بيان
حول
محاكمة النشطاء الـ 14
تتابع
لجان إحياء المجتمع المدني بقلق شديد
مجريات محاكمة نشطاء حلب
الديموقراطيين الأربعة عشرة أمام
القضاء العسكري ، الذي رد اعتراض
المحامين بعدم تخصصه في القضية
المطروحة أمامه ، وذكّر بحالة الطوارئ
والأحكام العرفية ، التي كان نائب رئيس
الجمهورية ووزيرا الإعلام والداخلية
قد أعلنوا تجميدها ووقف العمل بها ،
ورفض طلب الدفاع استدعاء شهود بذريعة
وضوح القضية والحرص على عدم إضاعة وقت
المحكمة ، ثم أعلن أنه سيصدر حكمه يوم
الخميس في 29 من الشهر الجاري ، علما
بأنه لم يستجوب المتهمين إلا يوم 22 منه
، فيكون قد أنهى بذلك إجراءات التقاضي
والمحاكمة في أسبوع واحد ، الأمر الذي
دفع المحامين لمقاطعة الجلسة ،
احتجاجا على إغلاق الباب أمام
ممارستهم لحق الدفاع عن موكليهم ،
والتي ينص عليها الدستور والقانون ،
مما يذكرنا ب
" القضاء الأمني "، الذي ازدهر في
الثمانينات ، خلال المعارك المسلحة
وحرب المدن التي شهدتها سوريا آنذاك .
ويتزامن
ذلك مع ضغوطات أمنية على المحامين
والمتضامنين مع النشطاء ، ومع حملة
استدعاءات لبعض طلاب جامعة حلب من قبل
جهات أمنية لنشاطهم في مجال الحريات
العامة ، ومشاركاتهم
في نشاطات سابقة لنصرة العراق وفلسطين.
ويزيد من قلق اللجان تهمة الانتماء
إلى المجتمع المدني باعتباره تنظيما
سريا ، وهي تهمة تفتح باب الاعتقال
والمحاكمات على مصراعيه لأي مثقف
ديمقراطي في مختلف أنحاء سوريا ، كما
تقلقها الشائعات التي تتحدث عن أحكام
ستصدر ضد ثلاثة من المتهمين يذكر
المقربون من السلطة في حلب أسماءهم منذ
أسبوعين ، أي منذ عقد مؤتمر معارضة
واشنطن في بروكسل ، فكأن السلطة قررت
بعد هذا المؤتمر معاقبة
المطالبين بالحرية والديمقراطية
لبلدهم ومجتمعهم في
الداخل ، بدل أن تتخلى عن نهجها الأمني
، الذي طالما دفعت البلاد أثمانا فادحة
له ، وتقوم بالإفراج الفوري عن معتقلي
الرأي ، وتطوي ملف الاعتقال السياسي من
أساسه ، وتتفرغ أخيرا لموقف يعيد
الديموقراطية إلى الشعب والحصانة إلى
الوطن .
تطالب اللجان الجميع النظر
بمسؤولية وجدية إلى الأحداث الداخلية
والخارجية ، وتدارك ما يرتكب من أخطاء
قبل فوات الأوان .
دمشق
في 27/1/2004
لجان
إحياء المجتمع المدني في سورية
|