مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الجمعة 20 / 06 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

   متابعة سياسية رقم 418

أموال حماس لتعويض أسر الانتحاريين:

مزج أعمال البر بالإرهاب ليس وصفة للسلام

ماثيو ليفيت: باحث كبير في معهد واشنطن ومؤلف استهداف الإرهاب: سياسة الولايات المتحدة تجاه الدول الشرق أوسطية والمنظمات الإرهابية، بعد 11/9 معهد واشنطن 2002

خلال ساعات من تثبيت محمود عباس (أبو مازن) كرئيس وزراء جديد ومن تقديم خارطة الطريق الرباعية للسلام، ضرب مفجران انتحاريان مقهى على ساحل البحر قريبة من السفارة الأمريكية في تل أبيب، فتسببوا بقتل ثلاثة مدنيين وجرح ستين آخرين، وكما هو الحال عادة في هذه القضايا، فإن تحقيقات السلطات حول الهجوم ستجد على الأرجح أن المفجرين كانوا قد تم إمدادهم، وتوفير سكن لهم، وإعدادهم، وتسليمهم، ونقلهم إلى هدفهم من قبل إرهابيين ينتمون إلى أحد أجنحة الخدمة الاجتماعية لإحدى الجماعات الإرهابية أو غيرها. إن الاختبار الأكثر حسماً للحكومة الفلسطينية الناشئة هي المهمة الفورية التي تتمثل في اجتثاث الدعم اللوجستي الذي يسهل هجمات كهذه تحت غطاء النشاطات الخيرية والإنسانية.

ـ دعم الدعوة للإرهاب:

إن جناح حماس للخدمات الاجتماعية يدعم المنظمات التي تلعب دوراً مباشراً في تسهيل هجماتها الإرهابية، بما في ذلك القيام بتفجيرات انتحارية.

إن حماس معروفة باستخدام المستشفيات التي تحتفظ بها كمواقع للاجتماع، وبإخفاء مخابئ الأسلحة والمتفجرات تحت أرضيات حضانات الأطفال، وباستخدام مركبات وبيوت ناشطي الدعوة لنقل وإخفاء، ولنقل وغسيل أموال تمويل النشاط الإرهابي عن طريق لجان الإحسان المحلي (الزكاة). إن التمويلات من الخارج تدعم هذه النشاطات.

خذ على سبيل المثال محمد الزويدي، ممول كبير للقاعدة في مدريد وقد تم تفتيش بيته ومكتبه. وقد وجد المحققون الإسبانيون رسالة من خمس صفحات مرسلة بالفاكس بتاريخ 24/10/2001، تكشف أن الزويدي لم يكن يقوم بتمويل خلية هامبورج المسؤولة عن هجمات 11/أيلول وحسب، بل كان يمول حماس كذلك. في الفاكس، الذي يحتفظ به الزويدي من أجل سجلاته، تطلب جمعية الشباب المسلمين في بيت لحم تمويلات من الجمعية الإسلامية في إسبانيا.

وفقاً للمدعين الإسبانيين، فإن (منظمة جمعية بيت لحم للشباب المسلمين معروفة بانتمائها لمنظمة حماس الإرهابية الفلسطينية والتي يتم تمويلها كما يقال عن طريق ناشطين لمنظمات في الخارج).

لقد توصلت تحقيقات الولايات المتحدة إلى نتائج متشابهة. فقد ذكرت مذكرة للإف بي آي في تشرين الثاني 2001 أن (مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية) واجهة منظمة حماس الرسمية في الولايات المتحدة إلى أن تم إغلاقها في كانون أول 2001 ذكرت أن (برامج حماس الخيرية) مثل جمعية بيت لحم للشباب المسيحيين (قد تم استغلالها لتعزيز صورتها وكسب شهرة حسنة في المجتمع الفلسطيني. في الحقيقة، فقد استشهد جهاز الإف بي آي باجتماع لحماس كانت تحت رقابة الكترونية في عام 1993 في فيلادلفيا حيث قرر مستثمرو حماس في الولايات المتحدة أن معظم أو كل التمويلات التي سيتم جمعها من هذه اللحظة وصاعداً (يجب أن توجه لتعزيز حركة المقاومة الإسلامية " حماس" ، ولإضعاف الحكم الذاتي " السلطة الفلسطينية ").

ولتحقيق هذا الهدف، مُولت لجان الزكاة المرتبطة بحماس. إن ناشطي خدمات حماس الاجتماعية الذي يديرون هذه المنظمات غالباً ما يكونون مرتبطين بقوة بخلايا الجماعة الإرهابية، وكثيراً ما يكونون كذلك أعضاء سابقين في خلايا حماس الإرهابية، بتفحص ثلاثة فقط من الأمثلة الكثيرة المذكورة في مذكرة جهاز الإف بي آي:

ـ فضل محمد صلاح حمدان، عضو في لجنة زكاة رام الله، كان (مرتبطاً بشكل مباشر بتخطيط الهجمات الانتحارية والإعداد الروحي لهؤلاء الذين هم على وشك ارتكاب هجمات انتحارية بما في ذلك هجوم ماهان يهودا في تموز 1997).

ـ أحمد سالم أحمد سلطانة، رئيس لجنة زكاة جنين، كان متورطاً في نقل مواد صنع لإعداد المتفجرات في عام 1992، شارك في تفجير سيارة في عام 1993، وجند شباباً يعملون في اللجنة الخيرية لينضموا إلى حماس.

ـ خليل علي رشاد، عضو مشارك في جمعية رعاية اليتيم في بيت لحم، كان معروفاً بتقديم المأوى والمساعدة للهاربين من حماس، بمن فيهم صانع قنابل حماس محيي الدين الشريف وحسان سلامة، القائد الذي كان وراء سلسلة من تفجيرات الحافلات في شباط ـ آذار /1996.

ـ العفو عن الإرهاب بسبب أعمال الخير:

إن أحدث جهد لإظهار دور مغاير لذلك الذي تقوم به عناصر شبكة الخدمات الاجتماعية في تمويل، ودعم وتسهيل هجمات حماس الإرهابية ظهرت في تقرير تم تحريره مؤخراً من قبل (جماعة التأزم الدولية) (انترناشيونال سريز جروب) التي يقع مقرها في بروكسل. مما يثير الحزن، أن التقرير توصل إلى أن المنظمات الإنسانية المرتبطة بحماس تزود الفلسطينيين بالخدمات الاجتماعية التي هم في أشد الحاجة إليها وأن عملهم الطيب يجعل نشاطاتهم الأخرى المهلكة أمراً مشروعاً إلى حد ما.

لقد قام باحثوا (انترناشيونال سريز جروب) بمقابلات مع العديد من الأشخاص، بمن فيهم قائد حماس عبد العزيز الرنتيسي، ولكن لم تلتق بأي إسرائيليين. لقد أجروا مقابلات مع مسؤولين أمريكيين مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ولكن ليس مع خبراء من مثل (ديفيد أوفهوسر) المستشار العام لدائرة الخزنة ورئيس لجنة التنسيق السياسي للتمويل الإرهابي التابعة لمجلس الأمن الدولي. في الحقيقة، فإن (أوفهوسر) يصف المنطق الذي يفرق بين العمل الخيري الذي تقوم به الجماعات الإرهابية والأجنحة العسكرية لتلك الجماعات على أنها (سفسطة) ويؤكد، وهو مصيب في ذلك، على أن هناك حائطاً نارياً بين الاثنين تتحدى الإدراك السليم.

يواجه الفلسطينيون احتياجات اجتماعية ماسة لم تتم مواجهتها من قبل السلطة الفلسطينية، مما يخلق فرصة استغلتها حماس بجد. إن التسامح مع هذا الاستغلال ليس في صالح لا السلام الإسرائيلي الفلسطيني، ولا المساعدة الخيرية الفلسطينية. في الحقيقة، فإن جماعات الخدمة الاجتماعية الإسلامية التي تفسد نشاطها الخيري بدعم الإرهاب تلوث بالوحل مياه التبرع الخيري وأعمال البر، مما يجعل عمل أولئك الذين يحاولون ببساطة تحسين ظروف العيشة في الضفة الغربية وغزة صعب بكثير.

ـ استهداف البنية التحتية للإرهاب بشكل منفرد:

تحت بند المرحلة الأولى في خارطة الطريق، تطالب حكومة أبي مازن بالبدء بعمليات معززة، واستهدافية، وفعالة، تهدف إلى مواجهة كل أولئك المنغمسين في الإرهاب والقضاء على قدرات الإرهابيين وتفكيك بنيتهم التحتية.

لسوء الحظ، فإن جميع الإشارات تدل على أن أبا مازن سيلتقي القليل من الدعم من القطاعات الرئيسية في المجتمع الدولي فيما إذا حاول وقف تدفق الأموال والدعم لمنظمات الواجهة التابعة لحماس والتي تقدم تسهيلات للقيام بهجمات كتلك التي استقبلته هو وحقبته الجديدة.

حتى وهم يدعون إلى مشاركة أمريكية تجديدية في سلام الشرق الأوسط، فإن الحكومات الأوروبية والعربية، تستمر في تمويه دور ناشطي الدعوة التابعين لحماس والمنظمات الأخرى في تسهيل هجمات هذه الجماعات الإرهابية. ورغم الدليل المفحم على العكس، تصر سورية على أن مكاتب حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في دمشق هي مجرد (مكاتب إعلامية). الأمر الأكثر إزعاجاً حتى، أن عدة دول أوروبية قد رفضت اتخاذ إجراءات صارمة ضد منظمات الواجهة التابعة لحماس وضد البنية التحتية للخدمات الاجتماعية (الدعوة) التابعة لحماس.. ولا في حين تقوم كلتاهما بتقديم دعم مادي ولوجستي لهجمات حماس الإرهابية. حتى وهم يطالبون بقيام السلطة الفلسطينية بعمل كهذا في خارطة الطريق التي قاموا بتأليفها. على سبيل المثال، فإن لائحة الاتحاد الأوروبي لتجميد ممتلكات الإرهابيين تشمل فقط على كتائب عز الدين القسام، ولكن ليس على باقي البنى التحتية الداعمة لحماس.

ـ الإرهاب والعمل الخيري لا يمتزجان:

لا يمكن إعطاء جماعات الخدمة الاجتماعية الإسلامية حرية العمل لدعمهم للإرهاب ببساطة لأنهم يقدمون دعماً خيرياً هاماً كذلك. بدلاً من ذلك، يجب أن يصر المجتمع الدولي على أن الدعم الخيري المقدم للفلسطينيين ينبغي أن يتم فصله عن دعم النشاط الإرهابي، وذلك بهدف إعاقة جهود حماس لتدمير عملية السلام ولتطهير أسماء الجماعات الإسلامية التي لم تدنس بالإرهاب. إن من الضروري أن تحدد أوروبا ودول الخليج، والدول الأخرى بصرامة الجمعيات الخيرية التي تتلقى مساعدة دولية وأن تغلق منظمات الواجهة التي تستثمر الأموال لحماس وللجماعات الإرهابية الأخرى. لقد أصاب (أوفهوسر) عندما قال: (لا يوجد أحد في حالة حرب مع بناء المستشفيات أو دور الأيتام أو العناية بالمرحلين عن دورهم. ولكن نفس الأشخاص الذين يقررون كيفية إعطاء الأموال إلى المستشفيات يقررون كيفية تقديم الأموال لتقل الناس، ولا يستطيع المرء التخلي عن حمل الشعور بالمسؤولية تجاه أحد العملين، والاحتفال بالعمل الآخر: إنها ماتزال أموال دماء).

من أجل أي مبادرة سلام جديدة، فإن على المجتمع الدولي أن يصدق على هذا المبدأ الأساسي.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ