الجماعات
الإرهابية الشرق أوسطية
المجموعة
الرابعة
حزب العمال
الكردستاني ( PKK
):
حزب العمال
الكردستاني الذي تم تأسيسه في 1974، هو
حزب ماركسي لينيني يتألف من (10) ـ (15) ألف
مقاتل كردي يسعون إلى تأسيس دولة
ماركسية مستقلة في جنوب شرق تركيا، حيث
تتمركز هناك غالبية كردية. وعموماً
يستهدف حزب العمال الكردستاني القوات
الحكومية والمدنيين في شرق تركيا إلا
أنه أدار عمليات في أماكن أخرى في
البلاد وهاجم أهدافاً ديبلوماسية
وتجارية في عدة مدن في أوروبا الغربية
في 1993 و1995. ويعاني حزب العمال
الكردستاني من نكسة كبيرة منذ تشرين
أول/1998/ عندما أجبر الجيش التركي
والضغط الديبلوماسي سوريا لتطرد قائد
حزب العمال الكردستاني عبد الله
أوجلان ولتغلق قواعد الحزب في سورية
وفي المناطق اللبنانية الواقعة تحت
السلطة السورية. وقد سعى أوجلان للحصول
على اللجوء في عدة دول، إلا أن تركيا
أسرته وحاكمته. وفي 29/حزيران/1999/ أصدرت
محكمة تركية عليه حكم الإعدام لخيانته
ولقتله حوالي 30000 مواطن تركي منذ 1974.
ولا يزال لدى أوجلان البالغ من العمر 50
عاماً فرصة للاستئناف، كما أن أتباعه
ومؤيديه قد بدأوا بتصعيد معركتهم ضد
القوات التركية في محاولة منهم لتعديل
الحكم الصادر عليه. في محاكمته، في
محاولة منه لتفادي حكم الإعدام عرض
أوجلان أن يلعب دور وسيط بين الحكومة
التركية والثوار الأكراد للوصول إلى
تسوية دائمة. وفي أوائل آب/1999/ ناشد
مؤيديه لكي يوقفوا العمليات المسلحة
ضد الحكومة التركية. وتتفق الولايات
المتحدة مع تركيا في اعتبار حزب العمال
الكردستاني "منظمة إرهابية"
ولكنها مثل الكثير من البلدان
الأوروبية، تفضل أن ترى حلاً سلمياً
للنزاع.
لم تتم تسمية عبد
الله أوجلان كإرهابي خاص. وقد كان
طالباً في العلوم السياسية في جامعة
أنقرة خلال 1966-1978، حيث شكل أفكاره عن
القومية الكردية.
منظمة
مجاهدي خلق في إيران (بي.إم.أو.آي):
منظمة مجاهدي خلق
في إيران هي المنظمة الأكبر في مجلس
المقاومة الوطني، وللمنظمة جذور
يسارية إلا أنها بخلاف حزب العمال
الكردستاني ليست مؤلفة من أقلية أثنية.
وتعمل المنظمة للإطاحة بالنظام الديني
في إيران، تماماً كما سعت في الماضي
لإسقاط شاه إيران. وبالرغم من ماضيها
اليساري فإن المنظمة تؤكد الآن على
تحولها إلى الديمقراطية ونظام السوق
الحر، في حال ما إذا تسلمت السلطة في
إيران. وهي تدعم كذلك عملية السلام
العربية ـ الإسرائيلية وحقوق الأقليات
الإيرانية.
ويعود موقف دائرة
الولاية المتشكك في المنظمة إلى تسبب
المنظمة بقتل عدة ضباط عسكريين
أمريكيين ومدنيين أمريكيين خلال
صراعها ضد الشاه، بالإضافة إلى دعمها
وتأييدها للاستيلاء على سفارة
الولايات المتحدة في طهران في 1979، مع
بنيتها الداخلية الماركسية الفاشستية
السابقة، واستخدامها للعراق كقاعدة
لجناحها العسكري القوي المتكون من عدة
آلاف. (جيش التحرير الوطني). و قد صنفتها
دائرة الولاية كمنظمة إرهابية أجنبية
بسبب هجومها على الديبلوماسية
الإيرانية ولعملياتها المعارضة
للنظام داخل إيران. لقد تسببت هجماتها
داخل إيران في بعض الأحيان في مقتل
إيرانيين مدنيين وذلك مع كون الجماعة
في ما يبدو لا تستهدف المدنيين. وقد
ادعت الجماعة مسؤوليتها عن اغتيال
ضابط إيراني كبير في طهران في10/نيسان/1999/.
وباستشهاده بهجمات المنظمة (كهذا
الهجوم) يقول تقرير 1998 بأن ادعاء إيران
أنها ضحية للإرهاب قد يكون فيه بعض
الحقيقة. وفي حزيران/1999/ أيدت محكمة
الاستئناف الفيدرالية تصنيف المنظمة
كمنظمة إرهابية أجنبية وذلك بعد
التحدي القانوني الذي قامت به المنظمة
ضد هذا التصنيف في المرة الأولى.
ويتساءل بعض أعضاء الكونغرس عن هذا
التصنيف والذي يشمل الكثير من أعضائها
ومؤيديها باعتبارها من الممكن أن تكون
بديلاً للنظام الحالي في طهران.
وتقع المنظمة تحت
قيادة مسعود ومريم. حيث يقود مسعود
السكرتير العام للقوات العسكرية
التابعة للمنظمة والمتمركزة في
العراق، بينما زوجته مريم هي مرشحة
المنظمة لتصبح في الوقت المناسب
الرئيسة الثالثة لإيران فيما إذا
تسلمت المنظمة السلطة. وكلاهما الآن
متمركزان في العراق قرب الحدود مع
إيران، ولم يتم تصنيف أي منهما كإرهابي
خاص.
الدول
الشرق أوسطية الراعية للإرهاب:
هناك بعض مؤشرات
النجاح التي أخذت في الظهور في حملة
الولايات المتحدة الطويلة المدى
الهادفة إلى تقليل دعم الدول للإرهاب
الدولي. وفي حالة جميع بلدان الشرق
الأوسط الموجودة على لائحة الولايات
المتحدة (العراق ـ إيران ـ سورياـ
السودان ـ ليبيا) ويبدو أن الضغط
الأمريكي والدولي الذي ترافق مع
تطورات داخلية في بعض هذه البلدان قد
خفض من دعمها للإرهاب الدولي. فقد
انخفض الدعم الليبي للإرهاب إلى مستوى
جعلت الإدارة تنظر في إزالة اسمها من
القائمة. وقد لا تكون سورية بعيدة عن
نظر كهذا، وقد تمت تسمية دول لائحة مع
أفغانستان، باعتبارها "دول غير
متعاونة مع جهود الولايات المتحدة
المضادة للإرهاب" في السنوات الثلاث
الماضية، وفقاً لمادة 40 أ من قانون
السيطرة على تصدير الأسلحة، ومادة
قانون (محاربة الإرهاب) وعقوبة الإعدام
الصادر في 1996، والتي وضعت هذه
اللائحة، فإن الدول المصنفة بهذا
الاعتبار هي دول غير مؤهلة لشراء أعتدة
حربية من الولايات المتحدة.
إن الدول الخمسة
الشرق أوسطية الموجودة على اللائحة
مثل الجماعات التي تدعمها، مختلفة في
أهدافها. فإيران تدعم الجماعات
الإرهابية التي تعزز العداء للغرب،
وتعتنق الإيديولوجية الإسلامية
الراديكالية، وتعارض عملية السلام
العربية الإسرائيلية. وسورية الواقعة
تحت قيادة فاشتسية قومية وحكومة
علمانية فعلى ما يبدو أنها تدعم
الإرهاب باعتباره عتلة لها ضد
إسرائيل، وضد جيرانها الآخرين بمن
فيهم تركيا والأردن. السودان يؤوي
الجماعات الإسلامية الراديكالية التي
تحارب للإطاحة بالحكومة العلمانية (المستغربة)
الموجودة في مصر التي كثيراً ما اختلفت
مع نظام السودان الإسلامي. أما العراق
فقد استخدم الإرهاب بشكل رئيسي ليضرب
الناس والمنشآت التي ساهمت في حرب
الخليج أو التي أدت إلى فرض عقوبات
دولية عليه. ويحلل الفصل التالي الدول
الشرق أوسطية الخمسة التي تدعم
الإرهاب.
إيران:
يسقط نموذج 1998
الصيغ المستخدمة في عدة سنوات سابقة،
والتي عادة ما تنص على أن إيران هي "الأكثر
نشاطاً" من بين الدول الراعية
للإرهاب الدولي. إن التقارير ذات
اللهجة المخففة تؤكد بأن الإدارة
تعتقد بأن خاتمي ومؤيديه ممتعضون حقاً
من سمعة إيران باعتبارها (دولة إرهابية)
ويبدو أنهم يريدون تقليل عزلة إيران.
وفي إشارة أخرى واضحة إلى إيران، ينوه
تقرير 1998 بهجمات جماعة مجاهدي خلق على
الرسميين الإيرانيين معتبرين ذلك
مبرراً لادعاء إيران بأنها ضحية
للإرهاب.
وبالرغم من أنه
ومنذ تسلم خاتمي للسلطة في آب/1997/ لم
تكن هناك عمليات إرهابية رئيسية لها
صلة بإيران، فقد تابعت إيران دعمها
المادي للجماعات الإرهابية المعارضة
لعملية السلام العربي الإسرائيلي. كما
أنه تم اتهام إيران أيضاً من قبل
حكومات المنطقة بدعم الاغتيالات في
الدوائر المعادية للشيعة في طاجاكستان
وباكستان. وقد عبر خاتمي مثله في ذلك
مثل القادة الإيرانيين الأكثر تشدداً
عن دعمه العلني لحماس فيما تدعوه إيران
كفاحهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقد
تم استقبال الشيخ ياسين بحفاوة من
زعماء إيران بمن فيهم خاتمي، وذلك خلال
زيارته إلى طهران في أيار/1998. وقد شجب
خاتمي منسجماً في ذلك مع معظم رسميي
إيران، اتفاقية23/تشرين أول/1998 (اتفاقية
واي ريفر) الإسرائيلية. الفلسطينية،
باعتبارها ذات بعد واحد وهو مصلحة
إسرائيل. من الممكن تفسير تصريحات
خاتمي العلنية على أنها تهدف لنزع فتيل
الانتقادات من قبل معارضيه الذين
يعتقدون أنه سيخون مبادئ الثورة
الإسلامية.
إن هناك عدة
تطورات في قضايا من حوادث سابقة رعت
فيها إيران الإرهاب فمنذ الحكم الذي
أصدرته محكمة ألمانية في نيسان/1997/ أيد
الزعماء الإيرانيون العمليات
الإرهابية الموجهة ضد منشقين إيرانيين
مقيمين في الخارج. وفي آذار وآب من عام
1998 قدمت محاكم أمريكية تعويضات
للأمريكيين من أصل إيراني وقعوا ضحية
الإرهاب الإيراني ولأسرهم. وقد رفع
ضحايا أمريكيون آخرون وعائلاتهم دعاوى
ضد إيران. بمن فيهم رهينة أمريكي سابق
في لبنان (تيري أندرسون). ومن بين قضايا
الرهائن التي لا تزال غير محلوله،
استمرت إيران في إنكار الإدعاء
الإسرائيلي بأن إيران تعرف مصير
الطيار الإسرائيلي (رون آراد) الذي تم
إنزاله فوق لبنان في 1986، من قبل
مليشيات ذوي اتجاهات إيرانية، وهو
الإسرائيلي الوحيد المفقود الذي لا
يعرف فيما إذا كان ميتاً.
إن وصول خاتمي
إلى السلطة لم يؤد إلى حل كامل للحكم
بالموت الذي أصدره الرئيس الراحل آية
الله خميني في 1989 ضد الكاتب سلمان رشدي.
وقد أصدر الخميني حكم الموت لأنه اعتبر
رواية رشدي "الآيات الشيطانية"
رواية كفرية (تجديفية). القادة
الإيرانيون بمن فيهم خاتمي يقولون أنه
نظرا لكون الخميني لم يعد على قيد
الحياة، فإنهم لا يستطيعون تغيير
الحكم. وفي أيلول/1998/ أعلنت إيران ـ
كعربون لكسب رضى بريطانيا ـ بأنها لن
تطبق الحكم. وقد تدرج البلدان في
استعادة علاقاتهما إلى مستوى السفارات
ومع ذلك فإن الحكومة الإيرانية لم
تطالب جماعة إيرانية خاصة (لها صلاتها
بالنظام)، مؤسسة كورد زاد
لسحب عرضها ب 2,8 مليون دولار لمن
يقتل رشدي.
ويبقى السؤال
الرئيسي هو: هل ستعتبر الولايات
المتحدة والسعودية العربية إيران
متورطة بشكل مباشر في حادثة حزيران 1996 (تفجير
أبراج الخبر). حيث تشير معظم التقارير
الصحفية إلى أن السعوديين يعتقدون بأن
لإيران دورا في التفجير، عبر منشقين من
السعوديين الشيعة. وعلى كل فلم يتوصل
أي من الـ (إف.بي.آي) ولا المحققين
السعوديين إلى أي نتائج نهائية. إن
للسعودية العربية مصلحة في توجيه
اللوم في الانفجار إلى قوى خارجية
ولكنها لا تريد أن تفسد علاقاتها
الدافئة مع خاتمي وحكومته، التي تسلمت
الحكم بعد حدوث الانفجار. وعموما فقد
انخفض دعم إيران للحركات الإسلامية
الراديكالية في دول الخليج تحت ولاية
خاتمي بالرغم من استمرار البحرين في
اتهام إيران بإيواء منشقين بحرينيين.
سورية:
بالرغم من وجودها
على لائحة الإرهاب فإن الولايات
المتحدة تحتفظ بعلاقات طبيعية نسبيا
مع سورية، ومعظم أشكال التجارة
الأمريكية والاستثمارات في سورية
مسموح بها. كما وتحتفظ الولايات
المتحدة بعلاقات ديبلوماسية كاملة مع
دمشق، ويبحث رسميون أمريكيون بنشاط عن
فرص لاستئناف محادثات السلام السورية
الإسرائيلية عقب انتخاب رئيس الوزراء
الإسرائيلي (إيهود باراك). حيث تم تعليق
المفاوضات رسميا من قبل إسرائيل في
آذار/1996/ بعد قيام حماس والجهاد
الإسلامي بتفجيرات في إسرائيل. ويعتقد
كثير من الخبراء أن التوصل إلى معاهدة
سلام مع إسرائيل سيسهل إزالة سورية عن
لائحة الإرهاب. وفي محاولة منها لإرسال
إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي
إيهود باراك بأنها تريد استئناف
المفاوضات، شجعت سورية الجماعات
الإرهابية الموجودة في الأراضي
الواقعة تحت سيطرتها على التخلي عن
الكفاح المسلح ضد إسرائيل. وقد قالت
دائرة الولاية بأن التحرك السوري هذا (إذا
كان صحيحاً) " فلن يكون فيه أي ضرر
بالتأكيد " على جهود سورية لإزالة
اسمها من على لائحة الإرهاب .
ويكرر نموذج 1998
تأكيداته بأنه عبر السنوات الأخيرة لم
يشارك رسميون سوريون بشكل مباشر في
تخطيط أو تنفيذ هجمات إرهابية وذلك منذ
1986 . كما ويسجل التقرير لسورية
مشاركتها في "تفاهم الدول الخمس"
في نيسان 1996 بهدف تقليل إصابات
المدنيين من الحرب الإسرائيلية ضد حزب
الله في جنوب لبنان. وكما هو ملحوظ
أعلاه، فقد طردت سورية قائد حزب العمال
الكردستاني عبد الله أوجلان وأتباعه
من سورية في تشرين أول/1998، رغم أن هذا
الطرد نتج عن الضغط التركي و ليس
بالضرورة عن رغبة سورية بقطع العلاقات
مع الحزب. ومن الأمور الأخرى التي تثير
الشك فيما إذا كانت سورية قد قررت
التخلي الدائم عن الإرهاب واستخدامه
"كعتلة" في سياستها الخارجية. أن
دمشق لم تتحرك لتوقف الهجمات الموجهة
ضد إسرائيل من قبل حزب الله والفصائل
الفلسطينية المنبوذة في جنوب لبنان،
وهي ما تزال تسمح لهذه الجماعات
باللجوء إلى سورية. ولا يأذن الرسميون
في سورية لهذه الجماعات أن تجتمع فقط،
بل أنهم كذلك يوجهون خطاباً لهذه
الجماعات يؤكدون فيه تعهداتهم لكي
يتابعوا كفاحهم المسلح ضد إسرائيل.
وإذا اعتبرنا أن الحفاظ على علاقات
ولاء مع إيران هو أحد دوافع سورية فإن
سورية تسمح لإيران بإعادة تزويد حزب
الله عبر مطار دمشق كما أنها قد سمحت
بزيارات رسميين إيرانيين ليجتمعوا مع
المنظمات الإرهابية المعادية للسلام
المتمركزة في سورية. من جهة أخرى فإن
سورية تتخذ أحياناً إجراءات تكبح فيها
هذه الجماعات التي قد تتسبب في توريط
سورية في صراع مباشر مع إسرائيل.
ويزعم بعض
المراقبين بأن لسورية علماً مسبقاً
بحادثة حزيران/1996/ (حادثة تفجير أبراج
الخبر) وأساس هذه الادعاءات يعود إلى
الموت غير معروف الأسباب لأحد المشتبه
بهم، جعفر الشويكات ، أثناء وجوده تحت
الوصاية السورية. وتقول التقارير بأن
المحققين السعوديين يعتقدون بأن
المعدات التي استخدمت في هذا الانفجار
تشبه تلك التي تستخدم من قبل حزب الله
وأنها أحضرت إلى السعودية من لبنان عبر
سورية والأردن.
|