مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 24 / 03 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

     متابعة سياسية رقم 707

         3 / 2 / 2003

برنامج إيران النووي

غبار متراكم أم بخار مكتسب ؟

ميشيل أيزنستاوت: باحث كبير في معهد واشنطن

بينما تتطلع الولايات المتحدة إلى نزع سلاح العراق، ونزع فتيل الأزمة أو تأجيلها مع كوريا الشمالية، فإن أزمة نووية أخرى مع إيران تلوح بالأفق. قد يواجه صانعو السياسة الأمريكيون قرارات حاسمة هذه السنة فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي عندما يقترب مفاعل بوشهر من الاكتمال، وعندما تقدم جهود إيران لإنتاج المواد القابلة للانشطار، والأكثر إزعاجاً، عندما تبرز كوريا الشمالية لتصبح منتجاً هاماً وربما مصدراً للمواد القابلة للانشطار.

بوشهر: الاقتراب من الاكتمال ؟

أعلن المسؤولون الروس مؤخراً أن المفاعل الأول في بوشهر (الوحدة 1) قد يتم إكماله هذه السنة، وسيتم تسليم أول شحنة من الوقود للمفاعل في أوائل العام القادم (على أن توافق طهران على إعادته إلى روسيا لإعادة المعالجة). لقد طارد التأخير برنامج إيران النووي من بدايته. فقد التزمت روسيا في الأساس بإكمال (الوحدة 1) بحلول عام 1999.إن مشاكل إكمال المشروع أو المشاكل الناشئة أثناء تشغيل المفاعل قد تؤخر البرنامج لمدة أطول.

وعلى العكس من ذلك، قد يؤدي الإكمال الناجح (لوحدة 1) عقد عقود لمفاعلات أخرى في بوشهر والأهواز.

رغم أنها ليست ملائمة بشكل مثالي لهذه الغاية، إلا أن بوشهر قد تصبح مصدراً للبلوتونيوم من أجل استخدامه في الأسلحة. على سبيل المثال، خلال أزمة طويلة الأمد أو حرب، فإن بإمكان إيران تشغيل المفاعل على مستويات حرق منخفض للوقود، وغير ذات تأثير اقتصادي لإنتاج أسلحة بلوتونيوم أو عزل مفاعل البلوتونيوم من صرف الوقود بانتظار إعادة الشحن إلى روسيا. ومع أن مفاعل البلوتونيوم ليس مثالياً لصنع قنابل فإشعاعيته تجعل العمل به خطيراً، في حين أن تكوينه النظيري يجعل سلاحه غير فعال ولا يمكن الاعتماد عليه.

لقد أثبتت الولايات المتحدة الاستخدام العسكري لمثل هذا البلوتونيوم في تجربة تفجير تحت الأرض في عام 1962. وبافتراض أن مفاعل بوشهر سيبدأ العمل في أوائل العام القادم، فإن بإمكان إيران أن تنتج البلوتونيوم بحلول عام 2005. وتحتاج عملية صنع السلاح إلى عدة شهور أخرى (تتراوح ما بين 6 و 12 شهراً)، على فرض أن إيران تمتلك معرفة كيفية صنع السلاح.

إنتاج سري لمواد انشطارية ؟

ما يظهر أن إيران تقوم بإنشاء مصنع للمياه الثقيلة في (آراك) وجهاز طرد مركزي للغاز في (ناتانز). إن وجود هذه التسهيلات كما أكد مسؤولو الولايات المتحدة في 12/2002 تثير أسئلة مقلقة. نظراً لأن هناك مصنعاً للمياه الثقيلة، أين المفاعل الذي يرتبط بمفاعل المياه الثقيلة ؟ وما هي درجة تقدم برنامج الطرد المركزي الإيراني، والذي كما تقول التقارير تمت استفادته بمساعدة باكستانية في أوائل عقد التسعينات، وبمساعدة كوريا الشمالية في أواخر عقد التسعينات ؟ ورغم أن تقريراً حديثاً في صحيفة هآرست اليومية الإسرائيلية قد ادعى أن كوريا الشمالية تقوم بإدارة عمل لتخصيب الطرد المركزي في إيران تخفيه عن استخبارات الولايات المتحدة، إلا أن (النيوكليونيك) (النوويات) الأسبوعية قد استشهدت بأقوال مسؤولين غربيين يؤكدون أن إيران مايزال بينها وبين الوصول إلى تخصيب اليوراونيوم الواسع النطاق سنوات.

كوريا الشمالية كتاجر نووي ؟

عبر العقدين الماضيين، برزت إيران كزبون رئيسي لأسلحة كوريا الشمالية، الصواريخ، ومؤخراً التكنولوجيا النووية. فإذا ما أعادت كوريا الشمالية معالجة مخزونها المعلن من الوقود المستنفذ، فإن بإمكانها عزل ما يكفي من البلوتونيوم خلال سنة من أجل خمسة أو ستة أسلحة نووية. وقد تقرر بيونغ يانغ عندها تصدير جزء من هذا البلوتونيوم. وإذا ما تابعت كوريا الشمالية برنامجها لتخصيب اليروانيوم، واستأنفت تشغيل مفاعلها الموجود، وأكملت العمل في المفاعلين اللذين لم يكتمل بناؤهما بعد، فإن بإمكانها أن تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية خلال خمس سنوات لما يصل إلى خمسة عشر قذيفة نووية في العام. وبناء على سجلها فإن هناك سبباً للاعتقاد بأن بيونغ يانغ قد ترحب ببيع مواد انشطارية ومعلومات عن تصميم الأسلحة لمن يقومون بنشر هذه الأسلحة في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى.

ماذا بإمكان واشنطن أن تفعل ؟

إن إيران في وسط أزمة داخلية عميقة وطويلة، تتحكم بإمكانية حدوث تغيير سياسي ملحوظ في طهران وفي حدوث تقارب مع واشنطن. ومع أن التغيير يبدو مؤكداً، إلا أن الوقت الذي سيحدث فيه ليس واضحاً. بدون خطوات فعالة من جانب واشنطن، فقد تحصل قيادة إيران الدينية المحافظة المحصنة على السلاح قبل أن يتم إبعادهم عن السلطة.

تأخير، تأخير، تأخير، إن جهود الولايات المتحدة الماضية لوقف برنامج إيران النووي قد اعتمد على الديبلوماسية وعلى إنكار طهران لامتلاكها التكنولوجيا الضرورية والتمويل. لقد نجحت هذه الإجراءات في تأخير مساعي إيران لا في وقفها. يجب أن تتابع واشنطن جهودها لقطع المساعدة الروسية عن إيران في الوقت الذي تحكم فيه القيود على النشاطات المستمرة في (بوشهر) وفي أماكن أخرى. على الأخص يجب على واشنطن أن تضغط على موسكو لتصر على العودة المبكرة للوقود المستنفذ لكي تمنع طهران من تكديس كميات كبيرة. فوق هذا، يجب أن تتم مراقبة الصين لضمان احترامها لالتزامها بتجديد مساعدتها لبرنامج إيران النووي غير العسكري.

تعزيز الحمايات: يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في الضغط على وكالة الطاقة الذرية الدولية، وروسيا، وحلفائها لتساعدها في حث إيران على التوقيع على البروتوكول الإضافي لبرنامج (93+2)، نظام الحمايات المعزز التابع للوكالة. مع ذلك، ومهما تكن إمكانية لكشف الانتهاكات الإيرانية لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، إلا أن برنامج (93+2) ليس دواء عاماً. فكما أثبتت بغداد دائماً، فإن نشاطات محظورة يمكن إخفائها عن تفتيشات أنظمة رقابة أكثر اقتحاماً مما هو نظام وكالة الطاقة النووية الدولية، وحتى الأدلة التقنية المقنعة على نشاطات كهذه (على سبيل المثال، اكتشاف عام 1998 عن وجود تعفنات ناتجة عن (في.إكس) على رؤوس صواريخ سكود العراقية) يمكن أن يتلاعب بها بسبب سياسات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

تشجيع التغيير السياسي في طهران: لا يحتمل أن ينجم السخط الشعبي من الحكم الديني في إيران عن تغيير في المجال النووي إلى درجة أنه من الممكن تخمين الرأي الشعبي ورأي النخبة في مسائل كهذه، على أن التأييد لبرنامج إيران لأسلحة الدمار الشامل يظهر أنه رأي جميع جوانب الطيف السياسي. وهكذا، فإن تغيير النظام قد لا يغير دوافع إيران لتكوين أسلحة كهذه. ومع ذلك، فإن بإمكانه أن يجلب إلى السلطة قادة أكثر حساسية تجاه التكاليف المحتملة لنشر الأسلحة النووية، والتي بإمكانها إذا قدم لها الثمن المناسب، أن تؤجل عبور العتبة النووية، أو على الأقل التصرف بشكل أكثر مسؤولية فيما إذا امتلكوا الأسلحة النووية. لذلك، ينبغي أن تدعم واشنطن تغييراً ناجحاً للنظام في أفغانستان (وربما في العراق في وقت قريب) لتشجع هؤلاء الذي يسعون إلى إحداث تغيير سياسي في طهران ولردع الأعضاء الأكثر عدوانية في القيادة الدينية الإيرانية.

تصرف وقائي:

إذا لم تكف الإجراءات الأخرى، فربما يكون على الولايات المتحدة التفكير في اتخاذ عمل وقائي ضد بنية إيران التحتية. في التفكير بخيارات محددة، يجب أن تضمن واشنطن أن لا يسمم تحركاتها مخزون المشاعر المؤيدة للأمريكان بين الإيرانيين، والتي قد تكون في النهاية أساساً لعلاقة أفضل. كل هذه الأحجية، قد يكون على الولايات المتحدة تشجيع عمل وقائي عن طريق حلفائها أو الشروع بنفسها في تحرك سري يمكن تصديقها في إنكاره. أما إذا اعتبر اتخاذ عمل علني أمراً ضرورياً بالنظر إلى اعتبارات عملياتية، فإن واشنطن تنصح بتسويغ التحرك الوقائي بلغة تعبر فيها عن حاجتها لمنع المتشددين الإيرانيين من الوصول إلى الأسلحة النووية, إن المعتدلين الإيرانيين الذي سيغضبون من ضربة الولايات المتحدة الوقائية، هم في نفس الوقت يشعرون بالعداوة تجاه النظام الديني، ولذلك فقد يتفهمون عندها على الأقل المخاوف التي حثت على تحرك أمريكي. إضافة إلى هذا، فإن على العمل الوقائي أن يسفر عن تعويقات هامة في برنامج إيران النووي لتبرير الثمن السياسي المحتمل لعمل كهذا. وقد يكون الحصول على معلومات استخباراتية مفصلة للقيام بضربة فعالة كهذه، قد يثبت أنه صعب جداً.

الملاك الكوري الشمالي، أخيراً فإن أي محاولة لمعارضة طموحات إيران النووية يجب أن تترافق مع جهود لمنع ظهور كوريا الشمالية كمصدر للتكنولوجيا النووية والمواد والأسلحة. أخيراً، فإن منع انبلاج إيران نووي قد يعتمد على قدرة واشنطن على إحباط التعاون بين بيونغ يانغ وطهران.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ