ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم أوقفوا
محرقة غزة وحرب الإبادة في
فلسطين.. بيان
من جماعة الاخوان المسلمين
في سورية يا
أبناء أمتنا العربية
والإسلامية..
أيها الأحرار في كل مكان.. لقد
هدّد نائب وزير الدفاع
الإسرائيلي، تحت سمع العالم
وبصره، الفلسطينيين العزل
والأبرياء، بمحرقة حقيقية. وما
أسرع ما بادر الجيش الإسرائيلي
إلى تنفيذ هذه المحرقة، فهدّمت
المساكن، وتطايرت أشلاء
الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ.. إن ما
يقع على أرض فلسطين وشعبها، منذ
وعد بلفور، إنما هو استنساخٌ
للمحرقة النازية بكل هولها
وبشاعتها. وإذا كانت المحرقة
الأولى قد نفذها (نازيّ) عابر
للحضارة والتاريخ، فإن المحرقة
على أرض فلسطين تنفّذ باسم
أدعياء الحرية والديمقراطية،
وتحت عناوين الشرعية الدولية!! يا
أحرار العالم في كل مكان.. إن ما
يجري على أرض فلسطين، بكلّ ما
فيه من قسوة ووحشية، واستهتار
بحياة الإنسان، وتجاوز على
كينونته.. يعبّر عن مكنون دفين
من الكراهية والحقد على الحياة
وعلى الإنسانية والإنسان.. وهو
يوجب التصدّي له ولمخرجاته
الشوهاء، وتحويل مرتكبي هذه
المحرقة والمجازر، إلى عابرين
للتاريخ والجغرافيا.. وكما
أنه لم تستطع أيّ قوة وحشيةٍ على
مرّ التاريخ، أن تكسر إرادة
الشعوب.. كذلك
فإن القوة الوحشية الصهيونية،
لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني،
ولن تذهب بوجوده. إن صورة أشلاء
الأطفال المبعثرة، وشلالات
الدم التي تُسفَكُ بوحشية،
المنطبعةُ اليومَ في ذاكرة جيل
بأسره، سترسم بالغد القريب أفق
العلاقة، وتحدد صيرورتها (نكون
أو يكونون)، وهذه هي الحقيقة
الناطقة التي تجسدها الوحشية
الإسرائيلية العاجزة في لحظات
الغطرسة عن قراءة تداعيات
الأحداث. يا
أبناء أمتنا العربية
والإسلامية.. لقد كانت القضيةُ
الفلسطينيةُ - وينبغي أن تبقى -
القضيةَ المركزيةَ في تاريخ
الأمة المعاصر. ولا يجوز أن
تتحوّل هذه القضية إلى فصل من
فصول الخلاف بين أبناء الأمة،
قادة ً وشعوباً. ولم يكن حق
الشعوب في مقاومة المحتلّ، وفي
الدفاع عن وجودها ومقدساتها،
إشكاليةً في تاريخ الفكر أو
الموقف العربي والإسلامي
المعاصر. إن ما نشهده اليوم من
تنابذ وتردّد وهشاشة ولا مبالاة
في الموقف (العربي).. يزيد من
حِدّة المأساة ومن هول المحرقة
وبشاعتها. يا
أبناء أمتنا العربية
والإسلامية.. إن جماعتنا جماعة
الإخوان المسلمين في سورية، إذ
تعلن استنكارها وإدانتها
للمجزرة الإسرائيلية التي تنفذ
على شعبنا الفلسطيني، ورفضها
لكل الذرائع والعناوين التي
يسوّغ بها العدو جريمته. لتعلن
كذلك شجبها وإدانتها للتواطؤ
الدوليّ، بالتغطية على جرائم
المحتلّ ومجازره، والتخاذل عن
اتخاذ القرار الحاسم للأخذ على
يده. كما تعلن إدانتها لأيّ
انقسام فلسطينيّ أو عربيّ أو
إسلاميّ، في شأن قضيةٍ مركزيةٍ
مثل قضية فلسطين، فهي قضيةٌ لا
تقبل الانقسامَ حولها، ولا حول
حق شعبها في المقاومة والدفاع.. وإنها
لدعوةٌ لقادة الدول العربية
والإسلامية وشعوبها، لتحدب
بأخوّة، وبشعور بالمسؤولية
التاريخية، على الشعب
الفلسطينيّ، لنصرته وتأييده،
والأخذ بيده في لحظات حرجة
وقاسية من التاريخ الفلسطيني
والعربي المعاصر.. إن على
قادة الأمة أن يدركوا حراجة
الموقف الفلسطيني وتعقيداته،
وحجم الهجمة على الأمة والقضية
بكلّ أبعادها، وأن يتحملوا
المسؤولية التاريخية حيال ما
يجري على أرض فلسطين وفي غزة
بالتحديد، بعيداً عن (مجلس
الأمن) المصادَر عملياً لمصلحة
العدو الإسرائيليّ.. فإنّ نتائج
ما يجري هناك، لن تكون قاصرة على
أرض فلسطين، وإنّ الذين يقاومون
في غزة والضفة الغربية، إنما
يدافعون عن الأمة ومقدّساتها. إن على
الشعوب العربية والمسلمة أن
تخرج عن صمتها، وأن تنضمّ إلى
معركة الدفاع عن مقدّسات الأمة،
وأن تبلغ رسالتها إلى شعوب
العالم وحكوماته: بأنه لا يمكن
لأيّ استقرار أن يمضيَ إلى
غايته، على أشلاء أطفال فلسطين
ودمائهم. أيها
الإخوة الأبطال في غزة وعلى أرض
فلسطين.. ثبت الله أقدامكم،
وسدّد رميكم، وجمعكم على كلمة
التقوى. إن وحدة الصف ووحدة
الكلمة، مدخلٌ أوليّ لنيل نصر
الله وعونه وتأييده.. (إن الله
يحب الذين يقاتلون في سبيله
صفاً كأنهم بنيان مرصوص). (ولا
تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
إن كنتم مؤمنين). صدق الله
العظيم لندن في
2 آذار (مارس)
2008 جماعة
الإخوان المسلمين في سورية
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |