"الحياة"
تكشف تفاصيل تقرير تاغوبا:
تعذيب
متواصل و"سادي" واغتصاب عراقيات
لندن
- مهند الحاج علي
حصلت
"الحياة" على نسخة من تقرير
الجنرال انتونيو تاغوبا, والذي يؤكد ان
الانتهاكات في سجن "ابو غريب"
العراقي غرب بغداد كانت "منهجية",
وذلك بعكس ما اعلنه وزير الدفاع
الاميركي دونالد رامسفيد اول من امس
بأن ما تشهده السجون الاميركية في
العراق هو عبارة عن "حوادث فردية".
ووجد
التقرير الذي يقع في 53 صفحة أنه "بين
تشرين الاول (اكتوبر) وكانون الاول (ديسمبر)
عام 2003 حصلت حوادث عديدة من "الانتهاكات
الاجرامية والسادية القبيحة" في حق
معتقلين. وكانت هذه الانتهاكات "المنهجية
وغير القانونية ارتكبت عمداً من جانب
عناصر في قوة الحراسة التابعة للشرطة
العسكرية". وقال ان هذه الاتهامات
"تأكدت بموجب الافادات المفصلة
للشهود واكتشاف ادلة فوتوغرافية شديدة
الوقاحة", مشيراً الى ان "هذه
الافلام والصور موجودة في حوزة قيادة
التحقيقات الجنائية وفريق الادعاء
الاميركي".
وعدد
التقرير مجموعة من الانتهاكات الصارخة
داخل "ابو غريب" التي ارتكبها
عناصر الشرطة العسكرية ومن بينها: "تصوير
معتقلين رجالاً ونساء بالفيديو
والكاميرا وهم عراة" و"ارغام
معتقلين ذكور على ارتداء ألبسة نسائية
داخلية" و"تطويق رقاب معتقلين
ذكور عراة بجنزير كلب والتقاط صور
فوتوغرافية معهم" و"اقدام عنصر من
الشرطة العسكرية على ممارسة الجنس مع
احدى المعتقلات", وهو انتهاك خطير لم
تذكره وسائل الاعلام الاميركية.
وتتجاوز الانتهاكات التي يعددها
التقرير المعتقلين الاحياء لتشمل
موتاهم, اذ خلص ايضاً الى ان جنوداً
اميركيين "صوروا جثث المعتقلين"
العراقيين!
كما
اكد التقرير ان هؤلاء العناصر تلقوا
مديحاً من رؤسائهم لاقدامهم على هذه
الاعمال, وذكر انهم حصلوا على اشادة من
قبيل: "عمل جيد انهم ينهارون بسرعة
ويجيبون عن كل سؤال ويعطون معلومات
قيمة. حافظوا على العمل الجيد!".
ووضع
التقرير لائحة باسماء عشرات الضباط
والرتباء الاميركيين الى جانب بعض
المتعاقدين المدنيين, وعلى رأسهم "جون
اسرائيل", الذين يتحملون مسؤولية
العديد من هذه الانتهاكات التي شهدوا
بعضها كالميجور ديفيد دينينا الذي
اشرف على رمي احد المعتقلين من شاحنة
استقلها وجنوده.
وعزا
تاغوبا وقوع هذه الانتهاكات الى اسباب
عدة اهمها فشل القيادة في الابلاغ عنها
و"الفارق الثقافي" بين المعتقلين
وسجانيهم! وختم التقرير ان "جنوداً
اميركيين عديدين ارتكبوا اعمالاً
فظيعة وانتهاكات صارخة للقانون الدولي
في سجن ابو غريب ومخيم بقع. وفشل
مسؤولون كبار رئيسيون في التزام
القوانين والاجراءات وتوجيهات
القيادة في تجنب وقوع هذه الانتهاكات".
وطالب بـ "الموافقة على توصيات هذا
التحقيق وتطبيقها من أجل خلق الظروف
الملائمة لتجنب انتهاك حقوق المعتقلين
في المستقبل".
وكان
رامسفيلد قلل في مؤتمر صحافي عقده في
وزارة الدفاع الاميركية (بنتاغون) اول
من امس من اهمية هذه الانتهاكات,
مشيراً الى أن نظام جيشه في العراق "فاعل".
الحياة 2004/05/6
|