معهد
واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
متابعة سياسية رقم 749
14 / 4 /2003
الفوز
بالسلام في الشرق الأوسط:
مخطط
تفصيلي لسياسة حزبي الولايات المتحدة
في
9/إبريل/ 2003 أصدر معهد واشنطن وثيقة
سياسية رئيسية، الفوز بالسلام في
الشرق الأوسط: مخطط تفصيلي لسياسة حزبي
الولايات المتحدة بعد الحرب. دينيس
روس، ومدير معهد واشنطن، والزميل
المعروف زيجار، وروبرت ساتلوف مدير
للتخطيط السياسي والاستراتيجي، حيث
ناقشوا توصيات هذه الوثيقة، وفيما
يأتي تلخيصهما الموجز.
وقد
تم توقيع التقرير من قبل:
ـ
وزير الخارجية الأسبق لورنس إيجلبرجر.
ـ
المتحدث السابق باسم البيت الأبيض نوت
جنجرتش.
ـ
وزير الخارجية الأسبق ألكسندر هيج.
ـ
النائب الديمقراطي الأسبق روبرت كيري.
ـ
وزير الدفاع الأسبق وليام بري.
ـ
المدير الأسبق للاستخبارات المركزية
آر. جيمس وولسي.
لقد
صرح الرئيس جورج دبليو بوش أنه سيتم
نزع سلاح العراق.. سلمياً إذا أمكن،
وبالقوة إذا كان ذلك ضرورياً. وفي حين
أن اللجوء إلى الأسلحة لم يكن بالتأكيد
خياراً مفضلاً، فإن تصميم صدام حسين
على الاحتفاظ بأسلحة الدمار الشامل
خاصة يؤكد على أن الولايات المتحدة
وحلفاءها لن يكون أمامهم خيار سوى
التحرك العسكري. لم يكن الطريق إلى
الحرب شديد الانحدار إذا كان على
الولايات المتحدة الآن تجنب خوفاً
قديماً من الفوز بالحرب وخسارة
السلام، فينبغي أن تعكس أولويات
الحكومة ما بعد الحرب فهماً للتحديات
التي ستواجهها والاختيارات التي ستقوم
بها. في أعقاب الحرب يتوجب على
الولايات المتحدة
موازنة إدراك الفرصة التاريخية
لتكوير مصالح الولايات المتحدة في
الشرق الأوسط مع نظرة واقعية لما هو
ممكن وما ليس ممكناً.
ينبغي
أن تكون أولوية أمريكا الأولى الفوز
بالسلام بتوطيد الاستقرار في العراق
ومساعدة الشعب العراقي على المطالبة
ببلدهم بعد جيل من طغيان صدام. سيكون
هناك حاجة لقوة أمنية فعالة وحذرة، على
الأخص إذا استمرت بقايا النظام القديم
في المقاومة. إن توطيد الاستقرار في
العراق أمر ممكن وضروري، من أجل شعب
هذا البلد الذي عانى طويلاً ولصالح
القوات المتحالفة التي ستوفر الأمن
للبلاد بعد انتهاء نظام صدام حسين. فقط
إذا استثمرت الولايات المتحدة في
مساعدة العراقيين على بناء عراق جديد
فإنه سيصبح لديها موقف أخلاقي وسلطة
سياسية لتعزيز أهدافها الأخرى في
المنطقة: مقارعة الإرهاب وتسعى
لاكتشاف أسلحة الدمار الشامل، والدفاع
عن الديمقراطية واللبرلة في دول
المنطقة المنغلقة السلطوية. وإعادة
بناء إمكانية السلام بين العرب
والإسرائيليين. إذا لم نستثمر في
مساعدة العراقيين على إعادة بناء
العراق، فإن تراث مهمتنا غير المكتملة
في هذا البلد ستعوق محاولات الأخرى في
الشرق الأوسط لسنوات عديدة قادمة.
مع
مقاربة الأشياء الأولى أولاً، فإنه
يتوجب على سياسة الولايات المتحدة في
العراق التخطيط لسلسلة متعاقبة من
الاستقرار، والانتقال، وتشكيل حكومة
جديدة. يتوجب على القوات التي تقودها
الولايات المتحدة أن تفسح المجال
لقوات حفظ السلام المتعددة الجنسيات
فور أن يمكنها ذلك، ويفضل أن تعمل ضمن
إطار دولي. على نحو مشابه، ينبغي إنشاء
حكومة دولية مؤقتة للعمل مع العراقيين.(حكومة
مكونة) من فنيي العراق التقنيين
الموهوبين ومجتمع العراق المنفي
وسلطاته الإقليمية العاملة في الشمال..
لتكوير منشآت سياسية جديدة ولتمكين
العراقيين من إدارة عمليات إعادة
البناء الاقتصادية الخاصة بهم بعد
الحرب. دائماً ينبغي أن يكون الهدف
مساعدة العراقيين في بناء بلدهم من
جديد مع حكومة ذات قاعدة عريضة، وذات
صفة تمثيلية، ومسؤولة أمام مواطنيها
وأمام المجتمع الدولي.
إن
مساعدة العراقيين على تحقيق هذا
التغيير في بلدهم سيستغرق وقتاً
ويتطلب التزاماً، إن نجاحها قد يساهم
بشكل كبير في تحقيق تغيير إيجابي في
المنطقة.
إن
نهاية نظام صدام حسين يمكن أن تكون
درساً محسوساً لطغاة الشرق الأوسط
الذين يدعمون الإرهاب ويسعون للحصول
على أسلحة الدمار الشامل. على سبيل
المثال، فإن قادة كل من سورية وإيران
لا ينبغي أن يخطئوا الرسالة بأن
الاستمرار في طريقة صدام حسين
الطائشة، وغير المسؤولة والمتحدية قد
ينتهي بهم الأمر لأن يشاركوه المصير.
بشكل معاكس، فإن الدول التي تنهي
سلوكها المارق بشكل محقق ستحصد مكافآت.
بالنسبة لسورية، سيكون الامتحان
الرئيسي قيامها بقطع علاقاتها بشكل
نهائي مع الجماعات الإرهابية، سواء
تلك التي تقع مراكزها في دمشق، أو تلك
التي (خصوصاً حزب الله) تعمل بمساعدة
سورية ودعمها في لبنان. بالنسبة
لإيران، سيكون الامتحان الرئيسي إدراك
أن سعيها المتواصل لامتلاك أسلحة
الدمار الشامل، خصوصاً الأسلحة
النووية، يقلل من أمنها أكثر مما يعززه.
فينبغي على الولايات المتحدة أن تستمر
دائماً، بالاتفاق مع حلفائها، في
العمل الأساسي وهو مكافحة الشبكات
الإرهابية التي تعمل في ومن الشرق
الأوسط، وأن تقطع تمويل الإرهابيين
ودعمهم اللوجستي، وحرمان الإرهابيين
من الدعم السياسي الذي يقدمه لهم أولئك
الذين يفرقون بين الأشكال المقبولة
وغير المقبولة للإرهاب. من الجهة
الإيجابية، فإن النجاح في دحر صدام
ومساعدة العراقيين على إعادة بناء
بلدهم يقدم فرصاً للولايات المتحدة
لتدعم جهود الليبراليين لفتح انغلاق
مجتمعات المنطقة السلطوية. ستكون هذه
اللحظة المناسبة لمساعدتهم في حربهم
من اجل الحرية الأكبر، وعدم التخلي
عنهم، ستختلف التكتيكات عبر المنطقة،
لكن هذا المبدأ ينبغي أن يطبق بطريقة
على الأنظمة الصديقة والمعادية بشكل
متماثل. إن تعزيز الديمقراطية ليس
سياسة نابعة من الإيثار إن توسيع مجال
المشاركة السياسية والاقتصادية هو في
النهاية الطريقة الأفضل لمساعدة الشرق
أوسطيين على اختيار قدرهم بشكل سلمي
ومسؤول، مما يدعم بالتالي استقرار
أصدقاء أمريكا ويقوي علاقات أمريكا
طويلة الأمد مع شعوب المنطقة. إنه كذلك
جزء لا يستغنى عنه من المعركة على
القلوب والعقول في الحرب على الإرهاب.
أخيراً،
يتوجب على أجندة أمريكا لما بعد الحرب
مواجهة قضية صنع السلام العربي
الإسرائيلي. فبعد كل شيء، فلا بد أن
يأتي القادة العرب إلى الرئيس بوش
ويدعون بأنه قد أثبت نفسه في الحرب،
ويتوجب عليه الآن، من أجلهم، ومن أجل
موقف أمريكا في المنطقة، أن يثبت نفسه
في السلام.
في
حين أن السلام العربي الإسرائيلي هو
مصلحة أمريكية ثابتة، هنا أيضاً ينبغي
أن تكون مقاربة الحكومة مراقبة بدقة
وواقعية. أحد دروس الماضي ليس فيه شك:
لا يمكن أن تنجح أي مبادرة أمريكية في
ظروف تنتظر فيها كل الأطراف من الآخرين
التصرف، أو كما كان عليه الحال في كثير
من الأحيان، انتظار الولايات المتحدة
لتتصرف عنهم. إن المستلزم المسبق لأي
مسعى سياسي لإعادة تنشيط عملية السلام
بعد نهاية صدام يجب أن يكون افتراض
وجود تحمل المسئوليات لدى الحكومات
العربية، والفلسطينيين والإسرائيليين
والتي تمنح الديبلوماسية فرصة قوية في
للنجاح. منذ هذه النقطة فإن إجابة
الرئيس بوش للقادة العرب الذين
سيضغطون عليه لتحمل مسئولياته ينبغي
أن تكون، إن عليهم التحرك أولاً..
وخصوصاً بخطوات محددة تنزع الشرعية عن
القادة، والجماعات، والدول، التي
ماتزال ملتزمة باستخدام الإرهاب.
بينما
تستمر الولايات المتحدة في دعم
إسرائيل في مواجهة الإرهاب، فإن عليها
أن تستمر كذلك في جهودها لتعزيز عمليات
الإصلاح في السلطة الفلسطينية
المتوافقة مع التزام الرئيس بمنح دعم
حقيقي لمشروع الدولة الفلسطينية ما إن
يتحرر الفلسطينيون من قيادة هؤلاء
الذين (يتفاوضون بالإرهاب). إن تعيين
رئيس للوزراء لافتة مشرقة على هذا
الطريق. ينبغي على واشنطن أن تعمل من
أجل (السلطة الكاملة) لرئيس الوزراء
الفلسطيني، وأن تضغط من أجل المزيد من
الإصلاح الشامل، وأن تساعد بتقديم
جهود لتعزيز الحوار بين إسرائيل
والقيادة الفلسطينية الجديدة للتوصل
إلى تفاهم أولي لنزع فتيل الصراع. إذا
اتخذ العرب والفلسطينيون
والإسرائيليون الخطوات الضرورية لجعل
البيئة الإقليمية مساعدة بشكل أكبر
للديبلوماسية، فإن هذا سيعيد الطريق
أمام أجندة أكثر طموحاً لصنع السلام
الإسرائيلي الفلسطيني، بما في ذلك
مشاركة رئاسية مكثفة.
|