مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 08 / 01 / 2003م

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار |
ـ

.....

   
 

متابعات

معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

      متابعة سياسية رقم 676  

مخيم عين الحلوة وعصبة الأنصار

صندوق الاشتعال اللبناني

جوناثان سكانزير

إن تفجيرات الأسبوع الأول من تشرين ثاني /2002/ في مقهى وهجوم تفجير سيارة ضد أحد أعضاء فتح في عين الحلوة، وهو للاجئين الفلسطينيين في لبنان، من التطورات المعبرة في موجة العنف الأخيرة في لبنان.

وقد ذكرت (الشرق الأوسط) ما لا يقل عن تسعة عشر تفجيراً في عين الحلوة منذ نهاية سبتمبر 2002، عصبة الأنصار.. جماعة فلسطينية إرهابية متمركزة في المخيم، مع روابط معروفة مع القاعدة زادت من التوترات العربية الإسرائيلية، وقد قلقلت الجماعة الاستقرار في المخيم وفي المناطق المجاورة. إن التوترات المتزايدة في هذا المخيم المفقر والذي طال تجاهله بإمكانها تقويض الاستقرار اللبناني، وتفاقم أزمة اللاجئين فيه، وتضعف مساعي الولايات المتحدة في (الحرب على الإرهاب).

المخيم:

" عين الحلوة " هو الأكبر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الاثني عشر في لبنان، ويقع على بعد حوالي 30 ميل جنوب بيروت، وقد أسس في عام 1948 بتعداد سكاني أصلي يبلغ 9 آلاف. اليوم فإن هناك 44.33 لاجئ مسجل في المخيم، في حين يعيش 75 ألف لاجئ فعلياً فيه. وحتى دخول إغاثة الولايات المتحدة ووكالة العمل إلى المخيم عام 1952، إلا أن عين الحلوة تم تجاهله لعقدين من الزمن تقريباً، ولم تبدأ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بإعطاء حصص للاجئي المخيم إلا بعد اتفاقية القاهرة في عام 1969. وقد زاد وجود (منظمة التحرير الفلسطينية) قوة بعد أن أعيد تمركزها في لبنان من الأردن في 1970، وبعد أن طردت إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان 1982 عاد مخيم عين الحلوة إلى طي الإهمال. في 1985 كان المخيم مسرحاً لمعارك عنيفة بين ميليشيا أمل ذي الظهير السوري والفصائل المناصرة لعرفات. في أعقاب الانتفاضة الأولى، ملأت حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني الخواء السياسي وقدمتا خدمات اجتماعية قيمة. واستعادت فتح السيطرة في التسعينات، ونصّبت الموالين لعرفات في لجان المعسكر الأهلية، ونشأ عن هذا اختلاط الفصائل التي تدير المخيم اليوم. في تشرين الثاني /2001، أنشئت لجنة أمن رسمية بالانتخاب من قبل كل فصيل.

في نفس الوقت، أصبح المخيم أرضاً خصبة لعدد من جماعات الميليشيا، وتورد الـ (اسوسيتد برس) أخباراً عن صدامات متكررة في المخيم معروفة بعدم قانونيتها. وتشمل هذه الجماعات فتح، وأنصار الله (إسلامويون سنيون)، والأحباش (ذوي ظهير سوري ومعاد للوهابية) ، والجماعات الإسلامية (سنيين، ذوي ظهير إيراني، ومرتبطين بحزب الله) (!!) وحماس، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وعصبة الأنصار.

في الوقت الحالي يعتبر اللاجئون الفلسطينيون مواطنون من الدرجة الثانية في لبنان. ويتم اعتبارهم كتهديد لأن عملية دمجهم ستبلبل التوازن الحساس بين قطاعات المسيحيين اللبنانيين، والمارونيين، والشيعة، والسنة. وفقاً لذلك فإن لبنان يضع قيوداً صارمة على التوظيف، ويحد من السفر. أكثر من هذا فإن التعديلات الدستورية اللبنانية في عام 1990 تنص على أنه (لا يوجد توطين لغير اللبنانيين في لبنان). والمفهوم السائد بين اللبنانيين هي أن مشكلة اللاجئين هي بشكل أساسي مشكلة إسرائيل، وأن السياسيات الداخلية تسوغ تأجيل الحل، وأن المشكلة ستختفي في النهاية.

العنف الأخير:

في أغسطس ذكرت تقارير الشرق الأوسط (وجوداً عسكرياً مكثفاً واستعداداً عسكرياً متبادلاً بين حركة فتح وعصبة الأنصار الإسلامية)، وفي حين أن الأرضيات السياسية المعقدة للفصائل الفلسطينية غالباً ما كانت تقود إلى عنف داخلي في الماضي، لقد رفعت عصبة الأنصار التوترات إلى مستويات لم تر سابقاً.

ارتفعت التوترات الأخيرة مبدئياً في الصدامات بين فتح و(مجموعة دينية)، وهو حزب لا يعرف إلا القليل عنه تدعمه عصبة الأنصار. ولتهدئة الوضع أصدر المسؤولون من الفصائل المختلفة اتفاقية تنص على وضع المجموعة الدينية تحت الإقامة الجبرية، تحت حراسة عصبة الأنصار، كبداية لإيجاد الحل الذي سيتم طردهم من المخيم على أساسه.

الأمر الذي يشكل قلقاً أكبر للبنان وكذلك لسورية الصدامات الدينية مع القوات اللبنانية عام 2000. مؤخراً اتهم (حمدان) المعروف بأبي عبيدة، وهو عضو في الجماعة، بقتل ثلاثة موظفين في الجيش اللبناني في تموز /2002 عندما حاولوا اعتقاله على خلفية هجمات أخرى. خلال المطاردة لجأ إلى عين الحلوة. ورغم قيام عصبة الأنصار بتسليمه للسلطات اللبنانية في 16 تموز بقيت التوترات مع استمرار العنف، وبعد فيضان الهجمات في أكتوبر أعلنت شخصيات بارزة في عين الحلوة (حالة الطوارئ)، وقد اشتملت الهجمات وإطلاق نار من قبل فتح، واللبنانيين على أهداف (الأنوروا).

عصبة الأنصار:

تتمركز بشكل كامل تقريباً في عين الحلوة، وكانت عصبة الأنصار من بين الجماعات الإرهابية الدولية الإحدى عشرة التي جمدت أصولها أولاً من قبل الرئيس جورج. دبليو. بوش في أمره الإداري في 23/9/2001. الجماعة ذات خطورة حقيقية للبنان وسورية. تحت قيادة أحمد عبد الكريم (المعروف أيضاً بأبي محجن) منذ أوائل عقد التسعينات تجيز الجماعة استخدام العنف ضد المدنيين لتحقيق أهداف سياسية أي (الإطاحة بالحكومة اللبنانية ومقاومة التيارات ذات المضامين المعادية للإسلامية في البلاد) وفقاً لتقارير الحكومة.

تصنف الإدارة الأمريكية عصبة الأنصار على أنها منظمة إرهابية أجنبية (إف.تي.أو) وتلاحظ أن الجماعة على الأرجح تتلقى مساعدات عبر شبكات التطرف السني (!!) العالمية وشبكة ابن لادن (القاعدة) بعددها الذي يتراوح بين المئة والثلاثمئة، قد قاتلت كما تقول التقارير في البوسنة والشيشان وكشمير. في 25 أيلول 2001، أصدرت عصبة الأنصار بياناً تنكر فيه علاقتها بالقاعدة في الوقت الذي تثني فيه على ابن لادن وكلماته وأعماله. بعد عدة أشهر التقى رسول يمني من القاعدة مع قائد الجماعة.

في أوائل التسعينات، قامت عصبة الأنصار بتفجير نواد ليلية ومسارح ومخازن المشروبات الروحية في لبنان في 1995 وقد لعبت الجماعة دوراً في اغتيال الشيخ نزار الحلبي، الرئيس الأسبق لجمعية المشروعات الإسلامية الخيرية، واندمجت مع الأحباش. في عام 1999 أخبر المسؤولون اللبنانيون عن وجود صدامات مع العصابات ذات الصلة بعصبة الأنصار. في عام 1999 أيضاً كانت الجماعة وراء انفجار في دائرة الجمارك وهجوم على مبنى المحكمة تسبب في قتل أربعة قضاة. في كانون الثاني/2000 هاجمت الجماعة السفارة الروسية في بيروت بقنابل صاروخية (تطلقها الصواريخ). في 2001 أعلن مسؤول أردني أن قوات الأمن الأردنية بالتعاون مع القوات اللبنانية أحبطت هجوماً على السفارات الأردنية والأمريكية والبريطانية في لبنان من قبل منتسبين لعصبة الأنصار.

تضمينات سياسية:

رغم أن الجيش اللبناني يحث سورية على شن عمليات ضد المتمردين في عين الحلوة، فإن سورية ترفض إعطاء الأوامر لقواتها في المخيم خوفاً من إشعال نزاع لبناني فلسطيني أوسع. بهذه التفكير طلبت الحكومة الأمريكية من الحكومة اللبنانية، معلومات فقط عن الحركات والنشاطات لأبي محجن وأفراد آخرين ذوي صلة بعصبة الأنصار والقاعدة. ولكن إذا عرفت واشنطن عصبة الأنصار باعتبارها منظمة إرهابية خاصة بهدف تصفيتها، فإن طلباً كهذا ليس عملياً، ينبغي على الولايات المتحدة أنن تضغط بقوة أكبر على لبنان وسورية لإعطاء المزيد.

فيما يتعلق بها ينبغي أن تقوم لبنان وسورية بمواجهة مشكلتهما الرهيبة المتعلقة باللاجئين. لقد رفض الرئيس اللبناني إميل لحود مؤخراً (خطة لتجريد المخيمات من أي صفة عسكرية مؤكداً على أن هذه القضية ليست ملحة في الوقت الراهن). ولكن الوضع ملح بشكل قاطع، كما يدل على ذلك الاضطراب الناشئ بشكل مباشر عن الظروف الفقيرة وعملية صنع السياسة الفاشلة. ورغم أن لبنان يصر بشكل تقليدي على أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين هي مشكلة إسرائيلية، إلا أنها أصبحت مشكلة لبنانية في غياب الديبلوماسية العربية الإسرائيلية. لبنان وسورية وفتح (الحزب الغالب) يجب عليهم بالتالي اتخاذ خطوات لموازنة عين الحلوة. إن الفشل في عمل ذلك قد يؤدي إلى قلقلة استقرار لبنان، ويفاقم من أزمة اللاجئين في لبنان، وقد يقوض مساعي الولايات المتحدة في مقارعة الإرهاب الدولي.

السابق

 

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ـ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار |
ـ