مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 09 / 05 / 2002م

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |

.....

   
 

متابعات

الإرهاب :

الجماعات الإرهابية الشرق الأوسطية

والدول الراعية للإرهاب في الشرق الأوسط

مقدمة :

المجموعة الأولى

هذا التقرير هو تحليل سنوي للجماعات الإرهابية الشرق أوسطية الناشطة، وللدول الشرق أوسطية الموضوعة على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة .  يناقش التقرير أيضاً الأفكار الهامة في مكافحة الولايات المتحدة للإرهاب الشرق أوسطي سواءً كانت هذه المكافحة تتم بطريقة فردية أو متعددة الأطراف .

ويعتمد هذا التقرير بشكل رئيسي على تقرير إدارة الولاية السنوي عن الإرهاب الدولي و المسمى ب " نماذج من الإرهاب العالمي : 1998 " ( منشورات إدارة الولاية : 10610 ، حرر في إبريل 1999 ) ، كما ويعتمد التقرير على عدد من المصادر الإضافية ، بما فيها تقارير الصحف ، محادثات مع مسئولي مكافحة الإرهاب ، وخبراء ، وصحفيين محققين ، و ديبلوماسيين أجانب .

لقد كانت الجماعات الإرهابية الشرق أوسطية والدول الراعية لها ، محور اهتمام سياسات مكافحة الإرهاب الأميركية لعدة عقود . فمنذ عقد السبعينات كانت جماعات أو دول الإرهاب الشرق أوسطية هي المسؤولة عن أحداث الإرهاب الرئيسة الموجهة ضد الأمريكيين، وضد أهداف الولايات المتحدة . ووفقاً لتقرير الولاية عن الإرهاب الدولي في 1998 فإن الانفجارين المتزامنين لسفارتي الولايات المتحدة في كل من كينيا وتنـزانيا يعزيان إلى شبكة بن لادن ، كما أنهما كانا أكثر الهجمات الإرهابية خطورة خلال تلك السنة : فقد أديا إلى مقتل ( 301)  شخصاً بمن فيهم (12) أمريكي ، من أصل (741) شخص قتلوا و (5952) جرحوا في هجمات إرهابية في العالم بأسره خلال 1998 ( وهو أعلى رقم في اللائحة ) ، أي بنسبة 40% من القتلى و85% من الجرحى، في تفجيرات كينيا وتنـزانيا . بالمقابل فقد استمرت التفجيرات الإرهابية المعادية لعملية السلام بالانخفاض في إسرائيل ، حيث لم تكن هناك انفجارات في إسرائيل خلال الحملة البرلمانية في 17/مايو/1999/ ، ولا في الانتخابات الرئاسية كذلك .

إن خمساً من أصل سبع دول موضوعة على قائمة الولايات المتحدة للإرهاب هي دول شرق أوسطية : إيران والعراق وسوريا وليبيا والسودان ( الدولتان الأخريان هما : كوبا وشمال كوريا لن يتم دراستها في هذا التقرير )

ويناقش الفصل الرئيسي الأول في هذا التقرير الجماعات الإرهابية الشرق أوسطية ( المستقلة ) ، والتي تختلف عادة في دوافعها وأهدافها وأيديولوجياتها ومستويات نشاطها . إن الجماعات الإسلامية الراديكالية تميل لتكون الأكثر نشاطاً وتوهجاً ، باعتبار أن أهدافها الرئيسة الإطاحة بالعلمانية وبالحكومات الشرق أوسطية المدعومة من قبل الغرب، وإفشال عملية السلام العربية الإسرائيلية ، وطرد القوات الأمريكية من الخليج الفارسي والشرق الأوسط . وتناضل بعض الأحزاب ، مثل حزب الكردستان العمالي لأسباب مختلفة تماماً ، مثل تشكيل دولة مؤسسة على العرق الإثني بالأنظمة الضاغطة .        

ويظهر الجدول في الأسفل (16) جماعة مصنفة حالياً من قبل دائرة الولاية باعتبارهم ( منظمات إرهابية أجنبية ) وفقاً لأعضاء مكافحة الإرهاب وعقوبة الإعدام الخاص بسنة 1996 .

وباستثناء ( القاعدة ) شبكة بن لادن الإرهابية فإن هذه الجماعات قد تم تصنيفها ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية في (8/أكتوبر/1997) ، وقد أضاف الرئيس كلينتون شبكة بن لادن في 21/أغسطس/1998 . وقد تمت تسمية الجماعات الـ 12 الأولى في اللائحة أيضاً خلال فترة رئاسة كلينتون في 23/1/1995 باعتبارها جماعات إرهابية معادية للسلام .

وتحت قانون مكافحة الإرهاب وعقوبة الإعدام، فإن الجماعات التي تصنف باعتبارها منظمات إرهابية أجنبية يتم تجميد أرصدتها وأصولها في الولايات المتحدة ، ويصبح أمر مساعدتها بالدعم المادي عملاً جرمياً بالنسبة لمواطني الولايات المتحدة . كما تحظر المادة 12947 تعاملات الولايات المتحدة مع أي أعضاء في الجماعات الإرهابية المصنفة تحت اسم ( الإرهابيين الخاصين ) .

وهناك جماعة واحدة ليست مصنفة ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية هي منظمة التحرير الفلسطينية . وقد تمت مناقشتها بإيجاز في هذا التقرير بسبب الخلاف حول كون السلطة الفلسطينية التي يرأسها القائد ياسر عرفات ، تتخذ إجراءات فعلية لمنع الإرهاب من قبل الجماعات الأخرى في المناطق الواقعة تحت سيطرتها .

وبعد الحديث عن الجماعات الإرهابية المستقلة ، سنتحدث عن الدول الشرق أوسطية الراعية للإرهاب ، وسيناقش الفصل الأخير الأفكار الرئيسة في استراتيجية الولايات المتحدة المضادة للإرهاب .

المنظمات الإرهابية الشرق أوسطية :

مستوى النشاط

الوصف

الجماعة

نشيط

لبناني/ شيعي/إسلامي

1- حزب الله

نشيط

فلسطيني إسلامي

2- حماس

نشيط

فلسطيني إسلامي

3- الجهاد الإسلامي

متوسط النشاط

فلسطيني قومي

4- الجبهة الشعبية القيادة العامة

متقطع النشاط

فلسطيني ماركسي

5- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

متقطع النشاط

فلسطيني ماركسي

6- الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

غير نشيط

قومي فلسطيني

7- جبهة تحرير فلسطين

غير نشيط عموماً   

قومي فلسطيني

8- منظمة أبو نضال

نشيط بشكل متقطع

متطرف يهودي

9- كاش

نشيط بشكل متقطع

متطرف يهودي

10- كاهان كيا

نشيط

المعارضة الإسلامية المصرية

11- الجماعة الإسلامية

نشيط

المعارضة الإسلامية الجزائرية

12- الجهاد (الحرب الإسلامية المقدسة)

نشيط

المعارضة الإيرانية (اليسارية)

13- مجاهدي خلق

نشيط

كردي /ضد تركيا

14- حزب العمال الكردستاني

نشيط جداً

متعدد الجنسيات أفغاني المركز

15- القاعدة/ منظمة بن لادن

الجماعات الإسلامية الراديكالية

منذ الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979 ، وخصوصاً منذ مصادرة السفارة الأمريكية في طهران في تشرين ثاني من نفس السنة ، فإن الإسلام الراديكالي قد اجتذب اهتمام الصحافة على نطاق واسع باعتباره الإيديولوجية المسيرة لأكثر الجماعات الإرهابية نشاطاً في الشرق الأوسط وللدول الراعية له . ومن الجماعات ال 16 المسماة من قبل دائرة الولاية فإن 7 منها هي منظمات إسلامية راديكالية ( حماس / الجهاد الإسلامي الفلسطيني ، حزب الله ، الجماعة الإسلامية المسلحة ، الجماعة الإسلامية ، الجهاد ، ومنظمة القاعدة ( التابعة لابن لادن ) ) ، ومن الملاحظ أن منظمة بن لادن تعتبر كتهديد إسلامي ونشيط ، له أهمية متزايدة .

وتبدو بعض الجماعات الإسلامية الأخرى بأنها أقل نشاطاً في العام المنصرم ، مع أن من المبكر الحكم بأن أياً منهم تتحرك بعيداً باتجاه عدم استخدام الإرهاب .

سيناقش هذا الفصل أيضاً انبثاق جماعة إسلامية جديدة في اليمن، والتي ربما تكون تابعة لجماعة ابن لادن ، على الرغم من كونها غير مصنفة في لائحة الولاية باعتبارها منظمة إرهابية أجنبية .

حزب الله

تم تأسيس حزب الله في عام 1982 من قبل دوائر شيعية لبنانية بشرت به أيديولوجية الثورة الإسلامية في إيران الخميني ، له سجل طويل من العنف ضد إسرائيل والغرب ، خصوصاً الولايات المتحدة ، هدف الحزب الأول كان في تأسيس جمهورية إسلامية في لبنان كجزء من جمهورية إسلامية أوسع في المنطقة، ولكن وبملاحظة أفراده أن هذا الهدف قد يكون غير قابل للتحقق فقد ركز الحزب على محاولة إنهاء سيطرة إسرائيل على (6-10) أميال أو ما يدعى بالنطاق الأمني في جنوب لبنان الذي تقطنه أغلبية شيعية. لا يعرف أن حزب الله قد حاول أو أدار أي هجمات إرهابية في 1997 و 1998 ضد الولايات المتحدة أو حتى هذه اللحظة من 1999 ، ولكنه استمر مع ذلك بمراقبة سفارة الولايات المتحدة في لبنان وطاقم موظفيها، وفقاً لنموذج لائحة 1998 .

خلال عقد الثمانينات كان حزب الله راعياً أساسياً لمحاربة التغريب وخصوصاً ضد الولايات المتحدة الأميركية. ومن المعروف، أو المشتبه به أنه قد تورط في تفجير شاحنة انتحاري في السفارة الأمريكية(أبريل 1983)، وثكنات جنود المارينز الأمريكيين (أكتوبر،1983 مما أدى إلى قتل 220 جندي أمريكي، و18 ملاح و 3 موظفين في الجيش)،وملحق السفارة الأمريكية في (سبتمبر 1984)، والتي حدثت كلها في بيروت، كما أنه اختطف طائرة (ت.و.أ) (847) في 1985، وقتل البحري روبرت ستيم الذي كان على متنها، كما كان الحزب مسؤولاً عن احتجاز بعض إن لم يكن كل الرهائن الغربيين في لبنان خلال الثمانينات وأوائل عقد التسعينات .

لقد تم احتجاز 18 أمريكي كرهائن في لبنان والذين قتل منهم ثلاثة.(في 5/حزيران/1998 أنكر قائد حزب الله بأن للجماعة أي علاقة بتفجيرات ثكنات المارينز أو احتجاز الرهائن، ولكنه قال بأنه يؤيد تفجير الثكنات،التي لم يعرف فاعلها.)

في أوائل عقد التسعينات برهن حزب الله على قدرته في إدارة الإرهاب خارج نطاق الشرق الأوسط. ففي شهر مايو 1999 ، وجهت محكمة الأرجنتين العليا اتهاماً رسمياً لحزب الله بعد تحقيقات أجراها مسؤولون، عن تفجير 17/مارس/1992 للسفارة الإسرائيلية في بينوس آيريس. ولم يعلن حزب الله عن مسؤوليته عن الهجمة ولكنه وزع شريطاً عن السفارة يدل ضمناً على مسؤوليته عن التفجير .

وفي/أيار/1998/ أخبرت ال (إف/بي/آي) الأرجنتين بأنها تعتقد بأن حزب الله وبمساعدة ديبلوماسيين إيرانيين كانوا المسؤولين عن تفجير 18/جولاي/1994 لمينى الجمعية الأرجنتينية اليهودية في بينوس آيريس والذي نتج عنه ما يقرب من 100 قتيل .

خلال زيارة لجنوب أميركا في (أيار) 1998 قال مدير ال (إف/بي/آي) لويس فريه أنه يشك في قيام حزب الله ببناء شبكة داعمة له في البرازيل في منطقة حدودية بين الأرجنتين والباراغواي .

بالإضافة إلى ذلك، فإن حزب الله يحتفظ بمنشأة للإرهاب في أوروبا وأفريقيا وشمال أمريكا وأماكن أخرى .

في السنوات القليلة الماضية ركز حزب الله جهوده على العمليات العسكرية ضد القوات الإسرائيلية الموجودة في ما تدعي إسرائيل أنه نطاق أمني في جنوب لبنان. مقاتلوا حزب الله و الذين يبلغ عددهم عدة آلاف يتبنون بتزايد مستمر أسلوب الهجمات العسكرية التقليدية والأكثر فعالية ضد إسرائيل. مما ينتج عنه المزيد من القتلى الإسرائيليين، حتى أن القادة العسكريين أصبحوا يعتبرون الأمر غير قابل للاحتمال. إن تكتيكات حزب الله الجديدة ساهمت في تزايد الرأي القائل بالانسحاب الإسرائيلي النهائي من لبنان. وقد وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد(المنتخب في 17/مايو/1999) في حملته الانتخابية بالانسحاب من لبنان خلال عام واحد. وفي ( حزيران،1999 ) انسحب حليف إسرائيل: جيش لبنان الجنوبي من "جزين" وهي إنما تقع في خارج النطاق الأمني، وذلك كاختبار للرؤية الإسرائيلية للانسحاب. وقد هدد الحزب باستخدام جزين كقاعدة انطلاق لهجماته الجديدة على القوات الإسرائيلية، ولكنه لم يتحرك إلى القرية. ويمثل هذا التهديد مخاوف إسرائيل الأساسية بأن الانسحاب سيمكن حزب الله من مزيد من التقدم في الجنوب اللبناني مما سيصل بنطاق قنابله إلى الشمال الإسرائيلي. وكجزء من جهودها في إظهار عدم ترحيبها بمحادثات سلام أحادية، بدأت سوريا في /جولاي/1999/ بالطلب من حزب الله ليخفف من عملياته في جنوب لبنان. ويجب أن يذكر هنا أن الولايات المتحدة لا تعتبر عمليات حزب الله العسكرية ضد إسرائيل، أو الوجود الإسرائيلي  في جنوب لبنان إرهاباً.بل عمليات عسكرية.

يقول المراقبون الإسرائيليون أنهم يعتقدون(مع أنهم ليسوا متأكدين تماماً) أن حزب الله قد حصل على صواريخ ستنجر المضادة للطائرات، الأمريكية الصنع، من إيران، فإذا كان حزب الله حائزاً على السلاح فهو لم يستخدمه بعد ضد الطائرات الإسرائيلية، كما أنه من غير الواضح فيما إذا كان حزب الله يحسن صيانة هذه النوعية من الأسلحة .

ويركز حزب الله أيضاً وبشكل متزايد على النشاط السياسي في لبنان، حيث ربما أن حزب الله يرتب بذلك للاستمرار في حال توقيع معاهدة سلام بين سوريا ولبنان وإسرائيل. ويحتل الحزب 9 مقاعد من أصل 128 مقعداً في مجلس النواب الوطني، ولم يحتل الحزب أي مواقع وزارية، ولكنه يجري لقاءات مع طوائف وأحزاب لبنانية أخرى بمن فيهم المسيحيون المسيطرون، والذين كان يجتنبهم في السابق. كما وتشير تقارير أخرى إلى أن الحزب ينخرط بشكل متزايد في أعمال السياحة باعتبارها وسائل لجمع الدخل، ولتحسين من صورته الإرهابية. وكما وأنه يستمر في تزويد الفقراء اللبنانيين بالخدمات الاجتماعية والتي لا تقدمها لهم الدولة بشكل كاف .

علاقات حزب الله الخارجية :

يحتفظ حزب الله بعلاقات نشطة مع الجماعات المشابهة له في التفكير.ففي أكتوبر 1997 اعترف حزب الله علنياً بقيامه بتدريب مليشيات حماس في لبنان. ولقد كشفت تحقيقات سعودية وبحرينية عن اضطرابات معادية للأنظمة، كشفت عن وجود فرق محلية من حزب الله تتألف من مسلمي الشيعة، ومعظمهم من الذين درسوا في معاهد إيرانية وتلقوا تدريباً إرهابياً في لبنان. كما يظهر أن رسميين سعوديين يعتقدون بأن إحدى المنظمات المشابهة في السعودية (حزب الله لسعودي) كانت المسؤولة عن تفجير الخبر في 25/حزيران/1996/، الذي تم فيه تفجير منشآت سكنية للعاملين في القوات الأمريكية، قرب الظهران في السعودية. كما ويزعم أن منظمة مشابهة في الكويت (حزب الله الكويتي) ساعدت حلفاءها في البحرين على تهريب أسلحة إلى البحرين وذلك بحسب (النموذج 1996) ويشير (نموذج 1998) إلى أن السلطات البحرينية كشفت عن وجود مؤامرة تفجير ووجهت الاتهام فيها لأشخاص ذوي ارتباط بحزب الله البحريني واللبناني. وتشير تقارير واسعة في الصحف إلى أن الديبلوماسيين الإيرانيين المتواجدين في لبنان وسوريا والسودان وأماكن أخرى في الخارج يقدمون الدعم الرمزي وأشكالاً أخرى من الدعم لخلايا حزب الله الأجنبية. وبعض هؤلاء الديبلوماسيين كانوا من محتجزي رهائن السفارة الأمريكية في طهران في السنوات(1979-1981)، ثم قال سكرتير الولاية (كريستوفر) في21/أيار/1996/ بأن إيران أعطت حزب الله حوالي"100 مليون دولار" كل سنة. ويقول(نموذج 1998) بأن إيران التي تدعم حزب الله بعدة مئات من حراس الثورة الموجودين في لبنان، استمرت في إمداد الحزب بكميات ضخمة من الأسلحة، والمتفجرات والمساعدات التنظيمية كذلك. ومع ذلك فإن إيران كما تقول التقارير تريد من حزب الله أن يصبح أكثر اعتماداً على نفسه مادياً وفعلياً ووفقاً للتقارير الأخيرة فإن حزب الله قد يدير عمليات غير مدعومة من طهران. وتسمح سوريا لطهران كذلك بتزويد حزب الله بالأسلحة عبر مطارها الدولي في دمشق .

مصنف كإرهابي خاص :

وفقاً لأمر الرئيس كلينتون التنفيذي الصادر في 23/1/1995/ برقم(12947) عن الإرهاب الشرق الأوسطي فإن "المصنف كإرهابي خاص" هو الشخص الذي يوجد متلبساً بالقيام بعمل معين لإعاقة عملية السلام في الشرق الأوسط. أو بتقديم أي من أشكال الدعم للعنف بنفس الهدف. وتحت هذه المادة فإن التصنيف يعني بأن أي تعاملات (مساهمات، تعاملات مادية) بين شخص أمريكي والشخص داخل هذا التصنيف هو أمر ممنوع .

السكرتير العام لحزب "نصر الله" مصنف كإرهابي خاص.

نصر الله الذي يبلغ حوالي ال 40 من العمر، وقاد حزب الله منذ 1993 ، تمت إعادة انتخابية من قبل حزب الله في 29/جولاي/1998/ ليترأس المنظمة لثلاث سنوات أُخر، ومن الشخصيات الحزبية الأخرى المصنفة "كإرهابي خاص" هناك: عماد مغنية، ذو ال36 عاماً، وهو ضابط مخابرات حزب الله ويُزعم أنه كان من محتجزي الرهائن الغربيين في عقد الثمانينات. والشيخ محمد حسين فضل الله البالغ من العمر 62 عاماً، ومن كبراء "الهيئة الدينية" الشيعية ويعتبر قائداً روحياً لحزب الله، و صبحي الطفيلي ذو ال52 عاماً وهو السكرتير العام السابق للحزب والذي قاد انشقاقات حزبية راديكالية عن أعضاء حزب الله في لبنان، وقد اصطدم أتباع الطفيلي مع الجيش اللبناني في أواخر /1/1998/.

حماس والجهاد الإسلامي :

حماس (حركة المقاومة الإسلامية) و(الجهاد الإسلامي الفلسطيني) هما جماعتان إسلاميتان سنيتان، متأسستان في الضفة الغربية وقطاع غزة. حماس والتي تم تشكيلها من قبل ناشطي الإخوان المسلمين، ضمن الثورة الفلسطينية (الانتفاضة) في 1987، تلقت دعماً قوياً في تشرين أول 1997 عندما تم إطلاق مؤسسها الشيخ أحمد ياسين من السجن الإسرائيلي (أنظر: ياسين). ويعتبر ياسين(الساحر للجماهير) كجسر بين شقي حماس الرئيسيين: الراديكالي الذي يقود الهجمات الإرهابية (بشكل رئيسي عبر جناح عز الدين القسام)، والعناصر الأكثر واقعية وعملية والتي تنضم عادة إلى خدمات حماس الاجتماعية والأعمال الخيرية والمعاهد التعليمية. ويبدي بعض قادة حماس بمن فيهم ياسين انفتاحاً أكبر للتوافق مع عرفات قائد السلطة الفلسطينية، وذلك رغم كونهم يعتقدون بأن عرفات "متلهف" كثيراً على توقيع سلام مع إسرائيل. ومع ثلاثة آخرين من قادة حماس انضم ياسين إلى اجتماع مع حركة التحرير الفلسطينية في نيسان 1999، والذي تمت دعوتهم إليه، لمناقشة إعلان الدولة الفلسطينية. وكانت هذه المرة الأولى التي ينضم فيها كبار قادة حماس إلى اجتماع رسمي لحركة التحرير الفلسطينية. وبالرغم من حضوره الاجتماع فإن ياسين استغل الفرصة لينادي باستمرار المقاومة المسلحة ضد إسرائيل. وفي 17جولاي/1999/ قال ياسين بأن أيهود باراك الذي أصبح رئيساً للوزراء في اليوم السابق(لتصريحه) على أساس من برنامج لإعادة إحياء السلام،"وتاريخ دموي" سيختلف قليلاً فقط عن سلفة بنيامين نتنياهو، وبسبب من تحريض ياسين السابق ضد إسرائيل، فإن السلطة الفلسطينية قامت بوضعه تحت الاعتقال في منزله خلال الشهرين الأخيرين من 1998 .

وتقول التقارير بأن حماس تتلقى مساعدات من أثرياء "خاصين" في دول الخليج الملكية. كما ويقول رسميون في الولايات المتحدة أنها تتلقى مساعدات كذلك من مقيمين في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. حيث يعتقد الكثير من المانحين بأن أموالهم تذهب لنشاطات خيرية للفقراء الفلسطينيين الذين تخدمهم شبكة حماس الاجتماعية، وأنها لا يتم استخدامها في الإرهاب .

الجهاد الإسلامي الفلسطيني :

والذي تم تشكيله في 1979 وبقي بشكل خاص تقريباً كمنظمة لحرب العصابات، ويبدو أنه متحد مع حماس في موقفه ضد أي تسوية على الأراضي أو أي تسوية سياسية مع إسرائيل. ويقول رسميون أميركيون بأن حزب الجهاد الإسلامي الفلسطيني أقرب سياسياً   إلى إيران من حماس رغم أن كلا الجماعتين تتلقيان مساعدات مالية(عدة ملايين دولار كل سنة) من إيران كما وتتلقيان تدريباً عسكرياً منها،(هذه المعلومات مأخوذة من دائرة الولاية). ولحزب الجهاد الإسلامي مركز في سورية وله وجود محدود ومراقب ومسيطر عليه تماماً في الأردن. و يتلقى الحزب مساعدات من سورية كذلك وفقاً (لنموذج 1998).

يبدو الدعم الفلسطيني للجماعات الإسلامية الراديكالية ثابتاً، ويبقى منخفضاً نسبياً. ويقدر نموذج 1998 مثل النماذج السابقة له قوة حماس على أنها"غير معروفة من حيث عدد الأعضاء، ولديها عشرات الآلاف من المؤيدين والمتعاطفين" ويقدر كذلك الجهاد الإسلامي بأنه"غير معروف القوة" وقد أعطى استفتاء أجري في مناطق السلطة الفلسطينية في /1/1999/ أعطى حماس تأييدا بنسبة 11% من الفلسطينيين في مناطق الحكم الذاتي، وتقريباً نستطيع أن نقول أن الوضع ينطبق على السنوات الماضية .

الجهاد الإسلامي والذي لا يدار بشكل علني حصل على دعم حوالي 2,5% من الفلسطينيين وهي نسبة قريبة من السنوات الماضية كذلك .

لا تستهدف حركة حماس والجهاد الإسلامي الولايات المتحدة أو الشعب الأمريكي مباشرة. ففي هجمات قامت بها هذه الحركات، ضد إسرائيليين وأشخاص المفجرين أنفسهم قتل 65 قتيلاً وقعوا ضحية انفجارات قامت بها حماس والجهاد الإسلامي في إسرائيل، كان خمسة قتلى منهم من المواطنين الأميركيين. هذه التفجيرات كان لها تأثير واضح في تغيير الرأي العام لصالح بنيامين نتنياهو في الانتخابات الرئاسية في 29/مايو/1996 حيث حقق نصراً حاسماً في انتخابات الرئاسة على منافسه شمعون بيريز قائد حزب العمل. ولم تقم أي جماعة بإدارة أي هجمات في السنوات التالية حتى انتخابات مايو 1999/ رغم كونهم قد نفذوا هجمات في محاولة منهم لإيقاف سير المفاوضات، وإيقاف مذكرة واي ريفر في 23/أكتوبر/ 1998 / بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتتضمن آخر هجمات تم تنفيذها من قبل حماس والجهاد الإسلامي ما يلي :

ـ تفجير 27/آب/1998 في تل أبيب والذي جرح خلاله 20 شخصاً، وقد قال الشيخ ياسين بأن لا علاقة للحركة بالانفجار، رغم كونه قد جاء بعد يوم من إعلانه أن حماس ستهاجم إسرائيل على خلفية الصواريخ التي أسقطتها أمريكا على شبكة بن لادن في 20/آب/1998 .

ـ في 19 /تشرين أول/1998/ نفذت مليشيات حماس هجوماً بقنبلة يدوية على محطة باصات في بئر السبع، مما أدى إلى جرح حوالي 67 شخصاً، كان معظمهم جنوداً إسرائيليين، وقد اعترف المشتبه به في القيام بالهجوم، كذلك في سبتمبر 1998 شن هجوم بقنبلة يدوية على مركز في بيت لحم، وبقيامه بطعن ربي كبير طعنة مميتة، في بيت لحم كذلك في آب 1998. وقد أدت حادثة بئر السبع إلى وقف مؤقت للمحادثات الفلسطينية الإسرائيلية في واي ريفر .

ـ في 29 تشرين أول 1998، اعترضت سيارة جيب إسرائيلية في قطاع غزة طريق أحد أفراد حماس بينما كان على وشك قيادة سيارة محملة بالمتفجرات باتجاه باص مدرسة إسرائيلي. وقد أدى الانفجار إلى مقتل جندي إسرائيلي واحد، مع المفِّجر نفسه. وقد قامت السلطة الفلسطينية من ثم بفرض الإقامة الجبرية على الشيخ ياسين واعتقلت قادة آخرين من حماس .

ـ في 6/تشرين ثاني/1998/ قام أفراد انتحاريون من الجهاد الإسلامي بالتسبب بجرح 24 شخصاً بتفجير سيارة قرب سوق مزدحم بالقدس. وقد قتل كلا الانتحاريين. وأعلنت الحركة مسئوليتها عن الانفجار وهددت بهجمات أخرى إضافية بهدف وقف اتفاقية واي ريفر .

ارتباط الولايات المتحدة :           

يدعي بعض المراقبين بأن حماسا والجهاد الإسلامي لديهما ممولون وشبكات سياسية في الولايات المتحدة، تعمل تحت ما يبدو ظاهرياً أنه تديناً بريئاً، ومعاهد بحثية وشركات استثمارية. وقد تحدى آخرون صحة هذه النظرية محتجين بأن معظم المسلمين الأمريكيين الذين يدعمون إيديولوجية حماس يعارضون استخدام العنف.بينما يلاحظ أولئك الذين يشتبهون بوجود ارتباطات إرهابية عميقة في الولايات المتحدة مستدلين بأن حزب الجهاد الإسلامي الفلسطيني يقوده الآن رمضان عبد الله شلح، و هو مولود في غزة، ويبلغ 41 سنة من العمر أكاديمي، كان في السابق بروفيسور مساعد في جامعة جنوب فلوريدا حيث كان يدير معهداً للدراسات الإسلامية تابعاً للجامعة ويدعى: مؤسسة دراسات: (الإسلام والعالم) وقد قطعت الجامعة ارتباطها بالمعهد في (حزيران/1995) قبل أشهر فقط من اختيار شلح ليكون رئيساً للجهاد الإسلامي (بعد اغتيال رئيسه السابق: فتحي الشقاقي)، ويدعي البعض بأن شلح استخدم الحكمة لاستثمار الأموال للجهاد الإسلامي وليدعو ما يسمى بالراديكالية الإسلامية إلى الولايات المتحدة لتعقد مؤتمراتها هناك .

لقد جمدت الولايات المتحدة قادة حماس، والجهاد الإسلامي باستخدام سلطة القانون الذي أصدره كلينتون في (23/1/1995) عن إرهاب الشرق الأوسط. وبنهاية 1998 فإن مجموع أرصدة حماس البالغ حوالي 656000 دولار في الولايات المتحدة سيكون قد تم تجميدها، كما وستجمد حسابات بنوك الجهاد الإسلامي البالغة 18000 دولار.، وكان لشلح السيطرة التامة على حسابات الجهاد الإسلامي .

لقد تم تسمية عدة ناشطين من حماس والجهاد الإسلامي باعتبارهم مصنفين كإرهابيين خاصين يتضمن ذلك: قائد الجهاد الإسلامي: رمضان عبد الله شلح، والإيديولوجي المسئول في الجهاد الإسلامي عبد العزيز عودة، والذي يُزعم بأنه مستثمر لصالح حماس: موسى أبو مرزوق، ومستثمر آخر: محمد صلاح، ومؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين .  

السابق

for

S&CS

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |