مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 29 / 12 / 2003م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

متابعة سياسية رقم 803

محاضرة تورغت أوزال التذكارية

الولايات المتحدة وتركية:

إصلاح الأسوار

أعد هذا التقرير الموجز بيمرا هاز باي، باحث (دكتور مارسيا روبنز ويلف) الشاب ومساعد البحث في برنامج الدراسات التركي التابع لمعهد واشنطن.

في 3/تشرين الثاني/2003، قام ريتشارد هولبروك سفير الولايات المتحدة السابق إلى الأمم المتحدة بتسليم معهد واشنطن محاضرة تورغت اوزال التذكارية السنوية السادسة. فيما يلي تلخيص موجز لتعليقاته.

إن تركية هي دولة الجبهة الجديدة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. لقد كان هذا صحيحاً قبل كل من عملية (حرية العراق) وأحداث 11/9/2001، وقد أصبح اليوم أكثر صحة.

ـ تركية والاتحاد الأوروبي:

إن تركية جزء مكمل لأوروبة، وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي أمر أساسي لأمن، واستقرار، ورخاء كل من أوروبة والولايات المتحدة. لذلك،عندما يعقد الاتحاد الأوروبي قمته في هولندا في كانون أول/2004، فإنه ينبغي أن يحدد تاريخاً واضحاً لبداية محادثات انضمام تركية. قد يكون لدى الاتحاد الأوروبي أسباب عديدة للقلق حول متضمنات عضوية تركية في الاتحاد بالنسبة لباقي الأعضاء، على الأخص، النتائج الاقتصادية المحتملة ومع ذلك، فإن استبعاد تركية سيكون أسوأ بكثير لأن قراراً كهذا سينظر إليه على أنه متأثر بعوامل إثنية ودينية.

ـ تركية، والولايات المتحدة، والحرب على العراق:

لقد كان الجهد الديبلوماسي لتامين الدعم التركي للحرب على العراق مربكاً، على الأخص أثناء الفترة السابقة التي سبقت 1/آذار/2003/،عندما رفض البرلمان التركي تحركاً كان بإمكانه أن يسمح للولايات المتحدة بتنظيم قوة غزو على الأرض التركية. لسبب واحد، هو قيام كل من فرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، بمنع حزب الناتو من تطوير خطة دفاع طوارئ عن تركية، وهي دولة تابعة لحزب الناتو، رغم أنه كان واضحاً أن الحرب كانت وشيكة. ولقد كان هذا قراراً تلام عليه تماماً. إضافة إلى ذلك، فإن التصويت البرلماني التركي كان سيختلف فيما لو انخرطت الولايات المتحدة في ديبلوماسية أكثر فعالية وبمستوى ديبلوماسي أعلى. فلو أن مسؤولين أمريكيين كباراً تدخلوا بأنفسهم بشكل مباشر، فإن التصويت القريب تماماً كان سيكون لصالحهم (على سبيل المثال،إذا حضر عدد قليل كوزراء البرلمان الأربعة الذين غابوا عن الجلسة وصوتوا لصالح التحرك، فإنه كان سيتم إقراره). في أعقاب التصويت، رد كثير من الأمريكيين بغضب كما لو أن الموقف التركي كان خيانة للولايات المتحدة أو بداية لإعادة توجيه تركية بشكل أساسي نحو الشرق لتكون أمة معادية لأمريكا. مع أن مفهوم الخيانة هذا كأن تركية عنيدة توصلت إلى قرارها عن طريق عملية ديمقراطية.

في 7/تشرين أول، وافقت تركية على إرسال جنودها إلى العراق، معززة روابطها بالولايات المتحدة. لسوء الحظ، فإن واشنطن كانت قد تجاهلت مشكلة كانت متوقعة تماماً قبل التصويت: معارضة مجلس الحكم العراقي الشاملة.

إن هذه المعارضة، إضافة إلى تصريحات أدلى بها مدير سلطة الائتلاف الإقليمية بول بريمر ثبطت من نشر تركي للجنود، تاركة القيادة التركية قلقة ومحرجة.

كان ينبغي أن لا تطلب واشنطن جنوداً من أنقرة حتى تتأكد من قبول مجلس الحكم العراقي لهم. (ملاحظة من المحرر: في 7تشرين الثاني، أطلعت واشنطن أنقرة رسميا على أنها لا تريد من تركية إرسال جنود إلى العراق). رغم أن نوايا الولايات المتحدة وتركية كانت حسنة، فإن نشر الجنود الأتراك المقترح قد وضع كلا البلدين في موقف محرج جداً.

يمثل العراق المشكلة العسكرية الأكثر خطورة التي واجهتها الولايات المتحدة منذ فيتنام، ومن غير المقبول لواشنطن أن تورط حليفاً مثل تركية في النزاع بطريقة كهذه. كان بإمكان عدة سيناريوهات مختلفة أن تنبثق فيما لو تم نشر الجنود الأتراك حقيقة في العراق. إن المخاطر المتضمنة في انتشار للجنود كهذا ستكون كبيرة. أولاً، فإن مجلس الحكم العراقي لا يريد قوات تركية في العراق، والسبب الوحيد لعدم قيامه بصياغة هذا الشعور هو أن بريمر قد منعه من ذلك. لو أن المجلس صوت على هذه القضية، فإنه على الأغلب سيمنع نشر الجنود الأتراك. ثانياً، الجماهير العراقية قد ترد بطريقة سلبية تماماً على وجود تركي عسكري. إن العداء بين الجنود الأمريكيين والمدنيين العراقيين سيء بما فيه الكفاية. وإذا كان للتاريخ أي دلالة، فإن الجنود الأتراك سيتم استقبالهم بعدائية أكبر. لذلك، يكون السؤال عن مدى ضرورة الجنود الأتراك وعن مخاطر انتشار كهذا للجنود. إذا أخذنا بعين الاعتبار ردود فعل بريمر السلبية، ومجلس الحكم العراقي، والشعب العراقي، يتوجب على أنقرة أن تعيد النظر في منطقية قرارها في 7/تشرين أول، على الأخص في ضوء حقيقة أن مساعي تركية في أفغانستان وعرضها نشر جنود في العراق قد حاز تقديراً كبيراً من واشنطن.

هل سيتم تفكيك العراق؟ رغم أن البعض قد قارن الوضع الحالي في العراق بوضع يوغسلافيا، فإن البلدين هما في الحقيقة مختلفان تماماً. إن يوغسلافيا السابقة قد انقسمت إلى خمسة بلاد منفصلة، إلا أن مثل هذا التفكك ليس محتملا في العراق. إن لدى الولايات المتحدة وأوربة التزاماً قديماً بوحدة العراق، بشكل جزئي سبب مخاوف تركية. من هنا، فإنه في حال عدم وجود حرب أهلية، فإن العراق لن يتجزأ. إن هذه الحقيقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة لتركية، والأكراد في شمال العراق يفهمون ذلك أيضاً، مهما كانت طموحاتهم المعلنة.

ـ قبرص :

إن حكومة قبرص المعترف بها دولياً والتي تسيطر على الجزء الجنوبي من الجزيرة (بعكس جمهورية شمال قبرص التركية، المعترف بها فقط من قبل تركية) إن هذه الحكومة ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي في أيار/2004، بغض النظر عما إذا كان اليونانيون والقبارصة الأتراك قادرين على حل نزاعاتهم بذلك الوقت. إن النفور غير الاعتيادي من قبل زعيم القبارصة الأتراك رؤوف دنكتاش من مواصلة المفاوضات بوساطة الأمم المتحدة قد حرم شعب قبرص الشمالية من فرصة اتخاذ قرارهم فيما إذا كانوا يريدون أن يكونوا جزءاً من الاتحاد الأوروبي. رغم أن خطة الأمم المتحدة أساساً للنقاش، إلا أنها تعاني من كثير من المشاكل، بما في ذلك نقطة بدء غير مقبولة. لقد وضحت الحكومة اليونانية ترحيبها بالبدء بمفاوضات مرتكزة على هذه الخطة، إلا أن دنكتاش قد رفض. رغم انهيار المحادثات بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، فإن الجانبين قد فتحا حدودهما، مظهرين بذلك أنه مازال هناك أساس للاتصال والتسوية. والآن هو الوقت الملائم لهما للبدء بحوار مرتكز على خطة الأمم المتحدة. عبر السنتين الماضيتين، فشلت الولايات المتحدة في أن تلعب دورها الحقيقي في هذا النزاع. من المحير رؤية الإدارة الأمريكية الحالية، والتي هي في العموم متشككة في الأمم المتحدة، وهي تترك قضية قبرص في يدي هذا الهيكل.

إن الجهود الهامة للسكرتير العام كوفي عنان ومبعوث الأمم المتحدة الفارو دي سوتو ربما كان يمكن تعزيزها فيما لو رأى جميع الأطراف أن واشنطن تدعم خطة الأمم المتحدة. لكي تحتفظ بتأثيرها في المنطقة وبعلاقتها الحميمة مع كل من تركية واليونان، ينبغي أن تقدم الإدارة التزاماً سياسياً بهذه القضية على المستوى الرئاسي أو مستوى وزير الخارجية. رغم أن هذا لا يتطلب بالضرورة تعيين مبعوث رئاسي خاص، فإن على واشنطن أن لا تترك القضية لمدة أطول بين يدي مسؤولي وزارة الخارجية المتوسطي المستوى، بغض النظر عن كفاءاتهم الجيدة.

إن هذه مسألة بسيطة في المكانة السياسية، مسألة سيكون لها تأثير على مستقبل تركية وكذلك على العلاقات بين تركية، واليونان، والاتحاد الأوروبي.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ