مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 05 / 05 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

    متابعة سياسية رقم 724

       13 / 3 / 2003

تعزيز المجتمع المدني السعودي

ما هو دور الولايات المتحدة ؟

سيمون هندرسون: مساعد لمعهد واشنطن مقيم في لندن.

في الأسبوع الفائت قررت إدارة بوش رفض توصية وكالة فدرالية مستقلة لتوصيف السعودية العربية على أنها (دولة متورطة بشكل خاص) تحت قانون 1998 للحرية الدينية. لقد سمعت اللجنة الدولية للحرية الدينية أدلة على قيام الشرطة الدينية السعودية بشن غارات على بيوت عمال أجانب يمارسون المسيحية وأودعتهم في سجون قذرة ومزدحمة. ويكمن مأزق واشنطن في التعامل مع دليل كهذا دون إزعاج الرياض، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة تأمين أصل تعاون سعودي في عملها العسكري ضد العراق. إن ممانعة الحكومة يخالف استراتيجية الرئيس جورج. دبليو. بوش الدولية الأمنية التي تم إعلانها في أيلول /2002/، والتي حددت (نموذجاً واحداً يمكن استمراره للنجاح الدولي في العالم: الحرية، والديمقراطية، والمشروع الحر.) إنه يحجب كذلك فرصة دعم اتجاهات آخذة بالانبثاق في السعودية العربية والتي تلمح إلى إمكانية حدوث تغيير سياسي.

ـ تحرك جديد تجاه الإصلاح ؟

تاريخياً، فإن الدعم الأمريكي أو حتى مراقبة التغيير السياسي في السعودية العربية قد ولد خلافاً. على سبيل المثال، في عام 1988، أصر السعوديون، كما تقول التقارير، على أن يتم استبدال السفير الأمريكي في حينها هيوم هوران، لأنه قام بزيارة معظم رجال الدين الكبار في المملكة. وقد كان هناك غضب رسمي كذلك في عام 1993 عندما قابل ديبلوماسي الولايات المتحدة قائد حركة إسلامية أصولية حديثة التكوين كانت تطالب علناً بحقوق أكثر. مع ذلك، ففي خطاب في 26/2/2003 لمعهد المشروع الأمريكي، بدا وكأن الرئيس بوش يستحسن إطلاق ولي العهد الأمير عبد الله لمبادرة في كانون أول تدعو إلى تعزيز (المشاركة السياسية في الدول العربية)، وقد قال بوش أن (هناك قادة في المنطقة يتحدثون عن ميثاق عربي جديد يناصر الإصلاح الداخلي، ومشاركة سياسية أكبر، وانفتاحاً اقتصادياً، وتجارة حرة.) (لقد تمت مناقشة مبادرة الأمير عبد الله في المتابعة السياسية رقم 703، " إصلاح الموقف العربي: مبادرة سعودية حول العراق والعالم العربي الأوسع"، 24/ كانون الثاني / 2003 ")*.

ربما كان الأمر الأكثر أهمية للمملكة، ما نشر على الإنترنت على شكل رسالة مفتوحة للأمير عبد الله ولي العهد بعنوان (رؤية لحاضر البلاد ومستقبلها)، والتي دعت إلى جمعية وطنية منتخبة، وسلطة قضائية مستقلة، وإلى اتخاذ إجراءات صارمة تجاه الفساد. وقد وقع على الرسالة ما يزيد على (100) مثقف، ومسؤول حكومي سابق، وأساتذة جامعات قبل أن تزال من على الشبكة، وقد ظهرت أخبار عنها عندما ذكر الإعلام السعودي في أوائل شباط أن ولي العهد الأمير عبد الله، الحاكم الفعلي للمملكة، نظراً لعدم استقرار صحة الملك فهد، قد قابل جماعة من هؤلاء المشاركين في الوثيقة. وفقاً للصحيفة العربية الرياض، (فقد هدف النقاش إلى تعزيز الشفافية، وتوسيع حرية التعبير، وزيادة قنوات الحوار، وتعميق الثقافة والقيم الإسلامية في المجتمع السعودي، وتطوير المنشآت المدنية.) وقد وصف عدد من الإصلاحيين الذين التقوا بالأمير، اللقاء على أنه بناء.

رغم أن الولايات المتحدة تنظر إلى الإصلاح السياسي على أنه طريقة لإبطال مفعول الاتجاهات المتطرفة التي دفعت خمسة عشر مدنياً سعودياً للمشاركة في هجمات 11/9، إلا أنه ليس واضحاً أبدأ فيما إذا كانت أحدث جماعة من الإصلاحيين تستحق دعم الولايات المتحدة. فقد وصف مقال حديث في الواشنطن بوست هؤلاء الموقعين على الرسالة المفتوحة على أنهم تقليديون إسلاميون ورغم أن بعض من يصفون أنفسهم بالليبراليين قد وقعوا كذلك، إلا أن تقرير الواشنطن بوست ذكر أن الرسالة (كان قد تم تجنبها على نحو واسع من قبل السعوديين المؤيدين للعرب والذين وصفتهم السفارة الأمريكية في الرياض على أنهم العناصر الأكثر تقدماً في المملكة.) إضافة إلى هذا، فقد كان أحد مسودات العريضة يوجه انتقاداً بشكل خاص للولايات المتحدة في افتتاحية ظهرت في (الهيران تيريبون). فقد كتب محمد المحسن، بروفيسور في الرياض (بينما تحاول واشنطن الاستيلاء على أهداف ولغة جهودنا الجذرية، فقد أرجعتنا إلى الوراء بشكل ملحوظ لكي لا نخاطر بأن ينظر إلى حركتنا  على أنها حركة دخيلة.) واستنتج (لقد نشطت الولايات المتحدة في المنطقة منذ أواخر عقد الخمسينات، وأصبحت اللاعب الرئيسي بعد حرب الخليج في عام 1991. ومع ذلك، فإنها لم تختر أبداً من قبل رعاية الديمقراطية أو حماية حقوق الإنسان في المنطقة، وعلى الأقل في السعودية. إن المصلحة الوحيدة للولايات المتحدة في المنطقة هي النفط، وشن حرب على العراق ليس له هدف آخر.

إن تعليقات عامة كهذه، حتى وإن كانت ناقدة للولايات المتحدة، تعزز انطباع انبثاق فترة مكاشفة في المملكة، يمكن مقارنتها بحالة انفتاح الاتحاد السوفييتي القديم. الشهر الماضي، قام التلفزيون السعودي بتغطية قصة المغترب البريطاني الذي تم قتله في سيارته بينما كان واقفاً عند إشارة مرور في الرياض قبل أن يتم إصدار النسخة الرسمية عن الحادث من قبل وكالة الإعلام السعودية التي تسيطر عليها الحكومة (لقد ذكرت السفارة الأمريكية بسرعة وعلانية اسم رجل تم اعتقاله على خلفية إطلاق النار على أنه مشتبه معروف ينتسب إلى القاعدة، لتمنع بذلك وزير الخارجية السعودي من إلقاء تبعة الحادث على مهربي الخمور المغتربين، كما حدث في حوادث سابقة..)

هذا الأسبوع قامت صحيفة سعودية بنشر قصة طويلة حول حي قذر في جنوب جدة يتحدث عن المخدرات والكحول، والدعارة، وهي مواضيع كانت محرمة في السابق على الصحافة السعودية.

ـ رسائل مختلطة من العائلة المالكة:

رغم ذلك، فإن المكاشفة الظاهرة قد تكون بدلاً من ذلك ضعفاً في سيطرة العائلة المالكة الشاملة في الماضي، والذي نتج عن توتر المجتمع من التعاطف العام الواسع مع ابن لادن السعودي المولد وما سيظهر بشكل متزايد أنه اختلال وظيفي وطني. فالملك فهد مايزال على كرسي متحرك (في الواقع، يتم تثبيته على مقعد متحرك) في المناسبات العامة الهامة وللقاء الزوار المهمين. ولكن شؤون الحكم اليومية بيد ولي العهد الأمير عبد الله بدعم (أو إعاقة اعتماد الرد على رؤيته الخاصة) من قبل أخويه غير الشقيقين الأصغر منه، وزير الدفاع الأمير سلطان ابن عبد العزيز، ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز.

إن حكومة بوش، التي تتطلع للدعم السعودي في متابعة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بعد حرب العراق، قد تكون محتارة كذلك بالتعليقات التي أدلى بها الأمير سلطان في مؤتمر صحفي طويل نهاية الأسبوع الفائت، الشخص الرئيسي الذي كان وراء اتخاذ قرار السماح لقوات الولايات المتحدة باستخدام ثلاث قواعد جوية في المملكة للعمليات ضد العراق. وأشار إلى الحرية الدينية بسبب قلق محلي من قيام الجنود الأمريكيين ببناء كنائس في السعودية العربية، فقد خاطب المسيحيين كالتالي: (افعلوا ما تشاؤون، أنتم وعائلاتكم في بيتكم، تعبدوا بأي عبادة تريدون، ولكن لم يكن، ولن يكون هناك كنيسة في المملكة.)

إضافة إلى هذا، وفي إشارة إلى قاعدة تبوك الجوية في شمال غرب السعودية العربية، (تقول الأنباء أن واحدة من الثلاث تم استخدامها من قبل قوات الولايات المتحدة، ربما لاستهداف أي صواريخ عراقية محتملة تهدد إسرائيل)، وقد قال الأمير سلطان (أنا لا أنسى أن لدينا عداوة خالصة ضد إسرائيل).

قد تعكس تعليقات كهذه موازنة العائلة المالكة التقليدية تجاه أي ضغط من أجل التغيير قد يؤثر على وضعها الخاص في مجتمع السعودية العربية الذي كثيراً ما يكون محافظاً جداً، ومتعصباً وقبلياً بشكل تاريخي. وفي هذا السياق، فإن ترحيب ولي العهد الأمير عبد الله بالإمساك بعقد اجتماع مع ناشطي الإصلاح كان طريقة لقتل أي تهديد قد يشكلونه بامتصاصهم في النظام السعودي. ينبغي أن يتوقع صانعو السياسية الأمريكيون أن التقدم تجاه الحرية والديمقراطية في السعودية العربية سيبقى بطيئاً ومراوغاً.


* تمت ترجمة هذه المتابعة السياسية.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ