سياسة
الشرق الأوسط الجديدة
إلى
أين نحن ماضون، وكيف نصل ؟
السفير
دنيس روس
و باتريك كلاوسون
أعد
تقرير المنتدى السياسي الخاص هذا
ناتان ساتش.
في 1/3/2002/، عقد
معهد واشنطن منتدى سياسيا لمناقشة
القضايا الأساسية التي تواجه سياسة
الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
اليوم. وكان اثنان من المتكلمين السفير
دنيس روس، المستشار والزميل البارز في
المعهد، والدكتور باتريك كلاوسون،
مدير الأبحاث في المعهد. فيما يلي
تقرير موجز عن ملاحظاتهم .
السفير دنيس روس
الميدان العربي
الإسرائيلي : الحاجة إلى عامل خارجي
جديد:
لا رئيس الوزراء
أرييل شارون ولا مسؤول السلطة
الفلسطينية ياسر عرفات كان بإمكانهم
أن يتنبآ منذ عام بما يحدث اليوم..
أعني، تصعيداً لولبياً للإرهاب
والانتقام. لقد اعتقد شارون أنه
وبالإصرار على "لا مفاوضات مع وجود
إطلاق النار" وبزيادة الضغط على
الفلسطينيين، فإن بإمكانه أن يوازن
الوضع. بإرسال ابنه للقاء عرفات، فقد
سعى كذلك ليوصل رسالة بأنه سيفاوض
حقيقة حال توقف العنف. واعتقد عرفات أن
الصدع سيزداد عمقا في المجتمع
الإسرائيلي، أو أن ازدياد الوضع سوءا
سيؤدي إلى تدخل دولي سيقوم إما بفرض حل
أو بتمكينه من المناورة بحرية أكبر.
ولو لم يحصل أي منهما على ما كان يأمله .
إن خطر مأزقٍ
كهذا كان واضحا للولايات المتحدة حتى
قبل نشوب انتفاضة الأقصى في 28إيلول/2000.
إلى حد ما، فإن محادثات كامب ديفيد
كانت محاولة لرؤية ما، إذا كانت حكومة
كلينتون تستطيع الاستفادة من استعداد
باراك للوصول إلى مدى بعيد في
المفاوضات قبل أن يحدث اندلاع كهذا.
لقد انبثقت مدرستان للتفكير في حكومة
بوش الحالية:
1) لا مفاوضات
ممكنة أو محتملة قبل أن يشعر الطرفان
بالإنهاك ! و 2) إن الانتظار حتى يصل
الطرفان إلى حد الإنهاك أمر بالغ
الخطورة، فيه مجازفة بالوصول إلى وضع
يصبح السلام فيه مستحيلاً .
لسوء الحظ، فإن
من غير المرجح أن يتغير الوضع بشكل
ذاتي. في إسرائيل، تبدو حكومة شارون
عموماً مستقرة في المدى القصير، رغم
وجود ضغط متزايد على المدى الطويل على
رئيس الوزراء من كل من اليمين واليسار .
على وجه التحديد،
فإن هناك خميرة جديدة في جناح اليسار..
والذي كان صامتا لما يزيد عن عام.. ناشئ
عن الشعور بأن سياسة الحكومة الحالية
لا يقود إلى أي مكان. على الجانب
الفلسطيني، من غير المرجح أن يتم إنقاذ
عرفات، رغم أنه قد يشعر بأنه كان هناك
تطورات إيجابية، مثل الجدال الداخلي
في إسرائيل، والاهتمام الأوروبي
بتقديم مبادرة، والمبادرة السعودية
الأخيرة .
سيحدث التغيير
فقط إذا دخل عامل خارجي جديد إلى
الصورة وأعطى جميع الأطراف سببا
للتراجع، والتريث، وتغيير سلوكهم هل
المبادرة السعودية هي هذا العامل
الجديد؟ إنها تقدم تطبيعا كاملا مع
إسرائيل في مقابل انسحاب كامل إلى حدود
4/حزيران/1967،. إن المبادرة ليست جديدة
بشكل جوهري، ولكنها جديدة من جهة نفسية.
جوهريا، فإن عرضها السلام مقابل الأرض
هو نفس ما تضمنه مؤتمر مدريد في 1991.
نفسيا، فإنها مميزة بسبب توقيتها. إن
السعوديين يقومون بإرسال إشارة إلى
الإسرائيليين بأن السلام ما يزال
ممكنا، ولكن هناك ثمنا ينبغي دفعه.
بالنسبة للفلسطينيين، يقدم السعوديون
مظلة سياسية يستطيع الفلسطينيون تحتها
تبرير إيقاف العنف لسلوك الطريق
السياسي. حتى مع ذلك، فإن الأفكار
السعودية ينبغي أن ينظر إليها كنقطة
بداية للمفاوضات، لا كمبدأ جديد أو
شعار للتنفيذ .
إن محدودية
الفكرة السعودية يعود إلى بعدها عن
الواقع اليومي للعنف. أحد الجسور
الممكنة بين الاقتراح السعودي والواقع
اليومي أن تقوم الولايات المتحدة
بدعوة لسعي جديد لإيقاف العنف، والطلب
من إسرائيل أن توقف الهجمات على
الفلسطينيين لمدة عشرة أيام. هذا سيمكن
الفلسطينيين من عمل ما يعرفون في
الحقيقة أنه يتوجب عليهم عمله.. تنفيذ
وقف حقيقي لإطلاق النار، كبح الجماعات
المسلحة، القيام باعتقالات جدية، وبدء
عملية نزع أسلحة المنظمات الإرهابية.
لو فشلت هذه المحاولة في إيقاف إطلاق
النار، فإن الولايات المتحدة تستطيع
تعليق علاقاتها مع عرفات، رغم أنه ليس
من الضروري أن تقطعها بشكل دائم، إن من
الممكن البدء بميكانزمية تنت ـ ميتشيل
والانطلاق في عملية سياسية بعد أن يتم
الاتفاق لمدة من الزمن .
باتريك كلاوسون:
العراق : نظام خطر يمتلك أسلحة خطرة :
في خطابه في 29 /كانون
ثاني/ 2002 قال
الرئيس جورج بوش: إن الولايات المتحدة
الأميركية لن تسمح لأكثر أنظمة العالم
خطورة أن تهددنا بأكثر أسلحة العالم
فتكاً..."هذان المعياران.. أنظمة خطرة
مع أسلحة فتاكة.. من الممكن أن تنطبق
بسهولة تماما على العراق. إن العراق هو
النظام الوحيد في العالم الذي لم يشجب
هجمات11/9، وهو أيضا النظام الوحيد في
العالم الذي أمره مجلس الأمم الأمن
التابع للأمم المتحدة بتسليم أسلحته
للدمار الشامل وقد أكد الرئيس أيضا،"
لن أنتظر الوقت الذي يحتشد فيه الخطر،
لن أقف جانبا في حين يقترب الخطر أكثر
وأكثر ."
إن التركيز على
جهود مكافحة الإرهاب في حكومة
الولايات المتحدة إنما هو على منع حدوث
هجمات جديدة، لا الرد فقط على هجمات قد
حدثت. إن موقف الرئيس بوش في هذه
القضايا يحظى بتأييد قوي من أشخاص
ديمقراطيين مقدمين من مثل جوزيف
ليبرمان ونائب الرئيس السابق آل غور.
كل هذه العوامل.. وتحليل التهديد،
والتركيز على الوقاية، ودعم الحزبين..
أدى إلى الاستنتاج بأنه قد آن الأوان
للتعامل مع مشكلة العراق .
إنه ما يزال غير
واضح على نحو كبير، ما الذي سيتم عمله
مع العراق بالضبط. إن هؤلاء الذين
يتمنون تجنب استخدام القوة ما تزال
لديهم فرصة لإثبات أن التهديد الذي
تشكله أسلحة الدمار الشامل العراقية
يمكن التخلص منها بشكل سلمي. ومع ذلك،
فإن الوقت قصير، وحتى هذا الوقت، تم
القيام بأمور قليلة للتوصل إلى هذا من
قبل الأطراف المعنية، كالفرنسيين
والروس.
سيجتمع مجلس
الأمن لمناقشة موضوع العراق في 30/5،
ودور مفتشي الأسلحة ينبغي أن يكون قضية
أساسية في هذه النقاشات. إن هناك عدة
مشاكل في الاعتماد على المفتشين :
* عندما يتم
استئناف التفتيشات، فلن يكون هناك
نتائج ملموسة لأشهر، يستطيع العراقيون
خلالها خلق الكثير من العقبات أمام
المفتشين. وقد زاد هذه المشكلة سوءا
قرارات مجلس الأمن التي تقدم للعراق
تعليقاً للعقوبات فور أن يبدأ التعاون
مع التفتيشات .
وبتعليق
العقوبات، يفقد العراق الدافع لأن
يسمح بتفتيشات أكبر .
* لم يظهر صدام
حسين أي نية للتعاون مع أي شكل من أشكال
التفتيش، كما تبين في رده الأخير على
رسالة رئيس الوزراء التركي بولندا
إيجفيت والتي دعاه فيها إلى السماح
بعودة المفتشين. إن السماح بعودة
المفتشين يهدد صدام: فحكمه يعتمد على
صورته القوية، والتي ستتأثر بقوة فيما
لو انحنى لمطالب الولايات المتحدة .
*إن حكومة بوش
ليست ملتزمة باتفاقيات الحد من انتشار
الأسلحة كما كانت الحكومات السابقة،
وهي بالتأكيد سترفض الاقتراح القائل
بأن بعض عمليات التفتيش وإن لم تكن
كاملة أفضل من عدم وجود عمليات مطلقاً .
عندما يقوم نائب
الرئيس ديك تشيني بزيارة المنطقة في
الأسابيع القادمة، فإن النقطة
الأساسية التي ينبغي أن ينقلها هي أن
الولايات المتحدة عازمة على التحرك في
المسألة العراقية في الوقت الذي تعمل
فيه مع حلفائها في الشكليات العملية
وتواجه مخاوفهم بقدر الإمكان. سيكون من
السابق لأوانه مناقشة تفاصيل كيفية
استخدام الولايات المتحدة للقوة فيما
لو احتاجت لذلك. وتبقى القرارات الصعبة
حول استراتيجية عامة لأي عملية عسكرية
مشابهة تحديداً :
* التحرك بشكل بطئ
أم سريع؟ سيتيح الصبر فرصة لتنظيم قوات
المعارضة العراقية واستكمال مخزونات
الذخائر. من ناحية أخرى، فإن تحركاً
سريعاً سيقلل الوقت أمام صدام
للاستعداد لإجراءات مضادة، مثل
استخدام أسلحة الدمار الشامل .
* التحرك بشكل
ثقيل أم خفيف؟ إن قوة برية أميركية
ضخمة ستزيد من احتمالية نصر سريع،
وتزيد فرص قيام الكثير من الجنود
العراقيين بالاستسلام أو الفرار. ومع
ذلك فإن الاعتماد على المعارضة
العراقية لتشكيل القوات البرية سيجعل
من الممكن إظهار النصر على أنه تحرير
للعراق من الداخل بصورة أكبر، مما
سيضفي المصداقية على حكومة ما بعد
الحرب العراقية .
|