بين
يدي المتابعة نرجو أن يلحظ القارئ
تاريخ المتابعة 8/10/2002. بمعنى أن المخطط
لاحتلال العراق كان مبيتاً مسبقاً على
الرغم من جميع الذرائع المعلنة
والوعود البراقة التي تحتويها هذه
المتابعة.
معهد
واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
متابعة سياسية رقم 667
8/10/2002
مستقبل
سياسة العراق
زالماي
خليل زاده
زالماي
خليل زاده: مساعد خاص للرئيس لشؤون
الشرق الأدنى وجنوب غرب آسيا وشمال
أفريقيا.
أريد
أن أقدم لكم وجهة نظر الحكومة حول أين
نحن وعن ماهية رؤيتنا للعراق. فبالقدر
الذي يبعث فيه الوضع الحالي على القلق،
بقدر ما نرى أن نظام صدام حسين مصمم على
البقاء والتوسع، واستخدام أسلحة
الدمار الشامل ثانية، وبقدر ما نرى أن
هذا النظام مستعد لاستخدام أسلحة كهذه
ليس في بلاده وحسب، بل في الخارج كذلك.
إن الحكومة عازمة
الآن على نزع سلاح العراق بطريقة أو
بأخرى. لم تكن هناك
مناقشة حول استخدام القوة، وليست
لدينا رغبة للحرب مع العراق. إن الحرب
ليست حتمية، ولكن التصرف على نحو ما
حتمي.
إننا
نعمل مع الكونغرس للتوصل إلى حل فعال
يسمح للرئيس بالتفكير في جميع
الخيارات الممكنة للتعامل مع التهديد
الذي يمثله صدام حسين. على نحو مشابه،
فإننا نعمل مع الأمم المتحدة للتوصل
إلى حل فعال ينهي عصيان صدام لقرارات
مجلس الأمن ونزع سلاح النظام. إننا
نعتقد أن صدام في حالة خرق مادي
لالتزاماته للأمم المتحدة. إننا نعتقد
أنه يهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي
بدعمه للإرهاب وكذلك بإبقائه لبلاده
رهينة واستخدام مصادرها لصنع أسلحة
دمار شامل وصواريخ ليطلقها. لكي نتجنب
استخدام القوة، على صدام اتخاذ
الإجراءات الضرورية لا بالكلمات بل
بالأفعال.. عليه التعاون مع جميع
قرارات مجلس الأمن. إن موقعنا هو أن هذا
التهديد سيتم التعامل معه بطريقة أو
بأخرى، وفي الحال.
التحرير:
فيما
ذا تطلب الأمر استخدام القوة، فإن قوات
الولايات المتحدة والحلفاء ستقوم
بتحرير الشعب العراقي من استبداد صدام
حسين. إننا لن ندخل العراق كغزاة، كما
أننا لن نعامل الأمة العراقية كأمة
مهزومة. وما سبق للرئيس جورج بوش أن
قال، إن تحرير الشعب العراقي هو سبب
أخلاقي عظيم وهدف استراتيجي عظيم. إن
مهمتنا في العراق ستكون خدمة مصالح
وآمال الشعب العراقي. إننا ننظر إليهم
على أنهم شعب موهوب وعظيم ذو حضارة
قديمة. وهم كأي شعب في كل مكان يستحقون
الحرية. إن هدفنا طويل الأمد بالنسبة
للعراق سيكون تأسيس حكومة واسعة
التمثيل وديمقراطية، وحكومة تشجب
الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، وتحترم
القوانين والأعراف الدولية، وتعطي
صوتاً لكل الجماعات الدينية والإثنية،
وتلتزم بحكم القانون، وتصبح مثالاً
للسلام والتسامح للمنطقة بأسرها.
على
المدى القصير سنعيد توحيد العراق،
لأنه ليس موحداً حقاً في الوقت الحالي،
وسنحافظ على وحدة أراضيه. سنفي
باحتياجات الشعب العراقي الإنسانية
وسنقوم بشكل فوري بتوظيف برنامج إعادة
بناء كبير وسنضع العراق على سبيل
الرخاء الاقتصادي. إن هدفنا ورغبتنا أن
تكون لدينا خطط لكل من هذه الأهداف قبل
أن يصبح استخدام القوة ضرورياً. إننا
نتفهم رغم ذلك، أن تحدي بناء عراق كهذا
هو تحد كبير. وستكون التكاليف كبيرة.
ومع ذلك، فإننا نعتقد أن قسماً كبيراً
من المجتمع الدولي يعد للمساعدة. إضافة
إلى هذا فإن الشعب العراقي سيلعب دوراً
هاماً في تشكيل خطط إعادة البناء. إننا
متفائلون فيما يتعلق بالمساهمة التي
يستطيع الشعب العراقي تقديمها. إن لدى
العراق شعباً مثقفاً ومجداً. لقد وهب
ثروة طبيعية كبرى وتاريخاً في القانون
والتعليم والحضارة.
تحديات:
فيما
يتعلق بالمستقبل، فإننا نعتقد أن هناك
ثلاث مجموعات من التحديات أمامنا.
أولاً، قضية البناء السياسية للعراق.
وستتضمن هذه إصلاح شامل للحكومة،
وإنهاء لهيمنة البعث على البلاد،
وإزاحة تلك العناصر التي استخدمها
صدام لفرض استبداده على الشعب العراقي.
إن المسؤولين الذين سيوجد أنهم
مذنوبون بجرائم ضد الإنسانية ستتم
مقاضاتهم. وسيقرر الشعب العراقي أمر
القضية الأكبر المتعلقة بالحكومة
الانتقالية.
ثانياً،
ستكون هناك قضية إعادة البناء
الاقتصادي. سيحتاج الاقتصاد إلى إعادة
الإصلاح وذلك ليضع العراق على طريق
الرخاء. إن الولايات المتحدة ملتزمة
بضمان استخدام نفط العراق للوفاء
بحاجات إعادة البناء وبالحاجات
الاقتصادية للشعب العراقي.
ثالثاً،
ستكون هناك قضية إعادة بناء الأمن، إن
حدود العراق الدولية ستحمى وسيتم
احترامها. وسيكون الأمن داخل العراق
أمراً حاسماً كذلك. لقد ترك العنف الذي
صبه صدام على الشعب العراقي جروحاً
خطيرة. هذه المشاكل ينبغي إعادة حلها
من قبل نظام إصلاحي عادل. سيتبع عراق ما
بعد صدام حكم القانون، لا حكم السلاح.
إن العراقيين أنفسهم يعملون من الآن
على هذه التحديات المعقدة. لقد عمل
مشروع حكومة الولايات المتحدة (مستقبل
العراق) على هذه القضية لبعض الوقت،
وتشارك ست عشرة فئة والتي تشكل التنوع
الخصب للشعب العراقي في هذه الجهود.
ومع ذلك، فقد منع نظام صدام حسين
الكثير من العراقيين من المشاركة في
نشاطات كهذه، نظام اختار أن يبدد ثروات
العراق على مغامرات عسكرية غير
محسوبة، وعلى القصور وعلى نفقات
لعائلات المفجرين الانتحاريين.
ومرة
أخرى، نقول أن تغيير العراق لن يكون
سهلاً، فهو سيستغرق وقتاً ويشمل على
تكاليف لجميع الأطراف، بمن فيهم
الولايات المتحدة. ومع ذلك، يعتقد
الرئيس أن هذا الثمن يستحق أن يتم دفعه.
إذا نجحنا كما نحن، عازمون فسننجز صفقة
عظيمة سنقوم بإزالة أسلحة الدمار
الشامل من العراق. وسنقلل من التهديد
الذي يشكله العراق للسلام والاستقرار
الإقليميين، بتغييرنا
للعراق، سنكون قد خطونا خطوة هامة في
اتجاه الهدف الأطول أمداً، هدف الحاجة
إلى تغيير المنطقة بأسرها.
إجابات
على أسئلة:
إننا
متشككون تماماً في أن يتجاوب صدام حسين
مع جميع قرارات مجلس الأمن بالفعل كما
بالقول. ولكن فيما إذا حدثت هذه
المعجزة غير المتوقعة ولا المحتملة، فإننا
سنواصل السعي إلى تغيير النظام
والوصول إلى التحرير،
إلا أن هذه الأهداف لن تجعل استخدام
القوة في المدى القريب أمراً ضرورياً.
إن الرسالة التي يريد الرئيس أن يوصلها
هي أن الولايات المتحدة ملتزمة
بالتحرير، وأن مقصدنا ليس غزو ولا
احتلال العراق. سنفعل ما يجب أن نفعله
لتحقيق نزع السلاح ولإعداد العراق
للتغير الديمقراطي.
فإذا
ما أصبح العمل العسكري ضرورياً للحفاظ
على الأمن في العراق، فإنني لا أستطيع
في اللحظة الراهنة تقديم أي أرقام
محددة فيما يتعلق بحجم القوة التي سيتم
توظيفها. ولكن
بإمكاننا أن نطمئن إلى أنه سيتم التكفل
بالمصادر الضرورية إلى أننا نملك
الإرادة للبقاء بقدر ما هو ضروري
لإنجاز المهمة، وسيكون هذا التزاماً
استراتيجياً رئيسياً.
إن تكوين حكومة
مؤقتة محتمل، ولكنني أقول أننا لسنا
مستعدين بعد لهذه الخطوة.
إن رأيي الخاص أنه سيكون من الأفضل
تأسيس حكومة كهذه في ما بعد عندما يتم
التحرير ونكون قد أسسنا البيئة
الأمنية والظروف الأخرى الملائمة
للجماعات العراقية الموجودة لتسلم
البلاد. على أي حال، فإنني أعتقد أن عدة
جماعات عراقية ستلعب دوراً هاماً.
السؤال هو متى وضمن أي نوع من البناء،
وأنا لست في الموقع الذي يجعلني أقول
أننا قد كونا صيغة تحدد كيفية مشاركتهم
بشكل مفصل سواء لمرحلة ما قبل التحرير،
أو في عقب التحرير مباشرة. إنني أعتقد
أنه من الأفضل الاتفاق مع جماعات كهذه
ما إن يحدث التحرير.
|