مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 19 - 05 - 2004م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

توسيع الاتحاد الأوروبي .. 

هل هو في صالح الولايات المتحدة؟

كيفين اندرسون

لم يثر انضمام عشر دول جديدة إلى الاتحاد الأوروبي الاهتمام في الولايات الأمريكية، حيث تركز الاهتمام على الشأن العراقي، والشئون الداخلية.

ولكن خبراء السياسات الخارجية في الولايات المتحدة ينظرون إلى توسيع عضوية الاتحاد الأوروبي على أنها أمر إيجابي يصب في صالح الولايات المتحدة، القوة العظمى الوحيدة.

فالدول المنضمة حديثا تعتبر اكثر ولاء للولايات المتحدة، ضمن رؤية وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد لـ"أوروبا الجديدة" .

وبعض الخبراء يعتقدون أن الدول الأعضاء التي انضمت مؤخرا إلى الاتحاد الأوروبي قد تكون حافزا لمزيد من التحرير للتجارة والنمو الاقتصادي، مما سيعود بأثر إيجابي على صادرات الولايات المتحدة إلى الاتحاد.

ولكن في الوقت الذي يستمر فيه التوتر في العلاقات عبر الأطلنطي بعد ما ثار من جدل بشأن شن الحرب على العراق، فإن بعض خبراء السياسات الخارجية يتوقعون أن يتسبب توسيع عضوية الاتحاد الأوروبي في تعقيدات مستقبلية في علاقات الولايات المتحدة بالاتحاد الأوروبي.

حكومات موالية للولايات المتحدة

وقال ماريان توبي، الخبير في معهد كاتو للأسواق الحرة، إن توسيع عضوية الاتحاد الأوروبي له فوائد واضحة للولايات المتحدة.

وقال: "الدول الجديدة التي انضمت للاتحاد هي دول أكثر موالاة للولايات المتحدة، وليس بالضرورة أن تكون شعوبها موالية لأمريكا، ولكن حكوماتها موالية".

وتبقى الولايات المتحدة اللاعب الأكثر فعالية في حلف شمال الأطلنطي، ناتو.

وقال توبي إن هذه الدول التي انضمت مؤخرا إلى الاتحاد تعتبر حلف شمال الأطلنطي ضمانة أساسية لتحقيق التوازن مع روسيا في المنطقة، وهو الأمر الأكثر أهمية في سياسات هذه الدول مع العالم الخارجي.

وقال: "إنهم يتخذون الولايات المتحدة ضمانة أمنية، وسيلزمونها بالقيام بدورها عندما يتعلق الأمر بالسياسات الخارجية".

وقد أرسلت بولندا والمجر قوات عسكرية للعمل تحت قيادة الولايات المتحدة في العراق، وكذلك فعلت رومانيا التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قريبا.

ويرى ماريان توبي أن موقف هذه الدول من موالاة الولايات المتحدة مستمر، حتى بعد انضمامها للاتحاد الأوروبي.

غير أن تشارلز كوبكان، عضو مجلس الأمن الوطني السابق للشئون الأوروبية في إدارة الرئيس بيل كلينتون، يعتقد أن التأييد للولايات المتحدة في وسط أوروبا يضمحل.

وقال: "أعتقد أن دول وسط أوروبا تراجع مواقفها كدول هي أقرب حلفاء الولايات المتحدة، وأنا أعتقد أن تأييدهم للولايات المتحدة لم يؤت الثمار التي كانوا يتوقعونها".

كما أن الولايات المتحدة تعمل على تخفيض ارتباطها الاستراتيجي مع أوروبا بشكل كبير وسريع، ويقول كوبكان: "لقد اعتقد دول وسط أوروبا أن العم سام سيوفر لهم الأمن، وهو ما لم يحدث".

قوة تحقق التوازن مع الولايات المتحدة

وليس سرا أن العديد من القادة الأوروبيين يحلمون بأن ينمو الاتحاد الأوروبي ليصبح قوة قادرة على تحقيق التوازن الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، سواء على المستوى الاقتصادي أو على المستوى السياسي.

وتتباين وجهات النظر في واشنطن بشكل واسع حول ما إذا كان توسيع عضوية الاتحاد الأوروبي سيعود بنتائج سلبية أم إيجابية على الولايات المتحدة.

والشائع في واشنطن كما يقول كوبكان أن نمو الاتحاد الأوروبي حجما سيجعل التعامل معه اصعب، وسيمنعه من التحول إلى قوة إقليمية متوازنة مع الولايات المتحدة.

وأضاف ماريان توبي أن البعض في واشنطن يعتقدون أنه من الضروري للولايات المتحدة أن تحافظ على موقع القطب الوحيد في العالم.

غير أنه في الوقت نفسه يرى أن الولايات المتحدة لا تملك من القوة ما يؤهلها للحفاظ على موقع القوة العظمى الوحيدة في العالم.

وقال: "إذا نمت أوروبا لتصبح القوة الثانية في العالم، ومن ثم تولت بعض المسؤوليات، مثل التعامل مع المشاكل التي تقع في محيطها، فسوف يكون ذلك أمر جيد.

وما دامت الدول المنضمة حديثا للاتحاد تحتفظ بعلاقات طيبة مع الولايات المتحدة، يعتقد توبي أن أوروبا على الأرجح لن تصبح قوة معادية للولايات المتحدة.

ويعتقد كوبكان أنه على الرغم من أن توسيع عضوية الاتحاد ستجعله صعب المأخذ نظرا لضخامته، فإنه سيضغط في اتجاه إجراء إصلاحات تعطي الاتحاد شخصية أكثر وحدة ومركزية.

وعلى الرغم من النزعة الموالية لأمريكا بين الدول الجديدة في الاتحاد الأوروبي، قال كوبكان: "أعتقد أن فكرة تحويل الدول المنضمة حديثا الاتحاد إلى قوة أكثر تعاونا استراتيجيا مع الولايات المتحدة، هي فكرة مبالغ فيها".

وأضاف أن مركز الدوران في الاتحاد الأوروبي يظل في بروكسل وبرلين ولندن وباريس.

وقال كوبكان إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدخلون اليوم على خط تاريخي فاصل في العلاقات عبر الأطلنطي.

وقال: "إن ما يمكن أن يكون الإنجاز الكبير الذي تحقق في القرن العشرين، حيث يوجد نطاق للسلام في الأطلنطي لا تتفاعل فيه موازين القوى، هو أن هذا النطاق في خطر".

وأضاف: "على الأمريكيين والأوروبيين أن يتبينوا أنه يجب عليهم أن يفعلوا ما يجب عليهم في سبيل إعادة العلاقات إلى سابق عهدها".

بي بي سي نيوزاونلاين - واشنطن- 4/5/2004السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ