الصحافة
الأمريكية تحذر من النتائج
الكارثية
لجريمة اغتيال الشيخ ياسين
انتقدت
كبريات الصحف الامريكية الصادرة أمس
عملية اغتيال زعيم حركة حماس الشيخ
احمد ياسين واتفقت على ان ما تم بقيادة
ارييل شارون لن يصب في مصلحة اسرائيل
ولن يحقق الهدف المرجو من العملية.
وعلى
الرغم من إشاراتها جميعا بشكل سلبي الى
الشيخ احمد ياسين ورعايته للارهاب فقد
تركزت انتقادات الصحف الامريكية نيويورك
تايمز وواشنطن بوست ولوس انجلوس
تايمز وكريستيان ساينس مونيتور على
الآثار الكارثية التي ستنجم عن
العملية سواء فيما يتعلق بأمن اسرائيل
او تقوية الطرف المستهدف حماس او
التأثيرات على الحرب ضد الارهاب.
وانتقدت
صحيفة واشنطن بوست في افتتاحية بعنوان
"حل السيد شارون" تساهل الادارة
الامريكية مع شارون وكيف ان الاخير كان
يضغط على واشنطن باتجاه اتخاذ اجراءات
تصعيدية ضد الفلسطينيين مشيرة الى انه
اذا قبل بوش باعادة تشكيل النزاع
الفلسطيني الاسرائيلي مع شريك كشارون
فعليه ان يتوقع مزيدا من المفاجآت.
وزعم
كاتب الافتتاحية ان ياسين قد يكون
مثل اسامة بن لادن في رعايته لمنظمة
ارهابية الا ان حماس جماعة دينية
اجتماعية سياسية تمثل جزءاً من
المجتمع الفلسطيني وان الكثير من
الامريكيين يعتقدون ان كثيرين في
الحركة فى الفترة الاخيرة بدأوا
يؤمنون بمسالة عقد هدنة طويلة المدى
اذا تم الانسحاب من غزة والضفة الغربية.
واضافت
الصحيفة ان عملية الاغتيال ستؤجج
مشاعر الانتقام وستؤجل اي اعتدال
في حركة حماس ولن تسرعه.
اما
صحيفة نيويورك تايمز فقالت في
افتتاحيتها ان على ادارة الرئيس بوش
عدم الاكتفاء بالدعوة الى التهدئة
وضبط النفس منتقدة انشغال واشنطن عن
النزاع الفلسطيني الاسرائيلي قائلة ان
الادارة مشغولة بالعراق ولكن هذا لا
يمنع من المرور قليلا على مسألة الشرق
الاوسط.
وقالت الصحيفة ان السياسة الاسرائيلية
التقليدية المؤمنة بان على اسرائيل
كدولة صغيرة اظهار قوتها وعدم الظهور
بمظهر الضعيف سياسة اكثر من طبقها
شارون وان المفارقة تكمن في ان كثيراً
من القيادات الحمائم في اسرائيل
قبلت بها.
وعددت
الافتتاحية مخاطر العملية واولها ان
ما تم لن يجعل اسرائيل اكثر امنا فحماس
سترسل طوربيداتها البشرية للهجوم
على اسرائيل وثانيا ان العملية ستضعف
السلطة الفلسطينية وقدرتها على
المناورة ومحاربة ما وصفتهم بالارهابيين
وثالثا ان الدول العربية المعتدلة
وبسبب ضغط الشارع ستحفظ بينها وبين
واشنطن مسافة في حربها ضد الارهاب .
من
جهتها شككت صحيفة لوس انجلوس تايمز
في تحليل لها بعنوان شارون
يراهن على إضعاف حماس بجدوى
العملية امنيا على اسرائيل مستشهدة
بكلام جنرال اسرائيلي يشير الى ان
شارون يرفع شعار قطع رأس الافعى وان
ما يحدث هو جز الحشيش فقط والحشيش
ينمو مرة اخرى .
وقالت
الصحيفة ان سياسات الاغتيالات لم تجد
نفعا مع اسرائيل مذكرة باغتيال مهندس
التفجيرات في حركة حماس يحيى عياش
عام 1996وكيف رجعت حركة حماس بعد
الاغتيال اقوى واعنف.
كما
ذكرت الصحيفة بهذا الاتجاه بعملية
اغتيال احد قادة حماس في اغسطس الماضي
وهو اسماعيل ابو شنب وكيف لم يؤثر هذا
الاغتيال في إيقاف الهجمات الفدائية
على اسرائيل من قبل حماس والمنظمات
الفلسطينية الاخرى.
اما
صحيفة كريستيان ساينس مونيتور فقد
سلطت الضوء على ان شارون وهو مقبل على
خطة فك الارتباط والانسحاب من غزة لا
يريد اظهار حركة حماس وكأنها منتصرة
وان الانسحاب جاء بفعل ضرباتها
محاولاً تحاشي تكرار ما حدث مع
الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان
عام 2000وكيف اظهرت حزب الله بمظهر
المسبب الرئيسي للانسحاب على حد قول
خبير استراتيجي اسرائيلي استشهدت به
الصحيفة.
ونقلت
الصحيفة عن جوزيف آرفر وهو محلل بمعهد
جافي للدراسات الاستراتيجية باسرائيل
قوله شارون كان يريد توصيل تلك
الرسالة مضيفة ان شارون يريد
ايضا إسكات الاصوات المنتقده له في
اليمين الاسرائيلي بسبب خطة فك
الارتباط مشيرا الى ان شارون يعرف
ان الادارة الامريكية لن تعارضه.
ووصف
آرفي العملية بانها مبررة لكن ليست
حكيمة وذلك لان الكل يعرف بانه لا يوجد
هناك حل عسكري للنزاع الاسرائيلي
الفلسطيني واغتيال الشيخ ياسين سوف لن
يغير المعادلة حيث لدى حركة حماس
القدرة على ملء الفراغ على حد قوله.
نقلاً
عن صحيفة الرياض24/3/2004
|