مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 19 / 11 / 2003م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

مركز انترهيمسفرك للمصادر

السياسة الخارجية تحت الضوء

القانون الجديد المتعلق بسورية

يظهر أن المحافظين الجدد

 لا يزالون في موضع المسؤولية

المحرر: جون جيرشمان. بقلم: جيم لوب.

قد يكون المحافظون الجدد في داخل وحول إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في حالة تأهب دفاعية فيما يتعلق باحتلال العراق، ولكن التطورات الأخيرة في السياسة الأمريكية تجاه سورية تظهر أنهم مايزالون مسيطرين بقوة على أجندة السياسة الخارجية في البيت الأبيض.

تطوران مشهوران على الأقل. أولا، موافقة بوش على أول هجوم لإسرائيل على الأرض السورية خلال ثلاثين سنة باعتباره دفاعاً عن النفس، والموافقة بعد ذلك من قبل لجنة العلاقات الدولية لمجلس النواب عن محاسبة سورية وقانون استعادة السيادة اللبنانية في 2003. الوثيقة التي يساهم في رعايتها ثلاثمائة من الداعمين، تتهم سورية بدعم الإرهاب، واحتلال لبنان، والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل. وتطالب الرئيس بفرض عقوبات على سورية حتى يتيقن من أن سورية قد أوقفت تلك الأنشطة، رغم أنه يمكن التخلي عن بعض العقوبات على خلفية الأمن القومي. لقد أشار الرئيس بوش إلى أنه سيقوم بتوقيعه، وقد تم تقديم قانون مشابه في مجلس الشيوخ في أيار.

وقد أولت لائحة التهم في القانون على نحو مشابه بشكل لافت للائحة التي استخدمت لتبرير اجتياح العراق. في حين يؤيد معظم المراقبين كون احتمال الحرب على سورية في المدى القصير ضعيفاً، خصوصاً بالنظر إلى مخاوف موجهي بوش السياسيين من أن انخراطاً عسكرياً كبيراً جديداً في الشرق الأوسط سيعمق من الانخفاض الكبير في معدلات تأييد الرئيس في التطورات الأخيرة منذ أيار الماضي، والتي ساهمت في تحويل اهتمام وسائل الإعلام بعيداً عن العراق، ولو للحظة قصيرة فقط، وحركت واشنطن باتجاه مواجهة مع دولة اعتبرتها إسرائيل منذ زمن طويل على أنها عدوها الإقليمي الصامد.

الهجـوم:

إن حقيقة أن بوش نفسه قد رفض انتقاد الهجوم الإسرائيلي، أول هجوم على سورية منذ الحرب العربية ـ الإسرائيلية في 1973، تظهر مدى نجاح المحافظين الجدد في تجيير سياسة الولايات المتحدة مع جناح حكومة اليمين في إسرائيل، وهو هدف رئيسي يعود في تاريخه إلى أول حكومة ليكود للرئيس السابق مناحيم بيغن، وحديثاً أكثر، منذ أن فاز رئيس الوزراء آرييل شارون بالانتخابات في أوائل 2001.

لقد كان المحافظون الجدد هم من دافع عن اجتياح إسرائيل للبنان، وعن حصار بيروت الدموي، الذي تلا ذلك في عام 1984. في حين عبر الرئيس في ذلك الوقت عن موافقته على الاجتياح الأصلي، إلا أن إدارته لم توافق أبداً بشكل علني وأبعدت نفسها عن الإسرائيليين في النهاية، بينما كان الحصار يمضي ببطء.

من جهة أخرى، فإن قبول بوش الواضح بهجوم إسرائيل على معسكر تدريب فلسطيني مزعوم في سورية، لهو ابتعاد مفاجئ عن ديبلوماسية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لعقود. حتى أن واشنطن كانت قد شجبت هجوم إسرائيل في عام 1980 على المفاعل النووي في العراق، وخلافاً للوقت الحاضر، فقد انضمت إلى أعضاء آخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في شجب الهجوم.

في الحقيقة، فإن تصريح بوش في 6 تشرين أول، بأنه كان قد أخبر شارون بأن (على إسرائيل أن لا تشعر بأنها مقيدة في الدفاع عن وطنها) كان مثيراً في الإذن الذي تضمنه، خصوصاً بالأخذ بعين الاعتبار أن شارون لم يكن هو الذي قاد اجتياح لبنان، ولكنه يعتقد على نحو واسع كذلك أنه قطع الطريق كل الطريق إلى بيروت دون موافقة بيغن. ويعتقد الكثيرون من الخبراء والمؤرخين أن بيغن كان يعتزم عملاً عسكرياً محدوداً، وأن شارون أخذ زمام المبادرة لجعله أبعد مدى.

المحافظون الجدد أحد الجهات التي يعتبر من معتقداتها الجوهرية أن الولايات المتحدة وإسرائيل تواجهان نفس الأعداء، وتشتركان في نفس القيم، وقد وضعوا سورية أمام أعينهم منذ وقت طويل. لقد نظرت إسرائيل وخصوصاً، الليكود، إلى دمشق على أنها الخصم الأشد وربما الأشد خطورة بين خصومها العرب.

المحافظون الجدد والشرق الأوسط:

لقد قام عدد كبير من نفس الشخصيات داخل وخارج الإدارة الذين يفضلون جعل سورية هدفاً رئيسياً في الحرب على الإرهاب التي تشنها الولايات المتحدة، بتوقيع تقرير تم نشره منذ أربع سنوات مضت، يدعو بشكل واضح إلى استخدام القوة العسكرية لتجريد سورية من أسلحة الدمار المفترضة، وإنهاء وجودها العسكري في لبنان.

من بين الموقعين على التقرير، الذي تم نشره من قبل جماعة بحث مؤيدة لليكود تدعى (منتدى الشرق الأوسط) ولجنة الولايات المتحدة للبنان حرة، كان نائب بوش الرئيسي على الشرق الأوسط في مجلس الأمن الوطني إليوت أبرامز، وكيل وزارة الدفاع للسياسة برجنسكي، ومستشارون خاصون مشتركون في معهد الانتبرايز الأمريكي، التابع للمحافظين الجدد والذي كان يعمل على سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون ووزارة الخارجية بالتتابع، ميشيل روبين، وديفيد وارمسر.

اشتمل الموقعون كذلك على ريتشارد بيرل، الرئيس القوي السابق لمجلس سياسة دفاع البنتاغون، وزميله في معهد الانتبرايز الأمريكي، سفير الأمم المتحدة السابق، جين كيركباتريك، وميشيل ليدين، زميل آخر في معهد الانتربرايز الأمريكي، وفرانك جافني، مساعد سابق لبيرل في إدارة ريغان والذي يترأس الآن المركز للسياسة الأمنية، وديفيد شتاينمان، رئيس المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي. باستثناء كيركباتريك، فإن جميع هذه الشخصيات خارج الحكومة لعبت دوراً هاماً في تحريض بوش على الحرب في العراق.

الدارسة، (إنهاء احتلال سورية للبنان: الدور الأمريكي)، اشترك في تأليفها كل من رئيس منتدى الشرق الأوسط دانييل بايبس، والذي كان قد عين للتو من قبل بوش في مركز في معهد السلام الأمريكي.. رغم الاتهامات الكبيرة بكونه قد عزز (الإسلام فوبيا) (الخوف من الإسلام)، وزياد عبد النور الذي يترأس لجنة الولايات المتحدة للبنان حر.

وتؤكد الدراسة على أن (الحكم السوري في لبنان يقف في موقف معارض بشكل مباشر للمثل الأمريكية)، وأسفت الدراسة على إعادة واشنطن، منذ انسحابها المأساوي من بيروت في 1983، التعاقد مع النظام بدلاً من مواجهته، الحكومة الوحيدة على لائحة إرهاب الإدارة والتي تحتفظ واشنطن معها بعلاقات ديبلوماسية كاملة هي سورية.

وقد حضت المجموعة على سياسة مواجهة، بدءاً من عقوبات اقتصادية وديبلوماسية قاسية لا يمكن أن يتخلى عنها من قبل الرئيس، وإذا كان ضرورياً، فاستخدام القوة العسكرية.

من غير المدهش، إدراج نفس النصوص العامة في مشروع القانون الجديد الذي تجري مناقشته حالياً في الكونغرس، وتصرفات شارون، كما يرى كثير من المراقبين، قد تكون معنية جزئياً لتعزيز فرص المشروع ليصبح قانوناً في وقت قريب.

لقد ذكرت سورية كذلك كهدف في رسالة علنية إلى بوش في 20/ أيلول 2001، بعد تسعة أيام فقط من الهجمات الإرهابية على نيويورك والبنتاغون.. من قبل مشتركين في المشروع للقرن الأمريكي الجديد، وهي لجنة متخصصة ذات صلة قوية بمعهد الانتربرايز الأمريكي، والذي يقوم مديره كذلك، ويليام كريستول، بتحرير الـ (ستنادرد) الأسبوعية التابعة للمحافظين الجدد.

من بين إجراءات أخرى، دعت بوش إلى اتخاذ إجراء عسكري في أفغانستان لإزاحة الطالبان وتدمير القاعدة، وإزاحة صدام حسين في العراق حتى وإن كان الدليل لا يربط العراق بشكل مباشر بأحداث 11/9، وإلى قطع المساعدة عن السلطة الفلسطينية إلا إذا وضعت حداً لجميع الأعمال الإرهابية النابعة من الأراضي الواقعة تحت سيطرتها.

ولكنها دعت الولايات المتحد كذلك إلى استهداف حزب الله في لبنان، وأضافت إننا نعتقد أن على الإدارة المطالبة بقيام إيران وسورية بوقف جميع أشكال الدعم العسكري والمالي والسياسي إلى حزب الله وعملياته فوراً. فيما إذا رفضت إيران وسورية الاستجابة، فإنه ينبغي على الإدارة التفكير في إجراءات ملائمة للرد على هذه الدول المعروفة برعايتها للإرهاب.

وقد تم توقيع الرسالة من قبل 39 عضواً بارزاً في جناح اليمين، معظمهم تقريباً من المحافظين الجدد، مثل كريستول نفسه، وبيرل، وكيركباتريك، وجافني.

(لقد كانت إسرائيل وما تزال أخلص حليف لأمريكا ضد الإرهاب الدولي، خصوصاً في الشرق الأوسط) كما كتبوا. وكتبوا كذلك: (إن على الولايات المتحدة أن تدعم ديموقراطيتنا الصديقة في حربها على الإرهاب).

خلال حرب العراق، فإن العديد من نفس هؤلاء الأشخاص، وكذلك زملائهم المقربين في الإدارة من مثل نائب وزير الدفاع باول وولفوتيز وفيث، قالوا إن سورية مثلت تهديداً خطيراً للولايات المتحدة وجنودها في العراق، وأكدوا في إحدى النقاط على أن دمشق كانت تؤوي قادة عراقيين كباراً وأسلحة دمار شامل عراقية.

تغيير النظام في سورية:

(ينبغي أن يكون هناك تغيير في سورية) قال وولفوتيز في نيسان، مضيفاً أن الحكومة كانت نظاماً غريباً، أحد الأنظمة البالغة القسوة. في نفس الوقت، تم الاستشهاد بكلام شخص بارز، محافظ آخر مرتبط بشكل حميم بكل من وولفوتيز وبيرل، على وجه التخصيص، مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق جيمس وولزي، استشهد بكلام له على التلفزيون وهو يقول بأن (الحرب على الإرهاب ينبغي أن ينظر إليها على أنها (الحرب العالمية الرابعة التي ينبغي أن تشمل فاشيي العراق وسورية) كأهداف لها.

ضمن هذا السياق، فإن قرار شارون مهاجمة سورية يبدو أنه قد صمم لتركيز بقعة الضوء مرة أخرى على سورية كهدف رئيسي في الحرب على الإرهاب. ولكونه قد أتى في وقت يتأهب فيه المحافظون الجدد للدفاع عن دعاويهم بشأن الحرب حول الأخطار التي يشكلها صدام حسين في العراق وحول الترحيب الذي كان من المتوقع أن يلاقي به الشعب العراقي الجنود الأمريكيين، فإن التركيز المتجدد على سورية سيغير الموضوع بطريقة ملائمة.

إن حقيقة أن بوش الذي يبدو أنه قد وافق على الهجوم وبرره علناً كدفاع عن النفس تؤكد كذلك على أن بوش يرى العلاقة الاستراتيجية مع إسرائيل إلى حد كبير بنفس الطريقة التي أراد المحافظون الجدد منذ زمن طويل لرئيس الولايات المتحدة أن ينظر بها.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ