مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 03 / 01 / 2004م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

متابعة سياسية رقم 429

موطئ قدم حزب الله في الضفة الغربية

ماثيو ليفيت: زميل كبير في دراسات الإرهاب في معهد واشنطن، يقوم بتأليف كتاب عن شبكة الإرهاب الدولية لحزب الله.

يصعد حزب الله من نشاطه بقوة على طول الحدود الإسرائيلية الشمالية، منهياً بذلك سبعة أشهر من الهدوء النسبي هناك. ومع ذلك، فإن الهجوم على مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا والقصف عبر الحدود للبلدات الإسرائيلية الشمالية يبهت إذا ما قورن بالخطر المحتمل الذي تشكله الخلايا الإرهابية والمعارضة السياسية التي يقوم حزب الله بإدارتها الآن.. بتمويل وإشراف إيرانيين.. في الضفة الغربية الشمالية.

صدرت معلومات حول(موطئ قدم) حزب الله في الضفة الغربية بشكل كبير من تصريحات أخذت من نشطاء تم القبض عليهم ومعلومات أخرى أعلنت من قبل وكالة الأمن الإسرائيلية (الشين بيت)، والتي كانت بالفعل موضوع التغطية الإعلامية الإقليمية. إن معلومات كهذه هي بطبيعتها لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق الاستخبارات وعمليات ممارسة تطبيق القانون.إن ما توصل إليه جهاز(الشين بيت) يبدو ذا مصداقية؛ فهي معلومات مرتكزة على اعترافات متعددة ومصادر استخباراتية، وقد أكدت مصادر غربية على صحتها عموماً.

ـ مجندو حزب الله الفلسطينيين :

في وقت ما في عام الـ 2000، وبينما كانت الانتفاضة الفلسطينية المسلحة تكتسب قوة دافعة خطيرة، بدأت إيران في تجنيد الفلسطينيين بشكل جدي لبناء شبكة من ناشطي حزب الله في الأراضي. في شباط 2001، أعلمت السلطات الإسرائيلية الديبلوماسيين الأجانب بأن إيران كانت تحول الأموال إلى مناطق في الضفة الغربية وغزة لشراء الأسلحة، وأن أعضاء (التنظيم) التابع لحركة فتح كانوا يسافرون إلى إيران للحصول على "التعليمات والتدريب". وقد أخبر المسؤولون الإسرائيليون الإعلام بأن إيران قد استغلت "إحباط وغضب العرب الإسرائيليين" لإيجاد طرق لنقل الأسلحة والأموال إلى الخلايا الإرهابية في إسرائيل والأراضي المحتلة .

في أوائل الـ 2002، وثقت المصادر الاستخباراتية الإسرائيلية استخدام إيران لعلاقة الإعانة الاجتماعية لتجنيد الفلسطينيين في حزب الله. وفقاً لوكالة إسرائيل الأمنية وتقارير الصحافة، اعتقلت السلطات الإسرائيلية عدة فلسطينيين لدى عودتهم من إيران في كانون الثاني. وقد ذكر اثنان من المعتقلين، شادي جابر، وجهاد إبراهيم الباشا بين (اللجنة الإيرانية لمساعدة الضحايا المصابين) في الانتفاضة كانوا يعملون مع الفلسطينيين لإيجاد مجندين إرهابيين محتملين بين هؤلاء الجرحى في الانتفاضة. تقدم اللجنة على ما يبدو سفراً مجانياً، وعلاجاً طبياً، وتدريباً إرهابياً لهؤلاء العائدين إلى الأراضي الفلسطينية لتأسيس خلايا إرهابية. من بين هؤلاء الذين انخرطوا في حملة التجنيد، وفقاً للباشا، هناك نصرة الله طاجيك، السفير الإيراني إلى الأردن، هاشم عبد الرازق، وزير السلطة الفلسطينية وزير المعتقلين وشؤون تحرير المعتقلين؛ وأبو مهدي النجفي، ناشط كبير في حزب الله. وقد كلف أبو مهدي جابر بأن يكون "عيني حزب الله على نشاطاته" في الضفة الغربية، وكذلك تجنيد وتسهيل نقل الجرحى الفلسطينيين إلى إيران، وان يبقى طوال الوقت على اتصال مع مدرب حزب الله في إيران عبر هاتف محمول. إضافة إلى ذلك، فقد زود أبو مهدي الباشا بمبلغ 30 ألف دولار. لإنشاء أول "فرقة مسلحة" فلسطينية لحزب الله، ثم أثار إمكانية قيام الباشا بفتح شركة بناء كغطاء لنشاطاته وللأموال الأخرى

في صيف 2002، جند حزب الله أربع من عمال (التنظيم) وحاول أن ينقل ثلاثة منهم إلى لبنان عبر الأردن وسورية لينقلوا تدريباً عسكرياً في معسكرات تدريب حزب الله. كانوا قد تم تجنيدهم من قبل عمر حمدان محمد سيف، الذي تلقى هو نفسه تدريباً في معسكرات كهذه. ورغم أن أحد هؤلاء الرجال قد منع من دخول الأردن، فإن الإثنين الآخرين.. ضرغم صلاح وإياد قاسم.. قد وصلا إلى المعسكرات، حيث تعلما إطلاق أزيس وام 16، وإلقاء القنابل، وإعداد وتفجير المتفجرات. لدى إنهائهم التدريب، أمرهم قادة حزب الله بمراقبة أهداف إسرائيلية محتملة، وجمع معلومات استخباراتية قبل العمليات، وشن هجمات إرهابية.

ـ "كتائب العودة" التابعة لحزب الله :

إن الناشطين الموجودين في لبنان من فيلق الحرس الإسلامي اللبناني ومن حزب الله قد قاموا بهذا العمل، مجندين شبكة متمردة من خلايا تنظيم فتح لتعمل ككادر لحزب الله في الضفة الغربية. مطلقين على أنفسهم "كتائب العودة" بالعربية، وجيددي هاشيفا بالعبرية، ويتألف مجندو حزب الله من مسؤولي السلطة الفلسطينية المنشقين ومن ناشطي فتح.

إن الأهداف العملياتية والسياسية لـ (إدارة حزب الله)، وهي شبكة إيرانية التمويل، كانت قد تأكدت باعترافات من أعضاء مختلفين في كتائب العودة تم اعتقالهم حول شهر أيلول 2002. الشخص الرئيسي بين هؤلاء كان غالب عبد الحافظ عبد القادر أكبريا، وهو ناشط في السلطة الفلسطينية من الشويك قرب طولكرم. تحت الإشراف المباشر لمسؤول كبير في فيلق الحرس الثورة الإسلامية، كان على الكتائب أن تجند فلسطينيين معارضين لمفاوضات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل ويحتضن موقف طهران في مهاجمة إسرائيل ومعارضة السلام.

وفقاً لتقرير في تشرين الأول 2002 لوكالة الأمن الإسرائيلية حول اعتقال واعتراف غالب عبد الحافظ عبد القادر، ادعى أنه "خلال الأشهر القليلة الماضية" بدأ قادة فيلق الحرس الثوري الإيراني بإنشاء "منظمة جديدة تتألف من جناحين، جناح عسكري وجناح سياسي". بنية أن يكونا مستقلين عن بعضهما، كان الجناح العسكري مكلفاً بإدارة الهجمات الإرهابية (على سبيل المثال، الهجوم الانتحاري الذي ضبط غالب عبد الحافظ عبد القادر وهو يخطط له مع قادة فتح في الأردن ومع قادة فيلق حرس الثورة الإيراني في لبنان) في حين أن الجناح السياسي سيسرب ممثلين إلى السلطة الفلسطينية والآليات الأمنية الفلسطينية لتتولى إذا ما انهارت البنية التحتية الحالية لفتح. "في الواقع، فإن التداخل بين الأجنحة الإرهابية والسياسية أدى إلى اعتقال عدة ناشطين سياسيين مثل غالب عبد الحافظ على خلفية أدوارهم في المكايد الإرهابية". ما هو اكثر إفزاعاً، أن غالب عبد الحافظ ادعى أن مدربيه... باسم صدري أحمد ياسين وفؤاد بلبيسي، وكلاهما من القياديين الكبار لحركة فتح في عمان.. على صلة ليس بفيلق حرس الثورة الإيراني وحسب بل كذلك بعضو لجنة فتح المركزية محمد عموري ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي.

تؤكد الوكالة الأمنية الإسرائيلية (الشين بيت) أنه قبل عملية الجدار الواقي (هجوم إسرائيل المضاد للإرهاب في الضفة الغربية في نيسان 2002)، قامت إيران بتمويل هذه الخلايا عن طريق العقيد منير meqdeh في لبنان.. وهو أمر أكده منير في صحيفة الديلي ستار اليومية ذات المقر اللبناني. لقد أصبح هذا أكثر صعوبة بعد عملية إسرائيل العسكرية. إضافة إلى ذلك، وبعد اكتشاف أن منير كان يأخذ (لجيبه) من التمويل الإيراني أكثر مما كان متوقعاً، قررت طهران أن من الأفضل استخدام قنوات أخرى حصلت عليها عن طريق تجنيدها الناجح للفلسطينيين الجرحى. لذلك، فإن خلايا كتائب العودة هي الآن يتم تمويلها بشكل رئيسي بالأموال الإيرانية التي يتم نقلها من قادة حزب الله وفيلق حرس الثورة الإيرانية في لبنان. (ما يزال منير يوصل الأموال الإيرانية إلى الضفة الغربية، ولكن على نطاق أقل بكثير).

ترد خلايا الضفة الغربية على حزب الله وقادة فيلق حرس الثورة الإيراني عن طريق قناتين. نقطة الاتصال الرئيسية قيس عبيد، وهو عامل عربي إسرائيلي لحزب الله في لبنان لعب دوراً هاما في عملية اختطاف رجل الأعمال الإسرائيلي التشانان تانينباوم في تشرين أول/2000 تتصل الخلايا كذلك وتتلقى التعليمات عن طريق قادة فتح الكبار في الأردن، بما في ذلك المذكورين سابقاً ياسين وبلبيسي. وفقاً لتوضيحات من أعضاء ألقي القبض عليهم من كتائب العودة، فإن ياسين وبلبيسي كلاهما (يعملان لدى فيلق حرس الثورة الإيراني).

ـ الحفاظ على إيقاع الإرهاب :

لقد وسعت كتائب العودة بشكل هام من قدرات حزب الله على الاستهداف وكذلك وسعت أهدافه السياسية. فعلى قادة كتائب العودة إعلام حزب الله فورا قبل وبعد إدارة عامليهم لهجوم، والإنفاقات المالية تتم فقط بكميات محددة وفي فترات متفق عليها مسبقاً بعد المحاسبة الكاملة للإنفاقات السابقة .

من النشاطات التي أدارها ناشطو فرق حزب الله الفلسطينية تهريب الأسلحة، التجنيد، محاولات تفجيرات انتحارية، القنص وهجمات إطلاق النار على جوانب الطريق، مراقبة المجتمعات الإسرائيلية وقواعد الجيش قبل العمليات، والاختطاف المخطط له للإسرائيليين. وفقاً لمصادر أمنية إسرائيلية، فإن الكتائب مكلفة على نحو خاص بالتخطيط وبتنفيذ هجمات انتحارية في إسرائيل.

تحافظ كتائب العودة على تعاون وثيق بين خلايا تنظيمها المختلفة، موسعة بذلك من مصادرها، وموظفيها، وتدريبها. إلى أكبر حد ممكن. على سبيل المثال، هرب قادة فرقة أحد العمال إلى الخارج للتدريب على القنص، ثم قامت بإرسال القناص الجديد إلى أنحاء الضفة الغربية ليدرب خلايا التنظيم الأخرى. إنهم يعملون كذلك مع الجماعات الفلسطينية الأخرى. في حزيران2002، ألقت السلطات الإسرائيلية التي كانت تجري بحثا في بيت لحم القبض على فوزي أيوب وهو عامل لبناني لدى حزب الله ذي جنسية كندية سافر إلى أوروبة بجواز سفره الكندي الخاص ثم عاد ودخل إلى الأراضي المحتلة عن طريق البحر بجواز سفر أمريكي مزور. ولم يكن عرضيا، إن الاعتقال حدث في نفس الوقت الذي تم فيه اكتشاف نوع من الألغام في بيت لحم استخدم في السابق من قبل حزب الله فقط في لبنان.

في الحقيقة، فإن صانعي متفجرات حزب الله قد دربوا حماس على زيادة قوة الإبادة في متفجراتهم المحلية الصنع. في هجومها الانتحاري الأكثر خطورة...في آذار،27/2002، فإن التفجيرات التي قتلت 29 شخصا وجرحت 172 محتفلا في عيد الفصح في(بارك هوتل) في نتانيا..فإن حماس كما تقول التقارير كانت قد دعت "خبيرا من حزب الله لتقديم النصيحة في صنع قنبلة ذات فعالية إضافية."

استخدم حزب الله كذلك كتائب العودة لزيادة قدراته الإرهابية دوليا. في منتصف الـ 2003، اعتقلت القوات الإسرائيلية غلام محمد قوقا، وهو عضو في كل من كتائب شهداء الأقصى التابع لحركة فتح، على دوره في عدة تفجيرات قامت بها كتائب الأقصى في القدس. وفقا لمعلومات اكتشفت بعد اعتقاله، فإن محمد غلام كان يقوم كذلك بإدارة هجمات على المصالح الإسرائيلية في أوروبة وآسية لصالح حزب الله. في أواخر عام 2002، كلف محمد غلام امرأة لبنانية عرفها في ألمانية لتقوم بتصوير السفارة الإسرائيلية في برلين من زوايا متعددة من اجل هجوم محتمل. في نفس الوقت تقريبا، قام صديق أردني موظف في الصين بمساعدة محمد غلام على ترتيبات السفر إلى هناك عن طريق الأردن ليقوم باغتيال ميتزتشاك شيليف، سفير إسرائيل في الصين. كان محمد غلام قد اقترب كذلك من عامل لحزب الله ليساعده في المهمة، إلا أنه اعتقل قبل أن يتمكن من القيام بالرحلة.

ـ النتيجة :

إن أمرا مزعجاً مثل الانتكاسة الأخيرة على حدود إسرائيل الشمالية، يبهت بالمقارنة مع التهديد الكبير بكثير والذي يشكله حزب الله في الضفة الغربية. في الحقيقة، فإن مسؤولي الأمن الإسرائيليين يؤكدون أن حزب الله لم يعد يحتاج إلى تجنيد، وتدريب، وتسريب الإرهابيين إلى إسرائيل عبر أوروبة (كما فعل ذلك أربع مرات على الأقل منذ 1996) لأنه الآن يسيطر على شبكة إرهابية مؤهلة تماما في الضفة الغربية.

إن كتائب العودة التابعة لحزب الله تشكل التهديد الأكثر تحديا وفورية لكل من عملية وقف إطلاق النار الفلسطيني في سرعة محمومة، وقد عزز وجود وحدات حزب الله من القدرات الفتاكة لفتح وللعناصر الإرهابية الأخرى في الضفة الغربية بشكل كبير.

تشكل إيران وحزب الله تهديدا خطيرا للمجتمع الدولي يقارب تهديد القاعدة، إضافة إلى كونها المخرب الأكثر فعالية لسلام الشرق الأوسط. والتعامل مع كل منهما أمر بالغ الأهمية في الحرب الإرهاب وكذلك في مفاوضات السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي. إن حزب الله هو الجماعة الإرهابية الوحيدة إضافة إلى القاعدة، الذي يحتفظ بشبكة دولية مكثفة من الخلايا المالية، واللوجستية، والعملياتية. وكما وضح وزير الخارجية كولن باول على التلفزيون المصري في أعقاب التفجيرات الانتحارية لحماس والأقصى، "وقد حان الوقت لإنهاء استخدام الإرهاب كطريقة لتحقيق أهداف سياسية. إنه جزء من الحل للشرق الأوسط. إنه جزء من حملة عالمية ضد الإرهاب".السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ