معهد
واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
متابعة
سياسية رقم 827
التهديد
الإيراني لقوات التحالف في العراق
ريموند
تانتر: باحث مساعد في معهد واشنطن.
في
13 كانون ثاني 2004، قال إيلي ليك، وهو من
النيويورك صن بأن عضوين كبيرين من فيلق
الحرس الثوري الإيراني قد لجؤوا إلى
قوات التحالف في العراق. هذا اللجوء
يشكل فرصة جديدة يمكن أن تنعكس على عدة
قضايا، بما في ذلك مساعي إيران للتسلل
إلى المجتمع العراقي الشيعي، وخطط
طهران المحتملة لاستهداف (إما بشكل
مباشر أو عن طريق وكيل لها) القوات
الأمريكية في العراق، والرد السياسي
الأمريكي الملائم لهذا التهديد
الإيراني المحتمل.
ـ
دعم إيران للإرهاب المعادي لأمريكا:
وفقاً
لنماذج إدارة الحكومة للإرهاب العالمي
في عام 2002 (والذي أصدر في نيسان 2003)،
تزود طهران حزب الله ذا المقر اللبناني
بـ (التمويل، والملاذ الآمن،
والتدريب، والأسلحة). إن دعماً كهذا
يقدر بـ 80 مليون دولار كل سنة، قد منحت
إيران وكيلاً إيرانياً ذا مدى عالمي.
على سبيل المثال، فإن تفجيرات حزب الله
الانتحارية ضد ثكنات المارينز
الأمريكية وملحق السفارة الأمريكية (في
بيروت في تشرين أول 1983 وسبتمبر 1984 على
التوالي) والتي قتلت حوالي 300
ديبلوماسي وجندي أمريكي. إضافة إلى
ذلك، فإن الأشخاص الـ22 الموجودين على
لائحة الـ (إف.بي.آي) للإرهابيين الأكثر
طلباً يتضمنون ثلاثة من ناشطي حزب الله
المتهمين باختطاف لطائرة (تي.دبليو.تي،
847) سنة 1985، والتي قتل خلالها غواص
في البحرية الأمريكية. لقد أظهر
الاختطاف الصورة غير المشهورة لطيار
أمريكي يخرج من غرفة الطيار في الطائرة
ومسدس موجه إلى رأسه. إضافة إلى ذلك،
وفقاً لتقرير في تشرين الثاني 1996، من
قبل الواشنطن بوست، فقد استنتجت
الاستخبارات السعودية أن جماعة محلية
تطلق على نفسها حزب الله كانت مسؤولة
عن تفجير شاحنة في حزيران عام 1996
للتجمعات العسكرية الأمريكية في (أبراج
الخبر) على ساحل الخليج الفارسي في
المملكة. يؤكد السعوديون كذلك على أن
هذه الجماعة المحلية كانت جناحاً لحزب
الله اللبناني. مؤخراً، أدلى السكرتير
العام لحزب الله الجنرال حسن نصر الله
بالملاحظات التالية في خطاب له ألقي
قبل أسبوع واحد من شن قوات التحالف
عملية الحرية العراقية، كما أذيع في
المنار، محطة المنظمة الفضائية
المستقرة في بيروت: (في الماضي، عندما
كان المارينز في بيروت، صرخنا: الموت
لأمريكا ! واليوم، والمنطقة مليئة
بمئات الآلاف من الجنود الأمريكيين،
فإن شعارنا كان وسيبقى: الموت لأمريكا
!) .
مع
ذلك فإن دعم إيران للإرهاب المعادي
لأمريكا ليس مقصوراً على حزب الله.
فوفقاً لإدارة الدولة، فإن بعضاً من
ناشطي القاعدة قد حصلوا على ملاذ آمن
لهم في إيران. تعتقد الاستخبارات
الأمريكية أن أحد هؤلاء الناشطين أبو
مصعب الزرقاوي، والذي تعرض إدارة
الحكومة للقبض عليه تحت برنامج (مكافآت
للعدل) مبلغاً يصل إلى 55 مليون دولار.
إن روابط إيران مع القاعدة قد يعود إلى
رحلة للمنظمة من أفغانستان بعد 11
سبتمبر. أثناء محاكمة هؤلاء المشتبه
بهم في تفجيرات السفارة الأمريكية في
كل من كينيا وتنزانيا في 1998، شهد أحد
المتهمين أنه كان قد قام بحماية
المؤتمرات بين ناشطي القاعدة وحزب
الله. إضافة إلى ذلك، فقد كشفت سجلات
التلفون في المحاكمة أنه، وأثناء
الفترة التي سبقت التفجيرات، فإن 10% من
المكالمات التي قام بها ابن لادن من
تلفونه الخلوي كان لإيران.
ـ
المساعي الإيرانية في ما بعد حرب
العراق:
ما
يزيد على ألفي رجل دين مدعومين من
إيران قد عبروا إلى العراق من إيران
منذ توقف الصراع الرئيسي في أيار 2003.
يحمل الكثير منهم كتباً، وأقراصاً
مدمجة، وأشرطة تشجع الإسلام القتالي.
إضافة إلى ذلك، ووفقاً لمصادر إيرانية
منشقة، فإن قوة القدس التابعة لفيلق
حرس الثورة الإيراني يقوم بتأسيس
خلايا مسلحة تحت الأرض عبر المنطقة
الشيعية الجنوبية في العراق، والذين
كثيراً ما يستخدمون الهلال الأحمر
الإيراني كواجهة. إن مصادر كهذه مقتنعة
كذلك بأن قوة القدس قد أسست كذلك مراكز
علاجية وجمعيات خيرية محلية في النجف،
وبغداد، والحلة، والبصرة، والعمارة
للحصول على الدعم من السكان المحليين.
إضافة إلى ذلك، ووفقاً لتقرير
الواشنطن بوست في أيلول 2003، فإن وكلاء
فيلق حرس الثورة الإسلامية الإيرانية
قد انتشروا إلى النجف لجمع المعلومات
الاستخبارية عن قوات الولايات المتحدة.
لقد سمحت طهران كذلك لأعضاء أنصار
الإسلام، وهو فصيل إرهابي ذي صلات
حميمة بالقاعدة، للعودة إلى العراق
والانضمام إلى المقاومة المعادية
لأمريكا.
حتى
عندما بدأت طهران بإرسال ناشطين
إيرانيين إلى عراق ما بعد الحرب، تسلل
أعضاء من حزب الله إلى البلاد كذلك.
ولأن معظم أعضاء حزب الله عرب، فإنهم
يشكلون وكيلاً إيرانياً أكثر فعالية
في العراق من العملاء الإيرانيين الذي
دربوا على العربية. وفقاً لمصادر
إيرانية منشقة (كما تم تأكيد ذلك
جزئياً من قبل الاستخبارات الأمريكية)
فقد كلفت طهران حزب الله بإرسال عملاء
ورجال دين إلى الجزء الأكبر من العراق
الجنوبي. في الحقيقة، فإن عمليات
الصراع الكبرى قد وصلت إلى غايتها، لقد
عبر محاربو حزب الله المقدسين إلى
البلاد ليس من سورية وحسب، بل من إيران
كذلك. مبدئياً، فإن هؤلاء الناشطين يصل
عددهم إلى المئة تقريباً، ولكن هذا
الرقم الصغير نسبياً يظهر خطر تأثيرهم
المحتمل على تصرف طهران. لقد أسس حزب
الله منظمات خيرية في العراق في سبيل
خلق سياق مؤيد للتجنيد، وهو تكتيك قد
جربته المنظمة سابقاً في لبنان مع
المقاومة الإيرانية. إضافة إلى ذلك،
ووفقاً لمحمد العلاوي، ناطق حزب الله
الرئيسي في العراق، فإن وكلاء المنظمة
يتصرفون كقوات شرطة محلية في العديد من
المدن الجنوبية (على سبيل المثال،
الناصرية والعمارة)، متجاهلين الحظر
الأمريكي على العسكريين. عموماً، يبدو
أن طهران تستخدم حزب الله لإمداد
اختراقها لمكاتب الحكومة العراقية
المحلية والنظام القضائي.
إضافة
إلى ذلك، فإن المصادر الإيرانية
المنشقة تقول بأن طهران قد استخدمت حزب
الله لتهريب العراقيين الذي يحيون في
إيران ليعودوا إلى بلدهم الأصلي. إن
هناك أعداداً كبيرة من العراقيين
لديهم جنسيات مزدوجة ويقيمون في إيران
منذ سنوات طويلة، وقد عمل بعضهم حتى
كضباط في فيلق حرس الثورة الإيرانية.
بإمكان حزب الله إخفاء ارتباطه الطويل
مع إيران ؛ في الحقيقة، فإن بعض هؤلاء
الأفراد قد انضموا في الظاهر إلى
الشرطة العراقية منذ انتهاء الصراع
الرئيسي. إن المصادر الإيرانية
المنشقة مقتنعة كذلك بأن حزب الله يغطي
مراكز تجمع الائتلاف في العراق وتتبع
توقيت ونظام التحركات التي تقوم بها
مركبات الائتلاف المختلفة، بما في ذلك
الدبابات، وحاملات الجنود المدرعة،
ومواكب السيارات (هذا الجزم لم يتأكد
بعد من قبل مسؤولي قوات الاستخبارات
الأمريكية). يقوم وكلاء حزب الله
بتسجيل مواقع مختلفة على أشرطة فيديو
مع فريقين من الأشخاص، والذين كثيراً
ما يستخدمون وسائل النقل العامة مثل
سيارات الأجرة. في بعض الأحيان تحتجب
مجموعة الأهداف في صورة مبتذلة (على
سبيل المثال، احتفالات الأعراس) وذلك
لتجنب أن يتم كشفها من قبل قوات
التحالف. إن تقارير كهذه تحاكي تصريحات
حزب الله العامة، والتي سمعت في وقت
مبكر يعود إلى أواسط نيسان، فيما يتعلق
باستعداده لمهاجمة قوات الولايات
المتحدة في العراق وقدرته المتزايدة
لفعل ذلك.
ـ
محادثات مع إيران:
لقد
جدد الزلزال المدمر الذي ضرب إيران في
كانون أول 2003 الجدل حول فيما إذا كان
ينبغي على واشنطن استئناف حوارها
الهادئ مع طهران. لقد توقف هذا الحوار
في ربيع عام 2003 بعد أن ربطت
الاستخبارات ناشطي القاعدة المقيمين
في إيران بسلسلة من التفجيرات
الانتحارية في السعودية العربية.
الآن، وبما أن طهران قد وافقت مبدئياً
على بعض القيود على برنامجها النووي،
فإن الإرهاب الذي تقوم إيران بدعمه
يتصدر قائمة الموضوعات التي ينبغي على
واشنطن مناقشتها مع طهران. قضية هامة
أخرى، هي مساعي طهران لإنشاء بنية
تحتية استخباراتية في العراق. قبل
استئناف حوار أمريكي إيراني، فإنه لا
يتوجب على واشنطن الإصرار على أن تقوم
إيران بطرد القاعدة وحسب، بل أن تطالب
كذلك بأن تنسحب جماعات أنصار الإسلام،
وحزب الله، وقوة القدس التابعة لفيلق
حرس الثورة الإيرانية من العراق. مع ما
يزيد على عشرة آلاف من قوات الائتلاف
متمركزين في جنوب العراق، بناء على
هجمات المنظمة الماضية ضد قوات
الولايات المتحدة في لبنان والسعودية
العربية، فإنه يجب على مخططي حماية
القوة أن يكونوا يقظين بشكل خاص من
مساعي حزب الله الاستخباراتية.
|