مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 28 / 01 / 2004م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

 متابعة سياسية رقم 789

عـدم الثبـات

في التمثيل الأمريكي في السعودية العربية:

مشكلـة مستمـرة

سيمون هندرسون.

إن الإعلان المفاجئ بأن روبرت جوردان، السفير الأمريكي في السعودية العربية سيترك مركزه بحلول نصف تشرين أول يعني أن واشنطن ستفتقر إلى صوت جدير بأن يعتمد عليه في المملكة في وقت حاسم من الحرب على الإرهاب. وقد ادعى مسؤول في وزارة الخارجية أن استقالة جوردان كانت لأسباب شخصية وأن السعودية العربية (تنظر إليه بأعلى درجات الاحترام). ومع ذلك، فإن تقارير أخرى تشير إلى أن انتقادات جوردان العامة وشبه الرسمية للمملكة قد أزعجت الرياض.

ـ ملاحظات مختلفة:

في الأشهر التي تلت 12/أيار/2003، عندما قتل عشرة أمريكيين في هجمات ضد ثلاثة مجمعات سكنية للمغتربين في الرياض، أثارت عدة تعليقات للسفير جوردان ضجة. إن المحللين معتادون على استخدام المسؤولين الأمريكيين لأسلوب حذر وتقريظي عندما يصفون العلاقات مع السعودية العربية علانية. لذلك فقد دهش الكثيرون عندما صرح جوردان، في مقابلة مع أخبار الـ (سي.بي.إس) مباشرة بعد هجمات الرياض، بأن طلبات واشنطن السابقة بزيادة الإجراءات الأمنية في المجمعات قد تم تجاهلها. وقد أدلى بتعليقات مشابهة للنيويورك تايمز بعد ذلك بيوم، حيث خص ولي العهد الأمير عبد الله ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بالمدح. ضمنياً كان جوردان يوجه اللوم باتجاه الداخلية الأمير نايف، المسؤول عن الأمن الداخلي والمعروف بصعوبة مراسه. أشعل جوردان جدالاً أكبر بتصريحات في موضوع غلاف مجلة التايم في 15 أيلول بعنوان (السعوديين: في أي جانب هم في الحرب على الإرهاب ؟) وقد استشهدت المجلة بكلام للأمير سعود الفيصل في قضية التمويلات المتدفقة إلى الجماعات الإرهابية: (إن الجانب المتعلق بالمال متحكم به تماماً الآن، وحكومتكم تعلم ذلك). بالمقابلة مع هذا التفاؤل، كان هناك تعليق مناقض من جوردان: (إنه نوع من مثل محاولة القضاء على الحشائش. ما إن تقمع منظمة تمويل، يظهر شيء ما في مكان آخر تحت اسم مختلف).

رغم ذلك، فإن قضية السفير جوردان المشهورة، حدثت في 9 تموز عندما نشرت جريدة القدس العربية اللندنية المقر تعليقات منسوبة إليه. الجريدة التي كانت منذ وقت طويل تنتقد الرياض والتي نشرت بيانات لكل من أسامة بن لادن وصدام حسين، ادعت أن جوردان قد أدلى بتعليقات بخصوص وراثة الحكم في المملكة في حفل عشائي سعودي. وقد وضح السفير كما ذكرت التقارير أن واشنطن تريد لولي العرش الحالي، الأمير عبد الله، أن يصبح الحاكم القادم عندما يموت الملك فهد المريض، وأن يصبح عضو من جيل المملكة الجديد ولياً للعهد. إن سيناريو كهذا يتضمن أن المتنافسين على العرش بعد عبد الله، وزير الدفاع سلطان (والد السفير السعودي في واشنطن، الأمير بندر) والأمير نايف، سيتم تجاوزهما. تعيد رواية هذا العشاء إلى الذاكرة نفس التفاصيل التي تم تداولها في وقت سابق في حزيران في اجتماع مؤتمر الاقتصاد العالمي في عمان. في 26 أيلول، أورد مقال سسييتد برس أقوالاً لمسؤولين أمريكيين زعموا أنه قد أسيء الاستشهاد بكلام السفير جوردان. ومع ذلك، استشهد المقال كذلك بأقوال ضيف في عشاء لاحق بأن جوردان ادعى أن ملاحظاته السابقة (قد انتزعت من السياق، وكانت ذات طابع شخصي ولم تكن محاولة لإرسال رسالة من الحكومة الأمريكية).

إن كون أعضاء كباراً من العائلة السعودية المالكة قد انزعجوا من تعليقات جوردان حول (وراثة الحكم لا ينبغي أن تكون أمراً مفاجئاً. في الحقيقة، فإن الرياض ستشجب أي شيء يقارب التدخل في وراثة الحكم). كما قال مسؤول أمريكي كبير سابق (إن الاهتمام الأمريكي في السياسات الداخلية يسبب امتعاضاً سعودياً فورياً) (انظر سيمون هندرسون، ما بعد الملك فهد: وراثة الحكم في السعودية العربية، معهد واشنطن، 1995).

ـ (خط فترة قصيرة، أم سفراء أمريكيون مفقودون):

لقد عمل السفير جوردان لمدة ستة أشهر وحسب في موقعه منذ أن قدمت أوراق اعتماده. بالمقارنة، فقد أنهى الأمير بندر مؤخراً عامه العشرين كسفير سعودي إلى الولايات المتحدة. لمدة تقارب ثلث مدة تعيينه، لم يكن للأمير بندر نظير في الرياض. خلال سنواته الأربع عشرة الأخرى من الخدمة في واشنطن، كان هناك سبعة سفراء أمريكيين في الرياض، بمعدل فترة تعيين تقل عن السنتين. هذا النمط من التعيين قصير الأمد والفجوات الطويلة بين التعيينات الجديدة قد قلل من قدرة أشخاص السفراء الأمريكيين على أن يكونوا متآلفين مع السعودية العربية ونخبها، وهي مشكلة يفاقمها الاعتماد على معينين ذوي خبرة قليلة بالمنطقة. على سبيل المثال، فإن السفراء الأمريكيين الثلاثة السابقين إلى السعودية العربية لا يستطيعون تكلم اللغة العربية، والسفير الذي كان يمتلك أفضل مهارة عربية في العقدين الماضيين، هيوم هوران، كان قد تم إبعاده من المملكة بخشونة.

كنتيجة لهذا التمثيل المفتقر إلى الثبات، فقد انتقدت الاتصالات بين الولايات المتحدة والعربية السعودية باعتبارها غير متوازنة، تتم عن طريق الأمير بندر في واشنطن بدلاً من أن تكون عن طريق السفير الأمريكي في الرياض. في كتابه القادة (1991)، كتب بوب وود وارد أن وزير الدفاع السابق ريتشارد تشيني (اعتبر بندر خارج السور بعض الشيء وأنه ليس واسطة نظيفة بنسبة كاملة). مع ذلك، فإن لدى بندر مدخلاً جاهزاً إلى البيت الأبيض تحت الرئيس جورج. دبليو. بوش، وصداقة حميمة خاصة مع وزير الخارجية كولن باول، رفيق تنس سابق، والذي ارتبط ببندر كما تقول التقارير بعد أن دعتهم الصحافة السعودية (الأميرين الأسمرين) (إن بشرة بندر الداكنة التي يدين بها لأمه، وهي محظية سودانية.. تحرمه فعلاً من أن يصبح ملكاً).

حتى الآن ليس هناك أخبار عمن قد يحل مكان السفير جوردان أو عما إذا كانت عملية إيجاد مرشح لذلك قد بدأت حتى الآن. عادة، كان معنيون سياسيون يحتلون المواقع أكثر من مسؤولي الخدمة الأجنبية المحترفين. في الواقع، من المرجح أن يتم اختيار صديق كبير للرئيس. لقد كان جوردان عضواً مؤسساً في (بيكر بوتس) شركة استشارات قانونية بتكساس، متبرع كبير لحملة بوش 2000، في حين كان أسلافه خلال حكومة كلينتون، ويتش فلاود، نائب ديموقراطي سابق من جورجيا، وريموند مابس، حاكم ديموقراطي سابق للمسيسيبي.

إن المحصلة النهائية لحالة عدم الوضوح هذه أنه لفترة غير محدودة، ستكون الاتصالات الرسمية الأمريكية في السعودية العربية معاقدة بنقص حرية الدخول. نظرياً، فإن لدى السفراء الحق في اجتماعات مباشرة مع رؤساء الدول، بينما لا يمتلك القائم بالأعمال، الذي يعمل كرئيس للبعثة في غياب السفير، بهذا الحق. سيكون من الممتع على نحو خاص رؤية ما إذا كان القائم الأمريكي الحالي بالأعمال، مرجريت سكوبي، يستطيع الحصول على إذن بالدخول إلى العائلة المالكة، فقد يختبر دورها الهيكل السياسي المحافظ الذي يسيطر عليه الذكر في السعودية العربية. إضافة إلى الحرب على الإرهاب، والعراق، وسلام الشرق الأوسط، فإن اتصالات واشنطن مع الرياض هامة في مجال سياسة النفط الحاسمة في إعادة إنعاش الاقتصاد العالمي. في الأسبوع الفائت قرر اتحاد منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، والذي تشكل السعودية العربية عضواً بارزاً فيه تخفيض الإنتاج، مما تسبب في طفرة فورية في الأسعار. كرد على ذلك، صرح الرئيس جورج. دبليو. بوش، والذي كان قد تكلم هاتفياً مع ولي العهد الأمير عبد الله قبل ثلاثة أيام فقط، صرح بأنه (يأمل بأن لا يقوم أصدقاؤنا في أوبك بأمور تضر باقتصادنا).

أما فيما يتعلق بوراثة الحكم في السعودية العربية، فإنه يبدو من المؤكد بأنه طالما بقي الملك فهد على قيد الحياة، فإن ولي العهد الأمير عبد الله البالغ من العمر ثمانين عاماً لن يحوز السلطة الكاملة. وسيبقى كل من الأميرين سلطان (79) ونايف (70)، واللذين اتهما في 11 أيلول بقضايا مدنية أمريكية بأنهما دفعا للقاعدة في عقد التسعينات حتى لا تشن هجمات على المملكة، سيبقيان منافسي عبد الله الرئيسيين، كما سيبقيان، رغم تعليقات السفير جوردان التي ذكرتها التقارير، هما على الأغلب الملكين المستقبلين في الوقت المناسب.

أخيراً، فإن من غير المرجح أن يستفيد السفير جوردان نفسه من النمط المزعج لتلقي سفراء أمريكيين سابقين تمويلات كريمة، لمؤسسات متنوعة من المصادر السعودية شبه الرسمية.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ