مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الثلاثاء 18 - 05 - 2004م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

حان أوان استراتيجية للخروج من العراق؟

بول رينولدز*

لم يتحقق الاستقرار سريعا في العراق فإنه يتعين على واضعي السياسات في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا البدء في التفكير في استراتيجية للخروج منه

وتحاول قوات الائتلاف بالفعل تقليص المواجهات على أمل التوصل إلى فترة من الهدوء النسبي قبيل الموعد المحدد لتسليم السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة في الثلاثين من يونيو/حزيران القادم.

وقد يؤدي هذا الترتيب إلى ظهور تجمعات جديدة من قوات الأمن العراقية في تشكيلات أكثر تعقيدا مما كانت ترغب فيه قوات التحالف. وقد لا يكون امامها خيار إلا القبول بها في النهاية.

لكن إذا لم تؤت هذه السياسة ثمارها وثبت أن تسليم السلطة ما هو إلا إجراء رمزي فإن الانتباه ينبغي أن يتحول إلى الظروف التي يمكن خلالها تقليص عدد القوات في البداية وربما سحبها في نهاية الأمر.

والمشكلة التي تواجه الخطة المطبقة حاليا في العراق هي عدم وجود تاريخ محدد لجلاء القوات الأجنبية عن البلاد.

وترك كل ذلك لقرارات مستقبلية تتخذها ثلاث حكومات عراقية من المقرر أن تتولى السلطة على مدى الشهور الثمانية عشرة المقبلة وهي:

·  الحكومة الانتقالية المؤقتة المعينة في الثلاثين من يونيو؛

·  والحكومة الانتقالية التي سيختارها برلمان وطني منتخب في يناير كانون الثاني القادم؛

·  والحكومة المنتخبة بالكامل في مطلع عام 2006.

وفي حين أن الحكومة الانتقالية المؤقتة تتكون من تحالف من مؤيدي القوات الأجنبية الذين قد لا يعارضون وجودها فإن الانتخابات التشريعية في ديسمبر/كانون الأول أو في يناير/كانون الثاني قد تغلب عليها قضية جلاء القوات الأجنبية مما قد يدفع الحكومة الانتقالية إلى طلب تحديد تاريخ محدد لانسحاب القوات أو البدء في عملية رحيلها.

بل إن الحكومة الانتقالية المؤقتة قد تكون مصدر إزعاج، وخاصة إذا كان أعضاؤها من القادة السياسيين، وليس من الأكاديميين والتكنوقراط الذين يبحث عنهم الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والذي يرأس جهود إقامة حكومة انتقالية مؤقتة في العراق.

يأس إقليمي

وسيدخل اللعبة أيضا عامل جديد وهو تنامي المعارضة الإقليمية لاحتلال العراق داخل الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقد أذكى هذا العامل الاشمئزاز واليأس من معاملة السجناء العراقيين وما تلاه من قطع رأس مدني أمريكي. أحد الدروس الرئيسية المستفادة من حرب فيتنام هي أن الحرب يمكن خسارتها على أرض الوطن بنفس قدر خسارتها في ميدان القتال.

وهناك قضية محتملة أخرى وهي أن الحكومة البريطانية قد تقرر في مرحلة ما الخروج عن ركب واشنطن والدعوة إلى التغيير.

وفي ذات الوقت، تحاول قوات الائتلاف تطوير استراتيجية مؤقتة لتقليص التوتر. وبات ذلك واضحا فيما حدث في الفلوجة. فعلى الرغم من البيانات التي أطلقتها قوات التحالف بأن "المقاتلين الأجانب والإرهابيين" سيهزمون فقد سلمت المدينة إلى قوة جديدة من جنود سابقين في الجيش العراقي.

والآن يقول الجنرال مارتن ديمسي، قائد الفرقة المدرعة الأولى، إن هذه التوليفة قد يتم تجربتها في مدن أخرى.

وقال "سنجرب هذا النموذج في أي مكان اسيطر عليه الآن وأعتقد أننا سنشهد بعض الأساليب المماثلة في أرجاء البلاد."

ويتضح ذلك أيضا من التعامل مع الإمام الشيعي المسلم مقتدى الصدر. بل إن الجنرال ديمسي قال إنه قد يسلم زمام الأمن في مدينة النجف، التي يتخذها الصدر مقرا له، لقوة محلية قد تشمل أعضاء في ميليشيات جيش المهدي المولية للصدر. وسيكون ذلك بالفعل تغيرا جذريا.

وقال مسؤول بريطاني رفيع متمرس في شؤون العراق عن مقتدى الصدر هذا الأسبوع: "الاستراتيجية هي أن نجعل العراقيين يتصرفون لعزله عبر السلطات الدينية والمحافظين والمجالس الإقليمية والشرطة." ويعد ذلك تحولا ملحوظا عن السياسة السابقة التي كانت تسعى إلى اعتقاله.

لكن السياسة الأخيرة لم تستثني العمل العسكري ضد ميليشيات الصدر من آن لآخر في معاقلها القوية كما حدث في عدة مدن. فقد شن الجيش البريطاني هجوما على ميليشيات الصدر في مدينة العمارة في الآونة الأخيرة.

وقال المسؤول البريطاني "على التحالف اختيار التوقيت والأساليب التكتيكية لتحييد هؤلاء الناس. وقامت القوات الأمريكية بمهاجمة قوات الصدر في كربلاء.

الضباط الأمريكيون يتحدثون بصراحة

وتسلم قوات التحالف بواقع جديد متعلق بالأمن. إنها لا تستطيع فرض إرادتها وقد أقر بذلك مسؤولون كبار في الجيش لهم خبرتهم في الميدان.

وفي سلسلة ملحوظة من المقابلات أعرب ضباط بارزون في الجيش الأمريكي، في مقابلات مع صحيفة واشنطن بوست، عن شكهم في ما إذا كانت الولايات المتحدة ستفوز في هذه الحرب.

وقال الميجور جنرال تشارلز سواناك قائد الفرقة 82 المحمولة جوا الذي قضى معظم العام الماضي في غرب العراق إن الولايات المتحدة تفوز من الناحية التكتيكية لكن عندما سئل عما إذا كانت تخسر بشكل عام أجاب "أعتقد أننا نخسر من الناحية الاستراتيجية".

وقال الكولونيل بول هوجز، أول مدير للتخطيط الاستراتيجي في العراق بعد الحرب، والذي توفي أخوه في حرب فيتنام "ها أناذا، بعد 30 عاما، أفكر في أننا سنكسب كل قتال وسنخسر الحرب، لأننا لا نفهم الحرب التي نخوضها."

*محرر الشؤون العالمية في بي بي سي نيوز اونلاين

بي بي سي نيوز اونلاين ـ 12/5/2004السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ