ميادين
جديدة للإرهاب ذي الظهير الإيراني:
قلب
الأرض العربية الإسرائيلية
ماثيو
ليفيت
عضو في معهد
واشنطن
شهد
مدير الاستخبارات المركزية جورج تنت
أمام لجنة استخبارات مجلس الشيوخ في 6/شباط/2002
أن إيران مستمرة في كونها "الدولة
الرئيسة الراعية للإرهاب" مستشهداً
بمحاولتها لنقل أسلحة هجومية إلى
السلطة الفلسطينية على متن سفينة
التهريب (كارين إيه)، وقال تنت أنه كان
هناك "إشارة ضئيلة عن تخفيض إيران
لدعمها للإرهاب العام الفائت."
في
الحقيقة، فليس فقط لم يكن هناك تخفيض،
بل لقد كان هناك ارتفاع ملحوظ في الدعم
الإيراني للإرهاب. ميدانان جديدان
هامان لدور إيراني مباشر في التآمر
الإيراني والعمليات هما في قلب الشرق
الأوسط: الأردن والأراضي الفلسطينية .
استهداف
الأردن :
وفقاً
لقصة أخبرتنا بها أولاً صحيفة الشرق
الأوسط اللندنية، فإن ملك الأردن
الملك عبد الله تقابل مع الرئيس جورج.دبليو.بوش
في 1/2 وزود مضيفيه بأدلة تدل على دعم
إيران لما لا يقل عن سبع عشرة محاولة
لإطلاق صواريخ وقذائف هاون على أهداف
إسرائيلية من الأردن. وقد كان هذا بحسب
ما قاله الملك مؤامرة إيرانية تهدف إلى
تقويض النظام الأردني، وفتح جبهة
جديدة ضد إسرائيل. وقد قال كما تقول
التقارير أن إرهابيين محتجزين من حزب
الله وحماس والجهاد الإسلامي
الفلسطيني اعترفوا أن مدربين إيرانيين
في مخيمات حزب الله في وادي البقاع
اللبناني قاموا بتدريبهم، وتمويلهم
وقد احتلت هذه القضية الأولوية لدى
مجلس العلاقات الدولية في 16 شباط،
عندما قال النائب (بنجامين جيلمان)
لسكرتير الولاية كولين باول أن "
الملك عبد الله ملك الأردن أخبر الرئيس
بوش ومكتبك (الخطاب لباول) مؤخراً أن
لدى إيران خطة واسعة النطاق لتنفيذ
أعمال إرهابية ضد إسرائيل من الأراضي
الأردنية." وقد رد باول بأن الولايات
المتحدة "تأخذ الأمر على محمل الجد...وأننا
سنتأكد من جعل الإيرانيين يفهمون أن
هذا أمر غير ملائم وأن له عواقبه... ونحن
نقوم باستخدام القنوات المتاحة لدينا
للضغط على الإيرانيين."
صلات
إيرانية بالقاعدة :-
ووفقاً
لتقارير الاستخبارات الأميركية التي
أوردتها النيويورك تايمز، فإن ناشطين
تابعين لابن لادن قد اتصلوا بوزارة
الاستخبارات والأمن الإيرانية في 1995
وفعلوا ذلك ثانية في 1996 وقدموا عرضا
بالانضمام إلى القوات المعادية
لأمريكا. في الواقع، فقد كشفت تسجيلات
تلفونية حصل عليها مسؤولون أميركيون
عندما كانوا يحققون في تفجيرات
السفارة في كينيا وتنزانيا في 1998 أن 10%
من المكالمات الصادرة عن التلفون
الخلوي إم.كامباكت والذي يستخدمه ابن
لادن وأتباعه الأساسيون كانت إلى
إيران .
في 15/شباط،
اعتقلت الشرطة التركية فلسطينيين
وأردنياً كانوا قد دخلوا إلى تركيا
بطريقة غير مشروعة من إيران في طريقهم
إلى القيام بتنفيذ هجوم تفجيري في
إسرائيل. وفقاً لمتحدث الشرطة في
أنقرة، فقد حارب الثلاثة لصالح
الطالبان، وتلقوا تدريباً إرهابياً في
أفغانستان، وكانوا أعضاء لبيت الإمام،
وهي جماعة وصفها فوز الله أرسلان؛ ناطق
باسم الشرطة بأنها تنتمي للقاعدة .
في
قضيتين منفصلتين في الأردن، فقد اتهم
ثمانية عشر إرهابيا باتهامات ذات صلة
بالإرهاب. في واحدة من القضايا، اتهم
ثلاثة عشر شخصاً بالتآمر لتفجير سفارة
الولايات المتحدة السنة الفائتة؛ و في
القضية الثانية، اتهم عدة أشخاص
بالتآمر لإطلاق صواريخ على إسرائيل من
الأردن ولتهريب أسلحة من سوريا إلى
الجهاد الإسلامي الفلسطيني في الضفة
الغربية عبر الأردن، بدعم إيراني. وقد
اتهم غيابياً مع هذه الجماعة الثانية،
أبو مالك، وهو فلسطيني بوثائق سفر
سورية، وهو متهم بتزويد الجماعة
بالمتفجرات والأسلحة. وقد أدين أبو
مالك غيابيا في أيلول/2000/ من قبل محكمة
أمن عمان بتخطيط هجمات لإرهابيين
مرتبطين بالقاعدة لاستهداف أهداف
سياحية في الأردن أثناء الاحتفالات
بالألفية (الثانية). إن المؤامرة
الإرهابية المشتركة التي كانت ستتم
بمشاركة أبو مالك من القاعدة مع مطلقي
صواريخ ذوي دعم إيراني هي مؤامرة مثيرة
للاهتمام خصوصاً في ضوء التقارير التي
ظهرت أولاً على صفحات التايمز
اللندنية في 2/1/2002 والتي تشير إلى أن
نشطاً كبيراً من أتباع ابن لادن.. وهو
يمني باسم صالح حجار (اسم مستعار).. كان
قد اجتمع مع قادة من حزب الله وكيل
إيران الرئيسي .
الميدان
الفلسطيني :
إن
اشتراك إيران في تهريب سفينة (كارين.إيه)
هو الآن موثق تماماً. أثناء حديثة أمام
البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ وصف
جافير سولانا ممثل الاتحاد الأوروبي
قضية (كارين إيه) على أنها "حلقة
الوصل بين إيران والسلطة الفلسطينية"
وقال أن "ارتباطاً كهذا لم يكن
موجوداً لسنوات عديدة" إن تورط
إيران، كان مقصوراً على تزويد السلطة
الفلسطينية بخمسة عشر طناً من الأسلحة
المتقدمة. وقد استشهدت صحيفة واشنطن
بكلام "مسؤول أمريكي كبير" عندما
كانت تؤكد على زعم وزير الدفاع
الإسرائيلي بنجامين بن إليعازر أن
إيران قد رتبت لقائد عمليات حزب الله
الخارجية عماد مغنية أمر شراء السفينة.
نائب مغنية، حاج باسم، قاد بنفسه
السفينة التي التقت بسفينة (كارين إيه)
في جزيرة (كشر) جنوب إيران وراقب عملية
نقل الأسلحة الإيرانية من سفينة إلى
سفينة (كارين إيه).
أيضاً،
ووفقاً لمسؤولين أميركيين، فقد عرضت
إيران على السلطة الفلسطينية خصماً
حقيقياً في ثمن الأسلحة في مقابل سماح
السلطة الفلسطينية لإيران بأن تدير
مستشفى في غزة ومنظمات الضمان
الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية.
بهذه الوسائل فإن إيران ستحظى لنفسها
بموطئ قدم في الأراضي الفلسطينية،
تستطيع عبرها بناء جذور تأييد لها،
وتبث دعايتها المعادية لإسرائيل،
وتجمع المعلومات الاستخباراتية عن
نشاطات مسؤولي الولايات المتحدة،
وتوفر دعماً مباشراً لحماس وللجهاد
الإسلامي الفلسطيني. إن الامتداد إلى
الفلسطينيين بهذه الطريقة سيتبع
جهوداً تبذلها إيران في كل مكان
لاستخدام مواطئ أقدامها الإنسانية
الديبلوماسية كغطاءٍ لحرس الثورة
الإيرانية أو ناشطي وزارة الاستخبارات
والأمن الإيرانية، واللتين تجمعان
المعلومات الاستخباراتية وتدعمان
الجماعات الإرهابية المحلية. في 1998،
نشرت مجلة التايمز مبادرة مشابهة في
كازاخستان؛ وفي 1997 في تقرير وكالة
استخبارات الدفاع الذي أوردته
الواشنطن تايمز ذكرت فيه تفاصيل
مشابهة لخطة كهذه في طاجيكستان .
في
الحقيقة، ووفقاً لتقرير نشر الشهر
الماضي في الصحيفة الإسرائيلية
اليومية يديعوت أحرونوت فإن مصادر
الاستخبارات الإسرائيلية قد انتهت من
توثيق استخدام إيران لصنارة الضمان
الاجتماعي لتجنيد الفلسطينيين في حزب
الله. وقد اعتقلت السلطات الإسرائيلية
فلسطينيين هما شادي جبر وجهاد إبراهيم
الباشا، أثناء عودتهما مؤخراً من
إيران. ووفقاً للمعلومات التي قدماها،
فإن اللجنة الإيرانية لمساعدة ضحايا
الانتفاضة الجرحى كانوا يعملون مع
الفلسطينيين لإيجاد متطوعين إرهابيين
بين هؤلاء الجرحى أثناء شهور العنف
السبعة عشرة الأخيرة. وقد نظمت لسفر
مجاني ومعالجة طبية وتدريب إرهابي
للفلسطينيين الذين يعودون إلى الأراضي
الفلسطينية لتأسيس خلايا إرهابية. ومن
بين هؤلاء المشاركين في حملة التجنيد
وفقاً للباشا، السفير الإيراني إلى
الأردن نصرة الله طاجيك ووزير السلطة
الفلسطينية للمحتجزين وشؤون تحرير
المحتجزين هشام عبد الرزاق، وناشط حزب
الله الكبير نجفي أبو مهدي .
وفقاً
لصحيفة معاريف الإسرائيلية، فقد أعلمت
السلطات الإسرائيلية الديبلوماسيين
الأجانب في إسرائيل في وقت مبكر هذا
الشهر بأن إيران كانت تقوم بنقل
الأموال إلى الإرهابيين في الضفة
الغربية وغزة لشراء الأسلحة، وأن
ناشطي (التنظيم) قد سافروا إلى إيران
"للتعليم والتدريب". وقد أخبر
مسؤولون آخرون لم تذكر أسماؤهم
الصحافة الإسرائيلية بأن إيران قد
لعبت على وتر "الإحباط والغضب لدى
الإسرائيليين العرب" لجمع
الاستخبارات عن إسرائيل ولتهريب
الأسلحة والتمويلات إلى الخلايا
الإرهابية .
الميدان
اللبناني :
في
الوقت الذي بدأت فيه إيران العمل في
هذه الميادين الجديدة، فإن ناشطيها
الإرهابيين التقليديين قد استمروا في
نشاطهم. وقد أدلى وزير الدفاع دونالد
رامسفيلد بملاحظة له في أوائل شباط بأن
الولايات المتحدة تعلم "أن إيران
نشيطة جداً في إرسال إرهابي حزب الله
عبر دمشق إلى سهل البقاع ومنه إلى
لبنان." وقد أخبر وزير الخارجية
الإسرائيلي شمعون بيريز مؤتمراً
صحافياً خارج مبنى الأمم المتحدة في
نيويورك أن حزب الله وكيل إيران قد نشر
حوالي عشرة آلاف صاروخ في جنوب لبنان
قادرين على اختراق قوي لإسرائيل، في
حين نشرت (الكسيتيان ساينس مونيتور) (رقابة
العلم النصراني) الأسبوع الماضي أن "مصادراً
قوية" أشارت إلى "أن شاحنة محملة
إثر أخرى" مملوءة بالأسلحة قد وصلت
إلى جنوب لبنان منذ شهر أيار/2000 إلى
كانون أول/2001/.
خلاصة
:
لقد
وجدت إيران مؤخراً مذنبة باقتراف هذا
النوع من النشاط الإرهابي في قضيتين
مدنيتين من عقد الثمانينات والتسعينات
(بالمشاركة مع حماس وحزب الله)؛
واللذان حوكما في محاكم أميركية. إلا
أن المرء لا يحتاج إلى أن يصغي لتاريخ
إيران لدعم الإرهاب ليسوغ وصف النظام
على أنه "الدولة الأولى الراعية
للإرهاب." كما بين الأردنيون
والإسرائيليون، فإن إيران تلعب دوراً
واضحاً تماماً في الإرهاب الدولي،
جنباً إلى جنب مع الجماعات الإرهابية
ذات "الامتداد العالمي".
|