معهد
واشنطن لسياسة الشرق
الأدنى
رسالة
حزب الله للكراهية
وزيارة
باول ليفانت
إيفي
جوريستش: باحث كبير في معهد واشنطن.
سيتم
نشر بحثه: (منار الكراهية في تلفزيون
المنار) في عام 2003.
يستعد
وزير الخارجية كولن باول لزيارة سورية
ولبنان في 3/5/2003، وستنصب أجندته في
الأغلب على الحرب على الإرهاب. إن
الدعم الأكبر للإرهاب من قبل كل من
دمشق وبيروت يقدم لحزب الله. لفهم
أهداف الجماعة وطموحاتها، لا يوجد
مصدر أفضل من المنار، محطة حزب الله
اللبنانية التلفزيونية، تذيع القناة
رسائل تدعو بالموت لأمريكا، وإلى
القيام بتفجيرات انتحارية ضد القوات
الأمريكية في العراق.
خلفيـة:
رسالة المنار التلفزيونية المعادية
لأمريكا.
لقد
تم تأسيس المنار كوسيلة إعلام متواضعة
لحزب الله في 1991. وقد زادت بثها اليومي
من أربع ساعات إلى 24 ساعة في الشهور
التي تلت اندلاع الانتفاضة في أيلول
2000. ويمكن الوصول إلى المحطة بسهولة
عبر العالم العربي والولايات المتحدة
وأوروبا باستخدام الستلايت.
حتى
وقت قريب، كانت رسالة المنار الأساسية
موجهة ضد إسرائيل: الطريقة الوحيدة
لتحقيق تحرير كلي إنما هو عن طريق
المعارضة المسلحة بدلاً من السلام
المتفاوض عليه. على سبيل المثال، في
شريط فيديو بعنوان (الموت لإسرائيل)،
يتعهد السكرتير العام لحزب الله حسن
نصر الله بـ (الدعم الكامل للانتفاضة،
بالبنادق والرصاص ودماء الشهداء.
والموت لإسرائيل). ويتابع (لا أحد يملك
الحق في التنازل عن ذرة واحدة من تراب
فلسطين، أو حرف واحد من اسم فلسطين..
إسرائيل شريرة وغير شرعية).
وعلى
نفس المنوال، بدأ حزب الله بحملة تحريض
ضد القوات الأمريكية في العراق، والتي
تشابه على نحو مزعج حربها الإعلامية ضد
إسرائيل. وفقاً لحزب الله، فإن
الولايات المتحدة قوة مهيمنة لا تهدد
الشرق الأوسط وحسب، بل الأرض كلها. وقد
أدلى نصر الله بتصريح للمنار في آذار
2002، (المصدر الرئيسي للشر في هذا
العالم، التهديد المركزي للسلام
الدولي وللتطور الاقتصادي في هذا
العالم، التهديد الرئيسي لبيئة هذا
العالم، المصدر الرئيسي للشر والحرب،
والإرهاب والقتل والاضطراب، والحروب
المدنية والإقليمية في هذا العالم هي
الولايات المتحدة الأمريكية). التدخل
الأمريكي في المنطقة كثيراً ما يعبر
عنه بمصطلحات إمبريالية شديدة. (تنوي
الولايات المتحدة استعباد حكومات
وشعوب المنطقة، وسرقة مصادرها) قال نصر
الله في بث آخر للمنار. (إضافة إلى
الأهداف المادية، يقال أن الولايات
ستشن حرباً على الإسلام كعقيدة) وفقاً
لنصر الله، فإن الغرب عازم على إثبات
الإسلام كدين الإرهاب، والكراهية،
والتدمير، والشر، والهمجية، دين ضد
السلام، والمدنية، والتحضر). في الوقت
الذي سيقدم فيه القرآن كمصدر للكراهية
والإرهاب)، مع الاستشهاد بإشارة
الرئيس جورج دبليو بوش للحرب على
الإرهاب على أنها (صليبية) على أن ذلك
دليل حاسم على نوايا الولايات المتحدة.
يدعي حزب الله بأن أمريكا قامت أولاً (بسرقة
أرضنا في فلسطين، والآن هم قادمون
لتدمير جوهر ديننا)، لذلك فإن (الجماعة
ترى أمريكا على أنها عدو هذه الأمة).
أحد تسجيلات المنار المعادية لأمريكا
والأكثر قوة، تظهر صورة معدلة لتمثال
الحرية وقد استبدل رأسه بجمجمة بأعين
مجوفة، وثوبها مبتل بالدماء، وبدلاً
من المشعل تحمل سكيناً حاداً، كخلفية
من الموسيقى المشؤومة تتحرك لائحة من
صور نزاعات الولايات المتحدة عبر
السنوات الخمسين الماضية عبر الشاشة،
على سبيل المثال، الصومال، وفيتنام،
وكوريا، وأفغانستان، ولبنان، يرفقها
صور لحرب نووية، ومذابح دامية،
وتفجيرات دامية، وينتهي التسجيل بنداء
(لقد تدخلت الولايات المتحدة في شؤون
معظم دول العالم.. الولايات المتحدة
تدين بالدم لجميع الإنسانية).
تحريض
حزب الله أثناء حملة العراق:
لقد
توسعت دعاية قناة المنار المفعمة
بالكره لتشمل هجمات قاسية على دور
الولايات المتحدة في العراق. فعندما
اقتربت حرب أمريكا على العراق، خصص حزب
الله للقضية المزيد من وقت الفضائية مع
لغة عنيفة متزايدة (ستستقبلك شعوب
المنطقة ببنادقهم، بالدم، بالشهادة
وبالعمليات الاستشهادية)، صرح نصر
الله قبل أسبوع من بداية الحرب (اليوم،
وبينما تمتلئ المنطقة بمئات الآلاف من
الأمريكيين، فقد كان شعارنا وسيبقى
الموت لأمريكا).
مع
بداية الحرب، أطلق حزب الله دعوات
صريحة لأعمال المقاومة ضد القوات
الأمريكية في العراق عبر سلسلة من
تسجيلات الفيديو القوية (والتي تشكل 25
ـ 30% من برامج المنار تنتج وتقدم لجمهور
مستثار أصلاً).
أحد
تسجيلات الفيديو الأخيرة تعنف الجنود
الأمريكيين في العراق بأغنية: (بثباتنا
نهدد أمريكا. وننشد طوال الوقت أمريكا
أم الإرهاب. لتسقط أم الإرهاب. أمريكا
جيش الشر، جيش غاز، معتد، محتل. لم يبق
سوى البنادق. لم يبق سوى الشهداء).
ينتهي تسجيل الفيديو بمقدم مفجر
انتحاري يفجر حزام متفجراته.
تسجيل
فيديو دعائي آخر، يعكس استخدام المحطة
الفضائية المتكرر للصورة النازية في
توصيف القادة الإسرائيليين، تبرز
الرئيس بوش وأدولف هتلر جنباً إلى جنب
في مقارنة مع الشاشة. حيث يبدوان
كلاهما يلوحان ويحييان بالطريقة
نفسها، ويلقيان نفس الخطب، ويأمران
بنفس المذابح. وينتهي العرض بعبارة (التاريخ
يعيد نفسه).
متضمنات
سياسية:
في
إحدى المرات، ادعى حزب الله أنه كان
يستمتع فقط في مهاجمة إسرائيل: (خارج
حدود هذه الحرب لم نقم بأي شيء.) قال نصر
الله في كانون أول 2002. وقد ضلل هذا بعض
القادة، خصوصاً في أوروبا، مما أبعد
حزب الله عن كونه يشكل تهديداً غربياً.
اليوم، فإن دعوات حزب الله للمقاومة ضد
الأمريكيين في العراق تظهر أنه يوسع
طموحاته. في الحقيقة، فإن موقف حزب
الله مشابه بشكل ملفت للنظر لهدف
القاعدة المعلن المتمثل في إخراج قوات
الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.
إضافة إلى ذلك، وكنتيجة لحملة حكومة
الرئيس بوش الفعالة لإضعاف القاعدة،
فقد يكون حزب الله في موضع أفضل لتحقيق
هذا الهدف. باعتباره أكثر حركة معروفة
ومنظمة في عالم العرب الشيعة، فقد يصل
حزب الله إلى العراقيين الشيعة
الراديكاليين. في مرحلتها التالية من
الحرب على الإرهاب، على دمشق وبيروت أن
تعيا كلاهما أن حزب الله قد يكون ذا
رتبة أعلى في لائحة الأهداف المحتملة،
خصوصاً إذا استمر في الدعوة إلى
الهجمات الإرهابية المسلحة على
الأمريكيين.
وفقاً
لمسؤولي حزب الله، فإن جهودهم في تحريض
الإرهاب الفلسطيني ضد الإسرائيليين
فقد رافقه تزويد بالأسلحة، وبالمساعدة
التدريبية واللوجستية للمفجرين
الانتحاريين في الضفة الغربية وغزة.
إنهم يعتقدون أن لهذا تأثيراً حاسماً
على كفة العنف في الانتفاضة، التي كلفت
ما يزيد على حيوات 750 إسرائيلياً و 2000
فلسطيني. من الممكن أن تترافق حملة
الجماعة بالتحريض المعادي لأمريكا مع
التزويد بالمادة العملياتية لهؤلاء
الذين هم على استعداد لقتال قوات
الولايات المتحدة في العراق. فكما تقول
التقارير، فقد قام ناشطون من حزب الله
مؤخراً بعبور الحدود السورية إلى
العراق. يتوجب على باول أن يوضح
للمسؤولين السوريين واللبنانيين أن
ثمناً كبيراً سيتم دفعه في مقابل سياسة
كهذه.
كما
أنه لن يكون مقبولاً من حزب الله أن
ينشر رسائله الشريرة في داخل العراق.
لقد بدأت عدة محطات تلفزيونية، من
الواضح أنها ذات إدارة إيرانية، ببث
إشارات قوية إلى العراق. إيران،
والمرتبطة بقوة بحزب الله، تقوم كما
تقول التقارير بدفع جزء كبير من تكاليف
المنار، وقد تريد نشر دعوة المحطة
للهجمات الانتحارية ضد أمريكا في
العراق. في الوقت الذي قام فيه
المعلقون الغربيون والمسؤولون
الأمريكيون الحكوميون بشجب قناة
الجزيرة القطرية وتأثيرها الهدام على
الرأي العام العربي، فإن المنار ظاهرة
مختلفة بكل ما فيها: فهي تلفزيون
إرهاب، وينبغي أن تغير رسالتها أو أن
يتم إغلاقها. في ضوء احتلال سورية
الحالي للبنان، فإن مطالبة دمشق
بإنهاء دعوات المنار الإذاعية إلى
الهجمات على القوات الأمريكية ينبغي
أن يكون اختباراً لتعاونها في الحرب
على الإرهاب.
|