الخطوات
التالية في الحرب على الإرهاب
أعد
تقرير المنتدى السياسي الخاص هذا
ناتان ساتش. 12/3/2002
متابعة
سياسية رقم (610) ماثيوليفيت
في
1/3/2002/، حاضر ماثيوليفت في المنتدى
السياسي الخاص التابع لمعهد واشنطن.
السيد ليفيت زميل كبير في الدراسات
الإرهابية في المعهد ومحلل سابق
للإرهاب للاستخبارات المركزية
الأميركية ال (إف.بي.آي). في المنتدى،
تحدث المبعوث دنيس روس عن عملية السلام
في الشرق الأوسط وحاضر (باتريك كلاوسون)
عن سياسة الولايات المتحدة تجاه
العراق (أنظر المتابعة السياسية رقم 608،
"سياسة الشرق الأوسط الجديدة: إلى
أين نحن ماضون، وكيف نصل"؟). في ما
يلي تقرير موجز عن ملاحظاته.
مضت
ستة أشهر على هجمات أيلول/2001، وما يزال
تركيز الولايات المتحدة منصباً على
العناية بالحرب على الإرهابيين. إن
هناك مجموعة من الأدوار على موازاة
التعاون ينبغي أن تلعبها دول في جميع
أنحاء العالم، من العمليات العسكرية
إلى تجميد ممتلكات الإرهابيين
والتشارك في المعلومات الاستخباراتية
.
المساعدة
العسكرية :
تفكر
الولايات المتحدة في تقديم مساعدة
لعدة بلدان في الشرق الأوسط الأكبر
والذي يتميز بنشاط الإرهابيين
الدوليين. في جورجيا، يختبئ ما يقرب من
1500 من أفراد العصابات الشيشانيين
والكثير من المقاتلين العرب والأفغان
بين حوالي ثمانية آلاف لاجئ شيشاني في
منطقة (بانكزي جورج).. وهي منطقة وعرة
وغير خاضعة لسيطرة القانون تحد
الشيشان، وتتم الإشارة إليها كمنطقة
تعود واقعياً للا أحد للسلطات
الجورجينية. وتعرف أيضاً كطريق لتجار
تهريب المخدرات والأسلحة. إن حكومة بوش
تقترح تقديم معدات أساسية، ونصائح
تقنية، وتدريباً؛ وخططاً لبيع جورجيا
عشر طائرات عمودية (هليكوبتر) غير
مسلحة. قد تجند جورجيا أسلحة ثقيلة مثل
الدبابات والمدفعية، ولكن هناك قلقا
من أنها ستستخدم أسلحة كهذه لسحق
الاضطراب الإثني في أوزبكستان ومناطق
جنوب أسيش. ومع ذلك، فإنه يبقى من غير
الواضح فيما إذا كانت مساعدة محدودة
ستمكن جورجيا من فرض السيطرة على (بانكيزي
جورج) أو الأراضي الأخرى الغير واقعة
تحت سيطرة القانون .
حتى
الآن، فإن الحالة الوحيدة الأخرى التي
قد تشمل مساعدة عسكرية ممكنة ومن
الممكن أن تجتذب اهتماما ذا شأن هي
اليمن. لقد أقر مسؤولو الولايات
المتحدة بأن التحقيقات قد كشفت عن
علاقة بين تفجير تشرين أول/2000 للبارجة
يو.إس.إس.كول واختطافات 11/9 الانتحارية.
وفي حين أن الحكومة اليمنية لم تكن
متعاونة بشكل كبير في التحقيق الأصلي
لتفجير (كول)، إلا أنها قد سعت لتربط
نفسها مع الولايات المتحدة منذ هجمات
أيلول. إن مجموعة من إرهابيي القاعدة
من لائحة تتكون من تسعة وثلاثين شخصا
مطلوبين من قبل الولايات المتحدة قد تم
اعتقالهم؛ وقد أجلت محاكمة المشتبه
بهم في تفجير (كول) حتى يتمكن محققو الـ
(إف.بي.آي) من إنهاء مراجعتهم للمواد
ومن مقابلة المشتبه بهم أنفسهم. لقد
هاجمت القوات الحكومية اليمنية زعماء
قبليين كانوا قد رفضوا تسليم أعضاء
القاعدة المشتبه بهم؛ وتم ترحيل مئات
من الطلاب الأجانب الذين يدرسون في
اليمن؛ كما فجر إرهابي كبير من القاعدة
نفسه بينما كان مسئولو الأمن يلاحقونه
.
تستعد
الولايات المتحدة لإرسال عدة مئات من
الجنود للتدريب وللقيام بالتزويد
بالأسلحة، وليساعدوا اليمنيين في
جهودهم.. وما يزال غير واضح فيما إذا
كانت هذه المبادرة ستحظى بالتأييد
الشعبي في اليمن. وفوق هذا، فإن المناخ
الأمني في البلاد معقد. ويبدو أن
الحكومة اليمنية مهتمة على نحو كبير
باستخدام أي أسلحة متقدمة مهما كانت
للانقضاض على معارضي القبائل، في
الوقت الذي تتهمهم فيه على إيواء
إرهابيي القاعدة. علاوة على هذا، فإن
ابن الرئيس اليمني...والذي يعتقد
الكثيرون أنه يتم تهيئته للخلافة على
الطريقة السورية...هو رئيس القوات
اليمنية الخاصة التي ستستفيد من هذا
التدريب والأسلحة الأمريكيين. كل هذه
الحقائق تثير إمكانيات هجوم عكسي إما
في حالة انهيار النظام، أو نظراً
للارتباط بين الكثير من المتطرفين
ومسئولي الحكومة، فتنتهي الأسلحة إلى
أيدي المتطرفين الذين تريد الولايات
المتحدة أن تقمعهم .
بقع
ساخنة أخرى:
إن هناك عدة بقع ساخنة أخرى، منها
على الأخص شمال شرق آسيا: لقد اخترق
عناصر القاعدة المنطقة منذ زمن طويل
وأسسوا شبكة إرهابية تقزم الذين
يتنورون في أوروبا. وفي الشرق الأوسط،
يمثل لبنان قلقاً متزايداً. وتقول
التقارير أن إرهابيي القاعدة كانوا
يستغلون ضعف الحكم المركزي، وأعشاش
الإرهاب من مثل مخيم عين الحلوة
للاجئين، والجماعات المتعاطفة
والمستعدة للمساعدة من مثل جماعة عصبة
الأنصار. حتى هذا التاريخ فإن الولايات
المتحدة قد رضيت بتغطية غير أصيلة
لقضية الدعم اللبناني للإرهاب تحت
توصيف سورية كدولة راعية للإرهاب. عن
هذا الترتيب ينبغي أن يعاد تقييمه؛
فبعد كل شيء، فإن واحداً من مختطفي 11/9
كان لبنانياً، وحزب الله و(جنود الثورة
الإيرانية) أكثر نشاطا من أي وقت مضى في
لبنان. نأمل أن تعكس النشرة القادمة من
لوائح الإرهاب العالمي (التي تصدر في
أواخر أبريل) تغيرا كهذا .
مخرج
محتمل آخر للمتطرفين الإسلاميين
النشيطين.. وإن كان ذلك على نطاق أصغر..
المنطقة الكردية في شمال العراق، حيث
توجد مجموعة من الجماعات الإسلامية
الراديكالية الصغيرة. إن موقع المنطقة
وتضاريسها، وضعف الحكم المركزي يجعله
جذاباً للاختباء. ولا توجد خيارات
عسكرية مريحة أيضاً، إلا أن من المرجح
للولايات المتحدة أن تستمر في استخدام
علاقاتها الديبلوماسية مع الأحزاب
الكردية للضغط من أجل الحصول على
تعاونهم .
إن
الجبهة التالية التي ينبغي مواجهتها
في الحرب على الإرهاب، ينبغي أن تبقى
الدول المستقلة حديثاً في أواسط آسيا،
مع تركيز خاص على وادي فيرجانا والذي
يمتد فوق أوزبكستان، وطاجكستان،
وقيرنمزستان. إن الوادي هو الحلبة
الوطنية للحركة الإسلامية لأوزبكستان..
وهي جماعة إرهابية تتبع للقاعدة..
وكذلك فإن الوادي يستضيف جماعات
وحركات راديكالية إسلامية أخرى.
إن
قرب المنطقة الكبير من أفغانستان،
وعلاقاتها الثقافية والتاريخية مع هذه
الدولة، ومساحة الوادي الضخمة، وضعف
حكوماتها المركزية، كلها عوامل تجعل
منه مرشحا مقدّما ليتسلل إليه هاربو
القاعدة والطالبان .
تمويل
الإرهاب:
إلى
جانب أهمية إيجاد الإرهابيين الهاربين
هناك تحديد الخيارات العسكرية، والقبض
على التمويلات الإرهابية والتشارك في
المعلومات الاستخباراتية والتي هي ذات
أهمية قصوى خصوصا وأن أصحاب العلاقة في
هذه القضية هم السعودية العربية
والإمارات العربية المتحدة. إن
المسؤولين السعوديين مهتمون بالتأكيد
على تعاونهم مع الولايات المتحدة في
الحرب على الإرهاب، وتعاونهم في تطبيق
القانون والجوانب الاستخباراتية هو
تعاون قوي كما تقول التقارير. إلا أن
قضية تمويل الإرهابيين تبقى قضية
بالغة الحساسية. في الحد الأدنى، فإن
السعوديين قد أظهروا منذ وقت طويل
طريقة النظر إلى الجانب الآخر عندما
يتم استخدام التمويلات لأهداف متطرفة .
كمركز
مالي رئيسي، فإن الإمارات العربية
المتحدة.. وعلى الأخص الشارقة ودبي.. هي
أيضا ذات أهمية كبرى لمسئولي الولايات
المتحدة: فإن عمال تحويل الأموال
والذين لا يمكن تتبع آثارهم، وسوق
الذهب، وتهريب المخدرات، والحمولة
الجوية تتم بغير تنظيم من الإمارات إلى
أفغانستان وما وراءها .
في
كل من السعودية والإمارات العربية
المتحدة ينبغي أن تعبر الولايات
المتحدة عن استعدادها للعمل بحذر
وسرية مع مسؤوليهم المحترمين لمواجهة
هذه القضايا، في نفس الوقت الذي توضح
فيه بقوة أن أحداث 11/9 قد خفضت من عتبة
التسامح... وأن التصرف الذي ربما كان
مقبولاً في آب الماضي لم يعد كذلك
اليوم .
وأخيراً
، يفترض أن المعلومات الاستخباراتية
لها دور ذو أهمية متزايدة في الحرب على
الإرهاب. لقد قادت المعلومات
الاستخباراتية الحرب في أفغانستان؛
وهي أيضا تقود التحرك العسكري
المباشر، وبعثات التدريب على مكافحة
الإرهاب، والانقضاض على ممولي الإرهاب
الدولي، وعمليات تطبيق القانون حول
العالم. لقد تم اكتشاف كميات هائلة من
المعلومات في أفغانستان، في استجوابات
مقاتلي القاعدة والطالبان الأسرى، ومن
التحقيقات المستمرة في هجمات 11/9، ومن
خلايا الدعم اللوجستي التي اكتشفت في
أوروبا وكل مكان. إن الاستمرار في
المشاركة بالمعلومات الاستخباراتية
وتعزيز تلك المشاركة سيكون موضوع
الحوار الرئيسي بين مسئولي الولايات
المتحدة والقادة الأجانب، خصوصاً في
الشرق الأوسط.
|