معهد
واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
متابعة
سياسية رقم 791
دليل
جديد على تهديد أوسع
من
عصبة الأنصار اللبنانية
جوناثان
سكانزر: زميل في معهد واشنطن.
لقد
قللت لبنان وسورية التي تحتلها من شأن
عصبة الأنصار منذ أن اعتبر فرع القاعدة
إرهابيين عالميين خاصين من قبل حكومة
الولايات المتحدة في 23 أيلول 2001.
بتشكيلها المكون من بضعة مئات من
المقاتلين فقط. وقد كان يظن أن عصبة
الأنصار متمركزة ضمن عين الحلوة، وهو
معسكر للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
ووفقاً لذلك، استمرت بيروت ودمشق في
السماح عملياً للجماعة بالعمل بغير
قيود.
لقد
تسببت الجماعة مؤخراً بقلق متزايد
لصناع السياسة. فبالإضافة إلى الهجمات
الإرهابية الجريئة التي نفذتها في
لبنان، فإن اعتقال ناشطي القاعدة
المرتبطين بقوة بالعصبة في أستراليا
وإسبانيا قد كشفت عن امتداد الشبكة
العالمي بالاشتراك مع شبكة أسامة بن
لادن الإرهابية. قد يكون هذا الوقت هو
الوقت الملائم لتصعيد الإجراءات ضد
العصبة.
فرع
القاعدة اللبناني:
وفقاً
لإدارة الولايات المتحدة، فإن عصبة
الأنصار جماعة إسلاموية تتلقى المال
عبر شبكات المتطرفين السنيين الدوليين
وشبكة ابن لادن (القاعدة). وقد تدرب
أعضاؤها في مخيمات القاعدة أو أنهم
قاتلوا ضد السوفييت في أفغانستان. وقد
كانت الجماعة خلف انفجارات في إدارة
الجمارك اللبنانية وفي دائرة الجمارك.
في عام 2000، قامت عصبة الأنصار بمهاجمة
السفارة الروسية في بيروت بقنابل
صاروخية. في أيار 2003 كانت الجماعة في
وسط حمام دم في عين الحلوة والذي قتل
فيه ثمانية أشخاص وجرح خمسة وعشرون.
أثناء القتال، استخدمت بنادق آلية،
ومدافع الهاون، ومدافع آر. بي. جي، وحتى
صواريخ مخترقة للمدرعات.
في
كانون الثاني 2003، حاول أعضاء خلية
طرابلس التابعين للعصبة اغتيال السفير
الأمريكي فنست باتل. إن خلية طرابلس
هذه على صلة قوية بالعصبة، وفقاً
لصحيفة الحياة اليومية العربية
اللندنية المقر، فإن الخلية تم
توجيهها من قبل ابن الشهيد، عضو يمني
في العصبة يقيم في عين الحلوة. وقد
اعترف عدة أعضاء معتقلين من الخلية
بكونهم يعملون للعصبة.
إضافة
إلى محاولة الاغتيال في كانون الثاني،
فإن خلية طرابلس كانت مرتبطة بعدة
هجمات أخرى في الأشهر الأخيرة. في
حزيران، قام عدد من مقاتلي العصبة
المرتبطين بالخلية بإطلاق صاروخ موجه
ضد محطة المستقبل التلفزيونية
اللبنانية، والتي يمتلكها رئيس
الوزراء رفيق الحريري. ما هو أحدث من
ذلك، استهداف محكمة لبنانية عسكرية
اتهمت أكثر من ثلاثة عشر مشتبهاً به
بالمشاركة في خلية طرابلس، وتفجير
مطعم ماكدونالدز في بيروت في نيسان،
ومحاولة مهاجمة طائرة روسية في لبنان.
في حادثة مطعم ماكدونالدز، جرح أربعة
أشخاص عندما انفجرت قنبلة في حمام، ولم
ينفجر جهاز وضع خارج المطعم.
حلقة
الوصل الأسترالية:
إن
من أهم ما يربط القاعدة وعصبة الأنصار
وخلية طرابلس معاً (بلال غزال)، مواطن
أسترالي من أصل لبناني. المعروف كذلك
بأبي صهيب، بلال هو رئيس حركة الشباب
الإسلامي الأسترالية، وهي جماعة صغيرة
لكنها مؤثرة تتألف من 150 عضواً يشتبه في
قيامهم بتجنيد راديكاليين إسلاميين.
منذ 1994، أخذت المنظمة تنشر مجلة سلفية
تدعى (نداء الإسلام).
وفقاً
لصحيفة الستار اليومية اللبنانية
ولصحيفة الحياة، فإن غزال هو أيضاُ
ممول مباشر لعصبة الأنصار ولجماعات
متطرفة أخرى في عين الحلوة. على سبيل
المثال، أخبر أحد أعضاء خلية طرابلس
المحكمة العسكرية في بيروت الأسبوع
الفائت بأن زعيم الخلية محمد كعكي، قد
تلقى على الأقل 1.800 دولار من غزال.
وتشير تقارير الصحافة الأسترالية
الأخيرة إلى أن غزال كان صديقاً لمحمد
منذ أواخر عقد التسعينات، وأن أخا
غزال، ماهر قد اجتمع بمحمد أثناء نفس
الفترة لمناقشة أمر تمويل العمليات
الإرهابية في لبنان. وقد أصدرت بيروت
مذكرة باعتقال غزال في حزيران 2003.
بلال
معروف بوجود روابط أخرى له مع القاعدة.
لقد اشتبهت السلطات الأسترالية
بنشاطاته منذ حوالي خمس سنوات. ويعتقد
أنه منظم معسكر تدريب غير شرعي على
الأسلحة عثر عليه في أستراليا في آب /
2000.
وفقاً
لصحيفة النهار اللبنانية اليومية، فقد
قامت السلطات بتفتيش بيته قبل دورة
الألعاب الأولمبية 2000 مباشرة في
سيدني، وفي عام 2001، صادرت السلطات جواز
سفره بسبب شكوك في ارتباطه بالقاعدة.
يبين المسؤولون الأستراليون الآن أن
غزال على صلة حميمة بمحمود حبيب، وهو
أسترالي قومي معتقل الآن في خليج
غوانتانامو.
وفقاً
لوثيقة مخابرات الـ سي. آي. إيه في الـ
2002، فإن قيادة القاعدة قد عهدت
بالمسؤولية إلى غزال. ذكرت الوثيقة
معلومات استخبارية غير مؤكدة بأنه كان
يخطط لهجمات ضد أهداف أمريكية في
الفلبين وفنزويلا. وقد ادعت الوثيقة
كذلك بأن غزال كان في أفغانستان في 1998،
حيث كان تابعاً لأيمن الظواهري وأسامة
بن لادن. وتشير تقارير أخرى إلى أن غزال
قد التقى مراراً بأبي قتادة، وهو رجل
دين متطرف يقيم في لندن، والذي اعتقل
مبدئياً تحت قوانين مكافحة الإرهاب
البريطانية وهو يواجه الآن التسليم
إلى إسبانيا بعد أن وجهت إليه اتهامات
رسمية في أيلول بالمشاركة الظاهرية في
القاعدة.
تنبع
التهم الموجهة لأبي قتادة من تفكيك
خلية قاعدة في مدريد في تشرين ثاني 2001.
وقد كشف التحقيق المستمر حتى عن وجود
مشاركة أكبر لغزال بالقاعدة. تظهر
الوثائق من دعاوى المحكمة أن أبو
الدحداح (عماد الدين الياكز) زعيم خلية
مدريد والذي ينظر إليه الآن على أنه
واحد من العقول المدبرة لهجمات 11/
أيلول، كان على اتصال مهم بغزال. على
نحو مشابه، فإن تقارير هيئة الإذاعة
الأسترالية بأن أبا الدحداح، والذي
كان لديه ارتباطات حميمة بزعيم هجمة 11/
أيلول الإرهابية محمد عطا، كان على
اتصال دائم مع غزال. في شباط 2001، طلب
الغزال دعم الدحداح لمساعدة (أخ)
ليتسلل إلى أوربة بعد أن أصدر مسؤولو
الهجرة الإيطالية تأشيرة منع دخول له.
وفقاً لوثائق المحكمة الإسبانية، فقد
قام الدحداح بتسهيل الدخول غير الشرعي
لذلك الشخص وزوده بمأوى في مدريد. تكشف
وثائق المحكمة كذلك، عن أن الدحداح
وقتادة وغزال اجتمعوا في إسبانية رغم
أن غاية هذا الاجتماع مجهولة.
الخطوات
التالية:
تظهر
قضية غزال أن عصبة الأنصار ليست فرعاً
صغيراً عديم الأهمية للقاعدة، كما
تريد كل من دمشق وبيروت للعالم أن يصدق.
إن نشاطات غزال تظهر أن الجماعة متصلة
بالقاعدة بشكل معقد بروابط دولية،
وروابط في المقاصد. ينبغي على الحكومة
لتصعيد الضغط على عصبة الأنصار وغزال
أن تقوم بما يلي:
ـ
تقديم المعلومات والدعم للتحقيق
الأسترالي عن نشاطات غزال. إن دعماً
كهذا بإمكانه أن يساعد السلطات
الأسترالية في اتهامه بالمشاركة أو
بمساعدة الجماعات الإرهابية. وقد تسمح
السلطات الأسترالية حتى بتسليمه إلى
لبنان.
ـ
التحقيق فيما إذا كان غزال يستحق أن
يوصف كإرهابي خاص. فأحد المسؤولين
الأستراليين يؤكد أن غزال شخص هام
للقاعدة في أستراليا. إن إثبات هذا
الاتهام، قد يساعد أستراليا والحكومات
الأخرى لتقوم بإضعاف أكبر لوجود
القاعدة على أرضها.
ـ
تشجيع ترحيب لبنان الظاهر بمحاكمة
غزال والإرهابيين الذين مولهم. تستطيع
الولايات المتحدة كذلك تقديم تعاون
مضاد للإرهاب بشكل أكبر ضد ناشطي
القاعدة الآخرين في لبنان (رغم أن هذا
سيحدث مع الاستمرار في الضغط على بيروت
لتفكيك حزب الله، وهي جماعة إرهابية
أخرى تعمل بحرية على الأرض اللبنانية).
ـ
الضغط على لبنان وسورية لتفكيك عصبة
الأنصار بشكل كامل. ترفض كل من بيروت
ودمشق وضع كل من عصبة الأنصار والفصائل
العنفية الأخرى في عين الحلوة تحت
السيطرة. بدلاً من ذلك، يقيدون أنفسهم
بإجراءات أمنية ضعيفة عند حدود
المخيم، بالرغم من معرفتهم الدقيقة
بمعاقل وكوادر عصبة الأنصار. فيما إذا
استمرت بيروت بالسماح لعصبة الأنصار
بالعمل بحرية، خصوصاً في ضوء نشاط حزب
الله الإرهابي المستمر، فإن بإمكان
واشنطن أن تفكر في فرض عقوبات اقتصادية.
|