الكنز
المرصود في قواعد التلمود
الكتاب
الثالث ـ الفصـل التاسـع
(في
المسيحيين)
ألفاظ
(عابدي الأوثان) و(أجنبي) معناها يشمل
النصارى ـ نفاق الحاخام ذ. ليفي ـ
أدلة تثبت حقيقة هذا التفسير
ادعى اليهود أن
اللعنات الموجودة في التلمود لا تشمل
النصارى، بل الأمم الأخرى الغير
يهودية كالصادوقيين. ويعترفون أنه
مصرح لهم حقيقة بالتصرف في أموال (الكفرة،
والوثنيين، والأجانب)، ولكن المسيحيين[1]
لا يدخلون تحت هذه الأسماء، أو ليس لهم
فيها شأن.
ولكن نعرف أن
اليهود مصرح لهم أن يحلفوا زوراً
على أن كتبهم المقدسة خالية من الطعن
في المسيحيين خوفاً من الضرر أو
العداوة، وهم محافظون على هذه
القاعدة، وأنهم يعتقدون أن المسيح
إنسان لا إله (!!)، ويعتبرون المسيحيين
بصفة وثنيين، لأنهم يعبدون مخلوقاً،
ولا عبرة باختلاف كيفية عبادتهم عن شكل
باقي الوثنيين، لأنه قد يحصل اختلاف في
كيفية العبادة ويكون لأحد النحل شكل في
العبادة أرقى من الآخرين، مع أنه
مادامت العبادة لمخلوق فهي على أي حالة
عبادة للأوثان، مثلاً فإن عبادة العجم
القدماء كانت أقل شناعة من عبادة أهل
كنعان في الشكل.
فإذا اللعنات
الموجودة في التلمود موجهة على جميع
الأمم الخارجين عن مذهب اليهود، ومن
ضمنهم المسيحيون غير أنهم يستعملون
أسماء الشعوب التي تلاشت واندثرت
لإخفاء مقاصدهم، وخوفاً من ضرر وعداوة
المسيحيين لهم ومما يثبت ذلك أن
الحاخام (ذوي) أراد مرة أن يقنع مسيحياً
بأنه في ضلال مبين، حيث يعتقد أن
اليهود يعنون بكلمة (جويم) المسيحيين.
ولما لم يفلح في إثبات ما أراده ادعى أن
هذه اللفظة ليست من ألفاظ الشتم ولا
السب، ولكن ثبت أن الأمر بخلاف ما
ادعاه، لأنه لما دعى بعض الإسرائيليين
بهذه اللفظة غضب واعترض على وصفه بهذه
الصفة.
ومما يثبت سوء
قصدهم هو تغيير هذه الكلمة بكلمة أخرى
في نسخة التلمود المطبوعة في فرسوفيا
سنة 1862.
ويسمون الأمم
الخارجة عن دينهم أيضاً (أكيم) لأنه قيل:
(إذا صلى يهودي وتقابل في طريقه مع (أكيم)
يحمل صليباً، وكان اليهودي وصل للنقطة
الواجب الانحناء فيها فعليه أن لا يفعل
ذلك ولو كان قصده موجهاً لله). (فالأكيم)
الذي يحمل الصليب لا شك أنه المسيحي.
وقال (ميمانود)
بصراحة أنه لا فرق بين المسيحي وباقي
الوثنيين، لأن الناصريين الذين يتبعون
أضاليل يسوع معدودون من باقي
الوثنيين، ويجب أن يعاملوا معاملتهم.
أما كلمة (جويم) فمعناها المسيحيون،
لأنه قيل إن اليهود الذين يتعمدون
يختلطون (بالجويم) فمحرم على غيرهم من
اليهود أن يعيشوا معهم، ويدعوهم أخوة
لهم، بل يحتم عليهم الشرع أن يلقوهم في
الهاوية.
وكذلك الأمر
بالنسبة لكلمتي (مين، وميم) اللتين
يدعون بهما الكفار.
لدغ ثعبان مرة
ابن (ضماّ) فتقدم أحد المسيحيين ليرقيه
باسم سيده يسوع، فعارضه الرابي
إسماعيل قائلاً: إنه ليس من الجائز أن
يرقى الإنسان بواسطة أحد الكفرة.
ثم إنهم يطلقون
كلمة الأجانب على المسيحيين أيضاً لأن
الرابي يعقوب الذي كان يعيش في فرنسا
في القرن الثاني عشر، وجمع أموالاً
كثيرة من الربا كان يقول: إن استعمال
الربا جائز مع الأجانب. وكان يقصد
بهذه الكلمة الفرنساويين الذين كان
ينهب أموالهم، والفرنساويون مسيحيون
كما هو معلوم. فلو أن التلمود أوجد
فرقاً بين المسيحيين والوثنيين لكان
كالفرق الموجود بين العجم
والكنعانيين، مع أن الجميع عنده
وثنيون.
وجاء في التلمود
أنه: (من ضمن أيام أعياد الوثنيين أول
الأسبوع المسمى بيوم الناصريين،
يعني يوم الأحد عند المسيحيين. ويسمى
التلمود الناصري: ابن النجار. وهذا
مطابق لما كان يقوله اليهود للمسيح
أيام حياته على الأرض (راجع إنجيل متى
55.13). ويسمى التلمود يسوع المسيح:
تمثالاً. فينتج من ذلك أن المسيحي
لديهم وثني، لأنه يعبد المسيح.
وجاء في التلمود (أن
المسيح كان ساحراً، ووثنياً).
فينتج أن المسيحيين وثنيون أيضاً مثله.
ويقول التلمود: أن
المسيح كان مجنوناً. وهذا مطابق لما
كان يعامله به (هيرودس) ومعاصروه الذين
كانوا يصفونه بأنه ساحر ومتفق مع
الشيطان.
ووصف التلمود
المسيح بأنه: (كافر لا يعرف الله)
فيستنتج من ذلك أن المسيحيين كفرة مثله.
وقد سبق أنه من
المقرر عندهم أن يقتل اليهودي الوثني
إذا قدر، فعليه حينئذ قتل المسيحي لأنه
من ضمن الوثنيين[2].
وقال الحاخام (رشي)
صراحة اقتل الصالح من المسيحيين[3].
وجاء في التلمود: (المسيحيون من عابدي
الأصنام، غير أنه جائز أن يتعامل
الإنسان معهم في أول يوم من الأسبوع
الذي هو يوم عيد عندهم). وجاء بخصوص
القداس والقسيسين والشموع والكؤوس: (إن
كل ذلك من عبادة الأصنام).
وجاء أيضاً أنه
يجوز لليهودي أن يسكن مع الوثنيين
ويستأجر منهم منزلاً، لأنهم لا
يستحضرون أصنامهم إلا إذا مات أحدهم.
كل الشعوب ماعدا
اليهود وثنيون، وتعاليم الحاخامات
مطابقة لذلك. وقال
الحاخام (رشي): (الناصري هو الذي يقبل
تعاليم ذلك الرجل الذي أمر أصحابه
بالاستراحة في أول يوم من الأسبوع).
وكتب (ميمانود) ما
يأتي:
(المسيحيون الذين
يتبعون أضاليل يسوع وثنيون، يلزم
معاملتهم كمعاملة باقي الوثنيين، ولو
أنه يوجد فرق بين تعاليمهم).
وقال أيضاً: (المسيحيون
وثنيون، وأول يوم في الأسبوع عندهم
يوم مقدس). وقال الحاخام (كمشي): (إن أهل
ألمانيا من الكنعانيين،لأن أهل كنعان
هربوا أمام يسوع، وذهبوا إلى ألمانيا.
ولذلك اسم الألمانيين الآن كنعانيون).
ومن المعلوم أن الكنعانيين عند اليهود
من أشر الوثنيين، يدعون أيضاً أن
المسيحيين وثنيون،
لأنهم يجثون أمام الصليب. ويسمى
التلمود المسيح يهودياً مرتداً.
وكتب (ميمانود) ما
يأتي: (يلزم أن يقتل الإنسان بيده
الكفرة، مثل يسوع الناصري وأتباعه،
ويلقيهم في هاوية الهلاك).
وجاء في التلمود
الجديد: (إن تعاليم يسوع كفر، وتلميذه
يعقوب كافر، وإن الأناجيل كتب
الكافرين). وقال الحاخام (اباربانيل): (المسيحيون
كافرون، لأنهم يعتقدون أن الله له لحم
ودم). وقال (ميمانود): (الكافر هو
الذي يعتقد أن الله تجسد).
فينتج مما سلف
أنه إذا ذكر في أحد كتب اليهود أو
تعاليمهم الحاخامية أنه مفروض على
اليهودي قتل الكافر، وأنه له الحق
في إهلاكه يكون المقصود من ذلك ليس
خصوص الأمم السالفة، بل إن المراد ما
يعمها ويعم الأمم الموجودة الآن
الخارجين عن مذهب اليهود.
الفصـل
العاشـر
(الحرمـان)
سبب
الحرمان ـ الحرمان على درجتين ـ نص
الحرمان العظيم
كل هيئة اجتماعية
مرتبة تحافظ على ترتيبها النظامي،
وتسن قوانين لمعاقبة من يخل بهذا
النظام. فاليهود التلموديين سنواّ
أيضاً عقوبات لهذا الغرض أهمها
الحرمان ـ وأسباب الحرمان هي:
أولاً ـ احتقار
الحاخامات ولو بعد وفاتهم.
ثانياً ـ احتقار
أقوالهم أو احتقار الشريعة.
ثالثاً ـ التسبب
في إبعاد الناس عن الطريق المستقيم،
والمحافظة على الشرع.
رابعاً ـ مبيع
الحقول والغيطان (الأرض) لغير اليهودي.
خامساً ـ تأدية
اليمين أمام محكمة غير يهودية ضد شخص
يهودي.
وللحرمان ثلاث
درجات: الأولى يسمونها (ندوى)، والثانية
(شريما)، والثالثة غير مستعملة الآن
فنضرب عنها صفحاً.
أما (الندوى)
فنتيجتها انفراد المحروم عن مخالطة
باقي الجماعة، ومعيشته منفصلاً عن
باقي أبناء جنسه، لا يقرب أحد منه غير
زوجته وأولاده وأهل منزله على بعد
أربعة أذرع منه. وفي مدة حرمانه محظور
عليه أن يغتسل ويحلق.
وإذا اجتمع تسعة
أشخاص لتأليف الجمعية المقدسة فلا
يكون المحروم العاشر. وإذا وجد فيهم يلزمه
أن يجلس بعيداً عن الباقين عنه مسافة
أربعة أذرع. وإن توفي قبل انتهاء مدة
عقوبته يلزم أن يوضع على قبره حجر،
علامة على أن الميت كان يستحق الرجم،
لأنه مات بدون قصاص وهو محروم. وفي هذه
الحالة لا تحزن عليه أهله، ولا يمشون
خلف جنازته، ولو كانوا أخص أقاربه.
ومدة هذا الحرمان
ثلاثون يوماً. فإذا تاب المجرم في خلال
تلك المدة فبها، وإلا عاقبوه من ستين
إلى تسعين يوماً.
فإذا لم ينفع ذلك
لردعه يحرم بالحرمان الأكبر المسمى (شريما).
ونتيجة هذا الحرمان أن يمنع المحروم من
مخالطة الغير، ويمنع من التعليم
والتعلم، والأكل والشرب مع أي شخص،
ومحرم على أي شخص أن يؤدي له خدمة، كما
أنه يحرم عليه تأدية الخدمة لأي شخص. إنما
مصرح مبيع الطعام له ليس إلا لأجل ألا
يموت جوعاً.
ويلزم أن يصدر
هذا الحرمان من عشرة أشخاص على الأقل،
ويكون صدوره في محفل رسمي، بخلاف الأول
فإنه يمكن صدروه من شخص واحد من العوام.
وهاك
نص الحرمان:
(بناء على حكم
إلهنا إله الآلهة[4]
يُحرَم فلان بن فلان من المحكمتين:
محكمة أول درجة، والمحكمة العليا، ومن
القديسين والملائكة، ومن الجمعيات
الكبيرة والصغيرة.
ويصاب بالقروح
والأمراض الخبيثة كلها.
ويكون منزله
مسكناً للجن.
ويكون نجمه مظلماً في السماء، ومن
المغضوب عليهم.
ويطرح جسده للوحوش المفترسة
وللثعابين.
ويفرح أعداؤه ومن يريد له الشر.
وتعطى أمواله من الذهب والفضة لغيره،
وتسقط تلك الأموال تحت سلطة العدو.
ويلعن أولاده حياته.
ويكون ملعوناً من فم (عيد بريرون) و(عشتاريال)
و(صندلفون) وعزرائيل و(عنسيل) و(باشتيل)
وإسرافيل. و(سنجاسيل)
وميخائيل وجبرائيل وروفائيل و(مسكارتيل).
ويكون محروماً من فم (زفرا) و(هاهاقيل)
الإله الأكبر[5].
وفم العشرة أسماء المعظمة ثلاث
مرات، ومن فم (زرتاج) حامل الختم.
ويفرق مثل (كوريه) و(جيشه).
وتخرج روحه من جسده بخوف وجزع،
ويحكم عليه الله بالموت.
ويخنق مثل (اشيتوفيل).
ويكون جذامه[6]
مثل جذام (جينري).
ويسقط ولا يقوم.
ويلفظ عن قبور بني إسرائيل.
وتعطى امرأته لغيره.
ويميل إليها آخرون بعد موته.
ويسقط هذا الحرمان على فلان بن فلان
ويكون من نصيبه.
أما أنا وبنوا
إسرائيل فيكون لنا بركة الله وسلامه.
آمين.
تنبيـه
وجدنا في هذه
المنثورات في آخر كتاب شارل لوران
فترجمناها وجعلناها ملحقاً لكتاب
روهلنج إتماماً للفائدة.
ملحـق
ـ إذا خالف أحد
اليهود أقوال الحاخامات يعاقب أشد
العقاب، لأن الذي يخالف شريعة موسى
خطيئته مغفورة أما من يخالف التلمود
فيعاقب بالقتل!!
ـ يجب على كل
يهودي أن يلعن كل يوم النصارى ثلاث
مرات، ويطلب من الله أن يبيدهم، وينفي
ملوكهم وحكامهم. وعلى كهنة اليهود أن
يصلوا ثلاث مرات أيضاً في كنيسهم بغضاً
للمسيح الناصري.
ـ أمر الله
اليهود بنهب أموال المسيحيين وأخذها
بأي طريقة كانت، سواء استعملوا الحيلة
أو السرقة أو الربا.
ـ على اليهود أن
يعتبروا المسيحيين حيوانات غير عاقلة،
ويعاملوهم معاملة الحيوانات الدنيئة!!
ـ على اليهود أن
لا يفعلوا مع الوثنيين لا خيراً ولا
شراً. وأما النصارى فليسفكوا دمهم
ويطهروا الأرض منهم![7]
ـ حرام على
اليهودي الخدمة عند الحاكم الوثني،
وتغفر جريمته، وأما عند الحاكم
المسيحي فغير جائزة أصلاً، وجريمته لا
تغفر!!
ـ كنائس
المسيحيين كبيوت الضالين ومعابد
الأصنام، فيجب على اليهود تخريبها!!
ـ أناجيل النصارى
عين الضلال والنقص، ويلزم تسميتها
بكتب الظلم والخطايا. ويجب على اليهود
إحراقها ولو كان اسم الله فيها!!
تم
بحمد الله كتاب الكنز المرصود في قواعد
التلمود المترجم من اللغة الفرنسية
ترجمة الدكتور يوسف حنا نصر الله سنة
1899. ويليه كتاب الفرنسي شارل لوران في
حادثة قتل الأب توما وخادمه إبراهيم
عمار في دمشق ومحاضر التحقيق في تلك
الجريمة التاريخية المشهورة.
|