مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 15 / 06 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

    متابعة سياسية رقم 753

       30 / 4 / 2003

تقرير الإرهاب لعام 2003

الإرهاب، مكافحة الإرهاب، والدول الراعية

اليوم، أطلقت الحكومة طبعة الـ 2002 من تقرير الإرهاب العالمي، التقرير الرسمي السنوي للإرهاب الدولي. يعرض التقرير وفقاً للتسلسل الزمني كلاً من الهجمات الإرهابية المدمرة والتقدم الملحوظ الذي يستهدف القاعدة في الحرب على الإرهاب. مع ذلك، فبالمقارنة مع خلفية الحملة الدولية الناجحة بشكل متزايد لمنع هجمات كهذه عن طريق استهداف جماعات إرهابية، فإن ما بقي هو نقص في بذل جهد مشابه في عام 2002 لاستهداف الدول الراعية، وهي مشكلة تستمر اليوم.

ـ (الهجمات الإرهابية في 2001):

في الوقت الذي انخفض فيه العدد الكلي للهجمات الإرهابية في عام 2002، فإن هذا يعكس انخفاضاً في الأحداث المعرفة تكتيكياً من قبل حكومة الولايات المتحدة على أنها (أعمال إرهاب دولي) مثل (الأعمال التخريبية ضد خطوط الأنابيب جنوب أمريكا) في الحقيقة، فقد قامت جماعات إرهابية دولية بتنفيذ هجمات إرهابية مدمرة طوال عام 2002.

إن القاعدة والجماعات الفرعية التابعة لها كانت نشطة بشكل خاص في عام 2002. لقد بدأت السنة باختطاف وقتل صحفي (الوول ستريت جورنال) (دانييل بيرل) في كانون الثاني. وتبع ذلك في نيسان تفجير شاحنة انتحاري لكنيس يهودي في تونس، والذي قتل (21) شخصاً، بمن فيهم 14 ألمانياً ورجلاً فرنسياً.

ـ في الشهر التالي، قُتل أحد عشر مهندساً بحرياً فرنسياً في تفجير سيارة انتحاري في كراتشي.

ـ وقُتل أحد عشر شخصاً في تفجير في حزيران استهدف القنصلية الأمريكية في كراتشي في باكستان.

ـ في تشرين أول، تم تفجير ناقلة نفط فرنسية في ميناء عدن اليمني.

ـ وبعد ستة أيام فقط، قتل حوالي (200) شخص من تسع وعشرين دولة في تفجيرات بالي، أسوأ حادث إرهابي بعد 11/9.

ـ في الشهر التالي ضرب المفجرون الانتحاريون فندقاً يملكه إسرائيليون وتم إطلاق صاروخين على الطائرة الإسرائيلية المؤجرة في مومباسا في كينيا.

لقد صمدت الجماعات الإرهابية الفلسطينية كذلك في عام 2002، سجلت الجماعات المختلفة واحدة من أكثر سنواتهم المميتة على الإطلاق، بما في ذلك ثلاثة وعشرون تفجيراً انتحارياً على الأقل. أما ضحايا هذه الهجمات فقد كان قتل (183) وجرح (1232). بما في ذلك مواطنين من الولايات المتحدة، وإسرائيل (يهود وعرب)، ورومانيا، وتايلند، والنرويج، والاتحاد السوفياتي سابقاً، وجنوب أفريقيا، وإثيوبيا. إن دلالة الدور المتزايد لحزب الله والذي يعمل على دعم الإرهاب الفلسطيني في 2002، لقد قدمت الجماعة خبيراً للمساعدة في بناء قنبلة فعالة في أكثر هذه الهجمات تدميراً، تفجير آذار الذي قتل (29) شخصاً وجرح (172) في احتفالات عيد الفصح في فندق بارك في نتانيا.

الأكثر إزعاجاً، كما وضحت الحكومة في تقريرها في تموز 2002، عن التزامات منظمة التحرير الفلسطينية وتجاوبها مع تلك الالتزامات. (لقد قام بعض قادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية بالقليل لمنع أعمال العنف.. وفي بعض الحالات شجعوا هذه الأعمال ومناخ التحريض على العنف). في الواقع، فإن الزعماء الفلسطينيين (يعلمون بوضوح) أن الجماعات الفلسطينية كانت تتورط في الهجمات وأن بعض مسؤولي السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية أنفسهم متورطون في هذه الهجمات، (في بعض الحالات وبالتنسيق مع الجماعات الأخرى التابعة لفتح أو مع حماس أو مع الجهاد الإسلامي الفلسطيني).

ـ نجاحات الحرب على الإرهاب:

رغم مأساوية هذه الهجمات، فإن عام 2002 قد سجل في الحقيقة نقطة تحول في الحرب على الإرهاب. فبنهاية العام، تم القبض على حوالي (300) زعيم وجندي من القاعدة من جميع أنحاء العالم، واستهدفت سلطات الولايات المتحدة (62) منظمة تدعم الجماعات الإرهابية وجمدت حوالي (125) مليون من موجودات الإرهابيين.

لقد أحبطت السلطات مؤامرات إرهابية في العالم كله، في البوسنة، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، ومراكش، والسعودية، واليمن، وباكستان، والولايات المتحدة. في الحقيقة، ففي الولايات المتحدة وحدها أفشلت الولايات المتحدة كلاً من (مفجر الحذاء) (ريتشارد ريد، في آخر أيام 2001) و(المفجر القذر) (جوزباديلا في أيار)، واعتقلت إرهابيين مشتبهاً بهم في بورتلاند، وسياتل، وديترويت، ولاكونا، ونيويورك وهذه بعض من الأماكن فقط.

أحد العوامل الرئيسية وراء قدرة السلطات على إفشال هذه المؤامرات هو اللائحة الطويلة من كبار مسؤولي القاعدة الذين تم القبض عليهم في عام 2002. أبو زبيدة، قائد عمليات القاعدة، تم القبض عليه في باكستان في 28/3، عن طريق زملائه المقربين من مثل ابو زبير هلالي في مراكش، وعمر الفاروق في عمان. آخرون، مثل عبد الرحيم ناشيري وأبو علي الحارثي في اليمن، تم قتلهم. في أيلول، تم إلقاء القبض على رمزي بن الشيبة، وهو متآمر مشترك في الهجوم على مركز التجارة العالمي، وقد تم إلقاء القبض عليه في باكستان وقد كان ذلك مؤشراً حاسماً في الحرب على الإرهاب قاد إلى أسر إرهابيين آخرين مطلوبين وإلى إحباط مؤامرات إرهابية.

لقد نعم المدعون كذلك بنسبة حظر في عام 2002، بما في ذلك أول إدانة ناجحة للإرهابيين في محاكم الولايات المتحدة بسبب تقديم (دعم مادي) للمنظمة الموصوفة على أنها منظمة إرهابية أجنبية. في تموز، أدين محمد وشوقي حمود بتقديم دعم لحزب الله كقادة خلية حزب الله في شارلوت، في شمال كارولينا.

لقد كانت سنة 2002 تتميز بنجاح مكافحة الإرهاب ضد الجماعات الإرهابية الفلسطينية كذلك. ورغم التنبؤات بأن عملية الدرع الواقي، العملية الشاملة لمكافحة الإرهاب التي أدارتها إسرائيل في الضفة الغربية في نيسان 2002 ستحصد فقط فوائد قصيرة الأجل، فإن حرمان الإرهابيين من الحرية التي كانوا يتمتعون بها سابقاً قد قطعت بقوة قدرتهم على إدارة هجمات ناجحة. في الحقيقة، فإنه باعتقال وقتل إرهابيين فلسطينيين، أضعفت إسرائيل قيادة الجماعات وجنودها. وعن طريق إدارة غارات مؤقتة والاستجابة لمعلومات تهديد مع نهايات مركزة، فقد كبحت إسرائيل قدرتهم على إدارة الهجمات.

ـ الدول الراعية:

استمرت إيران في كونها الدولة الرئيسية الراعية للإرهاب في العالم. إن رعاية الدولة الإيرانية للإرهاب لم تستمر فقط في عام 2002، في شكل دعم حزب الله والجماعات الفلسطينية، لقد أعطت إيران (الجهاد الإسلامي الفلسطيني) زيادة تقترب في التمويل بـ 70%، وخلال عام 2002 استمرت طهران في تدريب الإرهابيين في معسكرات في سهل البقاع اللبناني وفي إيران نفسها. تقدم إيران كذلك ملاذاً آمناً لاثنين من كبار القاعدة الهاربين، اللذين يترأسان لجنة الجماعة العسكرية، وكذلك أعداداً كبيرة من أفراد تنظيم القاعدة الآخرين. وفقاً لضابط استخباراتي عربي، فإن بعض أفراد من القاعدة أمروا بمغادرة البلاد في عام 2002، ولكنهم أخبروا بأنه قد يتم استدعاؤهم في وقت ما لمساعدة إيران.

سورية، والتي تحتل المرتبة الثانية في دعم الإرهاب بعد إيران مباشرة، بقيت على لائحة الدول الراعية للإرهاب بسبب روابطها الحميمة مع حزب الله والجماعات الإرهابية الفلسطينية التي تحتفظ بمكاتب لها في دمشق ولبنان التي تسيطر عليها سورية.

رغم أن نموذج تقرير 2002، كان متوقعاً أن يعطي إيماءة موافقة لدمشق لكونها متعاونة في الحرب على الإرهاب، خصوصاً عند استجوابها للمجند (محمد زمار) في عملية 11 أيلول وتعاونها بمعلومات تهديد حول مؤامرة تستهدف قوات الولايات المتحدة في البحرين. ولكن وثائق المحكمة الإيطالية ومكالمات التنصت على القاعدة التي كشف عنها مؤخراً في (اللوس أنجلوس تايمز) بينت أنه وأثناء عام 2002 كانت سورية محوراً للمجندين الذين تحركوا بين أوروبا ومعقل (أنصار الإسلام) العراقي. حتى عندما قدمت سورية تعاوناً محدوداً في الحرب على الإرهاب فقد سمحت قوات الأسد الحكومية بوجود (القواعد اللوجستية) الخاصة بالقاعدة في سورية. وفقاً للإيطاليين، فإن شبكة التهريب الإيطالية كانت تدار من قبل ناشط من القاعدة يدعى ملا فؤاد، الذي نظم تدفق المجاهدين إلى العراق عن طريق مدينتي دمشق وحلب السوريتين.

رغم التحرير الأخير للعراق، فإنه سيبقى على لائحة الإدارة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب لأنه لا توجد هناك حكومة عراقية ذات سيادة تقدم الشهادات الضرورية لإزاحته عن اللائحة.

ـ ظهور النماذج:

في الوقت الذي ماتزال فيه الجماعات الإرهابية الدولية عازمة على مهاجمة الأهداف الغربية، فإنهم يجدونه أمراً متزايد الصعوبة. للاستمرار في هذا المنحنى، يتوجب على المجتمع الدولي تقديم نفس العزم الذي استهدف به الجماعات الإرهابية لاستهداف الدول التي تموله وتدربه، وتقدم له ملاذاً آمناً، أو تدعم هذه الجماعات بأي طريقة أخرى.السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |
ـ