معهد
واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
متابعة سياسية رقم 708
7 / 2 / 2003
الجزيرة
بالإنجليزية
ميرزا
كورما: باحث مساعد في معهد واشنطن.
كونها
تخطط لاستهداف السوق الناطق
بالإنجليزية للمرة الأولى في تاريخها،
فإن شبكة أخبار الجزيرة العربية
الشعبية الواسعة، والتي تبث برامجها
على مدار أربع وعشرين ساعة، تعمل الآن
على إطلاق موقع جديد باللغة
الإنجليزية في هذا
الربيع. عند إطلاقه، سيصل الموقع
إلى جمهور جديد ومتنوع وراء حدود
العالم الناطق بالعربية. لقد ذكرت الـ (
كريستيان سينس مونيتور) أن هذا قد يكون
خطوة أولى تجاه إنشاء قناة تلفزيونية
باللغة الإنجليزية مصممة لإذاعة أخبار
مثيرة للجدل تصل إلى الولايات المتحدة
عن طريق القرص اللاقط والكابل.
خلفيـة:
منذ
افتتاحها في عام 1996، أحرزت قناة (الجزيرة)
تأثيراً معتبراً بين ملايين المشاهدين
العرب في العالم بأسره. بمركزه في قطر،
تشكلت الشبكة بعد انفصال شبكة الخدمات
العربية عن هيئة الإذاعة البريطانية
في عام 1996 بعد خلاف بين شركة (أوربت)
التي تمتلكها السعودية ومع هيئة
الإذاعة البريطانية. ورغم أن الجزيرة
تجتذب المعلنين، إلا أن أمير قطر،
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قد قدم
معظم تمويل الشركة، وتبرع تقريباً بـ
150 مليون دولار فيما بين 1996 و2001.
يتكون
طاقم الجزيرة من 500 موظف في الدوحة
الكثير منهم صحفيون سابقون في القسم
العربي للـ (إي بي سي، وفنيين، ومدراء)
ولديها سبعة وعشرون مكتباً آخر في
العالم بأسره. وفقاً لمنسقها
التسويقي، فإن الشبكة تجتذب حالياً 35
مليون مشاهد يومياً في العالم العربي،
وتقريباً 15 مليون مشاهد خارج العالم
العربي.
إن
للجزيرة طريقة مميزة في تغطية الأخبار
في منطقة غالبية الناس فيها غير راضين
عن منتجات إعلامهم. يرى الكثيرون في
الشارع العربي الشبكة كمصدر حر وموثوق
للأخبار بالنسبة لمحطات التلفزة
المراقبة بشكل كبير من قبل الحكومات
العربية. برامج الحوار مثل (الاتجاه
المعاكس)، (أكثر من رأي)، و(بلا حدود)
تناقش وتحلل بشكل دقيق مواضيع حساسة،
وكثيراً ما تنتقد الولايات المتحدة
وإسرائيل والحكومات العربية المختلفة.
بالتالي، فقد اصطدمت الجزيرة مع
الأنظمة العربية التي لم تعتد على تلقي
اللوم بمن فيها نظام السعودية
العربية، والعراق، والكويت،
والبحرين، ومصر، والأردن، والسلطة
الفلسطينية. بشكل إذاعي، فإن القليل من
برامج الشبكة يذكر الموضوعات القطرية
مما يدل على وجود درجة من الرقابة. وقد
دفع هذا بعض المساعدين والمحللين
للتساؤل عن كل من دور الحكومة القطرية
في تعزيز رسائل معينة عبر الجزيرة
والنطاق الحقيقي لقدرة الشبكة على
تقديم تقارير إخبارية غير ذات أساس.
سي.
إن. إن الشرق الأوسط أم تلفزيون إرهاب ؟
بعد
هجمات 11/9/2001، زودت الجزيرة الكثير من
ناشطي القاعدة بمنبر لبث وجهات نظرهم.
بناء على ذلك، فقد اتهم الكثيرون في
واشنطن الشبكة بكونها المنتج الإعلامي
الخاص للقاعدة، مع استنكار كولين باول
وزير الخارجية الأمريكي إذاعة المحطة
بيانات أسامة بن لادن (اللاذعة غير
المسؤولة) بعد 11/9. فوق هذا، فإن تغطية
الشبكة المكثفة للانتفاضة الفلسطينية
كثيراً ما ينظر إليه على أنه تحريض غير
متوازن يثير المشاعر المعادية للغرب
في المنطقة.
ومع
ذلك، فإن البعض في واشنطن قد امتدحوا
الجزيرة. على سبيل المثال، ووفقاً للـ (كريتسان
سيس مونيتور) قال كينتون كيث، سفير
الولايات المتحدة الأسبق إلى قطر، أن
الشبكة قد (أحدثت ثورة إعلامية في
الشرق الأوسط) وأضاف ينبغي أن تكون
مؤيداً للجزيرة، حتى وإن كان يتوجب
عليك أن تسد أنفك في بعض الأحيان).
مغامرة
الجزيرة الجديدة:
جون
تكر مدير التحرير لموقع الجزيرة
القادم باللغة الإنجليزية، وضح في
مقابلة مع راديو (ناشينول ببلك) أن
قسماً كبيراً من تمويل المشروع سيأتي
من الإعلان، إلى قدر معين من إعانات
الحكومة القطرية. سيؤكد الموقع على (منتجات
فريدة محددة) مثل مقابلات مكثفة مع
أشخاص معروفين.
إضافة
إلى هذا، ووفقاً للغارديان اللندينة،
فإن الشبكة ستنشئ محطة تلفزيونية (كلها
باللغة الإنجليزية) إذا نجح الموقع.
وكجزء من خطتها للتوسع، فقد وقعت
الجزيرة (صفقة لجمع الأنباء) مع الـ (بي.
بي. سي) وفقاً للديلي تلغراف اللندنية،
(فإن المحطتين تتشاركان في التسهيلات
على الأرض، مثل ستلايت ارتباط الجزيرة
في كابل. بالمقابل، فإن الـ (بي. بي. سي)
ستقدم التدريب لطاقم الموقع الجديد).
حتى
هذا الوقت، فإن تأسيس قناة تلفزيونية
جديد يبدو أمراً طموحاً جداً. لقد بدأت
الجزيرة بتقديم عناوين باللغة
الإنجليزية لبعض نشراتها البرامجية.
إضافة إلى أنه ووفقاً لحافظ الميرازي،
رئيس مكتب الشبكة في واشنطن، فقد تشمل
الخطط المستقبلية المحتملة، (برامجية
إنجليزية قد تبث إلى أمريكا الشمالية
أولاً) ومع ذلك، فقد أضاف أن خططاً
كهذه، (ستستغرق على الأقل سنة أو أكثر
قبل أن يتم تجسيدها).
الاستجابة
المبدئية:
لقد
حصد الموقع بعض الاهتمام في الولايات
المتحدة. وحسب ما قاله عماد موسى، وهو
منتج في مكتب الجزيرة في واشنطن، فقد
عبر مئات الناس عن اهتمامهم بالعمل
للموقع الجديد رغم عدم الإعلان عن فراغ
في العمل. في حال نجاحه، فمن المرجح أن
يجتذب الموقع خليطاً مثيراً للاهتمام
من الزوار، بمن فيهم صانعوا السياسة،
والأكاديميين، والعلماء والمواطنين.
وحسب موسى فإنها ستتوجه كذلك إلى
الزوار المسلمين وغير المسلمين في
آسيا وأوروبا وشبه القارة الهندية.
ورغم
أن البعض في الولايات المتحدة ينظرون
إلى هذه المغامرة الجديدة على أنها خطة
إعلامية لتغيير عقليات الناس فيما
يتعلق بسياسات الولايات المتحدة في
العالم العربي، إلا أن مسؤولي الجزيرة
لا يوافقون على هذا. ويجادل (تكر)، أن
الموقع سيكون وسيلة لتجسير (الفجوات في
الثقافة وفي المعلومات الاجتماعية
والسياسية بين الغرب وبين العالمين
العربي والإسلامي).
الشيء
الحقيقي:
إن
الموقع المقترح باللغة الإنجليزية لن
يكون نسخة مطابقة لنظيره العربي. في
الحقيقة، فقد وضحت الجزيرة أن الموقع
الإنجليزي سيكون أكثر من مجرد ترجمة
روايات أخبار الموقع العربي ببساطة،
بل إنه يطمح بدلاً من ذلك إلى تقارير
أصلية مميزة خاصة به.
إضافة
إلى هذا، ووفقاً لموسى، فقد يتم تزويد
الموقع الإنجليزي بمميزات ليست متوفرة
حالياً على الموقع العربي لاجتذاب
المزيد من الزوار. وتدعي الجزيرة أن
الدردشات على الشبكة مع الضيوف
والجماهير من برامج الجزيرة الحوارية
المتلفزة ستكون ذات أهمية كبرى لنجاح
الموقع. لأن برامج كهذه هي أكثر ما يميز
الشبكة. قد يتميز الموقع الجديد أيضاً
بترجمات لبعض هذه البرامج، بما أن هناك
طلباً عالياً على النسخة الإنجليزية
لنشرات كهذه.
على
أي حال، فإذا أرادت الجزيرة أن يتم
أخذها على محمل الجد في الولايات
المتحدة، سواء عن طريق الإنترنت أو
التلفزيون، فإنها بحاجة لأن تتعلم كيف
تجتذب الجماهير الأمريكية: أعني، عن
طريق لغة سياسية طبيعية وطريقة غير
متحيزة في عرض الأخبار، أي غير خائفة
من تناول أي قضية. فهل سينجح الموقع
الإنجليزي الجديد في اللحاق بشعار
الشبكة في تقديم (الرأي والرأي الآخر)
بطريقة مسؤولة، هذا ما سنراه.
|