|
سورية
والحرب على الإرهاب ـ تقييم لما
بعد11/9
الجزء
الأول
ماثيو
ليفيت 23/1/2002
الجزء الأول من هذه المتابعة
السياسية ذات الجزئيين تناقش دعم
سوريا المستمر للإرهاب، بينما سينصب
الجزء الثاني على خيارات الولايات
المتحدة السياسية للتعامل مع رعاية
سوريا للإرهاب .
بينما تتفحص إدارة
بوش الخيارات للمرحلة القادمة في
الحرب على الإرهاب، تم توجيه اهتمام
ضئيل إلى سورية، رغم حقيقة أن نظام
الدكتور بشار الأسد كان من بين أكثر
الأنظمة الداعمة للإرهاب نشاطا حتى
بعد 11/9 .
خلفية
:-
إن سورية عضو بامتياز، في لائحة
الإدارة الأمريكية، لداعمي الإرهاب،
وخاضعة لعقوبات اقتصادية قاسية نسبيا،
ومع ذلك فإن الجهود لإقناع أو إخضاع سورية للتخلي عن الإرهاب
بالقول و الفعل كان له تاريخيا أولوية
أقل من تشجيع التحديث السوري،على
مستوى الدبلوماسية العربية _
الإسرائيلية.
في الحقيقة فإنه يبدو أن الإدارات
الأمريكية المتتابعة تتصرف وفقا
للفرضية: بأن الطريق إلى إنهاء الدعم
السوري للإرهاب إنما يتم عبر معاهدة
سلام سورية _ إسرائيلية. ومنذ أن انخفضت
احتمالات سلام سوري- إسرائيلي بعد قمة (كلينتون
–الأسد) الفاشلة في شهر3/2000 فإن كلا
الهدفين: إنهاء الإرهاب السوري،أو
السعي إلى سلام إسرائيلي –سوري أصبحا
ذوي أولوية عالية للولايات المتحدة.
بعد هجمات القاعدة في سبتمبر ، ركزت
إدارة بوش مرة أخرى على دور الدول
الراعية للإرهاب ولكن بطريقة ملتوية.
إن تعبير الرئيس بوش في إعلان 20/9 (..من
هذا اليوم وصاعدا فإن أي أمة تستمر في
إيواء أو دعم الإرهاب ستعتبر من قبل
الولايات المتحدة كنظام معادٍ) ويقدم
بشكل ضمني للدول الراعية للإرهاب عفوا
واقعيا عن التصرفات السابقة في حال ما
إذا تخلت عن خيار الإرهاب، وانضمت إلى
حملة للقضاء على الإرهاب، هذه الرسالة
تم تعزيزها في مواجهة الحالة السورية
عندما لم تعارض الولايات المتحدة
انتخابات سوريا إلى النادي الأكثر
نخبة لأمن العالم،(مجلس الأمن) التابع
للأمم المتحدة بعد أسبوع واحد.
سجل سوريا
بعد 11/9/
منذ 11/9 اتخذت سوريا بعض الإجراءات
الإيجابية في الحرب على الإرهاب وهي
تتضمن ما يلي :
- الاعتقال الذي نبأت
به التقارير في مدينة دير الزور لأربعة
مواطنين سوريين وعدد غير محدد من
الأجانب يزعم انتسابهم إلى القاعدة (أخبر
عنهم في بلاغ 23/11 من منظمة حقوق الإنسان
السورية).
- توفير حرية الوصول
لعميل في (اف. بي. آي) ليقوم بزيارة إلى
حلب ويسأل أشخاصا عرفوا العقل المدبر
لعملية 11/9 ، محمد عطا في أواسط عقد
التسعينات، ورغم أنه كانت تقارير عن
هذا في عدة مقالات صحفية، إلا أن
المسؤولين السوريين قد أنكروا أيضا
وجود أي تعاون رسمي بين سوريا و (اف. بي.
آي).
- مشاركة المعلومات
مع وكالات الولايات المتحدة، عن الناس
والمنظمات ذات الصلة بالقاعدة، وقد
استشهدت (النيويورك تايمز) بمسؤولين
تابعين للولايات المتحدة، زاروا سورية
بدون ذكر أسمائهم، بينما كانت تقرر أن
مسؤولا كبيرا في (سي آي إيه) عقد
مناقشات سرية مع نظير سوري، تتعلق
بالقاعدة، وفي حين أنه غير مؤكد، فإنه
يشك بأن بعض التعاون الاستخباراتي،
متركز على (مأمون دركزنلي) رجل
الأعمال السوري الهارب، الذي يبدو أنه
قد شكل قناة مالية رئيسية بين خلية عطا
في هامبرج والقاعدة.
- تصريحات عامة من قبل
مسؤولين سوريين تشير إلى أن مراكز
المنظمات في سورية تقيد نفسها بالنشاط
السياسي الذي لا يحوي عمليات إرهابية .
- تقارير عن انخفاض
تدفق الأسلحة من طهران إلى دمشق، والتي
تنقل تحت الحماية العسكرية السورية
إلى حزب الله في لبنان تم في الأسابيع
السابقة لاختيار سورية
إلى مجلس الأمن، هذا الانخفاض
الظاهر والذي تقول المصادر الآن أنه
كان قصير الأجل تمت ملاحظته أصلا من
قبل مسؤول في وزارة الخارجية
الإسرائيلية غير مذكور الاسم، ذكر في
صحيفة القدس .
الدعم
المستمر للإرهاب:
رغم أهمية هذه الإجراءات فإن
الفكرة الأساسية الأكثر أهمية في
سياسة سورية تجاه الإرهاب منذ 11/9 هي
العمل كالمعتاد، في الحقيقة فإنه لا
يبدو أن أي دولة قد نبذت مبادرة إدارة
بوش للحرب على الإرهاب بعيدة المدى،
بأسلوب رافض كما فعلت سورية .
وفقا لإدارة الولاية فإن سبعاً من
الجماعات الثماني والعشرين المذكورين
في تقارير عن الإرهاب العالمي، قد
تلقوا مستوى من الرعاية والدعم من
سورية، وعدد من المصنفين من خواص
الإرهابين مثل مسؤول حماس الكبير: موسى
أبو مرزوق، وقائد الجهاد الإسلامي
الفلسطيني: رمضان عبدالله شلح، وهم
ينسقون نشاطات إرهابية، من مراكز حيث
يقيمون في دمشق. إن الجماعات والقواد
يحرضون ويجندون ويدربون وينسقون
ويوجهون الإرهاب. في الحقيقة فمنذ 11/9
قامت ما لا يقل عن أربع منظمات: الجهاد
الإسلامي الفلسطيني، والجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين، وحزب الله، بإجراء
عمليات تتراوح من التفجيرات
الانتحارية إلى الاغتيالات و التي نشأ
عنها موت عشرات المدنيين، وموت وزيرٍ
في مجلس الوزراء الإسرائيلي.
إذا كان بالإمكان تبيين أي اتجاهات
فإن الأدلة تشير إلى أن الجهود السورية
لتعزيز الإرهاب قد اتسعت تحت حكم بشار
الأسد، فمنذ أن استلم بشار السلطة كشفت
السلطات الإسرائيلية أكثر من 20 من
ناشطي حماس الذين تم تجنيدهم في دول
عربية مختلفة وإرسالهم إلى سورية
للتدريب الإرهابي، وقد تلقى المجندون
تدريبا على الأسلحة، وكذلك دروسا في
إعداد المتفجرات والنشاطات
الإرهابية،وأخذ الرهائن والعمليات
الانتحارية. إضافة إلى ذلك فمنذ أن ورث
الأسد الرئاسة عن والده فإن هناك أدلة
قوية بأن حزب الله ذا الظهير السوري،
قد تحرك بنشاط إلى الميدان الفلسطيني،
عن طريق إرسال ناشطيهم ليحاولوا
الاعتداء بالإرهاب في إسرائيل (على
سبيل المثال حالة شهاب رضا (جيرهاد
سكيومان) الذي اعتقل في كانون الثاني
/2001 وعن طريق إنشاء روابط مع جماعات
إرهابية في الضفة الغربية وغزة وبين
العرب والإسرائيليين (على سبيل المثال
فإن ناشطي حزب الله الذين يعملون مع
العقيد إياد مسعود (قوة 17 في غزة) قد
أداروا كما تقول التقارير شعبات
صغيرة، وهجمات الهاون ضد مدنيين
إسرائيليين في غزة، وعلى نحو مشابه فقد
جند ناشط من حزب الله خلية إرهابية من
العرب الإسرائيليين من قرية أبو سنان
على بحيرة طبرية والتي تم كشفها من قبل
السلطات الإسرائيلية بينما كانت
الجماعة تخطط لعمليات اختطاف كانت
تستهدف الجنود الإسرائيليين .
إن استيلاء البحرية الإسرائيلية
على قارب أسلحة (كارني إيه) والتي كان
لحزب الله فيها دور مركزي وفقاً لدليلٍ
أدلى به ناطق الولاية الرسمي، ليس
المثال الوحيد على تهريب الأسلحة
المرتبط بسورية ووكلائها. في 12/2001/ على
سبيل المثال فتحت محكمة أمن الدولة
الأردنية محاكمة ثلاثة إسلاميين
متهمين بتهريب أسلحة مؤمنة من سورية
إلى الضفة الغربية، من أجل هجمات على
الإسرائيليين، وقد بقي اثنان من
المدعى عليهم مطلقي السراح، بمن فيهم
عبد المعطي أبو ملك الفلسطيني بوثائق
سفر سورية، وكان قد حكم عليه غيابياً
بخمسة عشر عاماً من الأشغال الشاقة.
في محاكمة 9/2000 التي حوكم فيها
ثمانيةُ وعشرون إسلامياً للتخطيط
لهجمات إرهابية في ذكرى الألفية
الثالثة .
في 7/2000 اعتقلت إسرائيل مواطنا
لبنانيا يسافر من سورية إلي الضفة عبر
جسر ألنبي بينما كان يحاول تهريب أسلحة
بما فيها صواريخ كاتيوشا في مركبته،
ومؤخرا أصدرت محكمة إسرائيلية ضد خمسة
من سكان دروز في الجولان والذين قبض
عليهم وهم يهربون ويسلمون قنابل عبر
الحدود السورية الإسرائيلية، الأسلحة
تحمل تعليمات التشغيل لتحقيق أكبر قدر
ممكن من الإصابات والتدمير للناس
والمركبات وكانت ستسلم إلى الضفة
الغربية .
خلاصة:-
إن مراجعة النشاط السوري حتى بعد
11/9 يقدم دليلا مقنعا بأن نظام الأسد
يبقى راعيا نشطا للإرهاب الدولي يعمل
على جبهات عديدة، وعبر منظمات عديدة،
في الحقيقة من بين الدول السبع الراعية
للإرهاب، على لائحة الولايات المتحدة،
فإن سورية تنافس الحكومة الإيرانية
نشاطاً أكثر في دعم الإرهاب، وفي حين
قدم السوريون بعض المساعدة فيما يتعلق
بالمعلومات ذات القيمة غير المحددة
على ارتباطات القاعدة بالسوريين
وسورية؛ فإن سورية قد قررت على ما يبدو
النبذ الفوري لعرض الرئيس بوش للعفو
فيما يتعلق بالإرهاب ضد إسرائيل
الأكثر جوهرية لسياسة سورية الإقليمية
.
|
