التعذيب
يمارس على نطاق واسع وبشكل منهجي في
سورية
مصرع
مواطن تحت التعذيب في فرع الأمن
الجنائي بدمشق
مواطن
يتعرض للتعذيب الوحشي لأربعة
أيام
بسبب خلاف سير مع أحد الموظفين
المدعومين
قاضي
سوري يشرف بنفسه على تعذيب مواطنة
متهمة بجناية
اطلعت
اللجنة السورية لحقوق الإنسان على خبر
مصرع المواطن فراس محمود عبد الله تحت
التعذيب في فرع الأمن الجنائي ، حيث تم
توقيف المجني عليه منذ أيام بعد شكوى
من إحدى الفنانات بتهمة سرقة جواز
سفرها، وقد أخضع المواطن المذكور إلى
تعذيب وحشي لانتزاع الاعتراف منه مما
أدى إلى وفاته تحت التعذيب مساء
الأربعاء 7/1/2004، وقد منع ذووه من رؤية
جثته، وكذلك منع محاميه والنائب العام
وقاضي التحقيق والطبيب الشرعي من
معاينة الجثة وبيان آثار التعذيب. (المصدر:
لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية
وحقوق الإنسان في سوريا 8/1/2004)
وتعرض
مؤخراً المواطن نجدت البري من سكان
مدينة اللاذقية للتعذيب الشديد لمدة
أربعة أيام متتالية على أيدي الأمن
الجنائي في اللاذقية بهدف تأديبه، إثر
توقيفه بسبب خلاف سير مع أحد موظفي
مكتب محافظ اللاذقية. (المصدر: لجان
الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق
الإنسان في سوريا 8/1/2004)
وفي
نفس السياق تلقت اللجنة السورية لحقوق
الإنسان محضر تحقيق وجلسات المحاكمة
التي عقدت لمحاكمة والتحقيق مع
المواطنة السورية آمنة المحمد العلوش
المتهمة بجريمة جنائية ، لكن المذهل في
هذه القضية أن أحد القضاة أشرف بنفسه
على تعذيب المواطنة المتهمة لانتزاع
الاعتراف منها. فلقد أقدم القاضي أحمد
صالح الحمود وهو قاضي ناحية معدان
التابعة لمحافظة الرقة بالإشراف
شخصياً وفي مقر المحكمة على تعذيب
المواطنة المتهمة آمنة المحمد العلوش
(1961) من قرية مقلة كبيرة التابعة
لمحافظة الرقة ، إذ أحضرت المتهمة إلى
مكتب القاضي خارج وقت الدوام الرسمي
وأخضعت للتعذيب الشديد باستخدام أدوات
التعذيب: الدولاب والكبل الرباعي ،
وبعد عدة أيام من واقعة التعذيب
وبتاريخ 20/3/2002 "... شوهد ازرقاق كبير
في اسفل القدمين وفقاعة كبيرة بأسفل
راحة القدم اليمنى وفقاعة صغيرة بأسفل
راحة القدم اليسرى وكدمة زرقاء تحيط
بعينها اليسرى ..." (المصدر: خاص
باللجنة السورية من محاضر التحقيق
وجلسات المحاكمة أدناه)
إن
اللجنة السورية لحقوق الإنسان بعد
اطلاعها المتكرر على حوادث التعذيب
التي تجري في مراكز التحقيق والسجون
المدنية والمعتقلات السياسية للنظام
السوري ترى أن السلطات المختلفة في
سورية تمارس التعذيب بشكل روتيني
ومنهجي وبدون قيود ، وهذا أمر مشين
يتناقض مع الدستور السوري الذي ينص في
الفقرة الثالثة من المادة 28 بأنه "لا
يجوز تعذيب أحد جسدياً أو معنوياً أو
معاملته معاملة مهينة ويحدد القانون
عقاب من يفعل ذلك." ويتناقض أيضاً مع
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث
تعتبر سورية طرفاً ملتزماً بتطبيقه
بعد توقيعها عليه، والذي ينص في مادتة
الخامسة بأنه "لا يعرض أي إنسان
للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات
القاسية أو الوحشية أو الحاطة
بالكرامة."
وبالتالي
فإن اللجنة السورية لحقوق الإنسان
تدين بشدة كل حالات التعذيب التي
تُمارس في سورية بصورة روتينية
ومنهجية أثناء التحقيق مع المتهمين أو
لمعاقبة المعارضين السياسيين أو
الانتقام منهم وإخضاعهم والحط من
كرامتهم، لا سيما أن كثيراً من هذه
الحالات قد أفضى إلى موت المواطنين تحت
التعذيب أو إصابتهم بأمراض وعاهات
مستديمة... وتطالب رئيس الجمهورية
ورئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير
العدل والسلطات الأمنية والجنائية بما
يلي:
1-
إحالة كل من أمر أو مارس تعذيب
المواطنين أعلاه إلى القضاء فوراً
لمعاقبتهم حسب القوانين الأصولية
النافذة، وليس وفق القوانين
الاستثنائية الذرائعية، وإحالة من
تسبب في مصرع المواطن فراس محمود عبد
الله تحت التعذيب إلى القضاء بتهمة
القتل القصد بالإضافة إلى ممارسته
التعذيب الوحشي.
2-
وقف كل أشكال التعذيب فوراً كونه
يتنافى مع إنسانية الإنسان، وإقراراً
للدستور السوري والإعلان العالمي
لحقوق الإنسان.
3-
إحالة كل من يأمر أو يمارس التعذيب إلى
القضاء ليلقى عقابه.
4-
إبطال كافة القوانين السرية التي
تعفي ضباط وعناصر المخابرات والأمن
والشرطة من مسئولياتهم من أعمال
التعذيب التي يمارسونها، ونزع كل
حصانة وسوء استخدام للقوانين السورية
تحت ذرائع لا مسوغ لها.
5-
السماح لجمعيات حقوق الإنسان بزيارة
السجون والمعتقلات ومراكز التحقيق
والتأكد من خلوها من التعذيب.
6-
توجه اللجنة السورية نداءها لكل
أصدقائها ومناصري حقوق الإنسان
للاحتجاج على ممارسة التعذيب في سورية
وإدانة ممارسته الروتينية المنهجية
على أيدي أجهزة المخابرات والأمن،
والكتابة إلى المسئولين السوريين
وخصوصاً رئيس الجمهورية ورئيس مجلس
الوزراء ووزير الداخلية ووزير العدل
بهذا الخصوص.
اللجنة
السورية لحقوق الإنسان
9/1/2004
خلفية
الموضوع
تورد
اللجنة مقتطفات من ملف التحقيق
والمحاكمة الذي يشير بوضوح إلى تعرض
المواطنة آمنة المحمد العلوش للتعذيب
وسوء المعاملة من قبل القاضي ومدير
الناحية وعناصر وضباط الشرطة:
بتاريخ
16/3/2002 احضر السيد مدير ناحية معدان
ويدعى عدنان رجب وهو احد ضباط الشرطة
يرافقه عدد من عناصر الشرطة , المتهمة
امنة المحمد العلوش والدتها فطيم
مواليد 1961 من قرية مقلة كبيرة التابعة
لمحافظة الرقة الى مكتب القاضي , وكون
الدوام الرسمي كان منتهيا ً طلب القاضي
من خلال الإتصال الهاتفي حضور مستخدم
المحكمة والكاتب كون الاول لديه
مفاتيح غرف المحكمة والثاني ليقوم
بتدوين اقوال المتهة .
حضر
المستخدم وفتح الابواب , انزل الشرطة
المتهمة وادخلوها الى مكتب القاضي ,
سألها القاضي فيما اذا كانت هي التي
ارتكبت جريمة القتل ام لا , انكرت الجرم
, عندها اخرجت من غرفة القاضي الى
الصالون التي تطل عليه الغرفة والذي
كان يحتوي على عدد من عناصر الشرطة
وعدة التعذيب { الدولاب والكبل الرباعي
}(1) بدأ التعذيب .
الشاهد
مصطفى الاحمد بن جرش كاتب المحكمة يقول
:
محضر
استجواب الشاهد امام قاضي التحقيق "
............شاهدت عدد من الشرطة بصالون
المحكمة البعض منهم يحمل اكبال وشاهدت
دولاباً مرمي على الأرض دخلت غرفة
القاضي فشاهدت مدير الناحية والمختار
حسين التركي بمكتبه وشاهدت المدعى
عليها امنة المحمد بنت علوش لابسة
بنطال عسكري بدون حزام وتمسك به بكلتا
يديها من الأعلى وكي لاينزل وتنكشف
عورتها وكانت تتألم بشدة من قدميها طلب
مني القاضي فتح محضر وفعلا تم
استجوابها وكانت تنكر الجرم وتقول اني
بريئة ............ سمعت مدير الناحية يقول
لها " الليل طويل والرب كريم "
..........."
الشاهد
عبد المحمد ابن صالح , مستخدم بمحكمة
معدان يقول :
محضر
استجواب الشاهد امام قاضي التحقيق
بالرقة 18/5/2003 " ......اتصل معي قاضي
معدان مساءً هاتفياً وطلب ان أفتح
المحكمة وفعلاً حضرت وفتحت المحكمة
وحضر القاضي ومدير الناحية ورئيس
المخفر ومعهم المتهمة امنة السالم
وسألها القاضي عن الجرم فأنكرت وشدد
عليها بالسؤال وأصرت على الإنكار
عندها تدخل مدير الناحية قائلاً خذوها
على الدولاب وأخرجوها من غرفة القاضي
الى الصالون والبسوها بنطال ووضعوا
رجليها بالدولاب وبدأ الشرطة يضربونها
ضربا ً مبرحاً على رجليها بواسطة كبل
رباعي وضربها ايضاً مدير الناحية
وكانت تبكي وتصرخ من الألم وتقسم
الأيمان بأنها بريئة ............ استمروا
بضربها وأصرت على الإنكار وأخذوها الى
المخفر دون ان تعترف وكانت لاتستطيع ان
تمشي من شدة الضرب وفي اليوم التالي
احضروها الشرطة الى مكتب القاضي
وقالوا له لقد اعترفت ..........."
المتهمة
امينة كررت اقوال الشهود امام قاضي
التحقيق بالرقة , وبتاريخ 20/3/2002 أي بعد
عدة ايام من واقعة التعذيب شاهد
القاضي "... شوهد ازرقاق كبير في اسفل
القدمين وفقاعة كبيرة بأسف راحة القدم
اليمنى وفقاعة صغيرة بأسفل راحة القدم
اليسرى وكدمة زرقاء تحيط بعينها
اليسرى ..."
بجلسة
16/12/2002 امام محكمة الجنايات بالرقة
ادلى الشاهد عبد المحمد بن صالح
بالشهادة المفصلة التالية :
إضافة
الى ما اوردناه اعلاه بمحضر استجوابه
امام قاضي التحقيق "...........اقدم رئيس
المخفر المساعد اول على ما اعتقد
المدعو حسين على ضرب المتهمة فلق على
رجليها بعد ان وضعوها في الدولاب وكان
يضربها ضربا مبرحا وبعد عدة دقائق من
ضرب رئيس المخفر تناول مدير الناحية
الكبل بالذات واخذ يضرب المتهمة ضربا
مبرحاً وبعد ما يقارب عشر دقائق خرج
القاضي من مكتبه وقال هل اعترفت فقال
له الشرطة لا ثم عاد الى مكتبه دون ان
يأمر بوقف الضرب او متابعته وكان يسمع
صياح وبكاء المتهمة كونه كان باب مكتبه
مفتوحا ولايبعد الدولاب عن باب المكتب
سوى بضعة امتار لاتتجاوز الخمسة أمتار
واستمر الشرطة بضرب المتهمة دون ان
تعترف ..........."
جلسة
26/1/2003 امام محكمة الجنايات بالرقة ادلى
الشاهد مصطفى الاحمد بن جرش رئيس ديوان
محكمة معدان بأقواله مفصلة كما وردت
امام قاضي التحقيق
جلسة
24/2/2003 امام محكمة الجنايات بالرقة
الشرطي حسن منان بن محمود يقول :
"...........
ذهبت مع الدورية الى المحكمة وهناك
انزلنا المتهمة وادخلناها الى القاضي
كما انزلنا من السيارة دولاب ...... وقد
وضعنا الدولاب في مكتب مجاور لمكتب
القاضي وقد ادخلها رجال الشرطة الى
مكتب القاضي وبقيت بمكتب القاضي بحدود
خمس دقائق ثم خرجت اخرجوها الشرطة من
مكتب القاضي الى المكتب المجاور الذي
يوجد فيه الدولاب والكرباج وبدأ رجال
الشرطة بضربها على رجليها وبوضعها
بالدولاب وضربها على رجليها بالكرباج
وهذا تم بوجود القاضي حيث سمعت من
القاضي يقول للمتهمة " اعترفي
ياأمنه "وانني متأكد من ذلك
............"
جلسة
20/12/2003 امام محكمة الجنايات بالرقة
أفاد الشاهد حسين علي الخرفان مساعد
اول بالشرطة رئيس مخفر معدان بمايلي :
"...........لم
اقم بضربها وان مدير الناحية هو الذي
ضربها ضربا عاديا ..........."
جلسة
30/11/2003 امام محكمة الجنايات شهادة مدير
الناحية السيد عدنان رجب المزيد افاد
"............انني كنت سهران في المخفر
وقد سألتها ودردشت معها فأعترفت
..........."
ملاحظات
:
1-الدولاب
هو الإطار الخارجي للسيارة يوضع فيه
الإنسان ليحكم رأسه ورجليه ويتم ضربه
دون ان يفلت او يتملص من الجلاد .
2-
الكبل الرباعي هو عبارة عن مجموعة من
الأكبال النحاسية وتستخدم لاستجرار
الكهرباء تجدل بشكل جيد , في كثير من
الأحيان تنتزع جزء كبير من اللحم مع
الضرب.
3-
إلباس البنطال , يتم إلباسه للمرأة
الريفية لكي تستر عورتها كون رجليها
سترفع إلى الأعلى وهي ترتدي ألبسة
فضفاضة من الرأس وحتى القدمين.
4-
الفلق وهي التعذيب بالضرب على الرجلين.
5-
لازال القاضي ومدير الناحية على رأس
عملهما حتى الآن.
6-
المتهمة لازالت موقوفة وتحاكم أمام
محكمة الجنايات بالرقة حتى تاريخه.
|