ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم كتاب
مفتوح إلى القادة العرب بين
يدي قمة دمشق المنعقدة بتاريخ 29
آذار 2008 السادة أصحاب الجلالة
والفخامة والسموّ.. السيد الأمين العام للجامعة
العربية.. السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحيةً مباركةً طيبةً.. وبعد: فإننا
نضع أمامكم بين يدَيْ القمة
العربية المنعقدة في دمشق، هذه
الحقائقَ التي لا تخفى عليكم،
تذكيراً بواقعٍ أليمٍ يعيشُه
الشعبُ السوريّ، في ظلّ نظامٍ
فُرِضَ عليه بقوة القهر منذ
أكثر من أربعة عقود، ينتهكُ
حقوقَه، ويُغرقُه بالمظالم،
ويتهدّدُ وجودَه وانتماءَه. ففي
الإطار العام، يعيش الشعبُ
السوريّ حالةً إنسانيةً
ومدنيةً خارجةً عن سياق
التقاليد العربية الإسلامية،
وخارجةً أيضاً عن السياق
التاريخيّ السياسيّ والمدنيّ
الذي تعيشه شعوبُ العالم أجمع؛
حالةً يُعزَلُ فيها الشعب
السوريّ، بكلّ قواه المجتمعية
والمدنية، عن الحياة العامة
بكلّ آفاقها، في ظلّ نظامٍ
شموليّ، يكرّسُ حزبَ البعث
العربيّ الاشتراكيّ - بموجب
الدستور المعلن - وصياً على
الدولة والمجتمع!! إنّ سياساتِ
الإقصاء والتهميش والقمع،
وسياسات الإفقار والتجويع.. هي
المخرجاتُ العمليةُ لسياسات
الاستبداد والفساد التي
ينتهجُها النظام السوريّ. السادة أصحاب الجلالة
والفخامة والسموّ.. السيد الأمين العام للجامعة
العربية.. إن
المظالم الإنسانية التي
يُوقعها النظام على أهلكم
وإخوانكم في سورية لا حدود لها،
فلا تزالُ المقابرُ الجماعيةُ
تغيّبُ ما يزيد على عشرين ألف
مفقود، وما يزالُ عشراتُ الألوف
من المهجّرين القسريين ممنوعين
من حق العودة إلى بلادهم، هم
وأولادُهم وأحفادُهم.. في ظروفٍ
دوليةٍ ومعاشيةٍ بالغةِ
القسوة، وما يزالُ القانونُ رقم
(49) لعام 1980 الذي يحكمُ بالإعدام
لمجرّد شبهة الانتماء لجماعة
الإخوان المسلمين ساريَ
المفعول، بل لقد تم تفعيلُ هذا
القانون في السنوات الأخيرة،
لتصدرَ الأحكامُ بموجبه على
أبناء الإخوان وأحفادهم
وأقاربهم ومؤيّديهم.. وما يزالُ
الاعتقالُ السياسيّ على الرأي
والكلمة والموقف، هو النهجَ
المتبعَ في التعامل مع المثقفين
والناشطين، ولا يزالُ في سجون
النظام آلافُ المعتقلين من
سوريين ولبنانيين وفلسطينيين
وأردنيين.. يرفضُ النظامُ في
كثير من الحالات، حتى الاعترافَ
بهم، أو الكشفَ عن مصيرهم،
اعتقالاتٌ تطالُ كلّ فئات
المجتمع، كان آخرَ حلقاتها
اعتقالُ قادة ورجالات (إعلان
دمشق للتغيير الديمقراطي).. السادةَ أصحابَ الجلالة
والفخامة والسموّ.. السيدَ الأمينَ العام
للجامعة العربية.. إنّ
محاولةَ انتزاع سورية من محيطها
العربيّ وانتمائها التاريخيّ،
ومحاولاتِ الاستحواذ على دول
الجوار، والتدخّلَ المباشرَ
وغير المباشر في الشئون
الداخلية للدول العربية،
وتوجيهَ الشتائم والاتهامات
للقادة العرب.. بالإضافة إلى
السياسات الانفعالية والمرتبكة
التي تتعارضُ مع مصالح سورية
وإقليمها العربيّ.. كلّ ذلك
يعرّضُ سوريةَ (الوطن والإنسان)
والمنطقةَ كلها إلى أخطارٍ
كبيرة، فسوريةُ اليومَ مهددةٌ
خارجياً بسبب هذه السياسات،
ومهددةٌ داخلياً بزعزعة وحدتها
الوطنية، حيث يتمدّدُ على أرضها
وبين سكانها مشروعٌ شعوبيّ
مذهبيّ مُريب، يتهدّدُ هويةَ
سورية وخارطتها الديموغرافية. أصحابَ الجلالة والفخامة
والسموّ.. السيدَ الأمينَ العام
للجامعة العربية.. إن
الشعبَ السوريّ ينتظر من
حكوماتكم موقفاً أخوياً
مسئولاً يستشرفُ الآفاق، ويدرأ
أخطار هذا النظام عن شعبه
وجيرانه قبل أن تستفحل، موقفاً
يستذكرُ قولَ الرسول صلى الله
عليه وسلم: (المسلمُ أخو المسلم،
لا يُسلمُه ولا يخذلُه ولا
يحقِرُه).. فقد تمادى النظامُ في
الظلم والطغيان والفساد،
وتجاوزَ كلّ الحدود. والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته. في
28 آذار (مارس) 2008 جماعة
الإخوان المسلمين في سورية
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |