معهد
واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
متابعة
سياسية رقم 690
الحرب
على الإرهاب في ظل أزمة العراق
بروس
هوفمان، ودانييل بنجامين، وماثيو
ليفيت
في
4 / كانون الأول / 2002، قام كل من بروس
هوفمان، ودانييل بنجامين، وماثيو
ليفيت، بإلقاء محاضرة في المنتدى
السياسي الخاص التابع لمعهد واشنطن. إن
هوفمان هو نائب رئيس العلاقات
الخارجية في (راند) ومؤلف (في داخل
الإرهاب) (طبع جامعة كولومبيا 1998).
وبنجامين باحث كبير في مركز الدراسات
الاستراتيجية والدولية، والمدير
الأسبق لـ (التهديدات القومية) في مجلس
الأمن الوطني، ومؤلف مشارك في)عهد الإرهاب المقدس((دار راندوم 2002).
وليفيت باحث كبير في دراسات الإرهاب في
المعهد ومؤلف (استهداف الإرهاب: سياسة
الولايات المتحدة تجاه الدول الشرق
أوسطية الراعية للإرهاب والمنظمات
الإرهابية بعد 11/9، معهد واشنطن 2002).
بروس
هوفمان
بينما
يضعف تنظيم القاعدة، فقد أصبح مدفوعاً
للتركيز على أهداف معتدلة (أي أكثر
سهولة) أكثر من الأهداف الصعبة، مثل
السفارات أو المنشآت العسكرية. ومع
ذلك، فإن المنظمة ماتزال مرنة بشكل
واضح، وقيادتها الجوهرية ماتزال حية
وكبيرة. فوق هذا فإن أسامة بن لادن لديه
خطة تعاقب مشتركة في المكان وكذلك
مجموعات هائلة من المجاهدين.
يعمل
تنظيم القاعدة على مستويات متعددة،
ففي الأعلى هناك مجموعة مدربة محترفة
من الأشخاص المتفانين الممولين بشكل
جيد، والمسؤولين عن هجمات 11/9، وعن
تفجير (يو.إس.إس كول) في عام 2000، وعن
التخطيط لتفجيرات سفارة الولايات
المتحدة في 1998 في شرق أفريقيا. بعد ذلك،
هناك الهواة من مثل ريتشارد ريد (متهم
بمحاولة تفجير قنابل حذاء على متن خطوط
الطيران الأمريكية 63 في 22/كانون الأول/2001،
أو أحمد رسام (متهم لمحاولته في كانون
الأول/1999، للقيام بتفجير مطار لوس
أنجلوس الدولي)، والذين تم إعطاؤهم
القليل للقيام بعملياتهم، وتوجيهاً
عملياتياً وتمويلات قليلة. والمستوى
الثالث هو مستوى الجماعة المحلية
والذين يتعاطفون مع (القاعدة) ويتم
تحفيزهم برسالتها ، والذين يسعون
فعلياً لتنفيذ هجمات. وتحاول بعض هذه
الجماعات القيام باتصال مع القاعدة
لأسباب تمويلية أو لوجستية، ولكن هناك
آخرين ينفذون هجمات باسم الجهاد
العالمي من دون أي اتصال رسمي مع
القاعدة. في الحقيقة، فإن تنظيم
القاعدة كثيراً ما يقدم الدعم
للجماعات المتمردة التي تشابهها في
التفكير عبر العالم الإسلامي وذلك
بهدف تعزيز هدف الجهاد العالمي
ولإنشاء كادر محلي يستطيع تقديم دعم
لوجستي للمنظمة.
إن
لدى بن لادن قدرة هائلة على الصبر
والتخطيط، نظراً للفترة التي تقدر
بسنتين والتي استغرقتها عملية التخطيط
التي يشهد عليها كل من هجمات 11/9
وتفجيرات (كول). من المرجح أن تكون بعض
العمليات قد اقترحت في أواسط /2001، وقد
تكون في طريقها للحدوث معاً الآن، فقط
في المستقبل، قد يكون السؤال:
لماذا لم يحدث هذا كثيراً
أكثر اهمية من السؤال ماذا يمكن أن
يحدث ؟ أي التركيز على الإجراءات التي
منعت حدوث هجمات إرهابية أخرى سيزودنا
بفهم عميق لمتطلبات المنظمات
الإرهابية العملياتية اللوجستية،
وكذلك مستوى تدريبهم. في الغالب يغير
الإرهابيون تكتيكاتهم فقط عندما
يدفعون لذلك. مؤخراً جدد العديد من
المنظمات الإرهابية من ملجئهم المادي
وتسهيلات التدريب، ولذلك فإن من
المحتمل أن يضربوا بطرق جديدة في
المستقبل.
دانييل
بنجامين
تستغل
القاعدة الفترة التي تسبق المواجهة مع
العراق لتؤكد على موقفها كنصير لمصالح
العالم الإسلامي.
لقد
كانت هذه الاستراتيجية واضحة في عودة
ابن لادن للظهور مؤخراً ، وكذلك في أول
تحرك مباشر للقاعدة ضد المصالح
الإسرائيلية. إن لدى كل من العراق
والقاعدة مصلحة قوية في إظهار أن
إسرائيل والولايات المتحدة مرتبطتان
ببعضهما، ولإظهار ما يزعم أنه حملة
صليبية عالمية ضد الإسلام.
قد
تشمل عمليات القاعدة المستقبلية
جماعات إسلاموية محلية تقوم القاعدة
بدعمها منذ فترة طويلة. إضافة إلى
رعاية نشاط إرهابي في البلاد ذات
العواطف المعادية لأمريكا بقوة،
والمعادية للأنظمة الإسلامية
المعتدلة. إن بإمكان القاعدة كذلك أن
تثير بعض النشاطات الإرهابية ضد
إسرائيل، ويظهر التاريخ أن كل نشر
لقوات الولايات المتحدة في العالم
الإسلامي قد تسبب في (كهربة) القاعدة
وأتباعها. لقد كانت حرب الخليج لحظة
بالغة الأهمية للمنظمة، وكذلك مشاركة
الولايات المتحدة في البوسنة،
وكوسوفو، والصومال. إن من الصعب التنبؤ
بنوعية الهجمات التي قد تشنها القاعدة
في أعقاب الحرب الجديدة في العراق،
ولكن موظفي الولايات المتحدة
العسكريين قد يصبحون هدفاً لا يقاوم.
إن وضع قوات حماية في العراق سيكون
تحدياً كبيراً بالنسبة للولايات
المتحدة، إلى جانب المهام الصعبة
المتمثلة في منع انتشار أسلحة الدمار
الشامل، وتأمين استقرار عراقي إقليمي
وداخلي. ومع ذلك، فإن نقل مصادر
المعلومات الاستخباراتية إلى المسرح
العراقي قد لا يكون أمراً حكيماً في
ضوء التهديد الإرهابي المتزايد على
أرض الولايات المتحدة. هذه المصادر
محدودة ولكنها
ضرورية. لحسن الحظ فإنه نظراً لهدف
التهديد الذي تفرضه القاعدة، فإن معظم
الدول في العالم بأسره ملتزمة بمحاربة
المنظمة على
مستوى الاستخبارات والتنفيذ القانوني.
ماثيو
ليفيت
لا
يمكن الاستمرار في الحرب على الإرهاب
في الوقت الذي تخوض فيه حرباً أخرى في
العراق. في الحقيقة، فإن الجماعات
الإرهابية سترى في تشوش الولايات
المتحدة كفرصة لزيادة نسبة عملياتها.
وقد يتضمن هذا هجمات من قبل القاعدة و
جماعات أخرى على كل من المنشآت القوية
والأهداف السهلة، والتي سيكون لها
كلها أثرها المدمر، على جهود الولايات
المتحدة في العراق. إن الإرهاب الدولي
نسيج يربط العديد من الجماعات
المتباينة، حتى تلك الجماعات غير ذات
الصلة عملياتياً مثل (القاعدة وحماس)
غالباً ما تكون لديها روابط حاسمة
لوجستية وتمويلية. على سبيل المثال،
فقد لاحظ مسؤولون كبار أمريكيون
وأوروبيون أنه ورغم أن حزب الله
والقاعدة لا يبدو أنهم مشتركون في
العمليات، فإنهم مرتبطون في تعاون
لوجستي في القواعد الخاصة والتكتيكية،
وكذلك في التدريب التعاوني. لذلك فإن
التركيز على جزء واحد من النسيج
الإسلاموي العسكري الإرهابي ليس
استراتيجية جيدة، لان الحرب على
الإرهاب لن تكون فعالة إذا تم اتخاذ
إجراء ضد القاعدة وحسب، واستثناء
أجزاء أخرى من الشبكة من مثل حزب الله.
وبشكل أكثر دقة، فإن دعم الشبكات هو
جزء رئيسي من رحم العلاقات بين
الإرهابيين. على سبيل المثال وخلال
العام الماضي، أظهرت إثباتات أن شبكة
التقوى البنكية والتي تم إغلاقها لوقت
قصير بعد هجمات 11/9 في ضوء روابطها مع
القاعدة كانت قناة مفضلة لنقل
التمويلات إلى حماس ولمجموعة من
الجماعات الإرهابية الشمال أفريقية،
إضافة إلى كونها قد نشأت من بذور أموال
الإخوان المسلمين. إضافة إلى هذا فإن
الحكومات الراعية للإرهاب قد استمرت
في نشاطها. على سبيل المثال، فقد قامت
سورية بتقديم قدر كبير من المساعدة ضد
القاعدة، ولكن يعتقد مع ذلك أنها تقوم
بتزويد حزب الله بصواريخ بشكل مباشر.
ينبغي أن يتم إعلام دمشق بطريقة لا
غموض فيها أن عليها توجيه تعاونها في
مكافحة الإرهاب ضد جميع الإرهابيين.
وتستمر طهران في دعم حزب الله وجماعات
الإرهابيين الفلسطينيين كذلك، وهناك
أدلة على كون مسؤولين كباراً في
القاعدة قد منحوا الملجأ في إيران، في
حين أخبر آخرون بأنه سيتم استدعاؤهم في
لحظة ما ليردوا جميل إيران في
استضافتهم.
عبر
السنين، تشير التقارير أيضاً أن
السعودية العربية قد مولت جماعات
بطريقة مباشرة وغير مباشرة بمفهوم
ضمني أنهم سيعملون فقط خارج الحدود
السعودية، فإنه لأمر حاسم أن تقوم
الحكومة السعودية بإغلاق مكاتب
الجماعات التي تمول الإرهاب متعمدة
وأن تضمن أن الأموال التي يتبرع بها
لقضايا خيرية مشروعة لا يتم تحويلها
إلى الإرهابيين. فإذا ما استمرت
الحكومة السعودية في إجراءاتها
الضابطة المعلنة مؤخراً، مثلا إلزام
جميع الجمعيات الخيرية بتقديم تقرير
إلى وزارة الخارجية بطريقة واضحة، فإن
بإمكانها أن تعمل الكثير لتحسن من
الوثائق المثبتة لمكافحتها للإرهاب.
|