كلمة
بشار الأسد في مأدبة العشاء
التي أقامها على شرف
الرئيس
كونستانتينوس ستيفانوبولوس
2/2/2002م
السيد الرئيس كونستانتينوس ستيفانوبولوس
رئيس الجمهورية الهيلينية
السادة اعضاء الوفد اليوناني
السيدات والسادة الحضور
تجمعنا هذا المساء مناسبة بهيجة هى مناسبة
الترحيب بضيف سورية الكبير
السيد الرئيس كونستانتينوس
ستيفانوبولوس ويسعدنى أن
ارحب ترحيبا حارا بسيادته رئيسا
لدولة صديقة وممثلا لشعب صديق
وضيفا عزيزا على الجمهورية
العربية السورية كما ارحب
بالسادة مرافقيه متمنيا
لسيادته ولهم اقامة طيبة فى
بلدنا الذى تربطه باليونان
اواصر التاريخ غابرا وروابط
الصداقة والتعاون راهنا
والعلاقات بين شعبينا نشأت
وتطورت بفعل عوامل الجغرافيا
والتاريخ فكان التأثر المتبادل
بينهما هو احدى ثمار هذه
العوامل
ان موقع سورية واليونان جغرافيا فى شرقى
البحر الابيض المتوسط ساعد على
التواصل بين الشعبين وتعميق
التفاهم بين حكومتينا خلال
السنين الاخيرة بشأن ماطرأ من
احداث وتطورات سواء فى جوارنا
المباشر أو فى حوض البحر الابيض
المتوسط عامة أو على الساحة
الدولية الاوسع
وفى العلاقة التاريخية بين بلدينا كان
كلاهما مؤثرا ومتأثرا ومن
الصواب ان نقول ان التبادل
الفكرى بينهما كان من ابرز
خصائص هذه العلاقة وبفضله
انتقلت افكار واعمال الفلاسفة
والعلماء الاغريق الاقدمين الى
مدى بعيد بواسطة فلاسفة وعلماء
على الساحة العربية فأسهموا فى
نشر الحضارة الاغريقية فى
العالم
وفى تاريخ البلدين تجارب وظروف متماثلة وفى
كلا البلدين معالم تاريخية هى
شاهدة على مراحل مجيدة فى
تاريخهما وهى تجتذب السياح
ومحبى الاطلاع على الحضارات
المتعاقبة والمتفاعلة والديانة
المسيحية انتقلت من دمشق الى
الاراضى اليونانية ثم انتشرت فى
الامبراطورية الرومانية على يد
بولس الذى تحفظ له الكنيسة
رسائله الشهيرة
وفى بلدنا جالية يونانية مضت على وجودها
عقود من السنين وهى تشارك فى
الحياة العامة وتحظى بالاحترام
وعلى مدى السنين نشأت بين
افرادها وعائلات سورية صلة
قرابة ومحبة
ان كل ما ذكرته يؤكد عراقة العلاقات بين
بلدينا ويؤهلها لمزيد من التطور
القائم على الاحترام المتبادل
والتفاهم والمصلحة المشتركة
ونحن فى سورية دائبون فى العمل لتعزيز
العمل العربى المشترك ونحرص فى
الوقت ذاته على تعزيز علاقات
الصداقة والتعاون مع دول العالم
وفى هذا الصدد نقدر عالى
التقدير مواقف اليونان المؤيدة
لقضايانا العادلة ونبدى شديد
ارتياحنا للتطور الايجابى
والمستمر فى علاقات البلدين
وفى يقينى ان زيارتكم الحالية سيادة الرئيس
ستثمر ارتقاء جديدا فى العلاقات
بين الجمهورية العربية السورية
واليونان على الصعد كافة ولما
فيه خير شعبينا وخدمة قضية
السلام فى منطقتنا وفى العالم
السيد الرئيس
أقبل على العالم القرن الواحد والعشرون وسط
ذهول العالم من العمل الاجرامى
فى الولايات المتحدة بتاريخ
الحادى عشر من ايلول الماضى وهو
عمل بادرنا الى استنكاره
وادانته لاسيما وان سورية اكتوت
بنار الارهاب ولها تجربتها فى
مقاومته
ولكى تؤدى مكافحة الارهاب غايتها لابد من
توصيف واضح للارهاب والتفريق
بينه وبن الكفاح المشروع ضد
العدوان والاحتلال
وتعلمون ان سورية طالبت بذلك منذ سنوات
وتذكرون ان الرئيس/ حافظ الاسد/
دعا خلال زيارته الى اثينا فى
عام 1986 الى ندوة دولية تحدد
تعريفا للارهاب لتكون الشعوب
على بينة مما تكافح
لقد فوجئنا بانقلاب المفاهيم والنظريات
وبدا فى الحرب على الارهاب وكأن
بعضهم فهم هذه الحرب انها حرب
على استعادة الشعوب حقوقها
المشروعة
ومن عجب على سبيل المثال ان كل ماتفعله
اسرائيل وينطبق عليه وصف ارهاب
الدولة بابشع اشكاله مقبول
ويلقى التشجيع وتوجد له
المبررات وان مشهد الدبابات
تقتحم الاحياء الشعبية فى
الاراضى الفلسطينية بحماية
ومشاركة الطائرات لتقتل
الابرياء وتهدم عشرات المنازل
وتشرد سكانها العزل يقع فى خانة
الدفاع عن النفس ونتيجة لذلك
وبوجود حكومات فى اسرائيل
معادية لفكرة السلام ومع تخلى
رعاة عملية السلام عن واجبهم
تجاهها وصلت هذه العملية الى
طريق مسدود لقد اعلنا ونؤكد
مجددا اننا نريد السلام وليست
لنا شروط لتحقيقه الا الالتزام
بقرارات الامم المتحدة ومبدأ
الارض مقابل السلام ولكننا لن
نتنازل عن شبر من ارضنا ولا عن
حق من حقوقنا كسوريين وعرب
ان تحقيق السلام العادل والشامل ممكن
بتنفيذ قرارات الامم المتحدة
التى تقضى بانسحاب اسرائيل من
سائر الاراضى العربية المحتلة
الى خط الرابع من حزيران عام/1967/
واقرار حقوق الشعب العربى
الفلسطينى فى اقامة دولته
المستقلة وعاصمتها القدس
الشريف وعودة اللاجئين منهم
ونحن نسعى لكسب تأييد الجميع الى صف دعاة
السلام فى منطقتنا ونأمل من
راعيى السلام والاتحاد
الاوروبى والامم المتحدة
القيام بما يتطلبه انهاء
العدوان واحلال السلام العادل
والشامل فى هذه المنطقة من
العالم
السيد الرئيس
اكرر ترحيبى بكم وبمرافقيكم فى سورية التى
تقدر الصداقة حق قدرها وتسعى
لتعزيز العلاقات مع بلدكم
الصديق
وختاما أتمنى لكم موفور الصحة والسعادة
ولشعبكم المزيد من الازدهار
ولتتعزز دائما الصداقة بين شعبينا
والسلام عليكم
|