مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 24 / 01 / 2004م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

تقارير حقوق الإنسان

وكلمة أخيرة ...حول الكرامة

ينبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على فكرة وثوقية هي في الآن ذاته البداهة الأكثر تجذراً في مفهوم الإنسان بما هو إنسان: الكرامة. ولهذا تجد الإعلان يؤكد في الجملة الأولى من ديباجته أنه "لما كان الإقرار بما لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم.."؛ ثم تعيد المادة الأولى من الإعلان التأكيد عليها: "يولد جميع الناس أحرار ومتساوين في الكرامة والحقوق".ولأن الإحساس بالكرامة إنما يتأتى عن عمق التجربة الأخلاقية في تلمسها لمعنى الجدارة الإنسانية في ذات الإنسان الفرد وذوات الآخرين، فإن الحط من كرامة الكائن البشري لا يهين من حُطت كرامته وحسب، بل يتعداه إلى إهانة أفراد الجنس البشري كافة. ومفهوم الكرامة، بما هو أساس تنبني عليه الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، يشكل الذروة من سيرورة نمو التخلق الإنساني؛ إذ يظهر عندما يبدأ الإلزام القسري الخارجي –الاجتماعي والديني- بالتضاؤل مفسحاً في المجال أمام الالتزام الأخلاقي الإرادي، الذي ينبع من الإرادة الحرة ليفيض على من سواها تقديراً وحماية.

ولكي لا تبقى سيرورة ارتقاء التخلق والتحضر البشريين رهناً بأهواء الطغاة والمستبدين، ولكي لا يقف تدخل الإرادة البشرية الخيرة عند حدود النصح والوعظ الأخلاقيين فقد اُستكمل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية وبالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وهكذا تم تقنين الحقوق والحريات الأساسية بما يشكل حماية قانونية للكرامة الإنسانية ضد العسف والجور و"العوز" الأخلاقي لدى من لم يستشعر كرامة الكائن البشري في ذاته وفي ذوات الآخرين.

الكرامة، بما هي فيض الذات الحرة المريدة على من سواها، أو بما هي هبة الخالق لمخلوقاته –أياً كان الأمر- تفترض المساواة في التمكين من الحقوق والحريات والحمايات؛ والمساواة تقف على الطرف المقابل من التمييز، فبينما تشير المساواة إلى استكمال ما ينقص من حقوق وحريات وحمايات، يشير التمييز إلى نقضها، وربما، إلى العدوان المبيت أو الاستهتار بها.

والعهود والمواثيق الدولية تلزم الدول الأعضاء، التي صادقت عليها، بتغليب نصوص مواد هذه العهود على نصوص قوانينها المحلية، وهي بذلك تكفل تحقيق الحد الأدنى من المساواة في الطلب على حماية الكرامة البشرية. وعلى هذا فقد قُيدت كرامة الإنسان بحقوقه الأساسية المعترف بها، لتغدو فكرة الإنسان في عصرنا كُلاً مركباً من كرامة وحقوق: نحن بشر بحقوقنا.

عن المرصد/ نشرة إلكترونية غير دورية صادرة عن جمعية حقوق الإنسان في سوريةالسابق

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ