مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الاثنين 17 - 05 - 2004م

ــــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع |ـكتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحة اللقاء | البحث في الموقع |
ـ

.....

   
 

التفسير الـ شاروني للتاريخ‏!‏
بقلم : د‏.‏ هشام الحديدي

بقدر ما أثلج صدري خبر مقتل الجنود الإسرائيليين الستة أثناء اجتياحهم حي الزيتون في غزة في الحادي عشر من مايو الجاري ـ علي اساس ان تلك هي اقسي ضربة يتلقاها الجيش الاسرائيلي‏(‏ دون المدنيين‏)‏ علي يد المنظمات الجهادية الفلسطينية ـ بقدر ما اعتقد ان المنطقة مقبلة علي ايام اصعب‏,‏ وعنف اكثر ودماء اغزر‏.‏

فالتدهورات متلاحقة علي الساحة الفلسطينية الإسرائيلية‏,‏ والمجتمع الاسرائيلي نفسه يتجه بحدة الي المزيد من التطرف والعصاب والديماجوجية الفوضوية نتيجة انحسار التيارات العقلانية المستنيرة الراغبة في العيش بسلام امام المد الشاروني الاحمق‏,‏ الخالي من اي استراتيجية تعايش والمؤسس علي منطق اقصاء الآخر والشرب من دمه‏.‏

فلم نكد نفق من صدمة وعد بلفور الثاني الذي اعطاه من لا يملك‏(‏ بوش الثاني‏)‏ لمن لا يستحق‏(‏ شارون الأول‏)‏ في الرابع عشر من ابريل المنصرم‏,‏ بإلغاء حق العودة للملايين في الشتات الفلسطيني حتي صدمتنا مناورة رفض‏60%‏ من اعضاء الليكود خطة شارون للفصل الاحادي والانسحاب من غزة‏,‏ في استفتاء الثاني من مايو الحالي‏.‏ وكان الدكتور عزمي بشارة عضو الكنيسيت الاسرائيلي‏,‏ قد حذر من تلك المناورة قبل حدوثها بأيام قلائل‏,‏ حيث قال ان الكل مجمع علي التخلي عن غزة‏,‏ ليس في هذا جدال‏,‏ لكن الكل مجمع ايضا علي اهمية ضم اجزاء كبيرة من الضفة الغربية‏,‏ الي اسرائيل‏,‏ من اجل ذلك سوف يقوم الاسرائيليون بتعقيد موضوع الانسحاب من غزة الي اقصي درجة‏,‏ حتي يرضي العرب والفلسطينيون بقليلهم في الضفة‏.‏

تلك المناورة تذكرني باليهودي صاحب المزرعة الذي طالبه عامله الفلسطيني ببيت اوسع له‏,‏ يستطيع ان يأتي فيه بزوجته وأولاده‏,‏ اذ ان الكوخ الذي ينام فيه لا يصلح لذلك‏,‏ فابتسم له اليهودي ووعده خيرا‏,‏ وفي اليوم التالي احضر له بقرة لكي يحشرها معه في الكوخ وقال له ان ذلك وضع مؤقت حتي يبني له بيتا اوسع ثم احضر له بقرة ثانية وثالثة حتي صارت حياة الفلسطيني جحيما لا يطاق‏,‏ وفي نفس الوقت هو لا يري اثرا لبيت يبني‏,‏ كما وعده اليهودي‏,‏ فذهب الفلسطيني اليه يرجوه ان ينسي مطالبته له ببيت‏,‏ فقط يعيده الي وضعه الأول ويخرج البقرات الثلاث من كوخه حتي يستطيع النوم‏,‏ هنا ابتسم اليهودي مستريحا لتلك النتيجة وهنأ العامل الفلسطيني علي حكمته ووعده بإخراج اول بقرة اليوم والثانية بعد اسبوع‏,‏ أما الثالثة فلأنها حامل‏,‏ فالانسانية تقتضي عدم اخراجها قبل ان تضع مولودها‏!!.‏

هذه التدهورات ليست بنت الساعة‏,‏ وإنما هي تأتي ضمن سياق عام أضمره شارون في خاطره‏,‏ وبدأ في تنفيذه منذ اليوم الأول لتوليه السلطة‏,‏ مع بعض المواربة‏,‏ حتي جاءت لحظة الصراحة والمكاشفة في مؤتمر هيرتزيليا في الثالث من ديسمبر‏2003.‏ إرهاصات الكارثة الوشيكة جاءت في خطاب شارون لذلك‏,‏ فوعوده للفلسطينيين قد تقلصت‏,‏ عما صرح به قبل الانتخابات‏,‏ الي حد كبير‏.‏

كان يعرض حلا مؤقتا علي أساس دولة فلسطينية في‏42%‏ من الضفة الغربية‏,‏ والآن يشير إلي هذه المناطق كمناطق أمن حاسمة‏,‏ وفي الماضي كان شرطه الوحيد الي المفاوضات التي ذكرها هو انهاء الارهاب‏,‏ والآن يطالب بقيادة فلسطينية أمينة ومسئولة وجديدة‏,‏ مع اصلاحات ثقافية وقانونية وتعليمية وادارية‏..‏ الخ وكذلك يعارض تفكيك اي مستوطنات في اثناء تلك المرحلة‏,‏ واسباب الفجوة في المواقف واضحة‏,‏ ففي العام‏2001‏ أراد شارون محو صورته القديمة‏,‏ حتي يبدو مقبولا لدي الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش‏,‏ ويتمكن بهدوء من اسقاط خطط سلفه ايهود باراك وبيل كلينتون‏,‏ للانسحاب من الاراضي المحتلة‏,‏ وقلقا منه علي امكانية تحقيق هذه الاهداف‏,‏ كان حذرا في تكتيكاته في ايامه الأولي لتوليه المنصب‏(‏ مارس‏2001),‏ واستمر في دأبه الشيطاني فتجاوز نجاحه كل توقعاته‏,‏ حتي ان بوش نفسه ضبط خطواته في تلك المنطقة علي ايقاعات شارون ومراحله‏,‏ فلقد أبعد نفسه من الرئيس عرفات ووافق علي احتلال القوات الاسرائيلية للضفة الغربية‏.‏

وزادت ثقة شارون بنفسه وانفتحت شهوته بسبب هاتيك الانجازات وخاصة بعد ان فاز فوزا ساحقا في انتخابات‏2003‏ فقد اطمأن كثيرا لشعبيته وصورته التاريخية ولم يعد يشغل باله بالتكتيكات الصغيرة وهنا جهر بمكنونات صدره ان لا خطة لديه للسلام بدلا من ذلك هناك املاءات المنتصر علي الفلسطينيين المقهورين‏,‏ كما وضعها فريق شارون الامني‏.‏

يقول الكاتب الاسرائيلي الشهير آلوف بن ان شارون يبدو قريب الشبه بــ جولدا مائير فكلاهما وصل الي القمة في عمر متأخر وكان لديهما منظور متشابه للأمور‏,‏ وكانت شعبيتهما طاغية فمثل مائير يحرك شارون وزراءه كما الدمي المشدودة بالحبال‏,‏ وهي ايضا كانت تجري لقاءات طويلة ومرهقة مع الامريكان‏,‏ عن سبل التفاوض مع العرب في الوقت الذي كانت فيه تحكم قبضتها علي الاراضي المحتلة وبمساعدة صديقها في البيت الابيض‏,‏ كانت قادرة علي احباط مبادرة روجرز‏(‏ وزير الخارجية الأمريكي‏)‏ للسلام ولكم امتدحت في زياراتها المظفرة لساكن البيت الابيض وقتها ريتشارد نيكسون في فترة ما قبل حرب اكتوبر‏1973,‏ اذ استطاعت ان تؤجل مبادرات السلام لما بعد الانتخابات‏,‏ واستطاعت ايضا ان تنتزع من الرئيس معونة اقتصادية كبيرة ودعما معنويا عاليا في حملة انتخابها بعد ان كانت قد استنزفت مصادر التبرع اليهودية الامريكية‏,‏ في ذلك الوقت كانت القوات المسلحة الاسرائيلية في قمة مجدها اذ كانت تعيش سكرة انتصارات يونيو‏1967‏ وشارون هو الآخر مثل مائير يمتنع عن اي تسوية مع العرب ويعتقد أن التفاهم مع الولايات المتحدة كاف لتجنب التنازلات والفوز بالانتخابات والتمتع بالدعم المادي والسياسي‏,‏ يقول الكاتب الاسرائيلي ان الشئ الأكيد ان احدي هاتين الحالتين‏(‏ مائير وشارون‏)‏ قد انتهت الي كارثة قومية‏.‏

ما حدث في مؤتمر هيرتزليا كان تأبينا رسميا من قبل شارون لخارطة الطريق‏,‏ لكي تلحق باخواتها خطة ميتشيل تفاهمات تينيت وتوصيات زيني ووقتها اعلن شارون انه وبعد مجهودات مكثفة‏,‏ قد استطاع ان يقنع الادارة الامريكية بأن الطريقة الوحيدة للتحرك نحو اتفاقية سلام مع الفلسطينيين لا تكون الا من خلال التقدم في مراحل‏.‏

وهكذا مسح الجدول الزمني لاعلان الدولة الفلسطينية وتخلي عن تجميد المستوطنات واقصي المراقبين الدوليين لكي يأتي الرئيس بوش بعد ذلك وتحديدا في السادس من مايو‏2004‏ اثر لقائه عاهل الاردن ويعلن ان‏2005‏ تاريخ غير مناسب لاعلان قيام الدولة الفلسطينية والجدير بالذكر ان هذا التاريخ هو ذاته الذي حدده بوش من قبل في يونيو من العام‏2003.‏

وكانت واشنطن قد حضرت نفسها لذلك الموقف بأن جعلت من تصريحات بوش منذ ذلك الحين غامضة وعامة ولم يكن لدي السفارة الامريكية في تل ابيب اي تفسير رسمي للتناقض بين رواية شارون عن خطة امريكية اسرائيلية لعملية متمرحلة وبين التزام الادارة امام العالم واللجنة الرباعية بالخريطة وبطريقة غير رسمية اقترح احد دبلوماسييها الكبار ان الشخص الذي يسأل عما يضمره الاسرائيليون والامريكان معا هو اري جينجر واضاف هذا المسئول ان البيت الابيض نسي اطلاع كولين باول علي تفاصيل المحادثات مع رجل الاعمال الاسرائيلي‏(‏ الامريكي‏)‏ والصديق المقرب لشارون‏!!.‏

لم يكتف شارون بإراقة الدماء التي تحدث بشكل يومي الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة فقرر بشخصه اضافة منطقة ملتهبة اخري الي الحرائق المشتعلة منذ أمد بين العرب واليهود‏,‏ ومن بين كل الاماكن اختار القدس التي كانت حتي ذلك الوقت هادئة نسبيا هذه العبارة لم تكتب عن زيارة شارون للأقصي منذ اربعة اعوام ولكنها كانت افتتاحية الصحف الاسرائيلية الصباحية في‏11‏ ديسمبر‏1987‏ بعد يومين فقط من انطلاق الانتفاضة الاولي كان شارون حريصا علي امتلاك بيت في قلب الحي المسلم المكتظ في المدينة المقدسة وهو بيت قديم ككل البيوت في هذا الحي وقلما يذهب اليه شارون او احد من عائلته فالذهاب اليه مغامرة كبري حتي برغم وجود رتل من الجنود يحرسونه وفي كل زيارة لهذا البيت تغلق طرق وشوارع وتتخذ اجراءات امن مشددة ترهق الشرطة قبل الاهالي المسالمين لكن وجود هذا البيت يبقي دليلا واضحا علي ان رغبة شارون في استفزاز الفلسطينيين وتكدير صفو حياتهم‏,‏ لا تقف عند حدود اصدار الاوامر من بعيد‏,‏ بل تصل الي حد المشاركة الفعلية في التنفيذ برغم المخاطر الجمة التي قد يتعرض لها من ذلك‏,‏ زيارته لهذا البيت في وقت كانت اعصاب الفلسطينيين في قمة التوتر‏,‏ بعدما قتل اسرائيلي في غزة بعض العمال الفلسطينيين فآثر شارون الا ان يصب الزيت فوق النار المتوهجة‏,‏ فذهب الي هناك يحتفل باضاءة شمعة هانوكا هو وثلة من اصحابه تتقدمهم اعداد غفيرة من الجنود فأي عقلية مريضة تلك؟‏!.‏

في اليوم التالي بعد تلك الافتتاحية الصحفية السابقة كتب‏12‏ من الأكاديميين العسكريين الي وزير الدفاع وقتها‏,‏ وكان إسحق رابين‏,‏ محذرين اياه من ان افعال شارون‏,‏ الذي تسبب بالأمس القريب في كارثة لبنان‏(82‏ ـ‏1985),‏ سوف تدهور الاوضاع اكثر وذكروا له ان ما يحدث الآن في الارض المحتلة‏,‏ يثبت مجددا ان قرارهم بعدم الخدمة في تلك الاراضي كان مناسبا‏,‏ ويقول عمدة مدينة القدس‏:‏ ان شارون لا يعني بأكثر من اثارة العرب‏,‏ فلا اعتقد انه يرغب في المبيت في ذلك البيت لليلة واحدة لقد اتي ليفسد كل شيء ويسمم الاجواء الهادئة التي كانت تنعم بها المدينة من بعدها وبعد ان حقق غرضه لم يعد يأت الي هذا البيت الا نادرا‏.‏

مرة ثانية‏,‏ هذه الاحداث وقعت منذ اكثر من ستة عشر عاما اما زيارته الي المسجد الاقصي في حراسة الفين من جنوده في سبتمبر من عام‏2000,‏ والتي اطلقت الانتفاضة الحالية فهي لا تزال ماثلة في الاذهان اذن هو شارون الذي اطلق الانتفاضتين وهذا الرجل المريض هو من سرق تاريخ المنطقة وأدام صراعها واداره علي هواه‏.‏

كتب ارييل شارون في سيرته الذاتية‏(‏ المقاتل‏)‏ بالاشتراك مع الصحفي ديفيد تشانوف انه وزوجته ليلي حلما بسبعة اطفال علي الأقل‏,‏ وعشية العام اليهودي الجديد في اكتوبر‏1967‏ بعد سنة واحدة من ميلاد جلعاد فإن ابنه البالغ من العمر‏12‏ سنة من زوجته الأولي مارجاليت قتل عندما اطلق عليه احد اصدقائه البندقية عن طريق الخطأ وهم يلعبون‏.‏

مارجاليت الزوجة الأولي ـ هي أخت ليلي الكبري وقتلت في حادث طريق في مايو‏1962‏ ثم تزوج شارون أختها بعد سنة‏,‏ وقد قيل كلام كثير عن علاقة شارون غير الشرعية بليلي في حياة أختها وبأن هذا الحادث كان مدبرا من قبل شارون‏,‏ حتي يخلو له الجو مع شقيقة زوجته‏!.‏ علي أية حال فإن عومري و جلعاد هما اللذان بقيا فقط من عائلة شارون الكبيرة‏,‏ أما الأم ليلي فإنها ماتت بالسرطان في عام‏2000‏ عن‏63‏ عاما‏,‏ والآن يعيش هذا العجوز الأخرق مع ولديه‏,‏ يعتني به عومري أثناء أيام الأسبوع‏,‏ ويعتني به جلعاد في العطلات‏,‏ والاخير هو الابن الاصغر والاقرب لأبيه‏,‏ وهو ايضا المتورط معه في كل قضايا الفساد والرشوة المرفوعة ضده‏,‏ فـ جلعاد شارون هو الذي طلب الـ‏1,5‏ مليون دولار قرضا من سيريل كيرن رجل الأعمال الجنوب إفريقي في يناير‏2003,‏ وهو ايضا الذي اقترض‏4,2‏ مليون شيكل من بنك ليومي في سديروت‏,‏ وقرضا آخر مساويا له من فرع بنك ديسكاونت في تل ابيب‏,‏ وهو الذي تلقي الرشوة من رجل الاعمال ديفيد ابل مقابل تسهيلات لإقامة مشروع باليونان يقول عنه شخص قريب من العائلة‏:‏ انه قاتل‏..‏ ان مظهره الممشوق والنحيف مضلل جدا انه حاد وقاس ويميل الي الغش والخداع ودائما تجده وراء الكواليس في اي مصيبة كما ان رؤاه عنيفة في كيفية التعامل مع العرب ويؤمن بالحاجة ليد ثقيلة نحوهم‏,‏ ويقف بقوة ضد اي تنازل من اي نوع ودائما يقول انه مع العرب يجب عليك ان تستخدم العصا دائما وليس الجزرة وهو من شجع أباه في قراره زيارة الاقصي في سبتمبر‏2000‏ وصحبه الي هناك‏.‏

وبعد فلقد كانت تلك نبذة عن عصابة عائلة شارون الصغيرة والاجواء المسمومة التي يعيش فيها هذا العجوز الذي ما فتئ ينفث زعافا كلما طلعت عليه شمس نهار‏.‏

قبل عشرين عاما من ذلك التاريخ وتحديدا في‏16‏ أغسطس‏1967‏ أي بعد شهرين من بدء الاحتلال‏,‏ ابدي ديفيد بن جوريون قلقه من تصرفات المشاغبين في المدينة القديمة وفي خطاب محفوظ في مركز ابا ايبان في الجامعة اليهودية كتب بن جوريون مخاطبا ابا ايبان‏:‏ اعتبره من واجبي التقدم اليك معبرا عن قلقي البالغ علي وضعنا في القدس‏,‏ وخاصة بعد المسلك الغريب للحاخام جورين الذي فيما يبدو يعتقد ان المخلص المنتظر يختبئ في مسجد عمر فأقام صلاته وتراتيله التلمودية في مكان المسلمين المقدس معطيا هؤلاء الذي يكرهوننا سببا اضافيا لذلك‏,‏ ألم يكن يستطيع ان يصلي امام حائط المبكي او حتي في اي معبد في تل ابيب؟ هل كان يجب عليه فعلا ان يذهب الي مسجد عمر‏,‏ من دون باقي الاماكن‏,‏ لإقامة طقوسه؟ الا يوجد عاقل في الحكومة يستطيع ان يري الخطر الفادح الذي ينتظرنا من هذا السلوك الأرعن؟

الشاهد‏;‏ ان نكبة فلسطين ليست في كونها اكبر سرقة في التاريخ فقط‏,‏ بل فيما هو أفدح‏;‏ في كونها سرقة للتاريخ نفسه‏,‏ ولوي عنقه واعادته‏,‏ الي المربع الأول‏,‏ الي ما قبل التاريخ‏,‏ حيث الزمن موغل في الوحاشة والتوحش والبدائية‏,‏ فصناع تاريخنا المعاصر هم مصاصو دماء‏.‏ والمؤسف‏,‏ ان التاريخ يدمي‏,‏ ولا يبكي‏!!.‏السابق

الاهرام 15/5/2004

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

for

S&CS

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

ــ التعريف دراسات  متابعات   قراءات  هوامشرجال الشرق من أرشيف الشرق | صحيفة الشرق العربي |ـ
ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع |ـكــتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |
ـ