آخر تحديث يوم الأربعاء 12 / 11 / 2003م

.....

قال إصلاح.. قال!

أيمن الدقر

يكثر المثقفون المتهافتون على نقاش الإصلاح والتطوير وسبل الإصلاح الإداري والسياسي، وهل الإدارة تسبق السياسة أم الثانية تسبق الأولى؟ أم أن التعليم والقضاء هما أساس متين لأي عملية إصلاح؟ وكيف سنرتقي بالاقتصاد دون العناية بالصناعة والزراعة؟ وكيف نعتني بهاتين الأخيرتين ضمن القوانين المعمول بها؟ وكيف وكيف وكيف؟ وحالات وجلسات وحوارات ونقاشات ومداخلات أصبحت تستغرق أوقاتاً طويلة، ولا تكاد تخلو جلسة تجمع المثقفين من كتّاب وأدباء وشعراء وفنانين دراميين أوتشكيليين إلا والموضوع على رأس قائمة الحوار..

إنها حالة صحية و...

وبعد هرج ومرج واقتراحات، استرخى (أبو ماجد) و(أبو حسان) و(أبو لؤي) وواحد ليس (أبو) حتى الآن و(أنا) معهم بعد أن كان الحوار محتدماً، طلب كل واحد منا كأس الشاي أو فنجان القهوة الخامس أو السادس (لا أدري) وتم توزيع القهوة والشاي على الحاضرين، سأل (أبو حسان) صديقه القديم (أبو ماجد): (إيه سيدي) لم تخبرني هل ارتحت في عملك الجديد؟ أجاب (أبو ماجد) فوراً: طبعاً، (الله يلعن) الإدارة السابقة والمدير السابق، كان معتوهاً بيروقراطياً بل تافهاً، يرى الناس آلات وليس لديه أي إحساس بالآخرين، واستدار مخاطباً الجميع: (والله يا شباب) أستغرب كيف تستطيع امرأته أن تتحمله! وجهه كالخشبة، إن قلت له صباح الخير أجابك: صباح الخير اذهب إلى عملك، ست سنوات (يا شباب) عانيت منه الأمرَّين، لم أعرف الراحة في تلك المديرية، وكلمة حق؟ أجابه الجميع بصوت واحد: طبعاً، قال لولا (أبو حسان) ووساطته لكنت في تلك المديرية اللعينة حتى هذه اللحظة، سأله (أبو حسان): وكيف العمل في المديرية الجديدة؟ أجاب: يا سيدي (بروح إيمتى مابدي، وبرجع إيمتى مابدي) حتى المدير العام نادراً ما يحضر إلى المديرية، قال (أبو لؤي): أقسم بشرفي إن الحظ ضحك لك، واستدار نحو (أبو حسان)، خاطبه: هل تتذكر المعاناة التي عانتها زوجتي من مديرة مكتب مديرها؟ سبق أن توسطت لها أنت مع الوزير، أجاب (أبو حسان): (شو) صار معها؟ لم تحكِ لي! قال (أبو لؤي): يا سيدي بعد الخلافات الشديدة بينها وبين مديرة مكتب المدير العام، وأنت تعرف أن الأسباب تافهة جداً، قاطعه (أبو ماجد): أذكر أن المشكلة كانت بسبب خروجها من الدوام باكراً كل يوم، قال (أبو حسان): نعم سيدي ومديرة مكتب المدير العام مصرة على ضرورة تقديم طلب إجازة ساعية، وزوجتي ترفض ذلك، وتحدت المديرة، وكبر الخلاف، واستدار نحو الجميع متابعاً: والله يا شباب لولا (أبو حسان) ما كنّا خلصنا، طبعاً (أبو حسان) دبّر لها قرار نقل ووضعها تحت تصرف الوزير، والوزير (بشرفي رجل آدمي) قال لها: اذهبي إلى بيتك وتعالي أول كل شهر وخذي راتبك، حتى الإضافي لم يقطعه عنها، قال (أبو حسان): يا أخي البلد (بدها هيك ناس) أصلاً لم يخرب الاقتصاد والإدارة إلا الروتين و...

وعاد الجميع يتحدثون عن ضرورة التطوير والتحديث والإصلاح!!!

نقلاً عن مجلة أبيض وأسود السورية