عدنان
المالكي
هو
عدنان محمد شمس الدين المالكي، ولد في
دمشق في حي المهاجرين عام 1919. والده كان
يعمل بالزراعة، عرف بالصدق والاستقامة
وكان مرجعاً لفض النزاعات بين الأهالي
إذ كانوا يسعون إليه لمساعدتهم في حل
مشاكلهم، حتى أن المحاكم كانت تعتمد
عليه للاستفادة من خبرته في ما كان
يتعذر عليها حله من القضايا الزراعية
المعروضة عليها، وقد انتخب رئيساً
للغرفة الزراعية خلال عدة دورات
انتخابية. وإبان الثورة السورية كان
يمد الثوار السوريين بالمال والسلاح
والمؤن.
درس
عدنان المالكي المرحلة الابتدائية
والثانوية في مدارس دمشق، واشتهر
بتفوقه الدائم وجرأته الأدبية وكان
منذ صغره ميالاً للجندية وشديد الشغف
بمطالعة سيرة أبطال التاريخ العسكري
وبدراسة تاريخ المعارك الحربية الكبرى.
وما كاد يتم دراسته الثانوية عام 1937
حتى التحق بالكلية العسكرية في حمص
وتخرج منها عام 1939 برتبة مرشح ضابط،
ورفع عام 1940 إلى رتبة ملازم ثان، وخدم
في الجيش في قطاعات مختلفة حيث كانت
تسند إليه مهام تدريب الجنود
والرقباء، كما عين مدرباً في الكلية
العسكرية.
ولم
يكن يفتأ خلال خدمته في الجيش تحت إمرة
القيادة الفرنسية من نشر الروح
الوطنية بين مرؤوسيه من ضباط ونقباء
وجنود مذكراً إياهم دوماً أن الجيش
للوطن، وكان نشاطه الوطني يقلق القادة
الفرنسيين وكانت له مواقف مشهورة
معهم، فوضع تحت الرقابة الشديدة إلى أن
تفاقمت الحوادث بين السوريين والقوات
الفرنسية فالتحق بالقوات السورية ومن
ثم عين عضواً في لجان تسليم قوات
ومعدات الجيش الخاص من قبل الفرنسيين
إلى الحكومة السورية.
عام
1948 حين نشبت حرب فلسطين كان المالكي
آمراً لدورة في الكلية العسكرية
فاختصرها والتحق مع عناصر الكلية
بالجبهة العسكرية حيث تسلم قيادة سرية
مشاة مؤلفة من عناصر احتياطية، فخاض
غمار الحرب بشجاعة، وقام خلال معركة (مشمار
هايردين) بإمكانيات محدودة باحتلال
التل المشرف على تلك المستعمرة
اليهودية والذي سمي بعد السيطرة عليه
بـ (التل المالكي) وقد أصيب بجرح بليغ
في رأسه لم يكد يبرأ منه حتى أسندت له
قيادة الفوج الثامن الذي قام هو
بتشكيله وتدريبه وساهم بفك الحصار عن
جيش الإنقاذ في الجبهة اللبنانية. وعاد
إلى قيادته ليلقى ثناءها وتشجيعها.
اجتاز
عدنان المالكي بتفوق دورة المدرسة
الحربية العليا في فرنسا والتي أهلته
شهادتها لحمل لقب ضابط (ركن مجاز)، وبعد
الجلاء ساهم مساهمة فعالة في تأسيس
الجيش السوري حيث أسس مدرسة صف الضباط،
وخرّج أولى دوراتها وكان مديراً
لدورات عدة في الكلية العسكرية. ساهم
المالكي من موقعه العسكري والحزبي في
تسييس الجيش السوري، وحرفه عن مهمته
الحقيقية في الدفاع عن الوطن، فاشترك
في تنفيذ انقلاب حسني الزعيم في (30 آذار1949).
كما حاول في عهد أديب الشيشكلي أن يقود
حركة تمرد، حيث قدم للشيشكلي قائمة من
المطالب فأمر باعتقاله مع رفاقه
ومسانديه، وقضى في السجن ما يزيد على
سبعة أشهر.
وبعد
عودة الحكم الوطني للبلاد برئاسة هاشم
الأتاسي، عاد عدنان المالكي إلى الجيش
وتسلم منصب معاون رئيس الأركان
العامة، وكان يعمل على توظيف الجيش
لمصلحة حزب البعث الذي كان يتحالف معه
بقوة.
فترت
حماسة المالكي للحزب منذ هزيمة أخيه
رياض أحد القياديين الحزبيين في
انتخابات عام 1954، إذ اعتبر أن الحزب لم
يمنح أخاه رياض الدعم الكامل، فبدأ
بمحاولة تعيين ضباط في هيئة الأركان
مناهضين للبعث، إغراقاً في عملية
تسخير الجيش للمآرب الشخصية.
تم
اغتيال العقيد المالكي في الملعب
البلدي بدمشق يوم 22 نيسان 1955 خلال
مباراة لكرة القدم، كان يرعاها بين
منتخب سورية ومصر. وارتكب جريمة القتل
رقيب في الجيش السوري يدعى (يونس عبد
الرحيم) كان مكلفاً بحراسة المنصة
الرئيسية، وقد تم إطلاق الرصاص على
القاتل فوراً من قبل أحد مساعدي الشرطة
العسكرية فأرداه قتيلاً لئلا يتم
اكتشاف ملابسات الجريمة. ثم حمل الحزب
القومي السوري مسؤولية الاغتيال فتمت
ملاحقة أعضائه وتصفيته.
المراجع:
ـ
(الموسوعة التاريخية الجغرافية)،
مسعود الخوند، لبنان، طبعة أولى 1997،
الجزء العاشر، ص(225ـ227).
ـ
(تاريخ سورية 1918ـ1958)، وليد المعلم،
دمشق، طبعة أولى 1985، ص(188،189).
ـ
(دولة البعث وإسلام عفلق)، مطيع
النونو، الطبعة الأولى 1994، ص(1994، ص(108،109).
ـ
(مذكرات ضابط عربي في جيش الانتداب
الفرنسي)، الملازم أول سليمان علي
الصباغ، مطبعة كرم، دمشق، 1978، ص(208،209).
ـ(
ذكريات على درب الكفاح والهزيمة)، رياض
المالكي، مطبعة الثبات، دمشق، 1972، ص(104،105)،
(170،171).
ـ
(شاهد على أحداث سورية وعربية)، مذكرات
مصطفى رام حمداني، دار طلاس، دمشق،
الطبعة الأولى 1999، ص(134).
ـ
(المالكي رجل وقضية)، منشورات الفرع
الثقافي العسكري، دمشق، 1956، ص(134).
|