مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الثلاثاء 25 - 05 - 2004م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

المجموعة الدولية لمقاربة الأزمات ICG

  تقرير رقم /23/ الشرق الأوسط

      عمان - بروكسل

سورية في ظل بشّارالأسد

التحديات السياسية الخارجية

- خـلاصة تنفيذية وتوصيات

منذ نهاية حرب العراق، اشتبكت واشنطن ودمشق في ما يشبه حديث الطرشان. فقد اقتصرت السياسة الأمريكية على سلسلة من المطالب والتهديدات، أما الرئيس بشّار الذي يحاول صياغة وتنفيذ استراتيجية منسجمة، فقد كانت سياسته مجرد "لننتظر ونرى"، مقدماً بضعة تنازلات على أمل أن تنقشع العاصفة، فيما لا يزال رافضاً التخلي عما يراه أوراقاً رابحة (دعم حزب الله والمجموعات الفلسطينية المتطرفة) طالما أن الصراع مستمر مع إسرائيل.

ورغم هذا الجمود، يقدم الوضع الإقليمي الحالي فرصة لجهود أمريكية من أجل إنعاش عملية السلام الإسرائيلية السورية، وبالتالي تحقيق تغيرات مهمة في السياسة السورية.

لا شك أن الضغط على سورية قد تزايد نتيجة سقوط النظام البعثي في العراق، وخطوات إيران نحو الاستجابة للمطالب المتعلقة ببرنامجها النووي، وقرار ليبيا المفاجىء بالتخلي عن جهودها في مجال أسلحة الدمار الشامل وسعيها إلى علاقات طبيعية مع واشنطن.

ومع ذلك يظل أي تقدم تمثله هذه التطورات في تحويل المنطقة ناقصاً وقابلاً للانعكاس ما لم يُحلّ الصراع السوري الإسرائيلي. وهناك في كلا البلدين خصوم للمشاركة المتبادلة، فالكثيرون في الولايات المتحدة يعتقدون بوجوب إجبار سورية على تغيير سلوكها دون تقديم شيء مقابل ذلك.

فهم يخشون، بناءً على خبرة سابقة، من أن يؤدي التعامل مع سورية قبل أن تغير ممارستها بشكل جوهري إلى توفير متنفس يحتاجه قادتها بشدة، وإلى اقتناعهم بأن الولايات المتحدة ليست جادة بخصوص مقاربة جديدة. وعلى أية حال إذا كانت الإدارات الأمريكية السابقة قد غضت بصرها أكثر من اللازم عن سلوك سورية العدائي، فإن الإدارة الحالية تدير أكثر ظهرها للمصالح السورية المشروعة. ولن تتخلى سورية عن مواقفها ولا عن سلوكها ولا عن دعمها للمجموعات التي تمارس العمل المسلح ما لم يتخذ الآخرون خطواتٍ جادةً نحو علاج تظلماتها ومخاوفها الحقيقية.

وهناك من لا يشعر بالحاجة إلى المشاركة على الجانب السوري أيضاً. فقد بلغ قلق دمشق ذروته مباشرة بعد انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق، ثم انخفض كثيراً بعد أن وجدت الولايات المتحدة أنها تواجه تحديات متزايدة هناك, وكذلك بعد أن تبين انهيار خارطة الطريق الإسرائيلية الفلسطينية. ومع أن توقع عمل عسكري أمريكي ضد سورية قد تضاءل فإن القادة السوريون يخطئون إذا قلّلوا من شأن عمق التغيير الحاصل في مفاهيم واشنطن. فليس من المحتمل أن يؤدي مرور الزمن أو الإيماءات الرمزية إلى إضعاف تأكيدها على حرب الإرهاب، ولا إلى تضاؤل شكها في الأنظمة التي اصطفت على الجانب الخاطىء في هذه الحرب. كما أن ميل سورية نحو التجاوب الجزئي والتدريجي مع الضغوط الأمريكية لم يُرضِ الإدارة الأمريكية، لا بل أقنعها بجدوى ضغطها. وفي هذه الأثناء لا يفصل بين سورية والتعرض لعمل عسكري إسرائيلي إلا هجوم انتحاري تعلن مسؤوليتها عنه إحدى المجموعات الفلسطينية التي تؤويها.

غير أنه من الممكن إيجاد مقاربة مختلفة تستجيب للحاجات الجوهرية لكل من سورية وإسرائيل والولايات المتحدة؛ فمن جهة الولايات المتحدة على سورية أن تقطع دون أي لبُس أية علاقة لها مع المنظمات المتورطة بالإرهاب، وأن تتعاون في تحقيق استقرار العراق؛ ومن جهة سورية: استعادة المناطق التي خسرتها عام 1967مع خطوات لإعادة بناء اقتصادها: أما من جهة إسرائيل: فالتطبيع مع دولة عربية رئيسية وتحقيق انخفاض جوهري(على الأقل) للتهديدات الإرهابية. وإذا أخذنا الشكوك المتبادلة بعين الاعتبار يجب أن تبدأ هذه العملية بخطوات بناء الثقة، وعلى الجميع أن يوافقوا منذ البداية على شمولية البرنامج النهائي.

أفضل أشكال تحقيق ذلك هو إيجاد قناة عالية المستوى بين واشنطن ودمشق، فإن لم يتحقق ذلك على البلدان الأُخرى-فرنسا وبريطانيا خصوصاً- أن تستخدم علاقاتها لإقناع القيادة السورية بالتوصل إلى رزمة من الخطوات المتبادلة والمتتالية من أجل تقديمها إلى الولايات المتحدة، وفي النهاية يجب أن يكون هدف الرئيس بشّار العمل مع الولايات المتحدة للتوصل إلى واقع استراتيجي مختلف في المنطقة.

يحلل هذا التقرير حالة العلاقات الأمريكية السورية، ويصف استراتيجية شاملة تستجيب للمصالح الأمريكية والإسرائيلية والسورية على حد سواء، ويحدد الخطوات التي يحتاج كل طرف إلى اتخاذها. وهو يُنشر متزامناً مع تقرير آخر حول تحديات السياسة الداخلية في سورية[1]، وهما موضوعان متضافران متكاملان، فالإجماع السياسي القوي، بما فيه من تجديدٍ للشرعية السياسية للقيادة، سيمكّن سورية من لعب دور أكثر ثقة وفاعلية في المشهد الإقليمي. ثم أن ما يحدث على الصعيد الدولي يؤثّر على موقف بشّار الداخلي وقدرته على الاستمرار في الإصلاح.      

تـوصـيـات

خطوات أولية لبناء الثقة

بالنسبة لسورية  

1- الضغط على حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من المجموعات الفلسطينية المتطرفة على الموافقة على وقف إطلاق النار.

2- الاستمرار في استخدام نفوذها لدى حزب الله للحفاظ على الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وعدم مساعدته على اقتناء أسلحة (خصوصاً الصواريخ بعيدة المدى) من شأنها أن توسع الصراع، وتشجع الحكومة اللبنانية على نشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 وما تلاه من قرارات.

3- التوصل إلى الجمهور الإسرائيلي عبر التصريحات وعبر تقديم معلومات عن الجنود الإسرائيليين المفقودين في العمليات العسكرية، وإعادة ُرفات إيلي كوهين ودعوة شخصيات عامة إلى سورية.

4- إعادة الأموال العراقية الموجودة في حسابات لدى سورية والتي ليس لدى سورية ادعاءات بشأنها إلى العراق وعلى الأقل جزء من الأموال المتنازع عليها بما يتفق مع قرار مجلس الأمن 1483 .

بالنسبة لإسرائيل

5- التوقف عن مهاجمة المدنيين في لبنان واتخاذ خطوات للمحافظة على استمرار وقف إطلاق النار مع الفلسطينيين فيما إذا تم التوصل إليه .

6- التوقف عن الانتهاكات العدوانية للمجال الجوي والمياه الإقليمية لكل من سورية ولبنان بما يتفق مع القرار 425 .

7- وقف أي جهد لزيادة الوجود الاستيطاني في مرتفعات الجولان.

8- الرد الايجابي على العرض السوري باستئناف محادثات السلام.

 بالنسبة للولايات المتحدة

9- تجنب التصريحات النارية والانتقاد العلني وتحقيق قناة اتصال عالية المستوى بين البيت الأبيض والرئيس بشّار يتم من خلاله تعبير كل طرف عما يتوقع وعما هو مستعد لتقديمه فيما يخص كل من عملية السلام والإرهاب والعراق وأسلحة الدمار الشامل.

10- الإعلان، بما يتفق مع المباحثات السورية الإسرائيلية السابقة، أن أية اتفاقية سوف تستلزم في النهاية انسحاباً إسرائيليا من مرتفعات الجولان مترافقاً مع ترتيبات أمنية كافية وإقامة علاقات سلمية طبيعية بين الدولتين.

في سياق التسوية النهائية

بالنسبة لسورية

11- الموافقة على اتخاذ إجراءات ضد الإرهاب والمجموعات المنخرطة في الهجمات المسلحة تتضمن:

      أ- مواصلة وزيادة التعاون وتبادل المعلومات حول الإرهاب وخصوصاً حول منظمة القاعدة.

     ب- الإحجام عن مساعدة أية مجموعة متورطة بالعنف ضد إسرائيل، وفي حال تورط مجموعة ما، منع تواجدها وعملها في سورية وطرد أعضائها وضمان ألا تستبدل ذلك بالتواجد في لبنان.   

12- الموافقة على تطبيع الوضع اللبناني واستقراره، عبر:

       أ- العمل مع السلطات والأحزاب اللبنانية في سياق اتفاقية السلام السورية الإسرائيلية على تحويل حزب الله حصراً إلى منظمة سياسية منزوعة السلاح.

      ب- مواصلة عملية الانسحاب العسكري من لبنان بما يتفق مع ميثاق الطائف.  

13- الموافقة على خطوات من أجل استقرار العراق وتضم:

      أ- تعزيز جهود حراسة الحدود ومنع تسرب اختراق المقاتلين لها بالتعاون مع السلطات العراقية والاتفاق مع الولايات المتحدة على آليات تعاون بخصوص أمن الحدود.

     ب- إنشاء لجنة تدقيق مشتركة -غرفة التجارة السورية ونظيرتها العراقية- لتحديد المطالبات السورية المشروعة لفترة ما قبل الحرب ومن ثم تحويل جميع المبالغ المتبقية إلى العراق.

14- الموافقة على توقيع وتصديق ميثاق الأسلحة الكيماوية.

بالنسبة لإسرائيل

15-الموافقة على توقيع وتصديق ميثاق الأسلحة الكيماوية.

بالنسبة لسورية وإسرائيل

16- الموافقة على تسوية سلمية شاملة تعرضها الولايات المتحدة وتستلزم انسحاباً إسرائيلياً كاملاً إلى خطوط الرابع من حزيران 1967 مع السيادة الإسرائيلية على بُحَِِيرة طبريا ونهر الأردن، وإجراءات أمنية تشمل مناطق منزوعة السلاح واتفاقات تشارك المياه، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، وعلاقات متبادلة طبيعية .

بالنسبة للولايات المتحدة 

17- الموافقة على إزالة اسم سورية من قائمة الدول الراعية للإرهاب ما إن توقف مساعداتها للمجموعات المنخرطة في هذه الأعمال، والتشاور والتفكير في إجراءات للمساعدة في إنعاش الاقتصاد السوري بما في ذلك التجارة والاستثمار والمساعدة التقنية للإصلاح الاقتصادي.

18- الموافقة على صياغة تسوية سلمية شاملة تستجيب للحاجات الأساسية لكل من سورية وإسرائيل وأن تدعمها بشدة وتقدمها للطرفين.

19- الموافقة على إنشاء "مجموعة اتصال" مؤلفة من الولايات المتحدة والعراق والبلدان المجاورة (بما فيها سورية) لمناقشة مستقبل العراق في المنطقة والسعي لتشكيل بنية أمنية إقليمية.

20- الموافقة بالتنسيق مع العراق على دعم دخول سورية إلى السوق العراقية ودعوة الشركات السورية إلى تقديم عروض في مشاريع إعادة البناء.

بالنسبة للاتحاد الأوربي ودوله الأعضاء والعالم العربي

21- بذل مساعيها الحميدة لإقناع الولايات المتحدة وسورية بفتح حوار مبني على هذه المبادىء، ومساعدة سورية على تقديم عرض شامل.

عمان  - بروكسل ، 11 شباط  2004


ICG[1]  تقرير"سورية في ظل بشّار الأسد: التحديات السياسية الداخلية.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ