مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 11 - 04 - 2004م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

متابعة سياسية رقم 823

التهديد الذي يشكله حزب الله في أفريقيا

ماثيو ليفيت: باحث كبير في دراسات الإرهاب في معهد واشنطن.

في 25 كانون أول/2003، تحطمت الطائرة التابعة لاتحاد النقل الأفريقي (141) المتجهة إلى بيروت لدى إقلاعها من كتونو، بينين، في غرب أفريقيا. وفقاً لروايات في الصحافة العربية، فإن مسؤولاً في العلاقات الخارجية في الفرع الأفريقي لحزب الله اللبناني واثنين من مساعديه كانوا من بين القتلى. لقد كان مسؤولو حزب الله يحملون كما تقول الأنباء مليوني دولار متبرعاً بها، جمعت من الأثرياء من أصحاب الجنسية اللبنانية المقيمين في أفريقيا، لمقرات التنظيم في بيروت. في الحقيقة، فإن حزب الله يحتفظ بشبكة في العالم كله منخرطة في نشاطات مالية، ولوجستية، وعملياتية، وغالباً ما يكون ذلك بتعاون حميم مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية. إن ناشطي حزب الله في أفريقيا يقومون باستثمار وغسيل كميات كبيرة من الأموال، ويقومون بتجنيد ناشطين محليين، وجمع معلومات استخبارية قبل العمليات، ودعم نشاطات التنظيم ضد المصالح الإسرائيلية والأمريكية والغربية.

ـ التمويل الإرهابي:

وفقاً لمسؤولي الاستخبارات الأمريكيين والإسرائيليين، فإن أفريقيا تمثل الميدان الأكثر جذباً لجهود حزب الله لاستثمار، وغسيل، وتبديل الأموال، لأن تجمعات كبيرة شيعية ولبنانية مغتربة تقيم في القارة، ونظراً لعدم فعالية سلطة القانون المحلية.

ـ تبرعات المغتربين:

إن تقارير الصحافة العربية فيما يتعلق بالـ 2 مليون دولار التي فقدها حزب الله في تحطم الطائرة في 25 كانون أول/2003 قد نوهت إلى أن هذه الكمية تمثل الإسهام الدوري الذي يتلقاه الحزب من الوطنيين اللبنانيين الأثرياء المقيمين في غينيا، وسيراليون، وليبيريا، وبينين ودول أفريقية أخرى. إن حقيقة كون حزب الله قد أرسل مبعوثاً مباشرة إلى بينين لمواساة أبناء المجتمع اللبناني، يشير إلى الأهمية التي يضعها حزب الله  لهذه لتجمعات المغتربة. في الحقيقة، فإن تقرير استخبارات إسرائيلي يركز على عمليات تمويل حزب الله في ساحل العاج، والسنغال، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقاً) وجنوب أفريقيا قد قدر التقرير بأن التنظيم يستثمر مئات الآلاف من الدولارات الأمريكية سنوياً في القارة. كما هي الحال بين جميع الجماعات الإرهابية التي تستثمر أموالاً تحت غطاء التبرع الخيري، فإن بعض المتبرعين وُرطوا وهم جاهلون بذلك في تمويل الإرهاب في حين أن آخرين مشاركين في مشاريع تمويل حزب الله.

كما تشير التقديرات الإسرائيلية، فإن تمويل 2مليون دولار مرة واحدة وعن طريق مبعوث، أمر مميز في جرأته. إن آخر تمويل معروف بهذا الحجم كان في عام 1998، عندما حاول المغتربون اللبنانيون في السنغال تهريب ما يقرب من 1.7 مليون دولار إلى لبنان. في ذلك الوقت، ادعى المجتمع المحلي أن عملية التهريب كانت مجرد محاولة لتجنب القانون السنغالي، لا لتمويل حزب الله. على كل، فإن الاستخبارات الإسرائيلية تعتبر السنغال المركزَ الثاني لنشاط تمويل حزب الله في أفريقيا، بعد ساحل العاج.

ـ ابتزازات على طريقة المافيا:

لقد هاجمت عصابات منظمة من مؤيدي حزب الله الممتلكات التجارية العائدة للشيعة المحليين والمغتربين اللبنانيين الذين رفضوا الاستجداءات لدعم حزب الله. في الماضي، بدا أن هذه التكتيكات كانت مقتصرة على المنطقة الثلاثية الحدود في أمريكا الجنوبية، حيث تلتقي الأرجنتين، والبرازيل، والبراغوي. أما الآن، فإن ناشطي حزب الله من أمريكا الجنوبية (مثلاً، كريم دياب وعباس عبد الله، وكلاهما ممن تم نقلهما إلى أنجولا كما تقول التقارير) ربما يكونون قد صدروا مثل هذه التكتيكات إلى أفريقيا.

ـ ألماس غير شرعي:

يعتقد كذلك أن حزب الله يقوم باستثمار أموال كبيرة بالتعامل فيما يدعى (صراع الألماس) في سيراليون، وليبيريا، والكونغو، وهي ممارسة، كما تقول التقارير، حذت القاعدة حذو حزب الله فيها مستخدمة النموذج والاتصالات التي أسسها حزب الله. في شهادة الخبراء على الاتصالات بين صراع الألماس والإرهاب، فإن سفير الولايات المتحدة الأسبق إلى سيراليون ليون جوزف ملروز، وسفير سيراليون السابق إلى الولايات المتحدة جون لاي أكدا كلاهما أن الألماس المستخرج من المناجم في سيراليون يمول نشاطات جماعات إرهابية مثل حزب الله والقاعدة. وفقاً لديفيد كرين، المدعي العام في المحكمة الخاصة في سيراليون، فإن الألماس يمول الحرب على الإرهاب. يؤوي تشارلز تايلور إرهابيين من الشرق الأوسط بمن فيهم القاعدة وحزب الله، وهو يفعل ذلك منذ سنوات. إضافة إلى ذلك، فإن تقرير استخبارات بلجيكي صدر في تموز 2000، حدد تجار ألماس لبنانيين معينين وشركات مرتبطة بحزب الله، بمن في ذلك عماد عبد الرضا بكري، وعلي أحمد أحمد، وألماس أفروستارز    BUBA، وتريبل NV، وألماس عز الدين BUBA. وفقاً للتقرير، فإن هناك إشارات إلى أن أشخاصاً معنيين على علاقة بالارتباط اللبناني المذكور في ملف تهريب الألماس، يظهر كذلك في ملفات عن غسيل الأموال، وتجارة المخدرات وتمويل المنظمات الإرهابية اللبنانية مثل أمل وحزب الله. تربط تقارير الاستخبارات البلجيكية كذلك تجارة الألماس الكونغية بتمويل جماعات إرهابية مختلفة، بمن فيها حزب الله.

ـ التجنيد:

وفقاً لتقرير استخباري إسرائيلي حديث، في السنوات الأخيرة تم إرسال الكثير من التلاميذ الأجانب، بمن فيهم تلاميذ أوغندا وبلدان أفريقية أخرى، لدراسة العلوم الدينية في جامعات إيرانية، كإحدى وسائل تجنيدهم وتدريبهم كعاملين لحزب الله أو كعملاء استخبارات إيرانيين. على سبيل المثال، في أواخر عام 2002، اعتقل مسؤولون أوغنديون شافي إبراهيم، وهو قائد خلية من الشيعة الأوغنديين يعملون لإيران ومن الممكن لحزب الله. كان شريف وادولو قريباً لإبراهيم، و(وادلو) شيعي أوغندي آخر مطلوب للسلطات إلا أنه يعتقد أنه قد هرب إلى دولة خليجية لم تسم. وقد أكد إبراهيم وهو تحت الاستجواب أنه هو وجماعة من التلاميذ الأفارقة كانوا قد سافروا إلى إيران في عام 1996 بمنح لدراسة العلوم الدينية في جامعة رازافي في مشهد. اجتاز وادلو بعد ذلك التدريب الاستخباراتي والتخريبي في عام 2001 في مرفقين في منطقة (أمانيه) في شمال طهران. وقد تم تعليمهم إضافة إلى متدربين لبنانيين جدد من حزب الله، استخدام أسلحة صغيرة، وإنتاج عبوات متفجرة، وجمع معلومات استخباراتية قبل العمليات، والتخطيط لطرق الهروب، وتحمل تقنيات التحقيق. وقد أعطي التلاميذ تغطية زائفة، ومالاً، ووسائل اتصال، ثم أمروا بجمع المعلومات الاستخبارية للأمريكيين والغربيين الموجودين في أوغندة والبلدان الأخرى. مثل شبكات حزب الله في جنوب شرق آسيا، وهي شبكات ذات روابط قوية مشابهة مع الاستخبارات الإيرانية، وقد أمر إبراهيم ووادولو أيضاً بتجنيد أوغنديين مدنيين لمهمات مشابهة.

ـ عمليات إرهابية:

لقد حذر مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية مؤخراً من مؤامرة من حزب الله لاختطاف رجال أعمال إسرائيليين وديبلوماسيين في أفريقيا. وقد تضمن التحذير معلومات تهديد عامة تتعلق بنشاط حزب الله في القرن الأفريقي (خصوصاً أرتيريا، وإثيوبيا، وكينيا، والصومال، وتنزانيا) وكذلك معلومات استخبارية تحدد ديبلوماسياً واحداً على الأقل كهدف للاختطاف. وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين، فقد جاءت التحذيرات من عدد من المصادر وأعطت انتباهاً مضاعفاً في ضوء تهديدات السكرتير العام لحزب الله حسن نصر الله بـ (العمل ليلاً ونهاراً لخطف المزيد من الإسرائيليين) إذا لم يتم تضمين تفاوض لتبادل الأسرى.

وقد علق المسؤولون الإسرائيليون على تهديد الاختطاف، بإخبار الإعلام المحلي بأنهم يعتبرون القرن الأفريقي حساساً بشكل خاص لنشاط حزب الله، مضيفين، بالنسبة إلى حزب الله، فإن أفريقيا تشكل قاعدة مناسبة تماماً للعمليات فمن جهة فإن هناك قاعدة قوية للجماعات الإسلامية المتطرفة هناك، ومن جهة أخرى، فإن السلطات الأمنية المحلية ووكالات الاستخبارات متساهلون كثيراً.

ـ دعوة لليقظة:

إن التعزيزات القانونية الغربية والأفريقية والوكالات الاستخباراتية مستعدة مسبقاً للإنخراط في مضادة التهديد الذي تشكله القاعدة في أفريقيا. ولمكافحة هذا التهديد، فقد وصفت إدارة بوش القرن الأفريقي على أنه خط مواجهة في الحرب على الإرهاب، وأنشأت (قوة القرن الأفريقي المشتركة) والتي تتخذ من جيبوتي مقراً لها، لتقوم بتعطيل نشاط القاعدة في المنطقة. ومع ذلك، كان الاهتمام قليلاً بالنشاطات الأفريقية التي تقوم بها جماعات غير القاعدة، وكان حزب الله أقلها حظاً في ذلك الاهتمام.

إن الكشف عن كون حزب الله يحتفظ بـ (فرع أفريقي) ينخرط بفاعلية في نشاط مالي، ولوجستي، وعملياتي عبر القارة ينبغي أن تكون صيحة منبهة لأجهزة الاستخبارات المنخرطة في الحرب على الإرهاب. في ضوء مهمة الخلية الأوعندية لجمع معلومات استخباراتية ما قبل عملياتية عن المصالح الأمريكية الغربية، فسيكون من الحكمة أن تقوم أجهزة استخباراتية غربية باجتثاث شبكات حزب الله الأفريقية قبل أن يستفيدوا من معلومات كهذه. في الحقيقة، فإن مع ما يزيد عن 1800 من القوات الأمريكية في القرن الأفريقي، ينبغي أن يتذكر مخططو قوة الحماية سجل مسار حزب الله في تفجيرات مركبات انتحارية استهدفت قوات الولايات المتحدة في بيروت عام 1983 وفي السعودية العربية في 1996.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ