ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ملف
مركز الشرق العربي تحليلات
في زيارة الابراهيمي لسوريا 16-9-2012 خيارات
الإبراهيمي في مهمته المعقدة 2012-09-16 12:00 AM الوطن السعودية بالتزامن مع وجود
المندوب الدولي للأمم المتحدة
الأخضر الإبراهيمي في سورية
وقيامه بلقاءات مع شخصيات
قيادية فيها يكثف النظام السوري
حملته على المدن بدل أن يسعى إلى
التهدئة لبيان حسن نيته في
التعامل مع أزمة راح ضحيتها
عشرات الألوف من المواطنين. لم ينفع لقاء
الإبراهيمي بالرئيس بشار الأسد
أمس في وقف القتل، ولم تنفع في
ذلك اتصالاته ولقاءاته قبلها مع
وزير الخارجية السوري وليد
المعلم، والسفير الإيراني في
سورية، وبعض أعضاء المعارضة
الداخلية – غير المعترف بها
شعبيا – مثل هيئة التنسيق
الوطني والديمقراطي، ولم
تتناقص سرعة عداد القتل بعد
جلساته مع السفير الروسي
والقائم بالأعمال الصيني في
سورية، وطاقم الأمم المتحدة في
سورية وموفد اللجنة الدولية
للصليب الأحمر. كل تلك الجلسات
واللقاءات لا تهم الشعب السوري
بقدر توقف القتل. بالتزامن مع زيارة
الإبراهيمي لدمشق ارتكب النظام
السوري مجزرة في بصرى الشام،
وقصف كثيرا من المدن مثل حمص
وحلب وريف دمشق وإدلب وغيرها...
فأي صيغة يحاور فيها الإبراهيمي
نظاما كهذا؟! وبالتزامن مع
زيارة الإبراهيمي أيضا وبرغم
القصف لم تتوقف المظاهرات
السلمية المطالبة برحيل
النظام، مما يشير إلى أن الشعب
حسم أمره، ولم يعد يخشى القتل
مقابل الخلاص من نظام أدمن
القمع والقتل طوال أربعة عقود.
لذا يفترض بالإبراهيمي الذي
تحدث عن صعوبة الوضع وتعقيده أن
ينهي مهمته بأسرع وقت، فيعلن
اليوم قبل الغد إمكانية نجاحها
خلال أيام مع شرط سحب قوات
النظام من المدن ووقف القتل، أو
يعلن فشلها وعدم تجاوب النظام
مع المطالب الشعبية والدولية. الكثيرون رأوا أن
قبول الإبراهيمي بالمهمة يعني
منح النظام مهلة إضافية لقتل
المزيد، وعلى الإبراهيمي أن
يحسم الأمر بين الطرق التي
أمامه والتي لا تخرج عن إعلان
الفشل ووضع المجتمع الدولي أمام
المسؤولية من جديد، أو إعلان
قبول النظام بالتغيير ورحيل
الأسد وتشكيل حكومة انتقالية
تنقل سورية إلى نظام مختلف ثار
شعبها من أجله. ولا نظن أن هناك
خيارا ثالثا أمام الإبراهيمي
سوى الخضوع زمنا لمراوغة النظام
التي مارسها على البعثات
العربية والدولية السابقة من
قبل. ================= سوريا والنفق
المظلم
آخر تحديث:الأحد ,16/09/2012 محمد خليفة الخليج من يتكهّن بنهايات
سعيدة لأزمة سوريا اعتماداً على
التفاؤل فهو واهم، فالمبعوث
الدولي الأخضر الإبراهيمي في
كلمته في الأمم المتحدة بدا
ناعم اللغة، حريري الأسلوب،
داعياً إلى حوار الشجعان،
ومبشّراً بمنعطف جديد،
ومتّكئاً على عبارات تخطب الود
تحت ظلال الكلمات؛ ليسوّق صورة
جديدة بوهمٍ جديد، فسوريا اليوم
أسيرة رِهانات وأيديولوجيات،
ورهينة تناقضات لا مثيل لها،
ورهينة أثنيات وعرقيات وطوائف،
ورهينة خصومات وثارات عصبية،
ورهينة حروب هي من صنع الداخل،
وحروب يصنعها الخارج،
ومؤامرات، وتحزبات، واختراقات
أمنية، وتفجيرات بالمدافع
والصواريخ والقنابل، ومجازر
يذهب ضحيتها الأبرياء، وموت
فاغر فاه يلتهم ضحاياه خاصة
الأطفال الرُضّع والشيوخ
والعجزة والشباب، مغتالاً
الأحلام، راسماً صورة قاتمة
للمستقبل القريب . وما زال
المجتمع الدولي يقف مكتوف
الأيدي، عاجزاً، يقدم خطوة
ويتراجع خطوات، غير عابئ
بالأبرياء الذين لقوا حتفهم،
ولا بالمشردين اللاجئين الذين
فقدوا ديارهم وذويهم، ويكلّف
الأخضر الإبراهيمي- بعد فشل
مهمة كوفي عنان - الذي كان أول
ظهور سياسي له، بعد تعيينه
مسؤولاً في الجامعة العربية بين
الأعوام 1984 و،1991 ومن ثم بدأ
جولاته التفاوضية شرقاً
وغرباً، وكانت البداية في لبنان
العام 1989 حين تم إيفاده من قبل
جامعة الدول العربية؛ لمساعدة
اللبنانيين على الخروج من نفق
الحرب الأهلية المُظلم، وإعادة
بناء الدولة الواحدة الجامعة .
وساعده على ذلك أن رياح الصلح
كانت مواتية، بعد أن أعيا
القتال كل الأطراف المتصارعة،
ويئس كل طرف من الأطراف
المتصارعة من تحقيق أي نصر على
الأطراف الأخرى، وأثقل الموت
الجسد اللبناني كله . وتم تتويج
الجهد العربي بعقد مؤتمر الطائف
العام ،1989 والذي جمع الفرقاء
اللبنانيين على طاولة واحدة،
واتفقوا على الخروج ببلدهم من
نفق الحرب المظلم، إلى نور
السلم . وبعد المهمة في لبنان
طمعت الأمم المتحدة
بالإبراهيمي فأرسلته باسمها
إلى كل من هاييتي وجنوب إفريقيا
وزائير واليمن، في الفترة
الممتدة بين عامي 1994 و1996
للمساعدة في فض النزاعات التي
كانت ناشئة في تلك الدول بأشكال
مختلفة . ولم تكن مهامه هذه
ناجحة، واقتصرت على تبادل
الرسائل والاستماع إلى وجهات
النظر المختلفة، فمثلاً،
استطاع اليمن الشمالي الانتصار
على اليمن الجنوبي، وحقق الوحدة
اليمنية، واختفت دولة اليمن
الجنوبي، وبالتالي، فإن القوة
العسكرية هنا هي التي حسمت
النزاع، وليس مبعوث السلام
الدولي الأخضر الإبراهيمي .
وبعد مهامه في تلك الدول أرسل
إلى العراق ثم أفغانستان بين
عامي 1997 و1999؛ ليعمل على حل
الخلاف بين حكومة طالبان آنذاك،
وبين تحالف الشمال المعادي لها
بقيادة أحمد شاه مسعود .ولم يوفق
الإبراهيمي في مهمته هذه أيضاً،
فقد حسمت طالبان الصراع بعدما
دبرت اغتيال أحمد شاه مسعود
العام 2001؛ لكنها لم تستطع قطف
ثمار هذا النجاح؛ لأن الولايات
المتحدة قادت تحالفاً عالمياً
ضدها بعد أحداث الحادي عشر من
سبتمبر ،2001 وأنهت حكمها في
أفغانستان . وعندما بدأت أحداث
العنف في سوريا تتصاعد مع منتصف
العام 2011 ، تدخل المجتمع
الدولي، واتفقت الدول الكبرى،
وظاهرتها بعض الدول العربية،
وانتهى الاجتماع الذي عُقِد في
جنيف ربيع العام 2012 على خطة
لإحلال السلام في سوريا، وتم
إيفاد الأمين العام السابق
للأمم المتحدة كوفي عنان إلى
سوريا؛ لتنفيذ هذه الخطة التي
عرفت بخطة النقاط الست، والتي
تتضمن وقف العنف من قبل الطرفين:
الحكومة السورية والمعارضة،
ودخول الجميع في عملية سياسية
تضمن الانتقال الديمقراطي
السلمي في سوريا . وبعد جولات
كوفي عنان في عواصم أوروبية
وعربية عدة، ومحاولات للتوصل
إلى تسوية تُرضي الطرفين، باءت
جهوده بالفشل؛ بسبب عدم توافر
الإرادة الدولية الصادقة، لوضع
حد للأزمة السورية . وفجأة قدم
عنان استقالته إلى الأمين العام
للأمم المتحدة، وتنحّى جانباً .
ولم تلبث المنظمة الدولية أن
اختارت الأخضر الإبراهيمي
لمواصلة تنفيذ تلك الخطة، آملة
بأن يكون الإبراهيمي بحكم كونه
عربياً، يستطيع أن يفهم جوهر
الصراع في سوريا، ويستطيع إقناع
جميع الأطراف بحل توافقي للخروج
من الأزمة . لكن بدايته لم تكن
موفقة، فقد تحدث عن حرب أهلية
تجري في سوريا الأمر الذي
اعترضت عليه الحكومة السورية،
وأكدت أنه لا توجد حرب أهلية بل
صراع ضد مجموعات متطرفة مسلحة،
وربما أراد الإبراهيمي من خلال
هذا التصريح الدخول إلى عمق
الأزمة السورية وفق الرؤية
الغربية التي تؤيد الحراك
الشعبي ضد النظام السوري،
فتصريحه بوجود حرب أهلية يعني
أن النظام السوري فقد شرعية
وجوده، وأن الحوار يجب أن يبدأ
بين خصوم سوريين ليس لأحد منهم
أكثر من الآخر . ومن هنا، فإن
الإبراهيمي مال إلى الطرف
المعادي للنظام السوري - من وجهة
نظر السلطة السورية - سواء من
المعارضة أو من الدول الإقليمية
والغربية، وبذلك فإنه قد فشل في
مهمته حتى قبل أن يبدأ . إنها
المهمة الثقيلة لرجل مغرم
بتصريحاته المكبرة والملونة،
ويفكر بعقل صنعته “الأدوات”،
وينحاز إلى ما يُملى عليه،
وربما تقضي مصالحه بعدم الوقوف
على الحياد في قضية باتت مسرحاً
للتنافس بين الدول الفاعلة في
العالم . ================= مهمة
الإبراهيمي أمام كوابحها
وشروطها * عبدالإله بلقزيز الدستور لا يجادل أحد في
اقتدار الأخضر الإبراهيمي،
وكفاءته الدبلوماسية، وخبرته
العريقة في مقاربة الأزمات
المتفجرة التي كلّف بالبحث في
أنفاقها المظلمة عن أفق مضيء،
على نحو ما فعل مع الأزمة
اللبنانية، في العام ،1989 حين
كان مبعوثاً للجنة الثلاثية
العربية، وكان عليه أن يعثر -
تحت أنقاض «حرب التحرير» بين
الجنرال ميشيل عون (رئيس
الحكومة العسكرية وقتئذ) والجيش
السوري - على مواد يبني عليها
مشروعاً لتسوية سياسية تنهي
حرباً أهلية لبنانية دامت خمسة
عشر عاماً، وعلى نحو ما حاوله في
أفغانستان بعد احتلالها من
القوات الأطلسية، مبعوثاً من
الأمم المتحدة، ثم في العراق
بعد احتلاله لإنضاج صيغة «الحكومة
المؤقتة»، التي رست رئاستها على
اسم إياد علاوي: صديق أمريكا
الموثوق بعد طلاقها مع أحمد
الجلبي . وقس على ذلك في أزمات
دولية وإقليمية أخرى، أنجز فيها
الإبراهيمي الأدوار المطلوبة
منه، وحقق بإنجازه شهرة محط
إعجاب . واليوم، يُدعى
الأخضر الإبراهيمي إلى أداء
مهمة بالغة الصعوبة والتعقيد،
هي البحث عن أساسات ومداخل إلى
إطلاق «عملية سياسية» تنهي حال
العنف والاقتتال في الأزمة
السورية، خلفاً لكوفي أنان
المستقيل من مهمته . ومرة أخرى
يراهن، في هذا التكليف، على
الكفاءة الدبلوماسية
للإبراهيمي، وعلى معرفته بمزاج
السياسة العربية وأمزجة
سياسييها من قيادات ومعارضات،
ناهيك بتجربة علاقته بالقيادة
السورية أثناء التفاوض معها في
شأن الأزمة اللبنانية سابقاً .
وليس معلوماً - حتى الآن - إن
كانت مهمته ستنطلق من روح «خطة
النقاط الست» لكوفي أنان، كما
تطالبه بذلك روسيا وسوريا، أو
ستستند إلى رؤية أخرى تتقاطع مع
الخطة السابقة في نقاط محددة،
وتختلف عنها في أخرى إرضاءً
لمطالب آخرين جاهروا بمعارضة
مشروع أنان منذ البداية، وسعوا -
بما أوتوا من قوة وحيلة - إلى
إفشال مسعاه السياسي . على أن كفاءة
الإبراهيمي الدبلوماسية - وهي
مسلم بها - ليست تكفيه كي ينهض
بدور اجتراح حل سياسي لأزمة
فاضت عن الاستيعاب، ذلك أن
سابقه كوفي أنان ليس أقل كفاءة
وخبرة، وهو الذي كان للأمم
المتحدة أميناً عاماً، وعاصر
أضخم الأحداث والأزمات، في
العقد الأول من هذا القرن،
وتعامل معها مباشرة (حصار
العراق وحربه وغزوه، احتلال
أفغانستان، الحرب على صربيا،
حروب البحيرات العظمى
الإفريقية، الأزمة الاقتصادية
والمالية العالمية . . إلخ) . ثم
إن الكفاءة وحدها من دون بيئة
سياسية حاضنة لا تتفتق حسناتها،
ولا تينع ثمراتها، حتى لا نقول
إنها (الكفاءة) تخمد . والبيئة
السياسية إنما هي من فعل آخرين،
لا من عمل الكفاءة . والآخرون
هؤلاء ليسوا على موقف واحد من
الأزمة السورية، بحيث يوفرون
للكفاءة شروط العمل، وإنما هم
متضاربون في المواقف إلى
الدرجات القصية، وهم أحياناً
متواجهون بالسلاح - أصالة أو
وكالة - على مسرح الأحداث
السورية . فما الذي في وسع
الكفاءة والحنكة أن تفعلاه في
غيبة بيئة سياسية دافعة لا
كابحة، جاذبة لا نابذة، كما هي -
اليوم - البيئة السياسية
المحيطة بالأزمة السورية . من النافل القول إن
البيئة السياسية المحلية (السورية)
لا تسعف، اليوم، الإبراهيمي في
مسعاه إلى إطلاق تسوية سياسية،
أو «عملية سياسية» تقود إلى
تسوية سياسية، لأن أي خطة عمل
سيقترحها الإبراهيمي لا يمكنها
إلا أن تلتحظ مطلبين وتمر -
حكماً - بهما، وهما: وقف إطلاق
النار، والدخول في عملية حوار
سياسي بين السلطة والمعارضة .
والحال أن الأفقين هذين مقفلان،
اليوم، وممتنعان، فالنظام
والمعارضة معاً ممعنان في خيار
الحسم العسكري ولا يريان بديلاً
منه . يعتقد النظام، من جهته،
أنه قادر على كسر شوكة المسلحين
باستخدام وسائل القوة كافة
مستثمراً تفوقه العسكري،
وتعتقد المعارضة أنها قادرة على
استنزافه إلى حدود إسقاطه، آملة
في أن تنجح في استقدام التدخل
العسكري الأجنبي . والطرفان
معاً يرفضان الحوار بدرجات
مختلفة، يدعو النظام، من جهته،
إلى حوار سياسي مع المعارضة
التي يقبل بها شريكاً في
الحوار، ويرفضه مع معارضة أخرى
لا يرى فيها سوى جماعات من
العملاء والمرتزقة والإرهابيين
. وترفض المعارضة الحوار مع نظام
يقتل شعبه، مثلما تصفه، ويوشك
أن يسقط تحت ضرباتها، كما
تتخيل، فيما يشترط بعض تلك
المعارضة تنحي الرئيس بشار
الأسد شرطاً لقبول مبدأ الحوار .
هذه، إذن، هي البيئة السياسية
المحلية التي سيعمل، في نطاقها،
الأخضر الإبراهيمي . وستحكم على
مبادرته بالفشل - قطعاً - إن لم
تتحسن أوضاع البيئة الدولية . أما البيئة الدولية،
والإقليمية، المحيطة بالأزمة
في سوريا، والمشاركة - بهذا
القدر أو ذاك - في صناعة كثير من
وقائعها وفصولها، فهي عينها
البيئة التي أسقطت «خطة النقاط
الست» لكوفي أنان، واتفاق جنيف
الدولي، ودفعت الأخير إلى
الاعتذار عن عدم الاستمرار في
أداء مهمته . بل هي عينها البيئة
التي أفشلت مهمة المراقبين
الدوليين، وانتهت إلى عدم
التجديد لبعثتهم ثلاثة أشهر
أخرى . وهي، بهذا الحسبان، لن
تسعف الأخضر الإبراهيمي في أداء
دوره، على نحو فعال، ما لم يقع
تصحيح جدي في أوضاعها، فهي
وحدها التي توفر شرطاً لتسوية
الأزمة السورية، إن استقامت
الأوضاع فيها بين القوى الدولية
والإقليمية، ذات الصلة بالحالة
السورية اليوم، وإلا فليس من
الحكمة أن يراهن على البيئة
السياسية المحلية البالغة من
السوء حدود الاهتراء . هكذا
سيرتبط نجاح مهمة الإبراهيمي،
أو فشلها، لا ب»شطارته»
السياسية و»لمسته السحرية» في
مقاربة الأزمات الحارقة، وإنما
بمدى النجاح أو الفشل في تحقيق
تفاهم روسي - أمريكي، وتفاهم بين
إيران وتركيا والسعودية، في شأن
الحل السياسي في سوريا . إذا لم
يقع مثل هذا التفاهم، إذا لم
تنضج شروطه السياسية والنفسية،
لن يصلح الأخضر الإبراهيمي ما
أفسده الدهر، وقد ينتهي به
الطواف إلى ما انتهى إليه كوفي
أنان، أو سيمتد أمد مهمته
المعطلة - في حال المكابرة - إلى
ما شاء الله من الوقت . التاريخ : 16-09-2012 ================= ما يستقيم وما
لا يستقيم في معالجة «الأزمة
السورية» ياسين الحاج
صالح الأحد ١٦
سبتمبر ٢٠١٢ الحياة إذا أراد السيد
الأخضر الإبراهيمي خدمة «سيده
الوحيد»، الشعب السوري، على ما
قال في تصريح له قبل أيام،
فسيكون عليه العودة أولاً إلى
أصول المسألة السورية. خرج
السوريون معترضين على نظام
استبدادي شديد العدوانية، يحكم
منذ 42 سنة البلد العربي الوحيد
الذي جرى توريث الرئاسة فيه
عائلياً. أكثر الثورات العربية
تفجرت في بلدان حكمها طغاة
كانوا يعتزمون توريث مناصبهم
لأبنائهم أو مَنْ في حكمهم،
ونجحت في إسقاط هذا النكوص
المشين. القضية في سورية هي
ثورة ضد هذا الطغيان، يلخصها
شعار رفع في بداية الثورة: الله،
سورية، حرية وبس! مقابل شعار
الموالين: الله، سورية، بشار
وبس! وهو ما يجسد علاقة النفي
المتبادل بين بشار والحرية: حيث
الحرية لا بشار، وحيث بشار لا
حرية للسوريين. وقد تكثف هذا
أيضاً في شعار آخر شهير لا شك في
أن الإبراهيمي يعرفه: «الأسد أو
لا أحد»، أي حيث لا بشار فلتكن
سورية يباباً، أرضاً محروقة على
ما تقول صيغة أخرى للشعار ذاته.
والبرنامج المضمن في هذا الشعار
هو ما يجري تطبيقه فعلاً. فإن
كان لسورية أن تبقى بلداً
ودولة، وهو ما نفترض أن
الديبلوماسي الجزائري يسعى
إليه، فينبغي أن يرحل الأسد. قد تبدو هذه
استدلالات منطقية في مجال قلما
يجدي فيه المنطق: السياسة. ولكن،
من دون انضباط بالمنطق لا
تستقيم السياسة، تغدو مجالاً
مباحاً للقوة العارية
والاعتباط، وهو الواقع في سورية
اليوم، وهو ما اقتضى مهمة
الإبراهيمي أصلاً. لا يستقيم أن
من يداوم على قتل السوريين منذ
سنة ونصف سنة يبقى رئيسهم، ولا
يستقيم أن يقصف نظام أحياء مدنه
وبلداته بالطيران الحربي ثم
يبقى حاكماً. إذا لم نستند إلى
مقدمات وأصول ثابتة مثل عدم
جواز قصف المدن بالطائرات
والدبابات، أو تحريم اغتصاب
نساء وأطفال في المعتقلات (وهذا
وقائع مثبتة)، فإنه لا شيء
يستقيم، وسنصل إلى الخراب العام.
لا يلزم أن يكون الواحد منا
ثورياً كي يقول ذلك. يلزم فقط
القبول بأن هناك منطقاً في
الأمور، هو أن هناك ما يستقيم
وما لا يستقيم، وأن الإصرار على
إقامة ما لا يستقيم هو باب للعنف
حصراً. الجمهورية لا تصير مملكة
إلا بالعنف، وقوانين الاستثناء
لا تدوم عقوداً إلا بالإكراه،
والطاغية الصغير لا يغدو عظيم
شعبه وسيد وطنه إلا بتعنيف
الأجساد والنفوس. الأسد هو قرين
للعنف أو معادل له بمقدار ما إنه
قام على أحوال استثناء دائمة
وعلى قلب الجمهورية ميراثاً
وعلى رفع الألثغ الركيك فوق
مرتبة البشر. والبدائية السياسية
في بلدنا والعالم العربي متولدة
عن انفصال السياسة عن المنطق
العام، وعن أي منطق خاص بها (عمومية
الدولة وبشرية الحاكمين
ومسؤوليتهم والتساوي بين
المحكومين...)، تترابط فيه نتائج
بمقدمات، وينضبط بأصول عما يجوز
ولا يجوز. التقدم السياسي ممتنع
من دون ذلك. وفي سورية اليوم ثورة
واسعة جغرافياً وبشرياً، سقط
خلالها فوق الـ25 ألفاً من
السوريين الذين يبدون ماضين في
ثورتهم لا يوقفهم شيء. ما يعني
أن شجاعة الشعب الثائر وآلامه
تؤازر المنطق في وجوب أن يرحل
السيد بشار الأسد، وكلما تحقق
ذلك في وقت أبكر كان أحسن. الأرجح أن
الإبراهيمي سمع من المسؤولين
السوريين كلاماً عن مؤامرة
خارجية، وعن إرهابيين محليين
ووافدين، وعن أن سورية (= النظام)
مستهدفة بسبب مواقفها... إلخ. كذب
صرف. ولعله لو تفحص ما يسمعه
بمعايير المنطق المجرد أو
بمعيار الدولة الحديثة لوجد أن
الثابت الوحيد وراء ما سمع
وسيسمع هو إرادة بشار الأسد
وطاقمه البقاء في حكم البلد إلى
الأبد، ومن دون حساب أو مساءلة
من أحد. هذا غير إنساني ولا
يستقيم. للسياسة مطرح مع ذلك:
كيفية خروج بشار الأسد، وآليات
التغيير السياسي في البلد، ومَن
قد يجري التفاوض معهم من جهة
النظام. ولكن، ينبغي ألاّ يكون
بقاء بشار وفريقه من مسؤولي
القتل الرئيسيين موضوع تفاوض،
إن كان للمهمة أن تثمر ولسورية
أن تنجو. هذا ليس اشتراطاً
تحكمياً ولا تفضيلاً ذاتياً،
وإنما هو مقتضى منطقي لتخليص
سورية من العنف، وهو النقطة
الأساسية في مهمة الإبراهيمي.
العنف هو بشار الأسد، كشخص
وكاسم للنظام. سلام لسورية
والسلام في سورية يعني انصراف
بشار الأسد. فإذا تقرر هذا
المبدأ، زال كل عائق أمام
السياسة والمبادرات السياسية،
وصار الإبراهيمي شخصياً في موضع
قوة لاشتراط أي شيء على
الثائرين السوريين. نـذكّر
الديبـلوماسـي الجزائري بـأن
سلـفه كوفـي أنـان أقرّ من دون
لـبـس، بعد أن تحـرر من ضـغوط
منـصـبه كـموفـد عربـي ودولـي،
بـأن على بـشار الأسد أن يتنحى
عن الحكم من أجل حل «الأزمة
الـسورية». سـيحسن الإبراهيمي
إلى نفسه ومهمته إن انطلق من
هنا، وسيذكره السوريون
والتاريخ بأنه الرجل الشجاع
الذي قال ما يجب أن يقال، ولم
يخلط بين الديبلوماسية كأسلوب
ناعم وبين المنطق القاسي الذي
يقضي برحيل بشار لإنقاذ سورية. قد يقال إن ليس هناك
منطق في السياسة يعلو على
موازين القوى. هذا صحيح من وجهة
نظر المحللين والمؤرخين، وليس
من وجهة نظر السياسة كعمل.
والإبراهيمي يقوم بمهمة سياسية
عملية. فإن كانت سياسة الرجل
تجسيداً لموازين القوى من دون
مبالاة بأية مبادئ وأصول سياسية
وإنسانية، فإن بشار الأسد هو من
يجسدها، وإن استمراره في «الحسم»
منذ سنة ونصف سنة هو تحقيق
لموازين القوى. ولا حاجة عندئذ
إلى مهمته من الأصل. السلاح الذي
يحطم سورية اليوم هو سلاح
النظام الحربي الذي دفع ثمنه
السوريون المقتولون، وسقوطه هو
ما يمكن أن ينقذ البلد. لا وجه
أخلاقياً أو سياسياً للاعتراض
على تسليح «الجيش الحر»، على ما
فعل الإبراهيمي، من دون توقف
القوات الأسدية عن عدوانها. في سورية ثورة في
مواجهة نظام قاتل مدعوم من قوى
إقليمية ودولية متوحشة. يحتاج
الإبراهيمي إلى شجاعة وخيال كي
لا يكون مجرد وسيط بين نظام قاتل
وثورة شعبية. فرص مهمته في
النجاح أكبر، إن فكر بمنطق
العدالة لا بمنطق البيروقراطية
الدولية. ================= الرباعية
والإبراهيمي: الفشل أقرب من
النجاح! خالد الدخيل الأحد ١٦
سبتمبر ٢٠١٢ الحياة لا
أحد يعرف كيف ستكون العلاقة بين
مهمة الأخضر الإبراهيمي، ومهمة
اللجنة الرباعية التي تضم
السعودية ومصر وإيران وتركيا.
يجمعهما هدف واحد: إيجاد مخرج
للوضع المتأزم في سورية. هل
سيكون هناك شيء من التنسيق،
وتبادل المعلومات؟ يمثل
الإبراهيمي الأمم المتحدة
والجامعة العربية، وبالتالي
فهو رسمياً ليس ملزماً بما
تفعله، أو تتوصل إليه اللجنة،
لكنه لا يستطيع تجاهل مساعيها.
اللجنة معنية بما سيفعله
الإبراهيمي في تواصله مع النظام
السوري والمعارضة. هذا من حيث
الشكل، أما من حيث المضمون
فالسؤال الذي يتردد في كل أنحاء
سورية، وأرجاء العالم العربي:
هل هناك من أمل بنجاح
الإبراهيمي، أو الرباعية في
التوصل إلى حلّ سلمي يوقف نزيف
الدم، وينقل سورية إلى مرحلة
سياسية جديدة؟ هل يستطيع
الإبراهيمي ومن ورائه اللجنة
وقف نزيف الدم على الأقل تهيئة
لحل سياسي؟ نبدأ مع الإبراهيمي.
ولد عام 1934، أي أنه عاصر تشكّل
مرحلة الاستقلال العربية،
والكيفية التي نشأت بها الأنظمة
العربية، ومنها النظام السوري،
وكيف وصل إلى ما وصل إليه. كان
وزيراً لخارجية الجزائر ما بين
1991 و1993، وبالتالي تعامل مع
النظام السوري من قرب. بعد ذلك
تولى مهمات دولية في أفغانستان
والعراق، ومن ثم فهو يعرف
المجتمع الدولي، وما الذي يحكم
مواقف دُوله أثناء الأزمات
الدولية. هناك ملمح آخر في ملف
الإبراهيمي، وهو عضويته في
منظمات دولية تعنى بقضايا
السلام، والحكم الرشيد،
والعلاقة بين الإقصاء والفقر
والقانون، ما يجعله أقدر - ليس
فقط - على إدراك معاناة الشعب
السوري هذه الأيام، بل كيف وصلت
الحال بهذا الشعب إلى ما وصلت
إليه، وعلاقة ذلك بطبيعة الحكم
الذي عاشوا في ظله أكثر من 40
عاماً. هل ينجح الإبراهيمي في
مهمته؟ أكاد أجزم بأنه لن ينجح،
إلا في تأمين وقف موقت لإطلاق
النار، وحتى هذا سيكون موقتاً؛
لأن النظام لا يستطيع أن يجاهر
برفض طلب مثل هذا، والمعارضة
المسلحة لن تقبل قبل أن يلتزم
النظام، وتحت إشراف دولي ملزم
له. لماذا لن ينجح؟ لأن المَخرج
الوحيد نحو حلّ سياسي مقبول من
غالبية الأطراف هو تنحي الرئيس
السوري بشار الأسد، الرئيس يدرك
هذا تماماً، وأيضاً يرفضه
تماماً. الإبراهيمي ألزم نفسه
من البداية بأنه معني بالحل
وليس بالأشخاص، أطول وأهم حديث
له كان مع فضائية الـBBC.
في هذا الحديث شدّد على نقطتين
مهمتين: أولاهما، أن التغيير في
سورية بات ضرورياً، ولم يعد
بالإمكان تفاديه، والثانية أنه
لا يمكن هذا التغيير أن يكون
شكلياً، أي أنه يجب أن يكون
جوهرياً وعملياً؛ لكنه في الوقت
نفسه قال إن تحديد من يبقى في
المرحلة الجديدة بعد التغيير،
ومن يغادرها، ليس من مهمته. هنا
ترك الإبراهيمي أمام النظام
السوري وقيادته مساحة للتأويل،
ومن دون هذه المساحة كان النظام
سيرفض استقبال الإبراهيمي؛
لأنه سيكون عليه التنازل
مقدماً، وسترفض روسيا تكليفه.
هذه المساحة فرضها الانقسام
الدولي، والضعف العربي، وهي
مقبرة أي مهمة من هذا النوع. يريد الإبراهيمي
التوصل إلى حلّ سياسي يعرف أن
على كل طرف أن يدفع ثمناً له.
الثمن الأكبر يقع على عاتق
النظام، أولاً لأنه الطرف
الأقوى، وثانياً لأنه المسؤول
الأول عن حماية الناس وعن
أمنهم، وثالثاً لأنه هو من بادر
إلى استخدام السلاح مع مواطنين
عزل يتظاهرون سلمياً. يريد
النظام استخدام مهمة
الإبراهيمي، كما فعل مع غيرها،
غطاءً للمضي في حله الأمني الذي
يزداد قناعة بأنه من دونه سيسقط.
ويتضاعف المأزق أمام حقيقة أن
تنحي الرئيس كمدخل للحل تفرضه
كل معطيات واقع الأزمة، فهو
مطلب سوري وإقليمي ودولي.
بعبارة أخرى فقد الرئيس شرعيته،
ولم يتبقَّ له إلا القوة
العارية. بقاء الرئيس في مكانه
بعد أن ارتبط اسمه بكل الدماء
التي سالت، والدمار الذي طاول
غالبية المدن والأحياء،
والتهجير الذي أخذ معه ملايين
السوريين، لم يعد ممكناً
سياسياً ولا منطقياً ولا
أخلاقياً ولا قانونياً. إن
المسؤولية الأولى والأخيرة في
كل ما حصل تقع على الرئيس وعلى
نظامه، فهو المسؤول عن انتشار
العنف، وتفشي السلاح، وتحويل
الانتفاضة من حراك سلمي إلى
مواجهات مسلحة. لقد بات معروفاً
أن النظام هو من بادر إلى
التعامل الأمني البشع مع
الانتفاضة عندما بدأت في درعا
في آذار (مارس) 2011. استمرت
الانتفاضة سلمية لأكثر من خمسة
أشهر، والنظام يواجهها
بالمدرعات والشبيحة. فشلت كل
محاولات إقناع قيادة النظام
بالتخلي عن الحل الأمني، أو على
الأقل تخفيفه، وهي محاولات
محلية وإقليمية ودولية، كان
يواجه هذه المطالب بادعاء أن من
يطلق النار على المتظاهرين ليس
الجيش، وإنما مجموعة من
المندسين، والحقيقة أن النظام
كان يرتاب من هذه المطالب،
ولذلك كان الحل الأمني يزداد
بشاعة، ويتسع نطاقه مع اتساع
حجم الانتفاضة، لتشمل غالبية
المدن والقرى السورية. لم يتبق
للمنتفضين والمتعاطفين معهم من
السوريين إلا اللجوء إلى السلاح
دفاعاً عن النفس، وهنا دخلت
سورية المأزق. جزء كبير من الشعب
يدافع عن نفسه وبقائه أمام
الآلة العسكرية لنظام يحكم
باسمه، وهذه مفارقة قاتلة وجزء
آخر يحاول الهرب من الجحيم. وجزء
ثالث تسيطر عليه حال من اليأس
والخوف. إذا لم يكن النظام هو
المسؤول عن هذه الحال المأسوية،
فمن يكون؟ منذ اليوم الأول
للانتفاضة تخلى النظام عن
مسؤوليته الأولى والأخيرة، وهي
حماية أمن الوطن، وحماية
المواطنين، أرواحهم،
وممتلكاتهم، وحقوقهم. صار بقاؤه
في الحكم أهم من كل ذلك. السؤال
الذي على الإبراهيمي مواجهته
إذاً هو: كيف يمكن أن يكون هناك
حلّ مع بقاء هذا النظام، وبقاء
قيادته، وكأن شيئاً لم يكن؟ تشبه الرباعية
الإقليمية تماماً الرباعية
الدولية التي تشرف على مفاوضات
الفلسطينيين والإسرائيليين.
فشلت هذه الرباعية لأن النجاح
لم يكن هدفها بمقدار ما أنه
توفير غطاء دولي للمماطلة
الإسرائيلية. ثلاثة من أعضاء
الرباعية الإقليمية يريدون
النجاح: السعودية ومصر وتركيا،
والعضو الرابع، إيران، تدرك أن
النجاح مكلف لها، ولأنها لا
تريد أن تتحمل وحدها وزر الفشل
تطالب الآن بضم العراق إلى
اللجنة، لأن الحكومة العراقية
تقع تحت نفوذها. النظام السوري لا
يريد كما رأينا نجاح اللجنة.
النجاح بالنسبة له استسلام
المعارضة، ووقف التظاهر،
والقبول به راعياً حصرياً لأي
عملية سياسية، يحلم بأن في
إمكانه حسم الوضع عسكرياً
لمصلحته. كل ما يحتاجه هو الوقت.
توفر الرباعية، ومعها
الإبراهيمي، هذا الوقت. جاور
النظام السوري إسرائيل لأكثر من
40 عاماً، وتعلم منها طريقتين
يطبقهما حرفياً: القسوة الشرسة،
والعقاب الجماعي مع الشعب. مثل
إسرائيل تهدم قوات النظام أحياء
كاملة كما في حمص وحلب ودرعا
وإدلب وريف دمشق، وينفذ إعدامات
ميدانية، ويعمل على نشر الرعب
بين السكان لردعهم عن دعم
الانتفاضة. الطريقة الأخرى التي
تعلّمها النظام السوري من
إسرائيل هي تكتيك «المفاوضات من
أجل المفاوضات» لشراء الوقت،
وليس أي شيء آخر، وتكفلت
الرباعية الدولية بتوفير هذا
الوقت لإسرائيل منذ 2002. راقب النظام السوري
هذا التكتيك، وأدرك مدى نجاعته،
بل عانى نفسه من هذا التكتيك
طوال مفاوضاته مع الإسرائيليين
منذ مؤتمر مدريد في 1991، وإذا
كانت إسرائيل تحتاج الوقت
لاستكمال سرقة الأرض
الفلسطينية، فالنظام السوري
يحتاج الوقت هذه الأيام لكسر
الانتفاضة، وتركيع الشعب بقوة
السلاح لقبول حكمه وقيادته.
وإذا كانت الرباعية الدولية هي
من وفّر هذا الوقت مع سبق
الإصرار، فالرباعية الإقليمية
قد توفره للنظام السوري إذا ما
أُعطي لإيران حق نقض قرارات
اللجنة. إيران تدعم النظام
السوري سياسياً ومالياً
وعسكرياً، وهو دعم مكلف، لكن
إيران استثمرت في هذا النظام
أكثر من ذلك، وهي تدرك أن سقوط
النظام يعني خروجها من المشرق
العربي، وتقلص نفوذها داخل
العراق، وعزلة حليفها اللبناني
«حزب الله». ربما تطمح اللجنة إلى
تطبيق النموذج اليمني في سورية،
لكن ينبغي ملاحظة أن النظام في
اليمن يختلف عن سورية. في هذا
النظام نمت المعارضة، وهي قوية
سياسياً على الأرض. تغلب
القبلية، وليس الطائفية، على
تركيبة النظام اليمني، وهي
تركيبة لم تسمح لعلي صالح
بالاستحواذ على المؤسستين
الأمنية والعسكرية، ولذلك لم
ينزلق اليمن إلى حرب أهلية، على
رغم أن علي صالح حاول الدفع بهذا
الاتجاه. إلى جانب ذلك، فقد صالح
غطاءه الإقليمي والدولي. تركيبة
سورية الطائفية سمحت لعائلة
الأسد بالسيطرة على النظام
بخاصة المؤسستين الأمنية
والعسكرية، وربطت مصيرهما
بمصيرها هي. تجريف الحياة
السياسية على مدى 40 عاماً من
القمع والكبت السياسيين أضعف
المعارضة السياسية، ثم إن
تحالفات النظام الإقليمية مع
الأسد الابن أخذت صبغة طائفية،
مع إيران وحزب الله، إلى جانب
دعم روسيا، وبسبب غلبة الصبغة
الطائفية للنظام، وطبيعته
الأمنية المتجهمة، نجح في وضع
البلد على حافة حرب أهلية
مفتوحة، ما يعني أن النظام
السياسي هو عقدة المأزق،
وتفكيكه مفتاح الحل. وأمام شبح
فشل الإبراهيمي والرباعية،
الأرجح أن تتسع المعارضة
المسلحة، وأن تغرق سورية في
الدم أكثر. يدرك الجميع أن مآل
النظام هو السقوط. هل واجهه أحد
وراء الكواليس بحتمية هذا
الخيار؟ هل يطرحه الإبراهيمي في
مفاوضاته مع القيادة السورية؟
لماذا لا يعمل المهتمون على
تقليل ثمن السقوط، بدل الاختباء
وراء المماحكات السياسية،
والمجاملات الديبلوماسية؟ ================= لماذا تفشل كل
المبادرات في سوريا؟ فايز سارة الشرق الاوسط 16-9-2012 لعل الأهم فيما يميز
الأزمة في سوريا، يتجسد في
الفشل المتكرر الذي أصاب كل
المبادرات التي أطلقت لمعالجة
الأزمة في سوريا بصورة كلية أو
في بعض من جوانبها. وهذه الحكم
لا يتصل فقط بالمبادرات الدولية
التي بينها مبادرة السيد كوفي
أنان، والتي يحاول المبعوث
الدولي والعربي الجديد الأخضر
الإبراهيمي إحياءها مع بعض
التعديلات، وإنما ينطبق على
المبادرات الإقليمية، وقد طرحت
جامعة الدول العربية اثنتين
منها، وينطبق الأمر أيضا على
مبادرات سورية محلية، آخرها
موضوع عقد مؤتمر إنقاذ وطني،
تصارع الموت قبل عقد المؤتمر
بعد أن أعلن بعض المشاركين في
الإعداد له انفصالهم عنه، مما
يشير إلى فشل مؤكد للمؤتمر، وهو
مصير يماثل مصير مبادرة رسمية
قامت بها السلطات في العام
الماضي عندما عقدت مؤتمر الحوار
الوطني برئاسة فاروق الشرع،
وتراجعت عن تنفيذ مقرراته
وتوصياته. وفشل المبادرات
الدولية والإقليمية والمحلية
الهادفة إلى معالجة الوضع
السوري، لا يستثني فشل مبادرات
أطلقتها كتل المعارضة
وجماعاتها. وكلها لم يكن مصيرها
أفضل من سابقاتها، ولعل المثال
الأبرز والأوضح في هذا كان
مؤتمر المعارضة في القاهرة الذي
انعقد تحت رعاية جامعة الدول
العربية، وضم أغلب كتل المعارضة
السورية ومعظم جماعاتها، وسط
بيئة إيجابية أدت إلى إقرار
وثيقتين أساسيتين: العهد الوطني
والمرحلة الانتقالية، دون أن
يصل المشاركون فيه إلى عدم
توافق يتجاوز ذلك، بل إن كتله
الرئيسية كرست الاختلاف في ثلاث
نقاط، أولها انسحاب المجلس
الوطني الكردي، والثاني رفض
المجلس الوطني تشكيل لجنة
متابعة مسؤولة، والثالث تحفظات
أثارتها هيئة التنسيق الوطني. وسط تلك الدوامة من
الفشل المتكرر في موضوع
المبادرات الهادفة إلى معالجة
الوضع السوري في كليته أو بعض
مفاصله وحيثياته، يطرح السؤال
الجوهري نفسه: لماذا فشلت وتفشل
كل تلك المبادرات، خاصة أن معظم
المعنيين بالوضع السوري لا
يتوقعون سوى الفشل لمهمة الأخضر
الإبراهيمي الحالية؟ وتتطلب الإجابة عن
هذا السؤال ملاحظة أربع نقاط
رئيسية؛ الأولى فيها تتصل بعدم
توفر إرادة دولية موحدة، وهذه
حقيقة مكرسة في مسارات الأزمة
السورية في مجلس الأمن الدولي
وفي الجمعية العامة للأمم
المتحدة، حيث الانقسام واضح ليس
كما هو شائع فقط بين روسيا
والصين وآخرين من جهة، وكل من
الولايات المتحدة والدول
الغربية والعربية وتركيا، بل إن
الاختلاف والخلاف قائم بين
الدول المنتمية إلى كل طرف،
وطالما أن المجتمع الدولي على
هذا النحو من الانقسام
والاختلاف، فإن أيا من
المبادرات لن تنجح، حتى لو تم
تمرير بعض هذه المبادرات في
مجلس الأمن الدولي، لأن تلك
المبادرات تتضمن في مضمونها
أسباب عدم نجاحها، بل هي لا تملك
آلية تتجاوز من خلالها العقبات
التي تعترضها أساسا. النقطة الثانية أن
بلدان الجوار السوري والقوى
الإقليمية تعاني من ضعف لا
يمكنها من تدخل حاسم في الوضع
السوري. والأمر في هذا الجانب لا
يتعلق بالجانب العسكري على
الرغم من أهميته. بل أيضا بجوانب
سياسية واقتصادية واجتماعية،
تدفع جميعها دول الجوار السوري
والقوى الإقليمية بعيدا عن
الدخول العميق في الوضع السوري،
ولعل المثال التركي هو الأبرز،
إذ يمكن لتداعيات الوضع السوري
أن تأخذ تركيا إلى كارثة محققة،
فيما لو تحركت وتوحدت عناصر
قومية وطائفية ودينية وسياسية
ومسلحة، في مواجهة سلطة العدالة
والتنمية التي يقودها أردوغان. وتتعلق النقطة
الثالثة بالمعارضة السورية
التي ظهرت ضعيفة ومرتبكة وقليلة
الخبرة، إضافة إلى انقسامها
وغياب الرؤية السياسية عند
الأهم من كتلها وجماعاتها، بل
معظم تلك الملامح موجودة داخل
الحراك السوري في شقيه المدني
والعسكري، الأمر الذي أعاق ثورة
السوريين على الرغم من التضحيات
الكبيرة عن امتلاك القوة
اللازمة والكافية لتحقيق الهدف
الرئيسي في تغيير أو إسقاط
النظام. وبالتقدير، فإن
النقطة الرابعة هي الأهم
والأكثر تأثيرا على الرغم من
أهمية النقاط الثلاث السابقة.
وتتعلق النقطة الرابعة بالنظام
الحاكم الذي من الواضح أنه أقام
قطيعة بينه وبين السياسة،
واختار خط المعالجة الأمنية -
العسكرية إلى نقطة النهاية،
الأمر الذي يعني أنه يغلق الباب
أمام كل المبادرات السياسية،
التي لا شك أنها تقوم على توافق
واتفاق وتنازلات للخروج من
أوضاع، ثبت أن المعالجات
الأمنية - العسكرية لا تستطيع
معالجتها وإيجاد حلول لها. إن بقاء الأحوال
المحيطة بالوضع السوري على ما
هي عليه من حيث غياب الإرادة
الدولية الموحدة، وضعف الجوار
السوري وقواه الإقليمية، وبقاء
أوضاع المعارضة على ما هي عليه،
واستمرار النظام في مواقفه
وسياساته، إنما يعني بالدرجة
الأولى أن من المستحيل نجاح أي
مبادرة تتعلق بسوريا، وأن
الطموح إلى نجاح أي مبادرة يفرض
تغييرا جوهريا في الأحوال
المحيطة، والأهم في ذلك أمران؛
أولهما تغيير في الموقف الدولي
نحو إرادة وموقف واحد، أو تغيير
وتبدل في مواقف النظام
وسياساته، وقد نحتاج الاثنين
معا إذا كانت الرغبة في معالجة
سلمية وهادئة وجوهرية للوضع
السوري. ================= نيويورك تايمز:
تصريحات قاتمة للإبراهيمى عقب
اجتماعه مع الرئيس الأسد
والمعارضة أ ش أ 16-9-2012 | 11:25 وصفت صحيفة "نيويورك
تايمز" الأمريكية اليوم
التصريحات التى أدلى بها وسيط
السلام الأممى العربى الأخضر
الإبراهيمى عقب اجتماعه مع
الرئيس السورى بشار الأسد بأنها
قاتمة وتأتى فى اليوم الثالث
فقط من زيارته لدمشق في ظل
احتجاجات عارمة منذ ما يزيد على
عام ونصف العام. وقالت الصحيفة - فى
تقرير أوردته على موقعها
الإلكترونى - إن المبعوث الأممى
العربى الجديد لسوريا أعلن أمس
السبت أن هناك أزمة خطيرة فى
سوريا وقال "أعتقد أنها
تتفاقم كما تثير الحرب الأهلية
تداعيات فى المنطقة والعالم
بأسره"، بينما اعترف أنه لم
يصغ خطة حتى الآن لمعالجة حالة
العنف المتصاعدة. وأشارت الصحيفة إلى
أن هذا التقييم القاتم يأتى فى
اليوم الثالث من زيارة
الإبراهيمى لسوريا، حيث اجتمع
مع نشطاء المعارضة ومسئولين فى
الحكومة ودبلوماسيين عن روسيا
والصين اللتين تقدمان الدعم
لحكومة الرئيس السورى المحاصرة. وتابعت الصحيفة قائة
"إن الابراهيمى تولى منصب
المبعوث الخاص للامم المتحدة
وجامعة الدول العربية عقب تقديم
الامين العام السابق للامم
المتحدة كوفى أنان استقالته
والذى أكد أن الحل الوحيد لحل
هذه الأزمة يكمن فى تنحى الأسد
عن منصبه". ومضت الصحيفة فى
قولها "إنه منذ استقالة كوفى
أنان منذ أسابيع ماضية، تصاعدت
أزمة العنف بشكل متزايد، حيث
تشحذ الحكومة قواها وتعتمد بشكل
كبير على القوة الجوية فى
محاربة وقمع قوات المعارضة التى
تسعى من جانبها إلى البحث عن
أسلحة لردع القوة العسكرية
للحكومة". ونقلت الصحيفة عن
الإبراهيمى قوله فى المؤتمر
الصحفى الذى عقده عقب اجتماعه
مع الأسد إنه سيواصل العمل الذى
بدأه أنان، ومن المعلوم أن هناك
فجوة بين الأطراف المتنازعة،
مضيفا أن الأسد واع تماما لما
يحدث أكثر منه. من جانبه أكد الرئيس
الأسد خلال اجتماعه مع
الإبراهيمى على استمرار التزام
سوريا الكامل بالتعاون مع أي
جهود صادقة لحل الأزمة في سوريا
طالما التزمت الحياد
والاستقلالية. ================= الصحف القطرية
ومهمة الابراهيمي في سوريا……….إضافة
ثانية وأخيرة 2012.09.16 0006 عام/ قطر/ صحف من ناحيتها قالت
صحيفة // الشرق // إن اللقاء الذي
جرى أمس بين الدبلوماسي المخضرم
الاخضر الابراهيمي مبعوث الامم
المتحدة والجامعة العربية
ورئيس النظام السوري بشار الاسد
لم يخرج بأي جديد على صعيد
التقدم بخطوة عملية باتجاه حل
الازمة المتفاقمة منذ اكثر من
عام ونصف العام . ولفتت الى ان النظام
السوري كرر ذات المواقف
والاسطوانة المشروخة التي
تتحدث عن حوار داخلي في حين
تواصل آلته العسكرية عمليات
القمع والابادة الوحشية للشعب . وحذرت الصحيفة من ان
مبادرة الابراهيمي لن تثمر اي
جديد في ظل المجازر وحملة
الابادة الجارية في سوريا وفي
ظل انقسام المجتمع الدولي بشأن
حل الازمة فضلا عن الصمت
والتلكؤ الدولي في حماية
المدنيين والذي لا تفسير له سوى
انه نوع من التواطؤ غير المسبوق
ضد الشعب السوري . واشارت الى ان
الابراهيمي قد اعترف بنفسه ومنذ
تكليفه بهذا الملف بصعوبة مهمته
الى درجة انه وصفها بانها مهمة
شبه مستحيلة وهو محق في ذلك
بالنظر الى تعامل النظام السوري
مع المبادرات السابقة
الاقليمية والدولية وما انتهى
اليه جهد المبعوث السابق السيد
كوفي عنان من فشل ذريع . واختتمت //الشرق//
افتتاحيتها بالقول أن واقع
الحال الماثل على الارض في
سوريا والعقلية التي يتعامل بها
النظام مع المبادرات الرامية
لحل الازمة تجعل من سقف
التوقعات منخفضا جدا إن لم يكن
منعدما بشأن امكانية قيام
الابراهيمي باحداث اختراق
حقيقي في اتجاه حل للازمة ..
مؤكدة على ان العالم وفي
مقدمتهم الشعب السوري يدركون ان
ما يجري على الارض تجاوز الحديث
عن المبادرات والوساطات وان
ايام النظام السوري القمعي
تقترب من نهايتها . ================= مازن حماد :
جدار الإبراهيمي؟! لم يكن يتعين على
المبعوث الدولي والعربي الجديد
إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن
يعلن صراحة أمام الإعلام أن حل
الأزمة السورية شبه مستحيل، فهو
قد صب بقوله هذا ماء بارداً على
الرؤوس المتفائلة وحقن مهمته
الصعبة دون شك، بتشاؤم سابق
لأوانه. ومما قاله الإبراهيمي
أيضاً أنه يقف أمام جدار لا يرى
فيه أي ثغرات أو شقوق، وأنه يخشى
المسؤولية الملقاة على عاتقه. ولكن يبقى السؤال: هل
ينجح الإبراهيمي في المهمة التي
فشل فيها سابقه كوفي عنان؟ لا
نريد أن نقول إن فرص هذا أفضل من
ذاك، غير أننا نقول بادئ ذي بدء
أن من المفترض أن يكون
الإبراهيمي الرجل الأفضل لهذه
الأزمة باستثناء أنه بلغ
الثامنة والسبعين من العمر. كما أن خبرته في
الشؤون الدولية غير عادية، فقبل
ثلاثين سنة عين سفيراً لبلاده
لمدة ست عشرة سنة أمضى نصفها في
لندن المعجبة بأدائه في تلك
الفترة. ومنذ ذلك التاريخ تقلد
الدبلوماسي الجزائري العديد من
المناصب المحلية والعربية
والدولية بما فيها مبعوث
الجامعة العربية إلى لبنان حيث
يعود إليه الفضل في صياغة اتفاق
الطائف لعام «1989» الذي أنهى
الحرب الأهلية اللبنانية التي
اندلعت لستة عشر عاماً. وكممثل دولي في
العراق عام «2004» أي بعد عام من
الغزو الأميركي لذلك البلد
العربي تجاهل الأميركيون
اقتراحه تشكيل حكومة عراقية مما
أدى إلى نتائج كارثية. وتضمنت
جهود الإبراهيمي السلمية أزمات
في جنوب إفريقيا وهايتي وبورندي
وأفغانستان. ولكن ماذا عن الجدار
الذي تحدث عنه الإبراهيمي؟ يقول
المنطق أنه ما دام السوريون
يفضلون القتال فإنهم يستطيعون
تدمير بلدهم كما يشاؤون، لكن
المنطق يقول أيضاً إن الحروب
الأهلية تصل دوماً إلى نهاياتها
عندما يعجز أحد الطرفين أو
كلاهما عن مواصلة القتال. ولعل الخطوة الأولى
في أي اتفاق سلام يجب أن تدعو
إلى وقف إطلاق النار من قبل جميع
الأطراف المعنية، ولكن حتى هذه
اللحظة لا يبدو ذلك وارداً في
سوريا التي تصل إليها الأسلحة
بكميات كبيرة. وما دام الطرفان
المتصارعان يحصلان على العتاد
العسكري فإن الله وحده يعلم متى
تحدث تلك الشقوق في جدار
الإبراهيمي. ================= هاشم كرار..
الأمل فقط لا يطفئها.. نيران
سوريا تأكل «الأخضر» أيضا! الوطن القطرية قال إنه متسلح- فقط-
بالأمل، وهو يقبل ان يكون خليفة
لكوفي عنان، لإطفاء النيران
الكثيفة في سوريا. نعم. الأمل.. ولولا
الأمل أيضا- فسحة منه- لضاقت بنا
الوسيعة، وضاق العيش، ولأصبح
باطن الأرض لنا، خيرا من ظاهرها! نعم. الأمل.. لكن
الأمل وحده يا الإبراهيمي لا
يكفي. لابد من الأخذ بالأسباب..
ومن الأسباب التي ينبغي على
الوسيط الذي قبل المهمة الصعبة،
متسلحا فقط- كما قال- بالأمل، أن
يأخذ بها، هي ان يضمن التفاف
العالم كله حول مهمته، ويمده
بالتأييد، الذي ظل يبحث عنه- دون
جدوى- كوفي عنان في مجلس الامن،
وفي بلاد الدب والتنين! النهار البيروتية،
سألت الأخضر، وعينها على
النيران التي تأكل الأخضر
واليابس، في سوريا الفظائع: من
الذي اعطاه هذا الأمل؟ أجاب: لا
أحد.لا شيء، سوى ان الأمم
المتحدة، والجامعة العربية، لا
يمكن ان تتركا سوريا دون محاولة
مهما كانت الظروف صعبة،
وامكانات النجاح متواضعة». صحيح.. صحيح يا
الابراهيمي، الامم والعرب، لن
يتركوا سوريا، دون (محاولة).
سوريا ليست الصومال، ولا هذا
الوقت من وقت العالم، هو الوقت
الذي يفر فيه العالم من
مسؤوليته إزاء الجهالات
والفظائع.. لكن، ماهو أصح يا
الإبراهيمي أن المحاولة- وحدها-
لا تكفي. لابد أن تكون ( جادة)..
ولو كانت محاولة (الأمم) و(العرب)
جادة، لما ارتفعت الهتافات تلك
التي تدين العرب والعجم في
سوريا، ولما كانت الفظائع
مستمرة إلى يوم الناس هذا، ولما
كان كوفي عنان قد استقال، وهو
يلقي بأسباب فشل مهمته، في وجوه
الذين ألقوا به، في أتون
النيران- متسلحا فقط بالأمل-
وقالوا له إياك، إياك أن تحترق! احترق كوفي.. واحترقت
خطته.. ولايزال ضمير روسيا في
غيبوبة، وكذا ضمير الصين.. ولا
يزال (الأمن) في انقساماته
اللعينة.. ولا يزال- لأجل ذلك كله-
الأسد يقتل، وينهش، ويضرج
شواربه بالدم.. و «لأن الأمم
والعرب لا يمكن ان يتركوا سوريا
دون محاولة» كان تعيين الاخضر
الإبراهيمي، وتسليحه-فقط-
بالأمل! الأمل- وحده يا
الإبراهيمي، لن يطفئ نارا. لابد
من أن يعد المرء، لكل شيء، عدته.. لا، لا أيها الوسيط
صاحب التاريخ، في إطفاء النيران.
لا. لا تبدأ من حيث انتهى كوفي
عنان.. كوفي بدأ المهمة وسط
انقسام، في مجلس الامن، وانتهى
والانقسام قائم، وهو ماكان
لينتهي هذه النهاية الفاشلة،
لولا هذا الانقسام الذي يتيح
للقاتل المزيد من الوقت ليقتل..
والمزيد من الوقت ليرتكب المزيد
من الفظائع، والمزيد من الوقت
ليستهزئ اكثر وأكثر، بما يسمى
بالمجتمع الدولي! لا، ياالإبراهيمي. لا
تبدأ من حيث انتهى كوفي. كوفي
انتهى. ابدأ من حيث كان يفترض به
ان يبدأ.. وماكان ان يفترض أن
يبدأ به هو ألا يقبل المهمة- في
الأساس- إذا لم يضمن أصلا تأييدا
جماعيا في مجلس الأمن.. تأييدا
تلازمه أفعال قوية، لا مجرد
أقوال.. لا تلبث ان تذروها
الرياح! الإبراهيمي، لن يضمن
تأييدا، طالما ان ضمير روسيا لا
يزال في إجازة وكذا ضمير الصين..
وطالما أن الدولتين على استعداد
تام للتلويح بالفيتو المزدوج
للمرة الرابعة.. الابراهيمي نفسه
يعرف ذلك.. وما يعرفه ان
النيران، في سوريا- مثلما تأكل
اليابس- تأكل (الأخضر) وأنها لن
تكون بردا وسلاما، عليه، ذلك
باختصار لأنه هو- الإبراهيمي-
ليس هو ابراهيم عليه السلام! ذلك مايعرفه
الإبراهيمي، بينه وبين نفسه..
وذلك ما أعرفه، وتعرفه انت..
ويعرفه أي متابع للمحرقة في
سوريا.. مالا أعرفه: كيف فات
على الإبراهيمي ألا يستفيد من
درس كوفي عنان.. الدرس الذي قدمه
للعالم كله، وهو يتقدم
باستقالته من مهمة إطفاء
النيران بالأمل.. الأمل فقط،
الذي يتحدث عنه الآن الأخضر
الإبراهيمي! ================= الإبراهيمي
متفائل رغم اتساع الفجوة الشامي الحبر
الندوة : 16 - 09 - 2012 كما ذكرنا بالأمس فإن
الانظار كانت تتطلع إلى ما
سيدلى به المبعوث الدولي العربي
المشترك لحل الأزمة السورية
الأخضر الإبراهيمي بعد لقائه
بالرئيس الأسد ، حيث أن تصريح
الإبراهيمي بعد هذا اللقاء يعكس
حجم التوقعات المرتقبة على صعيد
حل الأزمة السورية. ولكن ما أدلى به
الإبراهيمي بعد هذا اللقاء الذي
تم أمس مع الرئيس الأسد لا يزيد
الوضع الا تشاؤماً. فقد قال الإبراهيمي
في أول تصريح له بعد اللقاء (إن
الأزمة السورية المستمرة منذ 18
شهراً تتفاقم وتشكل خطراً على
المنطقة والعالم) وأضاف
الإبراهيمي (تكلمنا في الأزمة
السورية وأنا أكرر أن هذه
الأزمة خطيرة جداً). ليس بين ثنايا هذا
التصريح ما يوحي بأن الرئيس
السوري مدرك لحجم هذه الخطورة
بل ربما يكون الإبراهيمي قد لمس
من الآن ما يفيد بتمسكه بنهجه
الحالي في التعامل مع الأزمة من
خلال موجة العنف المتصاعدة.
وقطعاً إن وجهة نظر الأسد لن
تخرج عن هذا الإطار وهذا ما دفع
الإبراهيمي إلى أن يقول إن
الوضع في غاية الخطورة. ولكن رغم هذا يبدي
الإبراهيمي تفاؤلاً ويقول إنه
لايزال يرى هناك أرضية مشتركة
من أجل حل الأزمة مع اشارته إلى
الفجوة الواسعة بين الجانبين
ونأمل أن يتكلل الإبراهيمي في
مسعاه بالنجاح حتى لا ينزف
الشعب السوري أكثر وتنزف سوريا
كذلك أكثر. ================= الإبراهيمي في
دمشق .. مكانك سر؟ عكاظ زار الأخضر
الإبراهيمي المبعوث العربي
والأممي دمشق وهو يدرك صعوبة
المهمة التي انتدب من أجلها،
ولكنه بدد تخوفه من فشل مهمته
بالقول: «رأيت أنه من حقي أن
أعمل قدر المستطاع علي مساعدة
الشعب السوري» وزاد من عزيمة
نفسه قائلا: «إنني في خدمة الشعب
السوري». الإبراهيمي في سورية
التقى قيادات النظام الدموي
وكله أمل لكن السؤال هل نظام
بشار الأسد يسمح لفسحة الأمل أن
تحيا دون قتل ودماء؟ وهل احترم
النظام وجود مبعوث أممي وأوقف
القتل ؟. ليس الحدث أن المبعوث
العربي والدولي إلى سورية
الأخضر الإبراهيمي يزور
العاصمة دمشق للمرة الأولى منذ
تسلمه مهامه، بل الحدث تمحور في
الدرجة التي وصلت إليها وقاحة
النظام السوري في التعاطي مع
المجتمع الدولي ومبعوثيه، ففي
التجارب السابقة كان النظام
يلجأ إلى تهدئة الأمور عند وصول
المبعوثين إليه بداية مع
السوداني الفريق الدابي، ثم مع
كوفي عنان، إلا أن النظام هذه
المرة وعكس كل المحطات السابقة
أراد توجيه رسالة واضحة إلى
الإبراهيمي، ومن أرسله وكلفه
بالمهمة الجديدة. فما أن حطت
طائرة الإبراهيمي في مطار دمشق
الدولي حتى بدأت قوات النظام
بقصف بعض الأحياء الدمشقية بعنف
برا وجوا، حتى أن الإبراهيمي
وهو يعبر طريق مطار دمشق باتجاه
الفندق لم يكن من الصعوبة سماع
صوت الصواريخ والقذائف... وقاحة
مستجدة في شكلها وحجمها يلجأ
إليها نظام بشار الأسد ليقول
للعالم إن آلة القتل لن تتوقف،
وخيار الدم لا خيار غيره وهو
المدرك أن العالم لا يستطيع ولا
يريد الرد. وأنه مستمر في
المجازر حتى في ظل وجود
الإبراهيمي. الأخضر الإبراهيمي
وفي مطار دمشق قال جملة واضحة لا
لبس فيها : «الأزمة في سورية
تتفاقم ويجب وقف النزيف». لقد
شخص الحالة ووجوب معالجتها إلا
أن الدواء لا يملكه الإبراهيمي
ولا من سبقه. الجرأة على إعلانه
ليست جبنا في شخص المبعوثين
بقدر ما هي ترجمة للعجز الدولي
الذي يرسل المبعوثين دون غطاء
سياسي. المبعوث الدولي
والعربي يلتقي وليد المعلم، ثم
بشار الأسد ليعود بعد ذلك كما
جاء خالي اليدين. و تتفاقم
الأزمة ولا أحد يستطيع وقف نزيف
الدم السوري اليومي، و ليس
المطلوب من الإبراهيمي أن يعلن
أن الأزمة تتفاقم فلولا تفاقمها
لما أرسل كمبعوث لدمشق، ولولا
الحاجة لوقف نزيفها لما كانت
هناك أزمة. بل المطلوب من
الإبراهيمي أن يحدد كيفية وقف
هذا النزيف، وإنهاء المجازر.
مطلوب شجاعة تضع النقاط على
الحروف؛ لتقول إن بشار الأسد
ونظامه لا يريدون غير القتل،
وأن أي تسوية سياسية مستحيلة مع
هذا النظام المطالب بالرحيل
فورا. فمن يقتل شعبه لا يحق له
بالحكم. هذا ما ردده الكثير من
القادة في العالم، وهذا ما على
الإبراهيمي أن يعبر عنه في ختام
زيارته لدمشق، فالسكوت جريمة..
المئات يسقطون بشكل يومي وبدم
بارد ليس لأن النظام يمتلك
السلاح. وامتهن الإجرام، بل لأن
العالم صامت لا يتحرك والساكت
عن الحق شيطان أخرس. وأخيرا نقول
الإبراهيمي في دمشق .. لا جديد ..
مكانك سر ؟ ================= الابراهيمي
يحمل الحل الأصعب د. عامر
السبايلة سوريا تروث يقترب موعد وصول
المبعوث الأممي الاخضر
الابراهيمي الى سوريا. تصريحات
الدبلوماسي الجزائري الأخيرة
تبدو و كأن الرجل استعاد في
وجدانه مراحل التحرر الوطني
الجزائري, حيث اتستمت لغته
بشعبية تحريرة تاريخية واضحة.
فالرجل أصر أن يضع العنوان
العريض لمهمته بالقول: "إنني
في خدمة الشعب السوري وحده". رسالة الابراهيمي
أشارت الى صعوبة المهمة و لكنها
اعلنت أن ارادة الشعب السوري هي
الأساس الذي ستبنى عليه صيغة
التسوية القادمة في سوريا: "أدرك
تمام الإدراك بأن المهمة صعبة
جدا، إلا أنني رأيت أن من حقي أن
أحاول قدر المستطاع أن أقدم
مساعدة للشعب السوري". الابراهيمي اشار
ضمنياً الى هوية اطراف التسوية
القادمة و التي ينوي اللقاء بها
من مسؤولين سياسيين و
مؤسسات مجتمع مدني و مفكرين
ومثقفين. بدبلوماسية عالية أبدى
الدبلوماسي الجزائري رغبته
بلقاء الرئيس الأسد
بالقول انه لم يعلم ان كان
سيلتقي الرئيس الأسد أم لا. الرد
على رغبته المبطنة هذه وصل من
دمشق بعد يوم واحد فقط, حينما
اكدت الخارجية السورية أن
الرئيس السوري يستعد للقاء
الأخضر الابراهيمي. هجوم دبلوماسي روسي
يسبق التسوية كثفت الدبلوماسية
الروسية, في الفترة الأخيرة,
هجومها الدبلوماسي على خصومها
السياسيين, على بعد أيام قليلة
من وصول الأخضر الابراهيمي الى
دمشق.الخارجية الروسية تؤمن ان
الحل في سوريا ياتي عبر توحيد
جهود الاطراف الدولية و اخضاعها
عبر تنسيق الهجوم مع اطراف
اقليمية و على التحديد
الايرانيين من اجل اعتماد قرار
من مجلس الامن يعتمد الحل
الاصعب الذي يحمله الابراهيمي و
الذي يتضمن العودة الى مخرجات
قمة جنيف و الالتزام بمادرة
عنان. روسيا و التفاهم مع
الفرنسيين ضمن اطار الجهود
الدولية الروسية جاءت الزيارة
المهمة التي قام بها نائب وزير
الخارجية الروسي ميخائيل
بوغدانوف الى باريس. التقى فيها
بوغدانوف –وفقاً لصحيفة لو
فيغارو- باطياف
من المعارضة السورية و
الدبلوماسيين الفرنسيين. تشير
الانباء الواردة من باريس ان
كثيراً من المعارضين السوريين
عبروا عن رغبتهم بالدخول في
مفاوضات انهاء الأزمة و انهم
أبدوا مواقف ايجابية ازاء
العودة القريبة الى دمشق, الأمر
الذي توافق عليه الدبلوماسيين
الفرنسيين, و الذين ابدوا
تفهماً غير مسبوق لضرورة انجاح
التسوية السياسية القادمة.
المسؤول الروسي كان قد اكد في
مقابلة مع قناة "العربية"
بأن المطالبة بتغيير النظام
السوري قبل المرحلة الانتقالية
في سوريا، سيكون كارثياً, حيث
يتمثل الخطر الأكبر ب"صوملة"
سوريا, الأمر الذي يجب تفاديه
باي ثمن. من جهة اخرى, ارسل
بوغدانوف عبر صحيفة لو فيغارو
الفرنسية اقتراحاً روسياً -موجهاً
الى شركاء روسيا الغربيين- تضمن
تنظيم مؤتمر يضم "كل اطراف
النزاع" في سوريا من معارضة و
موالين و ممثلين للطوائف. روسيا: تسوية ضمنية
مع أمريكا وهجوم لتحييد تركيا العلاقة الروسية
التركية هي علاقة متضادة,الا ان
اهم ما يميز هذه العلاقة
العدائية انها غير ظاهرة للعيان.
الحقيقة أن روسيا كثفت هجومها
على المحور التركي في الشهور
الأخيرة و على عدة أصعدة. الهدف
من هذه الحرب الخفية –بلا شك- هو
تحييد الأتراك الذين لعبوا دور
مفصلي في تأزيم الأزمة السورية
و اغراق سوريا بالدم. أثبتت
اوراق الضغط الروسية على
الاتراك فاعلية عالية, و حافظت
على خاصيتها الخفية غير
المنظورة. فاستطاعت ضبط السياسة
العدوانية التركية تجاه سوريا و
افشال مخطط اسقاط الدولة
السورية و تمزيقها. أما العلاقة مع
الولايات المتحدة فمن الواضح
انها تتجه الى ايجاد صيغة تسوية
نهائية. وجهة النظر الأمريكية
تجاه الأزمة السورية انقسمت الى
ثلاثة آراء. مثل البنتاغون فيها
وجهة النظر الرافضة للتدخل
العسكري في سوريا, اما
المخابرات الامريكية (السي اي
ايه) فكانت تميل الى دعم عمليات
استخباراتية نوعية في الداخل
السوري تهدف الى اسقاط النظام.
أما الخارجية الامريكية
المتمثلة بالوزيرة كلينتون,
فقدمت وجهة نظر قاصرة و سطحية
للمسألة السورية و التي انساقت
نحو الدفع باتجاه الاسقاط
الفوضوي للنظام السوري على غرار
ما حدث مع النظام العراقي في
العام 2003. يعتقد كثير من
المحللين ان معظم تصريحات
كلينتون تناقضت في مجملها مع
واقع القرار السياسي الامريكي,
الأمر الذي يدل أن تيار
الديمقراطيين استغل المسألة
السورية للاطاحة بالمستقبل
السياسي لهيلاري كلينتون, لهذا
فقد تشهد عودة الرئيس اوباما
الى البيت الابيض رحيل هيلاري
كلينتون من وزراة الخارجية. (*) ـ أستاذ في الجامعة
الأردنية ================= الإبراهيمي
وموسكو .. والأسد وليد شقير - لا يُحسد
المبعوث الدولي - العربي الى
سورية الأخضر الإبراهيمي على
مهمته، وهو أعطى ما يكفي من
المؤشرات الى اقتناعه بذلك حين
قال إن مهمته شبه مستحيلة. لكن الديبلوماسي
العريق والصبور الذي سبق أن حقق
انجازات في غير مهمة على
الصعيدين الإقليمي والدولي،
يواجه تحدياً شخصياً هذه المرة،
يفوق التحديات التي جابهته في
مهماته السابقة. وهي تحديات لا
تبدأ عند إقناع بعض أصدقائه
الذين نصحوه بعدم قبول تعيينه
ممثلاً للأمين العام للأمم
المتحدة في سورية، والذي عاد
فوافق عليه بعد دراسته، ولا
ينتهي عند أصدقائه الذين
يراهنون على أن يتبع توليه
المهمة تغيير في الواقع السوري
على الأرض، يفضي الى تعديل في
مواقف الدول المعنية بالصراع
على سورية، وبالتالي الى
الانتقال من مرحلة الجمود الى
الحلول. وهو أمام تحدي أن
ينهي حياته الديبلوماسية كرجل
ناجح، في عمره المتقدم الذي
أكسبه خبرة هائلة، بإنجاز آخر،
لا بإخفاق كالذي حصده سلفه كوفي
أنان الذي في سجله إخفاقات في
بعض المهمات التي تولاها. وإذا كانت خطوة
الإبراهيمي الأولى تبدأ اليوم
بلقائه الرئيس السوري بشار
الأسد فإن التحديات الأخرى التي
سيجابهها، بالمضمون لا بالشكل
هذه المرة، تبدأ بقدرته على
التكيّف مع أسلوب نادر في العمل
السياسي. فالإبراهيمي يعرف
الرئيس الأسد الأب الذي يتقن
ممارسة أسلوب القول نعم في معرض
القول لا، بكفاءة ليترك محدثه
يستنتج المراد، إذا كان يريد
التملص من إجابة قاطعة، والذي
كان يدرك أهمية الإجابة الواضحة
الجازمة إذا كانت الظروف
تقتضيها، فيلتزم بها أشد
التزام، لكن الإبراهيمي لا يعرف
جيداً الأسد الابن الذي يعطي
جواباً قاطعاً، ثم يعطي تعليمات
بممارسة عكسه، فور انتهاء لقائه
بمحدثه... هذا إذا لم تكن
التعليمات صدرت قبل ذلك. وهو قد يكون علم من
وقائع مهمة سلفه أن الرئيس
السوري يعيش عالماً افتراضياً
خاصاً به، ويعتبر أن الوقائع
التي يعرفها محدثه ناجمة عن
واقع افتراضي بعيد عن الواقع.
إلا أن الإبراهيمي سيلمس هذا
الأمر في شكل مباشر. يدخل الإبراهيمي باب
الأزمة السورية متحرراً من
الأطر والوثائق السابقة من خطة
النقاط الست الى قرارات الجامعة
العربية، وخطة مؤتمر جنيف،
وقرارات الجمعية العمومية
للأمم المتحدة، على أنها أوراق
مفيدة يمكن البناء عليها وليس
بالضرورة اعتمادها كأسس
للحلول، طالما أنها لم تسمح
لأنان بأن يحقق تقدماً في
معالجة الأزمة ما أدى الى
انسحابه. وإذا كان الإبراهيمي
يتحرر من خطة «مجموعة العمل من
أجل سورية» فلسببين: الأول، أن مبادئ جنيف
صريحة في تحديدها خطوات
الانتقال السياسي بدءاً من
تشكيل حكومة انتقالية «بكامل
الصلاحيات تضم عناصر من الحكومة
الحالية ومن المعارضة»، لكنها
لقيت فهماً متعارضاً بين دول
الغرب التي رأت أنها لا تضم
الأسد وأعوانه بل قيادات من
النظام وحزب البعث وبين روسيا (والصين)
التي رأت أن الحكومة الانتقالية
تضم الأسد، وتعني الحل بوجوده
لا بغيابه، حتى لو كان هذا الحل
سيؤدي في نهاية المطاف الى
رحيله. الثاني: إن الآلية
التي تعتمدها خطة جنيف لوقف
العنف تستند الى عمل المراقبين
الدوليين الذين صدر قرار في
مجلس الأمن بإنهاء مهمتهم، إزاء
عجزهم عن وقف المجازر والهجمات
الانتقامية والفظائع التي
يرتكبها النظام. في ظل موازين القوى
الحالية حيث يعجز النظام عن سحق
المعارضة، والأخيرة قاصرة عن
إسقاط الأسد وهزيمة جيشه، لا
تغيير في المعادلة، التي يدخل
الإبراهيمي عليها مع إبقائه
اللعبة مفتوحة الى أن يشكل
تصوره للخطوات المقبلة، فإن
المقدمات لا تشير الى إمكان
إحداث اختراقات. فالموقف الفعلي
لأركان النظام، حتى لو أبدت
رموزه استعداها لإعادة إحياء
خطة جنيف، هو أن يبدأ
الإبراهيمي من نقطة الصفر ويلغي
كل ما سبق ويعيد تشكيل الفريق
الدولي – العربي الذي يعاونه.
أما الجديد الروسي، فهو قديم
أكثر مما يمكن لأي متابع أن
يعتقد. وفضلاً عن أن موسكو تريد
إحياء خطة جنيف عبر قرار لمجلس
الأمن يتبناها، مع ما يعنيه ذلك
من عودة الى المربع الأول (كيف
سيطبق الشق المتعلق بوقف العنف
الضروري لولوج الانتقال
السياسي، طالما أن مهمة
المراقبين انتهت؟) فإن الأهم أن
موسكو تقترح أن تطرح على
المعارضة 5 أو 6 أسماء لرئاسة
الحكومة الانتقالية، فتختار
واحداً منها يشكل الحكومة
بالاتفاق مع مواصلة الرئيس
الأسد ولايته حتى نهايتها. وطالما أن موسكو
متمسكة بموقفها السابق، لا يبدو
أن هناك ما يسهل حصول توافق دولي
ينشده الإبراهيمي للنجاح... «الحياة اللندنية» ================= بين تحذيرات
الإبراهيمي ومواقف الرئيس
الأسد الأزمة السورية
لم تخرج من نفقها المظلم م مرشدي المساء
: 15 - 09 - 2012 تقاطعت تصريحات
الرئيس السوري بشار الأسد
والموفد الدولي الأخضر
الإبراهيمي عند فكرة التأكيد أن
حل الأزمة السورية لم يعد بين
أيدي المتناحرين فيها ولكنه
انتقل الى أيدي قوى أجنبية
متناحرة بالوكالة في بلد دمرته
الحرب الأهلية طيلة عام ونصف. فعندما أكد
الإبراهيمي مباشرة بعد لقائه
بالرئيس السوري أمس بأن الأزمة
تشكل تهديدا لكل العالم ويقول
الأسد في نفس السياق انه يتعين
على بعض الدول أن توقف دعمها
للمتمردين بما يعني أن تبعات ما
يجري في هذا البلد يسير بخطى
متسارعة ليخرج عن إطار الحدود
السورية ليتحول الى أزمة
إقليمية وربما دولية. وهي الحقيقة التي
أصبحت قائمة مع مرور الأشهر
وأكدت تداعياتها أن رهاناتها
ليست سورية سورية محضة بقدر ما
هي أزمة بين قوى كبرى نقلت
صراعها الاستراتيجي إلى سوريا
بقناعة أن خسارة الموقف يعني
خسران كل مصالحها في منطقة تبقى
بمثابة قلب العالم من حيث
أهميتها الإستراتجية
والاقتصادية. وتأكدت مثل هذه
الفرضيات بعد لقاءات
الدبلوماسي الجزائري الأخضر
الإبراهيمي مع مختلف الأطراف
السورية والذي لم يخف تشاؤمه من
وضع ينذر بأزمة عالمية وخطر على
المجموعة الدولية في حال عدم
تحرك أقطابها بشكل فاعل وسريع
من اجل إخماد فتنتها وكتم لغة
السلاح المتأججة بين الفرقاء
فيها. وقد حاول الرئيس
السوري بعد هذا اللقاء الذي
انتظره كل العالم تجديد التأكيد
على موقف نظامه والتلميح بأن
الحل لم يعد بين يديه بقدر ما هو
بين أيدي الدول التي تدعم
المتمردين ضد نظامه في اشارة
إلى قوى إقليمية وأخرى دولية
تريد الإطاحة بنظامه مهما كلفها
ذلك على اعتبار أن بقاءه يعني
فشل خطة أعدتها مسبقا للعبة “الدومينو”
التي رسمتها للوضع العام في كل
منطقة الشرق الأوسط. وهي الحقيقة التي
دفعت به إلى توجيه دعوة إلى حوار
سوري سوري لسحب البساط من تحت
أقدام هذه القوى حتى يعزز موقف
حكومته الداعي إلى حل سياسي
لازمة أخذت أبعادا عسكرية ويضع
المعارضة أمام مسؤولياتها
لإنهاء أزمة إراقة دماء أبناء
الشعب السوري. وأكد الرئيس السوري
بعد اول لقاء مع الموفد الدولي
الجديد “استعداده التعاون مع
كل الجهود الصادقة لإنهاء أزمة
بلاده مادامت جهودا صادقة
ومحايدة”. ليرد عليه
الإبراهيمي بلغة تحذيرية بان
الأزمة خطيرة وما انفكت تزداد
خطورة وأصبحت تشكل تهديدا للشعب
السوري والمنطقة وكل العالم”
وتكون تلك هي القناعة التي
جعلته يلتقي بالأمين العام
العربي نبيل العربي ووزير
الخارجية القطري الذي تدعم
بلاده المعارضة المسلحة
السورية قبل أن يلتقي بسفراء
روسيا والصين في دمشق وتأكيده
على “إجراء اتصالات مع حكومات
الدول التي لها مصالح وتأثير
على الملف السوري”. ويدرك الرئيس السوري
مضمون رسالة تصريحات
الإبراهيمي أكثر من غيره بعد أن
بلغت أزمة بلاده نقطة اللارجوع
انطلاقا من موقف أطياف المعارضة
المتشبثة بخيار رحيل الأسد وكل
نظامه كشرط مسبق لإنهاء المأساة
السورية وان أي حل وسط لم يعد
ممكنا بعد كل ما حدث. وبين الموقفين
تباينت المواقف الدولية واحدة
بقيادة روسيا والصين وثانية
بقيادة الولايات المتحدة وكل
الدول الغربية وبعض الدول
العربية وهو ما يحتم على الموفد
الدولي أن يحسن اللعب على حبلين
متوازيين الميل إلى احدهما يعني
بصورة تلقائية خسارة الثاني. وقد أدرك الإبراهيمي
منذ البداية هذه الصعوبة مما
جعله يحرص من خلال تصريحاته على
الظهور بمظهر الوسيط المحايد
الساعي فقط لإيجاد اول نقطة
التقاء يمكن اعتمادها بين
الفرقاء من اجل إسكات لغة
السلاح لصالح لغة الدبلوماسية
الفعلية وهي المهمة التي لم يخف
وزير الخارجية الجزائري الأسبق
أنها خطيرة ولكنه قبلها بمنطق
الدبلوماسي المقتنع أن لكل أزمة
حل وان تسوية الأزمة السورية قد
يكون على يديه ومن يدري؟ ================= الابراهيمي
يزور بغداد خلال الايام القادمة
لبحث الازمة السورية سياسية
١٦/٠٩/٢٠١٢
الأحد ٠١/ذو القعدة/١٤٣٣
هجري شارك
الموضوع هذا في الفيس بوك كشف عباس العامري
مدير مكتب همام حمودي رئيس لجنة
العلاقات الخارجية النيابية ان
مبعوث الامم المتحدة لبحث الملف
السوري الاخضر الابراهيمي
سيزور بغداد خلال الايام
المقبلة. وقال العامري ان
الامم المتحدة والدول العربية
اصبحت على قناعة كاملة بان
مبادرة العراق التي طرحها لحل
الازمة السورية هي الاقرب
والاكثر عقلانية وحكمة لتجاوز
تلك الازمة. واضاف العامري ان
اهمية سوريا للعراق وتاثيرها
المباشر على الوضع العراقي جعل
الطرح الذي قدمه العراق لحل
الازمة السورية مقبولا لدى جميع
الاطراف الدولية خاصة ان العراق
قد اعلن بشكل رسمي انه مع
التغيير في سوريا بالطرق
السلمية بعيداً عن التدخلات
الخارجية التي قد تكون سببا في
ادخال سوريا بحرب داخلية ستؤثر
بشكل اكيد على الوضع الامني
العراقي. واكد العامري ان كل
تلك الرؤى جعلت الامم المتحدة
تنظر الى العراق كلاعب اساسي
لحل الازمة السورية وهذا
ماسيكون عليه النقاش خلال زيارة
قريبة للمبعوث الاممي الاخضر
الابراهيمي الى العراق في فترة
قريبة لن تتجاوز الثلاثة ايام. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |