بسم
الله الرحمن الرحيم
المؤتمر
الوطني الأول للحوار
لجنة
الميثاق الوطني في سورية
نداء
من لجنة الميثاق الوطني في سورية
في
الذكرى الحادية والأربعين لإعلان حالة
الطوارئ
والأحكام العرفية في سورية
للتضامن
من أجل إنهاء حالة الطوارئ وإزالة
آثارها
ما
يزال الشعب السوريّ يرزحُ تحت وطأة
قانونِ الطوارئ، وحالةِ الأحكام
العرفية المفروضة على البلاد، منذ
انقلاب الثامن من آذار 1963. ومع أنّ حالة
الطوارئ – كما يدلّ اسمها – إنما
تُشرَعُ لمرحلةٍ استثنائيةٍ عارضة،
فإنّ هذه الحالة الشاذّة، أصبحت في
قطرنا هي الأصل، حيث وُلِدت في ظلّها
وترعرعت عدة أجيال، يقع على عاتقها
اليوم عبء مشروع النهضة الوطني.
ففي
ظلّ حالة الطوارئ والأحكام العرفية
المفروضة منذ (41) عاماً، وما تزال،
صودرت الحرياتُ العامة، وفُرِضَت
القوانيُن القمعية، وأنشِئت المحاكمُ
الاستثنائية، وزُجّ بعشرات الآلاف من
المواطنين في السجون والمعتقلات، بسبب
آرائهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم،
وتعرّضوا لمختلف أشكال التنكيل
والتعذيب، وأعدِمَ الآلاف منهم بعد
محاكماتٍ صورية، من قبل محاكمَ
ميدانية استثنائية، وتشرّد عشراتُ
الآلاف من المهجّرين خارج الوطن. وفي
أجواء التسلّط والقمع والخوف والشك،
هُدِرت كرامةُ المواطن، وانتُهِكت
إنسانيةُ الإنسان، وتعرّضت الوحدة
الوطنية للخطر، واهتزّت الثقة، وضعفت
روح المبادرة والإبداع..
وفي
ظلّ حالة الطوارئ والأحكام العرفية،
وغياب الشفافية والرقابة الشعبية،
تفشّى الفسادُ بكلّ أشكاله واستفحل،
وعشّشَ على كافة المستويات وفرّخ،
ونُهِبت ثرواتُ البلاد، وتعثّرت عجلةُ
النموّ، وتراجع الاقتصاد، وعمّ الفقر،
وارتفعت نسبة البطالة، وفقد القضاءُ
استقلالَه ونزاهتَه وهيبتَه، وهاجرت
الأدمغةُ والكفاءاتُ طوعاً وكرها،
ووُجِد المناخ الملائم لكثيرٍ من
الأمراض الاجتماعية التي لم تكن
معروفةً من قبلُ في مجتمعنا السوريّ.
وفي
ظلّ حالة الطوارئ والأحكام العرفية،
سقط الجولان، وتكرّس احتلاله، وضاعت
معه هيبة الدولة، ومكانتها الدولية
والإقليمية على حدٍّ سواء.
إنّ
لجنة الميثاق الوطنيّ، إذ تلحّ على
ضرورة إنهاء حالة الطوارئ، وإلغاء ما
ترتّب عليها من أوضاعٍ شاذّة في جميع
الميادين.. لترى في المشاركة الشعبية
الديمقراطية، الجسرَ القويّ المتين،
الذي يعبر عليه قطرنا إلى الفضاء الرحب
الذي يأملُ جميعُ أبنائه، والقلعةَ
الشامخةَ التي تُحبطُ كلّ مكايد العدو
ومؤامراته، وتعزّز صمود قطرنا ووحدته
الوطنية، في مواجهة الضغوط والتهديدات
الخارجية، وتدفع به إلى مراقي التقدم
والنموّ والازدهار.
لذلك،
فإن لجنة الميثاق الوطني في سورية، في
الذكرى الحادية والأربعين لإعلان حالة
الطوارئ، تعلن تضامنها مع القوى
الوطنية السورية، والمنظمات
الإنسانية، وتدعو المواطنين السوريين
والمدافعين عن حقوق الإنسان في كلّ
مكان، إلى التظاهر والاعتصام، يوم
الثامن من آذار 2004، للتعبير عن
استنكارهم لاستمرار حالة الطوارئ
والأحكام العرفية، والمطالبة بما يلي:
-
إنهاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية،
وإبطال كلّ ما نشأ عنها من محاكم خاصة،
وقوانين استثنائية، وأحكامٍ جائرة،
وإطلاق الحريات العامة، والسير
بالبلاد نحو الحياة الديمقراطية.
-
وقف الاعتقالات التعسّفية،
والملاحقات خارج نطاق القانون،
والإفراج عن جميع السجناء السياسيين
ومعتقلي الرأي، والكشف عن مصير
المفقودين في السجون السورية وتسوية
أوضاعهم القانونية، والتعويض على
المتضرّرين، والسماح بعودة المنفيّين
وتمكينهم من كامل حقوقهم المدنية.
25/2/2004
لجنة
الميثاق الوطني في سورية
|