مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الجمعة 17 / 05 / 2002م

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |

.....

   
 

متابعات

إعداد قسم الترجمة والمتابعة

مواجهة صدام:

السيناريوهات الأفضل والأسوأ

جيوفري كمب: مدير البرامج الاستراتيجية الإقليمية في مركز نيكسون.

ماتزال نظرة واشنطن الحالية إلى سياسة العراق مثيرة للجدل. ففي حين يعتقد بيت بوش الأبيض أنه ينبغي إزاحة صدام من السلطة قبل نهاية فترة الرئيس الأولى في 2005، إلا أنه لم يتم اتخاذ قرارات بكيفية وتوقيت إسقاط النظام. وكذلك فيما لو كان الجهد أمريكي سيكون جزء من ائتلاف دولي أو أنه سيكون مواجهة أحادية يبقى غير واضح.

يعتقد أن ثلاثة خطط رئيسية حول تجريد صدام من السلطة يتم تداولها في الحكومة الآن. الخطة الأولى، التخطيط على أساس الدروس التي استفيدت من الحرب الأفغانية الأخيرة في أفغانستان، الدعوات لحملة عسكرية قصيرة ومكثفة باستخدام القوة الجوية الشاملة، قوات أمريكية برية محدودة، وقوات عراقية محلية من المنفيين العراقيين، والتي تشكل رأس الحربة لاستبدال النظام حال انهياره.

خطة عسكرية أخرى (الثانية) أكثر تقليدية وتضع تعزيزاً كبيراً من القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة لتتضمن ما يزيد على مائتي ألف من القوات الأمريكية البرية.

إن الإعداد لهذا المستوى من الجهد قد يستغرق سنة وهو متأسس على الافتراض بأن القوات الأمريكية عليها أن تقوم بنفسها بمعظم عملية القتال على الأرض وفي الجو لتضمن نتائج حاسمة للحملة. فيما لو كانت هذه العملية ستتضمن احتلال بغداد والدور الذي سيتم إسناده إلى قوات المعارضة العراقية هي تفاصيل ينبغي العمل عليها. ستتطلب هذه الخطة حصول الولايات لمتحدة على عدد من التسهيلات العسكرية في العالم العربي.

الخطة الثالثة، والتي تدعو إليها الـ سي.آي. إيه، تقوم على العمل بجهد أكبر لاستغلال الانشقاق الداخلي في العراق وتشجيع حدوث انقلاب في الجيش يزيح صدام وحاشيته عن النظام. متفادياً بذلك الحاجة إلى استخدم قوات الولايات المتحدة ومن الممكن تقديمه للعالم كعملية عراقية أصيلة.

يظهر مؤيدو الاستخدام المبكر تفاؤلاً كبيراً فيما يتعلق بسهولة إزاحة صدام والفوائد الاستراتيجية التي ستتبع ذلك. فالنصر في العراق سيجلب حكومة أفضل وأكثر إنسانية للشعب العراقي وستضغط على جيران العراق، بمن فيهم إيران، ليغيروا أساليبهم، خصوصاً فيما يتعلق بالإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل وحقوق الإنسان. وسيصبح العراق دولة مستقرة وموحدة. وبعد مرور وقت، سيصبح حل النزاع العربي الإسرائيلي أكثر قابلية للتحقق. ويمكن أن يتبع ذلك ازدهار اقتصادي مع بلايين دولارات الاستثمارات الأجنبية التي ستتدفق إلى العراق لإعادة بناء البلاد.

إلا أن السيناريوهات الأكثر تشاؤماً تشير إلى أنه إذا لم تحصل حملة الولايات المتحدة على الشرعية الدولية، والتي يفضل أن تكون ممنوحة من مجلس الأمن، فإنها لن تكون مدعومة من قبل معظم البلاد الموجودة حالياً ضمن الائتلاف ضد الإرهاب، قد لا يسبب هذا مشكلة إذا تحقق الانتصار في الحرب بسهولة. ولكن ماذا لو سارت العملية باتجاه خاطئ؟ أحد المخاوف أنه وبما أن سياسة الولايات المتحدة تقتضي إزاحة النظام، فإن صدام وجنوده لن يكون لديهم خيار سوى القتال. في هذه الظروف، لن يردعهم شيء عن استخدام كل أسلحة الدمار الشامل التي ماتزال بحوزتهم. وسيقومون على الأرجح بإطلاق أسلحة كيميائية وبيولوجية على قوات الولايات المتحدة، وإسرائيل، والأكراد، والكويت، والعربية السعودية. ولو سقطت أي من أسلحة الدمار الشامل على إسرائيل وتسببت بإصابات خطيرة، فإن إسرائيل سترد بشكل شامل، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى إشعال شرارة نار حرب إقليمية أوسع، ذات نتائج خطيرة لاستقرار الأنظمة العربية الرئيسية. ثانياً، قد تكون الإطاحة بالنظام في العراق أصعب مما يقترح المتفائلون، حتى لو تم استخدام قوة ضخمة. إن القيام بتفجيرات معززة ستدمر بالتأكيد معظم البنية التحتية العراقية، إلا أنه لا توجد ضمانة على أنها ستدمر القيادة أو تؤدي إلى التخلص من جميع أسلحة الدمار الشامل. من الأرجح أن تؤدي حملة تفجيرات إلى قتل الكثير من المدنيين العراقيين، وستخلق أزمة إنسانية. إن احتلال بغداد قد يثبت أنه عملية مكلفة. وفيما إذا ظهر صدام حسين رغم الحملة العسكرية حياً وغير مأسور، فإن العملية ستعتبر فاشلة إضافة إلى نتائج كارثية على الصعيد السياسي لبوش.

إن التكاليف الاقتصادية لحرب كبرى قد تكون عالية. في 1991، كدست الولايات المتحدة بلايين الدولارات للدعم المالي لعاصفة الصحراء من الكويت، والسعودية، واليابان ودول أخرى. أما في هذه المرة فإن دافعي الضرائب الأمريكيين هم الذين سيدفعون الفاتورة. إن حرباً مديدة قد تسبب تطاير أسعار أسواق النفط. وقد تؤدي إلى تعطيل عملية التزويد متسببة في ارتفاع حاد قصير الأمد في وقت تمر فيه الاقتصاديات الآسيوية بمشاكل ويخر الاقتصاد الأمريكي فيه من ركود.

إن هذين، بالتالي، سيناريوهان بالغا التطرف. وعلى الأرجح فإن أي عملية عسكرية ضد العراق لن تكون لا بتلك السهولة ولا بتلك الدرجة من الفظاعة كما يحدد السيناريوهان. ومع ذلك فإن هناك فائدة مرجوة من التفكير حول الحالات (الأفضل) و(الأسوأ). سيتم مناقشة هذه المسائل في منتديات كثيرة في الأسابيع والأشهر القادمة. فمن المهم وجود حوار عام ومفتوح حول الخيارات المتاحة.

السابق

for

S&CS

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرقصحيفية الشرق العربي  |