوزيف سمعان إلى ان "الإهتمام
الإستثنائي بزيارة البابا
بنديكتوس السادس عشر هو لأن
جميع الأفرقاء المتنازعين في
لبنان توحّدوا بإستقبال البابا"،
متمنياً ان "تنعكس هذه
الزيارة فعلياً على ما بعدها"،
لافتاً إلى ان "ما رأيناه من
حالات أمن إستثنائية تطمئن
اللبنانيين"، مضيفاً ان "البابا
آتٍ لتوقيع الإرشاد الرسولي مع
بطاركة الشرق، وهذا الإرشاد
إنتهى عمله سنة 2010 قبل بداية
الربيع العربي، ولكن الكنيسة هي
كنيسة رؤيوية أي يمكنها ان ترى
المشكلات التي تعاني منها
الشعوب بكافة أنحاء العالم،
خاصة أن منطقة الشرق الأوسط هي
منطقة النزاعات الكبرى ومرت
عليها فترات طويلة لم تنعم
بالهدوء والسلام". وفي حديث لقناة "الاتجاه"،
اعتبر ان "لزيارة البابا
رمزية، فهي تعطي دفعا لمسيحيي
الشرق الذين يعانون في سوريا
وفلسطين ومصر والعراق وغيرها من
البلدان"، لافتاً إلى وجوب أن
تكون زيارة البابا لتعزيز ليس
فقط الوجود المسيحي، إنما أيضاً
الحوار بين المسيحيين أنفسهم
وبين المسيحيين والمسلمين سنة
كانوا أم شيعة، مشيراً إلى ان
الفاتيكان اليوم لا يملك لا
دبابات ولا مدافع، والزيارة
بهدفيها الديني والسياسي تحمل
الرسالة الأساسية وهي السلام
والني هي العنوان الرئيس
للزيارة "سلامي أعطيكم"،
وأشار إلى أن العنوان الرئيسي
للقاء البابا مع الشبيبة سيكون
"السلام لكم"، أي ان الهدف
هو وضع أسس للسلام والمحبة
وكيفية التعاطي مع الآخر،
وسيعتبر هذا الامر هدفا
للزيارة، آملاً ان "يجتمع
فريقا 14 و8 آذار على مستوى لبنان
وان يجتمع المسيحيون مع
المسلمين الشيعة والسنة بإطار
السلام" في أنحاء العالم
العربي كافة. وأشار إلى ان "الفاتيكان
لا يملك السلاح بل لديه سلطة
معنوية على مليارات المسيحيين
في كل أنحاء العالم، ويستطيع
تشكيل ضغط معنويا على الحكومات
الغربية من خلال استمداده لقوته
من المؤمنين"، فالبابا يرى
كيف ان الشرق الأوسط يتألم
بمسيحييه ومسلميه"، مشيراً
إلى ان "البابا هدفه ان يتحدث
عن السلام للجميع وليس آتيا
ليطالب بالسلام لفئة معينة أو
طائفة معينة أو مذهب معين،
وسنلاحظ أن الإرشاد الرسولي
الذي وُقِّع، ورد تشديد على
الحوار بين المسيحيين
والمسلمين". ولفت سمعان إلى أنّ
"البابا يحاول أن يقول أنّ
المسيحيين أشخاص أصيلون في
الشرق الأوسط كالمسلمين أيضا،
وعليهم التعايش بشكل يحفظ لكل
منهم حق الآخر ويحترم هذا الحق
بالتعبير الديني أو الثقافي أو
الحضاري أو غيره"، مشيراً إلى
ان "لبنان، بالرغم من كل
الصراعات التي تخبط بها على مدى
3 عقود، بقي التعايش والترابط
بين المسيحيين والمسلمين فيه
فريدا من نوعه". أما عن الفيلم المسيء
للرسول محمد، فرأى سمعان ان "من
الطبيعي ان يكون البابا ضد هذا
الفيلم، إذ انه يدعو للحوار بين
الأديان وللترسخ في الأرض
وحمايتها بالرغم من الحروب التي
تجتاح منطقة الشرق الأوسط،
فالكنيسة ليس هدفها الرجوع إلى
القرون الأولى التي عاشت فيها"،
مشدداً على ان "كنيستنا هي
كنيسة حوار وإنفتاح وسلام"،
مشيراً إلى ان "ردة الفعل
العنفية لا تؤدي إلى مكان،
وإنتاج فيلم يسيء إلى طائفة أو
إلى ديانة خطأ كبير" وأكّد أن
ما يسيء الى المسلمين يسيء الى
المسيحيين أيضًا. وشدد على ان "الإساءات
إلى الديانات مرفوضة بأي طريقة
كانت"، معرباً عن "أسفه لأن
الغرب أحياناً يستخدم هذا
الأسلوب للتجييش الطائفي ما بين
المسلمين والمسيحيين وما بين
المسلمين أنفسهم". متسائلا:
"هل ننتظر من الغرب ان يصدّر
لنا السلام أو الحوار، إذا لم
نصنع الحوار فيما بيننا؟". ================ الخازن
يرى ان الاعتداءات في طرابلس
تزامنت عن قصد مع زيارة البابا السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 10:13 النشرة دان عضو تكتل "التغيير
والاصلاح" النائب فريد
الخازن الفيلم المسيء للديانة
الاسلامية، معتبرا ان "ردة
الفعل على هذا الفلم من جميع
الدول وخاصة لبنان غير مقبولة". ورأى الخازن في حديث
إذاعي أن "الاحتجاجات في
طرابلس مؤشر سيء في لبنان خاصة
أنها تزامنت مع زيارة البابا
بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان"،
معتبرا ان "الاعتداءات
تزامنت عن قصد وعن سابق تصور
وتصميم مع زيارة البابا". وأشار إلى ان "زيارة
البابا لها اهمية كبيرة فهي
رسالة وسنودوس للمسيحيين في
الشرق". وعن قانون
الانتخابات، أكد الخازن أنه "لم
يتم التوافق على الدوائر الصغرى
بعد، في حين أن فريق "14 آذار"
يعلن اعتماده هذا القانون". ================ كاتشيا:
البابا متعاطف مع من هم ضحايا
العنف القاتل والمستبد السبت 15 أيلول
2012، آخر
تحديث 10:17 النشرة اكد السفير البابوي
المونسنيور غابريل كاتشيا في
حديث صحفي، ان زيارة البابا
بنديكتوس السادس عشر الى لبنان
تؤكد وتقوي العلاقات المميزة
الموجودة منذ القدم بين الكرسي
الرسولي ولبنان. وعن الأهداف
المنشودة في زيارة قداسة الحبر
الأعظم الى لبنان، أعلن كاتشا
ان "الهدف الرئيسي من زيارة
البابا بنديكتوس السادس عشر
للبنان هو توقيع الإرشاد
الرسولي الذي جاء عقب اعمال
الجمعية الخاصة لسينودس
الاساقفة في الشرق الأوسط الذي
انعقد في الفاتيكان في شهر
تشرين الاول من العام 2010
وتوزيعه على جميع المسيحيين
والسلطات الدينية والمدنية
وذوي الإرادات الطيبة في الشرق
الأوسط والعالم أجمع". وتابع: "من أهداف
هذه الزيارة ايضا انها تفعل
اكثر علاقات التعاون الناجحة
بين مختلف الطوائف الكاثوليكية
المعروفة رسميا في لبنان وستشجع
الحوار الودي النموذجي بين
المسلمين والمسيحيين في لبنان.
ولهذه الأسباب تحمل هذه الزيارة
ابعادا عدة اجتماعية كنسية،
وطنية اقليمية وحتى دولية،
وبخاصة بسبب الاحداث الجديدة
التي تشهدها المنطقة منذ نحو
عام، والتي كانت محور اهتمام
الراي العام العالمي ". وأوضح كاتشا ان "قداسة
البابا يحمل في قلبه وصلواته
الوضع المأساوي الذي يعيشه
الشعب السوري، والذي لأجله كان
له مداخلات عدة ومنها ما هو
علني، وآخرها يوم الأحد الماضي"،
لافتا الى ان "الحبر الأعظم
متعاطف دائما مع من يعانون ومع
من هم ضحايا العنف القاتل
والمستبد". ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |