مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 18 / 09 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

متابعة سياسية رقم 756

نأسف في مركز الشرق العربي أن تصدر هذه الأفكار عن كاتب عربي يحاول أن يأكل الدسم بدماء بني قومه. لو كان الكاتب صهيونياً شارونياً لكان أكثر موضوعية وأقل افتئاتاً على شعوب المنطقة من هذا الكاتب الذي يرى صراحة  (فإن على العرب، شعوباً وأنظمة على حد سواء، التحرر من إيمانهم بالوحدة العربية كحكم خيالي يوحد الشرق الأوسط) والذي يؤكد لمموليه أنه (لا ينبغي أن تحاول الديمقراطية والليبرالية تقديم نفسيهما على أنهما تتوافقان مع الإسلام. بدلاً من ذلك، ينبغي أن يوجد العرب مجتمعات متسامحة وليبرالية منفتحة على التعبير الديني الحر).

أي سوس هذا الذي ينخر أديم أمتنا. ولا عجب أن يكون ما نحن فيه بعض من صنع هؤلاء المتصدرين.

نظرات عربية ليبرالية على الشرق الأوسط

ما بعد صدام

في 8 أيار 2003، قام حازم ساجي بالمحاضرة في المنتدى السياسي الخاص التابع لمعهد واشنطن. لقد كان السيد حازم رئيس تحرير الملحق الأسبوعي لصحيفة الحياة اللندنية اليومية في الخمس عشرة سنة الماضية، وقد عمل أربع عشرة سنة في بيروت للصحيفة اللبنانية اليومية السفير. وهو في الوقت الحالي زميل زائر للمعهد ومحرر كتاب (حالة الفردية في الشرق الأوسط) (مكتبة الساقي، 2000). فيما يلي تلخيص موجز عن ملاحظاته.

إن سقوط نظام صدام حسين لحظة  رشيمية (تشتمل على بذور تطور في المستقبل) في الشرق الأوسط. لقد دعا الرئيس جورج. دبليو. بوش إلى الدمقرطة في المنطقة، وتختلف النتائج المتنبؤ بها على نحو واسع، متراوحة من الردكلة العربية إلى النضال الإسلاموي إلى اللبرلة السياسية والاقتصادية السريع. رغم أن اللبرلة هي صوت الأقلية في العالمين العربي والإسلامي، فإن الأجندة الليبرالية تهدف إلى استبدال الوحدة العربية، ملاحظة تفوق الشعب ـ الدولة، وإعادة إحياء المجتمع المدني هو أمر حاسم للتطوير السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط. إن أجندة كهذه ينبغي أن تركز على الحد من الفقر وتحسين رفاه الأفراد العرب في البلدان المختلفة. كما أنها لا ينبغي أن تؤكد على إيديولوجية ضبابية أو مصالح طائفية ضيقة.

ـ عقبات أمام الليبرالية:

في العالم العربي، ينظر إلى الليبراليين على نطاق واسع على أنهم منشقون سياسيون، يؤيدون الأفكار الخاطئة والقيم في منطقة غير ليبرالية، إذا لم تكن ضد الليبرالية. لم يحدث أبداً أن اعتنقت الغالبية في العالم العربي الإيديولوجيات الغربية الليبرالية، وقد نظرت إليها على أنها آثار للهيمنة الاستعمارية. في الحقيقية، فإن الكفاح المستمر لرأب الصدع بين هذه الإيديولوجيات وبين القيم العربية كثيراً ما عرض المنطقة إلى إيديولوجيات أجنبية غير ليبرالية نهائياً، والتي قام كثير من الأنظمة بدمجها في أنظمتهم الحاكمة وأجنداتهم الوطنية. لقد كان نظام صدام حسين الأكثر تمثيلاً لهذه الظاهرة: مزيج من الولاء القبلي العربي والاشتراكية والقومية الغربية، والديكتاتورية. إن الليبراليين العرب هم واحة في صحراء، يجابهون المهمة الصعبة لإعادة بناء منطقة ذات خبرة قليلة فيما يتعلق بنماذج التطوير الليبرالي. فإنه مايزال على الاتجاه العربي السائد القيام بدمج رؤية الرئيس بوش للدمقرطة. ونظراً لهذه الخلفية، يواجه الليبراليون العرب تحدياً مثبطاً، ليس لأنهم يسعون إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية وحسب، بل كذلك لأن عليهم أن يقوموا بإصلاح القيم الاجتماعية والثقافية المعادية للحداثة. كمتطلب سابق على التحديث السياسي، فإن على العرب، شعوباً وأنظمة على حد سواء، التحرر من إيمانهم بالوحدة العربية كحكم خيالي يوحد الشرق الأوسط. ويتوجب عليهم أن يركزوا على الإصلاح السياسي، والاقتصادي والمدني في شعوبهم ودولهم. إضافة إلى ذلك، فإن الجدال الدائر حول السلام والديمقراطية الليبرالية غير ذي صلة. فليس الدين هو الذي لا يتوافق مع الحداثة، بل هم ممارسوه بالاحرى الذين يعادون التغيير. لا ينبغي أن تحاول الديمقراطية والليبرالية تقديم نفسيهما على أنهما تتوافقان مع الإسلام. بدلاً من ذلك، ينبغي أن يوجد العرب مجتمعات متسامحة وليبرالية منفتحة على التعبير الديني الحر.

ـ إعادة بناء عراق ما بعد صدام:

رغم أن الحرب بقيادة الولايات المتحدة في العراق كان لها بعض النتائج الإيجابية، إلا أن استجابة الغالبية العربية كان كارثة. هناك رؤيتان تهيمنان على العالم العربي. رؤية إقليمية تتمسك بأن مشاكل المنطقة الرئيسية (على سبيل المثال، الأنظمة الفاسدة والفقر) هي مسؤولية عربية، ليتم حلها بالتعاون مع الغرب. أما رؤية الغالبية فهي متعلقة بالقومية كأداة لمقارعة الأعداء الأجانب، الحقيقيين أو المتخيلين. وفقاً لذلك، يرى معظم العرب في المنطقة تغير النظام في العراق على أنه ممارسة إمبريالية أكثر من كونه تحريراً أو جواز مرور إلى الحداثة والتقدم. تدعي الرؤية العربية الغالبة أن الولايات المتحدة لا تستطيع مساعدة الدول العربية لأنها متحالفة مع إسرائيل، وأن أوروبا لا تستطيع ذلك، لأنها قوة استعمارية. إن هذه المقاومة لليبرالية الغربية قد تكون متجذرة كذلك في غالبية الدوائر العربية الاجتماعية السياسية. إن الدمقرطة واللبرلة في العراق ممكنة كمشروع طويل الأمد، إلا أن نماذج تطورات أوروبا الوسطى والشرقية عبر الخمس عشرة سنة السابقة غير قابل للتطبيق في هذا السياق. ينبغي أن يتحد الليبراليون العرب مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وحلفائهم في تشجيع بناء الوطن إضافة إلى الوطنية الدستورية لا المفرطة التعصب (الشوفينية). ما هو عملي بشكل أكبر، أن لدى الولايات المتحدة التزاماً بالبقاء في العراق والمساعدة في عملية إعادة البناء. ومع ذلك، فإن على قوات الولايات المتحدة أن تكون على استعداد للرحيل فور إنجاز مهامهم الصريحة المحددة وذلك لتجنب (التحول) إلى محتلين دائمين. إن التحديات هائلة.. أولاً، يتوجب على الولايات المتحدة أن تساعد في إعادة إحياء الطبقة العراقية الوسطى، بشكل جزئي بدعوة الطبقة الوسطى العراقية للمساعدة في إعادة البناء.

ثانياً، رغم أن علمية (محو البعثية) هي خطوة حاسمة في إيجاد فاصل بين الدولة الحديثة وعراق صدام، إلا أنه ينبغي أن يكون هناك تمييز بين مسؤولي حزب البعث وأعضاء الحزب. ففي حين يتحمل الموظفون الرسميون المسؤولية عن القمع والعنف وينبغي أن يمنعوا من الخدمة العامة، فإن ما يقرب من خمسة ملايين عراقي قد أصبحوا أعضاء في الحزب في سبيل مواصلة البقاء المهني حصراً. إن هؤلاء العراقيين ليسوا مسؤولين عن طغيان صدام، وفي الحقيقة ربما قد عانوا من طغيانه، ولهذا ينبغي إدخالهم إلى الخدمة العامة وجهود إعادة البناء.

ثالثاً، ينبغي أن تمنع قوات الولايات المتحدة الخلاف السني ـ الشيعي، والذي قد يجر سورية وإيران نظراً للارتباطات السنية مع الأولين والروابط الشيعية مع الآخرين.

ـ تحديات على نطاق المنطقة:

إن المهمة الأولى والرئيسية أمام الولايات المتحدة وأوروبا هي المساعدة على حل القضية الفلسطينية. فالألم الناشئ عن الصراع الإسرائيلي، الفلسطيني يمنع العرب من رؤية سياسة الولايات المتحدة بشكل إيجابي. ينبغي أن يصاحب الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات والجهود لإنهاء التحريض على معاداة السامية في العالم العربي، ضغط معادل على رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون وجهوده لوقف توسيع المستوطنات اليهودية. ورغم أن القيادة الفلسطينية ينبغي أن توبخ لتصرفاتها وقراراتها، فإن القيادة الإسرائيلية ينبغي أن تتوقف عن الكلام عن المفاوضات بطريقة تسبغ على إسرائيل صفة المالك الوحيد للأرض، إن خطاباً كهذا سيفهم على أنه استعمار وعنصرية. إن حلاً سلمياً وعادلاً، يتوصل إليه بالتفاوض هو أمر أساسي إذا كان يراد لسياسات الولايات المتحدة أن تنجح في المنطقة، وإذا كان يراد لليبراليين العرب أن يواصلوا الإصلاحات.

ثانياً، تشكل الانشقاقات بين الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا مخاوف جدية لليبراليين العرب. إن انقسامات كهذه تضعف قضية الليبرالية في العالم كله، وإن بذل الجهود لإصلاح هذه العلاقات أمر حاسم لإعادة البناء العراقي والدمقرطة الشرق أوسطية بشكل عام. لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتصرف، أو أن تصبح، قوة تنهمك في مصالحها بشكل فردي، وبتجاهل قاس لاهتمامات الأمم الأخرى.

ثالثاً، إن رأسمالية السوق الحرة، في حين أنه أمر جيد للأثرياء في الغرب، إلا أنه ليس مناسباً تماماً للشرق الأوسط. إن عنصر الرفاه الاجتماعي أساسي للمنطقة، والديمقراطية الاجتماعية واجبة للتقليل من معدلات الفقر وتحسين مستوى معيشة الفرد.

رابعاً، إن ممارسات الولايات المتحدة الداخلية بعد أحداث 11/9 قد اختصرت هذه المأساة إلى إيديولوجية. لقد تسببت المخاوف ذات الأساس الأمني في حت حريات مدنية معينة في أمريكا، وهو قدوة سيئة للشرق أوسطيين الذين يكافحون ضد أنظمة تقيد الحريات المدنية.

أخيراً، فإن الولايات المتحدة هي حجر ارتكاز الحرية، والديمقراطية، والمشروع الخاص، والتنوع الثقافي، ولا يستطيع أي ليبرالي حقيقي أن يكون معادياً للأمركة، إنها الليبرالية.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |
ـ