معهد
واشنطن لسياسة الشرق
الأدنى
متابعة سياسية رقم 421
9 / 5 / 2003
إرهاب
من دمشق
نشاط
حزب الله والقاعدة الإرهابي في سورية
(2)
ماثيو
ليفيت: باحث كبير في دراسات الإرهاب في
معهد واشنطن.
الجزء
الأول من هذه السلسلة (الوجود الإرهابي
الفلسطيني في سورية) ظهر في 7 / 5 / 2003.
لقد
تركز حديث وزير الخارجية كولن باول
الأخير في دمشق ليس على الرعاية
السورية للجماعات الإرهابية
الفلسطينية وحسب، بل وكذلك على
الروابط السورية الحميمة المتنامية مع
حزب الله والداعمة له. ومع ذلك، فإن
الدعم السوري للجماعات الإرهابية ذات
الامتداد العالمي لا تنتهي عند حزب
الله. فقد بينت الاستخبارات التي كشف
عنها مؤخراً في أوربا عن ناشطي
القاعدة، بينت وجود شبكة هامة للقاعدة
في سورية.
القاعدة في
سورية:
رغم
أن دمشق قدمت معلومات استخبارية منعت
حدوث هجوم إرهابي على وحدة الدعم
الإدارية البحرية الأمريكية في
البحرين، إلا أن إدارة الرئيس بشار
الأسد البوليسية المحكمة تضيف إلى
دعمها للجماعات الإرهابية مثل حزب
الله، دعمها للقاعدة، وتسمح لها
باستخدام الأراضي السورية كقاعدة
للعمليات. في الحقيقة، في أوائل نيسان،
علق نائب وزير الخارجية الأمريكي
ريتشارد آرميتاج بأن المساعدة السورية
فيما يتعلق بالقاعدة (قد انحسرت مؤخراً).
في الأسبوع الماضي، قام كروفر بلاك،
منسق الحكومة لمكافحة الإرهاب، بتأييد
هذا التقييم، مقراً بـ (إننا
لم نحصل على الدعم الكامل من الحكومة
السورية فيما يتعلق بمشكلة القاعدة.
لقد سمحوا لأفراد القاعدة بالدخول
والاستيطان فعلياً في سورية بعلمهم
وتأييدهم).
إضافة
إلى ذلك، ووفقاً لمدعين إيطاليين، (عملت
سورية كمحور لشبكة القاعدة) بصلتها
بناشط القاعدة البارز أبو مصعب
الزرقاوي. نسخ عن حوارات الناشطين (رسمت
صورة مفصلة للمراقبين في سورية وضحت
حركة المجندين والأموال) بين الخلايا
في أوروبا ومعسكرات تدريب أنصار
الإسلام في شمال العراق. الخلية التي
تتم مقاضاتها في إيطاليا متهمة بإرسال
حوالي أربعين مجنداً من القاعدة إلى
معسكرات الأنصار عبر سورية، في محاولة
لإنشاء قاعدة لعمليات القاعدة بعد
أفغانستان. لقد سهل قادة الخلية في
سورية سفر المجندين، وقدموا تمويلاً
لهم، في حين قدم الأعضاء الأوروبيون
وثائق سفر مزورة للمجندين والهاربين
وراقبوا سفرهم. لقد بقي بعض المجندين
المسافرين إلى معسكرات الأنصار في
فندق رغدان في حلب لبعض الوقت، وتوقفوا
لاحقاً في دمشق. في الحقيقة، فقد كشف
التحقيق الإيطالي عن أن ناشطي القاعدة
في أوروبا كانوا يعملون وفقاً
لتعليمات رؤسائهم في دمشق وحولها وفي
حلب، بما في ذلك (الملا فؤاد) الذي يوصف
بأنه (حارس البوابة السورية للمتطوعين
الذي ينوون الوصول إلى العراق)، و(عبد
الله) و(عبد الرزاق) على سبيل المثال،
في إحدى الحوارات يطمئن ناشط رفيقه بأن
إرسال الأموال عن طريق الملا فؤاد آمن،
بقوله (لقد أرسلت الكثير من المبالغ
إلى الملا فؤاد وقد وصلت دائماً، لا
توجد هناك مشكلة). في نقاش آخر، يطمئن
ناشط كبير تابعه حول التمويل قائلاً (لا
تقلق أبداً على المال، لأن أموال
السعودية العربية هي أموالك).
على
ما يبدو، فإن القادة المتمركزين في
سورية مثل (فؤاد) أشخاص هامون في
القاعدة. في إحدى الحوارات التي تم
التنصت عليها وصف أعضاء الخلية
الأوروبية سبعة من الذين تم اعتقالهم
مؤخراً، فؤاد وعبد الرزاق على أنهم (هاربون
مطلوبون) وأشاروا إليهم بلفظ (الرئيس) و(الشيخ)
باحترام. إضافة إلى ذلك، فإن أحد
منتسبيهم الذي تم اعتقاله في إيطاليا
وهو صومالي يشتبه في تمويله هجوم
القاعدة في تشرين ثاني 2002 على السياح
الإسرائيليين في مومباسا وكينيا. في
حين أن منتسباً آخر، مغربي متهم
بالتزوير، وقد اعترف بمرافقته أعضاء
من هامبورج لهم صلات بهجمات 11/9. تشتبه
السلطات الإيطالية في أن عبد الرزاق قد
تكون له صلة بخلية هامبروج كذلك.
حزب الله في
سورية ولبنان:
منذ
أن ورث الأسد الرئاسة من والده، تحرك
حزب الله بنشاط في الميدان الفلسطيني،
عن طريق إرسال ناشطيه ليحاولوا القيام
بهجمات إرهابية في داخل إسرائيل
ولإنشاء روابط مع الجماعات الإرهابية
في الضفة الغربية، وغزة، وبين العرب
الإسرائيليين. على سبيل المثال، في
حزيران 2002، قامت السلطات الإسرائيلية
التي كانت تبحث في بيت لحم باعتقال
ناشط من حزب الله كان قد دخل إلى
المنطقة بجواز سفر كندي. وقد تصادف
حادث الاعتقال مع اكتشاف ألغام في بيت
لحم استخدمت سابقاً فقط من قبل حزب
الله في لبنان. في تموز، اعتقلت
السلطات الإسرائيلية حسين علي الخطيب
وحاتم أحمد الخطيب، وهما سوريان من
مرتفعات الجولان، واللذان كانا
يتجسسان على إسرائيل ويمررون معلومات
سرية إلى حزب الله، بالإضافة إلى تهريب
الأسلحة والمخدرات.
إن
حزب الله وفيلق الحرس الثوري الإسلامي
هما أكثر نشاطاً في لبنان من أي وقت مضى.
وقد اشتملت نشاطاتهم تجنيد وتدريب
وإرسال خلية من الفلسطينيين قتلت سبعة
إسرائيليين في غارة عبر الحدود في
المجتمع الإسرائيلي الشمالي في آذار
2002. وفقاً لمسؤولين أمريكيين كبار، فإن
زعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله
وعماد مغنية يعملون معاً في تخطيط
هجمات إرهابية عالمياً وعبر خط الأمم
المتحدة الأزرق الذي يفصل إسرائيل
ولبنان. وعندما سئل فيما إذا كانت
سورية ستسمح للبنان الآن بتتبع آثار
وتسليم مغنية الموضوع على قائمة مكتب
التحقيقات الفيدرالي للإرهابيين
الأكثر طلباً من قبل السلطات
الأمريكية، أجابت المتحدثة باسم
الحكومة السورية بثينة شعبان (لا أعتقد
أن هذه هي القضية الآن). في تحول حاد عن
الحذر الذي كان يمارسه والده، تقول
التقارير إن بشار الأسد قد دمج عناصر
من وحدات حزب الله العسكرية المساندة
في الجيش السوري في لبنان وقد زود
بالفعل الجماعة بأسلحة ثقيلة (إضافة
إلى الأسلحة الإيرانية التي يتم نقلها
عن طريق دمشق)، وتشمل صاروخاً جديداً 220مم.
في الحقيقة، فإنه وبمباركة سورية قام
حزب الله بنشر 10 آلاف صاروخ في جنوب
لبنان كلها، إما زودته بها سورية أو تم
نقلها من إيران عن طريق سورية، بمدى
يصل إلى معظم التجمعات الشعبية
الإسرائيلية.
حزب الله
والقاعدة ومخيمات التدريب:
في
حزيران 2002، وصف مسؤولو استخبارات
أمريكيون وأوروبيون حزب الله على أنه (يتعاون
بشكل متزايد مع القاعدة في العمليات
اللوجستية وعمليات تدريب الإرهابيين).
هذا التحالف الذي وصف على أنه نشأ لغرض
خاص و(تكتيكي) و(غير رسمي) يقال إنه يشرك
الناشطين ذوي المستوى المتوسط
والمنخفض. بحلول أيلول 2002، كان
المسؤولون يصفون هذه الشراكة على أنها
(الأكثر إزعاجاً) في تحالفات القاعدة
التكتيكية الجديدة. على سبيل المثال،
فإن ناشط القاعدة (الزرقاوي) معروف
بأنه قد سافر من بغداد إلى سورية
ولبنان، وتقابل مع قادة حزب الله
والمتطرفين الآخرين في جنوب لبنان. وقد
أرسل محمد الزويدي، السوري المسؤول عن
خلية رئيسية في القاعدة في مدريد، أرسل
بعض المسلمين الأوروبيين الذي تم
تجنيدهم من قبل خليته إلى معسكرات
تدريب الإرهاب في لبنان. في الحقيقة،
وبعد هزيمتهم في أفغانستان، فقد تم
الإمساك بعدة ناشطين من القاعدة وهم
يحاولون إنشاء قواعد تستقبل هاربين من
القاعدة في لبنان. وقد قبضت السلطات
اللبنانية على لبنانيين وسعودي يقومون
بإنشاء قواعد كهذه في أيلول 2002، وأدانت
ثمانية آخرين من ناشطي القاعدة..
أسترالي، وخمسة لبنانيين، وسعودي،
وفلسطيني.. في اتهامات مشابهة هذا
الشهر.
وقد
ألقى الرئيس جورج دبليو بوش مؤخراً
الضوء على كون تدمير معسكرات التدريب
الإرهابية في أفغانستان على أنه نصر
حاسم في الحرب على الإرهاب. حالياً
تستضيف سورية ولبنان التركيز الأكبر
لمخيمات كهذه، وتحتل إيران المرتبة
الثانية مع فارق صغير. تملأ نقاط
معسكرات حزب الله والجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، تملأ
الأراضي السورية و اللبنانية، حيث
يعمل مدربو حزب الله والمدربون
الإيرانيون على تدريب فريق مختلط من
الفلسطينيين، والأكراد، والأرمن،
والمتطوعين الآخرين في مجموعات من
التكتيكات الإرهابية والاستخباراتية.
على سبيل المثال، فإن عدة من
الإرهابيين الذي نفذوا تفجيرات أبراج
الخبر عام 1996 كانوا قد جندوا في مخيمات
حزب الله في لبنان وإيران.
خاتمـة:
في
رسالة حديثة إلى البيت الأبيض، ذكر
السناتور جون كيري أن سورية ولبنان قد
قامتا بتمويل الإرهابيين وتقديم حماية
للأموال المقدمة كتعويض عن دماء
الإرهابيين). إن الرعاية السورية
للإرهاب ليست مقيدة بالجماعات
الفلسطينية التي تقوم باستهداف
إسرائيل، فهي تشمل الدعم النشط لحزب
الله، وتقديم ملاذ آمن للقاعدة. بتغير
سياق الاستراتيجية الإقليمية، فإن على
الولايات المتحدة وحلفائها تفعيل
تحرير العراق من أجل تحقيق مزيد من
الانتصار على الإرهاب بدء من سورية.
|