مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 15 / 11 / 2003م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

رجال الشرق

الشيخ عيسى البيانوني

هو الشيخ عيسى بن حسن بن بكري بن أحمد البيانوني نسبة إلى قرية صغيرة تسمى بيانون تقع في الشمال الغربي لمدينة حلب. كانت ولادته سنة 1290هـ. وفي العاشرة من عمره انتقل إلى حلب لطلب العلم، وتتلمذ على مجموعة من علمائها من أبرزهم أخوه الشيخ حمادة البيانوني والشيخ أحمد الحجار، والشيخ حسن الكردي والشيخ العلامة بشير الغزي والشيخ أحمد المكتبي وغيرهم، فحفظ القرآن الكريم ودرس التفسير والفقه على المذهب الشافعي والنحو والمنطق والأخلاق والبلاغة وباقي علوم الآلات.

كان الشيخ عيسى على جانب عظيم من الذكاء وتوقد الذهن، مبرزاً بين أقرانه في الفهم عن الشيوخ، والجواب على المشكلات يفتح الغامض ويحل المشكلة بأحسن جواب وأسد عبارة. يقول عنه أقرانه إنه لو لم ينصرف إلى الاشتغال بالتصوف لكان من الفقهاء المبرزين الذين يشار إليهم بالبنان.

تصوفه: غلب على الشيخ رقة القلب والحب، فتعلق بأهل التصوف فكان يكثر من قراءة كتب التصوف ثم انتسب إلى أكثر من طريقة صوفية فأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ مصطفى الهلالي، والطريقة الرفاعية عن الشيخ محمد خير الله، وأخيراً الطريقة النقشبندية عن الشيخ الرباني محمد أبي النصر خلف الحمصي.

جهده وجهاده:

لم يكن تصوف الشيخ، رحمه الله، تصوف عزلة وانطواء وإنما كان تصوف حب وعمل ولذلك فقد أخذ على عاتقه العمل في الميدان الاجتماعي والميدان السياسي لإصلاح المجتمع ومقاومة الظلم والظالمين فقد كانت حلب في أيامه في حالة اضطراب اجتماعي هائج لا يعرف لها اتجاه أصبح الناس فيها غير الناس، في تدهور الأخلاق بين جمود وانخلاع وضعف ثقة في المعاملات، وقلة الاكتراث بالدين واقتراف الموبقات، والجهر بالمنكرات فكان الشيخ، رحمه الله تعالى، ينتقل بين المساجد والجوامع ويتغلغل بين الحلقات والمجتمعات داعياً إلى الله منادياً بالاستقامة على طريق الإسلام محبباً بالفضائل حاضاً على نبذ الرذائل منكراً للمنكرات.

كما كان يستشعر آلام الفقراء والمحتاجين فيبذل جهده لجمع التبرعات في عصر لم تكن الجمعيات الخيرية قد قامت على سوقها ليعين محتاجاً وينفق على أرملة أو مسكين. وقد جعل لفقراء المدينة المنورة سهماً فيما يجمع، فكان يحمل معه كل عام نصيباً من الصدقات والزكوات لفقراء مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم حباً فيه وبراً بهم وهم الذي آووا ونصروا، إذ كانت أحوال البلاد الحجازية في تلك العصور في غاية الفقر.

وعندما دخل الفرنسيون سورية قام الشيخ عيسى بحركة جهادية مباركة، فذهب إلى الأقضية والقرى، وحرض المسلمين على الجهاد وجمع كثيراً من المتطوعين الذي قدموا حلب وقد حمل كل منهم بندقيته متحمساً ليردف الثورة السورية التي كانت قد اندلعت في دمشق إلا أن حكومة حلب في ذلك الوقت حالت دون تحقيق هذا الأمر مما اضطر إلى تفريق المجاهدين. ولما رسخت قدم الفرنسيين في البلاد واستتب لهم الأمر أبلغ بعض الوشاة الجنرال غورو بما صنع الشيخ. فكان جوابه في حنكة سياسية (إن هذا الشيخ يشكر على عمله لأنه أحب أن يدافع عن وطنه).

تولى الشيخ عيسى رحمه الله تعالى خطابة جامع المدرسة العثمانية في حلب وعين مدرساً للأخلاق في الثانوية الشرعية (الخسروية) فكان معلماً وقدوة علماً وعملاً ولما زار الشيخ العلامة المحدث بدر الدين الحسني الدمشقي رحمه الله تعالى مدينة حلب ورأى من الفقيد ما رأى من الإخلاص والتأثير في القلوب طلب من مدير أوقاف حلب أن يعينه مدرساً للنساء فكان لهن منه خير إفادة وأبلغ موعظة تعليماً وإرشاداً.

تآليفه وآثاره: ترك الشيخ أكثر من اثني عشر مؤلفاً أكثرها في المحبة والتصوف.

وفاته: توفي الشيخ عيسى رحمه الله تعالى في المدينة المنورة لليلتين بقيتا من ذي الحجة عام 1362هـ ودفن في البقيع المبارك. السابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ