وصل
إلى مركز الشرق العربي :
الأستاذ
محمد بن إدريس العلمي
ممثل
منظمة الأمم المتحدة للطفولة في سوريا
مدير
مكتب يونيسف بدمشق الموقر
تعلمون بأن الجمعية العامة للأمم
المتحدة أصدرت في 20/11/1959 م إعلان حقوق
الطفل ( لتمكينه من التمتع بطفولة
سعيدة ، ينعم فيها لخيره وخير المجتمع
... ) ، وكانت سوريا من الدول السباقة في
التوقيع عليه .
وبناءاً
على الالتزامات القانونية والأخلاقية
التي يفرضها ذلك الإعلان ، فإننا
كأطفال كرد سوريين ، نناشدكم للتدخل
لدى الحكومة السورية من أجل احترام
موافقتها وتوقيعها ، وحماية طفولتنا
وحقوقنا المقررة في شرعة حقوق الطفل ،
من الممارسات التمييزية الجارية في
إطار السياسة الشوفينية المنتهجة حيال
شعبنا الكردي في سوريا .
ففي
الوقت الذي أقر فيه الإعلان ضرورة (
تمتع الطفل بجميع الحقوق ، دون تفريق
بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة
أو الدين أو الرأي السياسي أو الأصل
القومي أو الاجتماعي ... ) ، كما أقر
ضرورة ( أن يحاط الطفل بالحماية من جميع
الممارسات التي قد تدفع إلى التمييز
العنصري أو أي شكل من أشكال التمييز ... )
، فإن الحرمان يبقى العنوان الأساسي في
التعامل مع الطفل الكردي الذي يولد
ويولد معه التمييز ، ليصطدم بواقع مؤلم
تعاني منه الأسرة الكردية عموماً .
ورغم
أن احترام حقوق الإنسان بما فيها حقوق
الطفل ، يعتبر أحد المعايير الأساسية
للتقدم الحضاري ، فإن تلك المبادىء لا
تجد لها تطبيقاً في مجتمعنا الكردي
الذي حرم فيه آلاف الأطفال حتى من حق
الانتماء الرسمي للوطن أو الأسرة !! ،
في حين أقرت فيه شرعة حقوق الطفل أن
يكون ( له الحق في أن يكون له اسم وجنسية
ونسب ... ) ، لكن تلك الجنسية انتزعت من
ربع مليون كردي ، يشكل منهم الأطفال
أكثر من ( 100 ) ألف طفل ، ولدوا من أبوين
مجردين من الجنسية بموجب نتائج
الإحصاء الاستثنائي الذي جرى في
محافظة الحسكة يوم 5/10/1962 م ، وصنفوا في
خانة ( الأجانب السوريين ) في سابقة لم
تشهد لها العلاقات بين الدولة
ومواطنيها مثيلاً من قبل ... إضافة إلى
أعداد كبيرة من الأطفال مكتومي القيد
المولودين من أب مجرد من الجنسية وأم
مواطنة ، لا تسمح المحاكم الرسمية بعقد
زواجهما .
كما
تتجاهل السلطات السورية أحكاماً أخرى
لإتفاقية حقوق الطفل في إصرارها على
مواصلة عمليات التعريب التي طالت
أسماء الأطفال الكرد ، وتمنعهم من
التعلم بلغتهم الأم الكردية ، رغم ما
جاء في تلك الأحكام بأن ( للطفل المنتمي
إلى فئات الأقليات أو السكان الأصليين
الحق في أن يتمتع تمتعاً حراً بثقافته
وديانته ولغته ... ) .
إننا
نأمل أن تصل أصواتنا من خلالكم إلى
السلطات السورية ، مطالبين بإنصافنا
كضحايا أبرياء للتمييز والاضطهاد ،
والعمل على إلغاء كل السياسات
والمشاريع العنصرية التي صادرت حقوقنا
كأطفال شعب مضطهد ، وأساءت للإنسان
والطفولة في كل مكان .
وتقبلوا
فائق احترامنا وتقديرنا
25/6/2003
أطفال
الكرد في سوريا
|