لطفي
الحفار
هو
لطفي بن حسن بن محمود الحفار ولد لطفي
الحفار عام 1891 في دمشق، وتلقى المعارف
الابتدائية والثانوية في المدارس
الرسمية، ثم حصل على دروس خاصة في
العلوم الاجتماعية والاقتصادية
والمالية على أيدي أساتذة أجلاّء. عمل
مع عدد من أصدقائه في ذلك الوقت على
إيقاظ الأمة العربية في وقت كان فيه
التبشير بالعربية أمراً مكلفاً وقد
يقود إلى الإعدام. وحين أعلنت جمعية
الاتحاد والترقي الدستور العثماني عام
1908، برزت جمعية العربية الفتاة وكان
لطفي الحفار أحد أعضائها ومن أشهر
خطبائها، وحين اعتقل الكثيرون ممن
ينادون بالنزعة العربية استطاع الحفار
أن يتجنب الاعتقال ومصير الشهداء،
وذلك بلباقة منه ودهاء كانا من أبرز
صفاته التي رافقته في حياته وساعدته
على الخلاص من أعقد المواقف.
عند
دخول الفرنسيين سورية كان الحفار يعمل
في التجارة، وكانت له جولات في
الميادين الاقتصادية والمالية ولمع
نجمه حين أبدى رأيه الجريء في موضوع
الاتفاقات الجمركية التي عقدت بين
السلطة الفرنسية وحكومة فلسطين، وصار
لولب الغرفة التجارية منذ عام 1923،
ونائب رئيسها. وترأس المؤتمرات
الاقتصادية، ثم عمل على دراسة القضايا
الجمركية بين سورية ولبنان. وكانت
آراؤه وبياناته قوية في هذا المجال،
كما كان صلة الوصل بين الكتلة الوطنية
والوسط التجاري المتميز بالوطنية
والسخاء بالتبرع للأعمال الوطنية سراً
وعلانية.
شغل
لطفي الحفار وزارة الأشغال العامة في
حكومة الداماد أحمد نامي، والتي تألفت
أثناء الثورة السورية بعد الاتفاق على
برنامج يبدل الانتداب بمعاهدة تعترف
باستقلال سورية ووحدتها، واستقال منها
حين طلبت السلطة من تلك الوزارة إصدار
بيان باستنكار الثورة، لذا نفي الحفار
إلى الحسكة ومن بعدها إلى أميون في
لبنان، فظل في المنفى سنتين كاملتين.
انتخب
الحفار عضواً في الجمعية التأسيسية
لوضع الدستور عام 1928، ثم انتخب نائباً
عن دمشق عام 1936، وتولى وزارة المالية
عام 1938 ثم كلف برئاسة مجلس الوزراء عام
1939، ثم انتخب مرة أخرى نائباً عن دمشق
عام 1943، ثم صار وزيراً للداخلية لعدة
سنوات، كما انتخب نائباً عن دمشق في
عدد من المجالس النيابية التالية.
لطفي
الحفار من مؤسسي حزب الشعب عام 1924،
ولما انفرط هذا الحزب كان في عداد
مؤسسي الكتلة الوطنية عام 1928، ثم في 1946
ساهم في تأسيس الحزب الوطني. وكان نائب
رئيس الحزب أولاً ثم تولى رئاسته حتى
أواخر عام 1947. وفي عام 1955 كان من بين
المرشحين لرئاسة الجمهورية قبل أن
ينسحب لصالح شكري القوتلي.
من
أكثر الأعمال التي تعزى إلى لطفي
الحفار دوره القيادي في جر مياه عين
الفيجة إلى دمشق منذ عام 1924، وقد انتخب
رئيساً لهذا المشروع طول حياته، كما
عمل على إنشاء لجنة بناء مياه الفيجة
والذي يعد من أجمل الأبنية الدمشقي.
والحفار كان من مؤسسي شركتي الإسمنت
والإنشاءات.
كان
لطفي الحفار مشهوراً بعفة النفس،
ونقاء السريرة، والاستقامة في الرأي،
لم تؤخذ عليه في حياته شائبة. ومع أنه
تولى وزارة الداخلية مرات عديدة، فإنه
لم يكن فيها الرجل المتعسف الذي تدعوه
السلطة إلى نوازعها فيستجيب. وعندما
بدأت الانقلابات على الحكم تتوالى في
سوريا انسحب الحفار بالتدريج من
الحياة السياسية ولكن بلا تنازلات،
وأمضى السنوات الأخيرة من حياته أقرب
إلى الانزواء والتفرغ إلى الثقافة.
واستبقى بقية نشاطه لندوة تعقد يوم
الأربعاء يؤمها عدد من كبار أدباء
ووطني سوريا، ثم بدأ الزمان يأكل من
الرجال الأصدقاء، فتباعدت الجلسات،
وقل عدد الندماء حتى بلغ الثانية
والثمانين من العمر، فانتقل إلى رحمة
ربه يوم 4/2/1968 ودفن في دمشق.
جمع
الحفار ما ألقاه من خطب ومحاضرات في
كتاب (ذكريات لطفي الحفار).
هذه
المعلومات أخذت بتصرف من:-
ـ
(صانعوا الجلاء في سوريا)، نجاة قصاب
حسن، بيروت، الطبعة الأولى 1999، ص(197ـ
206).
ـ
(الأعلام)، خير الدين الزركلي، دار
العلم للملايين، بيروت، الطبعة
الخامسة 1980، الجزء الخامس، ص(243).
|