آخر تحديث يوم الخميس 08 - 04 - 2004م

.....

(فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم)

بيان من مجموعة الحوار القومي

حول المجريات في فلسطين والعراق

هذا السائل الأحمر الذي نراه على أرض العراق أو أرض فلسطين صباح مساء، هو دم. دمر بشري. دم لقادة عظام مثل الشيخ أحمد ياسين، ودم لآباء وأمهات وأبناء.. هو دم وليس كاتشب أمريكي يلذ طعمه ومرآه.

وهؤلاء الذين تذبحهم السكين الأمريكية، أو تدفنهم أحياء الطائرات الأمريكية، أو تمزقهم أشلاء القذائف الأمريكية.. هم ذو رحمنا، هم آباؤنا وإخواننا وأمهاتنا وأبناؤنا..

الانشغال الرسمي والشعبي، أو التشاغل بالتكاثر الذي طمس المشاعر وغطى العقل وشل الجوارح، حتى كانت مشاهد الدم المسفوك ظلماً، والأشلاء المتناثرة جزءاً من حياتنا اليومية لا تثير في هذه الأمة غيظاً ولا تدفع إلى فعل. كالكبش المربوط يرى دم أخيه فلا يزيد على أن يرم رمة أخرى من معلفه.. متشاغلاً عن حقيقة السكين الذي تنتظره.

هل حقاً نحن ضعفاء إلى هذا الحد ؟ هل حقاً نحن عاجزون إلى هذه الدرجة ؟ أم أن أناساً انغمسوا في طينة الخبال فهان عليهم كل شيء.. حتى دم الطفل الرضيع يدفنه الجبار الأمريكي تحت الأنقاض ؟

أيعجز حكامنا عن لقاء يجمعهم، ليرسلوا رسالة دبلوماسية رقيقة تقول لطاغية العالم: حنانيك أسرفت في القتل فاستبق.

أتعجز شعوبنا بجماهيرها ونخبها عن تجربة موقف سيقودها تماديها في الصمت دون شك إليه !!

بوش قادم.. يتقدمه شارون وجرافته لخراب بيوتنا بيتاً بيتاً، ولن يستثني إن استطاع فلماذا ؟ لماذا لا نجرب منذ الآن أن نخرج إلى الشوارع رجالاً ونساء وأطفالاً ونرابط بها كما الفلسطيني الذي دمر شارون بيته وابن الفلوجة الذي دك بوش مأواه.. ليكن موقفنا اليوم خياراً لئلا نصير إليه غداً اضطراراً..

يا أبناء أمتنا..

قال أسلافكم في جاهليتهم: النار ولا العار، فكيف بالانغماس فيهما معاً ؟!