مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 18 / 09 / 2003م

ـــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

تقارير حقوق الإنسان

التعذيب مستمر ما دام الصمت مخيماً(*)

اللجنة السورية لحقوق الإنسان

(*) الدراسة مقتبسة من مجلة سلامتك، العدد 137، حزيران 2003، الملحقة بجريدة النهار

في 26 حزيران نتذكر التغييرات الهائلة التي شهدها العالم والتحديات الكبيرة التي واجهها الإنسان عبر التاريخ وما يزال يعانيها من تعذيب على يد الأنظمة العسكرية أو الأنظمة الاستبدادية; كما في بعض الدول الديمقراطية. بات واضحاً أن ضحايا التعذيب هم من المشتبه بهم جنائياً ومن السجناء السياسيين، ومن الفئات المحرومة والمعارضين، ومن الذين يُستهدفون بسبب هويتهم وبسبب معتقداتهم، ومن الرجال والنساء، ومن الأطفال والبالغين. 

التعذيب بحسب "اتفاقية مناهضة التعذيب"

يُقصد "بالتعذيب" أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسدياً كان أم عقلياً، يلحق عمداً بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص، أو من شخص ثالث، على معلومات أو على اعتراف، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يُشتبه في أنه ارتكبه، هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو إرغامه هو أو أي شخص ثالث ـ أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأي سبب من الأسباب يقوم علي التمييز أياً كان نوعه،  أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص آخر يتصرف بصفته الرسمية ـ ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط من عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبات أو  التي يكون نتيجة عرضية لها."

تدخل في نطاق التعذيب "استعمال أساليب مع شخص ما بهدف سحق شخصية الضحية، أو تقليص قدراته الجسمانية أو العقلية، حتى لو كانت لا تسبب الألم الجسماني أو المعاناة العقلية."

أساليب

يواصل الانسان ابتكار أساليب مختلفة لا حصر لها لإلحاق الألم بالبشر. كالعنف والترهيب لانتزاع معلومات أو لإجبار الضحية على الاعتراف قسراً; لتحطيم الشخص جسدياً وعقلياً; لترويع فئات معينة أو مجتمعات بأكملها; لمعاقبة الأفراد أو إذلالهم.

يمكن تصنيف طرق التعذيب إلى طرق جسدية وأخرى نفسية. وعمليا غالباً ما يقع المزج بينهما وتتسبب الطرق الجسدية أساسا" في آلام حادة وإنهاك شديد. أما التعذيب النفسي فيعود إلى الألم الذهني الشديد والخوف والرهبة.

فالضرب هو الأكثر شيوعاً بين أساليب التعذيب يكون الضرب بالقبضات، وبالعصي، وكعوب البنادق والسياط، والأنابيب الحديدية، وأسلاك الكهرباء...

وبحسب منظمة العفو الدولية وردت أنباء عن وقوع حالات تعرض للضرب في ما يزيد على 150 دولة. ومن الأساليب الشائعة للتعذيب الصدمات الكهربائية (أكثر من 40 دولة)، الاغتصاب والاعتداءات الجنسية في الحجز واستخدام الأدوات الحادة وإيلاجها في فتحات الجسم (أكثر من 50 دولة)، تعليق الجسم من السقف من ذراع واحدة والتعليق في وضع مقلوب، والتعليق من الرسغين (أكثر من 30 دولة) إيهام الضحية بأنه سيُعدم أو التهديد  بقتله (أكثر من 50 دولة)، الحبس الانفرادي لفترات مطولة (أكثر من 50 دولة).

ومن الأساليب الأخرى الغمر في الماء، وربط الشخص إلى مؤخرة سيارة ثم جره خلفها، وكذلك تعذيب الأسنان، والتقييد في أوضاع مؤلمة أشد الألم. الحرق بالسجاير أو الأدوات المحماة أو السوائل الحارقة أو المواد الكيماوية، الخنق باستخدام أساليب سائلة أو جافة مثل الإغراق أو كتم النفس أو تعويقه أو استخدام المواد الكيمائية، التشويه، وتهشيم الأعضاء أو دحرجة أسطوانة ثقيلة لإيذاء الفخذين أو الظهر الإصابات الحارقة وغرز الأسلاك تحت الأظافر والتعريض للتفاعل الكيمائي مع الملح أو الفلفل الحار أو البنزين بوضعها في الجروح أو فتحات الجسم وجعل المعذبين يستنشقون روائح كريهة.

تهشيم أو إزالة الأصابع أو الأطراف، والبتر الطبي للأصابع أو الأطراف أو الإزالة الجراحية للأعضاء وانتزاع الأظافر وغرس الدبابيس تحتها، وهناك التعذيب باستخدام العقاقير مثل إعطاء جرعات سامة من المسكنات أو العقاقير المرخية للأعصاب أو المشلة للحركة.

كما هناك سوء أحوال الاحتجاز مثل الإيداع في زنزانة صغيرة والتعريض للبرد والحر الشديدين والحرمان من الاختلاء بالنفس أو الإكراه على العري والحرمان من المنبهات الطبيعية للحواس مثل الصوت أو إدراك الوقت وفرض العزلة والتحكم في نور الزنزانة والمساس بالاحتياجات الطبيعية والحد من النوم وعدم الانتظام في توفير الطعام والماء أو تقديمه ملوثين والحرمان من استعمال المراحيض والاستحمام والنشاط الحركي والرعاية الطبية والاتصال الاجتماعي والعزل داخل السجن وفقدان الاتصال بالعالم الخارجي.

أما الأساليب النفسية فمنها:

الإهانات والتعدي اللفظي أو أداء أفعال مشينة التهديد بالموت أو بإيذاء الأسرة أو متابعة التعذيب أو السجن أو تمثيل عملية إعدام صورية على سبيل الإيهام والتهديد بإطلاق حيوانات لمهاجمته مثل الكلاب والقطط والفئران والعقارب إرغام المعذّب على الخيانة وإكسابه الإحساس بالعجز التام وتعريضه لأوضاع ملتبسة أو إعطاؤه إيحاءات متضاربة  والإكراه السلوكي مثل الإرغام على ممارسات منافية للدين أو الإرغام على التسبب في ضرر لآخرين

والحبس الانفرادي حيث يخضع السجناء للعزلة الشديدة والحرمان من التمتع باستخدام الحواس. فهم يقضون في العادة ما بين 22 و24 ساعة في اليوم محبوسين في زنازين صغيرة انفرادية، يأكلون فيها وينامون ويقضون حاجتهم.

وقد تكون العزلة لفترات طويلة ذات أثر بالغ الضرر بالإنسان.

أضف إلى ذلك أن التعذيب الجسدي غالبا ما يترك شعورا بالعجز، والقمع والكبت، والخوف.

وقد أثَّرت التطورات التكنولوجية على وسائل ممارسة التعذيب وإمكانات مكافحته على السواء. فقد طُورت أجهزة الصدمات الكهربائية لأغراض تقييد الضحية، أو السيطرة عليه، أو معاقبته.

عواقب التعذيب

يستتبع التعذيب عواقب طويلة الأجل وعميقة الأثر على الضحية، وعلى أسرته ككل. وتكون أسوأ العواقب بالنسبة للناجين هي العواقب النفسية. فيظل يطارد الكثيرين منهم الشعور العميق بالذنب والعار: الذنب لأن النجاة كانت من حظهم ولم تكن من نصيب آخرين كما يشعر بأنه مذنب في حق عائلته لأنه المسؤول على ما آلوا إليه، والعار لأن المعلومات التي أدلوا بها تحت وطأة التعذيب ربما تكون السبب في تعرض أصدقاء للأذى.  

أكثر السمات تمييزاً للآثار النفسية للتعذيب هي مشاكل الأرق الكوابيس المتواترة حول فترة السجن والتعذيب ما يبعث فيهم قلقا" كبيرا". كما يعانون الأعراض الانفعالية (القلق والإكتئاب المزمنين) والإحساس الذاتي بتغيير الهوية. والقلق إذ ما وجدوا أنفسهم في قاعات صغيرة أو تواجهوا مع أصحاب الزي الرسمي ويصحبون سريعي الغضب متوترين ويجدون صعوبة في التحكم في مشاعرهم ويعانون من ضعف الذاكرة وقدرة على التركيز محدودة  من بين الآثار النفسية الخطيرة جداً أيضا نزعة الناجين من التعذيب الى الانزواء إذ تقوي الزنزانات الضيقة والمعتمة القلق والشعور بالوحدة لدى السجين.

كما يشكو المعذّبين من آلام في الرأس وضعف في الـتـركيز والذاكرة واضطرابات ادراكية ودوار وارهاق وغيبوبة ناتجة عن نقص في التنفس وحاجة للأكسجين في الدماغ وضعف الذاكرة.

الآثار الجسدية:

يتعرض السجناء لتغيير قوي جداً في الحرارة والبرودة دون أن تتوفر لهم الحماية الكافية ما يقلص قدرتهم على الصمود ويجعلهم معرضين للاصابة بالتعفن الاسهال والتهاب الكبد والأمراض الصدرية المزمنة التي قد تنتهي بالموت.

أما نوعية الطعام فسيئة وتفتقر الى البروتينات والملاح المعدنية والفيتامينات ما يضعف من المناعة ويسبب نقصاً كبيراً في الوزن وتسبب تهيج القولون واضطرابات في التغوط ناتجة أيضا عن حرمان المساجين من الذهاب المنتظم الى المراحيض.

ويصابون بالكسور وانخلاع المفاصل والأورام الدموية والجروح والحروق والرضوض في الجمجمة وافات الأعصاب والأوردة الأمراض المنقولة جنسيا" والخمج الشامل والنزف الداخلي الذي يؤدي إلى موت العديدي من المساجين تحت التعذيب.

ويطال تأثير التعذيب الأعضاء المختلفة:

- إذ تصاب العيون برمد مزمن ناجم عن استعمال كاغول، ونقص في حدة البصر ومشاكل بالفقرات العنقية.

- الأذن والأنف والحنجرة: يؤدي ضرب الرأس والوجه الى الام في الأذن والأنف والحنجرة وثقب لطبلة الأذن وجروح في الأذن وجروح في الأذن الباطنة والتهابات مزمنة للأذن الوسطى. وكثيرا ما يشتكى من نقص في السمع ومن الدوار وطنين وآلام في الأذنين كما يشتكى من مشاكل في مسالك الأنف وكسور.

- تعاني الأسنان من كسور ناجمة عن لكمات أو تسديد ضربات على الوجه. كما يعاني المعذّبون من التهاب اللثة ناتج عن سوء التغذية ونقص في صحة الأسنان ما يسبب أيضا آلام في الأسنان وبتسوسها ونزف في اللثة وخلل وظيفي في الأسنان ويمكن أن يسبب هذا آلاما في الرأس وأوجاعا في الوجه.

- وتتأثر الرئتان إذ يصاب ضحايا التعذيب بالسعال الدائم ومرض السل.

- كما يشتكي ثلاثة ناجين من التعذيب من أربعة من أعراض مرض القلب خصوصا الآلام حادة في المنطقة البركية كما يسجل خفقان للقلب واضطرابات في التنفس.

- ويشتكي 70 % من الناجين من مرض في القناة الهضمية وآلام خاصة بالقروح وأوجاع وحموضة أو غثيان أو تقيؤ وانخفاض في الوزن ناتج عن بكتيريا حلزونية، أو عن حالة ضغط نفسي طويل المدى وتغذية سيئة وضعف للمناعة والامساك أو الأسهال، والاصابة بالتهاب الكبد ومن داء البلهرسيات وحمى المالاريا والدود.

- وتعاني النساء اضطرابات حيضية بسبب قلة الطمث وآلاما في أسفل البطن وفي القسم السفلي للمنطقة القطنية ومشاكل تبول وتغوط وخلل وظيفي في المفاصل وفي عضلات الحوض وغالبا ما يشتكي الرجال فضلا عن المشاكل الشرجية من القذف المبكر وضعف في القدرة الجنسية يصاب الذكور والاناث بالسيدا والتهاب الكبد وذلك عن طريق العدوى الجنسية.

الجهاز العضلي الهيكلي العظمي

يعاني هذا الجهاز آلاماً مزمنة في العضلات والمفاصل و تشجنات اثر الضرب الكثير الذي يصيب البدن والأطراف كذلك آلاما في الكتفين وآلام عصبية، وتقويس العمود الفقري وتوتر للأعصاب وتهيج في الأحشاء والجلد وذمات في القدم الى حدود الركبة وينجم عنها انفجار ألياف نسيج باطن القدمين. كما يضر التعذيب الجسدي الحواس والحركة ويسبب الآلام للأعضاء الموهومة اثر عملية البتر.

ويصاب العديد من ضحايا التعذيب بمتلازمة المصع حيث عوارض تمدد حاد للرقبة يصاحبه انحناء الى الأمام وتلف يلحق العمود العنقي وضرر يصيب الأوردة والأعصاب الموصلة الى الرأس كما يصيب الضفيرة العنيقة الودية المجاورة والأجزاء الرخوة بصفة عامة وفضلا عن ضعف في البصر ودوار وطنين الأذنين وآلام في الرأس متمثلة في صداع وآلام في الأسنان وآلام في الصدر خصوصا" في المنطقة البركية فضلا عن اضطرابات معوية وجلدية.

وتبدو آثار الندوب الناجمة عن حروق وجروح ناجمة عن آلة وخز أو آلة حادة، وينبغي ايلاء العناية ليس الى سبب هذه الندبة عموما والآلام التي تحدثها بل الى ما تتركه هذه المخلفات من أثر في ذاكرة الضحية طوال حياتها بحيث تعد الندبة شكلا من أشكال التعذيب النفسي .

الآثار النفسية الجسدية

يسبب التعذيب نوعاً من الاعتلال النفسي -الفزيولوجي يتصل بأعراض نفسية وجسدية كالأمراض التي يمكن أن نكشف فيها عن خلل جسدي الا ان سببها يكون نفسانيا ويتجلى في حالات مختلفة من الضغط النفسي تدوم لفترة طويلة.

ضحايا التعذيب:

سجناء الرأي والسياسة، هم أكثر الضحايا المنسيين الذين يعانون وراء القضبان، يودعون السجون بسبب معتقداتهم ، ويتعرضون للتعذيب والمعاملة السيئة لإجبارهم على التخلي عن آرائهم وردعهم عن مواصلة نضالهم. وما برح التعذيب يُستخدم أداة للقمع السياسي. حيث ما زال معارضو النظام السائد هدفاً للتعذيب. كذلك هم المجرمون المدانون والمشتبه فيهم جنائياً وقد يكون ضرب هذه الفئة أمراً مألوفاً على أنه "جزاء للمجرمين الذين يلاقون ما يستحقون". ويجد مثل هذا العنف تأييداً ممن يطالبون بإجراءات أشد لمكافحة الجريمة. ويكون المشتبه فيهم جنائياً، من أفقر فئات المجتمع أو أكثرها تعرضاً للتهميش. ويساهم التمييز ضد هذه الفئات في غياب أي تحرك للتصدي لتعذيبهم أو معاملتهم معاملة سيئة.

مرتكبي التعذيب

يُرتكب التعذيب في مركز الشرطة أو زنزانة السجن وثكنات الجيش ومعسكرات المتمردين، ومراكز احتجاز الأحداث، ومخيمات اللاجئين، وفي الشوارع والبيوت. لذا يكون مرتكبو التعذيب من ضباط الشرطة، أو الجنود، أو ضباط المخابرات، أو حراس السجن، أو غيرهم من الموظفين الرسميين. غير أن ممارسة التعذيب لا تقتصر على هؤلاء، فالتعذيب قد يمارسه أيضاً أعضاء الجماعات السياسية المسلحة، أو أفراد عاديون في بعض الظروف. ويتمتع هؤلاء بالحصانة من العقاب كونهم من الموظفين الرسميين.

أسباب استمرار التعذيب

ما زال مرتكبو التعذيب ينزلون الألم الجسماني والمعاناة العقلية بضحاياهم، ومع ذلك يفلتون من المحاسبة ويستمر التعذيب. وتعتبر الحصانة من العقاب من العوامل الأساسية التي تسمح باستمرار التعذيب فإذا لم يُقدم مرتكبو التعذيب إلى العدالة، فسيشجع ذلك آخرين. كما يمنع ذلك الضحايا وعائلاتهم من إقرار الحقيقة، ويحرمهم من العدالة.

ويشكل التمييز أرضاً خصبة للتعذيب ويسهل متى كان الضحية من فئة مستضعفة اجتماعياً، أو سياسياً، أو عرقباً.

من أهم العقبات التي تعترض تطبيق العدالة

إخفاء الأدلة: فالتعذيب يرتكب في سرية  في أماكن بمنأى عن أعين الناس، وتُبذل جهود كبيرة في كثير من الأحيان لإخفاء الأدلة الضرورية وكثيراً ما تتعثر التحقيقات، بسبب تقاعس جهات التحقيق أو عدم فعاليتها أو تواطؤها.

التهديد: بترهيب الضحايا الذين يستبد بهم الخوف من التعرض للانتقام فيلزمون الصمت. أما من يتقدمو منهم بشكاوى فقد يتعرضون للتهديد أو الاعتداءات أو المقاضاة بتهمة تشويه السمعة. وفي كثير من الأحيان لا يتيسر للضحايا طلب العون من المحامين أو المنظمات غير الحكومية.

عدم فعالية التحقيقات: التي تتولاها الهيئات التي مارس العاملون فيها التعذيب وقد يفضي التدخل السياسي في العملية القضائية إلى صدور قرار بعدم الملاحقة القانونية لشخص متهم بممارسة التعذيب.

تواطؤ الضباط الآخرين من زملاء مرتكبي جريمة التعذيب بالتزام ميثاق صمت  عدم كفاية الإطار القانوني لمعاقبة مرتكبي التعذيب: إذ لا يحرِّم القانون ممارسة التعذيب في العديد من النظم القضائية.

الاستهانة بأحكام القضاء: حيث تتجاهل السلطات السياسية الأحكام الصادرة عن القضاء مما يقوض مبدأ سيادة القانون ويعزز الإفلات من العقاب.

قوننة التعذيب والعقوبات البدنية: عبر سن قوانين تسمح باستعمال التعذيب في العقوبات التي تفرضها المحاكم كعقوبة جزائية، أو النظام الإداري كإجراء تأديبي، وينفذها مسؤولون بالدولة، وتُحاط بالاحترام الذي تحظى به العقوبات "القانونية".

الإفلات من العقاب وفق القانون: تمنح بعض القوانين الحصانة من المحاكمة للضالعين في ممارسة التعذيب. وكثيراً ما تُسن هذه القوانين خلال حالات الطوارئ أو عند إعلان الحكومات وجود تهديد خاص للنظام العام.

عدم وجود آليات أخرى لضمان المحاسبة: كالعقوبات الإدارية والتأديبية كأن تنظر الإدارة على وجه السرعة وباستقلالية ونزاهة في مزاعم التعذيب، ووقف المعني بالعمل ريثما ينتهي التحقيق، وتنحيته من مهامه، أو نقله، أو فصله إذا ثبتت مسؤوليته، مع توقيع العقوبات الأخرى المناسبة مثل التغريم أو الإلزام بدفع تعويضات.

القضاء على التعذيب:

يتم التصدي للتعذيب عبر العمل على ثلاثة محاور رئيسية هي: منع التعذيب، والتصدي للتمييز، والتغلب على الحصانة من العقاب. ويتوقف إقرار العدالة على مدى اهتمام الإعلام وتعبئة الرأي العام، إذ تنتعش ممارسة التعذيب في ظل لامبالاة الجمهور، ولا بد من تحويل اللامبالاة إلى غضب والغضب  إلى عمل. كما على وجود أدلة لا تُدحض كالأدلة الطبية لتأكيد مزاعم التعرض للتعذيب، وقدرة القضاء على متابعة التحقيقات بصورة مستقلة ووافية.

- زيادة الوعي بالتعذيب وكيفية منعه وحث الناس على العمل للقضاء على التعذيب عبر التعاون مع منظمات حقوق الإنسان، والنقابات، والمجتمع الأهلي، و المعنيين .

- إنشاء محكمة جنائية دولية للنظر في قضايا التعذيب وغيرها من الجرائم الدولية ضد الإنسانية.

-  إدانة التعذيب عبر حث الزعماء السياسيين في شتى أنحاء العالم أن يعلنوا معارضتهم للتعذيب وعدم السماح مطلقاً لأفراد قوى الأمن بممارسة التعذيب، وأن ينفذوا هذه الإجراءات المنصوص عليها في المواثيق الدولية.

- ضمان  السماح بالاتصال بالسجناء وعدم احتجاز المعتقلين في أماكن سرية ومساعدتهم أو معرفة ما يحدث لهم. وضمان مثول السجناء أمام هيئة قضائية مستقلة عقب احتجازهم ودون إبطاء والسماح للأقارب والمحامين والأطباء بحق الاتصال بالمحتجزين فوراً وبصفة دورية.

- توافر الضمانات القانونية أثناء الاحتجاز والاستجواب كحق التقدم بأي شكوى من معاملتهم والبت القضائي في شكاوى حول قانونية احتجازهم. وبطلان الأقوال المنتزعة تحت وطأة التعذيب كما ينبغي للحكومات تطبيق المعايير الدولية لمعاملة السجناء وظروف الاحتجاز.

- تحريم التعذيب قانوناً عبر سن قوانين لتحريم التعذيب ومنعه وإلغاء جميع العقوبات البدنية، القضائية منها أم الإدارية. وعدم تطبيق التعذيب في حالات الحرب أو الطوارئ العامة.

- التحقيق في مزاعم التعذيب: على وجه السرعة وبشكل نزيه وفعال من قبل هيئة مستقلة وتوفير الحماية للضحايا، والشهود، وغيرهم من المعرضين للخطر، من أي ترهيب أو أعمال انتقامية قد يتعرضون لها.

- الملاحقة القضائية تقديم المسؤولين عن التعذيب إلى ساحة العدالة. دون اعتبار الوقت الذي انقضى على ارتكاب الجريمة.

- التعويض: يُكفل لضحايا التعذيب حق الحصول على تعويضات من الدولة، بما في ذلك رد حقوقهم والتعويض المالي العادل والكافي وتُوفر الرعاية الطبية اللازمة وسبل تأهيلهم.

- التصديق على المعاهدات الدولية دون تحفظات وإصدار الإعلانات اللازمة التي تكفل حق الأفراد والدول في التقدم بشكاوى. والاضطلاع بالمسؤولية الدولية لمنع الحكومات الأخرى من ممارسة التعذيب.

المراجع

تقارير منظمة العفو الدولية

بروتوكول استنبول (منشورات الأمم المتحدة)

الناجون من التعذيب الصدمات وإعادة التأهيل، لونه ياعكبسون، كنوذ سميدت نيلسن، المركز الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب. السابق

 

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |
ـ